💕البارت الثاني والخمسون💕

3K 168 365
                                    

حارس العشق ..❤

لم يكن صامتاً كالعادة أمامه، بل كانا العكس،
والده صامت يطالعه بنظرات لا يفهمها، و كأنه يريد الإستماع لما يُخفيه ولما يشعره ..

على غير عادته،
لم يستمع يوماً له ولم يهمه ما يريده، لطالما كان يأمر و إن لم يُطع يقلب الدنيا فوق رأسه،

وذلك زاده حدة و حنقاً، زاده ظلماً وقهراً، و كأن الضحية قد اعتادت القسوة حتى باتت تخشى اللين و العطف،
هو اعتاد خشونة والده و قسوته، اعتاد على تسلطه و تعنته و أوامره، و هذا ما جعله متخطباً أكثر من السابق، خائفاً يخشى التغيير المفاجئ ذاك، تغييراً بلا تبرير ولا تمهيد ..

متناقض هو، يخشى تغيّر والده و لينه، و في نفس الوقت يشعر بحنق لأنه مازال على تعنته، يتغير في الوقت الذي يريده بدون تبرير، كما كان يقسو بدون تبرير أيضاً ..

صوته يخرج حاداً متهماً، لا يتوقف: أنا عايز أعرف إحساسك إيه دلوقتي و أنت عاجز، أه عاجز، بالنسبالي أنت عاجز، شوف نفسك كنت إزاي وبقيت إزاي،

ابتسم ساخراً ولم يستطع الجلوس أكثر، نهض مجعداً جبينه من ألم جرحه الذي لم يلتئم بعد، هتف بإيماءات عصبية متوترة و كأنه لا يود أن يصمت ولا يود أن يستمع إليه: أنت وجودك زي عدمه بالنسبالي، وبالنسبة لأختي كمان و لأمي، مبقتش حاجة أنت مبقتش ولا أي حاجة ..

صمت رغماً عنه بعدما ظهر صوت أسد ببعض الحدة التي جاهد لإخراجها: أتكلم عن نفسك م..

قاطعه كنان هو الآخر مبتسماً بسخرية واضحة: و أنت واثق إزاي إن تفكير أختي و أمي مش زيي ؟!

طالعه أسد بنظرة سريعة، يشعر بدقات قلبه غير منتظمة لا يدري هل هي إجهاد وضغط أم أن كلمات الآخر و لهجته الغريبة لأول مرة هي ما جعلت داخله يضطرب، ولكنه لم يستطع أن يصمت وكأنهما في حرب مستعرة: و أنت واثق أنهم نفس رأيك إزاي ؟! أنت من إيمتى وكان ليك رأي أصلاً ؟!

ابتلع كنان ريقه بحركة واضحة وعيونه تزداد حدة فيما هتف أسد وشيء من زهو تسلل داخله لعودته إمساك زمام الكلام: طول عمري بجهزك عشان يبقى ليك رأي وسمعة ومكانة و أنت مكنتش راضي،

ابتسم ساخراً و ربما متحسراً: كنت تسيب كل شغلي و تلحق ناس ملهومش أي لازمة في حياتنا، كنت تلحق حاجات لو سبتك ليها كان زمانك ضعت دلوقتي ..

ارتخت أجفان كنان بشكل واضح، وكأن ثقلاً هائلاً جثم على أكتافه ليعود نحو كرسيه بتثاقل يحدق في فراش السرير بعيون بائسة جعلت أسد يصمت و كأنه ينتظر منه رداً أو تفسيراً ..

تمتم كنان بوهن، بيأس بعدما اختفت حدته السابقة، بعدما وجد نفسه خاسراً حتى في ثورته وقسوته،
هو لا يستطيع القسوة، لم يعتد على ذلك، تؤلمه قسوته أكثر مما تؤلم الآخرين،
يشعر بالإنهاك يجتاحه كلما فعل شيئاً ليس من طباعه، كلما ادعى الجمود، ادعى الحدة والشراسة،

حارس العشق .. بقلميfarohaWhere stories live. Discover now