الثالث عشر

4.2K 189 2
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟؟؟
يلا نبدأ


_ماما، في أي حاجة أكلها قبل ما أنزل الجامعة؟؟
هتف وليد في صوت عالي والذي كان بداخل غرفته يعد نفسه وأغراضه حتى يرحل إلى الجامعة

_ اه يا حبيبي سيبالك نصيبك من الفطار هقوم احطهولك اهو..
هتفت شهد الجالسة في الصالة في صوت عالي أيضًا حتى يسمعها

انتهى وليد من ترتيب أغراضه، وعلق حقيبته خلف ظهره وخرج من الغرفة وجلس على الكرسي ينتظر الطعام الذي ذهبت والدته حتى تحضره وهتف في ابتسامة عريضة موجهًا كلامه جهة المطبخ: ماما متنسيش إن بكره معاد الاتفاق بينا وبين أهل شاهستا

هتفت شهد وهي ترص الطعام على الصينية: لا متخافش مش ناسية يا حبيبي...
ثم خرجت من المطبخ وهي تحمل الطعام ووضعته أمامه وهتفت في صوت خفيض: ابوك متخانق مع عمك محرم عشان عمك محرم مش راضي يجي معانا بكرة وعشان كده ابوك زعلان وبيقول إننا نأجلها شويه..
_ نأجل إيه يا ماما؟؟! يا ماما بجد ماينفعش خدنا معاد ووالد شاهستا رجع من سفره مخصوص عشان قالتله العريس جي، هو ينفع يعني؟؟
هتف وليد في غيظ

_ ماهو..
قبل أن تكمل شهد حديثها سمعت صوت جرس الباب يصدح هتفت: هروح اشوف مين..
اتجهت شهد ناحية الباب بعدما وضعت الحجاب على رأسها وفتحته، وما إن فتحته حتى وجدت المعلم حنفي يهتف وهو يضع عينه على الأرض: عدم لا موأخذة يا أم الشيخ، بس في هانم كانت عاوزة مولانا، شكلها والله اعلم جايه تتوب على أيديه..
_ هانم؟؟
هتفت شهد في تعجب..
وعندما سمع وليد ذلك قام تاركًا الطعام واتجهه نحو الباب وهتف: اهلا يا معلم حنفي، خير؟؟
_ الهانم كانت....
_ خلاص يا معلم كتر خيرك انت كده أمشي
هتفت منة مقاطعة حنفي بعدما أظهرت نفسها، حيث كانت تقف بعيدًا في الأول تاركة إياه يتحدث..

نظر إليها وليد في صدمة لا يصدق عيناه وهتف: انتي.. انتي تاني؟؟
ابتسمت وهتفت: انا تاني وتالت وعاشر يا ويليو
_ ويليو؟؟! ايه ويليو ده؟ مين دي يا وليد؟؟ هي هي دي العروسة يا بني؟؟
هتفت شهد في غباء..
ابتسمت منة في سخرية واردفت: بالظبط كده انا العروسة يا طنط..
           ******
_ يعني ايه يعني يا ماما مش جاية؟؟
هتفت شاهستا مستفسرة في ضيق وهي تضع الهاتف على أذنها تُحدث والدتها
_ كده يا شاهستا مش هسيب انا اجازتي اللي باخدها كل فين وفين عشان التفاهة دي...
ردت والدتها
_ تفاهة؟؟؟ مسمية راجل جاي يتقدملي بتفاهة؟؟
هتفت شاهستا في عدم تصديق
_ شاهستا كفاية ها؟ كفاية، متعشيش الدور، انا مش هعرف اجي وبس ابوكي هو اللي هينزل لوحده مضطر عشان خاطرك..
هتفت والدتها بلهجة حادة
_ سلام يا ماما
هتفت شاهستا في غيظ يشوبه مرارة وانهت للتو المكالمة وألقت بالهاتف على السرير..
ثم وضعت سبابتها على شفتيها السفلى وأخذت تفكر في الأمر...
وبينما هي صامتة تفكر.. رن هاتفها، همت بالرد قائلة: ايوه يا آية ازيك..
إيه ؟؟ لا لا يا آية اوعي تتجنني وتعملي حاجة زي كده احنا متفقين، آية بطلي هبل، انتي فين طيب وانا جيالك.. بطلي كلام بقى وقولي انتي فين.. يا آية انجزي..
               *****
_ هو انا هفضل واقفة على الباب كده كتير؟؟! عيب على فكرة، انت أما جيت بيتي انا عاملتك كده؟؟ ده انا دخلتك بيتي واكرمتك آخر كرم، لا وكمان دخلتك اوضتي..
هتفت منة في سخرية ..
_ اوضتها؟؟؟ مين دي يا وليد؟؟
صاحت شهد في غضب.
_ اه .. اه... خشي انتي طيب جوا دلوقتي يا ماما وانا هفهمك بعدين كل حاجة..
هتف وليد في توتر..
_ مش داخله في حتة و...
اندفعت شهد هاتفة قبل أن يقاطعها وليد في ترجي: عشان خاطري بس يا أمي عشان خاطري..
نظرت إليه وسكتت وقبل أن تذهب رمقت منة من أعلى إلى أسفل في قرف... وبينما وليد ينظر نحو أمه الذاهبة، خطت منة بضع خطوات إلى الداخل، الأمر الذي أجبره على أن يتراجع خطوات للخلف وإلا اصطدم بها.. بينما هي دخلت وأخذت تنظر يمينًا ويسارًا في الشقة كلها. وهتفت: ها هتقعدني فين؟؟
نظر إليها في برود وأشار جهة غرفة الضيافة، ابتسمت واتجهت ناحيتها، دخلت هي وتتبعها هو..
جلست ووضعت ساق على ساق، ترك وليد باب الغرفة مفتوحًا وجلس على الكرسي الذي يقع أمام كرسيها وهو ينظر بعيدًا عنها كعادته..
أخرجت منة زجاجة الماء الخاصة بها وشربت.. ثم وضعتها في حقيبتها تارة أخرى بعدما انتهت..
كسرت الصمت هاتفة: بص يا وليد، انا عارفة انك مش فاهم انا عاوزه منك إيه ومقدرة كمان إنك مستغرب لفعلي ده.. وانا هنا عشان اقولك أنا عاوزة منك أيه بكل صدق..
_ طب الحمدلله اخيرا هنفهم..
هتف وليد في سخرية من أمرها

_ ابعد عن شاهستا، ولو بعدت عنها اوعدك إنك مش هتشوف وشي تاني.

تعجب وليد من طلبها وعقد حاجبيه في استغراب وهتف مستفسرًا: طب معلش يعني انتي مالك ومال شاهستا؟ ما تتجوزني او لا ده يمسك في إيه ؟

تأففت هاتفة: يا وليد متتعبنيش اسمع الكلام وخلاص، عشان تحصل على حريتك..
_ حريتي؟؟! لا هو عشان انا ساكتلك ومش عاوز أعمل مشاكل معاكي، هتسوقي الهبل على الشيطنة بقى وتفتكري إن حريتي في قبضتك انتي وسيطرتك؟؟؟
هتف وليد محاولًا السيطرة على هدوء نبرة صوته
ارتسمت على شفتيها ابتسامة تشبه ابتسامة زعماء المافيا وهتفت في هدوء: أنا قبل ما ادخل الاوضة دي قابلت مامتك، ست جميلة وكل هدفها تعيش في سلام، وناس ولاد حلال عرفوني إنك ليك أخت في ثانوي، بنت كيوت وعندها طموحات وأماني.. كمان لاحظت إن أهل الحي بيقدسوك تقريبا وشايفين إنك مش بتغلط كأنك ولي..
توقفت عن الكلام برهة ثم هتفت تارة أخرى وداخل عينيها نيران مرعبة: اكيد انت عاوز تحافظ على كل ده .. سُمعتك و أهل بيتك.. لو هتتحدى واحدة سافلة وقادرة زييي هتخسر كل حاجة واولهم دينك..

ابتسم محاولًا أن يداري الخوف الذي تسرب إلى قلبه وهتف في صمود وهو ينظر هذه المرة إلى عينيها متحديًا إياها: أنا راجل محترم وطيب بس مع الطيبين و المحترمين، غير كده فأنا سافل وقليل الادب زيك بالظبط ، عمري ما اتربيت على الخصوع والذل، وعمري ما خفت حتى.. وديني عمره ما حثني على الاستسلام ولا مرة عرفت معنى الاستسلام كمان.. ولو فكرة إني عشان مؤدب ومتدين هسكتلك تبقي غلطانة، دا انتي هطلعي الحتة الزبالة اللي جوايا راكن انا الجزء ده للي يستحقه اشباهك.. ومعادي بكرة عند شاهستا عشان احدد معاد كتب الكتاب ولو حاولتي تأذي اختي او خليتي كلب من كلابك ينفخ جمبها، مش هيكفيني روحك، ويلا مع السلامة وقتك معايا خلص أنا راجل وراه أشغال مش فاضي لتفاهاتك.

أغمضت عينيها محاولة أن تهدأ.. وحملت حقيبتها وقامت من مكانها واقتربت جهته وهتفت: أنا عايزاك تفتكر كل حرف خرج من بؤك انهارده كويس اوي، عشان أما اطربق الدنيا فوق نفوخك، متبقاش تسألني ليه كده وانا عملتلك ايه!!
قالتها ثم خطت بضع خطوات للخارج ثم استدارت ناحيته تارة أخرى وهتفت: نسيت اقولك إن الشرطة مش هتعرف تعملك حاجة، لأني حابه ابلغك رسالة بصوت الفنان أحمد السقا أنا الحكومة..
قالتها ثم ابتسمت في سخرية وخرجت من الغرفة...
نظر وليد ناحيتها وانتظر حتى سمع صوت باب الشقة قد أغلق ليتأكد أنها رحلت، وبعدما حدث ذلك وعلم أنها رحلت، أخذ يفكر في كلامها، للحق هو لم يكن خائفًا على نفسه قط بل كل ما كان يهمه هم أهل بيته وأخته التي سرعان ما تذكرها واسرع هاتفًا باسمها: هنا..
             *****
ذهبت آية إلى أحد المقاهي ( كافيه) حتى تقابل أحدهم، جلست وأخذت تنتظر.. وعقب مرور دقائق دخل طارق المقهى وسحب كرسي وهو يهتف: ازيك يا آية عاملة ايه
هتفت: مش تمام اوي يعني..
جلس هو وهتف في قلق: ليه مالك بس؟
_ شاهستا ...
_ مالها ؟؟

اطرقت...
طرح سؤاله مرة أخرى: مالها..
_ لسه مصرة على ارتباطها بوليد، وانا خايفة عليها وهو..
_ وهو ماله يا آية ما تنطقي، انتي كل شويه هتديني كلمة..

اطرقت وأخذت تفكر .. وتذكرت أنه صاحبه لذلك لم تتحدث.. أخذ طارق ينظر إليها في استغراب وهتف: هي دي الثقة اللي المفروض تكون بينا؟ خايفة يعني اروح اقوله حاجة؟ يا آية لو هو صاحبي فانتي هتبقي مراتي واكيد معزتك مش زيه عندي..

هتفت مغيرة الموضوع كله: صحيح يا طارق عملت إيه في حوار جوازنا، جهزت شقتك ؟ وهتيجي تقابل بابا امتى ؟
تنهد في ضيق وهتف: لسه والله الشقة بتجهز، وكمان هاجي أقابل ابوكي أقوله إيه يا آية؟ أقوله انا لسه طالب يا حاج ومش حيلتي أي حاجة وجاي اتقدم لبنتكم؟؟
_ يا سلام!!!!! طب ما وليد رايح يعمل نفس الحاجة بكرة وهو طالب وفي نفس قسمك
هتفت في سخرية من أمره..
_ وليد عنده شقة أبوه مجهزهاله من بدري و بيشتغل في محل أبوه وليه راتب شهري، أنا لسه وانتي عارفة كويس إن أي قرش بيجيلي بشيله لينا..

زفرت في ضيق وهتفت: ماشي أفضل انت اقدم في حجج وانا افضل أرفض في  عرسان، لحد أما نشوف اخرتها يا أستاذ طارق..
               *****
كانت شاهستا تجلس على سريرها وتضع أمامها حاسوبها ( الأب توب) تشاهد فيلم اجنبي عن الجرائم وبجانبها طبق به فاكهة احضرته ليسليها أثناء المشاهدة، وبينما هي في لحظة صفا، دخلت اختها مُحدثة ثورة في الغرفة حيث صاحت بعدما فتحت الباب بقوة: يا شاهي، يا شاهي يا شاهي
فزعت شاهستا وألقت من يدها الموزة وهتفت في جدية: إيه، البوليس جيه ولا إيه ؟؟ انا مليش دعوه هو البطل اللي قتلها..

ضحكت ندى وهتفت معيبة عليها: بوليس إيه بس يا شاهي اهدي..
وضعت شاهستا يدها على قلبها وأخذت تتنفس في راحة، ثم هتفت وهي تخرج زفيرًا طويلًا: يخرب بيتك قطعتي خلفي، كنت مندمجة مع الست اللي بتتقل، تقومي تخشي عليا داخلة زي دي؟؟؟؟!!
ضحكت ندى وهتفت: مين دي فيلم إيه ؟؟
أمسكت شاهستا الوسادة والقتها عليها هاتفة : امشي يا بت من هنا، أنا لسه شابة هتتجوز تقومي تعملي فيا حركة زي دي؟؟
_ ما خلاص يا شاهي بقا الله!!
نظرت إليها في ضيق ثم جلست تارة أخرى أمام الحاسوب وهتفت: كنتي عاوزة إيه يا آنسة

_ عاوزة انزل اعمل shopping
وكنت عاوزة اخدك معايا..

_ ماشي بس مش وقته خلينا على بليل شوية كده
_ ماشي بس مش هنجيب من عند وليد بتاعك ده.
_ ليه يا هانم؟؟
_ هو انا على اخر الزمن هلبس لبس من حي الجمالية ؟؟؟
هتفت ندى في تعالي..
_ طب والله عندهم لبس تحفة وبراندات كمان و المحل كبير و فيه كل حاجة وكمان عندهم فروع، وعلى فكرة وليد مرتاح مش فقير يعني زي ما انتي فاكرة..
ابتسمت ندى ابتسامة عريضة وهتفت: حلو يا شاهي؟؟
ضحكت شاهستا وهتفت: مُز.. يا بنتي عيب عليكي مانتي عارفة إن اختك مش هتبص لأي حد، هو انا قليلة ولا إيه!!!
هتفت ندى في حماس: عايزة اشوفه
قالتها ثم اقتربت وجلست على السرير جوار أختها..
_ مش معايا صور ليه، بس ثانية هجيب الاكونت بتاعه

أمسكت شاهستا هاتفها حتى تبحث عن صفحة وليد على تطبيق فيس بوك وعقب مرور دقائق هتفت في ابتسامة عريضة: اهو لقيته، امسكي اتفرجي، لون عينه عسلي اه بس حوار..
أمسكت ندى الهاتف وأخذت تنظر إلى صور وليد في ابتسامة واعجاب وتزامن مع اطلاعها على الصور هتافها: آه.. تصدقي صح، قمور خالص، مش باين عليه أنه فلاح. حتى لبسه شيك أوي كنت مفكرة أنه مهمل في لبسه وبيلبس ألف لون في بعض وكده..

اخذت شاهستا الهاتف منها في ضيق وهتفت: فلاح!! ده انتي اللي فلاحة، قال أنا على آخر الزمن هتجوز واحد بيلبس الف لون..
_ خلاص يا حبيبتي بقولك كنت فاكرة كنت فاكرة...

_ ماهو اعتقاد غبي، يعني أنا هتجوز حد كده؟؟
_ ما خلاص يا شاهي قلبك أبيض مغلطتش في ال your dad
_ ماهو الداد بتاعك هو هو الداد بتاعي.. قومي يا بت انتي من جنبي.
قالتها وهي تدفعها بعيدًا عنها..
_ إيه يا شاهي بتزقي كده ليه؟؟

_ يلا يا ثانوية عامة انتي روحي ذاكري..
_ يوه، كل شوية تفكريني ... شاهي هو عمر احلى ولا وليد؟؟؟!!

اطرقت شاهستا كأن السؤال يحتاج التفكير.. وقبل أن ترد سمعت صوت رنة هاتفها، أمسكت هاتفها لترى من، وجدته عمر.. نظرت إلى ندى وهتفت: خلاص روحي انتي، وعلى المغرب ننزل الحتة اللي انتي عايزاها مش لازم وليد.. ذهبت ندى،  بينما شاهستا وضعت الهاتف على أذنها بعدما استقبلت المكالمة هاتفة: ألو...
               *****
تجلس عاليا أمام المرآة وتنظر إلى نفسها، تزرف عيناها من آن إلى آخر.. دخلت عليها رضوى اختها وهتفت في سرعة: عاليا خلاص جهزتي؟؟ يلا يا ماما العريس زمانه جي وخالك محرم في الطريق..
لا ترد عليها بل كانت دموعها كافية لتصف كم البؤس الذي هي فيه..
اقتربت منها رضوى وقبّلت رأسها في حنان واردفت: أنا عارفه إنه أكبر منك بكتير وعنده طفلة محتاجة عناية ولكن شوفيه مش يمكن تعجبك أخلاقه ؟ مش يمكن شكله بالنسبالك يبقى كويس؟؟ انتي بتحكمي عليه ليه من قبل ما تشوفيه يا عاليا؟؟

أزالت عاليا بعض من الدموع المتراصة على خديها وهتفت في صوت متهدج: أنا.. انا بس كنت عاوزه أحس إني زي بقية البنات، وإن في راجل واحد بس عاوزني.. ليه وأنا لسه شابة عشرينية اقبل اتجوز راجل عنده ٤٥ سنة ارمل مرة ومطلق مرة، ناقص ايه علشان أبقى بنت مقبولة تتحب يا رضوى..

قالتها وقاطعتها دموعها التي انهالت على خدها لذلك اطرقت وتكلمت الدموع بدلًا منها تقص على أختها آلامها...
همت رضوى بضم اختها إلى صدرها وهتفت وهي تحسس على شعرها: بالله عليكي ما تعيطي..
دخلت والدتها تهاني وهتفت في ضيق: يا نهار اسود ومش فايت!! بقى العريس في الطريق ولسه الحزينة قاعدة بتعيط ومجهزتش؟؟
قومي يا بت قومي يلا اظبطي نفسك واستني الراجل...
ثم وجهت حديثها إلى رضوى: وانتي يا ختي قعدة بتطبطبي عليها ليه؟ ماسكلها هو الكرباج ولا هيقتلها؟؟؟
يكش يوافق يا ختي هو يكش يوافق...
ألقتها في وجهها دفعة واحدة وخرجت وهي تتمتم.. انهارت عاليا أكثر فأكثر ثم رفعت يديها هاتفة في قهر: يارب يارب خدني يارب..
                 ******
كانت علا تجلس في صالة شقتها، ترضع طفلها، وهي تشاهد التلفاز وعقب مرور دقائق لاحظت اختفاء سيد الطويل في غرفة النوم، لذلك شكت في الأمر، ووضعت الولد على الأريكة وسارت على أطراف قدميها في حذر شديد حتى ترى ماذا يفعل، رأته قد فتح الخزانة ويضع ذهبها في جيبه..
شهقت وضربت صدرها وصاحت في عدم تصديق: يالهوي، انت بتسرقني يا سيد ؟؟ بتسرق المُدام بتاعتك يا سيد؟؟
نظر إليها في خضّة وهتف: يا شيخة قطعتي خلفي... دي.. دي ...دا انا كنت عاوز اجبلك زيهم فقلت أما شوف مقاسك وذوقك..
اقتربت منه وهي تهتف في سخرية: آه.. فيك الخير يا خويا، هات بقى الدهب وانا مش عايزاك تكلف نفسك خالص، متشتريش دهب ليا يا سيد، كفي نفسك، كفي نفسك وبيتك الأول يا ابو باسم.. هات.
قالتها وهي تمد له يدها..
نظر إليها في برود وهتف: طب ما تعتبريها معونة لجوزك يعني!! انا قعدت من الشغل ومش لاقي آكل لا أنا ولا باسم ابني يا أم باسم والله
هتفت في لا مبالاة: ما تتحرق يا خويا انت وباسم انا مالي!! انت ناقص تبيع كليتي يا سيد، روح اشتغل يا حبيبي أما تتشل هبقى اقدملك معونة..
هات ده انا من ساعة ما دخلت البيت ده وانا ببيع حاجاتي ليك بس بلا مقابل

صاح في وجهها: الله! ما احترمي نفسك شوية بقى قلت محتاج الفلوس، عسلي لسانك
_ أعسل لساني ؟
_ اه
_ لا مبعسلوش المعسل وحش عشاني أنا برضّع، ذنبه ايه الواد يعمل دماغ ويشرب لبن بمعسل!!!
_ مانتي بتعرفي تهزري اه ودمك يلطش
_ طلعالك..

زفر وصاح في صوت عالي يشوبه تهديد: اوعي من وشي يا علا بدل ما اعورك.. هروحك لأهلك فيكي عاهة

شهقت وضربت صدرها وهتفت في عدم تصديق: يا خرابي! هتعور المُدام يا ابو السيد!! طب فرجني.. عورني وأنا مش ساكتة إلا أما أحط في إيدك الكلابوش ، يبقى ماسك في ايدك كده والظابط جرك وراه وتبقى شبه كلب الحراسه كده وانا اتشفى فيك واقعد اشاورلك من بعيد واقولك احسن أحسن يا سيد عقبال المؤبد..

_عادي عادي مفيش أي مشكلة بالنسبالي إني اروح السجن ادام قتلتك هبقى مبسوط وأي حاجة في الدنيا تهون.. ده انتي ولية وش فقر..
_ سيد متهزرش هات الدهب اللي خدته
قالتها وأخذت تقترب منه حتى تأخذه من جيبه، صرخ وهو يدفعها بعيدًا عنه: اوعي سيبي
سقطت على الأرض بعدما دفعها بقوة وتزامن مع سقوطها صراخها وهي تهتف: حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا سيد، يارب يعضك كلب اجرب في الشارع وتصرف فلوس الدهب على المصل، او تترزع في عمود بيكهرب ويمص دمك، يا لص..

لم يفد ذلك كله لأنه بعدما ألقاها على الأرض ذهب. قامت وهي تضع يدها على خصرها في تعب وأخذت تتمتم: آه يا وسطي، كسره العجل، منك لله يا ابو السيد منك لله انا كلي على بعضي ٥٠ كيلو و ١٥٥ سم ماشية على الأرض.. وده رايح جاي يرميني على الأرض.. أما نشوف سرقت إيه ياللي تنشك..
اقتربت من الخزانة وفتحت صندوق الذهب الخاص بها فوجدته فارغًا شقهت في صدمة لا تصدق أنه أخذه كله....
             *********
انهت هنا درس التاريخ وها هي في طريقها مع صديقتها اروى إلى درس اللغة الإنجليزية وبينما هما في الطريق هتفت أروى: تعالي معايا يا هنا بعد الدرس ده نجيب حاجات
_ حاجات إيه ؟؟
_ ماما يعني كانت قالتلي اجبلها طلبات
ردت هنا في ضيق: مش هعرف للأسف اجي معاكي..
زفرت أروى هاتفة: ليه يا هنا؟؟؟ هو كل أما اقولك تعالي معايا في مكان تقوليلي مش هعرف والله!!!

_ طب يا اروى أعمل إيه والله غصبن عني ماما مش بتبطل رن وانهاردة كمان صعب جدا عشان وليد كلمني ادامك وقالي أنا اللي هاجي اخدك انهارده بنفسي، انا حتى معرفش ليه كده مرة واحدة..

صمتت أروى وظل الصمت بينهما حتى وصلا الدرس وبينما دخلا، وجدا مجموعة أخرى لم تخرج بعد لذا جلسا ينتظران انتهاء المدرس.
وأثناء انتظارها اقترب عامر ناحيتهما وهتف في ابتسامة عريضة: ازيك يا أروى ازيك يا هنا
نظرا الاثنان إليه في استغراب، أما هو فلا يزال يبتسم لهمها ابتسامة ساذجة.. هتفت أروى: ازيك يا عامر احنا كويسين.
ابتسم لها ووجه نظره تجاه هنا التي تصنعت أنها منشغلة بمراجعة الكلمات.
ابتلع ريقه وهتف: هنا، ممكن بعد اذنك نتكلم شوية على جنب ؟؟
رفعت إليه عينيها وهتفت في عدم استيعاب: إيه!!!
_ هو انا قلت حاجة غلط؟؟ أنا بس عاوز اقول كلمتين..
اطرقت هنا لا تصدق ما تسمعه شعرت أن عقلها شُل عن إعطاء ما يحدث أي تفسير.. ولكنها ردت رد ستندم عليه عمرها كله، رد تلقائي لم تفكر فيه أولًا وكان ردًا عكس ما تشعر به: اسرح يا حبيبي..
عقد حاجبيه في صدمة، لم يصدق، بينما أروى قد ضحكت.. ووضعت يدها على فمها تحاول أن تتمالك نفسها أمامه..
نظر إليها عامر في ضيق ثم هتف بنبرة صوت تحمل في طياتها الخذلان: عمتا عيد ميلادك كان بكرة واحنا مش عندنا درس بكرة، حبيت بس اقولك كل سنة وانتي طيبة بعيد عن صاحبتك عشان مسببش احراج ليكي، ديما بحاول محطكيش في أي موقف محرج وانتي ديما بتتعمدي تحطيني

قالها ثم ذهب مغاضبًا..
ألقت اروى عليها نظرة لوم وعتاب وهتفت: يخرب بيت لسانك الدبش..

شردت هنا بعيدًا تفكر، هل هي مذنبة حقًا؟!! ووقحة لهذه الدرجة!!
لا في اعتقادها لا فهي تحافظ على نفسها وتمتع أي اختلاط، وهذه هي الطريقة التي نشأت عليها، ماذا حدث حتى تحدثها أروى بهذه اللهجة؟؟! وماذا حدث حتى يكسب عامر تعاطف من حوله ؟؟ رغم أن الفتاة كان مقصدها أن تعف نفسها..
فهل برأيك أنها أخطأت؟؟!
              ****
_ اخيرا يا شاهستا عبرتيني ورديتي على مكالمتي!!
هتف عمر في فرحة عارمة
_ عاوز إيه يا عمر؟؟؟
هتفت شاهستا في ضيق وملل.
_ عاوز اقول إنك وحشاني اوي بجد، واني حرمت والله اقبلي نرجع بقى واوعدك مش هيتكرر أي حاجة من اللي كانت مزعلاكي..

ابتسمت في سخرية واردفت: محدش علمك وانت صغير إن الكدب حرام؟؟ ليه رايح تكدب وتقول لوليد اللي قلته ده ؟؟ كده انت راجل يعني ؟؟

أطرق... ثم هتف: شاهي، انا كنت هتجنن أما عرفت أنه هيتقدملك وكان لازم اعمل حاجة، شاهي انتي مش لأي حد تاني غيري، هموت لو سبتيني سامعة هموت، انا بنيت وتخيلت كل حياتي معاكي، معقولة نسيتي كل حاجة عشناها مع بعض ؟؟ نسيتي الاغاني اللي كنت بغنيهالك والهزار والضحك كل السنين دي عدت عليكي عادي؟؟؟ شاهي انا لسه بسمع وردة بتونس بيك ومستنيكي تيجي عشان اتونس بيكي، وانسى كل اللي اتعرضتله من بعدك و...

صاحت في ضيق مقاطعة إياه: اخرس تعرف تخرس ؟!! انا بنت محترمة هيتحدد كتب كتابها بكرة، ومينفعش اسمع الكلام ده من أي حد غيري جوزي..
ابتسمت واردفت وهي تغيظه: خلاص يا عمر، قريب هبقى مدام وليد شعبان، ومتخافش هعزمك على فرحي، حاجة كمان، انا بس رديت عليك المرادي عشان اقولك لو عززت مني حاجة بعدين ابقى كلم رجلي لأني بقى  ليا راجل خلاص..

ألقتها في وجهه كالقنبلة ثم هربت مغلقة المكالمة تاركة إياه يحترق بنيرانها.. سقط الهاتف من يده وظل واقفًا مكانه يستوعب ما سمعه للتو.. هل حقًا ستعقد قرآنها على غيره!!!!! لا يستطيع أن يصدق يكد يجن من فرط التفكير الذي هجم عليه دفعة واحدة وهو يتخيل غيره بجانبها وله كل الحق فيها دونه.. مجرد التفكير يكد يقتله، فماذا عن الفعل؟؟
لن يستطيع أن يتحمل أو يتنفس إذ تركته، فهو معلق بها تاركًا عقله وقلبه لها دون أي شيء، يا الله، كم هو موجوع!! هل سيترك صغيرته التي رباها وكبرت أمام عينه لغيره بهذه البساطة ؟!!!  الذي بينهما لم يكن مجرد سنة أو سنتين إنما هو عُمْر وعشرة... كل ذلك جال في خاطره ولما شعر أن رأسه يكد ينفجر من كثرة التفكير صرخ بأعلى صوت لديه: لا... لا والف لا.... مش هتبقي لغيري لا...
ومن شدة جنانه وغيظه أخذ يحطم كل شيء أمامه في الغرفة وهو لا يزال يصرخ ويردد وهو يحطم الاشياء: هقتلك يا وليد هقتلك والله ما حد هيلمسها غيري هقتلك...
              ***"*
كان وليد يجلس في حديقة الجامعة، قرب كلية الآداب وبجانبه أسر، كانا يأكلان معًا وجبة البيتزا، هتف أسر وهو يمضغ الطعام: ياريتا طلبنا بيتزا بطعم الفراخ أحسن ، اللحمة دي شكلها لحمة كلاب، كل أما كنت اعدي من قدام الكافيتريا دي الاقي كلب قاعد يهوهو بقالي فترة مش لاقيه، وخلاص عرفت هو فين، قاعد اهو حصري بتغدا بيه.. مطبوخلي في بيتزا

نظر إليه وليد في قرف وهتف: الله أكبر عليك، عيل مقرف، مش بطفح أنا دلوقتي ؟؟؟
هتف أسر وهو يأخذ قطعة أخرى من البيتزا: الله مش بقول الحقيقة يا ابو جهاد؟؟!
القاه وليد بعيدًا بعدما أخذ منه الجزء الذي كان في يده من البيتزا وهتف: قوم يلا قوم متاكلش..
_ مش قايم انا دافع النص فيها وهاكل يا ابو جهاد أنا جعان..

قالها أسر ثم أخذ قطعته الخاصة التي قد أخذها منه وليد هاتفًا : بعد اذنك دي تخصني..  معلش يا أبو جهاد الحق حق..

زفر وليد وهتف: أبو جهاد مين ياض؟؟
_ مانت بقى أما تتجوز شاهستا هتخلفوا بنت وتسموها جهاد، وانا هسمي ابني محمود ويتجوزوا بقى ويبقوا جهاد ومحمود

_ يا سلام هو انت فاكر إني لو جبت بنت هجوزها لابنك ؟؟ أنا ناقص عته؟؟! مش كفاية انا هتشل منك!! هبقى أنا وبنتي المستقبلية المسكينة؟؟

_ مش بمزاجك اصلا وبعدين متخافش أنت اللي هتربيه انا أساسا معنديش وقت اربيه..
_ والله مهما حصل يا أسر الواد ده هيكون حامل بالفطرة جيناته منك، وده يا عيني مش بذنبه..

رمقه أسر في غيظ ثم هتف: أما نشوف يا ابو جهاد مين هياخد جهاد غير ابني محمود.
ضحك وليد وأخذ يتناول طعامه، ليعود أسر هاتفًا تارة أخرى عقب مرور دقائق صمت: إلا صحيح يا ويل.
_ اممم، وانجز بقى عشان المغرب قرب هنصلي ونمشي
_ حاضر، هو فاكر البنت اللي قابلناها أنا وأنت ونادت عليك في وسط الشارع وقالتلك باين إنها عاوزة معاد عشان باباها يجي فيه يقابل ابوك؟؟؟
صمت وليد يفكر ثم هتف في غباء: ليه كانت هتتقدملي ولا إيه ؟؟؟

_ يا اخي بطل غباء، باين كان عند أبوها مشكلة وكانت عاوزة ابوك يحلها، حتى يا وليد انا اتشاكلت معاها كده شوية وفضلت تقولي انا بكلم الشيخ بكلم الشيخ..

وليد ينظر إلى السماء كأن ذلك الموقف لم يمر عليه قط..

زفر أسر وهتف: يا وليد ارحمني يا وليد.. ساعة ما قولتلك شكلها معحبة بيك وانت فضلت تديني محاضرة في الاخلاق
_ آه.. ايوه ايوه افتكرت حاجة زي كده ...
ثم صمت برهة وهتف في تلقائية: مين بقى؟؟!
_ قوم يا وليد من هنا قوم

ضحك وليد وهتف وهو يلوم اسر: بردو أنا مش فاهم أنت عاوز ايه؟؟
_ ما علينا البنت دي وانا جاي الحي امبارح عشان نذاكر، وطبعا الحاجة شهد طردتني وقالتلي نايم اقولها صحيه تقولي مع السلامة يا اسر، بتموت فيا..  شفت بقى البنت دي تاني كانت بتشتري حاجة من المحل، وعجبتني بصراحة حستها كاريزما كده في نفسها و جريئة، نظرا إلى إني أنا وأمي منعرفش حد في الحي لاني مش منه، خلي امك كده الحاجة شهد اللي بتموت فيا، تسأل كدة عنها ونشوف الدنيا عشان  لو ظبطت أروح أطلبها
_ حاضر يا سيدي هروح اقول لماما اعرفيلي كده تفاصيل البنت اللي أنا وأسر شفناها مرة كده في الشارع وأسر شافها مرة لوحده..

زفر أسر في ضيق واطرق... ثم صاح فجأة كأنه تذكر شيئا ما: بس لقتها افتكرت اسمها بقالي يوم دايخ عليه، هي فعلا قالتلنا أنا زينة بنت الحاج عبدو القماش، اهو يا عم جبتلك اسمها واسم أبوها
_ اه تمام كده إذا كان كده ماشي

وأثناء تلك المحادثة سمع وليد صوت رسالة هاتفية قد أرسلها أحدهم له ، نظر إلى الهاتف ليجد أن صاحب تلك الرسالة شاهستا والتي قد رسالته عبر تطبيق واتساب، نقر وليد على غرفة الدردشة الخاصة بها ليجدها ارسلت له تسجيلان صوتيان، وقبل أن يفتح التسجيل رن هاتفه نظر وجدها هنا، رد هاتفًا: إيه يا هنون
_ يلا يا وليد انا مستنياك اهو في الشارع
نهض واقفًا وهتف في خوف: إيه ؟؟ خرجتي ليه؟؟ مش قولتلك كلميني قبل ما المستر يخلص بنص ساعة؟؟

_ نسيت يا وليد، طب بص هروح اجيب مع أروى طلبات لحد اما تيجي كلمني ونتقابل
_ ماشي خليكي مع اروى متسبيهاش وانا جاي اهو...
_ حاضر
                ****
تنظر شاهستا إلى غرفة الدردشة الخاصة بوليد وهتفت في استغراب محدثة نفسها: هو الراجل ده عمل سين للريكوردز بتاعتي ومردش ليه؟؟؟  يخربيت التقل يا شيخ هتشل..
               *****
انتها كل ممن هنا واروى من شراء الطلبات، وودعت اروى هنا بعدما كلمها وليد وعلمت أنه قد اقترب ليأخذها، ظلت هنا واقفة وحدها منتظرة أخاها على الرصيف، تنظر يمينًا ويسارًا حتى إذا لمحته تذهب إليه.. وعقب مرور دقائق لمحته هنا قادم من الناحية الأخرى، أشارت إليه بيدها حتى يراها، في البداية لم يكن يراها ولكنه بعد ذلك رآها فابتسم لها، وانتظر مجيئها، وبينما هي تعبر الممر حتى تذهب إلى الناحية الأخرى، عرقلت طريقها سيارة سوداء فخمة، وللتو نزل رجل منها يقترب في سرعة من هنا التي عندما رأته من بين تلك الثانية والدقيقة صرخت في فزع هاتفة: وليد
صرخ هو الآخر وركض في هلع هاتفًا: هنا...
              ******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت
دمتم بخير
#سلمى_خالد

الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now