حارس العشق .. بقلميfaroha

💕البارت الخامس والثلاثون💕

حارس العشق ..❤

اقترب حسان سريعاً من ذلك الجالس بثقل على مقاعد الإنتظار، يداه تحيطان برأسه يشد عليه بقوة، و كأنه يريد إخراج تخيلات سيئة مخيفة تدور داخله،

انحنى يجلس القرفصاء أمام مقعده وربت على ركبته بقلق: جبران!؟

رفع جبران رأسه ببطء، لتظهر عيناه المحمرة المليئة بالدموع، ليشير بيد مرتجفة نحو الغرفة أمامه: تعب جامد.. و أنا السبب لو إني أجبرته..

ابتلع ريقه بصعوبة ليهز رأسه بشرود: خفت أجبره و أخسره، وخوفي ده خلاني أخسره كمان، ماكنتش عارف أعمل إييه..

زاد دمع عيناه بعجز ليربت حسان على قدمه: إن شاء الله هيبقى كويس.. الدكتور فين؟!

جبران: دكتوره مش هنا.. مسافر هيرجع بكرا الفجر ..

حسان: يعني إيه ..؟

تنهد جبران ماسحاً عيناه: هنستنى لحد بكرا علشان يشوف حالته، دلوقتي محدش لسه خرج يطمني..

رفع حسان رأسه ناطراً لاقتراب غياث منهم، والذي مد لجبران كوب قهوة ساخن: خد أشرب ده وهدي نفسك..

أخذ جبران الكوب بصمت لينهض حسان زافراً بقوة يتبادل النظرات مع غياث لامحاً في عينيه خوفاً متوارياً، شحوب وجهه منذ لحظة رؤيته لجسد همام الساكن، وبقعة الدماء التي تراكمت أسفل رأسه المصاب..

زفر غياث بقوة ليتنبه على اقتراب سامي برفقة حسناء وقمر من آخر الرواق باتجاههم،

التفت نحو جبران سريعاً: جبران..

رفع جبران رأسه بشرود، لتتوسع عيناه حالما لمح ركض سامي نحوه والذي ألقى بنفسه بين أحضانه ببكاء أخرج دموع جبران وهو يضمه بقوة مستمداً منه دعماً وقوة رغم ضعف الإثنين ..

صوت البكاء تعالى في الرواق حولهم، لترمقهم حسناء بعيون محمرة جامدة، مازالت الصدمة تستحوذ عليها منذ سماعها ما حدث ..

لوهلة تخيلت نفسها ترتدي السواد، تتقبل التعازي بمن كان يوماً حبيبها، و أصبح زوجها ولكن.. لم تهنأ يوماً بزواجها به بعد صدمتها بمرضه..

دموع ساخنة خرجت منها، سرعان ما جفت، وبقيت الصدمة فقط والتخيلات المرعبة، ربما كانت تُدرب قلبها ومشاعرها حيث تتلقى الخبر بخسارته، تدرب شعورها وتعودها على ذلك الفراغ من بعده، فراغ لن تملأه بأحد غيره حتى لو كلفها ذاك حياتها..

يد قمر محيطة بكتفيها ترمقها كل عدة لحظات بقلق بالغ، و تعود تحدق بجبران الذي مسح دموعه يحاول تهدأة سامي والذي كان عندهم لحظة وصول الخبر إليهم ..

دقائق عديدة صامتة، فلم يجد أحدهم كلاماً ليقوله، فقط دعوات وابتهالات داخلهم، ونظراته معلقة في ذلك الباب أمامهم ..