وضع الأصغر القهوة على الطاولة "كيف كان يومك؟" سأل الواقف امام اللوحة التي لم ينهيها بعد "متعب جداً وماذا عنك؟" ابتسم جونغكوك بدفء للذي يتأمل لوحاته "يومي ايضاً متعب جداً ويبدوا ان الغد سيكون متعب كذلك، ماذا سوف تفعل غداً؟".

 أحب الأكبر سؤال حبيبه الذي يعني اهتمامه بما فعله في نهاية الاسبوع "النوم والراحة وانت العمل، اليس كذلك؟" همهم الفنان مؤكداً على كلامه.

احضر خدم جونغكوك العشاء لتعد المائدة ليخرج الأصغر النبيذ من المبرد ويفتحه ليسكب بكأس الأكبر اولاً من ثم كأسه، تناولا العشاء بهدوء وكان الصمت مريحاً كل منهما فالعاشق يتأمل حبيبه الذي يتناول طعامه ببطء.

انتهيا من تناول الطعام ليطلب جونغكوك من الأكبر الجلوس على الاريكة ريثما ينهي مكالمته مع مدير اعماله، نفذ المحب كلام زوجه أعاد رأسه للخلف ليريحه قليلاً واغلق عينيه لبضع لحظات ليسقط في النوم فالتعب تمكن منه.

أنهى الأصغر مكالمته ليجد تايهيونغ نائماً تأمل الفتى وجهه عن قرب ليتنهد فهو يعلم بالفعل ان مشاعره بدأت تتغير ولكنه لا يرغب في منحه الأوهام فربما تكون تلك المشاعر مؤقته او مجرد اعجاب بسيط وذلك سيكون مؤلم للأكبر.

الفنان يرغب في ان يتأكد من حقيقة مشاعره اولاً ومن ثم يعترف بشكل شاعري لتايهيونغ فهو منذ ايام تداهم عقله تلك اللحظة عندما ركع الأكبر بشكل شاعري في الشركة لأجله رغم انه هو من اتى اليه يطلب كنيته!

الرسام يعلم ان زوجه شخص جيد ويرغب في ان يكون هو ايضاً له شخص جيد.

احضر الفتى غطاء ووسادة من غرفة نومه لزوجه ليجعله ينام بطريقة أفضل على الاريكة ولم ينسَ ان يخلع حذائه، اغلق الفتى الإضاءة في الغرفة التي كان بها الأكبر ليغلق الستائر كذلك "نم جيداً زوجي العزيز" قال ذلك بعد ان قبل جبينه.

شعر جونغكوك بتأنيب الضمير من نوم تايهيونغ هنا فهو يعلم انه ضغط على نفسه لأجل رؤيته ليعزم الفتى ان لا ينام الليلة وينهي لوحاته قبل استيقاظ زوجه.

كان الفنان يضع سماعات البلوتوث في اذنيه اثناء عمله فلا يستطيع رفع الصوت والأكبر ينام في الغرفة المجاورة، شرقت الشمس ولازال جونغكوك يعمل بجد.

استيقظ تايهيونغ لينظر حوله ويكتشف انه نائم في مرسم زوجه، رغب المحب ضرب نفسه بشدة فهو محرج الان من مقابلة مالك قلبه، ابعد الغطاء عنه لينظر له ويقربه من انفه هو كان ممتلئ براحة الأصغر الفاتنة وكم تلك الرائحة تجلب النعيم داخله، نظر الأكبر لهاتفه ورأى ان الساعة التاسعة والنصف.

تنهد المحب بشدة ليتأمل الغرفة من حوله فهي تبعث بالدفء والاسترخاء وتنسيقها مريح جداً، اقترب من اللوحة الموجودة على الحائط ليلمسها بأنامله "حبيبي الفنان من رسمك، أليس كذلك؟" ليس وكأن اللوحة سوف تجيبه.

فتح تايهيونغ الباب بهدوء فهو قلق من ان يزعج نوم زوجه لكنه ذهل من حقيقة ان جونغكوك مستيقظ ولازال يرسم!

استنج الأكبر ان فتاه الفاتن لم ينم من الليلة السابقة فملابسه ذاتها وكذلك اكواب القهوة التي قربه تأكد على تلك المعلومة.

لم يغفل المحب عن السماعات التي بداخل اذنيه ليبتسم فحبيبه مراعي جداً لم يزعجه الليلة الماضية بالاوبرا بل اكتفى سماعها بالسماعة، رغب المحب تقبيل رأسه ومعانقته من الخلف واخباره كم هو يحبه وانه شاكر لوجوده في حياته لكنه لن يفعل فهو يعلم حدوده جيداً حتى وان لم يخبره جونغكوك بها.

بقي تايهيونغ يراقب زوجه الذي كان يرسم حتى التاسعة وخمسة وخمسون دقيقة ليبعد يديه عن اللوحة ويتنهد بشدة "انتهيت اخيراً" قالها بهمس ليبتسم المحب فهو يعتقد ان صوته قد يزعجه في نومه.

خلع الفتى المريلة وسماعات الاذن ليحرك رقبته في جميع الجهات ومن ثم ألتف للخلف ليرى الأكبر ينظر له بابتسامة "صباح الخير جونغكوكي".

لم يجبه الأصغر بل اقترب منه لينسد رأسه على صدر تايهيونغ "صباح الخير، جونغكوكي متعب جداً ويجب عليك ان توصله للمنزل لينام فهو اكمل ثمانية وعشرون ساعة دون أي نوم او راحة " وضع العاشق يده على رأسه ليمسح عليه بلطف "سوف يكون من دواعي سروري ايصالك لمنزلنا زوجي الموهوب" .

همهم الأصغر ليطفئ التكيف في المرسم وكذلك الإضاءة ،فتح الأكبر له باب سيارته ليهمس حبيبه بـ "شكراً" .

اعتقد العاشق ان حبيبه سوف يستلقي في الخلف فهو متعب ولكن كان يجلس في المقعد الذي بجواره ويتحدث مع مدير اعماله لتحديث يوم استلام اللوحات .

تمنى الأكبر ان يتناول الإفطار مع زوجه الذي أخبره انه يرغب فقط بالنوم، ألقى الأصغر جسده على سريره المريح ليطلب من تايهيونغ الذي كان يسند جسده على الباب فتح مكيف الهواء واغلاق الباب خلفه ليفعل ذلك.

الابتسامة اخذت محلها على وجهه الأكبر فهو فهم ان حبيبه ضغط على نفسه فقط لتوفير الوقت لقضائه معه دون طلبه منه ذلك.


✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧✧

انتهى

All of You | VK (مكتملة )Where stories live. Discover now