💕البارت التاسع والثلاثون💕

3.2K 180 484
                                    

حارس العشق ..❤

لم يكن قادراً على الجلوس رغم ارتعاشة جسده الواضحة للعيان، عيونه متوسعة خائفة، ينتفض بفزع عندما يدوي صوت الرعد في الخارج،

الليلة كانت عاصفة كعاصفته الداخلية التي يُصارعها، كانت ماطرة بغزارة ومُنهكة لمشاعره،
الليلة.. تُذكره بليلة أمضاها وحده ذات يوم،
يضم جسده لنفسه بفزع و رعب و حزن، بعدما فقد خاله، عماده الأول في هذه الدنيا، و رحلت والدته للمستشفى طريحة الفراش إثر ذلك،

مازال يذكر شعوره آنذاك، بنفس العواصف الآن، أضواء البرق تُضيء عتمة الكون، و صوت الرعد الصاخب يشق المكان،

وتشابه لياليه تلك، جعل من رجفة قلبه أقسى كل دقيقة تمر بدون أن يطمئن عليها، قلبه يكاد يبحث عن مخرج، أو أنه بدأ بالفعل بثقب صدره ليندفع خارجاً منه،

أسند رأسه على الحائط ولم يعد يحتمل الإنتظار أكثر، رغم أنها كانت دقائق قليلة فقط،
فيما اقترب كنان منه بتردد، ملامحه مرتبكة خائفة يطالع الغرفة المغلقة أمامهم بنظرات مهتزة قلقة،
ثم يعود ليحدق بغياث والذي يبدو أنه يعيش في عالم بمفرده ..

آثر الصمت أمام هيئته تلك، لم يمتلك كلمات ليقولها من الأساس ليهون عليه خوفه و رعبه الواضح ..

التفت نظراته بعفراء التي بادلته النظرات، تجلس ساكنة على مقعد مجاور، تراقبهم بصمت وملامحها مهمومة مرهقة ..

استمر الحال بهما عدة دقائق أخرى، ليبتعد كنان عنه بقلق يساوره، و ضيقه من نفسه يزداد لعدم تمكنه من مساعدته ..

أخرج هاتفه و كأنه يريد الإستنجاد بأي أحد، ليرفع لأذنه يستمع لرنين قصير سرعان ما انقطع وجائه صوت مسلم ..

بقي صامتاً ليستمع لصوته الحذر: كناان.. فيه إيه ..؟!

انتقلت عيون كنان خلفه محدقاً بغياث: مامة غياث في المشفى ..

مسلم: ليه؟! حصلها إيه ؟؟

كنان بضيق: مش عارف .. بس هو مش كويس و..

مسلم بحذر: عايزني أجيلك ؟!

زفر كنان يطالع النافذة القريبة منهم: لأ الجو وحش مش هتقدر تيجي،

صمت لا يدري كيف يسأله عن طريقة التعامل مع غياث في وضعه ذاك، ليتنهد مسلم هاتفاً: عموماً أنا صاحي، أنت خليك معاه و ابقى طمني عليهم، ولو احتجتني في أي وقت أنا جاهز ..

علق كنان عيونه على غياث والذي انتفض بفزع عندما خرج الطبيب من الغرفة، ليغلق سريعاً مع مسلم يتجه نحوه مع عفراء ليقفان بجانبه مستمعاً لكلمات الطبيب الهادئ: متقلقوش مفيش حاجة خطرة، ارتفاع في الضغط أدى لفقدان الوعي، طبيعي الستات في سنها يجيلهم ضغط، هتقعد هنا لحد بكرا وتقدروا تخرجوها مفيش قلق على صحتها،

حارس العشق .. بقلميfarohaOnde histórias criam vida. Descubra agora