الثاني والعشرون

3.6K 137 4
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين ؟؟
يلا نبدأ


_ اوعى انت ماسكني كده ليه بجد؟؟
هتفت هنا في خوف، وهي تحاول أن تبعد يد جاسر الذي يجرها معه عنها.
ليتدخل عامر مسرعًا وهو يصيح: سبها انت ماسكها كده ليه انت؟؟
ليصرخ جاسر في وجهه: ملكش دعوه ياض انت بدل ما اجي اعلم على وشك، ذاكر تنجح يا حبيبي وسيب حاجات الكبار للكبار
صرخ عامر هو الآخر: تحب اوريك إني أكبر منك؟؟ رغم إن سني ممكن يكذبني بس فعلي هيثبتلك إنك ضئيل
قبل أن يرد جاسر، صاحت هنا: بس بس كفاية ارجوكم احنا في الشارع حرام عليكم سُمعتي

وما إن قالتها حتى افلتت يدها عن جاسر وخطت خطوات سريعة إلى الأمام، نظر جاسر إلى عامر في انتقام وهتف: ماشي لينا مقابلة تاني
قالها وركض خلفها وهو ينادي عليها، فلم تتوقف، لحق بها ممسكًا بذراعها، وصاح: انتي فاكرة نفسك هتعرفي تهربي؟
_ ارجوك ابعد عني
هتفت في قلة حيلة
_ بصي يا هنا، أنا عرفت الحقيقة كلها عرفت إن الولد عامر ده عيل لسه في ثانوي معاكي.. كده بقى نيجي للأسئلة المهمة، ليه كدبتي وقولتي إنه صاحب وليد؟؟ هو اصلا ليه يجي حفلة وليد؟؟؟ وانتي ازاي تعزميه على الحفلة لا وتوقفي تتكلمي معاه كمان مرة في الحفلة ومرة دلوقتي في وسط الشارع؟!! اسمعي بقى يا بنت عمي كان ليه حق ابوكي وبابا اما قالوا إن كفاية أوي كده عليكي تعليم قبل ما تجبلنا العار
حدقت في عينه وصاحت: انت ازاي تتجرأ وتقولي كده؟؟؟ لو عايز تعرف العار الحقيقي فهو عار على عليتنا كلنا إنك اتحسبت علينا راجل..

تلك الكلمة هزت مسمعه، لذلك ظل صامتًا لفترة في وضع الصدمة يحاول أن يستوعب ما قيل له.. وبعدما آفاق من أثر الصدمة اقترب منها محدقًا بقوة إلى عينيها وهمس جانب أذنها: وحياتك لدفعك تمن الكلمة دي، وهعرفك إني راجل واد كلمتي أما اقعدك النهارده من التعليم كله وشوفي بقى هتكملي دراسة ازاي يا هنا
ابتسمت واردفت متحدية إياه: اخويا موجود ومش هيسمح بحاجة زي كده
ابتسم في سخرية ورد: ماشي وليد موجود بس ابوكي واللي ليه سلطة عليكي أكبر موجود كمان... يعني مثلا أما أقوله إني شفته ماسك ايدك ومقرب منك بالإضافة بقى إلى الحقيقة إنه جيه الحفلة ووقف معاكي و انتي كذبتي وقلتي ده صاحب وليد

تسمعه وهي في صدمة لا تصدق ما يريد أن يخبر والدها به، يتابع هو: ومش بس كده أنا كمان هقول الكلام ده قصاد بابا، وريني بقى وليد اخوكي قصاد أبوه وعمه هيعمل ايه؟؟ كمان وليد راجل أوي ومش هيقبل على أخته ده وهيقف ضدك هو كمان
ابتلعت ريقها وهتفت: هقول إنك كداب
_ مانا صورتك وانتي واقفة معاه من شوية وكمان لاحظت إن في ڤيلا شاهستا فيه كاميرات هتثبت إنه جيه لحد هناك يبقى أكيد باقي كلامي صح..
أغمضت عيناها تحاول أن تتماسك واردفت مفتحة أيامها تارة أخرى: أنا والله ما عزمته هو اللي جيه لوحده
قبل أن تكمل، قاطع إياها عندما تركها وذهب.. ركضت خلفه في ذلك الشارع الضيق الذي لا يوجد به أحد وهي تنادي مرارًا وتكرارًا اسمه حتى يتوقف
توقف وهو يعقد ذراعيه أمام صدره وهتف: نعم؟ بتجري ورايا دلوقتي ليه ؟؟
_ ارجوك متقولش لحد الكلام ده أنا عايزة اتعلم وانت عارف إن في جزء كدب في كلامك وإني معملتش حاجة ارجوك بلاش مشاكل سبني اخلص السنادي على خير
نظر إليها في ضيق وهتف: الله أعلم إيه حصل تاني، أنا ده بس اللي شفته وعقلي البشري بقى قادر يصورلي كل ماهو قذر لاني مش ملاك
بكت وهتفت في خوف: عشان خاطري طيب والله ما في حاجة حصلت بيني وبينه إطلاقا ولا حتى لمس ايدي انت عارف كويس أنا متربية ازاي

اقترب من وجهها ليجعل عينه من تخاطب عيناها واردف: لا مش عارف...
_ حرام عليك كفاية شك في أخلاقي وسمعتي بالمنظر ده
هتفت وهي لا تزال تبكي وتزيل دموعها في توتر
_ عايزاني ما قولش لحد حاجة واسكت واصدقك؟؟
هزت رأسها بالإيجاب في سرعة، وهي نزيل دموعها
اكمل: توافقي تخليني اكتب كتابي عليكي
أبعدت يدها عن وجهها متوقفة عن إزالة دموعها وهتفت في صدمة: إيه ؟؟!
          ********
كانت شاهستا تسير جهة كليتها وذلك بعدما أنهت كلامها مع عم. وأثناء سيرها، عرقل اسر مرورها فجأة وذلك عندما توقف أمامها. نظرت إليه في استغراب وهتفت: أسر!! أنت واقف في وشي كده ليه؟؟ في حاجة حصلت لوليد ولا إيه ؟؟
رد وهو ينظر إليها في ضيق: انتي ازاي تسمحي لنفسك يا مدام يا محترمة إن حد تاني غير جوزك يحضنك؟؟!
صاحت في وجهه غير مصدقة ما يقوله: انت ازاي تتكلم معايا بالشكل وبالطريقة دي؟؟
صاح بنبرة أعلى مما كانت تتحدث: إذا كان عاجبك، كنتي في حضن عمر المرشدي لمدة دقايق بدون ما تبعديه عنك بتعملي ايه؟؟؟
صرخت: أسر اخرس احترم نفسك وانت بتتكلم معايا عيب كده
صرخ: أنا شفتك بعنيا محدش قالي
هدأت قليلًا وظلت صامتة لبرهة واردفت: هو وأنا ماشية هو شدني من دراعي وفضل يهددني يقولي لو فاكرة إنك اطلقتي من وليد هسيبه تبقي غلطانة وهقتله فلازم تتجوزيني وإلا هقتله..  أنا مكنتش مركزة بيعمل إيه، اد ما أنا مركزة جدا اسمع هو بيخطط لايه، عشان أنا عارفة إن عيلة وليد صعبة ولو حصل حاجة تانية هيخلوه يسبني بجد.. عيب اوي يا أسر الكلام اللي أنت قولته ده عيب

رد في سخرية: يا صلاة النبي!! صدقتك انا!! عيل بريالة أنا!! وليد ده بيتنفض أما منة تقرب بس جمبه وانتي قاعدة في حضن واحد ومش واخدة بالك؟؟؟!
_ ما تحترم نفسك بقى يا اخ انت الله!! إزاي أنا هسمح لده يحصل؟؟ أنت عبيط!! وبعدين إيه اللي مدة مدة ده هو قال كلامه كله في دقيقه وبعد عني، ومكنش حاضني اصلا هو كان قريب مني بيتكلم جمب ودني، وبعدين هو أنا ببررلك ليه اصلا؟؟! وأنت مالك ما تشرب من البحر إذا بتحب ميته..
_ انتي كدابه انتي فضلتي فترة في حضنه وكأنه وحشك فجأة ونسيتي إنك متجوزة اصلا، أنا شفت ده على ملامح وشك أما حضنك
صرخت في غضب شديد: لا أنت مجنون بقى وزودتها على الآخر، أنت لو محترمتش نفسك أنا هجبرك تعمل ده ويلا غور من وشي
_ هغور من وشك على وش صاحبي عدل أقوله أنا شفت إيه وهو عارف ومتأكد إني مش بكدب
اقتربت منه ناظرة إلى عينه وهتفت: انت من بدري أوي وانت عايز توقع بيني وبين وليد، انا لاحظت ده من ساعة أول مرة بردو أما ادخلت في اللي ملكش فيه وقولتلي سيبي وليد عشان منة بتأذيه بسببك وبتاع ودلوقتي جاي تقولي انتي بتعملي أي في حضن عمر وانت عارف ومتأكد إني مش بكدب لأني بكره عمر اصلا..
انت عايز إيه يا أسر بالظبط؟؟!
اقترب منها هو الآخر ناظرًا إلى عينيها جيدًا وهتف: انتي اللي عايزة إيه ؟؟ ناوية على ايه؟؟
ابتسمت واردفت في سخرية منه: ناوية اتجوز صاحبك، مش اتجوزك انت، لأني بحبه ومراته هو ومش بحبك انت ولا مراتك انت
قبل أن يرد وضعت يدها جهة فمه حتى تمنعه عن الحديث وتابعت: أنا مقدرة الغيرة اللي شيفاها في عينيك دي، بس حقيقي كان نفسي تبقى غيرة على صاحبك وعلى مرات صاحبك... صمتت لثوان وتابعت: مش غيرة من نوع تاني، وهو إنك تغير عليا بشكل شخصي وده لانك اصلا معجب بيا وأنا كنت عارفه ده من أول مرة شفتك فيها، بس فكرت بعدين أنه كان مجرد ماضي وإن حبك لصاحبك اقوى.. أنا اللي هحاول ماقلش حاجة لوليد عشان هيجراله حاجة ولو عرف إن صاحبه عينه من مراته...

قالتها ولم تعط له فرصة للرد لأنها رمت في وجهه تلك القنبلة وذهبت مسرعة في غضب، تابع أثرها في صدمة لا يصدق ما قالته له..
            ********
كان يحملها ويجري بها وسط الشارع حتى يصل إلى سيارة والده ويقود حتى أقرب مستشفى وبينما هو يركض حاملًا إياها، توقفت هي عن الصراخ والتعب وأسندت رأسها إلى صدره في راحة، كأن شيئًا لم يكن..
تمهل قليلًا أثناء ركضه ونظر إليها في استغراب وهتف: انتي وقفتي صويت ليه؟؟ انتي عايزة الناس تتكلم علينا؟؟ يعني انتي مش بتصرخي ولا حتى مغمى عليكي، لا انتي ما شاء الله سندة راسك على صدري كأني عازمك على عشا رومانسي وشايلك لحد المطعم!!
نظرت إليه وتحدث في صوت خفيض: اعمل ايه!! ماخلاص النغزة اللي كانت في بطني ومموتاني راحت، ولا انت عايزني أصرخ وخلاص؟؟!
زفر في ضيق وهتف: متصرخيش بس على الأقل ارمي جسمك لتحت كأنك فاقدة الوعي، حرام عليكي موقفي زبالة وانا ماشي كده ومحدش فاهم هو في إيه؟؟ يعني انزلك ارميكي في الأرض دلوقتي ولا اعمل ايه؟!
لم ترد عليه بل عادت خافية رأسها في صدره مرة أخرى
أخذ يركض في سرعة  كأنه يهرب من كل تلك الأعين الناظرة إليه وكل تلك التساؤلات التي طرحتها عليه أعينهم المحدقة بهما في اهتمام واستغراب، حتى وصل إلى السيارة ووضعها بها وركب هو مكان السائق وغلق الباب ووضع يده على جبينه مسندًا رأسه على الكرسي لا يصدق ما قد حدث، نظرت إليه في هدوء وهتفت: أنا بقيت كويسة عمتا، اسفة إني خضيتك واسفة إني حطيتك في موقف زي ده.
لا ينظر إليها هو فقط مسندًا رأسه على الكرسي ومغمض العينين يستغفر ربه في صوت خفيض غير مسموع..
تنظر إليه نظرات مليئة بالحب وتبتسم لا تصدق أنه يجلس جوارها، ولا تصدق أنها كانت قريبة إلى قلبه لتلك الدرجة، وذلك لأنها عندما كانت مسندة رأسها إلى صدره كانت تستمع بكل حب وشغف إلى دقات قلبه، متمنية في يوم من الأيام أن يدق ذلك القلب ناطقًا باسمها هي، متمنية في يوم من الأيام أن تمتلك ذلك القلب وصاحبه، ولكنها كانت سرعان ما تصاب بخيبة الأمل عندما تشعر أن حلمها يكد يصبح مستحيل..
عادت إلى الحديث مرة أخرى هاتفة لأول مرة: وليد..
مما جعله يتعجب! فهي دائمًا ما تناديه بالشيخ وليد، فلماذا زالت الألقاب الآن ؟!
تابعت: اطلع بالعربية على أي مستشفى وهات ورقة من هناك بأي شكل تثبت إني كنت مريضة وانت اخدتني للمستشفى عشان سمعتك وسمعتي
تحدث في هدوء: المشكلة إن هما عارفين إن محدش في البيت عندي، يبقى انتي كنتي فوق بتعملي اي ؟؟
_ وليد أنا سُمعتي اللي هتتهز اكتر منك انت ليه فاكر إن مفيش خطر عليا؟؟
أطلق زفيرًا طويلًا وهتف: طب ومين قالك اني مش هاممني سمعتك؟؟ يا بنتي سمعتك دي من سمعتي وسمعة صاحبي انتي خطبته... لا حول ولا قوه الا بالله. ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك أن يحضرون
_ هما يتكلموا براحتهم وأنا ابويا ينزل يعرفهم مقامهم كويس، هما مايعرفوش مين زينة بنت الحاج عبدو القماش ولا ايه ؟؟ ولا مايعرفوش مين الشيخ وليد شعبان!! احنا اصلا سمعتنا غنية عن التعريف ولا يهمك، سيب اللي يتكلم يتكلم احنا معملناش حاجه غلط أنا تعبت وانت أنقذت حياتي، ولا يعني كان المفروض تسبني لحد أموت عشان هما ميتكلموش علينا ويرتاحوا!!
صمت برهة، ثم نظر إليها في شك، لا يستوعب حتى الآن، كيف تتحدث بهذه القوة والقدرة وذلك الصوت المشدود والذي ليس به أي اهتزاز أو تعب، وقبل قليل كانت تشعر بالدوار الشديد، وتصرخ من شدة الألم الذي لا يعرف مصدره حتى الآن؟؟! ولكنه دون تفكير كثير وضع المفاتيح بالسيارة وقادها في صمت..
            *****
كان مصطفى يجلس في حديقة ڤيلته يقرأ الجرنال في هدوء وكانت الساعة الخامسة مساءً( قبل آذان المغرب بساعة على الأقل)، ولم يعكر صفو ذهنه، سوى مجيء ابنته التي كانت تقترب منه وكل علامات الغضب والضيق تكسو ملامح وجهها، رمى الجرنال من يده وقام من مكانه في خضة وخطى تجاهها خطوات سريعة وهو يهتف: منة حبيبتي، مالك ؟؟
ألقت نفسها بين ذراعيه وأخذت تبكي وهي تهتف: رامي وحشني أوي يا دادي وحشني أوي..
أخذ يلمس شعرها بأطرافه في حنان وهتف في صوت خفيض: ليه بس يا روحي، يعني مرة واحدة كده وحشك؟! إيه يا منة، هنرجع تاني لحالتنا الوحشة والاكتئاب ده تاني؟؟! مش كنا خلصنا منهم يا روحي؟
ابتعدت حضنه واخذت تزيل دموعها وهتفت: دادي أنا عايزة وليد.. هو مش راضي يحبني أبدا، هو مش عايز يحب أي حد غير شاهستا.. دادي أنا بكرهها اوي بكرهها اوي اوي

وضع وجهها بين كفيه وهتف بنبرة صوت يكسوها الحب والحنان: حبيبة بابي، انتي مش بتحبي الولد ده، ليه معذبة نفسك بيه؟؟!
_ أنا مش بحبه عارفة بس أنا عايزاه
_ ليه؟
_ عشان هو شبه رامي في طوله وجسمه حتى نفس تسريحة شعره ونظرات عينه ولونها وجمالها
_ حبيبتي انا شفت الولد ده مرة وهو مش شبه رامي للدرجة دي يعني
صاحت: يعني انت يا داد بتكدبني؟؟ يعني انت شايف إني كدابة؟؟
_ نهائي يا روحي، انتي مش كدابة نهائي ولا عاش ولا كان اللي يقول عليكي كده، أنا شايف فعلا إن رامي يشبه الولد ده جدًا كمان
ابتسمت واردفت: بجد؟؟
_ اه طبعا كفاية عينه
نظرت إليه وهتفت: هطلع اوضتي محتاجة اقعد لوحدي شوية
قالتها وذهبت، تبع أثرها وهو يهتف في خوف: يا ترى الحالة اتطورت معاكي لحد فين يا بنتي!!
           ******
_ ايه يا وليد
هتف أسر والذي كان يحدث وليد عبر الهاتف
_ ايه يا أسر ازيك يا حبيبي
_ انا تمام يا حبيبي، خير اتصلت بيا ليه في حاجة ولا إيه ؟؟
_ خير إن شاء الله يا حبيبي، تعالي قابلني عند المكان اللي هبعتلك عليه اللوكيشن
_ ليه؟
_ تعالى بس وهفهمك، زينة معايا تعالى بسرعة بقى
_ زينة مين؟؟
_ خطيبتك يا ابني، هو ايه محدش فينا بيعرفها خالص ليه؟؟
_ لا لا مش كده، أصلي استغربت يعني هتكون معاك ليه ؟؟ بس تمام أنا جاي ابعت اللوكيشن
_ ماشي هبعته، سلام..
انهى مكالمته وما إن وضع الهاتف في جيبه حتى هتفت هي: انت كلمت أسر ليه؟؟
رد في برود: هتعرفي أما يجي
انا هنزل اقعد بره العربية شوية لحد أما يجي..
قالها وفتح باب السيارة وخرج
، اخذت تستنشق هي رائحة عطره بعدما ذهب في حب واشتياق وحدثت نفسها في تمني: لو بس تدخل قلبي وتعرف كم الحب اللي جواه ناحيتك هتتجوزني وحالا وهتسيب البتاعة اللي معاك دي، أما تتأكد أنها عمرها ما هتحبك ادي ولا حتى ربع حبي..
            ********
صعدت إلى غرفتها، وفتحت بابها في هدوء، وما إن دخلت حتى اقتربت جهة الخزانة وأخذت تفتحها، واخرجت منها قميصه ووضعته جهة انفها وأخذت تشمه في اشتياق كبير.. تشمه وتأخذ شهيقًا طويلًا ثم تخرجه في عنف، تضغط بكل قوتها على القميص حتى جعلته في قبضة يداها، وحاولت أن تكظم غيظها وتكتم اشتياقها المولع تجاهه داخلها، ولكنها لم تستطع لذلك بكت في صوت عالي وهي تكرر: وحشتني اوي وحشتني اوي يا رامي، مش قادرة استمر من غيرك، كل السنين دي مرت عليا قرون وكل مرة بتأكد اني مش هقدر انساك..
قالتها، ثم تركت القميص جانبًا واخذت تسير جهة حقيبة كبيرة موضوعة جانب سريرها واخرجت منها ألبوم ملئ بصوره هو وهي فقط، اخذت تقلب بين الصور حتى توقفت لحظة واخرجت صورة من ضمنهم، وحملتها في يدها وقامت من مكانها وفتحت حقيبتها الخاصة بها ( حقيبة اليد التي تحملها دائما وقت الخروج)
واخرجت منها صورة صغيرة لوليد ووضعتها جانب صورة رامي واخذت تنظر لكلامها، الجدير بالذكر أن لكل منهما ملامحه الخاصة، لا أحد يشبه الآخر بالطريقة التي تراها هي وحدها، أو بالطريقة التي يصورها لها عقلها، كل ما في الأمر أن هناك تشابه في لون العينين وكذلك الشعر والذقن، ويمكن أن نضيف في بعض الحالات تصبح تسريحة الشعر مشابهة، والطول كان متقارب قليلًا، أما فيما عدا ذلك لم يكن هناك أي شبه..
وضعت صورة رامي جانبًا وظلت تنظر إلى صورة وليد في تمعن لدرجة أن عقلها أصبح يصور لها أن وليد يشبه رامي كأنه تؤامه، لذلك بينما هي تمعن النظر في الصورة صاحت: رامي..  ايوه انت شبيه رامي من ضمن الاربعين اللي شبهه.
الجدير بالذكر، أن منة لم تكن ترى وليد شبيه لرامي لهذه الدرجة إلا في هذه اللحظة، مما يعني أن هناك بعض التغيرات التي تشير إلى أن الحالة تعود وبقوة.. فجأة لصقت الصورة جانب قلبها وأخذت تتحدث في قوة وعزم: مش هسيبك، أنا سبت رامي الحقيقي زمان لحد أما خسرته خالص، أما انت مستحيل اسيبك يا وليد، هاخدك منها زي ما هي اخذت مني رامي وحرمتني منه..
            *********
كان وليد يقف على كرنيش النيل يستنشق الهواء الطلق وقت الغروب، واضعًا يداه في جيبه، ولم يعكر صفو ذهنه، سوى صوت هاتفه الذي صدح، وعندما أخرجه وجد المتصل منة، لذلك زفر في ضيق وخرج عن حالة الاسترخاء، استقبل المكالمة وهتف في ملل: خير؟؟
هتفت وهي جالسة على أرضية غرفتها في الظلام الكالح، ضامة ركبتيها إلى صدرها: وحشتني اوي
عقد حاجبيه في استغراب وهتف: معلش، عايزة إيه بقى؟؟
_ وليد ارجوك بلاش المعاملة القاسية دي..
_ معلش تاني، عايزة إيه بقى؟! انجزي
_ عايزة اشوفك يا وليد في أقرب وقت، عايزة ابص لعينك بالساعات وماملش ابدا، عايزه أفضل اتأملك من غير دقيقة زهق
_ صوري مالية السوشيال ميديا، تأملي فيهم براحتك وفي خلقة ربنا كأني الطبيعة بالظبط..
أغمضت عينيها محاولة أن تهدأ حيث قبضت يداها وضغطت على اسنانها حتى لا تنفجر صارخة في أذنه، وأثناء فعلها لذلك تذكرت جيدًا لحظات ضعفها التي استغلها الجميع، أتت لها ذاكرتها العدوة بمشهد من الماضي تذكرها بالتنمر الذي عانت منه لسنين، تذكرها بطيبة قلبها التي دهس عليها الجميع، تذكرها بالكلام الذي كان كالسم القاتل المتسرب داخل  بدنها وقلبها.. تذكّرها بالعهد الذي قطعته على نفسها بألا تتعامل بتلك الطبية تارة أخرى، وبأنها وعدت نفسها بأن تصبح قوية لا يهزها كلام أو حتى كيان بأكمله... لذلك نهضت في قوة كالسهم الذي يخرج من غمده استعدادًا للقتال واشعلت الإضاءة متخلصة من ذلك الظلام الذي كان يحيطها وصاحت في أذن وليد: لا بقولك أيه، مش عشان قولتلك كلمتين تفتكر نفسك فيها بتاع وتشوف حالك عليا، انت هتيجي عشان أشوفك والنهاردة والساعة ٨ بليل ولو مجتش عليا وعلى أعدائي
ابتسم في برود واردف: هتعملي ايه يعني ؟؟
_ خليها مفاجأة، بس وديني وما اعبد يا وليد لو مجتش لهتندم اشد الندم وهتتفاجيء بفعل يجيب أجل باباك ونخلص

خرج عن هدوئه صارخًا في غضب، مما جعل زينة تلتفت إليه في سرعة ناظرة إليه من نافذة السيارة: انتي عايزة ايه مني بقى، يا شيخه ارحميني وحلي عني أنا طلقت مراتي زي ما طلبتي عايزة إيه مني تاني عايزة ايه؟؟؟؟ أنا استسلمت وطلقت وانتي اللي فوزتي برافو شطورة طلعيني بقى من الحوارات دي أنا عايز اذاكر
صاحت: عايزاك.. عرفت أنا عايزة إيه؟؟ عايزاك
صرخ: مكنش اتفاقنا مكنش ده انتي كدابه رغم إنك قولتي مش بحب اكدب وإن دي الصفة الوحيدة اللي بتميز بيها
_ كان زمان لو كنت وافقت زمان كان ماشي كنت هعمل كده فعلا
صرخ في غضب أشد، مما جعل زينة تخرج من السيارة كلها وتركض جهته: يا شيخة انتي فرقت إيه دلوقتي عن كام اسبوع انتي مش لاقيه حاجة تعمليها؟؟؟ انتي موراكيش غير اللي جابوني أنا تهددي فيه وتتحكمي في حياته كل شوية ؟؟؟
_ فرقت اه معايا، عشان دلوقتي حاسه إني محتاجالك اكتر من الأول مش ذنبي ده شعور داخلي أنا غير متحكمة فيه، وأنا وعدت نفسي إني هعمل كل ما يخطر في بالي وكل ما هي عايزاه هيتحقق
_ يا بت متخلنيش اخرج عن شعوري واسبلك دلوقتي واقول أفظع الألفاظ
صاح في غضب محاولًا أن يسيطر عليه وبنبرة صوت حادة.. لتهتف زينة: اهدى اهدى بس مالك اتعفرت كده ليه؟؟ اول مرة اشوفك بتتحول كده..
_ مين اللي بتتكلم جمبك دي؟ شاهستا؟؟
هتفت منة في غيرة
_ ملكيش فيه، خلي مناخيرك في وشك، و متحشوريهاش بقى في حياة الناس
_ في حياة الناس دي؟؟ دي حياتك انت وانا ليا حق ادخل فيها أنا مراتك المستقبلية
_ مرات مين يا سافلة انت!! انتي اتجننتي ولا إيه؟؟
صرخت في جنون: وحياتك عندي لهبقى مراتك وهوريك الجنان على أصله وأنا شايلة ابنك في بطني كمان
_شالك قطر إن شاء الله قبل ما ده يحصل. منة لو السما اطربقت على الأرض عمري ما هلمسك خليكي فاكرة الكلام ده كويس اوي، روحي ياختي هاتي الابن ده من سافل زيك من الكباريهات
ابتسمت في هدوء واردفت: هوريك وكمان هنسميه رامي وهيبقى شبهك بالظبط
_ يلا يا بت انتي غورى في ستين داهيه، روحي احلمي واتمني بعيد عني. أنا مش مصباح علاء الدين يختي
قالها وسرعان ما غلق الهاتف في وجهها وانهى المكالمة..
وبعدما انهاها وضع يده على قلبه وأخذ يستنشق الهواء في قوة وهو يهتف: هتموتني في مرة مجلوط الحقيرة دي من كتر الزعيق والحالة العصيبة اللي بتدخلني فيها..
_ هو فيه إيه ؟؟
هتفت زينة في خوف عليه؟؟
وتابعت: انت عمرك ما اتعصبت كده هي عاملتلك إيه ؟؟
_ ياخدها ربنا ويريحني منها قادر على كل شيء يارب
_ هي مين دي اصلا ؟؟
_ زينة وقفي أسئلة أنا مش طايق نفسي
قالها وأخذ يتمشى حتى يستعيد حالته الطبيعية وتوازنه مرة أخرى..
                *****
_ بتقفل في وشي السكه يا وليد ؟؟ ماشي أما نشوف مش هتيجي ازاي بليل الساعة ٨.
قالتها وأخذت تصرخ في جميع أركان الغرفة: أما نشوف كلام مين اللي هيمشي، والله والله تبقى جبته لنفسك وأنا من بدري وانا نفسي اعمل كده، اياك متجيش
كان والدها يقف خلف باب غرفتها وقد سمع كل شيء من البداية، لذلك أخذ يتمتم حاملًا داخله العديد من التهديد والوعيد لوليد: انت هتجلط بنتي ولا إيه يا جربوع انت!! والله لاوريك..
            **********
_ على فكرة أنا عايز اقولك إن تمثيلك جامد بجد
هتف أمير محدثًا جومانة، التي سرعان ما ابتسمت واردفت: بجد؟ مبسوطة إنه عجبك بجد، طول عمرى عارفة إني موهوبة بيه ومغرمة جدا بيه كمان، باقي بس اني اشتغل بيه
ابتسم واردف: طب إيه رأيك تبقى بطلة فيلمي الجديد ؟؟
_ كان نفسي بس مقدرش والله عمي ممكن يدبحني هو راجل مختل شوية ودقة قديمة وحاجة تقرف كده
صمت برهة يفكر وهتف بعد مرور دقائق: طب ولو اتجوزتك وبقيتي مراتي ساعتها تقدري تمثلي وتبقي بطلة افلامي صح؟؟
             ******
كانت علا تجلس على كرسي في صالة شقة جراتها عقب رحيلها، تضع صغيرها على حجرها ترضعه، تجلس في راحة دون حجاب أو شيء وذلك لأنها تعلم جيدًا أن زوج هالة لن يعود الليلة كما أخبرتها هالة، وبينما هي ترضع الصغير، فتح أحدهم باب الشقة، انتفضت ساترة نفسها في سرعة رهيبة ما نسميه( رد الفعل السريع والتلقائي)، لتجد زوج هالة أمامها، ارتعبت والقت الصبي الذي أخذ يبكي لأن والدته قطعت عنه الطعام فجأة على الكرسي وركضت جهة الغرفة، اقترب هو من الصبي وحمله وهو يهتف حتى يجعله يسكت: بس بس يا حبيبي ماما جاية اهي متزعلش..
تقف هي خلف باب الغرفة تلطم وجهها في صدمة وتهتف: يا نهار اسود ومهبب عليكي وعلى نفوخك شعرك بان قصاد الراجل.
قالتها ونظرت إلى ملابسها الضيقة حيث كانت ترتدي بجامة خفيفة
وتابعت تنعي حظها تارة أخرى: يالهوي على سنينك السودا يا علا، يالهوي لو قال لسيد المجنون اللي حصل ده، يخربيتك يا هالة مش قولتيلي إن جوزك هيتنيل يبات بره، ده أنا قاعدة ولا بيا ولا عليا اقوم الاقيه في وشي!!! مش لاقية وش اخرج بيه قصاده بأمانة
قاطع هو كل ذلك الندب، عندما طرق الباب وهو يهتف: اخرجي يا علا لابنك هيموت من العياط
هتفت بصوت عالي: حاضر حاضر
قالتها وأخذت تبحث عن العباءة السوداء الخاصة بها..


كان سيد قد يأس من كثرة ما يطلبها على الهاتف وهي لا ترد، لذلك فتح باب شقته ليخرج يبحث عنها وما إن فتح الباب، حتى سمع صوت بكاء ابنه الذي يعرفه جيدًا، اقترب بسرعة جهة الباب ولصق أذنه كي يسمع ما يحدث..
خرجت علا من الغرفة واقتربت منه وهتفت في ابتسامة: هات تعبتك معايا وخليتك شايله كل ده
ابتسم لها وهو يمد يده حتى يعطيها الصبي وهتف: ولا تعب ولا حاجة ولا يهمك.. اومال فين هالة؟
_ راحت تشوف أمها تعبت فجأة
_ خير ؟
_ خير إن شاء الله، قالتلي رجعتلها الحالة تاني
_ اه طيب
قالها وجلس على الكرسي
نظرت إليه في استغراب، فقد كانت تعتقد أنه عندما تخبره بذلك سيقوم في سرعة إلى مكان زوجته، هتف في إذن: ممكن بعد اذنك بس تحطيلي آكل لو مش هتعبك معايا
صمتت برهة لا تستدرك ما قاله ثم هتفت: اه حاضر هحطلك اهو

لا يسمع سيد أي شيء مما يحدث في الداخل بعدما انقطع صوت بكاء طفله، لذلك قرر أن يطرق الباب، وما إن رفع يده حتى يدق الباب، حتى سمع صوت هالة وهي تصعد الدرج هاتفة: يلا يا محمود اطلع بقى وبطل دلع أنا مش قادرة اشيل تاني السلم قاطع نفسي
زفر سيد ودق الباب حتى يتحدث مع زوجته ولكنه فوجئ عندما سمع صوت زوج هالة يهتف: ايوه أيوه جاي
فتح الباب وهتف في ابتسامة: سيد ازيك عامل ايه
دفعه بعيدًا ودخل الشقة وهو يبحث عن زوجته وذلك بعدما رأى ابنه على الأريكة، نظر حوله ليجدها تخرج من المطبخ وفي يدها الملعقة، شهقت عندما رأته وضربت صدرها هاتفة: سيد! استنى والله افهمك...
        ********
_ إيه ده جايه مع جاسر يعني؟!
هتف شعبان بعدما رأى ابنته تدخل الشقة جانب جاسر
ليرد جاسر: اه يا عمي أنا عارف إن هنا بتتأخر انهار ده في الدروس عشان كده روحت جبتها عشان متمشيش لوحدها
_ فيك الخير يا بني
نظرت هنا إلى جميع الجالسين وسارت جهة غرفتها في صمت، تبع والدها أثرها وهتف في استغراب: مالها دي!!
_ أصلها يا عمي جابت درجة وحشة في الامتحان عشان كده زعلانة
_ درجة وحشة ؟؟ وهي تجيب درجة وحشة ليه؟؟ ماهي بتذاكر ليل نهار ومحدش بيعطلها
_خلاص يا عمي متزعلش نفسك تتعوض
_ هو إيه اللي تتعوض!! ماهو مش بالاسم رايحة فين رايحة من الدرس وجاية منين جاية من الدرس، أنا عايز مجموع وهي عارفة كده كويس، بس معلش الحق عليا أنا اللي مدلعها لازم نشد شوية عشان تذاكر وتاخد بالها من دراستها اكتر من كده
اقترب منه جاسر وجلس جواره وهتف: اومال فين بابا وماما ؟؟
_ طلعوا يناموا يريحوا شوية. عايز حاجة ولا إيه ؟؟
تنحنح وهتف: اه عايز اكتب كتابي على هنا وهي موافقة..
           *******
_ إيه يا وليد في إيه خير ؟؟
هتف أسر الذي وصل للتو إلى مكان وليد، ليرد وليد: خطبتك كانت جايه عايزة ماما في موضوع وفجأة ضغطها وطي وتعبت اوي وفضلت تصرخ شلتها وبعد كده بقت كويسة وانا في طريقي للمستشفى، عشان كده وقفت هنا وكلمتك انت ومامتها عشان تيجوا وترجعوا معانا قصاد الناس، عشان نقطع لسان أي حد يحاول يتكلم علينا
_ ثواني يا وليد عشان مش فاهم حاجه هو إيه اللي تعبت فجأة وخفت فجأة ده؟؟! يعني ازاي واحدة كانت ميتة من التعب وتحف لوحدها كده بقدرة قادر في الطريق!!
_ والله معرفش، اهي عندك هناك اهي قاعدة في العربية روح اسألها عشان أنا نفسي استغربت من الإنتقال السريع ده

سار أسر جهة السيارة، وسرعان ما خرجت هي ووقفت أمامه، هتف هو: سلامتك يا نجمة، ايه الانتكاسة السريعة اللي جت وراحت لحالها فجأة دي؟؟ من إيه ده خير؟؟
ردت في ثقة: ايه؟؟ تعبت فجأة وبعد كده حسيت إني كويسة أعمل إيه؟ انت كنت عايزني أفضل تعبانة ولا اي؟؟؟
_ اكيد لا طبعا حمد الله على سلامتك يا حبيبي المهم إنك بخير بس أنا استغربت يعني
_ لا مستغربش كل شيء بيد الله إن يشاء يقبض وإن يشاء يبسط
_ يا سلام على التقوى والإيمان، قلبك عامر بالإيمان يا روحي، هتجوز واحدة مكملة ياخواتي!! عقل وحكمة ودين وجمال والله احسدك عليا
هتف في ابتسامة عريضة
_ شفت بقى عشان تقدر النعمة اللي في ايدك
ابتسم واردف: مقدر والله يا حبي من غير حاجة
_ هو وليد لسه محددش هيتحوز امتى ؟
ابتسم واردف: وليد طلق يا روحي انت لسه متعرفيش ولا إيه ؟؟؟
_ إيه طلق بجد؟؟؟ بتهزر!!
هتفت في فرحة عارمة، ليرمقها هو في شك ناظرًا إلى ملامحها التي سرعان ما شكلت الفرحة..
            ******
تجلس شاهستا على كرسي مكتبها واضعة جميع الكتب أمامها تذاكر في جدية.. وما إن انتهت من مذاكرة المادة الأولى حتى أرجعت جسدها إلى الخلف حتى تستريح قليلًا، وأمسكت الهاتف حتى ترى إذا كان راسلها وليد أو رن عليها، فلم تجد.. تعجبت وهتفت في استغراب: معقولة لسه نايم؟؟ إيه يا وليد انت فاكر إننا انفصلنا بجد ولا إيه!! ولا يكنش أسر المتخلف ده قالك العبط بتاع الصبح ده وزعلك مني؟؟!
فتحت هاتفها واحضرت رقمه من قائمة الاتصال وقبل أن تضغط حتى تتصل، توقفت لحظة وهتفت: لا اتقلي شوية كده ولو مرنش بقى أبقى أكلمه اهزقه أنا..
          ********
يقود وليد السيارة ويجلس أسر جانبه وفي الأريكة الخلفية تجلس زينة بجانب والدتها التي بين الحين والآخر ترمقها في اشمئزاز وضيق وهمست جانب أذنها: دي عاملة تعمليها؟؟ استني عليا أما اروحلك يا تربية الشوارع انتي
نظرت إليها زينة في برود وسكتت..
وبينما السيارة تسير في أمان الله، توقفت سيارة أخرى ضعفها في الحجم أمامها وقد عرقلت طريقهم، نظر وليد إلى ما يحدث في خضة وسرعان ما نظر إلى ساعة يده ليجدها السابعة مساءً، نظر له أسر وفتحا الاثنان الباب وخرجا حتى يفهما ما يحدث، وهتف وليد في صوت عالي: خير واقفين كده ليه قصاد العربية؟؟!
خرجا اثنان من الرجال الشداد ( اي الجاردس) وقاما بمسك وليد الذي سرعان ما صرخ: اوعى انت وهو ماسكني كده ليه؟؟؟
_ أسكت
هتف احدهما
صمت وليد برهة وأخذ ينظر إلى السيارة ليجد عمر يخرج منها ويقف في انتظار أحدهم، تحرك أحد الرجال جهة الباب وفتحه في احترام ووقار، ليخرج مصطفى وفي فمه تلك السيجارة الفخمة المخصصة للكبار
تحدث أسر في صوت خفيض: اوعى شكلها كبرت على الآخر
تحرك مصطفى وبجانبه عمر جهة وليد وهتف وهو يرمقه من أعلى إلى أسفل جيدًا: انت بقى وليد؟؟
نظر إليه وليد في استغراب وهتف في ثقة: أيوه مين حضرتك وليه رجالتك ماسكني كده؟؟
أشار مصطفى للرجال حتى يتركوه، وفي الحال ابتعدوا عنه أي تركوه ولكنهم لا يزالون يلتفون حوله حتى لا يهرب بأي شكل، هتف مصطفى في تفاخر: أنا الدكتور مصطفى عماد الدين المرشدي والد منة، وعم عمر، ها دلوقت عرفتني؟؟!
تنهد وليد وهتف : وحضرتك عايز ايه مني ؟!
_ ده اللي هنتكلم فيه، تعالى معايا
_ على فين؟؟
_ هتعرف، بس تعالى معايا يلا..
هتفت زينة في خوف: ماما هو الراجل ده عايز ايه من وليد؟؟
لترد أمها بنفس الخوف: والله يا بنتي ما اعرف استر يارب..
           ********
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت
دمتم بخير
سلمى خالد احمد

الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now