✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
استيقظ جونغكوك بحلول وقت الغداء كان يشعر بان جسده محطم بالكامل ولكنه تجاهل ذلك وأيقظ نفسه بالقوة عن طريق الاستحمام بالماء البارد.
ارتدى الفتى ملابسه ولم يكلف نفسه العناء بتنسيق الألوان بل فضل أسهل خيار اللون الأسود من الأعلى للأسفل، نزل الأصغر السلالم ليتوجه لمكتب زوجه مباشرةً فهو أصبح يعلم ان الأكبر في هذا الوقت يعمل بمكتبه.
رأى في طريقه احدى الخدم ليخبرها بان تعد قهوة سوداء دون إضافات مع الغداء.
طرق باب مكتب تايهيونغ الذي تعرف عليه مثل العادة من طرقاته، دخل الفتى ليبتسم الأكبر له "هل نمت جيداً جونغكوكي؟" همهم الأصغر ليجلس على الاريكية الجلدية "سوف اقضي الليلة في المرسم لأنهي لوحاتي لذلك لن اتناول العشاء معك وغداً لن اتناول الإفطار والغداء لكن بالتأكيد سوف اتناول العشاء معك ".
لم يعجب العاشق بذلك بالرغم من ذلك الا انه ابتسم لحبيبه "اعتنِ بنفسك جيداَ ولا تعمل فوق طاقتك" اومئ زوجه له بينما يتصفح هاتفه، اغتنم الأكبر هذه الفرصة لتأمل وجهه الأصغر الذي لايزال جالساً على الاريكية الجلدية في مكتبه.
وجهه جونغكوك يرى عاشقه ان أصبح متعب بسبب الاجهاد من العمل والجامعة بالرغم من ذلك الا ان وسامته تزداد يوماً تلو الاخر.
تناولا الطعام سوياً رغم تعجب تايهيونغ من إمكانية شرب زوجه للقهوة مباشرةً بعد الحساء وكان قلق من ان تتألم معدة حبيبه.
تلك كانت اول ليلة ينامها جونغكوك في مرسمه بعد انتقاله لمنزل الاكبر، لم يحب العاشق انه الوحيد الموجود في منزلهما هذه الليلة وللمرة الأولى شعر بأنه وحيد في منزله.
لم يتناول الأصغر الإفطار او الغداء برفقة الأكبر واكتفى بالقدوم للمنزل وقت العشاء استحم سريعاً ولم يجفف شعره حتى ليجلس في مكانه المعتاد امام الأكبر الذي تنهد ليطلب من كبير الخدم احضار منشفة قطنية من غرفته وهي لحظات ليقف خلف زوجه الذي كان يتناول عشاءه بينما يجفف تايهيونغ شعره بلطف بينما تخترق راحة حبيبه المنعشة انفه وكم أحبها.
رغب المحب في ان يجفف شعر صغيره دائماً ليحصل على رائحة النعيم هذه، كان الأصغر واضح مع نفسه باعترافه انه أحب هذا الفعل من الاخر ويعلم جيداً ان مشاعره اتجاه الاخر بدأت تتغير بالتدريج.
"مهما كنت متعباً لا تهمل نفسك جونغكوكي" تحدث بهدوء ليومي زوجه برأسه ويقول "شكراً" وكم كانت هذه الـ شكراً لطيفة بسبب خدي حبيبه المنتفخان بالطعام الذي يملأ ثغره لثانية كاد المحب ان يفقد تحكمه بنفسه ويقبل شفتيه لكنه سيطر على نفسه ليبتسم ويعود لمقعده ويتأمل حبيبه بينما يتناول طعامه.
احضر جونغكوك كتاب نظم المعلومات الإدارية ومعه قلم رصاص والعديد من الملاحظات اللاصقة واقلام التأشير ليجلس على الاريكية ويفتح كتابه، جلس بقربه تايهيونغ ووضع كوبين القهوة على الطاولة امامهما "ان احتجت أي مساعدة اسالني" همهم الأصغر.
لم يحب الأكبر ان صغيره لم يرتاح منذ فترة والان بدلاً من النوم والراحة يذاكر لامتحانه للغد! هو وجد ذلك غير منصف لمالك قلبه الذي يجب ان يدلل لا ان يجهد هكذا.
أصبحت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ليغلق جونغكوك كتابه وابتسم "انتهيت اخيراً، تصبح على خير" همس له الأكبر بعد ان ربت على رأسه "نم جيداً جونغكوكي".
استيقظ الأكبر ليكافئ نفسه في بداية الأسبوع الجديد بحمام دافئ ،انهى استحمامه ليسير في غرفة ملابسه بينما يرتدي روب الاستحمام الرمادي الداكن كان يرغب في ارتدى شيء يعزز وسامته لربما يؤسر قلب حبيبه بمظهره ، قرر ان يرتدي بدلة باللون البنفسجي الداكن وقميص ابيض مع ربطة عنق بلون البنفسجي الفاتح مزينة بدوائر باللون الأخضر وجدها غريبة المظهر سبق وان اهدت له من مجهول في عيد مولده السابق في علبة خشبية مع ربطة عنق أخرى زهرية اللون مزينة بالمثلثات الصفراء وكانت ملفتة للنظر كالتي يرتديها الان فكلاهما مشعة الألوان .
وضع الفتى الكثير من العطر والقى نظرة على شكله قبل مغادرة الغرفة، بحث عن حبيبه في كل المنزل ولم يجده ليستنتج انه يراجع معلوماته للامتحان، طرق باب غرفته ولا توجد إجابة من الأصغر فاعتقد انه يرتدي السماعات كالعادة.
سمح المحب لنفسه بالدخول لغرفة زوجه ليجدها مظلمة بينما مالك قلبه لايزال نائماً والمنبه لازال يرن، لم يعتد تايهيونغ ان يكون جونغكوك نائم في هذا الوقت.
اضاء الأكبر الغرفة ليقترب من حبيبه النائم ليوقظه ولكن رأى ان شعره ملتصق في جبينه فتعجب من ذلك فالتكيف شديد البرودة اقترب منه ليضع يده على جبين حبيبه ليجده مشتعلاً.
غادر تايهيونغ الغرفة ليخرج هاتفه من جيبه للاتصال بطبيب العائلة والذي أخبره انه لا يستطيع القدوم فهو في مدينة أخرى لقضاء اجازته ولكن سوف يرسل طبيبة يثق بها، قضم العاشق شفتيه بقوة ليبتر أفكاره، طلب من كبير الخدم تحضير كمادات لغرفة زوجه واعداد الحساء له مع احظار خافض الحرارة.
استيقظ جونغكوك بسبب شعوره بشيء بارد على جبينه، فتح عينيه ليرى وجهه الأكبر القلق فستنكر ذلك ليجلس ولكن سقطت الكمادة من جبينه وتايهيونغ اعاده للاستلقاء مباشرةً.
حمل الفتى الكمادة الباردة لينظر لها متعجباً "هل حرارتي مرتفعة؟" همهم الأكبر "لقد اجهدت نفسك، أستريح " رفع الفتى حاجبه ليجلس وقال بصوت تملئه البحة "لدي امتحان بعده سوف ارتاح ليس الان " تنهد تايهيونغ ليتحدث "لقد تحدثت مع مدير الجامعة بالفعل وتم تأجيل اختبارك لوقت اخر" اعتقد العاشق ان صغيره سوف يغضب بسبب تدخله في حياته الخاصة هو سوف يتحمل النتيجة مهما كانت المهم لديه الان راحة من يكن له الحب.
استلقى جونغكوك ليضع الكمادة على جبينه ويرمقه بحدة "لم يكن عليك فعل ذلك اولاً، ثانياً ان كنت هنا لقلقك علي لما ترتدي ربطة العنق هذه؟" لمس تايهيونغ ربطة عنقه وتولد لديه تساؤل هل جونغكوك يجده بشعاً بسببها؟
"هل هي بشعة؟" ضحك الأصغر بسخرية رغم تعبه ليسعل "هل حقاً لا تعرف معناها؟" لم يفهم الأكبر وتسائل بداخله هل يوجد لها معنى؟
نفى برأسه "ما معناها؟ هي أتت لي كهدية لمولدي ويبدو ان كرت التهنئة الخاص بها نسي مرسلها وضعه " ابتسم جونغكوك على براءة تايهيونغ "أحظر لي من الدرج الثالث من ادراج التخزين السوداء مقص رجاءً"
لم يفهم العاشق لما ولكنه احضره لحبيبه وجلس قربه ولكن سرعان ما سحبه جونغكوك من ربطة عنقه مقرباً ايه له وقصها من الجانب ليلقي بها على الأرضية "هذه وشقيقتها الموجودة بذات الصندوق قطعاً لا ترتديهم امام أي بشري ان كنت تهتم بسمعتك زوجي العزيز" تلك الكلمتين كانت كتهديد للأكبر ولكنه سعد بسمعها من حبيبه.
وضع الأصغر المقص على المنضدة ليستلقي، فتح هاتفه ليرى الغارق في أفكاره في معنى ربطة العنق التي كان يرتديها "اقرأ" امره زوجه الصغير بأن يقرأ الصفحة المفتوحة في هاتفه، اخذ تايهيونغ الهاتف من يد حبيبه ليقرأه وكان وجهه يزداد ظلاماً بعد كل سطر ليرمي الهاتف على السرير ويدفن وجه في الغطاء من شدة خجله.
مسح جونغكوك المستلقي على رأسه بيده اليمنى " يجب ان تكون شاكراً لأنني مريض او ربما الان الجميع راك وانت ترتديها"قضم تايهيونغ شفتيه ليرفع رأسه وينظر لجونغكوك والدموع متجمعة في عينيه.
"الأخرى ارتديتها سابقاً جونغكوكي وذهبت بها للعمل، هل أصبحت شخصاً فاسقاً في عين جميع الموظفين لدي؟" اومئ له الأصغر بكل لطف "لكن الجيد بالأمر أنك لم تذهب بهذه فهي الأسوأ، هل راك الخدم بها؟" اومئ تايهيونغ ليتنهد الأصغر.
"انا لا اعرف شخص سيء الاخلاق ليرسل لي شيئاً كذلك " همهم جونغكوك "ألا ترغب بمعرفة من أرسلها لك؟ " توسعت عين الأكبر "هل بإمكاني معرفته؟".
همهم الأصغر ليفتح هاتفه مرة أخرى ويضعه امام زوجه "ستجد بطاقة ذاكرة تحوي فيديو طويل او فيديو قصير او صورة، في درج مخفي أسفل مكان ربطتين العنق ورجاءً شاهده في غرفتك وليس هنا فأنا مريض فلا تجعل حالتي أسوأ رجاءً " قالها وأشار على هاتفه الذي حمله الأكبر ليقرأ كل من المحتويات التي قالها زوجه.
ليحمر وجهه خجلاً فهو قرأ إن كانت صورة لجسد عاري من المرسل فهي دعوة لليلة عابرة وان كانت فيديو قصير إباحي للمرسل فهي دعوة لعلاقة منفعة جنسية وان كانت فيديو طويل فهي دعوة ليكون شريك سرير دائم!
كاد ان يلقي هاتف الأصغر الذي انتشله من يده "لا ذنب لهاتفي بما تواجهه حالياً، لذلك أفرغ غضبك بشيء اخر رجاءً" كان يتحدث بهدوء شديد أزعج تايهيونغ المحرج.
"كيف لك ان تكون هادئاً حتى ولو كنت متعب! انا هنا اتعرض لاستغلال جنسي كائن ما كان محتوى الذاكرة او المرسل!" كان شكل الأكبر لطيفاً في عين زوجه الذي ابتسم له.
"انا هادئ لأنني تعرضت له ايضاً، انت أرسل لك مرة تخيل انني أرسل لي تسع مرات!" لم تعلق بذهن العاشق سوى تلك الكلمة "تسع مرات!"
حبيبه شاهد تسعة عروض بذيئة مقامة لأجله!
هل تأمل أجسادهم؟ هل سمع تأوهاتهم؟ هل انتصب بسبب جسد أحدهم؟
همهم الأصغر ليسترسل في حديثه "لكن انا أفضل منك فلم ارتدِ هدية مجهولة المصدر، بالمناسبة الشخص الذي أرسلها لك يستطيع التعرف عليها من خلال الأرقام الصغيرة المكتوبة في الجانب الأيسر وهي باهظة الثمن " لا يهتم الأكبر بأي شيء عدا معرفة التسعة اشخاص وتدمير حياتهم.
قضم الاكبر شفتيه ليسأل بتوتر "هل شاهدت التسعة جميعها؟ هل تعرف من هم؟" ضحكة ساخرة خرجت من ثغره " سيد كيم انا مهذب ومحترم لذلك بالتأكيد، لا! فقط اول هدية فأنا وقتها كنت لا اعرف بوجود هكذا نوع من الدعوات، بحثت في العلبة فمن المستحيل ان لا يكون هنالك كرت مرسل ووجدت الذاكرة لأفتحها واصدم بشدة " صراحة حبيبه اراحته ولكن اعترف برؤيته لصورة او فيديو التقطوا لأجل اثارة شهواته!
استرسل الفتى كلامه بعد شربه للماء "جميع السبعة الاخرين لا اعلم هوياتهم فأنا دمرت بطاقات الذاكرة دون مشاهدتها لكن الأخير كان جيمين ارسله لي قبل تسعة أشهر ويبدوا ان السائق لم يفهم عليه انه يجب عليه وضع هوية المرسل مجهولة فهو وضع بالفعل معلومات منزل عائلتك"
حبيبه تعرض لدعوة جنسية من شقيقه! هل شاهد جونغكوك الذاكرة خاصته؟ هو متأكد ان زوجه لم يحدث بينه وبين جيمين أي شيء حتى قبلة ولكن لربما شاهد مالك قلبه جسد شقيقه الذي كان يلمس نفسه ويدعوه للرذيلة! وربما ... لم يوقظه من أفكاره سوى طرق الباب المستمر.
استقام تايهيونغ وفتح الباب ليأخذ الطبق من كبير الخدم ويرمقه بحدة والذي لم يفهم السبب، وضع العاشق الطبق الذي يحتوي على الحساء فوق المنضدة وبدل الكمدات لحبيبه "تناول حسائك لأذهب وارى من الذي تجرأ تشويه سمعتي".
ابتسم جونغكوك له بلطف ليفهم الاخر المقصد من تلك الابتسامة ليرمقه الأكبر بحدة وركل ربطة العنق بقدمه ليأخذ سترته التي كانت على سرير زوجه ليغادر الغرفة.
اخرج تايهيونغ بطاقة الذاكرة الموجودة في الصندوق وفتح حاسبه المحمول ليضعها، لقد كان قلق ومتوتر من هوية الذي تجرأ وأرسل له هكذا شيء!
تجمد الأكبر في مكانه من هيئة المرسل انها حفيدة السيد لي التي تصغره بعشر سنوات!
توقف عقله عن العمل بسبب ما يراه وتأوهاتها الخليعة ليغلق الزوج شاشة الحاسوب وتصمت فوراً، جدها تربطه به علاقة جيدة وهو كان لديه خطيبة في ذلك الوقت الذي أرسلت له الهدية!!
ليستنتج انها لا تهتم حتى وان كان مرتبطاً!
غرق المحب في أفكاره فهو يجب ان يتخلص منها بأسرع وقت فهي خطر أكثر من أي شخص اخر فهي تملك المكانة وترغب به.
يجب ان يفعل ذلك قبل ان يعلم جده بذلك فهو قطعاً لن يتركه دون تزويجه بها فلطالما تمنى جده ان تربطه علاقة قرابة بأشخاص من نفس طبقتهم وهي حفيدة السيد لي ذو السلالة العريقة والمكانة الراقية.
الحفيد الاكبر يعلم جيداً ان السيد كيم لن يفرط بها وسوف يسلبه جونغكوك بطريقة ما ليمنحه لجيمين!
المحب لن يسمح بحدوث اي من هذا فسلب حبيبه منه يعني سلبه كل ماهو جميل بهذه الحياة.
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
انتهى