الرابع و العشرون

3.2K 140 8
                                    

ازيكم عاملين ايه

في كام نقطة عايزة اتكلم فيها
• في ناس منكم سألتني على الفيس او الواتباد نفسه هو ليه بعض ردود أفعال الأبطال باردة احيانا، أنا رديت على المعظم بس عشان تكون الدنيا أوضح للجميع، ده لأسباب كتير هكتفي بذكر اتنين ١- في علم النفس من خلال دراستي إن أما بتتحط في موقف غريب أو صادم بتبقى بارد وبتبقى ومش عارف تدي رد فعل صحيح للموقف ده من كتر ما هو غريب على عقلك ومعتقداتك مثلا، فممكن تفضل ساكت تستوعب وممكن تدي رد فعل مش مناسب حتى احنا في حياتنا اليومية ممكن يحصل معانا ده اما بتعيد محادثة سابقة في دماغك، وتقعد تقول هو أنا ليه اتصرفت كده ومتصرفتش كده؟؟ هو أنا ازاي رديت الرد الغبي ده كان مثلا المفروض اقول كذا والخ..ولو بصينا على المواقف اللي بتتحط فيها الابطال هنلاحظ ده بيفضلوا يفكروا وممكن يردوا رد مش مناسب طبيعي لأنهم مش مجهزين رد. جايز يكون ردك انت أحسن انت مش في موقفهم..
• في لسه أسباب خفية هتظهر ادام تبين أسباب برود بعض الأشخاص في بعض المواقف هيظهر أدام لسه هما ليه كانوا باردين..
اخيرا بقى عايزة اسمع رأيك في الرواية قولوا حلوة حتى الآن لا في كذا بتاع يعني عبروا عن أي حاجة انتوا عايزنها واتفاعلوا معايا فيها كده بدل ما اسلط عليكم منة تجبلي حقي منكم اللهم إني بلغت..
جاهزين؟؟؟
يلا نبدأ

_ ايه ده ايه ده مال وشك؟ مين زعلك؟؟
هتفت ندى ( الأخت الصغرى لشاهستا) في خوف وذلك عندما رأت أختها تدخل الڤيلا في غضب شديد. لم ترد عليها شاهستا وظلت كما هي تخطو خطوات سريعة نحو الدرج في غضب واندفاع. وما إن صعدت شاهستا إلى غرفتها في ثورتها وغضبها، حتى خرجت ريناد ( والدتها) من إحدى الغرف واقتربت من ندى وهتفت في استغراب: هو في إيه يا ندى مالها اختك؟
_ مش عارفه يا مامي هي جاية من بره بالشكل ده
زفرت هاتفة: ماهي كانت عند جوزها في الزريبة اللي هو عايش فيها، أكيد يعني مامته الست العقربة دي ضايقتها أو هو نفسه قالها حاجة تزعل
_ مش عارفه يا مامي، ممكن. هروح اكلمها اهو، هطلع اشوف مالها
قالتها وذهبت..
                ******
ظل واقفًا مكانه يستوعب ما يحدث لمدة دقائق يتحقق هل هذا حقًا أسر؟؟ هل هذه منة؟؟ هل هذا هو؟؟ هل هذه حقيقة أم وهم؟؟.. ولما أفاق من صدمته، تسللت دمعة من إحدى عيناه واستقرت على خده ملتصقة بلحيته.. أخرج هاتفه وقام بالتقاط بعض من الصور لهما، ثم ادخله تارة أخرى في هدوء، واتجه نحو ڤيلا شاهستا يمشي في بطء شارد الذهن مهزوم من كل الجوانب.. يمشي دون أن يحدد اتجاه لدرجة أنه ضل الطريق فجأة وكاد أن يدخل ڤيلا أخرى غير ڤيلا زوجته.. حتى الآن لا يعرف ماذا عساه أن يفعل؟؟ فشل في التعبير عما يجول في خاطره، وعما يحدث في قلبه.. شعور الخذلان أسوء أنواع الشعور.. كان شعوره أقرب ما يكون كأن شيئًا ما سقط على رأسه فجأة من فوق برج عالي أفقده الوعي والتعبير.. ذهب إليها لا يعرف طريق سوى طريقها هاربًا من كل ذلك الشعور لربما تحل له تلك المشكلة أو تهون على قلبه الذي يحترق بين أضلعه، هو لا يريد أن يسمع منها أي عتاب أو لوم فقط كل ما يريده حضن دافئ يخبره أن كل شيء سيكون على ما يرام.. دخل الڤيلا وهو لا يزال شارد الذهن حتى توقف فجأة وذلك عندما اعترضت طريقه تلك التي هتفت في غضب مصطحبًا بسخرية: إيه انت!! أنت رايح فين؟؟ انت داخل نادي؟؟
نظر إليها في انتباه ليجدها والدة زوجته والتي تنتظر رده، انتبه لحديثها وهتف: انا كنت طالع لشاهستا، آسف بس أنا مش مركز وماخدتش بالي إن حضرتك بتكلميني.
_ مزعل بنوتي ليه؟؟
_ مش عارف والله... أنا هنا عشان أعرف هي زعلت مني ليه بجد
ردت في سخرية: يا سلام!! ما علينا مفيش داعي اصلا..
_ مش فاهم!
_ وليد.. انت وشاهستا مش مناسبين لبعض خالص، انت تعرف ده صح؟؟
_ مش فاهم تاني
_ انت وشاهستا لازم تسيبوا بعض، روح وشبكتك وهتبقى عندك دهبك وكله
ابتسم في ألم واردف: والله أنا ما مستوعب حضرتك بتقولي ايه، يعني هو إيه الكلام ده؟؟
_ هو أنا بتكلم انجليزي يا بني؟؟
هتفت في استغراب
_ لا هو عربي بس مش مفهوم، ماهو مش كل الكلام بيتفهم
_ هوضح اكتر، عايزينك تسيب بنتنا
_ ليه؟؟
_ عشان انتوا مش مناسبين لبعض، انت مش شايف شاهستا عايشة في ايه ؟؟ ومش واخد بالك انت هتعيشها فين؟؟ اوضة شاهستا أكبر من الشقة بتاعتك دي كلها.. بنتي مبسوطة باللمعان اللي في بداية العلاقة وإن فيه حد بيحبها ومهتم بيها، حد وسيم وكيوت لكن هي متعرفش حجم المصيبة اللي هتواجها بعد كده وهو عدم التوافق في أي شيء بينكم وده هيولد فشل في العلاقة ثم طلاق..

ينظر إليها في صدمة يشوبها ألم و حزن كبيران لا يعرف ما هو الرد المناسب في الوقت الغير مناسب.. تنهد واردف: وليه حضرتك مكلمتيش شاهستا في الموضوع ده؟ ليه قررتي تتكلمي معايا أنا فيه؟؟!
_ كلمتها بس هي مش راضيه تسمع كلامي قلت مجنونة وأنا حابة اتكلم مع حد عاقل فقلت أما اكلمك انت
ابتسم في برود وهتف: أنا كنت عاقل.. أما دلوقتي أنا مبقتش فاهم حاجة، أنا تايه.. أنا حتى مبقتش عارف إيه هو اللي لازم يتعمل، ولا بقيت فاهم إيه هو الصح.. كل ما في الأمر إني اعجبت بيها وبعد كده لقتني بتجر وبطلب ايديها وبعد كده لقيتها بتحبني ولقياني مأمنها وحمايتها وبعد كده لقتني منجذب ليها ولشغفها وثقتها بيا وهوب حبيتها ورسمت حياتي معاها وهوب بتغاضى عن أي مشكلة بتيجي من ناحيتها وهوب بكتب كتابي عليها وبقيت جوزها وبقت مراتي ومسؤولة مني كل يوم بتقولي فيه محتجالك بحس إني لازم ابقى أقوى عشان خاطرها هي مخلوقة من ضلعي عشان أنا اللي احميها، مش علشان اتخلى عنها وقت شدتها.
وعلى كل مش انا اللي هاخد قرار زي ده لسببين الأول إني وعدتها إني مش هسبها، وانا بالنسبالي الرجولة كلها بتتلخص في كلمتين ( الوعد و الاحتواء). التانية اني.. إني فعلا عايزها وصعب عليا جدا فراقها.. ولكن لو هيبقى ده قراركم فأكيد مش هكون عائق ولو ثانية.. أنا مش عايزها تندم في أي يوم انها عرفتني بالعكس، أنا عايز حتى لو مشيت اكون على الأقل مجرد ذكرى حلوة..
ابتسمت لتفهمه وهتفت: شبكتك هتجيلك النهارده بليل كفاية أوي كده لحد هنا، مفيش توافق بينا في اي حاجة خالص

اطرق... لم يكن يريد أن يسمع تلك الجملة هو يعلم ذلك جيدًا، ولكن قرار البعد ليس بالأمر السهل أبدًا.. ابتلع ريقه وهتف وهو يشعر بغصة في حلقة: طب ممكن بس حضرتك تخليني اصالحها الاول؟؟ هي زعلانه مني وأنا محتاج اتكلم معاها قبل ما تخليها تسبني...
اطرق تارة أخرى واردف عقب مرور دقيقتين: أو ممكن تديني فرصة تانية؟! بلاش البعد.. أنا مش عايز ابعد ارجوكي..
_ ايوه بس خلاص احنا اتناقشنا في الموضوع ده، وانت أدركت خلاص إن بنتي مينفعش ولا هتقدر تعيش في الجمالية دي
اطرق... ثم عاد هاتفًا: بشكل مؤقت بس وبعد كده هشترلها بيت حلو في مكان بره الحي ده وعد بيني وبين نفسي والشاهد عليه ربي من فوق سبع سماوات
_ بلاش عِند ومجادلة ملهاش لازمة، قول طيب وخلاص
زفر في ألم واردف: طب ممكن بس اطلع اتكلم معاها؟؟
_ لا.. امشي الكلام خلص وكل حاجة انتهت..
_ طب هو ليه حضرتك بتقرري بدل منها؟! انا مش غريب أنا جوزها ومن حقي اتكلم معاها حتى لو لآخر مرة، ارجوكي انا حاسس بهزيمة كبيرة جوايا دلوقتي ومحتاج احكيلها..
زفرت في ضيق وهتفت: خد هزايمك و كل ما يخصك واطلع بره وملكش دعوة بينا تاني
ينظر إليها في صدمة لا يستوعب قسوة قلبها تلك عليه! وتظاهر بالقوى وأخفى كل معالم ضعفه داخله وهتف في ثقة: أنا همشي.. بس حضرتك هتندمي على الطريقة اللي كلمتيني بيها دي.. وأنا زي الفل ومش محتاج حاجة من حد، وهزايمه ونقاط ضعفي دي مش هتبان غير قصاد مراتي اللي هي بتعكس كل حاجة جوايا كأنها مرايتي بالظبط، أما بما إنك مش سمحالي اطلع اتكلم معاها فأحب اقولك إن من هنا لحد أما اقابلها واعرفها إني اطردت من قلب بيتها، أنا أقوى واحد في الدنيا ومفيش حد يقدر يطفيني او هسمح لمخلوق يشفق عليا.. حاليا أنا ماشي لأني مطرود لكن مش لاني مهزوم..
كانت تلك الكلمة آخر ما قاله وبعد ذلك اتجه ناحية الباب الرئيسي حتى يرحل، وكان يمشي في ثقة و كبرياء..
تتبع أثره وتتمتم: ياريت يبقى بفايده وشاهستا متقرفنيش عشان نخلص من الولد ده وعيلته..
              *****
يمشي مصطفى في بطء خارجًا من مكتب طبيب ابنته النفسي، شارد الذهن يراجع ما قاله له الطبيب في عقله...

_ متلازمة جوسكا عند معظمنا اصلا يا دكتور مصطفى، يعني كلنا بنتخيل أشخاص وهميين وبنقعد نكلمهم وكلنا ممكن نكلم نفسنا ونقعد نعمل محادثة معاها، ولكن ديما إذا زاد الشيء عن حده انقلب ضده، وعليه لازم اشوف بنتك وافحصها كويس عشان اعرف الأشخاص الوهميبن دول مترسخين في أنهي جزء في عقلها، وكمان اعرف الاسباب والنتايج..
_ يعني هو ممكن يا دكتور تبقى في حالة متأخرة من المتلازمة؟؟
_ اه وارد جدا وكمان ممكن تكون مصابة بأمراض أخرى مصاحبة المتلازمة..

يتذكر مصطفى كل ذلك الكلام، حتى وصل إلى سيارته والتي سرعان ما فتح له أحد رجاله بابها، حتى ركب وسارت السيارة وشرد هو مرة أخرى وهو ينظر من نافذة السيارة...

_ لو وصل بيها الأمر إنها أصبحت بشتى الطرق بتشوف وليد ده على إنه رامي، يبقى وليد ده الشخص الوهمي اللي هتفضل تدور عليه...
_ أيوه بس وليد مش وهمي وليد موجود
_ هو موجود، ولكنها مش قادرة تشوفه وليد مش قادرة تتقبل صفات و شخصية وليد، إذا هنعتبره مش موجود..
_ تقصد تقول إن هي عايزة تشكل شخصيته على مزاجها؟؟
_ بص.. اللي بقوله ده من خلال فهمي لسردك لحالتها الحالية أما أنا مش متأكد.. ولكن هي مش شايفة وليد اصلا هو شخص وهمي شبيه رامي بيكلمها بليل في دماغها بتعمل معاه محادثات وعايشة على الذكريات، بتصحى الصبح تدور على الشخص ده فبتلاقيه وليد..
_ لأنه شبهه؟؟
_ اكيد في صفات مشتركة وجايز إحنا مش عرفنها، أو ممكن يكون الشخص الوهمي ده بيظهرلها على شكل وليد مش على شكل رامي...
_ أنا توهت منك خالص يا دكتور بجد وحاسس إني مش مستوعب بتقول إيه
_ انا عايزك تهدى باذن الله هننقذ الموقف وهنحاول بشتى الطرق نطرد الشخص الوهمي ده من دماغها، عشان تبان ليها الرؤية.. وقبل كل ده أنا محتاج اتكلم معاها ومع الشاب ده وكمان عايز اقرب حد ليها حاليا واقرب حد ليها زمان ويعرفها كويس وليه علاقة بذكرايتها القديمة
_ اللي ليها علاقة بذكرايتها القديمة هي صاحبتها واللي هي حاليا طليقة وليد ده واللي السبب الرئيسي للي وصلت له بنتي..
_ اه انت كنت كلمتني عن الموضوع ده انا متذكر كويس، بس في الحقيقة لازم نربط كله ببعضه عشان نوصل لتحليل دقيق عن الحالة
_ هحاول اتصرف طبعا.. بس منة مش هترضى ابدا انها تيجي، هي عمرها حتى ما هتستقبل حتة إنها مريضة دي
_ عشان كده فكرت ابعت لها فايز تكون تحت عينه
_ مين فايز ده؟!
_ خريج جديد تحت إشرافي وبيدرب هنا هو طبيب نفسي وشاطر اوي، قررت ابعته لمنة على أساس إنه صديق ليها مش اكتر ويتابع الحالة من غير ما يعرفها إنه طبيب نفسي طبعا وهو عارف كويس ازاي يستدرجها ويخليها تقوله كل حاجة
_ الحقني بيه بسرعة..

خرج عن شروده عندما سمع السائق يهتف: وصلنا يا فندم..
              *****
_ مقولكيش بقى يا تهاني بجد الشاب ابن روحية ده لقطه وأنا أول ما عرفت ياختي إنه بيدور عروسة روحت جري مرشحة عاليا بنتك واديني اهو جريت عليكي بسرعة اقولك علشان الجماعة مستعجلة وعايزين يجوا بسرعة ولو كله تمام يبقى على بركة الله
هتفت إحدى السيدات والتي كانت تحدث تهاني في منزلها، لترد تهاني- والتي يبدو أن الأمر قد راق لها- في فرحة عارمة: بجد والله يا سيدة؟؟
_ زي ما بقولك كده، جهزي بنتك بقى عشان الجماعة يجوا النهارده يبصوا عليها وخليها وردة مفتحة كده
_ بس كده؟ ده انتي تؤمري يا ختي
قالتها ومدت يدها في صدرها وأخرجت المحفظة منه وجلبت بعض من المال ووضعته في قبضة سيدة هاتفة: خدي يا ختي دي حاجة بسيطة
_ إيه اللي بتعمليه ده يا أم سيد والله ازعل يا ختي!!
_ مفيش زعل ولا حاجه دي حاجة بسيطة يا ختي، حطي في جيبك حطي
ادخلتهم في صدرها هي الأخرى وهتفت: يجعله من نصيبها قادر يا كريم ونفرح بيها بقى قريب.
_ أمين يارب آمين
_ وانتوا يا ختى بلاش تتنكوا على الراجل اقبلوا بأي حاجة وخلاص وخلوها تتجوز، هتأخر ايه تاني، دي بقى عندها ٢٣ سنة...
             ******
خرجت شاهستا من غرفتها في غضب شديد وذلك بعدما غلقت الباب خلفها في قوة وهي تنادي بصوت عالي أثناء نزولها الدرج: يا دادا يا دادا..
_ إيه يا حبيبتي ؟
_ هو وليد محاش؟؟
_ لا مجاش
_ ايه؟! ازاي؟ ده كان ورايا آخر حاجة شفتها.. هو رجع تاني ولا إيه ؟؟
_ مش عارفه والله يا بنتي مجاش

استشاط وجهها في غضب وصرخت تسمع كل من في الڤيلا: يعني إيه مجاش؟؟؟ يعني هو مش فارق معاه إني زعلت؟؟ يعني هو خلاص كده خد على إنه يتقل واني كده كده هكون وراه؟؟
_ اهدي بس يا شاهي أكيد كان هيجي يعني وحصل معاه حاجة
هتفت ندى وهي تربت على كتف أختها
_ اوعي
أبعدت يدها وأخذت تركض في غضب نحو غرفتها تارة أخرى، ودخلت الغرفة وغلقت الباب خلفها في قوة
_ افتحي يا شاهي
هتفت ندى
_ سبوني لوحدي، أنا مش عايزة حد، مش عايزة حد
قالتها وأخذت تسير في جميع أركان الغرفة في توتر وعصبية وامسكت بالڤاز التي كانت توجد على الطاولة جانب سريرها، والقتها في قوة على الأرض في غضب صارخة: ماشي... ماشي.. مانا اللي عودتك إني اعيطلك أما تحب تبعد، مانا اللي عودتك إني محتاجالك، ماشي ماشي دي غلطتي غلطتي انا بس
تقول ذلك وهي تسير في الغرفة لا تعرف ماذا تصنع حتى تهدأ وفجأة سمعت صوت هاتفها يصدح، أسرعت جهة الفون معتقدة أنه هو، أمسكت الهاتف لتجدها إحدى زميلاتها، كظمت غيظها وضغطت على اسنانها في حنق واستقبلت المكالمة هاتفة: ألو ازيك يا نور
_ الحمدلله يا شاهي، ازيك انتي عاملة اي يا قلبي
_ أنا تمام الحمدلله، خير في حاجة ولا إيه ؟؟
_ اه، سمعت إنك اطلقتي وادايقت اوي بجد، ودلوقتي إحنا نازلين النادي أنا والبنات قلت اكلمك عشان لو محتاجه تفكي عن نفسك شوية ياريت مترفضيش وتيجي معانا
_ تمام جاية، اديني بس ربع ساعة والبس

انهت المكالمة ونظرت إلى المرآة في انتقام وتمتمت: ماشي يا وليد أنا هربيك وهعرف ازاي انتقم منك واجيب حقي..

قالتها واتجهت نحو الخزانة واخرجت سروال( بنطلون) ضيق للغاية لونه أسود وبلوزة قصيرة لم تصل حتى إلى ركبتيها وكان لونها بيج وقامت بارتدائهما وارتدت الحجاب ووقفت تجاه المرآة تضع الميك اب وقد وضعت احمر الشفاه والذي كان لونه جرئ، وما انتهت حتى نظرت إلى نفسها النظرة الأخيرة قبل أن تخرج وتمتمت: هوريك يا ابن اونكل شعبان..
              *****
دخل وليد منزله ليجد أمه وأبيه وعمه وزوجة عمه يجلسون في انتظاره.. نظر إليهم وهتف في صوت خفيض: السلام عليكم
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ردوا عليه..
خطى خطوات سريعة إلى حد ما نحو غرفته هاربًا من نظراتهم واسئلتهم، ليلحق به سؤال والده: وليد، ايه اللي حصل؟ مراتك مشيت زعلانه ليه؟؟
استدار ناظرًا إليه ثم إلى أمه وهتف: هي بس غارت شوية عليا عشان منة حاولت تدايقها
_ هي منة دي لسه وراك وراك ؟؟
هتف عمه
_ اه يا عمي، لسه ورايا رغم إني قلتلها إني طلقت شاهستا بس مش عارف بقى عايزة مني إيه تاني!!
_ والحل يا وليد؟! انت مش شايف إنه لازم نلاقي حل؟؟
هتف والده في ضيق
_ وليد تعب يا بابا ومش عارف يعمل ايه، انا حتى لو طلقت شاهستا منة مصرة انها تبقى معايا وأنا مستحيل اتجوزها، لو السما اطربقت على الأرض مستحيل
_ طب اقعد احنا محتاجين نتكلم
أردف عمه
_ انا اسف يا عمي مش هقدر عندي امتحان الخميس الجاي أول مادة ومش عايز أتكلم في أي حاجة تعكر مزاجي او تدايقني لأن نفسيتي مش مستحملة اصلا، اتكلموا وقرروا وقولولي في الآخر وصلتوا لايه.. عن اذنكم.
قالها ودخل غرفته، وأخذ يبحث عن هاتفه الذي قد تركه في البيت، وما إن وجده حتى دخل على تطبيق واتساب ليرسل إلى شاهستا، وذلك بعدما رن عليها ولم تجب.. ارسل إليها مسجل صوتي يقول لها فيه" ردي على مكالمتي بعد اذنك في مهم لازم تعرفيه" وخرج من غرفة محادثاتها ليجدها واضعة حالة خاصة بها دخل الحالة ليرى ماذا تضع، وفجأة جحظت عيناه في خضة وذلك عندما رأى صورة لها تقف في منتصف النادي تبتسم في الصورة. والذي التقط لها الصورة أظهر ما ترتديه كاملًا وذلك كان بناء على طلبها.. يرى الملابس الضيقة والميك أب الواضح وعلقت أسفل الصورة باللغة الإنجليزية والذي كانت ترجمتها" يكفيني أن أفعل ما يخطر في بالي دون الرجوع إلى أحد" ...
             ******
_ خدي يا زينة، اشربي ليمون اهو عملته عشان خاطرك مخصوص
هتفت إحدى صديقات زينة والتي قد ذهبت إلى منزلها زينة حتى تجلس معها قليلًا، لترد زينة: مش قادرة يا حنان، حساني هموت من القهر
_ ما قلنا ميت مرة يا زينة سيبك من وليد بقى وركزي مع خطيبك على فكرة شكله حلو وقمور بردو مش وحش يعني
وضعت زينة كوب الليمون على الطاولة التي كانت أمامها وردت: فكراني بحب وليد عشان شكله؟؟ خالص أنا معرفش هو ليه حبه مزروع في قلبي ومش قادرة انساه أو اطرده منه، هو حتى عمره ما افتكر اسمي او عرف أنا مين! بس أنا بنيت صورة لوحدي وتخيلت حياتي معاه..
_ طب ما تدي لأسر فرصة
زفرت في ضيق: انا اديت لنفسي الفرصة اول ما اتقدم أسر وعرفت إن وليد اتجوز اديت لنفسي فرصة إني احبه، ولكن عارفة.. أما بسرح بخيالي بشوف وليد بردو.. بشوفني في المطبخ مثلا وهو داخل عليا وبيقولي السلام عليكم وبيبوس راسي وبيديني  الفاكهة اللي جايبها في يوم الجمعة بعد ما أم بالناس في مسجد الحسين لأنه متعود ديما يرجع يوم الجمعة بفاكهة لأهله فأكيد مش هيقطعها عادة.. بتخيلني بصلي وراه هو زي ما كنت بحلم. مش عارفه اتخيل أسر مش قادرة مش بمزاجي المشاعر حرة محدش بيعرف يمسكها او يسيطر عليها.. يا حنان أنا عايزة ابقى إنسانة طبيعية اعيش مع راجل بيحبني زي أسر مين قالك إني عايزة الهم ده..
_ طب والعمل يا زينة يخربيتك ده صاحبه
اطرقت شاردة وردت في صوت خفيض: مش عارفه يا حنان مش عارفه.. أنا بحب وليد أوي يا حنان ومستعدة أعمل أي حاجة عشان يكون من نصيبي انا بدعي ليل نهار. أنا بقيت بصلي قيام الليل عشان اقول لربنا إني عايزاه.. عارفة؟
_ معاكي
_ أنا محتارة فكرت اسيب أسر لأني خفت أكون بظلمه ولكن ماما مش راضية أبدا وفي نفس الوقت بقول لو سبته يعني ماذا بعد؟! ماهو بردو وليد مش شايفني، ده أنا حتى ارتحت شوية إنه طلق مراته وقلت فرصتي بس اتفاجئت بيها نازلة من بيته وشكلهم متخانقين.. انا في صراع كبير يا حنان، بين قلبي وعقلي. عقلي اللي شايف إن ده هبل واني لازم استقر واتجوز وإني اكمل مع أسر زي ما ماما بتقول لأنه فرصة، شاب شهم ووسيم وبيحبني وبين قلبي اللي مش عايز يدق غير باسم وليد، وليد وبس.
_ أمرك محير يا زينة بجد، احنا لازم نشوف طريقة عشان تنسي وليد وتنتبهي لخطيبك وتبدأي تحبيه وإلا سبيه يا زينة بلاش تظلميه اكتر
_ ماهو الفكرة مش في ماما بس يا حنان، الفكرة اني مش عايزة اسيبه اصلا، خايفة اسيبه كمان يعني هستفاد ايه بعدها؟؟! يارب هموت من كتر التفكير والحيرة..
_ طب حاولي إنك متشوفيش وليد خالص متستنيهوش في البلكونه تاني حاولي تسيطري على نفسك شوية
_ بلكونة؟؟ انا عاملة ألبوم صور ليه مخصوص عندي في التليفون، صور اخدتها من الفيس بتاعه وصور صورتهاله من البلكونة في السر كده، وصور لقطها شاشه من حالات الواتس بتاعت هنا أخته، كده يعني، اوعي تقوليلي امسحها عشان مستحيل.
_ طب خدي تليفونك عمال يرن بقاله ساعة وانتي عملاه صامت ومش سامعة
_ ايه ده بجد؟!
اخذت زينة هاتفها لتجد أسر هو من يتصل بها، عبس وجهها في ضيق وردت: ألو
_ إيه يا زينة ازيك
_ انا كويسة الحمدلله، وانت إيه الأخبار ؟
_ تمام، بقولك يا زينة معاكي رقم طنط شهد ام وليد؟؟
_ ليه؟
_ عشان برن عليه مش بيرد عليا خالص، وكنت عايز اطمن عليه
_ متقلقش هو مراته مش فاضي لحد
_ مراته؟؟! مراته ازاي يعني ؟؟ مانا قولتلك طلق، انتي جبتي كلام مراته ده منين؟؟
_ شفته نازل بيجري ورا واحدة وعمال يقول اسمها وكان اسمها شاهستا باين وهو ده اسم مراته، اه أنا معرفش شكلها بس استنتجت
اطرق...
_ ألو أسر ؟؟
_ معاكي، معاكي.. وبعدين؟؟
_ معرفش هي ركبت العربية ولا رضيت تعبره ومشيت وسابته وبعدها هو أخد تاكسي وراح وراها..
_ طب يا زينة اقفلي دلوقتي هكلمك تاني بعدين سلام
أنهت مكالمته وهي تنظر في استغراب إلى الهاتف
_ حصل إيه؟ كان عايز ايه؟؟
_ استني بس يا حنان عشان شكل في حوارات أنا مش فهماها، أنا رايحة لطنط شهد تفهمني كل حاجة وبالمرة الاقي الحجة عشان اشوفه
قالتها وقامت وامسكت بحقيبتها حتى ترحل وهتفت بينما هي تفتح الباب: لو أمي اتصلت اوعي تقوليلها إني مشيت من عندك ..
            ******
استقبلت شاهستا أخيرًا مكالمة وليد وذلك بعدما طلب رقمها أكثر من مرة وهتفت في ضجر: نعم بترن عليا كل ده ليه خير؟؟
صرخ في غضب شديد: انتي اتجننتي ولا إيه انتي ؟؟ ايه اللي انتي لبساه ده؟؟ انتي هبلة؟؟ ولا شكلك كده؟؟
_ طب أهدى بعد اذنك كده
_ لا مش ههدى، هو انتي مش عاملة ليا حساب خالص ؟؟ ملكيش كبير يعني؟؟ بتعملي اللي بيخطر في بالك بس صح؟؟ انطقي
_ وليد لو سمحت وقف زعيق، انت بتزعقلي كده ليه؟؟
صرخ بنفس النبرة: طبعا مش مصدقة الأسلوب ده، مانا عودتك على الدلع والطبطبة والهدوء، وقسما بالله يا شاهستا اللي ما بحلف بيه كدب أبدا لو ما روحتي حالا البيت وغيرتي القرف ده واحترمتي نفسك لتكوني طالق، بس عشان أنا جبت أخري من الحوارات سامعة؟؟ جبت اخري
تجمدت مكانها لم تكن تتوقع أبدًا أنه سيغضب إلى هذه الدرجة وفي الحقيقة هو من اغصبها أولًا ولم يصالحها بعد.. تسللت دمعة من عينيها وتحدثت بصوت خفيض: للدرجادي مش فارقة معاك؟؟ للدرجادي الطلاق كلمة سهلة على لسانك كده؟؟
صاح في غضب: اه سهلة، ادام مش لاقيه كبير ليكي اه سهلة، ادام عايزة تفعلي ما يخطر في بالك يبقى بعيد عني أنا مش ناقص وجع دماغ، عشان انا كام مرة اقولك لبس ضيق لا؟؟ كام مرة!! لا وايه رايحة تلبسي لبس أضيق وانيل من اللي كنت بعلق عليهم، لو شيفاني هفأ قوليلي يا بنتي يمكن مش واخد بالي، أنا متحمل كتير وساكت وحاطط جذمة في بؤي والهانم لسه عايزة تسمعني كلام تاني من اللي يسوى واللي ميسواش، انتي لسه واقفة عندك؟؟ روحي يلا حالا يلا، ولسه ده مش كفاية أنا لسه معملتش حاجة
أنهت المكالمة بينما هو يتحدث، وزفرت في ضيق وهتفت ناظرة إلى صديقتها: أنا مروحة، عشان ماما تعبت فجأة وكلموني عايزني ارجع
_ لا لا الف سلامة على طنط ابقي طمنينا
_ اكيد
قالتها وحملت حقيبتها وسارت بضع خطوات حتى تخرج وبينما هي تمشي بكت عيناها توقفت لحظة وأخذت تستنشق الهواء في سرعة، وقبل أن يلاحظها أحد سارت جهة الخلاء في سرعة وما إن دخلت حتى اخذت تهدأ و تطلق زفيرًا طويلًا وتغمض عيناها حتى يهدأ  الغليان الذي يحدث داخلها الآن، وأنهت كل ذلك سريعًا بالأخص عندما سمعت منة تهتف خلفها: مين مزعلك يا شاهي؟؟
التفت اليها في ضيق وردت: محدش يقدر، في حاجة بس دخلت في عيني ومدايقني شوية وبعدين انتي مالك اصلا!!
اقتربت منها منة حتى وقفت أمامها وهتفت: وعدتك إني هاخد وليد منك واخدته، أنا مبسوطة اوي بجد إني ديما بشوفك زعلانة ومقهورة
قالتها وابتسمت، لترد شاهستا والتي انفجرت في وجهها: عادي يا منة مانا ياما قهرتك ونيمتك معيطة مانا ياما كنت سبب في إن الناس تتنمر عليكي على كلامك يعني، مانا ياما فضلوني عندك في كل حاجة، مانا طول عمري احسن منك اومال انتي مقهورة مني ليه؟؟ أنا اجمل منك وكل الشباب اللي عرفتيهم كانوا بيفضلوا يكونوا معايا انا، جمال وكاريزما وشخصية، ماهو بالعقل كده هيفضلوا معاكي ليه وانا موجودة جمبك؟؟! ووليد ده هيرجعلي راكع وهتشوفي، اصل أنا مفيش حد بيقدر يسبني بعد ما يكون معايا، سحر بقى هنعمل ايه!!
كانت تسمعها وهي تغل وتكن في نفسها وتتذكر كل ما حدث بالفعل لذلك لم تتحمل أن تسمع أكثر وامسكتها من شعرها صارخة: هموتك
وما إن قالتها حتى أمسكتها و فتحت الحنفية على آخر درجة لتتدفق المياه بشدة منها  ووضعت رأسها تحتها وهي تصرخ  صراخ مكتوم وتضغط على اسنانها: موتي موتي افطسي..
تحاول شاهستا أن تتنفس أو تفلت من يد منة ولكنها كانت تفشل في كل المرات اخذت تضرب بيدها الحوض وتحرك رأسها يمينًا ويسارًا محاولة أن تنقذ حياتها التي اقسمت منة على أن تنهيها الآن.. منة تنظر إلى محاولاتها الفاشلة وتبتسم في انتقام، وفجأة تجد يد تجذبها للخلف تبعدها عن شاهستا وتلصقها في الحائط في قوة، تأوهت منة ونظرت إلى ذلك الذي فعل ذلك لتجده ابن عمها والذي صرخ في وجهها: انتي اتجننتي ولا إيه ؟؟؟ عايزة تموتيها؟؟؟
قالها واسرع جهة شاهستا ينظر إلى عينيها وهمس في رعب: انتي كويسة؟؟ حصلك حاجة؟؟
اخذت تسعل مرات متتالية وهو ينظر إليها في خوف، لتصرخ منة: انت ازاي ستجرأ وتعمل اللي عملته ده يا عمر ها؟؟
لم يرد عليها كأنه لم يسمعها هو فقط ينظر إلى شاهستا التي تضع يدها على قلبها وتلتقط أنفاسها
_ ماشي يا عمر انا هربيك
قالتها منة في غيظ وذهبت..
هدأت شاهستا وأصبحت بحال افضل مما كانت عليه وأخذت تنظر إلى نفسها في المرآة لتجد الميك اب قد خُرب وكل شيء قد تغير ولم يكن كما كانت تضعه، نظرت إلى ذلك وإلى حجابها المبتل بشدة وبكت كأن كل شيء تجمع ضدها الآن..
ليسرع هو جاذبًا إياها إلى صدره وهو يهمس: بس يا قلبي بس مفيش حاجة، دي حاجات بسيطة هتتعدل متخافيش

تركت نفسها داخل حضنه لمدة دقيقة وبعدها استوعبت ما يحدث لذلك ابتعدت عنه وهتفت وهي نزيل دموعها: شكرا
_ على ايه بس يا شاهستا!! انتي عارفه إني ممكن اعمل أي حاجة عشان خاطرك
_ ممكن بس تمشي عشان مينفعش كده؟! بعد اذنك أخرج يلا ده تويلت بنات
_ حاضر، المهم إنك بخير، هجبلك طرحة تانىة عشان متخرجيش كده
_ لا لا شكرا أنا هتصرف
_ شاهستا، هو ممكن ترضي عني بقى وتوافقي نرجع ؟!
_ عمر بعد اذنك امشي يلا امشي
زفر في ضيق وفقدان أمل وذهب.. وما إن ذهب حتى أخرجت هاتفها من الحقيبة وطلبت وليد.. لم يرد عليها أول مرة ولكنه رد في المرة الثانية هاتفًا: وصلتي البيت؟؟
_ منة حاولت تموتني، ها هتيجي تشوفني ولا خلاص انت بعتني وبعت قضيتي؟؟
              ******
_ تعالي يا زينة ادخلي يا حبيبتي
هتفت شهد بعدما فتحت الباب لتجد زينة الطارق، دخلت زينة وهتفت في ابتسامة عريضة: ازيك يا طنط ليكي وحشة
قالتها واتجهت نحو الكرسي حتى تجلس وما إن جلست حتى وجدت وليد يخرج من غرفته مهرولًا وهو يرتدي الجاكيت بينما يمشي، هتفت أمه في خوف: خير يا بني خير؟ رايح على فين كده؟؟
_ مفيش يا ماما طارق كلمني وعايزني في موضوع مهم متقلقيش كله تمام
قالها وفتح الباب وغلقه خلفه وذهب
تتبع زينة أثره في غيظ وهتفت: هو في إيه يا طنط شهد؟! هو كله تمام؟؟
_ اتمنى يا بنتي اتمنى.. تشربي إيه ؟؟
              *****
_ يالهوي يا هنا كل ده حصل؟
هتفت أروى والتي كانت تجلس جوار هنا في أحد مراكز التعليم
_ اه والله يا بنتي من ساعة الحوارات دي وأنا مش عارفه اذاكر ولا مركزة خالص
_ طب ووليد عمل ايه ؟؟
_ معملش حاجة هو قالي اطمني وبس وانا بثق في كلامه، بس الفكرة إنه بيصعب عليا عمي بيقعد يسمعه كلام زي السم وكلهم بيجوا عليه وهو حبيبي مش متحمل اصلا كفاية مشاكله
وأثناء الحديث اتجه عامر نحوهما وهتف في ابتسامة: ازيك يا هنا، ها كلمتي بابا؟؟ ولا اي اللي حصل آخر مرة؟
قامت هنا من مكانها وذهبت دون أن تلفظ كلمة واحدة، نظر إلى أروى في استغراب وهتف: إيه ده هو في إيه مالها؟؟
_ عامر لو عايز هنا استنى أما نخلص ثانوي وروح اتقدم ليها في البيت منك لوالدها بطل تتكلم معاها عشان ده عملها مشاكل
_ مشاكل؟؟ ليه؟ احكيلي يا اروى في ايه ؟؟
              *****
كان عمر يسير في النادي يحتسي قهوته وتوقف برهة عندما سمعها تنادي عليه وهتف: خير يا نور حصل ايه ؟
وقفت أمامه وابتسمت هاتفة: كنت عايزة اتكلم معاك في كام حاجة كده لو ينفع، بس تعالى نقعد
_ حاجة؟ حاجة ايه ؟؟
_ طب تعالى نقعد الأول، إيه ده؟؟ مال هدومك مبلولة ليه كده؟؟
نظر إلى نفسه وهتف: مش عارف من ايه جايز ماية جت على القميص وانا بغسل أيدي
_ طب مش مشكلة يلا بينا
ذهب معها معلقًا نظره على الخلاء الذي بداخله شاهستا وتمتم: انتي كل ده جوا ليه يا شاهستا بس؟؟!
               *****
غلقت باب غرفتها في قوة ووقفت خلف الباب تتذكر ما حدث وما فعله عمر عندما حاولت أن تقتل شاهستا، واتجهت نحو السرير والقت حقيبتها عليه وارتمت نائمة في راحة، وعقب مرور دقائق وهي مغمضة عينيها تحدثت مع نفسها:
_ وليد انت جيت ؟؟
ترد على نفسها كأنه هو
_ اه يا حبيبي وحشتيني اوي بجد
_ انا عارفة إنك بتحبني بس هي اللي مسيطرة عليك زي ما سيطرت على الباقين وانت مش عارف تكون معايا بسببها
_ بالظبط كده، عارفة يا منة نفسي اكون معاكي بجد بس انتي ناقصك حاجات كتير مفرقانا عن بعض زي مثلا حتة إنك مش شبهي في كذا حاجة
_ هتغير عشان خاطرك هعمل أي حاجة عشانك
_ بجد ؟؟ منة أنا بحبك اوي ومتعلق بيكي كمان وبتمنى نكون مع بعض
_ طب ومستني إيه ؟؟ يلا يا وليد تعالى وخدني واوعى تفكر ترجعلها تاني
_ هعمل كده، وعايز اقولك إن شكلك حلو أوي النهارده وطول عمر جمالك بيسحرني وبياخدني حتة تانية يا منة بجد
_ احضني وبص لعيني يا وليد
_ حاضر
ما إن قالتها حتى قامت باحتضان الوسادة في قوة مغمضة عينيها متخيلة أنها داخل حضنه وليد.. وأخذت تهمس: أوعى تبعد عني، اوعى تسبني يا وليد ارجوك.. قولي بحبك قولي بحبك ومش هسيبك
_ بحبك ومش هسيبك..
اخذت تتخيل كما هي وتخلق محادثة وهمية من وحي خيالها هي فقط حتى غرقت في نومها وهي محتضنة الوسادة..
              *****
تتحدث نور وهو لا يسمعها هو فقط يفكر في كيفية الوصول إلى شاهستا انتهت نور من كلامها وأخذت تنتظر رده هاتفة: ها إيه رأيك ؟؟ .. عمر.. عمر
_ معاكي يا نور.. بقولك أنا حاسس اني تعبان شوية هقوم امشي بعدين نتكلم
قالها وذهب.. تابعت أثره في اعجاب وهتفت: يخربيت الكاريزما اللي انت فيها يا شيخ إيه ده!! مش عارفه شاهستا سبتك ازاي؟!

وبينما عمر يسير جهة البوابة الرئيسية حتى يخرج من النادي، كان وليد يدخل في نفس الوقت.. وليد يدخل في سرعة دون أن يأخذ في الحسبان ودون انتباه، اصطدم كتفه بكتف عمر الذي صاح في غضب: فتح يا أعمى
لم يرد عليه وليد بل ظل يمشي كما هو في نفس السرعة والقلق.. رمقه عمر في غضب ناظرًا إليه من ظهره ولكنه فشل في أن يعرفه تمتمم في غيظ: كتك القرف ماشي زي الحيوان..

وقف وليد أمام الخلاء وهتف في استحياء: شاهستا؟ شاهستا؟
خرجت له وهي ترتعش وذلك لأن الطقس كان باردًا حيث اقتراب الشتاء، نظر إليها ليجد ملابسها المبللة ووجها الشاحب، جذبها إلى صدره واردف: مالك انتي بتترعشي كده ليه ؟؟ استني
قالها وأخذ ينزع الجاكيت الخاص به ويساعدها في ارتدائه وما إن ارتدته حتى هتف: ايه اللي حصل يا حبيبي ؟؟ تعالي معايا تعالي نمشي من هنا عشان تدفي
هتفت في دلال كالطفل الصغير: شلني عشان حضنك يدفيني، رغم اني زعلانة منك اصلا..
ابتسم وحملها هاتفًا: أنا اللي زعلان منك اصلا، بس مش وقته بعدين نتكلم..
خرج بها من النادي كله وركب السيارة ووضعها داخلها وهتف: أنا مقدرش اسيب عربية بابا هتعملي ايه في عربيتك المركونة دي؟؟!
_ وقت تاني هبقى ارجع اخدها، متقلقش مفيش حاجه هتحصللها
_ تمام
_ وليد... بابا عنده شقة فاضية كده صغيرة بيقعد فيها أما يتخنق من الدنيا او لما يتخانق مع ماما وهي قريبة من هنا، وأنا معايا مفتاحها، تعالى نقعد فيها، فرصة مكان لوحدنا وكل واحد يقول للتاني هو زعلان منه في إيه تمام؟؟
_ تمام.. منين الطريق ؟؟
_ هات اسوق أنا..
              ******
_ استني أما افتح
قالتها شهد وهي تتجه نحو باب الشقة وهتفت: مين
_ أنا أسر يا طنط
_ ثواني يا حبيبي هفتح اهو
قالتها وارتدت حجابها وفتحت الباب وهتفت: اتفضل يا حبيبي
دخل وهتف: اخبارك ايه يا طنط؟؟
_ أنا كويسة يا حبيبي
نظر في استغراب وذلك عندما وجد زينة تجلس وتشرب العصير الذي قدم لها، ابتسم واردف: انتي هنا؟؟
_ اه قلت أما اجي ابص على طنط..
_ ماشي.
قالها ووجه حديثه إلى شهد وهتف: طنط هو انتي متعرفيش وليد زعلان مني ولا اي ؟؟
_ زعلان منك؟؟ هيزعل منك ليه يا حبيبي ؟؟ انت عملت حاجه؟
_ مش عارف، مش بيرد عليا ولا على رسايلي رغم إنه بيبقى متصل بالنت
_ مش عارفه والله يا بني، اصلا الواد حاله مقلوب من بدري وبالذات من بعد آخر مرة دي
_ ايه اللي حصل آخر مرة ؟؟
احكيلي من فضلك بالتفصيل..
             *****
غربت الشمس وكانت الساعة الخامسة اذان المغرب. وفي أحد النوادي الليلية ( بار) نجد أمير يجلس وبجواره جومانة داخل ذلك المكان.. تجلس جومانة في توتر وهي غير مرتاحة بالمرة، أمير يرقص وهو يجلس ويهز كتفيه في فرحة وهتف وهو ينظر إليها في ابتسامة عريضة: فرفشي كده انتي من ساعة ما جينا وانتي عاملة زي اللي مستخبيين من الشرطة، في أي مالك؟؟
تنظر حولها في خوف وابتسمت هاتفة: مفيش حاجه أنا تمام، بس يعني اصل...
_ سامعك.. تعالي نقوم نرقص شوية
ابتلعت ريقها واطرقت تستوعب ما قاله وتحدثت في صوت خفيض: ماشي بس مش أما نتفق الأول ؟؟ يعني هتقابل بابا امتى؟
_ تعالي بس نرقص الاول وبعدين نتكلم، مش كفايه مش عارفة تخرجي تسهري معايا بليل وخلتيني انزل البار المغرب
قالها وأخذ يمسك يدها حتى تقوم وترقص معه، قامت في خوف وهي ترتدي سروال جينز و توب قصير لونه ابيض وكانت تضع ميك اب كامل واختارت أن يكون شكل شعرها ( كيرلي)
قامت معه ووقفا حيث يرقص الناس وأخذت تبتسم وقلبها يدق في خوف هذه هي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك، تحاول أن تواكب وتدخل إلى عالم ليس عالمها ولا يناسبها..
وبينما هي ترقص وتهز كتفيها وتتصنع الابتسامة، توقفت فجأة صارخة: وليد؟؟؟!
            *****
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت، جايز يكون اصغر شوية من اللي فاتوا بس ده نظرا لضيق وقتي بسبب الامتحانات، هخلص الاربع باذن الله وهرجعلكم ببارت حلو الخميس الجاي..
دمتم بخير
سلمى خالد احمد






الجعة يشوبها الأخلاق Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ