✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
استيقظ تايهيونغ السابعة مساءً، احتسى قهوته برفقة الإفطار المتأخر جداً، حمل حاسبه المحمول لحل واجبات حبيبه في غرفة الضيافة المطلة على باب المنزل بينما ينتظر عودة الأصغر الذي تأخر. أصبحت الساعة التاسعة ليفتح باب المنزل، لتتقابل عيناهما
"مرحباً" نطق الأصغر بنبرة متعجبة من تواجد الاخر هنا والاغرب انه يرتدي بلوفر رمادي اللون وبنطال ابيض، أي انه كان موجوداً في المنزل منذ زمن فهو لا يرتدي ملابس العمل.
منذ أشهر لم يعد تايهيونغ للمنزل مبكراً وهو اعتقد ان اليوم احد تلك الأيام التي سيتأخر بها متجهلاً تلك الرسالة التي تأمره بالعودة للمنزل فوراً.
اغلق عاشقه حاسبه المحمول "مرحباً بعودتك جونغكوكي، واعتذر عن سوء الفهم الذي حدث سابقاً فأنت أغلى من ان تثمن ولم يكن ذلك مقصدي ولا نيتي"
كان صوت الزوج هادئ ويتخلله الندم، وضع جونغكوك حقيبته على المقعد القريب من تايهيونغ وجلس بجوارها "لا تهتم" تلك الكلمة صدمت العاشق كيف لا يهتم هل علاقتهما غير مهمة له لتلك الدرجة!
هو كان غاضب ليسأل حبيبه مباشرةً بحدة رغم معرفته بالجواب المسبق" ما هو سبب عدم عودتك بعد الجامعة مباشرةً؟" تنهد جونغكوك "أحقا يجب علي التبرير؟ فكلانا يعلم انني مشغول بالعمل" رفع تايهيونغ حاجبه أي تحدث والفتى لم يحب ذلك فهذه المرة الأولى التي يتم استجوابه بها بهذا الشكل.
"حسناً، لقد كان جدولي مزدحماً انتهت محاضراتي الثالثة مساءً وتوجد لدي ثلاث لوحات لم انهيها للمعرض لذلك ذهبت للمرسم من ثم لوالدي وعدت للمرسم ولاتزال لدي لوحتان لم انهيهما ولم أستطع العودة قبل هذا الوقت" اومئ الأكبر بصمت متفهم طبيعة حياة حبيبه المزدحمة هو فقط كان يرغب بسماع صوت زوجه ليهدئ ليس وكأنه سوف يمنعه عن شيء.
لم يغفل الأكبر عن ان بلوفر الأصغر الواسع لا يخفي تحفه الفنية التي اصطنعها في جسده وذلك كان مرضياً له بشدة.
رأى جونغكوك الخادمة تقف مترددة فهي سمعت الحدة بصوت تايهيونغ واعتقدت انها لربما تتعدى على خصوصيتهم، بيدها كوب قهوة أشار لها بالاقتراب ليلتفت لها الأكبر "لم اطلب القهوة! "بتعجب نطق الاكبر.
ابتسم لها جونغكوك واخذ منها كوب القهوة "انتِ الأفضل، يبدوا أنك بدأتي تعلمين انني احتاجها بشدة في هذا الوقت".
نبرة حبيبه اللطيفة مع الخادمة شيء لم تعجب العاشق الذي اخذ الكوب منه "تخلصي منه ولا تتجرئي على تحضير أي شيء من دون طلبنا له، وانت يجب عليك الراحة وليس المزيد من المنبهات " تنهد الأصغر ولكن الزوج لم يهتم واستقام قائلاً "لنكمل حديثنا في مكتبي ".
فهو يرغب بالخصوصية بحبيبه، تبعه زوجه ليتمتم بينه وبين نفسه" يبدوا انه وقت المحاضرة المسائية عن الاهتمام بالصحة والعودة مبكراً" لقد وصل صوته للأكبر فهربت ضحكة من ثغر تايهيونغ " كيف كان امتحانك بالأمس؟"
مسح جونغكوك وجهه بيده "لقد كان سيء هل تعلم لقد غير الاستاذ الأسئلة بمنتصف الامتحان! والأسوأ انه كان الاختيار من متعدد وأصبح مقالي فقط لان مزاجه تعكر! انا شاكر له لأنه يجبرنا بهذه الطريقة على ان نذاكر المادة أكثر ولكنها بدأت تصبح مزعجة فهو يضيع وقتنا بحل أسئلة ومن ثم يغيرها فجأة!".
بانفعال تحدث العاشق "انه الأسوأ حقا، لقد كان الجميع يمتدحه في محرك البحث كيف له ان يكون حثالة هكذا! هل يعتقد ان مستقبلكم لعبة بين يديه!" اومئ الزوج مؤكداً على كلام زوجه ليتحدث الاكبر " هل حدث شيء سيء بالأمس ايضاً؟".
كان يرغب بمعرفة السبب الذي دفع الأصغر للشرب بتلك الدرجة فهو يعلم ان مشكلة الصباح لم تكن السبب فجونغكوك لا يهتم بعلاقتهما لتلك الدرجة فهو أوضح منذ لحظات انه لا يهتم حتى واجابة زوجه اكدت ذلك له.
"بالأمس انقطع عني الالهام وتعلم ان الوقت ضيق للمعرض وكان ذلك اسوأ من الامتحان ولكن عاد لي بسبب محاضرة المحاسبة اليوم" هو كان كاذب فسبب شربه الليلة السابقة كان تألمه مما وجده قربه عندما استيقظ فهو جرح بشدة من فعلة الاخر ولا يستطيع ان يوضح له انه غاضب فهو للان لم يدفع كل ديونه له ولا يرغب في ان يكون ناكر للجميل لذلك يجبر نفسه على التغاضي عن الامر.
ابتسم الأكبر ليتحدث "لسبب مجهول محاضرات المحاسبة كانت تجعلني ارغب بإن اغدوا طاهياً رغم افتقاري للاهتمام بالطهو والموهبة" ابتسم جونغكوك رغم انه لم يرغب بذلك فهو لازال غاضب لكنه ليس بإمكانه اظهار غضبه "لا أستطيع تخيل ذلك".
سعد تايهيونغ بصراحة الأصغر وانفتاحه بالحديث فهو كان قلقاً من ان يكون محبوبه غاضباً او لازال منزعجاً والاسوأ ان تصبح علاقتهما غير مريحة لزوجه.
" كنت اعتقد انه سيكون من الصعب التحدث معك لأنك كنت منزعجاً لكن هل لأنك متعب انت تجعل من السهل التحدث معك؟" نظر جونغكوك للأرضية وابتسم لينظر في عيني الواقف امامه "ليس لأنني متعب بل لأنني سوف أكون مشغولاً في الأيام القادمة ولن يكون لدي وقت للحديث معك ولا ارغب بتهويل الأمور ".
اعجبت كلمات الأصغر الأكبر " جونغكوكي انا لا ارغب في حدوث أي خلافات او أي سوء فهم بيننا، واعتذر مرة أخرى على التصرف الذي وجدته مهيناً " سحب جونغكوك من مكتب تايهيونغ ورقة وقلم "حسناً لألى يحدث أي خلافات بيننا نحتاج ان نحدد أسباب المشكلة التي قد تحدث، اولاً لدينا مشكلة فرق العمر وبالتالي فرق بنظرة الحياة بناء على التجارب والنشأة، ثانياً لدينا جداول مزدحمة متضاربة، ثالثاً لدينا أولويات مخت ...".
أوقف العاشق يد جونغكوك عن الكتابة لتلتقي عيناهما "ماذا؟" اغلق الاكبر القلم "اذهب للنوم فأنت متعب حقاً، هل ستحلل علاقتنا هكذا؟ " كلمات تايهيونغ ايقظت جونغكوك لينظر للورقة ويضحك ساخراً " دعنا نكمل حديثنا في صباح الغد إذاً".
استقام الاكبر " لا تستيقظ مبكراً وخذ حاجتك بالنوم سوف نتحدث عندما يصبح جدولك فارغاً" بسعادة قال جونغكوك "حقاً!" أومئ العاشق برأسه ليبتسم الأصغر ببراءة "انت الأفضل! ".
كان الفنان يصعد السلالم بينما الاكبر يسير خلفه "لم اكن اعلم ان قدرتك بتحمل الكحول عالية لتلك الدرجة" كان الفتى المعني سريعاً في تحليل الجملة ليلتفت جونغكوك له " لا تخبرني انك رأيتني وانا احادث لوحتي! ".
بعثر تايهيونغ شعر الأصغر برقة فهو لا يرغب بأذية حبيبه "لقد كنت لطيفاً جداً جونغكوكي" تجمد جونغكوك في مكانه لبعض الوقت من ثم تبع الأكبر مسرعاً الذي توجهه لغرفته، رأى الاصغر الهدية التي كانت سبب المشكلة بينهما موجودة في غرفة الأكبر لكنه لم يهتم " منذ متى وانت كنت تقف خارج مرسمي! "سأل الفنان بانفعال فهو محرج جداً.
اجابه الاخر بهدوء "منذ الحادية عشر مساءً على ما اعتقد او قبلها بقليل " وضع جونغكوك يده على وجهه بحرج، خجل الأصغر الذي تمنى تايهيونغ رؤيته هو الان يراه وبسببه ايضاً.
سأل جونغكوك بلطف "هل بإمكاني الموت الان بسلام؟ " انفجر تايهيونغ ضاحكاً "كلا، لا يمكنك فلديك لوحتان لم تنهيهما لذلك قاتل حتى اخر رمق وانا احتاجك".
رمى جونغكوك جسده على سرير الأكبر ليدفن وجهه في الوسادة وكم وجد العاشق ذلك التصرف فاتناً في عينيه ولكنه رغب برؤية وجهه حبيبه فجذبه بحديثه "في المرات القادمة يجب عليك اغلاق الستائر للحصول على الخصوصية، وأبلغ حارسك ان لا يفتح أبواب مرسمك لأي شخص!".
تنهد الأصغر ليرفع وجهه بضع انشات عن الوسادة "سوف افعل فلقد تعلمت الدرس، أبواب مرسمي مغلقة عن الجميع هي مفتوحة لك فقط " عاد لوضع وجهه بعمق في الوسادة بعد ان فعل الكثير بقلب الأكبر بسبب كلماته.
عم الصمت بينهما ليتذمر الاصغر" ارغب بالنوم ولا أستطيع السير الى غرفتي كل ذلك بسبب انك حرمتني من كوب القهوة!" بجدية قال العاشق "لا يجب عليك تناول الكثير من المنبهات والكحول، ان كان جسدك متعب امنحه بعض الراحة والنوم وليس القهوة والنبيذ! " بصوت منخفض ممتلئ بالنعاس " الراحة في حياة المبدعين امثالي غير... " انتظر تايهيونغ طويلاً ولكن حبيبه لم يكمل جملته لأنه سقط نائماً.
ابتسم الأكبر بدفء عند سماعه لأنفاس زوجه المنتظمة خفف الإضاءة ووضع الغطاء على جونغكوك بعد خلع حذاءه له، اقترب منه ليقبل رأسه بعمق ويهمس للنائم "أحبك واعتذر مجدداً حبيبي".
جلس تايهيونغ على اريكته القريبة من الشرفة وكان يتأمل محبوب قلبه المستلقي على سريره والابتسامة تملأ وجهه، فهو لم يعتقد يوماً أن أحلامه ستكون واقع ذات يوم وها هو الان جونغكوك ينام على سرير الأكبر مثلما تمنى في ذلك اليوم ولكن ليس كحبيب بل كزوج.
استيقظ جونغكوك الرابعة صباحاً ليجد نفسه لايزال في غرفة زوجه، نظر حوله ليجد صاحب الغرفة يجلس على اريكته المفضلة بينما يقرأ كتاباً عن إدارة التغير بإضاءة خافته جداً.
بصوته الناعس وبحة النوم تملأه "اعتذر لقد سرقت سريرك منك " رفع تايهيونغ عينيه عن الكتاب ليسأل بصوت منخفض" هل ازعجت نومك؟ "نفى الأصغر برأسه وكم كان لطيفاً في عيني محبوبه " كلا انا من ازعجتك بالتأكيد ترغب بالنوم بدلا من القراءة في هذا وقت ".
بكل دفء أجاب المحب "كلا، انا لا اشعر بالنعاس بإمكانك اكمال نومك " لم يتردد جونغكوك المتعب بالعودة للنوم لكنه كان مهذب وقال " ان رغبت بالنوم بإمكانك ان تنام هنا" هو قصد بها السرير.
عرض حبيبه كان مغرياً للأكبر، لطالما تمنى تايهيونغ ان يكون بإمكانه مشاركة الاخر السرير والنوم في أحضان أحدهم الاخر ولكنه قرر عدم ازعاج راحة الأصغر والنوم على اريكته هذه الليلة فراحة زوجه اهم من جميع امنياته يكفيه ان زوجه ينام على سريره وعلامات حبه تملأ جسده.
استيقظ جونغكوك في الثامنة صباحاً نظر لجانب السرير الاخر وكان فارغاً، ووجد الأكبر نائماً على الاريكية بوضعية غير مريحة.
وجد الاصغر تصرف زوجه نبيلاً فهو يعلم انه بكل تأكيد يرغب بالنوم بجواره مثلما أي عاشق يرغب بذلك ولكنه منع نفسه وذلك ليس عادلاً يجده الفنان فهو لا يكره ان يتشاركا السرير فهو نام بالفعل قربه عندما علم الأكبر بأمر يده وايضاً اخبره انه تقبله كزوج.
استنتج الفنان ان تايهيونغ لا يرغب بشيء يعكر صفو علاقتهما ليقرر مسامحته على فعلته المشينة سابقاً بحقه.
اقترب منه ليوقظه بهدوء" تايهيونغ، أكمل نومك على السرير " لكن الأكبر لم يستيقظ، اقترب الأصغر اكثر منه ليهزه بهدوء ليرى وجهه الاخر النائم لقد كان مسالماً جداً، بجامة زوجه اعتقدها مناسبة له وتبرز وسامته وتجعله مثيراً كانت البجامة باللون الأحمر الداكن.
شعر الأصغر بنفسه الذي يتأمل تايهيونغ منذ وقت طويل ليتوقف عن ذلك فهذا سلوك سيء "أكمل نومك على السرير ليس جيداً ان تنام هنا " فتح العاشق عينه وخرج صوته عميقاً " حبيبي؟" لم يغفل جونغكوك عن الرعشة التي سرت بجسده بسبب صوت زوجه وتلك الكلمة التي كان مباغته له ولكنه تجاهلها.
اومئ له الفنان ليشير للسرير "اكمل نومك هناك " أومئ له الأكبر واغلق عينيه كاد ان يعود للنوم لكن جونغكوك امسك بيده وتذمر بانزعاج "السرير وليس هنا!!" .
لم يحب العاشق ان يتم ازعاجه اثناء نومه ففتح عينيه ليرى وجهه زوجه امامه استيقظ تايهيونغ بالكامل كيف لا وهو يرى أجمل البشر امامه وقريب منه" جونغكوك؟ " .
ضحك جونغكوك بسخرية ليقلب عينيه بملل "اخيراً استيقظت أكمل نومك في السرير رجاءً "نفى تايهيونغ برأسه بلطف "كلا لنتناول الإفطار سوية " نفى الرسام برأسه هو الاخر "لن تتناول شيء سوياً الان بل ستنام ولنتناول الغداء المتأخر معاً ".
استلقى تايهيونغ المتعب على السرير ليسأل بصوته العميق "هل هذا وعد؟" وضع جونغكوك الغطاء على الأكبر "وعد، نم جيداً" همهم العاشق له .
دفن المحب وجهه بالوسادة التي كانت تحمل رائحة زوجه التي تجلب الراحة له ليسقط نائماً.
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
انتهى