💕البارت الثاني والأربعون💕

3.6K 203 587
                                    


حارس العشق ..❤

تعلقت نظرات جبران العميقة على هيئة كنان الغريبة، بجمود عينيه المحمرتين بقوة، توقف دموعه بشكل مفاجئ و كأن تبلداً قد أصابه ..

وقف حسان بجانبه بقلب مثقل لا يدري كيف يعبر عما يشعر به، راحته لوجود كنان سليماً أمامهم بعد ساعات طويلة عصيبة، أم فزعهم لعلمهم بأن غياث قد دفع ثمن كل ما حدث ..؟! أم ربما لعجزهم عن الإقدام بأي فعل، وكأنه في كل موقف تعود إليهم ذاكرتهم القديمة، وجفائهم القديم ..

كنان كان أقوى منهما، رغم ضعفه الواضح، هيئته المزرية و وهن جسده العام، إلا أنه استطاع الجمود أمامهم، استطاع الإقتراب منهم بخطوات تُظهر للجميع ارتعاشة جسده التي سيطرت عليه حتى تكاد تكون أبدية ..

راقبه جبران بجبين يزداد انعقاداً، و قلب يزداد اضطراباً وارتباكاً، يشعر بغرابة نظرات كنان المثبتة عليه هو تحديداً، يكاد يشعر باللوم يلمع في عينيه، يشعر بعتاب مُهلك ينضح من نظراته الجامدة، وآلاف الكلمات تتقافز على ملامحه،
ذلك العتاب الصامت زاد من ضيقه، و صور كثيرة لمعت في ذاكرته، تُحيي ذكرى قديمة لن تُنسَ بينهم،

بهيئة مشابهة لما يراه بها الآن، هيئة مزرية، دموع غزيرة واحتياج كبير، كما كان مراهقاً يثور في وجوههم، رافضاً ظلمهم له، يواجههم بكل المشاعر التي هاجمته، يُفضي لهم مقدار عجزه وظلمه وخيبته،

ها هو يراه الآن كما في السابق، والفارق فقط أن ضعفهم قد اختفى، ضعف كنان في الدفاع عن نفسه، وضعف جبران في مواجهة ما يحدث و فهمه ..

وربما أفكاره تلك، لم تكن مُقتصرة عليه هو فقط، قد انتقلت لحسان بجانبه، وكانت تلمع على صفحة عيون كنان أيضاً،

والذي تابع خطواته نحوه حتى وقف مقابلاً له تماماً، يزيده اختناقاً و كأن وجوده أمامه بنظراته تلك أعجزه عن التنفس .. إلا أنه لم يستطع إبعاد عينيه عنه و كأن قوة غريبة تصله به،

خرج كنان عن صمته أخيراً، بصوت مبحوح مرتعش، يهتف بنبرة متقطعة باكية: قولي أانه مش بسببي، غ.غياث مش هيموت بسببي أانا مليش دعوة،

رجفت شفتيه يرفع يده المرتعشة نحو أسد: بسببه هو.. هو السبب مش أنا ..

طالعه أسد بملامح جامدة و عيون غريبة مظلمة، إلا أن عيون كنان لم تكن تنظر سوى لجبران، ربما ينتظر دعماً يحتاجه منه، دعم طلبه بكلماته المتقطعة الشاكية: قولي أانه مش بسببي، حسسني لمرة واحدة أان..

عض شفته المرتجفة يمنع نفسه من البكاء، إلا أن دمعة خانته لتسيل على وجهه المحمر متابعاً بارتجاف ونبرة بدأت تحتد شيئاً فشيئاً: إكدب عليا وقولي أني مش السبب، طمني و اقف جمبي زي ما وقفت مع حسان زمااان..

أشار لحسان الواقف بجانبه والذي ضم قبضتيه بقوة و ثقل صدره يزداد أكثر مع كلمات كنان الذي تابع بحدة و اتهام: وقفت جمبه هو سنييين، وقف جمبي أنا دلوقتي وساعدني، وقف جمبي لحد ما يرجع غياااث.. لحد ما يرجعلي..

حارس العشق .. بقلميfarohaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن