الفصل السادس من الجزء الثاني

3.2K 146 27
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ


نهض ضاربًا طاولة المكتب بيديه وتحدث في نبرة صوت حادة تحمل في طياتها الانفعال:

_ انتي ليكي عين تيجي لحد عندي وتوريني وشك تاني؟

امشي، امشي اطلعي برة مش عايز اشوف وشك ده تاني خالص في حياتي ولا حتى عن طريق الصدفة، كل اللي بينا انتهى ومبقاش فيه بينا غير الذكريات السيئة وتعكر المزاج أما بسمع اسمك حتى..

تحدثت باكية:

_ وليد.. أرجوك لازم تسمعني، أنا..

_ مفيش أي قوة إلزامية في الدنيا ممكن تلزمني إني أسمعك أو أفضل مستحمل وطايق نفسي وأنا شايفك قدامي، بره، بره..

_ مش همشي.. ماينفعش أمشي قبل ما أقول اللي جاية علشانه

صاح في ضجر:

_ جرا ايه يا ست انتي! انتي إيه مش بتحسي خالص؟ مش طايق اشوف وشك بقولك، أمشي يلا غوري في داهية

اقتربت منه والدموع تنهمر من عينيها وأخذت تتوسل إليه:

_ أرجوك يا وليد علشان خاطري اسمعني بس اديني فرصة واحدة أخيرة، أرجوك

_ لا، بردو مش هسمع، لو اتقطعتي قدامي حتت دلوقتي بردو مش هسمع

اقتربت منه أكثر وأمالت جهة كف يده اليمنى وما إن رآها تفعل ذلك، حتى أبعد يده وصاح:
_ اوعي تتجرأي وتلمسي أيدي أو تحاولي تمسكيها، أنا طلقتك خلاص وكل اللي بينا انتهى

تكلمت وهي تهز رأسها بالنفي في سرعة، تأبى تصديق ما قاله توًا:

_ لا لا متقولش كده، مفيش حاجة انتهت مفيش حاجة خلصت انت هترجع لي وهتفضل معايا، أنت جوزي أنا وحبيبي أنا.
ابتسم ابتسامة تحمل في طياتها السخرية وهتف:

_ قولي كلام انتي قده يا شاطرة، ويلا امشي من هنا ده محل أكل عيش مش ناقص مشاكل تانية تجيلي من تحت رأسك

أخذت أصوات بكاؤها تتعالى وتزداد دموعها المنهمرة على خديها بغزارة وردت في نبرة صوت متهدج:

_ لا لا لا متقولش كده لا، أنا مقدرش أعيش من غيرك أنا مقدرش أكمل من دونك، أبوس ايدك اديني فرصة واحدة، أبوس أيدك

أطلق زفيرًا طويلًا وتحدث في ثبات وقوة:
_ أنا أقدر.. أنا أقدر أكمل من غيرك وأعيش من دونك، والمهم عندي أنا وبس

صرخت في ألم وتزداد أصوات شهقاتها أكثر فأكثر:

_ لا يا وليد لا لا لا يا وليد لا، لا متعملش فيا كده لا، أنا..

صاح في صوت عالي:

_ أنا أقولك انتي إيه، انتي خاينة فهمتي انتي إيه!!

تهز رأسها بالنفي وهي تردد وتكرر:
_ لا لا


اتجه نحو باب المحل وغلقه حتى لا يدخل إليه أحد، ثم التفت جهتها وداخل عينيه انتقام وغيظ شديدان، وتابع حديثه صارخًا:

_ وثقت فيكي واخرتها كانت إيه!
روحتي رجعتي لماضيكي الهباب.

وثقت فيكي واخرتها خليتي الكل يضحك عليا ويقلل مني ويقولي انت مش راجل
وثقت فيكي وانتي في الآخر بتلعبي بيا وبمشاعري وخداني سلم أنا ومشاعري علشان توصلي لعشيقك

لعبتي لعبة قذرة عليا انتي وصاحبتك علشان تعرفي تنتقمي لنفسك لأنهم قهروكي وعلشان كده كنتي عايزة ترديها ليهم..

صمت برهة ثم صرخ بصوت أعلى:

_ ليه كده ها؟ ليه؟ يعني انتي دقتي طعم الظلم والكسرة وعارفة يعني إيه تتسابي من غير وجه حق، ليه تخلي غيرك يدوق من نفس كاس الظلم والخذلان، رغم إنه ماقدمش ليكي غير الحب والود والرحمة ليه ها ليه؟!

تبكي وتبكي وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء ويكد قلبها أن ينفطر من شدة الندم والألم وتحدث بنبرة صوت مضطربة:

_ أنا..

تابع صارخًا بنفس النبرة التي تحمل في طياتها القسوة والحدة:

_ انتي خلتيني أفقد الثقة في نفسي وفي الجميع، خلتيني ماشي أقول عملت إيه لده كله، خلتيني مش عارف أنام ولا عارف أصحى ولا عارف أذاكر ولا عارف أعيش

الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now