💕البارت الواحد والثلاثون💕

2.4K 146 148
                                    


حارس العشق ..❤

هذا البارت مرهق للمشاعر..
وشكراً..

غشاوة كانت أمام عينيه، ضوء أبيض كثيف و كأنه ضباب يملأ العالم من حوله، و ربما كان فعلاً قد تشكل ضباب خفيف إثر برودة الجو و تكاثف الغيوم التي غطت السماء كاملة و أظلمتها ..

ترجل من سيارته بملامح غريبة، بكل غرابتها السابقة لم تكن كذلك، و ذلك الضباب يكاد يجعله يتعثر ساقطاً في أية لحظة،
إلا أنه قد كان ضباباً داخلياً به هو فقط، يمنعه من رؤية واقعه الآن، يُعيده لأيام و سنوات ماضية قد لفها الضباب ببياضه الناصع، مانعاً غبار الزمن من الوصول إليها،
ف هو بيده و قلبه يمنع الغبار عنها، لأنه لم ينسها يوماً، و لم ينسَ الحفاظ عليها و الإطمئنان ..

دخل بوابة الفيلا الداخلية، و اتجه ليصعد درجات السلم بحركات آلية منفصل تماماً عن واقعه الذي لا يشعر به،
حتى أن كتفه قد ارتطم بكتف أسد و الذي كان ينزل الدرجات وحالما رآه قد احتدت عيناه لتركه الشركة منذ الصباح الباكر و غيابه عن المنزل طوال تلك الساعات ..

توقف أسد مكانه وارتفع حاجباه بحدة بعدما ارتطم كنان به و تابع طريقه و كأنه لم يفعل شيئاً، ليلتفت مطالعاً ظهره بغضب: أنت كنت فيين كل ده ؟! ولا فاكر نفسك رجعت تروح وتيجي على كيفك، طول ما أنت في البيت ده هتمشي على قوانيني أنا ..

صمت للحظة مشاهداً بدهشة خطوات كنان الذي يتابع طريقه للأعلى بدون أن يتوقف أو يُبدي ولو فعل بسيط يُعلمه بأنه قد يسمعه، أو حتى تأثر بكلامه ..

ضم قبضتيه بغضب اشتعل داخله: كنااان.. أنت فاكر نفسك بتعمل إيييه ..

توسعت عيناه بصدمة و الآخر قد وصل لأعلى السلم بخطوات بطيئة متابعاً سيره في الرواق باتجاه غرفته ..
بقي مكانه للحظات يحدق في الدرجات بعيون مذهولة، و جبين مقطب حاد،
و ربما للمرة الأولى و منذ زمن طويل يشعر بأن هناك شيء ما في تصرفات كنان الحالية،

لم يكن يتجاهله يوماً، أو على الأقل كان يُظهر ولو ردة فعل بسيطة لكلامه و غضبه و تهديده،

زفر بحدة، و التفت يتابع طريقه للأسفل ليدخل مكتبه يصفع الباب خلفه بقوة، شاعراً بأن الأمور تتفلت من بين يديه ليس كما اعتاد دائماً على السيطرة و التسلط ..

فيما وقف مسلم على باب المطبخ يتابع بعيون قلقة بشكل واضح، بعدما رأى هيئة كنان عند دخوله الفيلا، شروده الغريب و خطواته المتعثرة مع عيونه الحمراء الواضحة،
ليتبعه للداخل بقلق و تردد لا يعلم أيصعد إليه ليطمئن أم ينتظر حتى يطلبه أو يخرج بمفرده ..

ولم يعلم بأن كنان ربما نسي نفسه أيضاً و ليس فقط من حوله، نسي كنان الحالي، و رجعت ذاكرت لسنوات وسنوات، لكنان آخر مختلف تماماً عما هو عليه الآن،
و لكنه في كلتا الحالتين، كان ذلك الطفل البريء مازال مكانه في أقصى دواخله، متكوراً على نفسه هناك ينتظر حضناً دافئاً و أيادي قوية تحيط جسده البارد و تدفئه،

حارس العشق .. بقلميfarohaWhere stories live. Discover now