💕البارت الثالث والخمسون💕

3.2K 165 245
                                    

حارس العشق ..❤

سار في الغرفة بخطوات متأهبة، يقطع المساحة الفارغة بها متجهاً نحو الشرفة ببابها المفتوح ويعود للداخل سريعاً،

ألقى بنفسه أخيراً فوق السرير الوثير، يزفر بحدة وانحنى بجذعه ممسكاً هاتفه يحاول الإتصال بكنان،

رنين طويل لم ينقطع، ليعاود الإتصال مرة أخرى وما إن فُتح الخط حتى هتف بصوت حاد: أنت فين ؟!

كنان بحذر: في الشركة، ليه ؟!

غياث: و حضرتك بتعمل إيه عندك لحد دلوقتي ؟! مش قولتلك تيجي ع الفيلا ؟

تنهد كنان بحدة وهتف: و أنت روحت الفيلا ليه ؟!

غياث: بقولك إيه أنا خلقي في مناخيري دلوقتي تعالا ونبقى نتكلم ..

صمت كنان للحظة، ثم هتف بحذر: مالك؟!

زفر غياث يمسح وجهه بضيق: عملت حاجة وندمت عليها، تعالا أنت علشان تندمني أكتر ..

عبست ملامح كنان: قصدك إيه ؟!

لم يجبه الآخر ليهتف كنان بحذر: هو عملك حاجة ؟!

طالع غياث الفراغ أمامه بحواجب مرتفعة، و كاد يضحك داخلياً للهجة التهديد والحذر في صوت الآخر، ليعود صوت كنان بحدة: قولتلك بلاش تروح، وأنا مش هاجي كمان ه..

قاطعه غياث: أنت عايز حجة وخلاص، لتكون مفكر إني مش عارف أنك لا عندك ولا شغل ولا زفت أنت بس بتلكك وتلاقيك دلوقتي قاعد وبتشرب قهوة ..

حدق كنان تلقائياً بكوب القهوة الشبه فارغ أمامه ليزفر بحنق: طيب هاجي بس مش هنبات عندك ..

تنهد غياث بضيق ليهتف منهياً المكالمة: لما تيجي نبقى نتكلم، متتأخرش ..

أغلق الخط بوجهه ليقطع أي اعتراض منه، سرعان ما عاد ضيقه و حدّته لينهض خارجاً إلى الشرفة، يتكئ بذراعيه فوق سورها العريض ..

رفع رأسه نحو السماء الصافية، في الأفق تبدو بضع غيمات متفرقة، ونسمات هواء خفيفة تداعب الأجواء،
كان الطقس باعثاً على الهدوء، إلا أنه لم يهدأ منذ لحظة توقيعه تلك الأوراق،
ندم لقبوله ربما ؟! وتارة أخرى يقنع نفسه بأحقيته ذلك،

إن كان أسد لا يستطيع التعويض سوى بالأموال فليقبل عوضه ذاك إذن، عله يُشفي قلبه و خاطره بمحاولة أسد تلك حتى لو كانت خاطئة ..

غامت عيناه بالدمع، محدقاً بهاتفه يود لو يُكلم والدته، يخبرها بما فعله، يستشيرها بعد فوات الأوان،
إلا أنه نفض رأسه بكل أفكاره، لا يريد إدخالها في مواضيعه تلك، يعلم بأنها قد نست أسد منذ سنين، لا يشكل لها شيئاً ولن يشكل يوماً،
علاقته معه خاصة به هو فقط، و يجد صعوبة بالغة بتحميل والدته هموماً أخرى بسببه ..

دقائق طويلة أمضاها في شروده ذاك، عيونه حطت أخيراً على بوابة الفيلا حيث سيارة تتخطاها ببطء نحو الداخل ..

حارس العشق .. بقلميfarohaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن