💕البارت الخمسون💕

4.5K 189 296
                                    


حارس العشق ..❤

مع أولى خيوط الشمس التي بدأت تتسلل إليهم مضيئة ظلمة المكان، خرجت ياسمينة من غرفة جانبية أغلقتها خلفها بهدوء، وسارت سريعاً نحو منعطف في آخر الرواق، حيث وجدت حسناء بجانبها همام وقريباً منهم يقف مسلم متكئاً على الحائط بجانبهم ..

رفعت حسناء عيناها بأجفان محمرة مرهقة هزت رأسها باستفهام لتتنهد ياسمينة تقترب لتجلس بجانبها وعيونها تعلقت بغرفة العمليات أمامهم: لسه مفاقش ..

طالعهم مسلم بصمت للحظة ثم هتف: الدكتور قال قدامه ساعتين، أا. أنا هروحله ..

ابتسمت ياسمينة مبعدة نظراتها عنه تعود وتحدق بغرفة العمليات أمامه، لتهتف بدموع: مكانش عايز يجي معانا المستشفى، ودلوقتي جه غصباً عنه ..

تنهدت حسناء بضيق تنظر لباب غرفة العمليات الذي أُغلق منذ دقائق قليلة، بعدما أُدخل والدها عبره و كان في تلك اللحظات يقاوم شعور الخدر الذي بدأ يغزو جسده تدريجياً، تقابله إحدى الممرضات التي هتفت له بابتسامة مطمئنة: متقلقش كل حاجة كويسة، و أبن حضرتك بقى كويس برضو و إن شاء الله هترجعلهم بالسلامة ..

عقد أسد حاجبيه بعدم فهم، عيونه زاغت للحظة يتمتم بلسان ثقيل: أابني.. ماله ؟

طالعته الممرضة بتوتر وابتعدت سريعاً حالما اقترب الطبيب منه يرمقها بحدة وهتف بهدوء: متخدش في بالك عملية بسيطة و خرج منها بالسلامة، المهم أنت..

خفت صوت الطبيب حتى اختفى تماماً، وبقيت صورة مشوشة له يتكلم معه بكلام لا يفهمه ولا يسمعه، ألتقت أجفانه الثقيلة أخيراً، تقطع حتى تلك الصورة الغير واضحة، و غاص في وعي غائب يأخذه لعالم آخر ..

………………………………………………

وقف مسلم بجانب نافذة مغلقة، عيناه مثبتة بحرص على كنان النائم فوق سرير طبي في منتصف غرفة واسعة أنيقة،

اقترب منه بخطوات هادئة، سحب كرسياً جانبياً يجلس عليه وعادت عيناه لتتأمل وجه كنان الذي بدى شاحباً تماماً كما بدأ يتذكر هيئته في اليومين السابقين ..

زفر بضيق و شعور قلق و إحباط يسكنه، أو ربما شعور تأنيب للنفس لم يعد يفارقه،
هربه من كنان كان هرباً من نفسه أولاً، لعدم تمكنه من تنفيد وصية أخاه كما يجب، لعدم تمكنه من حمايته من نفسه أولاً، لمساعدته حتى في أخطائه و انتقامه بدون أن يوقفه ويوقف نفسه عن ذلك، حتى لو كان ذلك بنية طيبة و هدف نبيل ..

مسح وجهه بضيق من نفسه يزداد، و نظرات عينيه ظهرت بلمعة دموع خائفة وراجية،
لم يعد يفهم نفسه، شعور الراحة الذي سكنه لمدة قصرة بعدما نفذ وصيته أخيراً، قد اختفى تماماً الآن، و عاد ليعيش في همّ و خوف كما لو أنه مازال يخفي الحقيقة ..

تنهد متراجعاً للخلف، يربع يديه فوق صدره يأخذ نفساً عميقاً ينتظره أن يستيقظ في أية لحظة،
أن يُنهي كل ما يحدث بينهم، أن يُنقذ نفسه من عذاب و تفكير مرهق، و ينقذ كنان من ضياع ما زال يراه به وبات يلوم نفسه عليه،
رؤيته بذلك الضعف و الإستكانة كانت كصفعة قاسية له، أفاقته من جنون أفكار و غرابة أطوار، أشعرته بعمق حبه له، بأنه يريده صديقاً قريباً و صاحباً و ربما أخاً، مهما اختلفت التسميات و الألقاب، الأهم بأن شعوره لا يختلف ولا يقل ..

حارس العشق .. بقلميfarohaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن