💕البارت الثامن عشر💕

3.3K 156 327
                                    


حارس العشق ..❤

_بتدور على مين ؟!

التفت جسده نحو صوتها سريعاً متجاهلاً نبض قلبه الغريب حال استماعه لنبرة صوتها المختلفة،
كانت هادئة، رقيقة تختلف عن خاصة راقصة باعت عمرها وحياتها وجسدها ..

بقي واقفاً مكانه في ذلك الرواق الطويل الفارغ إلا منهما معاً، يراها تتقدم منه بخطوات ثابتة وكأنها تعلم بتسمّره بمكانه وتوقف قدرته على الهرب،
عيناها المكحّلتان بكحل يزيدهما اتساعاً، متعلقتان بخضرة عينيه المتعبة ..

واقفاً يلوم نفسه لهياجه وتسرّعه، وكم لام نفسه اليوم بالذات لذلك التسرّع الذي يُسيطر عليه..!

وصلت قريباً منه بعيون لم تنزل عن خاصته برغم رغبته الشديدة بتأملها كاملة، أو رؤية ملابسها البعيدة تماماً عن جو الراقصات والملاهي ..
إلا أن شيئاً ما في نظراتها جعله يغوص بها ويتجمد مكانه بغير حراك ..

ابتسمت رودس تميل رأسها بخفة بنظرات تتغيّر لإعجاب تُحاول تخبأته، هيئة غياث الآن أمامها مختلفة، ربما تلمح تعبه الواضح عليه، أو مقاومته للحفاظ على ثباته أمامها وذلك أكثر ما يثيرها ..

تمتمت بهدوء ومازالت نظراتها مثبة عليه: أنت مش جاي علشان أسد صح ؟!

بقي الآخر محدقاً بها بتقطيبة حاجبين تنم عن ضيقه وانزعاجه لتزداد ابتسامتها مقتربة منه أكثر: جه هنا شوية وخرج، شكله عمال يستناك علشان تمشوا .. بس الحارس بتاعه فيين !؟ عندي أنا، جاي علشاني ..!

عونه توسعت تدريجياً حالما وصل كلامها لمسامعه وحلّله عقله الغائب، ليشعر بلسع قوي في جسده أعاده للخلف بصدمة من نفسه وتصرفاته،
زفر أنفاسه بقوة محاولاً السيطرة على ثباته وأشاح بوجهه عنها يتقدم خطوة بغية الذهاب أو ربما الهرب، إلا أن جسدها عاد ليسدّ الطريق أمامه ترفع رأسها نحوه بابتسامة واسعة ولمعة عيون أليفة ..

أغمض عيناه يضم قبضتيه بجانب جسده وبصعوبة سيطر على غضبه ليأتيه صوتها الذي استفزه وهي تنطق حروف أسمه ببطء: غياث ؟!

فتح عينيه محدقاً بها بنظرات توضح احتقاراً لا يدري أمنها أم من نفسه لتأثّره بها !!؟
أخرج نفساً قوياً متمتماً بصوت عصبي: أبعدي من طريقي ..

لاحت ابتسامة ماكرة فوق شفتيها المطليتين بحمرة مثيرة، وعادت تُقرّب رأسها منه أكثر حتى تراجع لا إرادياً للخلف وعيونه احتدت نظراتها بتحذير لئلا تزيد اقترابها الخطر .. وهيئته تلك جعلت من ابتسامتها تتسع شيئاً فشيئاً حتى تصاعدت ضحكتها فجأة ليظهر من خلف شفتيها صفّ من أسنانها البيضاء المرتبة، زادتها أناقة وحسناً،
وكالعادة تفاعلت ضربات قلبه مع ضحكتها المخالفة لطبيعة عملها تماماً، لتنتج داخله شعوراً لم يُعايشه من قبل ربما، وكم تمنى الشعور به سابقاً، وعندما أتته الفرصة الآن جائه مع غضب واحتقار كبير ..

حارس العشق .. بقلميfarohaWhere stories live. Discover now