41

5.1K 345 131
                                    


✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

غسل تايهيونغ وجهه بالماء وذهب لزوجه لينظف اذناه وعينيه عما حدث لهما وكذلك عقله من الأفكار المظلمة، ليجد جونغكوك أنهى حسائه وعاد للنوم جلس قربه وبقي يبدل الكمادات لأجله حتى الغروب.

استيقظ الأصغر ليجد الأكبر ينظر له بقلق، قاس الأكبر حرارته ليجدها مرتفعة "لاتزال مشتعل جونغكوكي" تنهد المريض ليزيل الكمادات عن جبينه ويجلس ليمدد يديه ورقبته في كل الجهات، أحب العاشق منظر زوجه بالبجامة السوداء الحريرية وهو يحاول ايقاظ عضلاته.

"سوف اذهب لزيارة والدي، اراك لاحقاً" كاد ان يضع قدمه على الأرض ولكن ذراع الأكبر اعادته للاستلقاء بقوة ليضع فوقه الغطاء وأعاد الكمادات على جبينه "لن تذهب لأي مكان وحرارتك مرتفعة بإمكانك زيارة والدك عندما تتحسن " كاد ان يتحدث الفتى ولكن زوجه أكمل حديثه "هذا ليس رجاء بل امر وانتهى النقاش".

لم يتحدث الأصغر بل كان رده راقي مثلما اعتاد بان يكون مهذب ومحترماً فلن يكون وقح مع الأكبر بل تجاهله منذ ساعة ونصف وكأنه ليس موجوداً مهما تحدث كان ذلك كثيراً على قلب المحب.

ان يكون وجوده غير مرغوباً به من قبل جونغكوك كان ذلك أحد مخاوفه في هذه الحياة، هو لم يقصد استخدام سلطته كزوج لأذية الاخر بل لأجل حمايته من اجهاد نفسه فوالده لا يشعر حتى بمن حوله وحتى لو كان يشعر ألم يكن هو من اذى الأصغر بتهوره في اخذ الديون كالمجنون!

"انا لا أحب تجاهلك لي" قال ذلك العاشق بينما ينظر للمستلقي الذي يلعب بهاتفه والذي اخيراً اجابه "وانا لا أحب ان يتم أمري" الحدة كانت واضحة بصوته الذي يتخلله البحة "انا اسف".

رمقه جونغكوك بحدة "لست كذلك فلو الان قررت الذهاب لوالدي سوف تفعل ذات الشيء، أليس كذلك؟" تنهد تايهيونغ "هو كذلك جونغكوكي فأنا لا ارغب بشيء يؤذيك حتى وان كان يعني انني مستغل لسلطتي في عينيك".

قضم الأكبر شفتيه فهو اعتقد ان زوجه سيعود لتجاهله لكنه لم يفعل "هل صندوق ربطات العنق كان من شخص تعرفه؟" سؤال جونغكوك جعل مئات الاحتفالات تقام فحبيبه يهتم بمعرفة من الذي تجرأ وارسالها له.

" انها حفيدة السيد لي التي تصغرني بعشر سنة" ضحكة خرجت من ثغر الأصغر المتعب ليقول بسخرية "كم انت عظيم كيم تايهيونغ حتى حفيدة أحد أعمدة الاقتصاد بالدولة اخضعتها لوسامتك" تنهد الأكبر فحبيبه حتى لا يشعر بالغيرة من رؤيته لجسد فتاة صغيرة عارية ترغب بإثارة رغباته بل يسخر منه.

تحدث بجدية وهدوء متجاهلاً سخرية زوجه منه "عندما أرى جدها نهاية الأسبوع سوف ابلغه مباشرةً بالأمر وسوف احمل بطاقة الذاكرة له ليشاهد بنفسه ان لم يصدقني وهو من سوف يتخذ الإجراءات معها قطعاً لن اصمت عن فعلتها المشينة !".

 همهم جونغكوك بتفهم ليتحدث بصراحة "اتعلم لو حدث ذلك سابقاً لأخبرتك ان لا توهمها بحبك او رغبتك بها ولكن الان اخبرك ان تجيد استخدام فرصتك بحق فلا تعلم ماذا الأيام قادمة سوف تفاجئك به لربما تتحسن حياتك من خلف تلك الصغيرة التي ترغب بك ويدعمك جدها لتوسيع اعمالك وعائلتك سوف تتقبلك ان احضرت لهم حفيد ذو نسب عالي وسوف تغفر مساعدتك لي بالكامل في عين جدك وشقيقك".

تلك الكلمات كانت كالزلزال على الهائم في حبه فهو أصبح يعلم ان جونغكوك تغير وليس تغير لحظي بسبب ما حدث لوالده بل جذري.

نظر تايهيونغ لخفيه ليقضم شفتيه لا يرغب بالبكاء ليس وحبيبه يراه، يجب ان يسيطر على جانبه المخزي والضعيف امام مالك قلبه فيكفي المرات السابقة التي بكاها امامه للان.

زوجه أخبره بكل وضوح ان يرتبط بالفتاة التي لا يعرفها حتى وان يجعلها تحمل بابن له أي ان ينشئ عائلة ويتخلى عنه بكل بساطة.

هو لا يرغب في أي شيء سواه، هو عائلته هو كل ما يرغب به لا شيء اخر.

كان يحاول السيطرة على دموعه ولكنه فشل للتجمع الدموع في عينيه فما سمعه كان جارحاً بشدة له، كاد ان يغادر الغرفة وبالفعل استقام ليشعر بيد زوجه التي امسكت يده.

"هل انت بخير؟" نبرة جونغكوك القلقة جعلت دموعه تتساقط ليقضم شفتيه بقوة "انا اسف" صوته المختنق وصل لمسامع زوجه الذي فهم الامر رغم عدم رؤيته لوجهه الأكبر بل ظهره "لا يوجد ما تعتذر بشأنه فأنت لم تخطئ" لطالما نجح الأصغر في اراحة قلب عاشقه وهو الان فعل.

أتت الطبيبة بالفعل وصرفت دواء للأصغر وطلبت منه الراحة في السرير حتى انخفاض حرارته.

تلك الليلة نام الأكبر على المقعد بينما يعتني بزوجه المريض وكم ذلك لامس قلب الأصغر الذي استيقظ الثالثة صباحاً يرغب بشرب الماء ليرى تايهيونغ ينام بوضعية غير مريحة ولم يشاركه السرير.

ولم يتركه ليذهب لغرفته وينام على سريره المريح بل بقي قربه!

فعلت الأكبر هذه جلبت لجونغكوك مشاعر لطيفة أحبها فهو بات يعلم انه لن يجد شخص أفضل من كيم تايهيونغ.


✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

انتهى

All of You | VK (مكتملة )Where stories live. Discover now