الفصل 56 (فرصة ... اختيار)

Zacznij od początku
                                    

جلست أم يزيد إلى المائدة وجلس زيد إلى يمينها وليان إلى يسارها حيث تجاهلت كلام زيد المنمق بشأن طعامها وتساءلت قائلة: زيد أين نمت الليلة الماضية؟

ابتسم زيد بارتباك قائلًا: وأين سأنام يا أمي؟! في غرفتي بالطبع.

همهمت أمه ورمقته بحدة قائلة: ومن الذي نام في غرفة زين إذًا؟ ليان؟!

ازدرد كلاهما ريقه بخوف وقد تذكر زيد بأنه لم يرتب السرير وترك ثيابه المنزلية في الغرفة، فابتسم وقال محاولًا تدارك الموقف: آه ... بشأن ملابسي ... لقد تأخرنا قليلًا هذا الصباح واضطررت لاستعمال الحمام الذي في غرفة زين ويبدو بأنني عثت فيها فسادًا فكما تعلمين أنا فوضوي بعض الشيء يا أمي.

همهمت أم يزيد والتفتت نحو ليان قائلة: ليان! لمَ تضعين حجابكِ الآن؟ الوقت متأخر وزين مسافر ويزيد لن يأتي في وقت كهذا، وعدا عن هذا أخبرني بأنه سيبيت ليلته هذه في بيت والدي حنان لأنهم دعوه لتناول العشاء.

ارتبكت ليان وتلعثمت في الحديث حتى قالت بأنها لم تكن تعلم بأن يزيد لن يأتي، فقاطعتها أم يزيد بحدة قائلة: لقد بت تعلمين مواعيد قدومهم وقد أخبرتك بذلك مرارًا كي تأخذي راحتكِ في المنزل.

بدا الحزن والارتباك على قسمات وجه ليان، فهتف زيد قائلًا: أمي! دعيها على راحتها ... هي تخشى قدوم أحدهما بشكل مفاجئ ولهذا تبقى مرتدية حجابها.

رفعت أم يزيد حاجبها بتهكم قائلة: وهل خشيتها من قدوم أحدهما يجعلها تضع الحجاب وترتدي أمامهما منامة كهذه؟ أهذا لباس لائق أمام أخوي زوجها؟!

رد زيد بانفعال: وهل رأيتها ارتدتها أمامهما؟!

لمعت الدموع في عيني ليان بصمت وهي تحدق في الطبق الذي أمامها في حين قالت أم يزيد بغضب: ليان اخلعي حجابكِ الآن ... لم يعد هناك حجة لترتديه فليس هناك سواي أنا وزوجكِ.

رفعت ليان عينيها نحو أم يزيد، ثم نظرت لزيد بقلق وارتباك وقد انسابت دموعها ولم تعد تدري ماذا تقول، فعقب زيد قائلًا: لمَ تريدين منها فعل ذلك؟! بمَ يهمكِ وضعها لحجابها الآن؟! ما دامت هي مرتاحة فأين المشكلة؟!

التفتت نحوه أمه وهتفت بحدة: اصمت، هل تحسبني حمقاء يا ولد؟!

عادت بنظرها لليان وكررت كلامها بنبرة آمرة حادة، فامتدت يد ليان المرتعشة نحو حجابها وهي تبكي بصمت، فسارع زيد بالنهوض وأمسك بيدها قائلًا: لا تفعلي ... لا تفعلي أي شيء رغمًا عنكِ.

التفت زيد لأمه وقال باستنكار: ما الذي تفعلينه يا أمي؟ ما الذي تريدينه من كل هذا؟

ضربت أم يزيد الطاولة بيدها ونهضت لتصرخ قائلة: أريد أن أعلم إن كنت تظلم هذه المسكينة أم ماذا؟ لماذا تنام في غرفة أخيك، ولماذا ما زالت زوجتك ترتدي حجابها أمامك؟! من المخطئ هنا؟ ما الذي يحدث بينكما، هل تشاجرتما أم ماذا؟ أريد معرفة ما يجري كي نصلح الأمر.

عمرُ روحيOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz