الفصل السابع

5.2K 204 22
                                    

ازيكم عاملين ايه
جاهزين ؟؟؟؟؟
يلا نبدأ

وعندما دخل بها الغرفة ألقاها على السرير وأخذ يقترب منها وهي تضحك وتضع يدها على وجهها، أمسك بيدها وأخذ يبعدها عن وجهها وبيده الأخرى أخذ يضربها ضربات خفيفة على وجهها، وهي بين يديه لا تستطيع أن تتحرك حيث جلس بفخذه على قدميها، وأمسك بإحدى يداه يداها، لذلك فقدت القدرة على التحرك وذلك نظرًا لاختلاف الجسم بالطبع فهو كان ذو طول وعرض أما هي على النقيض.. ولما فقدت القدرة على حماية نفسها هتفت في تمسكن: كده؟ كده يا أمير اهون عليك؟ حد يمسك أخته حبيبته يعمل فيها كده؟؟
ورد وهو لا يزال يضربها: ايوه، عشان أنتِ عاوزة تضربي، مش انا من بدري قايلك ظبطيني مع صحابك البنات وأنتِ طنشتي؟؟
تضحك هي من حركاته تلك وهي تستفزه: انت عيل متربتش اما أنا اصحابي متربيين
_ ماشي بما إني متربتش هوريكي دلوقتي هعمل اي

قالها ثم اقترب من كتفها وأخذ يعضها، صرخت شاهستا واخذت تنادي بصوت عالي: يا ندى الحقيني يا ندى يا ندى... يا عضاض يا رخم، والله هتصل ببابا اقوله ولا عشان هو مسافر يعني يحقلك تعضني كده؟؟؟

ابتعد عنها وأخذ يبتسم ويرفع لها حاجبيه محاولًا أن يتسفزها أكثر
تنظر إليه في ضيق ثم وضعت يدها مكان ما عضها وهتفت في حنق: انت عيل غبي

اقترب منها وهتف في سخرية وهو يشير إلى جريمته التي افتعلها في كتفها: ايه ده يا شاهي ؟؟ مين اللي عمل فيكي كده ؟؟

تنظر إليه وهي تعقد حاجبيها في غضب ثم قفزت من مكانها ووقفت على السرير وانقضت عليه تلكمه في وجه وهي تصرخ: انا مش بسيب حقي لحد ومش هسكت لحد بعد كده الشيخ وليد قالي كده...
أمير لا يبالي بما تفعل بل كان يتركها ويضحك على ما تفعله لأنها تظن أن تلك الحركات تألمه... ثم استوقفته تلك الجملة الغربية التي قالتها لذلك امسك يدها وهتف: استوب، وقف لعب، أنتِ قولتي مين؟؟ مين الشيخ وليد ده؟؟
             ******
وفي صباح يوم جديد وكان يوافق يوم الجمعة، استيقظت هنا باكرًا حتى تذاكر قبل مجيء العائلة، وبينما هي تذاكر... أرسل إليها شخص ما رسالة عبر تطبيق ( واتساب) انتبهت هنا لصوت الرسالة فتركت ما في يدها من مذاكرة وأخذت تنظر من ذلك الذي أرسل إليها. وعندما تحققت وجدته عامر ذلك الأبله الذي يدعي أنه يحبها.
فقد أرسل إليها: عرفت يا ستي الجزئية اللي سألتك عليها ومعرفتيش وقولتيلي اما تعرف ابقى تعالى قولي..
ابتسم قلب هنا الذي بدأ يخفق في فرحة، بينما شفتيها تتصنع الجدية وكأن ذلك الموضوع يزعجها..
فهي لا تصدق ذلك الصبي، لقد قالت له ذلك حتى يحل عنها، ولكنه اتخذها زريعة حتى يتصل بها ثانية.
وظلت دخل غرفة الدردشة الخاصة به، لا تعرف ماذا تكتب؟! إلى أن رأته يقوم بتسجيل مسجل صوتي.
خرجت من رسائله وأخذت تراسل اروى حتى تقول لها ماذا تفعل، ولكن اروى لم تجب
هتفت هنا في ضيق: ردي يا بت انت كل ده نوم؟؟؟!
وها هو لم يكمل بضع دقائق أخر حتى ارسل إليها المسجل..
حاولت هنا أن تتثاقل عليه قليلًا ولكن فضولها كان أقوى منها، فهي تريد أن تعرف ما الذي قاله، لذلك انتظرت فقط بضع دقائق ثم بالفعل فتحت المسجل وأخذت تسمع ما يقول:
بصي يا ستي هي بسيطة خالص بجد مش عارف انا غبي ليه ومكنتش فاهمها.. استني بس اجبلك الكتاب كمان عشان تمشي معايا بالظبط.
تستمع إليه في انتباه شديد... ثم فجأة يطرق وليد باب الغرفة مرة سريعة ثم دخل، الأمر الذي ارعبها وجعلها القت الهاتف من يدها تاركة المسجل مفتوح...
_ إيه يا وليد مش تستأذن يا اخي؟؟؟
قالتها بصوت عالي حتى لا يسمع اخوها صوت عامر.
تراجع وليد للخلف وهتف: انا اسف والله ماما قالتلي انك بتذاكري، وبعدين انت واقفة اهو هو انا عملت أي غلط؟؟
وتوقف برهة عن الكلام، عندما سمع صوت ضحكة في الغرفة ولم يكن ذلك هو او أخته..
نظر إليها في شك وهتف: إيه الصوت ده؟؟
نظرت إليه في رعب وأخذت تبلع ريقها وهتفت في بنبرة صوت تحمل في طياتها التوتر: ده... ده... بصراحة كده انا كنت واخده ريست عشر دقايق وده فيديو كنت بسمعه، وأما انت دخلت خفت فكرتك ماما فرميته بعيد من الخضة..
نظر إليها في ضيق وهتف: هنا، ذاكري يا هنا ذاكري
_ حاضر والله هذاكر انا اصلا بذاكر
انت كنت عاوز إيه ؟
_ ولا حاجة كنت جاي ابص عليكي قبل ما تمشي على الصلاة، داخل اهو البس العباية عشان الحق الصلاة بالناس..
_ طيب يا حبيبي ربنا يوفقك
_ امين
ذهب وليد، بينما هي وضعت يدها على صدرها وأخذت زفيرًا طويلًا تحاول أن تسترخي، ثم أخرجت ذلك الكارثة الذي كان سيسبب لها مشكلة كبيرة من تحت غطائها الذي كان على سريرها، ووجدت أن المسجل قد انتهى وعامر قد أرسل بضع رسائل حتى يسألها عن رأيها في شرحه، وهل فهمت ام يعيد ؟؟؟
تمتمت هنا: الحمدلله ، كنت هروح في داهية...
ثم نظرت إلى المسجل والرسائل وهتفت: يا عم رأي ايه اللي أقوله هو انا كنت سمعت حاجة؟؟! استنى بقى اما اعيد بس المرادي مينفعش انسى الهاند...
             ******
تجلس شاهستا على الأريكة في بهو الڤيلا وهي تشاهد التلفاز، ويتزامن مع ذلك نزول اختها الصغرى الدرج، كانت تنزل في نشاط وهمة وعلى وجهها ابتسامة عريضة وتغني في فرحة عارمة أغاني أجنبية، وكانت ترتدي جيبة قصيرة تصل إلى ركبتها ( چوب) و بلوزة قصيرة بثلث كم ( توب) وتحمل حقيبة الظهر ( الشنطة الباك) وقد تركت شعرها دون ربطه.
وعندما نزلت إلى بهو الڤيلا اقتربت من اختها الكبيرة شاهستا وهتفت في فرحة : يا شاهي، انا رايحه النادي، تحبي تيجي معايا؟؟
_ لا يا حبيبي عندي مذاكرة.. وبعدين بقى معاكي يا ندى أنتِ علطول بره كده؟ يا حبيبتي انت ثانوية عامة ولازم تذاكري اكتر من كده طول الوقت كده بره؟؟

زفرت ندى وردت في ضيق: يوه يا شاهي كفاية عليا مامي بليز، انا ما صدقت أنها سافرت هي ودادي عشان اخد راحتي شوية
_ بس يا ندى كده مش هي....

قبل أن تكمل شاهستا كلامها، قاطعتها ندى عندما اقتربت منها في سرعة وقبلتها من خدها وهتفت وهي تركض ناحية الباب الخارجي للڤيلا: باي شاهي see you
زفرت شاهستا في ضيق وتمتمت: كل واحد ادرى بمستقبله ...
               *****
دقت الساعة الحادية عشر صباحًا وكانت شهد مقيمة في المطبخ لا تخرج منه منذ الصباح، فكانت تجهز الطعام، والشراب وكل ما سيقدمونه للضيوف القادمين، وكانت هنا قد تركت ما في يدها من مذاكرة لتساعد أمها والجدير بالذكر أنها كانت تضايقها لا تساعدها، فكلما فعلت شيء خربته، هي لم تقصد ذلك ولكنها لا تعرف ماذا تفعل، فبالنسبة لمحشي الباذنجان كانت قد تركت علامة في كل واحد منهم لتؤكد أنها من فعلا ذلك..  فجريمتها واضحة في قعر كل واحد من الباذنجان والكوسة. وكانت شهد تصرخ منها لأنها قد خربت وجبة المحشي الشهية، وعليه قامت بطردها خارج المطبخ كله هاتفة بصوت كل أم مصرية: والله ما أنتِ نافعة..
لتخرج هنا وهي تبتسم هاتفة: عادي هو يعني شويه بتنجان هما اللي هيحددوا مستقبلي؟ اعيش وابوظ

وقاطع تلك العركة كالعادة صوت جرس الباب يصدح، أسرعت شهد حتى ترى من ونظرت من العين السحرية لتجد تهاني اخت شعبان..
قامت بتنظيم شكلها، وساوت شعرها وعدلت ملابسها ونظرت إلى هنا هاتفة: تعالي يلا اوقفي جنبي نستقبل عمتك
اقتربت هنا من والدتها ووقفت جوارها.. فتحت شهد الباب وارتسمت على وجهها ابتسامة عريضة هاتفة في ترحيب حار: اهلا اهلا اهلا يا ادي النور يادي النور، خطوة عزيزة

تدخل تهاني البالغة من العمر أربعة وخمسين سنة المنزل في ابتسامة عريضة هي الأخرى وقد فتحت  ذراعيها لاستقبال زوجة أخيها هاتفة: ازيك يا شهد ليكي وحشة يا شيخة عاش من شافك...

وأخذتا يتبادلان القبلات وبعدها قامت هنا باستقبال عمتها هي الأخرى، ودخلت تهاني واتجهت ناحية الأريكة المتمركزة في الصالة، طلت شهد برأسها في الخارج فلم تجد أحد، نظرت تارة أخرى إلى تهاني وهتفت: هو أنتِ مجبتيش معاكي العيال ولا إيه ؟؟
ردت تهاني المتعبة والتي أخذت تستريح على الأريكة: لا هما طالعين اهو مع سيد.. هاتي يا بت يا هنا مية هموت من العطش
ذهبت هنا..
ظلت شهد تنتظر أمام الباب مجيء الباقي، وعلمت أنهم ها أخذوا يصعدون الدرج عندما سمعت صوت طفل صغير يبكي..

هتفت هي بصوت عالي مازحة ناظرة إلى الأسفل لهم: يلا يلا هانت قربتوا خلاص توصلوا
وها قد وصلوا وكانوا ثلاث بنات وشاب، كان الشاب يدعى سيد وهو الابن الاكبر لتهاني وكان يبلغ من العمر خمسة وعشرين سنة، وكانت أخته التي تعقبه تدعى عاليا التي تبلغ من العمر اثنان وعشرين عامًا، أما اختهم الصغرى كانت تدعى رضوى وكانت تبلغ العشرون بالضبط. اما الفتاة الأخيرة فكانت زوجة سيد وابنة خاله محرم وكانت تهاني عمتها.. و تدعى علا وتبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا أي في سن هنا ابنة عمها.. وهي الوحيدة التي كانت تحمل على ذراعها ذلك الطفل..
استقبلتهم شهد احسن الاستقبال وقدمت لهم كل ما لذ وطاب من فواكه ومشروبات...
ولما ارتاح الجميع قليلًا وأخذوا  يأكلون مما قدم لهم، هتفت تهاني مستفسرة: الله! اومال فين شعبان ووليد؟؟
ردت شهد: دول في الجامع بيصلوا زمانهم خلصوا وجايين، نورتونا والله
_ بنورك يا حبيبتي، تحبي اساعدك في حاجه؟؟
_ لا والله كل حاجه تمام ماتتعبيش نفسك انت يا ام سيد
_ والله لتقولي، بالله عليكي يا شيخة اقوم اساعدك
_ مفيش حاجة والله كله خلص
هتفت شهد في جدية
قامت تهاني من مكانها واتجهت نحو المطبخ، أسرعت خلفها شهد وهتفت: يوه يا ام سيد كده تزعلين منك؟؟ اقعدي ارتاحي انتِ جاية من سفر...

الطفل لا يزال يبكي على حجر أمه أو على حجر المراهقة التي تدعى أمه...
زفر سيد ( والد الطفل) في ضيق ونظر إليها في غيظ: ما تكتمي الواد ده بقى أنا صدعت مش كفاية المواصلات.
هتفت وهي تهز رجليها محاولة أن تجعله يسكت: اعمل اي يا سيد يعني هو انا اللي خليته يعيط؟؟
_ يا ستي قومي شوفيلك داهية تروحي فيها ترضعيه فيها بدل ما انت قاعده جمبي كده عمالة تقوليلي اعمل ايه!!!
نظرت إليه هنا في قرف وصاحت في غيظ: قومي يا علا تعالي اوضتي رضعيه فيها.
اخذتها هنا وذهبا وهي لا تزال ترمقه في حنق.
            ******
يتردد على آذانها كلام حبيبها وفتوته التي حلت الأمور وها هو والدها يطلب منها أن تقابل العريس الذي سيأتي عشية اليوم.. زينة وحيدة شريدة نائمة على سريرها وقد كتمت صوت بكاؤها وعجزها في وسادتها التي تشهد بكسرة قلبها وخيبة أملها، تنام هي والخذلان معًا لا تعرف ماذا تفعل ولا تعرف لماذا ترفض العريس إذ وليد هو الذي جلبه لها دون وعي؟!!!.
دخلت أمها غرفتها وكلما رأتها في هذه الحالة تتقطع شرايين قلبها فهي أكثر من يعلم مدى عشق ابنتها لوليد منذ زمن، وتعلم كم سنة انتظرته..
اقتربت منها هدى في هدوء وأخذت تمسح على شعرها في حنان وهتفت بصوت خفيض بحمل المواساة: كفاية بقى يا حبيبتي، أنتِ بتعيطي من امبارح، حرام عليكي، عاين عليكي قلب امك اللي عمال يتقطع ده كل اما يشوفك كده؟؟
اطرقت... ثم هتفت تارة أخرى: يا بنتي الجواز نصيب وأنتِ نصيبك مش معاه مش بس عشان سعيد ده لا بس انا أما كنت مع شهد فتحت معايا موضوع الجواز ده وكده وقالتلي أنها مدايقه عشان وليد هياخد بنت عمه، لان هما عندهم نظام ما يخدوش من بره واللي حط النظام ده كبير العيلة محرم ده اخو شعبان الكبير..
ولما سمعت زينة منها ذلك الكلام اجهشت بالبكاء وارتمت بين احضان امها غارقة في دموعها وهتفت: انا مكنتش عاوزة غيره يا ماما، انا مكنتش بتخيل إني هبقى مع حد تاني إلا هو انا مستعدة ابقى خدامة تحت رجله..
ثم اشتدت في البكاء أكثر وصاحت: عمره ما هيلاقي حد يحبه قدي عمره.... وقسمًا بالله عمره...
             ******
كانت علا تجلس على سرير هنا وتحمل طفلها على فخذيها وترضعه.. وبينما هو يرضع هتفت علا وهي تنظر إلى كتب هنا: إلا قوليلي يا هنون
_ امم
_ هو انتِ ناوية تكملي تعليم يعني تخشي الجامعة كده ولا هتقعدي خلاص؟؟
نظرت إليها هنا في استغراب وهتفت: لا طبعا مش هقعد.. هو انا كنت دخلت ثانوي عشان اقعد؟؟

اخترق ذلك الكلام قلب علا التي ظهرت على وجهها الغيرة من ابنة عمها تسأل نفسها لماذا لم أكمل انا الأخرى تعليمي ؟؟
ابتعلت ريقها وهتفت في غيظ: اه بس أصلك هتعملي ايه يعني بالتعليم يا هنا في الأخر كل واحده مننا آخرها الجواز يعني..
_ إيه ؟ لا انا مش منكم يا ست، انا واحدة عاوزة تتعلم انا من اللي عاوزين يتعلموا مش اللي عاوزين يتجوزوا
صاحت علا في غيظ: يعني هو انا اللي كنت عاوزة اتجوز؟؟؟؟
ما بابا اللي جبرني وقالي مش عاوز تنطيط في الجامعات وجوزني لسيد ابن عمتنا

هتفت هنا في استغراب: طب وانا مالي، انا بابا هيسبني اكمل عادي ما جمانا بنت عمنا رمضان كملت وسافرت منحة كمان..

اغتاظت علا كثيرًا وضاق صدرها ونظرت إلى طفلها النائم على فخذيها وتمتمت: لا يا هنا مش هينفع تكملي ومش هتبقي احسن مني، مليش دعوة
             *****
كان عمر يقف جانب كليته ( الإعلام) ينظر يمينًا ويسارًا كأنه ينتظر شخصًا ما وظل هكذا ينظر من بين الناس الخارجين من مبنى الكلية لعله يجد ذلك الشخص، وعقب مرور بضع من الوقت اعترض طريق إحدى الفتيات وهتف: ازيك يا ناني عاملة أي ؟
ردت: الحمدلله، ازيك انت يا عمر ؟
_ انا كويس... بقولك شفتي آية؟؟
_ آية عصام؟؟
_ اه
_ لا باين مجتش انهارده ماخدتش بالي منها.
أطرق قليلًا ثم صاح فجأة: طب شفتي شاهستا؟؟
             ****
كان وليد يسير في الحي جانب والده راجعون إلى المنزل عقب الصلاة، وكانوا يحييون الناس في حب وفرح وإذا نظرت إلى الشاب ستعلم أنه بالفعل ابن ذلك البطل الذي يقف جانبه وعلمه وفهمه..
الناس يفرحون كثيرًا عندما يرون الحاج الكبير وابنه الشيخ يسيران معًا.. فكانا مبجلان لدى جميع اهالي الحي، وبينما هما يسيران، صدح صوت فون وليد، أخرجه من جيب الجلابية ورد: السلام عليكم
ازيك يا راجل عاش من شافك وسمع صوتك.. وحشني يا كبير والله
رد الشاب: وانت والله يا شيخ وحشتي اوي... بقولك انا عيد ميلادي انهارده بليل وعاوزك تيجي بقا
ابتسم وليد وهتف: مش هقدر والله
_ ليه بس؟؟؟
_ اصل انا عندي ضيوف انهاردة وكمان مش بحضر احتفالات أعياد ميلاد، اعذرني انا اسف
_ لا يا وليد بجد هزعل، اولا الحفلة هتكون احنا شباب بس وكمان مفيش اغاني ولا حاجه هتشتغل وده انا عملك فقرة مخصوص ليك في البداية تقرأ قرآن بصوتك الجميل ده، تخيل كم شاب هيسمعك وتاخد ثواب يا أخي، أسر وطارق و شباب القسم كلهم جايين يلا بقى بطل غتاته وتعالى معاهم، ويا عم مش عاوز هدية انا هديتي مجيئك..

أطرق وليد يفكر بعدما أخرج زفيرًا طويلًا وهتف: والله مش عارف... بس ماشي حاضر هحاول اجي عشانك بس مع إن والله الضيوف هيزعلوا لو سبتهم..
_ ربع ساعة بس حتى...
_ حاضر مش هزعلك يا محمد انت اخويا
_ حبيبي يا وليد تسلم...
_مع السلامة يا حبيبي مع السلامة اتفضل..

غلق وليد الهاتف وادخل الهاتف في جيبه تارة أخرى..
نظر إليه شعبان وهتف: في إيه؟؟
_ واحد صاحبي من القسم هو احنا مش صحاب احنا زمايل يعني.. عازمني على حفلة عيد ميلاده
_ طب روح عادي ادام مفيهاش مسخرة
_ طب وعمامي مش هيزعلوا؟؟
_ لا عادي ما الحفلة بليل هتكون قعدت معاهم يعني..
           *****
كان سيد يقف في بلكون غرفة استقبال الضيوف حتى ينتهي من تلك السيجارة ثم يدخل لهم تارة أخرى، وبينما هو يقف، وجد سيارة خاله ووالد زوجته محرم، قد توقفت أمام المنزل، حيث خرج محرم وخلفه شابين واتجهوا جميعهم صوب منزل  شعبان. ألقى السيجارة من يده وخرج إليهم هاتفًا: خالو محرم جه هو وولاده
قام شعبان من مكانه حتى يستقبل أخاه الأكبر وتبعه وليد... أما شهد وابنتها كانتا ينتظران خلفهما قليًلا
_ حبيب قلبي الحاج محرم اللي وحشني
قالها شعبان وهو يحتضن أخاه ويربت على كتفه
بادله محرم نفس الترحيب...
ثم بعدما انتهوا من استقبالهم وكل ذلك الترحيب الحار الذي كان يحمل الاشتياق والألفة.. دخلوا جميعهم

وهتفت شهد في ابتسامة عارمة: نورتنا والله يا حاج محرم

هتف محرم البالغ من العمر ستون عامًا حيث كان الاخ الاكبر والحفيد الاول لعائلة الحسيني: البيت منور بأصحابه يا ام وليد
_ اومال فين الحاجة سعاد؟؟
_ تعبانة شويه والله في البيت مقدرتش تيجي خالص، فجيت بقى أنا والشباب..
رد شعبان: لا لا الف سلامة عليها مالها؟؟
_ عملت من قريب عملية الزايدة وقاعدة بقى في السرير
_ طب مقولتش ليه بس يا محرم ؟؟ كده يلزملها زيارة..
لوت هنا فمها وتمتمت في سخرية: هنقضيها بقى احنا ومش هنذاكر السنادي.
رد محرم: لا مفيش داعي يا شعبان تتعبوا نفسكم يا حبيبي، ده سفر عليكم
ردت شهد : لا سفر ولا حاجة هو احنا بقينا بركه غير في الست ام جاسر؟؟ ربنا يتم شفاها على خير يارب
_ امين يا ام وليد، متحرمش من سؤالك ابدا... اومال فين رمضان مش ناوي يجي بقينا العصر؟؟
_ هكلمه اشوفه اهو
هتف شعبان.

اقترب جاسر الابن الاول والأكبر لمحرم والذي كان يدعى جاسر ويبلغ من العمر الثلاثون من وليد وهتف: ازيك يا ابن عمي عامل إيه ؟؟
ابتسم وليد وهتف: انا الحمدلله في فصل ونعمة وانت يا خويا اخبارك إيه ؟؟
_ الحمدلله اهو عايش من البيت للمحل ومن المحل للبيت
ابتسم وليد: يلا الحمدلله، ربنا يرزقك ببنت الحلال قريب باذن الله
ابتسم جاسر وهتف وهو يلقي نظره على هنا الجالسة بجانب والدتها: لقتها باقي كده كام خطوة ونتجمع باذن الله

نظر وليد في صدمة إلى ما ينظر إليه جاسر ليجدها أخته، بلع ريقه ولم يرد..
كاد جاسر أن يتكلم ولكن اخوه الأوسط أسامة الذي كان يبلغ خمسة وعشرين عامًا قاطعه هاتفًا وهو يلقي كلامه إلى وليد: اومال عمي رمضان وجمانا مجوش ليه؟؟

نظر إليه في استغراب ورد: مش عارف بابا راح يكلمه اهو يشوفه ءاخر ليه.
وبالفعل خرج شعبان من الغرفة وهتف بصوت عالي حتى يسمعه الجميع: رمضان حاله شغل طارق ومش هيقدر يجي انهارده، اعتذر وقال انا هاجي بكره وبما انكم هتباتوا معانا فتلحقوا تقعدوا معاه.
تضايق أسامة وتمتم: لسه بكرة ؟؟!
بينما وليد نظر إليه نظرة تحمل في طياتها الاستفسار حيث كان يتعجب من سؤاله عن عمه رمضان منذ أن أتى.
رد محرم: شغل اي وطارق اي وزفت ايه اللي جاله؟؟ هو مفيش أحترام خالص للمواعيد ؟؟ عارف نفسه معزوم عند اخوه المفروض كله يأجل اي حاجه تانيه مش يأجلنا احنا..
رد شعبان: معلش بقى يا محرم احنا اخواته وعادي نستحمله، اما الغريب بتاع الشغل ده ممكن يحصل مشكلة، وبعدين انت مش عاوز تقعد معانا ولا اي؟؟ مانت منور اهو

تمتمت هنا معيبة على والدها: يا عم سيبه يتكل عاوزه يقعد معانا ليه ؟؟؟ ال منور ال؟؟!

اخذ الجميع يتسامر حول مواضيع مختلفة و متباينة... والسيدتان ( شهد و تهاني) يضعان الطعام على السفرة حتى يتناولون الغداء وكانت الفتيات ( عاليا و رضوى وعلا وهنا ) يساعدنهما في إعداد الطعام..


انتهوا من الطعام وقُدم لهم كل ما لذ وطاب من مشروبات و عصائر و فواكه... ولم يحدث جديد طوال الوقت سار كل شيء على ما يرام...
الأمر الذي ودته شهد فهي دائما ما تحمل هم مجيء محرم، ولكنه لم يرحل بعد...
حل الظلام وتهيأ وليد حتى يذهب إلى الحفل وخرج اليهم وهتف في خجل: عمي انا عندي بس كده مشوار صغير مش هياخد كله كده ساعة باذن الله وراجع علطول، ده بعد اذنك يعني...
رد محرم الذي كان يحتشي قهوته: ماشي حبيبي روح
ابتسم له وليد وخرج ..

وكان يرتدي بدلة أنيقة وقد ساوى شعره وذقنه وظهر في احسن صورة، وعندما خرج من منزله أخذ يتصل بأصدقائه هاتفًا: ايه يا أسر انت فين؟؟
رد أسر: انا اهو خلاص جهزت عدي عليا يلا
_تمام ربعاية وهبقى عندك... إلا قولي يا بني هو العيد ميلاد ده فين ؟؟ ولا بيت محمد ده فين ؟
_ في التجمع
_ إيه ؟؟ يا ربي!! هو احنا لسه هنروح التجمع ؟؟؟ ده انا قلت لعمي هي ساعة.
رد أسر في سخرية: ليه هو انت بنت خايفين عليك ؟؟؟
_ احترم نفسك ياض، الفكرة اني سايبهم وكده وهما فين وفين اما بيجوا عندنا..
_ معلش...

وقد دقت الساعة العاشرة مساءً عندما وصلا الاثنان التجمع وبالأخص ڤيلا صاحب عيد الميلاد..

ينظر وليد حوله إلى ذلك الكومباوند اللذان هم فيه.. وهو يهتف: ما شاء الله ما شاء الله، اللهم زد وبارك اللهم زد وبارك
بينما أسر ينظر حوله في صدمة لا يصدق ذلك الجمال وأخذ يردد: يا ابن اللذين يا محمد اي ياض العز ده كله ، اومال مش باين عليك ليه ؟؟ شكلك باين عليك انك من شحاتين السيدة
ضحك وليد وهتف: عمري ما شفته لابس براند تصدق
_ معاك حق دي منطقتك يا وليد انت اللي بتفهم في اللبس... ال براند قال ده بيلبس من سوق الجمعة
_ خلاص كفاية تنمر بقى، وقولي شكلي حلو؟؟
_ اه زي الفل وانا؟؟
_ اه بردو

وبعدما سارا بضع دقائق في حديقة الڤيلا ها أخيرًا قد وصلا إلى باب الدخول، نظر وليد جانبه تجاه أحدى اليفت الموجودة وهتف وهو يقرأ: ڤيلا السيد مصطفى عماد الدين
ثم تعجب بعض الشيء ونظر إلى صاحبه وهتف: هو مش كان اسمه محمد مصعد باين؟؟
_ انا عارف بقى اسمه إيه مش مهم، المهم الجمال اللي احنا فيه ده، اكيد اكيد في اوبن بوفيه...
ودخلا الاثنان بهو الڤيلا ليجدوها اروع بكثير... ولكن وليد صدم من ذلك المنظر، البنات هنا كثيرات منهن من ترتدي الفساتين القصيرة ومنهن من ترتدي الجيب القصيرة والبناطيل الضيقة والملابس المفتوحة و الاجسام العارية والشعور الحرة دون حجاب...
حدق وليد عيناه وامسك بزراع صاحبه وأخذ يتراجع إلى الخلف هاتفًا في خوف: هو احنا دخلنا كبارية ولا اي؟؟! احنا غلطنا في العنوان، اكيد في غلط...
اما أسر فقد سُطل نوعًا ما فكان ينظر في بلاهه يفتح فمه قليلًا وأخذ يتمتم وهو ينظر إليهم: عليا النعمة احنا ما عايشين
ولكنه لم يبق في سطله كثيرًا لأن يد وليد قد سحبته للخلف حتى يخرجا من هنا لربما بالفعل قد أخطأوا في العنوان...
وقبل أن يرحل يسمع صوت انثوي ينادي بصوت عالي: وليد...
تجمد مكانه كأن أذنه تعرفت على ذلك الصوت... والتفت بهدوء..
كانت تقف وهي ترتدي فستان يصل إلى ركبتيها وقد رسم وجسّد تفاصيل جسدها، مفتوح فتحة كبيرة ناحية الصدر.. تاركة شعرها حر يرتص على ظهرها، وفي يده كأس من البيرا
تضع أحمر الشفاه وجميع انواع مستحضرات التجميل حتى تظهر اليوم في أبهى صورة
تقف وتبتسم له...
عندما رأى وليد ذلك سحب عيناه إلى أسفل في سرعة كبيرة وأخذ يتمتم: استغفر الله استغفر الله استغفر الله
ينظر الجميع إلى ما يحدث وأخذوا يتساءلون من ذلك الشاب ولماذا ينظر إلى الأرض؟؟؟
اخذت منة تقترب منه في هدوء وهي تبتسم وعندما رآها تقترب، أسرع حتى يرحل واستدار خلفه فجأة ملقيًا نظره تجاه باب الخروج، ولكنه سرعان ما يجد اثنان من الحراس قد عرقلا طريقه... نظر إليهما وليد في خوف ثم التفت خلفه تارة أخرى ليجدها تقف وتأخذ رشفة من البيرا وتبتسم له في هدوء وتغمز له...
                ****
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت لاني تعبت فيه حقيقي
دمتم بخير
سلمى خالد احمد #

الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن