✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
ما ان عاد الزوجين من الخارج صعد الأصغر للأعلى برفقة مثلجاته ليكمل مشاهدة فلمه بينما توجهه الأكبر لمكتبه ليعمل ولكن ما ان بدء التركيز بعمله سمع طرق الباب وهو يعلم انه يعود لكبير الخدم "ادخل".
فتح الرجل الباب ليدخل "اعتذر سيدي على ازعاجك ولكن السيد كيم أحظر منعم النسيج وغسول تنظيف الارضيات وحبوب القهوة وحليب مجفف وبقوليات مختلفين عن الأنواع التي كانت في قائمة المشتريات".
ضحك بسخرية العاشق لينظر بحدة للواقف امامه "أتجرؤ على تحريضي على زوجي؟ " أكد العاشق على تلك الكلمة ليوضح غضبه نفى كبير الخدم فوراً "كلا ان...".
قاطعه تايهيونغ كلامه بحزم "أنا اعلم انها مختلفة بل هي أفضل مئة مرة من الأنواع الرديئة التي تحضرونها ولن تأتي لمنزلي سوى هذه الأنواع من الان وصاعداً" انحنى كبير الخدم ليغادر بينما تعكر مزاج العاشق هو يحتاج بشدة لرؤية الأصغر ولكنه لا يرغب برؤية الاشباح والموتى او سماع الصرخات القادمة من الشاشة التلفازية وتسائل المحب لما زوجه يحب هذا النوع من الأفلام.
اتاه اشعار لواجب منزلي مشاهدة فلم وثائقي عن حياة أحد رجال الاعمال وتلخيص أبرز نقاط نجاحه، هو بالفعل شاهد الفلم سابقاً عندما كان طالباً بدأ في كتابة النقاط بينما يشاهد الفلم للمرة الثانية أنهى النقاط وطبعها من طابعته التي بالمكتب مع غلاف يشمل اسم زوجه ورقمه الجامعي ولم ينسَ وضع شعار جامعته ووضع الحدود واسم المادة والشعبة، وضع الواجب في مغلف بلاستيكي وغادر مكتبه ليمنح زوجه واجبه المطبوع فالأستاذ قديم الطراز طلب نسخة ورقية.
طلب تايهيونغ من احدى الخدم اعداد القهوة له من تلك الحبوب التي اشتراها حبيبه فهو يتلذذ بمذاق القهوة التي كان يشربها بمنزل ومرسم جونغكوك، صعد السلالم ليجد ذلك المنظر الذي جلبه السكينة له كان الأصغر يشاهد الشاشة بتركيز شديد بينما يضم قدميه لصدره.
ابتسم المحب ليجلس بجواره "تفضل" أوقف حبيبه الفلم على مشهد بشع جداً لينظر لمن يجلس بقربه واخذ الواجب من يديه ليقرأه ويهمس له بـ "شكراً" ربت تايهيونغ على شعر الاخر بلطف ليقول "أكمل مشاهدة فلمك" وضع جونغكوك واجبه بجواره من الجهة الأخرى ليكمل مشاهدة الفلم ولكنه اخفض الصوت كثيراً لألى يزعج من يجلس قربه.
ذلك التصرف وجده المحب دليل اخر على كون زوجه راقي ومهذب جداً ويعلم ان الصوت المرتفع لربما يضايقه، كانت بضع لحظات لتأتي قهوة الأكبر الذي وضعها على الطاولة امامه وفتح كتابه الذي كان فوق الطاولة منذ ثلاثة أيام سابقة ليقرأه بينما يحاول التركيز مع أصوات فلم زوجه رغم ذلك لم يكن يمانع فحبيبه يجلس بقربه وهو يستطيع اختلاس النظر لتعابيره بين كل فترة والأخرى ورائحته تصل لأنفه لتنشر السكينة داخله.
انتهى الفلم ليتنهد الأصغر ليتذمر "كيف لهم ان ينهوه هكذا!!" ولكن فجأة ظهرت نصوص على الشاشة تشرح ماذا حدث بعد النهاية ليقشعر بدن الأكبر فهو قرأها ويستطيع فهم فكرة الفلم مما قرأه "كيف لأخت ان تفعل بأختها كذلك؟!".
كان الأكبر من تحدث ليبتسم جونغكوك "للآسف يفعل البشر ببعضهم البعض أسوأ من ذلك، اتعلم انت فقط تعجبت من النهاية فتخيل انها فعلت لها الكثير منذ البداية!" ذهل تايهيونغ من هذه الحقيقة الصادمة "ان العالم بشع" اجابه الاخر "جداً وهذا النوع من الأفلام يذكرني بمدى بشاعته" وقف جونغكوك بعد ان حمل واجبه "سوف اذهب لزيارة والدي" همهم العاشق "قد السيارة بحذر رجاءً".
وضع جونغكوك الواجب في غرفته وغادر المنزل ليأخذ الأكبر جهاز التحكم ويعيد مشاهدة الفلم فهو حقاً مهتم بما قد يشد صغيره لهذا النوع من الأفلام ولكن لم يجد جواباً فالفلم كان مخيفاً منذ البداية ليس بالمشاهد بالأفكار كانت تخيفه فكيف لأخت ان تصل لتلك الدرجة لأذية اختها! وتلك كانت المرة الأولى له بمشاهدة فلم رعب أجنبي ووجده أرعب فلم شاهده بكل حياته فهو مستوحى من قصة واقعية.
انتهى من مشاهدة الفلم ليتناول غدائه بمفرده بينما يفكر بمدى سوء البشر هو يعلم ان جده سيء وشقيقه سيء وهو ايضاً سيء جميعهم سيئين ولكنه سيحمي زوجه من هذا العالم الموحش.
عاد جونغكوك قبل غروب الشمس بقليل كان تايهيونغ يجلس في غرفة الضيافة بينما يقرأ مقالات أجنبية تتحدث عن ريادة الاعمال، جلس حبيبه بجواره لينظر للجهاز اللوحي الذي بين يديه "ماذا تقرأ؟" سأل ببراءة اذابت قلب العاشق الذي ابتسم له فهو قريب منه جداً.
"مرحباً بعودتك جونغكوكي، لا شيء محدد" همهم الأصغر ليتحدث بحماس شديد "أترغب بإن ترى المخطط المبدئي لحائطك؟ ان كنت متفرغ طبعاً" اومئ الأكبر ليذهب زوجه الصغير ليصعد السلالم بسرعة بينما تايهيونغ كان قلقاً عليه من أن يتأذى.
بضع لحظات واحظر دفتره ليعود للجلوس قربه، يفتح الصفحة التي خصصها لأجل الاخر "انظر هنا سيكون الحائط بالكامل الفضاء يعوم به الكواكب لكن ستكون بألوان مناسبة لغرفتك البنفسجية الداكنة كتلك اللوحة، ستكون الألوان المستخدمة الأسود والأبيض والبنفسجي بدرجاته والزهري الفاتح والداكن والأزرق الفاتح جداً ..." كان الفتى يشرح بشغف للعاشق عن أفكاره، لم يوقفه عن التحدث سوى مدير اعماله الذي اتصل به.
اعتذر لتايهيونغ فأجاب عن المكالمة والتي كانت من طرف واحد وهو مدير الاعمال بينما الأصغر يجيب بحسناً فقط بين الحين والأخر ومن ثم تحدث بسعادة "حقاً !!" الابتسامة اخذت محلها في وجهه زوجه ليسأل مدير اعماله عن التفاصيل والعديد من الأمور ومن ثم اغلق.
كان المحب يرغب بمعرفة ما هي التفاصيل تلك المحادثة ولكن كبير خدمه اقتحم المكان ليقول "المائدة جاهزة" سار جونغكوك للتناول العشاء بسعادة بينما يتأمل هاتفه الذي كان يأتيه رسائل نصية وصوتها بدء يزعج تايهيونغ الذي يتناول طعامه بينما يتأمل زوجه.
وضع صاحب الهاتف هاتفه على الصامت ليكمل تناول طعامه بينما لازالت تنهمر عليه الرسائل النصية لتنير شاشة هاتفه.
يرغب العاشق بمعرفة مكنون هذه الرسائل وما أخبره به مدير اعماله ويرغب كذلك ان لا يبدوا في عيني حبيبه متطفلاً متدخلاً بشؤونه وهو يعلم ان تحقيق ذلك مستحيل ان سأل.
انتهيا من الطعام ليتثاءب الأصغر بلطف شديد في عيني زوجه الذي يرغب بقضاء القليل من الوقت معه قبل نومه لكنه لن يفضل شيء على راحة مالك قلبه "اذهب للنوم جونغكوكي فغداً لديك جامعة".
همهم جونغكوك ليغلق دفتره وينظر للأخر" سوف أكمل لك غداً لكن ليس صباحاً ربما..."قاطعه تثاؤب اخر صادر منه ابتسم العاشق ليدفع حبيبه للأمام برفق فهو لا يرغب في اذيته "غداً نتحدث الان اذهب لأرض الاحلام عزيزي "همهم الأصغر ليتمنى للأخر احلاماً سعيدة ويصعد السلالم للذهاب لغرفته.
استيقظ تايهيونغ في الصباح الباكر معتقداً أن صغيره بالتأكيد سيكون يشاهد افلام الرعب كالأمس في هذا الوقت، ارتدى بذلته الرسمية باللون البني الداكن برفقة قميص ابيض ووضع الكثير من العطر ليرى حبيبه ومالك قلبه الوحيد.
فتح الباب ولم يسمع اي صوت فتعجب من الأمر والأغرب انه لم يكن هنالك وجود لجونغكوك في غرفة المعيشة، طلب من الخدم إعداد الإفطار.
طرق باب غرفة حبيبه الذي لم يجيبه فأعتقد انه نائماً فتح الباب ليرى زوجه مستلقي على السرير ومرتدي لملابسه بينما راسه متدلي من السرير ويمسك بيده كتاب إدارة العمليات.
ابتسم المحب بدفء فهو يرى منظر يقدر بملايين الدولارات صغيره وهو يدرس بطريقة غريبة، لم يغفل الفتى العاشق عن السماعات الموجودة في اذني زوجه.
جلس الأكبر قرب الآخر لينتبه له فابتسم بعد أن تعدل في جلسته وأخرج سماعاته من اذنيه "صباح الخير" ابتسم المحب لحبيبه "صباح البهجة جونغكوكي، هل لديك امتحان اليوم؟" اومئ الأصغر "لدي في أول محاضرة لليوم" همهم العاشق "هل هنالك شيء يصعب عليك فهمه؟" .
اقترب جونغكوك منه أكثر ليفتح على إحدى الصفحات ويشير على نوعين من إدارة العمليات "لا أجد فرقاً بينهما فلما هما نوعان وليس نوع واحد؟" اخذ تايهيونغ الكتاب من يده ليشرح له الاختلاف مع ضرب الأمثلة، لم يكتفِ الأصغر بهذا السؤال بل سأل العديد والعديد من الأسئلة ولم يوقفه سوى صوت الخادمة التي تحدثت من الممر ليصل صوتها بسبب الباب المفتوح " المائدة جاهزة".
كاد أن يترك جونغكوك كتابه خلفه لكن تايهيونغ أخذه معه وبقي يشرح له حتى أثناء تناول الطعام هو لا يعلم بفعلته هذه جعل الأصغر ممتن له أكثر من قبل.
انتهيا من الإفطار ليحمل الأصغر كتابه ويستلقي بتلك الوضعية السابقة بغرفة الضيافة فتبقي الكثير من الوقت على محاضراته الأولى، جلس بقربه تايهيونغ ليسأله قبل رحيله لدوامه "هل هنالك شيء آخر يصعب عليك فهمه؟" نفى الأصغر برأسه المتدلي من الاريكة "لا يوجد بفضلك فشكراً لك" استقام العاشق ليطلب من زوجه اخباره عن أدائه في الامتحان بعد انتهائه.
لقد كان الامتحان سهلاً ممتنع فلم يعلم الأصغر هل ابلى جيداً ام لا ولكنه أخبر تايهيونغ بالحقيقة ليخبره الآخر انه سيحصل على العلامة الكاملة فهما راجعا الأسئلة سوياً عبر المكالمة الهاتفية وجميع اجاباته كانت صحيحة، أصبحت الساعة الثانية عشرة ليذهب الفنان لمحاضرته الأخرى وينهي مكالمته مع زوجه.
✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧
انتهى