58

5.4K 363 59
                                    

✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

لم تكن مائدة العشاء معدة بعد فشتم الأكبر نفسه على قدومه مبكراً فهو قلق من ردة فعل حبيبه الذي جلس بقربه في غرفة الاستقبال التي تغيرت عن اخر مرة كان هنا.

فحبيبه وضع شاشة عرض ضخمة في منتصفها وزينها بلوحات يستطيع فقط من النظر معرفة انها من رسم زوجه الموهوب.

"اعتذر ولكن طلبت تأخير العشاء قليلاً فأنا تناولت غدائي متأخر اليوم" تحدث الأصغر بلباقة لمن يجلس بقربه والذي حفظ معلومة ان حبيبه أصبح يتناول الغداء في عقله هو سعد ان حبيبه يتناول طعامه جيداً ولم يعد يهمل هذه الوجبة كالسابق "لا عليك انا ايضاً تناولت غدائي متأخراً".

همهم الأصغر بتفهم ليتحدث بحماس مع تعديل جلسته "اذاً كيف هي احوالك؟" الاهتمام الذي سأله به حبيبه كان كثيراً على قلب تايهيونغ الذي ابتسم بلطف "بخير، ماذا عنك؟ هل اخترت مكان المقهى؟".

ابتسم جونغكوك بشدة "انا سعيد لأنك بخير انا ايضاً كذلك، لقد وجدت مكانان مثاليان جداً واشتريتهما بالفعل وقررت ان اجعل أحدهما مقهى والأخر سوف ابنيه واجعله عمارة سكنية لتدر علي المال في حال ان فشل المقهى لتغطي مصاريفه فلا ارغب بصرف اموالي عبثاً خلف مشروع قد يخسر بينما لدي التزامات كثيرة وكذلك ان اعجبت بأرباحها لربما ابني العديد منها".

وقف الفنان لينظر للأكبر "سوف احضر هاتفي من الأعلى لأريك موقعهما وصورهما" قال ذلك ليصعد السلالم بسرعة بينما تايهيونغ كان قلق من ان يتأذى ورغب ان يسير بهدوء، لطالما كان ينجح الأصغر في جعل زوجه قلقاً عليه منذ صغره.

بضع لحظات وعاد حبيبه للجلوس قربه ليفتح هاتفه ومن ثم الصور ليرى الأكبر انه لازال حبيبه لا يلتقط سوى الصور لنفسه ولوحاته والاطعمة الشهية التي يتناولها والأماكن التي يزورها ولا شيء اخر.

فتح الأصغر على صور المكانان ليريها الأكبر ومن ثم فتح موقعهما ليريه وكان الموقعان رائعين، نظر العاشق بفخر لزوجه ليربت على رأسه بلطف " كلا الموقعين سينجحان سواء كمقهى ام عمارة سكانية، لكن برأي الافضل ان يكون الأول المقهى فهو أقرب للجامعات وأكبر شريحة لاي مقهى هم الطلاب الجامعة".

اومئ جونغكوك بلطف "سوف افعل بما قلته" أحب العاشق ان زوجه وثق بكلماته ولم يتحدث معه بحدة ليخبره بإن لا يتدخل فيما لا يخصه.

فتح الأصغر على مستند نصي ليريه للأكبر "هذه الشركات التي اخطط لأختار فيما بينهما لبناء كلاهما".

جونغكوك كان يستشيره بشكل مباشر اخذ تايهيونغ هاتف الأصغر ليحدد بعض الأسماء بلون التمييز الأصفر وبعضها بالاحمر والمتبقية بالاسود .

"أفضل الموجود هي الشركتين التي بالأصفر ان كان لديك ميزانية كبيرة انصحك بهما ولكن ان كانت ميزانيتك محدودة نسبياً فأفضل ان تتعامل مع الشركات حددتها باللون الأحمر لكن قطعاً لا تتعامل مع الشركات التي باللون الأسود انها رديئة الجودة وبالنسبة للمباني السكانية فسبق وان انهار أحدهم من تلك الشركات وانت بالتأكيد لا ترغب بتلطيخ اسمك المهني منذ البداية في هذا المجال" اومئ برأسه الأصغر ليكتب ما قاله الأكبر بالضبط في المستند ليبتسم العاشق فحبيبه اعتمد عليه بشكل مباشر.

عاشقه اشتاق لاعتماد جونغكوك عليه، هو مشتاق كذلك لهذه الأجواء الدافئة التي تحيط بهما.

اتى كبير الخدم ليعلمهم ان المائدة معدة، وكان العشاء فاخر مثلما اعتاد ان يتم تقديمه لأجله من منزل حبيبه لكن لا وجود للنبيذ.

تناولا الطعام بجو مريح جداً وكان مسموحاً للأكبر تأمل زوجه الذي لم يرمقه باي نظرات حادة بل سمح له بإطالة النظر به كما يشاء.

كاد ان يغادر العاشق بعد العشاء مباشرةً فلا يرغب في ان يبدوا مستغلاً للفرصة بعين حبيبه ولكن لزوجه رأي اخر فهو طلب منه مشاهدة فلم رعب معه.

لم يستطع الأكبر الرفض فهو يتوق للبقاء معه ولكنه تمنى لو كان فلم وثائقي او رومنسي او حتى حزين بدلاً عن مرعب!

اغلق جونغكوك الإضاءة ليجلس جواره ولا وجود للمثلجات في أي مكان ليفهم العاشق ان حبيبه تغيرت تفضيلاته بما يتناوله برفقة فلم الرعب.

تحدث الأصغر بحماس بينما مقدمة الفلم كانت تشتغل "اتعلم تايهيونغي الفلم الأول لذات المخرج كان مرعباً جداً لقد شاهدته في الظهيرة ولم أنم تلك الليلة حتى الشروق بسببه".

تلك المعلومات كانت صادمة للعاشق فزوجه لا يخاف ابداً لم يراه يوماً يرتعش من أحد الأفلام المرعبة بل يشاهدها وكأنها شيء طبيعي جداً.

لقد كان الفلم مرعباً ولكن من الجيد لتايهيونغ ان جونغكوك كان سعيداً بنهايته "كان مذهلاً، اليس كذلك؟" اومئ العاشق برأسه، أسهب الأصغر في الحديث عن الفلم بحماس ولم يتوقف سوى عندما اتته احدى الخدم "سيدي انتهى دوامنا هل ترغب بشيء منا قبل نومنا؟" نفى جونغكوك برأسه ليبتسم لها "بوركت جهودكم" انحنت الخادمة لتغادر.

وقف تايهيونغ "إذاً سوف اغادر، أتمنى لك ليلة هانئة واحلام سعيدة" وقف الأصغر امامه وبنبرة رجاء "هل بإمكانك قضاء الليلة هنا؟" ولم يكن يحتاج لتلك النبرة حتى فلو امره لفعل الأكبر ما طلبه.

"حسناً" خرجت تلك الكلمة من الأكبر ليعانقه الأصغر بسعادة "تايهيونغي الأفضل على الاطلاق".

منذ زمن لم يمتدحه حبيبه هو اشتاق لهذه المودة في حديث حبيبه له وليس السخرية والحدة التي كانت تصدر منه سابقاً.

✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

انتهى

All of You | VK (مكتملة )Where stories live. Discover now