الفصل العاشر

4.9K 234 35
                                    

ازيكم عاملين ايه..
اسم القصة عشان اتسألت فيه كتير، الجعة يعني البيرا أو الخمرة مقصود بيها الناس الغير اخلاقيين طبعا، يشوبها أي يختلط بها الاخلاق طبعا معروفة طب ليه الجعة هي اللي بيختلط بيها الاخلاق مس العكس، عشان ده المعروف دلوقتي الاخلاق بقت قليلة اوي بجد. اظن دلوقتي انت فهمت الرواية مسارها ايه بتتكلم عن جانبين مهمين وهما الشر والخير واللي بينهم وهكذا، يعني هنا في روايتي هتلاقيني بعرض كذا وجهة نظر عشان طبيعي اي مجتمع فيه كده .
ڤوت قبل ما تقرأ، متقرأش في صمت حط ڤوت أو سيب رأيك في كومنت وشجعني وشكرًا
جاهزين ؟؟؟؟
يلا نبدأ

نهض كل من شاهستا ووليد عندما رأينها. رمقتها شاهستا في غيظ وهتفت موجهة حديثها لوليد: هروح انا وهبقى اكلمك فون..
_ تكلميه فون؟ اومال اشمعنى معايا أنا عامل نفسه فيها شيخ وبيرفض حتى يبص في وشي ؟؟ مش بقولك يا وليد إني متأكدة من أنه كل الشيوخ كدابين ونصابين
هتف وليد في جدية: المرادي لازم تاخدي بالك انك في محلي داخل منطقتي يعني ممكن حالا اخد حقي منك ولا نسيتي؟
_ همشي انا يا وليد.
قالتها شاهستا ونظرت حولها تبحث عن حقيبتها وحملتها وتحركت للخارج.. وبينما هي تسير وقفت بجانب منة وهمست جانب أذنها.. ثم ابتسمت وخرجت..
وليد يترقب كل ذلك وهو لا يفهم شيء..  نظرت إليه منة ولم تدم تلك النظرة طويلًا ولم تهدده كعادتها، بل أخذت تسرع خلف شاهستا التي قد خرجت بالفعل من المحل واتجهت نحو سيارتها.. منة تسرع خلفها وهي تهتف: استني هنا بقولك.. اوقفي
لا ترد عليها شاهستا تاركة إياها تنبح كالكلب خلفها.
لحقتها منة وامسكت بذراعها حتى تتوقف، وقفت شاهستا ونظرت إلى تلك المسكة التي مسكتها بها منة وهتفت في تحذير: اوعي، ابعدي ايدك عني وإلا انت عرفاني..
قالتها ثم سحبت يدها..
صرخت منة: ايه معنى الكلام اللي انت قولتهولي ده ؟
ابتسمت شاهستا في برود وهتفت: زي ما سمعتي يا منة لو ودنك فيها طحالب شوفي دكتور كويس، لو عوزاني ارشحلك دكتور فأنا معنديش مشكلة..

يقف وليد أمام الباب الخارجي للمحل ويرمي نظره على هاتان الفتاتان يريد أن يفهم ماذا يحدث هناك ؟؟

ردت عليها منة: ماشي يا شاهستا لو اللي جابك راجل اعملي اللي انت قولتيه ده..
ابتسمت شاهستا بسمة استفزازية وردت: انا اللي جابني راجل وسيد الرجالة والكل عارف ده حتى المرحومة أمك عارفة. الدور والباقي بقى على اللي جابك..

اغتاظت منة ورفعت يدها حتى تصفعها على وجهها وهي تصرخ: اخرسي
ولكن شاهستا قد أمسكت يداها قبل أن تقع على وجهها، والقتها بقوة بعيدة عنها واقتربت من منة للغاية، وأصبحت عيناهما تتحدث.. حيث كانت نظرة كل منهما تحمل كم هائل من  الغل والحقد بداخلها، ولمدة دقائق تتحدث الأعين دون أن تنطق الألسن.. وكل منهما تفهم ما ترسله أعين الأخرى لها..
كسرت ذلك الصمت شاهستا هاتفة: كان زمان يا منة.. خلاص شاهستا بتاعت زمان ماتت وادفنت وكان كفنها طبيتها اللي خلاص قتلتها وسابتها في القبر هناك..
ثم رمقتها من أعلى إلى أسفل في قرف و ضغطت على زر سيارتها حتى تفتحها وترحل.
تقف منة مكانها وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها وتترقب رحيل شاهستا وعندما دخلت شاهستا السيارة وأخذت تضع المفاتيح حتى تستعد للرحيل، صرخت منة حتى تسمعها: وريني.. لو بس تقدري فرجيني..
ابتسمت لها شاهستا بسمة استفزازية من نافذة  السيارة ورحلت..

وليد يقف هناك لا يفهم ولا يسمع أي شيء..
وبعدما رحلت شاهستا وابتعدت عن الإرجاء، اتجهت منة في غيظ صوب سيارتها هي الأخرى وبينما هي تسير والغضب يصاحبها توقفت لحظة واستدارت ناحية وليد الواقف أمام باب محله، ونظرت إليه ثم ابتسمت.. ورحلت كما هي..
تعجب وليد من تلك الابتسامة الغريبة هو حقًا لا يفهم لماذا تفعل تلك الفتاة كل ذلك ولكنه شعر بنسبة كبيرة أن هناك شيء بينها وبين شاهستا ويجب عليه أن يعرفه في الحال.
                ******
كانت شهد تقف في المطبخ حتى تعد العشاء وكانت تهاني تساعدها.. وبينما هما يقومان بإعداد العشاء، هتفت تهاني في ضجر: هو ليه يعني يا شهد وليد مش عاوز عاليا؟؟ هو يعني هيلاقي احسن منها فين؟ بنتي جميلة وخلوقة وهتحفظه وهتحفظ  بيته ولا انت إيه رأيك ؟
هتفت شهد وهي تلقي البطاطس في مقلاة الزيت: والله يا تهاني يا اختي، انا لو عليا مش هتلاقي حد زي بنتك طبعًا هو انا طول إنها تبقى مرات ابني ؟ بس هو وليد على كلامه إنه اعجب ببنت تانيه وخايف يظلم يختي عالية. باذن الله البت اللي عرفها دي ترفضه ومتوافقش عشان تبقى عاليا من نصيبه
هتفت تهاني والتي كانت تضع الخبز في جهاز الميكروويف: مش عارفه أنا بيبص بره ليا اما بنات العيلة ادامه؟
كانت شهد تخرج البطاطس التي استوت وتزامن مع ذلك هتافها: والله ما فهماه ابني ده! طول عمره يقول أنا عندي شروط و حاجات طالبها في شريكة حياتي.. بس متزعليش انت، انا أما يجي هكلمه تاني عشان ناخد عاليا والله هفرح اوي لو خدها.

_ ايوه يا شهد كلميه، البت كبرت ومش بيجلها عرسان خالص وموقفة حال اختها اللي من بعدها.
شهقت شهد هاتفة: ليه كده؟؟
_ اختها بقى الأصغر والاحلى وكل اما يجي عريس يطلب رضوى وانا ارفض لأن عاليا الأكبر، كل المنطقة هناك شايفة إن عاليا كبرت والستات يختي عاوزين لعيالهم بت عندها ١٦ سنة غير كده تبقى كبرت وفاتها القطر. وكمان رضوى اهي بتكبر بسبب فرص أختها القليلة.
رصت شهد الطعام على الصينية وهتفت: الله! طب ما خلاص يا تهاني أما يجي عريس يختي لرضوى وافقي وقريب عاليا ربنا يبعتلها عدلها
_ مقدرش يا شهد ده البت تتقهر فيها.
اطرقت شهد... ثم هتفت: خلاص أما يجي وليد انا هكلمه..
             ******
توقف عمر أمام محل وليد وخرج من سيارته كالمجنون وأخذ يسرع تجاه المحل..
كان وليد يجلس بجانب أسر وحسن ويتناولون معًا وجبة العشاء..
دخل عمر المحل وهو ينظر يمينًا ويسارًا كأنه يبحث عن شيء ما، رآه أسر الذي سرعان ما ضرب وليد على كتفه ضربة خفيفة حتى يلفت انتباهه إلى عمر. نظر وليد إليه ونهض واقترب منه وهتف: في حاجة يا عمر؟
لا يرد عليه بل ظل كما هو يتلفت يمينًا ويسارًا.. تعجب وليد وهتف في استغراب: عمر؟!
_ نظر إليه عمر وتطرق لدقائق ثم هتف: لا ولا حاجة.. شكلي جيت عنوان غلط.. بعتذر.
قالها عمر ثم نظر إلى المحل كله نظرة أخيرة وذهب.
اقترب أسر ناحية وليد وهتف في تعجب: هو في إيه ؟؟! كلية اعلام جتلنا انهاردة كلها ليه؟؟
هز وليد رأسه نافيًا ( يقصد من تلك الحركة لا اعلم)
ولكنه شرد بعيدًا يحاول أن يترتب او يفهم الأحداث حوله..
               ****
مشتعلة هي بين الأصوات الصاخبة في سعادة مُقتنصة في الظلام الذي يشوبه أنوار مختلطة بين الأزرق والأحمر والأسود وغيرها)
رآها، فهتف مرحبًا أيتها اللعوب الوديعة( الهادئة) سوف ندخل الآن في عتمة قلوبنا، تاركين ضميرنا في الخلفية..
وكانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، عندما كان أمير ( الأخ الأكبر لشاهستا) يقف في منتصف أحد النوادي الليلية ( ديسكو او كباريه)، ويلتف حوله عدد لا بأس به من الفتيات الآتي يرقصن معه ويطلقن ضحكات صاخبة.. وتزامن مع ذلك دخولها وهي ترتدي فستان لونه أسود قصير للغاية ليس لديه أكمام ( كان بكب) ملئ بالخرز والكريستال البسيط الذي أعطى للفستان رونقًا وجمالًا وميزه بلمعة واضحة  ملفتة للنظر، واضاف إليها جاذبية خاصة.. كان وجهها ملئ بالزينة( الميكب) وكان شكل  تسريحة  شعرها في تلك المناسبة  هو الشكل المموج ( Wavey
اقتربت منه منة التي بدت في ذلك الوقت كالبدر المنير.. ليس بها خطأ واحد يذكر... ابتسم أمير عندما رآها تقترب إليه.. وعندما رأينها الفتيات اخذن يصفقن تشجيعًا لها، واشتعلت الأضواء وقام المسؤول عن اختيار الاغاني بتشغيل الأغنية الإسبانية الشهيرة ( دالي)..
اخذت منة تنطر شعرها ناحية اليمين تارة وناحية اليسار تارة أخرى مرات كثيرة متتالية وهي تهز رأسها.. وفي نفس الآن كانت تحرك كتفيها في حركات منظمة تناسب الرقصة وتناسب حركة رأسها وشعرها.. أجبرته تلك الحركات أن يشاركها فأخذ يقترب منها بينما هي ترقص ويهز كتفيه تزامنًا مع هزات كتفيها.. بدأت هي تتمايل عليه في رقة تصاحبها ابتسامة جريئة تسحبه من قميصه تقربه إليها أكثر أثناء الرقصة، بينما هو تاركها تفعل ما تشاء وأخذ يضع يده حول خصرها ويقربها إلى حضنه أكثر فأكثر..
وبينما هما يرقصان، ابتعدت هي عنه مرة واحدة واقتربت من إحدى الطاولات ووقفت فوقها وأخذت ترقص.. ترفع شعرها لفوق بيدها مع حركات مثيرة تفعلها بخصرها.. ثم من بين جميع الرجال الذين يقفون جانب الطاولة ليشاهدوا رقصتها، تغمز لأمير بعينها وتبتسم له في خبث. يقف أمير جانب الرجال يصفق لها في حرارة و يصدر صوتا بشفتيه ( يصفر) معجبًا بحركاتها..
أنهت رقصتها ونزلت من على الطاولة، لتجده واقفًا في انتظارها وفي يديه كأسين من الجعة ( البيرا)
يبتسم لها وهو يلقي نظرات شهوانية إلى جسدها.. تضحك هي وتأخذ منه الكأس الخاص بها، ثم جرّته خلفها..
                  ******
وكانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، عندما كانت شاهستا تجلس على الأريكة التي تتمركز بهو الڤيلا في هدوء تام، تعقد ذراعيها أمام صدرها شاردة الذهن، تنظر إلى نقطة واحدة وقد شردت بها. وأثناء شرودها، فتح أمير الباب الخارجي للڤيلا وهو يدندن، وكان يرتمي على الجانب الأيمن تارة والجانب الأيسر تارة لا يستطيع أن يسير ثابتًا في اتجاه واحد.. رأته شاهستا، وعليه أسرعت ناهضة وهتفت وهي تلزم عليه: طبعًا انا مليش اني الومك على إنك تسهر ولا تعمل أنت حر، ولكن اللي اقدر اتكلم فيه يا أمير إنه من بين كل البنات دي ملاقتش غير منة ؟؟ منة يا أمير!!؟ ايش حال إنك عارف كل حاجه.. ايش حال إنه كان على يدك كل شئ، ليه يا أمير؟؟ ليه؟؟
يحاول أمير أن يصلب طوله حتى يتحدث معها وهتف السكير بشدة والذي هو في عالم آخر: يوه بقى يا شاهي، انت بترقبيني؟؟
_ لا والله ما حصل انا صوركم جت لحد عندي.. رقم غريب بعتلي كل الصور والفيديوز
وضع أمير يده على رأسه التي بدأت أن تؤلمه من شدة الصداع: عاوز انام يا شاهي بعد اذنك..
اقتربت منه وهتفت في غيظ: منة بتعمل كل ده وبتقرب منك عشاني، وانت عارف كل ده كويس يا أمير حرام عليك بلاش تبوظ كل حاجة عملتها وبعملها، انت اخويا انا المفروض تساعدني انا مش تقف معاها هي يا أمير ركز!!

يغمض هو عينه في تعب ثم يحاول أن يفتحها تارة أخرى واردف: انا مش بحبها والله يا شاهي انا بتسلى بس هي عجباني يعني مش أكتر

صرخت في وجهه هاتفة: يا عم فوق من القرف اللي انت فيه ده بقى الله يكرمك..
صاح هو: ملكيش فيه، خليكي في حالك انا معجب بحياتي.
_ ماشي يا أمير البنات كتير ممكن بلاش منة تاني بقى بعد اذنك عشان هي لسه مهدداني النهارده..
ابتسم بسمة خفيفة وهتف: اعمل إيه انا اللي عيل عبيط ومش بعرف اقاومها خالص..
وضعت شاهستا يدها على رأسها وهتفت في ضيق: ارحمني يا أمير ارحمني، قولتلك وليد عاوز معاد وهي هتقوله على كل الخرا ده و..
قاطعها صارخًا وهو يسير صوب الدرج حتى يصعد إلى غرفته: وليد وليد وليد فلقتينا بوليد بتاعك ده يا شيخة بلاش قرف، شيخ إيه وقرف ايه ده؟؟ فوقي ياما لنفسك..
ثم غلق باب غرفته  بقوة ومازال يتمتم بمثل ذلك الكلام.
ارتمت هي على الأريكة وهتفت بنبرة تحمل في طياتها التحدي: ماشي، ماشي يا منة والله براحتك، الحرب مازالت قائمة..
ثم ألقت نظرة للأعلى إلى غرفة أخيها وهتفت : وانت يا أمير الزفت انت ماشي أنا اما قلت لبابا وماما.. وبالأخص ماما أما نشوف بقى هترد تقول إيه..
             *******
ومع اقتراب آذان الفجر، يصرخ طفل علا دون أن يتوقف.. وفي الحقيقة لم تستيقظ أمه لأنها قد استيقظت مرارًا وتكرارًا لأجله ولكنه يأبى أن ينام ولما ارهقها تركته ونامت وذلك لأنها لم تستطع أن تواظب وتظل مستيقظة وأيضًا نظرًا لصغر سنها فهي لا تعي اي شئ سوى إنها تود أن تنام الآن..
تجهم وجه سيد النائم جوارها والذي يزعجه صوت الطفل، لذلك زفر في غضب وصرخ : قومي يا بروطة شوفي الواد ده
صرخت هي هاتفة في تذمر: أنا قمت ميت مرة قوم انت بقى أنا تعبت وربنا
هو يصرخ وهي تصرخ والطفل يصرخ... ومن المسؤول عن هذا الوضع؟ لا حد سوى عادات وتقاليد مجتمع أحمق بالفطرة..
ولما غاظته ولم تقم للصبي كما قال لها ألقاها من فوق السرير لتقع على الأرض وهي تتأوه وصاحت في الم: انت اتجننت؟ انت ازاي ترميني كده؟؟
قام من السرير في  سرعة وامسكها من شعرها وصاح في وجهها: انت بتقولي ايه؟ في واحدة محترمة تقول لجوزها أنت أجننت؟ انطقي..
تحاول هي أن تفلت شعرها من بين أصابعه التي تشبثت به.. صارخة: اوعي شعري يا سيد سيب ارجوك، يا سيد الواد هيموت من العياط والرعب، سبني اشوفه طيب ..
ترك شعرها، ولايزال وجهه متهكم كما هو ... ثم هتف: كان من الأول، كان من الأول يختي بدل ما قلبتي الدنيا وفي الآخر بردو انتي اللي هتشليه، كتك القرف عيلة..
قالها ثم اتجه ناحية الفراش صارخًا في وجه الطفل: بس ياض، عليك وعلى امك..
ازداد صريخ الولد، ركضت علا تجاهه وحملته بين ذراعيها واخذت تهدئ من روعه هامسة: بس حبيب ماما بس، ابوك مجنون؟ اه يا حبيبي انا عارفة وده بختي الاسود كان زماني بتعلم دلوقتي زي اللي بيتعملوا
صرخ سيد: خديه واطلعي بيه الصالة يلا وأما يبقى يتخمد ابقي تعالي اتخمدي انتي كمان..
نظرت إليه في اشمئزاز وتمتمت: خمدة ما تقوم منها يارب..
ثم أخذت ابنها وخرجت إلى الصالة وجلست على الأريكة وحدها في ذلك الظلام المادي والمعنوي.
                ****
وفي صباح اليوم التالي، استيقظ وليد على صوت رنة هاتفه تصدح في الغرفة.. فتح عينه وأخذ يبحث بيده دون أن يكون في كامل انتباهه على الهاتف، وها قد وجده على الطاولة التي تكون بجانب السرير( كومدينو)
ونظر إلى الشاشة ليرى من يطلبه ليجدها شاهستا.. نهض في انتباه شديد جالسًا على الفراش وبدأ يعدل من جلوسه واخذ زفيرًا طويلًا وهو يتنحنح حتى ينشط الاحبال الصوتية ثم رد: ألو السلام عليكم
هتفت شاهستا الجالسة في بلكون غرفتها والتي كانت تحتسي في هدوء كوب القهوة الخاص بها بجانب سوتا قطتها: ألو... وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. صباح الخير، اسفة لو صحيتك من النوم..
_ لا لا، ولا يهمك انا اصلا كنت هصحى عشان عندي جامعة انهاردة كمان
_ نازل الساعة كام؟
_ يعني هصلي الضهر وهنزل باذن الله.. انتي عندك كلية ؟
_ اه بس انا مش بنزل بقالي فترة.
_ ليه؟
اخذت رشفة من القهوة وهتفت: يعني بحس الجامعة بضيع وقت، انا بذاكر هنا والمطلوب مني بسلمه لليدر وبس كده..
ابتسم متفهمًا وهتف: آه فهمت، طيب ربنا معاكي.
_ بقولك..
_ اممم؟
تنهدت وأخذت تلمس شعر سوتا في هدوء وهتفت: قولتلك هفكر في اللي قولتهولي امبارح.. وانا فكرت..
ازدادت سرعة نبضات قلبه وتوتر بعض الشيء.. ولكنه تنهد في هدوء محاولًا أن يتغاضى عن الثورة التي تحدث داخله الآن وهتف: سمعك..
_ الموافقة المبدئية عندي.. انا موافقة
ابتسم هو ابتسامة عريضة وهتف في فرحة عارمة: وقسمًا بالله أنا في غاية انبساطي دلوقتي..
ابتسمت في خجل واردفت: بابا وماما راجعين بعد بكره من المصيف اللي كانوا فيه، تقدر تاخد معاد يوم الجمعة الجاية باذن الله اكون عرفت بابا ونستناكم..
يبتسم هو بشدة في الخلفية وقد سمع صوت رقصات قلبه في ذلك الوقت وهتف محاولًا أن يكون ذلك الشيخ المبجل الذي تعرفه: تمام مفيش مشكلة يوم الجمعة الجاية باذن الله هنكون عندكم بعد اذان المغرب، وابعتيلي العنوان فضلًا بالتفصيل..
_ اوكيه، هبعتلك اللوكيشن على الواتس. يلا أنا هقفل بقى عشان ورايا مذاكرة.
_ تمام في رعاية الله
غلق هو الهاتف ووضعه جانبه ونهض في فرحة عارمة وأخذ يغني وهو يسير في جميع أركان غرفته: أصابك عشق أم رميت بأسهم
فما هذه إلا سجية مغرم
ألا فاسقيني كاسات وغني لي
بذكر سليمة والكمان ونغمي
أيا داعيا بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فم المتكلم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعم...)
ثم توقف لحظة عن إلقاء ذلك الشعر هاتفًا وهو يعيب على نفسه: إيه الأوفر اللي انت فيه ده يا وليد ؟؟ لحق يصيبك عشق؟ ولا لحقت تغير عليها  من فم المتكلم ومن ثياب ابيها و حضن أخيها؟؟؟ ايه ده؟؟ مرهف اوي انت.. استغفر الله العظيم، وبعدين اغير عليها ليه انا من ابوها وأخوها وامها والناس دي؟ اللي بيغني حافظ مش فاهم، لا وغيران عليها من ثيابها!! على اساس تمشي عريانه بقى عشان يبقى هو تمام ومش غيران.. ده عته يا أخي..
وبعدما عاب على نفسه بنفسه خرج من الغرفة في فرحة عارمة هاتفًا بصوت يصدح في المنزل كله: أمي ،اماه اين انت يا سيدة؟؟
خرجت له شهد من المطبخ وفي يدها ملعقة وهتفت في استغراب: بسم الله ما شاء الله، مالك كده شكلك مكشح اوي .. قول يا خويا فرح قلب امك..
نظر وليد حوله يمينًا ويسارًا واقترب من أمه وأخذ يهمس: هو عمته وعمي وعيالهم فين؟
_ لسه نايمين فوق، ليه في حاجة ؟
_ حيث كده بقى نتكلم براحتنا..
ثم اقترب منها وقبل خدها وهتف في ابتسامة عريضة: ابنك يا اعظم شهد في الدنيا هيبقى عريس زي ما كان نفسك..
أطلقت شهد زغرودة صغيره واحتضنت ابنها هاتفة: يا الف نهار ابيض يا الف نهار ابيض يا حبيبي، الف مبروك يا ضنايا، العروسة وافقت؟؟
_ ايوه وادتني معاد.. يوم الجمعة الجاية باذن الله بعد المغرب..
_ طب بركة يا حبيبي ربنا يتمم على خير ادام انت مبسوط كده ربنا يفرح قلبك كمان وكمان ويكتبهالك وتبقى من نصيبك
رفع يده في مناجاة وهتف في ابتسامة عريضة: امين يا امي امين ادعي كتير بقى دعاوي زي دي..
_ شكلك واقع خالص..
قالتها امه مازحة
_ ها؟؟! اشمعنى؟؟
_ يعني فرحان اوي هو انت كنت بتحبها بقى و شكل كان فيه قصة.
_ لا لا والله ما حصل.. بس أمانة انا مبسوط لاني معجب بشكلها وبرقتها وبتمسكها بالحجاب رغم الظروف الشاقة  اللي شافتها أما لسه الحب ده في المراحل القادمة.. ولما بصيت في وشها غصبن عني عشان كنت بنقذها ،من ساعتها وهي صورتها مش بتفارق ذهني وبصراحة كنت مستحرم الموضوع اوي  وعشان كده فرحان بقى إني هاخدها في الحلال يا أمي..
ربت أمه على كتفه وهتفت: ربنا يوفقك يا حبيبي و يجمعك بيها على خير
_ أمين أمين
_ إلا هي منين يا وليد؟؟
أطرق وليد ... ثم رد: ها؟ هي من التجمع يا أمي..
_ التجمع؟؟!
قالتها شهد في تعجب واستنكار..
               ******
تتجهز ريهام والدة جومانة في غرفتها حتى تذهب إلى النادي، وبينما هي ترتب شعرها، وتضع مركباتها والواقي ضد الشمس ( صن بلوك)
دخلت جومانة في سرعة دون أن تستأذن وهي تهتف في توتر: ماما، ماما الحقيني..
التفتت إليها في خوف واردفت: مالك في إيه ؟؟
اقتربت منها جومانة وردت: أسامة بعتلي بما إنك مش عاوزة وليد واختلفتوا فباذن الله أنا وأنتي مش هنختلف.. يقصد إيه ده يا ماما؟؟؟
هتفت ريهام في صدمة: إيه ؟ مستحيل طبعا، نقبل كلنا انك  تتجوزي ابن محرم الديكتاتوري ده مشفتيش كان بيتكلم ازاي مع ولاد أخوه في وسط بيتهم؟؟ راجل رجعي واكيد ابنه زيه..
وضعت جومانة سبابتها على شفتيها السفلى في توتر وردت: يا ماما انا شور هرفض، بس أنا خايفة يحطني في دماغه ويراقب تحركاتي ويعرف إني مش محجبة وتبقى مشكلة في العيلة وبابا يزعق ويقولي اتحجبي تاني بعد ما اقنعته بالعافية إني اقلع الطرحة..
اطرقت أمها تفكر في تلك المصيبة بضع دقائق ثم هتفت: مش عارفه ممكن نعمل إيه... مش فاهمة انا وليد بقى شيخ وبتاع ليه، ده اكتر واحد بيفهم في شباب عيلة ابوكي ومتحضر كده وتقديري تتناقشي معاه
_ ما انتي عارفه يا ماما إن وليد حب عمري اصلا من واحنا في ثانوي وهي العيلة كلها بتقول وليد لجومانة وجومانة لوليد، بس... هو خيرني بينه وبين حلمي..
_ لقتها..
هتفت أمها فجأة بصوت عالي
_ ايه ؟
_ انتي هتعلقي أسامة ده، يعني قوليله ربنا يسهل بس اتخرج على. خير  وكده ونشوف عشان ميحطكيش في دماغه وبس تتخرجي وتسافري تاني على أمريكا عشان شغلك..
صاحت جومانة في فرحة عارمة: فكرة  تحفة برافوا عليكي يا ريهام والله.. هعمل كده، واستنيني بقى البس عشان اجي معاكي النادي.
              *****
واشمعني التجمع يعني؟
قالها محرم في استغراب
ردت شهد: هي العروسة من هناك.
_ مانا عارف، بس هو وليد يعني ضاقت بيه الدنيا ورايح يتجوز من التجمع ؟؟؟ اللي هناك دول لا نشبهم ولا يشبهونا..
ردت شهد: الله!! انا ابني مثقف ومتعلم وفاهم في كل حاجة، هتيجي بتاعت التجمع دي احسن منه في إيه ؟؟ دي اصلا ما صدقت الواد قالها امبارح راحت وافقت انهاردة كأنها ما صدقت، هي تطول ؟؟ ده انا ابني اسم الله عليه وسيم والف مين تتمناه..
رد شعبان والذي يبدو أنه مستاء من الأمر شيء ما: محرم مش قصده كده يا شهد، محرم قصده إننا بناسب عيلة مش فرد فيها! وهما مش زينا لا في عادات ولا في تقاليد..
_ قولها يا شعبان
هتف محرم المعجب بالأمر..
_ وانا واثقة في اختيار ابني وبعدين هو اكيد فكر في حاجه زي كده وكمان إحنا لسه يدوب هنروح نشوف ونتعرف وكده محدش قال إننا خطبناها خلاص، بس نريح الولد ونحترم اختياره..
وبينما هي تتحدث، تنظر إليها تهاني في تعجب واستغراب.. أليست هذه شهد التي قالت لها سأحدث ابني بشأن ابنتكم؟؟ هي بالطبع هي ولكن يبدو أنها أمام فرحة ابنها قد نست كل شيء...
              ******
يقف وليد بجانب أسر وطارق في الجامعة تحديدًا أمام كلية الآداب وهتف في فرحة عارمة: شباب انا باذن الله ممكن أخطب قريب
فرح الشباب واحتضنه أسر بقوة وهي يصيح: ايوه يا ويل ألف مبروك يا حبيبي واخيرًا فرح نظيط فيه..
وكذلك طارق فرح له جدًا هاتفًا: عقبالي انا كمان لما اروح كده واخطب آية ادعولي
هتفا معًا: باذن الله يا حبيبي تخطبها قريب..
وبينما أسر يضحك كالأبله، سأل وليد : إلا قولي يا ويل، مين العروسة إن شاء الله ؟؟
ابتسم وليد وهتف: شاهستا، عارفها؟ اللي كانت في المحل عندنا امبارح..
وقع ذلك الخبر على أسر كالصاعقة، فهو كان يضع تلك الفتاة في ذهنه وفكر في خطبتها من قبل.. لذلك اصابته كآبة مؤقتة وصمت ولكن تعبيرات وجهه قد فضحته..
ولما أحس وليد أن شيئًا ما غريبًا قد أصاب صاحبه هتف مستفسرًا: أسر انت كويس؟؟ أسر...
لم يجبه.. وبينما وليد يضع يده على كفته حتى يرى ما به!!، سمع صوتها المعلون تارة أخرى تهتف في ثبات وثقة: معايا فيديوز كده حلوه حابه اوريهالك تحب تشوفها على العام ولا على  الخاص؟؟
اغمض عينه ثم نظر إليها ليجدها تبتسم له ابتسامتها المعتادة والتي عرفها بأنها دائمًا ما  تعكس الكثير من العواصف القادمة فوق رأسهم جميعًا وهي لاهية لا يهمها أحد ولا حتى نفسها، لربما ينوبها من عاصفتها جانب..
                  *****
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت
مش مجرد كلام اتفاعل عشان الشغف بيضيع مني بجد لأن التفاعل محبط.
دمتم بخير
# سلمى خالد احمد


































الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now