السابع عشر

4.1K 165 14
                                    

ازيكم عاملين ايه

يارب تكونوا بخير، آسفة أخرت البارت بس للأسف هيبقى ده العادي نظرا لانشغالي بالدراسة جدا الفترة دي، ادعولي انا في سنة تخرجي، وادعوا لأهل غزة كتير فضلاً وليس أمراً



جاهزين ؟؟؟

يلا نبدأ



_ بقالي ساعة واقف بقول لحضرتك إني والله ماجيت جنبها، دي مؤامرة منها صدقني



هتف وليد الواقف أمام أحد أساتذة كلية الآداب في مكتبه وبجانبه عمر وعلى الأريكة تجلس منة والبنتان الشاهدتان، وهم الآن في انتظار عميد الكلية



_ والله!! يعني انت عايز تفهمني إن منة والبنات دول والشاب اللي جمبك كلهم يا عيني بيفتروا عليك صح؟؟ وانت ملاك من السماء معملتش حاجه خالص!!

هتف الأستاذ



_ طب ما حضرتك لازم تصدقني عشان انا والله ما بكدب



_ طب هما ليه كلهم هيعملوا كده معاك ؟؟



صمت وليد مطأطأ الرأس فللحق هو لا يعرف ماذا يقول وكيف سيشرح ومن سيصدقه...



نظر إليه الأستاذ وهتف: أنا رايح اشوف العميدة أتأخرت ليه



ذهب، وما إن ذهب حتى قامت منة من مكانها واتجهت نحو وليد وهتفت في ابتسامة عريضة وهي ناظرة إليه بعين الانتصار: هتترفد.. مش قادرة اوصفلك أنا فرحانة أد ايه فيك، يعني امبارح كنت عريس قمور والفرحة لا تسع اجنحتك، وانهاردة طالب مرفود، والغيظ مكظوم في قلبك.. قلتلك متلعبش معايا، لعبي غبي أوي



بينما هي تتحدث كان هو لا يزال ينظر بعيدًا عنها كعادته، الأمر الذي لا يزال يغيظها، لذلك اقتربت من وجهه وبالأخص إلى عينيه وهتفت: بص لعيني، يلا بص ليها متحرمنيش من النظرة دي، بحب اشوف نظراتك وانت بتعاتبني وانت زعلان مني، عشان تصعب عليا واشفق عليك، لاني بصراحة أنا بضعف قصاد نظراتك أوي... شفت انا طيبة خالص ازاي وعرفتك نقاط ضعفي!! نقاط ضعفي هي نظراتك ليا، واللي انت ديما بترفض تبينها يا ويليو..



تقول ذلك وهي تنظر إلى وجهه في لهفة منتظرة أن تقع عيناه في عيناها بأي شكل.. ولكنه ظل كما هو لا يرد، لا ينظر، لا يعطيها اعتبار

_ يلا بص لعيني اوي وأنا هسامحك، وهخليهم ميرفودكش



كما هو لا استجابة منه...



اغتاظت منه بشدة ورفعت يدها حتى تجعله ينظر إلى عينيها بالإجبار، ولكنها سرعان ما أنزلتها تارة أخرى وذلك بسبب تذكرها أنها داخل مكتب الاستاذ ولربما توجد أي كاميرات مراقبه تدينها، نظرت إليه وهتفت في غيظ : ماشي خلينا نشوف آخرة العند معاك ايه.



قالتها وتركته متجهة ناحية الأريكة وجلست تارة أخرى، أخرج وليد هاتفه من جيبه وخرج من المكتب وظل واقفًا في الطرقة..

            ****

ينزل أسر سلالم المكتبة المركزية وفي يده هاتفه، يحاول مرارًا وتكرارًا لربما يرد وليد تلك المرة، بينما هو يسير في سرعة توقف عندما سمعها تنادي عليه، استدار لها هاتفًا: شاهستا! انتي بتعملي اي هنا ؟؟



اقتربت منه وهتفت في توتر: شفت وليد يا أسر ؟؟

_ لا انا عمال أكلمه مش بيرد



زفرت في قلق وردت: وانا كمان بكلمه مش بيرد، هنعمل ايه يا أسر أنا قلقانة عليه أوي



_ طب اهدي متقلقيش.. تفتكري الموضوع فيه منة؟؟

_ بنسبة كبيرة اه، كانت واقفة هي وعمر زي الشياطين ورايا وأنا بعزم البنات وبعدها اختفوا

_ استر يارب، البت دي مش بيجي منها غير المصائب

تعالي نشوفه كده ناحية آداب

_ اوكيه يلا



سارت شاهستا بجانب أسر متجهان نحو كلية الآداب وبينما هما يسيران هتف أسر: شاهستا انتي بتحبي وليد بجد؟؟



عقدت حاجبيها في استغراب وهتفت: إيه السؤال الغريب ده؟! اومال وافقت اتجوزه ليه ؟؟

_ يعني شاب وسيم وشهم واهو أحسن من غيره مش لازم يعني تكوني ميتة فيه



زفرت هاتفة: مش فاهمه إيه لزمته الكلام ده دلوقتي، بس لا أنا مش راضية بيه كده وخلاص، أنا أصلا حلوة وغنية واتقدملي كتير بجد وفرص أحسن من وليد بالنسبة لعيلتي وبالنسبة لناس كتير ، لكن أنا فرصتي كانت وليد ، أنا من ساعة ما شفته وأنا قلت هو ده اللي هاخده



ابتسم واردف: كنتي بترسمي عليه بقى؟!

_ اه طبعا لأني عرفت إن هو ده المناسب ليا في رحلتي الجديدة دي هو ده الشاب اللي انا عيزاه،وهي دي المواصفات اللي تناسبني



_ شاهستا أنا أسف في اللي هقوله بس انتي بتاذي وليد وجودك معاه أذية ليه ،لانه مش أد منة فعلا ولا اد حواراتها



توقفت لحظة عن السير وهتفت في ضيق: انت بتقول ايه انت ؟؟!  أنا بحب وليد وهفضل معاه أنا مراته ، فاهم ده ولا مش واصلة ؟؟



زفر في ملل واردف: فاهم، وعارف كمان إن وليد شهم اوي وهيعمل كل حاجة عشانك ، بس هو عمره ما هيحبك اد عيلته منة بتهدده بعيلته وليد ليه طاقة هو بس متحمس حاليا لأن لسه الحوار في الأول لكن صدقيني هيمل وهيسيبك



صاحت في ضيق: انت بتقول ايه انت ؟؟ وليد مستحيل يتخلى عني، أنا كمان دلوقتي بقيت جزء من عيلته ، يمكن أنا أهم حد فيها، أنا مراته أنا شريكته اللي هتشاركه حاجات محدش غيري يقدر يعملها اصلا، بالبساطة دي هيقدر يتخلى عن بنت اختارها قلبه عشان تكون ليه عيلته التانيه وتشاركه كل حاجة، وليد مستحيل يقولي طالق اصلا الكلمة صعبة جدا عليه، أنا عارفة أنا فين عنده أنا مستحوذة على قلبه وعقله، هو زي ما ميقدرش يتخلى عن أمه أو أخته هو كمان ميقدرش يتخلى عني



نظر إليها أسر متعجبًا من طريقتها، واضافت هي: اه متستغربش كده، هو لو طلع لهنا أخته أي عدو في يوم من الايام هيتخلى عنها ؟؟ ولا هيواجه العدو ده؟؟



اغتاظ من طريقتها وهتف: يا بنتي هي أخته وهتفضل أخته مفيش اصلا أي احتمال أنه يسبها او إنه يصحى من النوم يلاقي نفسه مش اخوها عشان كده هي مختلفه عنك



زفرت وصاحت في غضب: وأنا مراته وهفضل مراته ومفيش أي أمل أو احتمال أنه يصحي من النوم يلاقي نفسه مع غيري اصلا، ولو سمحت بقى خلي الأفكار دي لنفسك واياك تقولها لوليد يا أسر سيبه.



نظر إليها في برود وظل يسير كما هو في طريقه، زفرت هي ومشت في صمت أيضًا.

            ****

دخل وليد تارة أخرى المكتب وأخذ زفيرًا طويلًا واقترب من منة وهتف: عايزة إيه مني وتخلي العميدة أما تيجي متعمليش مشكلة؟!

قامت من مكانها واقتربت منه وهتفت في ابتسامة عريضة: تعالى نتكلم بره

نظر إليها وخرج معها، وما إن خرجا حتى هتف: كفاية يا منة ظلم فيا بقى وانتي عارفه ومتأكدة اني معملتلكيش حاجة خالص ليه كده ؟؟

ابتسمت بسمة خفيفة وهتفت: مش أنا جتلك البيت وقولتلك سيب شاهي وإلا هعمل وهعمل ولما الدنيا تطربق على نفوخك متسالش ليه؟!



زفر في ملل واردف: طب انجزي عايزة إيه



تنهدت في فرحة وهتفت: عيزاك كلك على بعضك كده، عشان كده طلق شاهستا



زفر وهتف: ماشي بس الأول اتنزلي وبعدها أنا هطلقها



ابتسمت واردفت في سخرية: لأ يا حبيبي مانا بطلت اصدقك، طلق الأول

_ يعني يا منة بالعقل كده هقول للعميد بعد اذنك ورايا مشوار صغير وبعد كده جاي لحضرتك ترفدني مش هتأخر ؟؟!



ابتسمت واردفت: بص لعيني اوي وحط ايدك الاتنين على وشي



ابتسم وليد ونظر إليها نظرة إعجاب، ضحكت بشدة وهتفت في فرحة عارمة : يلا بسرعة بدوب هنا

ولكنه سرعان ما اختفت ابتسامته ونظر إليها في انتقام بنظرات حادة مخيفة وهتف مهددًا إياها وهو يرفع يده مشيرًا إلى هاتفه: كنت بسجلك، اعترافاتك على نفسك هنا في تلفوني، هدخل جوا بقى استنى المعيدة عشان اسمعها المسجل الحلو ده..

قالها واقترب منها وهمس جانب أذنها: مش أنا عرفتك اني سافل وقليل الادب مع امثالك قبل كده ولا لا؟؟ وعلى فكرة أنا عجبني اللعب لاني ذكي وبحب افكر.. كده واحد صفر

قالها ثم ابتسم وابتعد عنها وذهب إلى المكتب، تابعت أثره وهو يرحل وظلت كما هي واقفة في صدمة لا تصدق فعلته

            ******

_ شوف يا أسامة أنا جاية انهارده اوضحلك كل النقط على الحروف زي ما بيقولوا عشان نخلص من الموضوع ده خالص

هتفت جومانة الجالسة في أحد المقاهي (كافية) مع أسامة

_ اتفضلي قولي
هتف أسامة
_ بص أنا ناوية إن شاء الله إني هخلص السنة دي وهسافر امريكا تاني مع بابا وماما بقى جاية معانا المرادي مش رسمة ليا أي حياة في مصر خالص فعشان كده مش هينفع بقى نكمل مع بعض
_ عادي نسافر مع بعض، أنا بردو خريج تجارة واكيد هلاقي فرص أحسن في امريكا من هنا، نتجوز ونسافر مع بعض
هتف في ابتسامة عريضة

زفرت في ضيق تكد تنفجر من شدة الغيظ وردت: يعني هو مفيش أي فايدة ولا دم؟؟

رفع حاجبيه في استغراب ورد: هو في إيه يا جومانة؟؟

هتفت بقليل من الصوت العالي: فيه إني مش عايزاك يا أسامة مش عايزاك، ابعد عني بقى ومتعملش مشاكل في العيلة

نظر إليها في برود وظل صامتًا برهة، تابعت هي: أنا مش عايزة احرجك من بدري بس يظهر مفيش فايدة جبت أخري، عمالة أبين وأوضح بس أنت مُصر إني أقول بشكل مباشر، كمان أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي خالص، مش بفكر أنا أهم حاجة دلوقتي عندي مستقبلي وببنيه حتى إني رفضت وليد لنفس السبب وهو مستقبلي.. انا رامية عيني لبعيد ومش عايزة أي ارتباط دلوقتي نهائي.
نظر إليها نفس تلك النظرة الباردة الصامتة وهتف في صوت عالي فجأة: متر
جاء إليه وهتف: افندم
_ الحساب لو سمحت

دفع أسامة الحساب ووقف ونظر إليها وهتف: أنا مروح وهعمل نفسي مسمعتش حاجة
ولم يعطِ لها أي فرص للرد لأنه قال تلك الجملة وذهب على الفور، تابعت أثره في غيظ وتمتمت: مقرف.. أما نشوف يا استاذ اسامه انت هتتجوزني غصبن عني ازاي!!
            *******
يجلس الاستاذ ناظرًا إلى وليد في خجل شديد وذلك بعدما أسمعه وليد المسجل..
انتهى التسجيل وغلق وليد الهاتف ووضعه في جيبه ونظر إلى الأستاذ و هتف: شفت حضرتك كنت هترفدني ظلم ازاي ؟ أنا كده ليا حق عندها وعند ابن عمها و عند البنات كمان اللي شهدت زور دي

ابتلع الاستاذ ريقه وهتف: اكيد طبعا ليك كل الحق كمان
قالها وهو يرمق منة في نظرات حادة، ثم صوب عينه جهة وليد وهتف: روح انت محاضرتك دلوقتي وانا هتصرف معاهم

ابتسم وليد وهتف: مع إني المفروض ارفض، لأن ابسط حقوقي إني اشوف حقي بيتجاب ادام عيني، بس أنا واثق في عدالة حضرتك..
قالها وقام من مكانه وهتف: سلام عليكم
اتجه وليد صوب الباب حتى يخرج وبينما هو يسير، نظر إلى منة وأطلق ابتسامة لها في سخرية وخرج..
نظر الأستاذ إليهم وهتف: براحة كده بقى يا آنسات يا محترمات إيه اللي يخلي بنات زيكم خارجين من بيوت محترمة يعملوا كده؟؟!
             *******
_ ايوه مانا عايزة افهم بردو انتي وافقتي ليه على الجواز من أسر ؟؟
هتفت هدى ( والدة زينة) متسائلة في تعجب
_ الله يا ماما!! هو اوافق على الجواز تزعلوا، موافقش تزعلوا، هو المفروض اعمل ايه بالظبط؟؟
هتفت زينة الجالسة أمام مرآتها، تضع الميك اب على وجهها منتظرة مجيء أسر وأمه مساء اليوم
_ يا بنتي أنا معنديش مشكلة طبعا بس أنا قلقانة يا زينة، يعني من يومين بالظبط كنتي رافضة أي حد غير وليد ورفضتي سعيد ووقفتي قصاد ابوكي عشان يرفض الراجل ومرة واحدة كده تقولي موافقة ومش عايزاني استغرب؟؟!

زفرت زينة ورمت ما في يدها بقوة وصاحت: ما خلاص بقى يا ماما انتي هتغنيهالي؟؟ قلت لا الأول على أساس كان عندي أمل إن الأستاذ وليد يشوفني أو ياخد باله مني ولكن الباشا أصلا راح اتجوز، أفضل أنا قاعدة مستنيه إيه؟ خبتي؟؟!
_ على كل ربنا يكرمك يارب ويجعل أسر ده فعلا عوض ليكي.
تمتمت زينة: عوض اه، عند أم ترتر..
             ******
_ وليد..
ما إن رأته حتى أسرعت ناطقة باسمه في ابتسامة عريضة وركضت نحوه في فرحة عارمة، فتح لها ذراعيه حتى يستقبلها، ارتمت بين أحضانه وهتفت في خوف: كنت فين يا حبيبي قلقت عليك اوي

رد وهو يمسح على حجابها في راحة: متخافيش يا حبيبتي انا كويس
ثم ابعدها عن أحضانه هاتفًا في مزح: احنا في الجامعة الله يكرمك خلي الأحضان في بيتنا انا عايز اتخرج على خير، زقي معايا السنة عشان كنت هترفد من شوية
شقهت وهتفت في صدمة: تترفد؟؟ ليه حصل ايه ؟؟
_ كنت فين يا وليد قلقتنا عليك يا أخي
هتف أسر الذي اقترب منه للتو بعدما لاحظ وجود شاهستا معه
_ كنت متورط في إحدى مصائب منة اللانهائية
هتف وليد في ابتسامة بسيطة
ما إن قالها حتى نظر أسر إلى شاهستا كأنه يؤكد كلامه الذي قد قاله لها منذ قليل. لم تنظر إليه هي كأنها لم تلاحظ أي شيء.. وكسرت الصمت مغيرة الموضوع هاتفة في ابتسامة عريضة: أنا عزمت كل اصحابي على الحفلة اللي هي اتحددت بعد بكرة خلاص
_ حلو
هتف وليد
نظرت إلى الأرض تفكر تود أن تختلق موضوع، ثم عادت هاتفة: أنا جعانة يا وليد ما يلا ناكل أي حاجة، وياريت لو كريب زينجر عشان نفسي فيه اوي
قالتها وهي تنظر إليه باسمة.
ابتسم لها وهتف: طب يلا يا حبيبي اجبلك احلى كريب في الدنيا.
أمسك بيدها ونظر إلى أسر وهتف: يلا تعالى معانا، انت واقف متنح كده ليه؟؟
_ وليد، منة عملتلك ايه؟؟
هتف أسر في جدية
_ ولا حاجه، عملت حركة رخيصة كعادتها يعني.. يعني قالت إني اتحرشت بيها وجابت بنتين كده تبعها على أساس شافوا اللي حصل..
يفتح أسر فمه في عدم استيعاب وهتف: انت بتحكي الموضوع كأنه تافه ليه؟؟ انت عبيط يا وليد؟؟ انت كنت هتروح في داهية
ابتسم واردف: ومروحتش..
صاحبك جامد اوي متخافش وديما ربنا بينصره لأنه على حق، اهو ربنا وقعها في شر أعمالها ولبست هي المصيبة، صحيح يا أخي من حفر حفرة لأخيه وقع فيه.
_ طب واخرته يا وليد ماهي هتعمل كده تاني..
_ تعمل، اعملها إيه يعني؟!
_ يلا يا وليد بقول جعانة موت
هتفت شاهستا وهي تضغط على يد وليد الماسكة بيدها..
_ حاضر يا حبيبي يلا اهو..
يلا يا أسر
_ لا مش جاي، روحوا انتوا، أنا هروح عشان اجهز عندي بليل مقابلة مع أبو زينة

ضرب وليد على جبينه واردف: أيوه صح نسيت خالص إنه انهارده.. أنا جاي معاك بليل ابقى كلمني
_ تمام، كل بقى والحق روح عشان تجهز
قالها أسر وذهب
نظر وليد إلى شاهستا وهتف: يلا يا حبيبي عشان ناكل؟
ابستمت وهتفت: يلا يا روحي.
            ******
_ وده ايه ده بقى إن شاء الله ؟!
هتفت تهاني في ضجر وهي تشير إلى الفستان الذي كانت ابنتها عاليا تمسكه في يدها، وهما الآن داخل غرفة عاليا يقفان أمام الخزانة تحديدًا
_ إيه يا ماما؟! ماله! ده الفستان اللي هلبسه في حفلة كتب كتاب وليد
صاحت تهاني في غضب أكبر: ماهو كان لازم تعرفي من زمان سبب إن مفيش عرسان بتجيلك، إيه يا بت القرف اللي عايزه تلبسيه في الحفلة ده؟؟!
_ قرف!! قرف ليه يا ماما ماله؟؟
_ مقفل من كل حتة ياختي ومش مبين تفاصيل جسمك الحلوة، البسي واحد أضيق شوية يمكن الاماكن الحلوة اللي في جسمك تداري على ملامح وشك اللي محدش عايز يبصلها دي وتلاقي حد يعبرك..
نظرت إليها عاليا في خذلان وسقطت إحدى دموعها، وسرعان ما خبأت عيناها إلى الأرض حتى لا تراها والدتها.. هي حتى تكره أن تشفق أمها عليها، إن أصبح في قلب أمها شفقة تجاهها..
تابعت تهاني وهي تضع يدها في خصرها: يلا يا ختي مش وقته حساسية وحزن، اظهري زي البنات اللي بتظهر، عايزاكي تحطي ميكاج حلو و تلبسي فستان ملفت كده ويجذب الانتباه، وسيبك من فساتين ستي اللي بتلبسيها دي
رفعت إليها عيناها وهتفت: خالي محرم هيزعق لو لقيني لبسه ضيق
_ ملوش فيه خالك ده، لو كان خايف عليكي بصحيح كان جوزك واحد من عياله، زي ماحنا ما أخدنا بنته، الرفيعة المسلوعة اللي مكنش حد هيقبل بيها، وبدل ما تحمد ربنا قاعدة تتأمر على ابني زينة الشباب كلهم. يلا اسمعي كلامي أنا ولو خالك اتكلم سبيه عليا انا.. يلا اتنيلي البسي خلينا ننزل نشوف فستان تاني ماهو انتي لازم يجيلك عريس يعني يجيلك عريس من أم الحفلة دي..
              *******
_ ما خلاص يا علا بقى سامحي..
هتف سيد في ملل وضيق
لترد علا الجالسة أمام التلفاز وتحمل ابنها على رجليها: ابعد عن وشي يا سيد يا ابن تهاني
_ الله!! مانتي بقالك كذا يوم اهو معقباني مش كفايه يعني؟؟ مش ابوكي قالك آخر مرة متعقبيش جوزك عقاب زي ده وتخليه ينام على الكنبه لوحده؟؟

_ ليه العفريت هياكلك؟؟
_ يلا بقى يا علا فكك وخليني ارجع أنام في سريري انهاردة
_ أنا قلت لا يعني لا
نهض وهتف صارخًا: ما خلاص يا بت متخلنيش أقل منك وأمد ايدي عليكي..
صاحت هي الأخرى: اعملها يا سيد ماهو ده اللي ناقص، تبقى سرقني وضربني كمان..
زفر في ضيق وصاح: قومي، أرمي الواد ده لأم محمود جارتنا وتعالي يلا عايزك..
نهضت هي الأخرى وحملت الصبي وصرخت: هو أنت معندكش دم؟؟ يعني انا مش طيقاك تنام جنبي وانت كمان ليك عين تطلب مني حاجة زي كده؟؟؟
صرخ هاتفًا وتزامن مع صراخه صراخ الطفل الذي فزع من أصواتهما تلك المنكرة: حقي ولا مش حقي؟؟؟
صرخت: كسر حقك يا سيد

اغتاظ بشدة و أخذ الولد منها بقوة صارخًا: هاتي الواد ده بقى كده
_ سيب ابني يا سيد
_ اوعي بقولك
_ عايز ايه من ابني يا سيد سيبه
أخذه منها بالقوى تاركًا إياها تصرخ بشدة في الخلفية تجري خلفه.. فتح باب الشقة ودق باب شقة جارته، وهو يصرخ في وجه علا الواقفة أمام باب شقتها: خشي جوا يا بت ليكون جوزها موجود، يلا اتحركي..

تبكي وتصرخ: منك لله يا سيد منك لله يا بعيد.
فتحت السيدة الباب في فزع وهتفت في خوف: خير يا أبو باسم في حاجة؟ انتوا كويسين؟ علا جرالها حاجة ؟؟
_ ياريت ياختي يجرالها عشان ارتاح منها، خدي الواد ده خليه عندك بعد اذنك
قالها وهو يلقي الولد بين ذراعيها، تاركًا إياها تسأله ألف سؤال دون جواب.. واتجه نحو شقته وغلق الباب بقوة وأمسك ذراع علا في عنف صارخًا في وجهها: انتي بقى هتتربي ولا لا يا بت انتي؟؟
_ اوعى سيب ايدي يا واطي يا حيوان
تصرخ وهي تحاول أن تفلت نفسها من بين يديه..
لطمها على وجهها بقوة، لتسقط على الأرض تتأوه وهو لا يزال يصرخ: انا واطي؟؟؟ انا هوريكي المعنى الحرفي للكلمة دي..
قالها واقترب منها ممسكًا بيدها، جارًا إياها نحو غرفة النوم..
وهي تصرخ في ضعف وتدعي عليه..
           ********
وكانت الساعة الثامنة بعد صلاة العشاء عندما وصل أسر وأمه ووليد منزل الحاج عبدو القماش وما إن دخلوا، حتى رحب بهم الحاج واستقبلهم احسن استقبال، دخلوا غرفة استقبال الضيوف وجلسوا جميعهم، وما إن جلسوا حتى همس أسر جانب أذن وليد: شكلي حلو يا ويل بس بأمانة ؟؟
_ زي الفل يا خويا متخافش
_ يا وليد بقولك بأمانة
زفر وهتف: ولا متزهقنيش قلنا شكلك حلو اسكت بقى الراجل جي اهو
دخل الحاج عبدو وهو يهتف في ابتسامة عريضة: اهلا وسهلا نورتونا والله
تنحنح أسر وهتف: البيت منور بأصحابه يا حاج.
جلس عبدو وجلست جواره زوجته هدى وبعد مرور ثوان هتفت ( سامية)أم أسر في ابتسامة عريضة: أحنا جايين انهاردة وعندنا أمل انكم مترجعوناش مكسورين الخاطر
لترد هدى: لا متقوليش كده ياختي باذن الله ترجعوا مبسوطين وكلنا ننبسط
ابتسمت سامية وابتسم أسر، أردف عبدو متسائلًا: اومال فين والد العريس؟؟
رد أسر: والدي متوفي من اربع سنين
_ آه.. الف رحمة ونور عليه.. طب فين عمامك او خلانك؟؟
_ معنديش عمام والدي كان وحيد وعندي خال واحد بس هو بره مصر عايش في السعودية وخالة واحدة عايشة في دار السلام بعيدة عن هنا حبة، اهلي الباقين  في أماكن متفرقة، أنا مش معايا غير والدتي حاليا
أردف وليد مبتسمًا: لا يا حاج عبدو ده أسر ده اخويا وأنا اضمنه برقبتي ولو أخد بنتك يعني بجد هتكونوا ناسبتوا راجل جدع ويسد في أي وقت وبنتك هتكون مصونة في بيته.
ابتسم عبدو واردف موجهًا حديثه إلى أسر: لا بقى ده انت معاك واسطة كبيرة على كده، بقى مولانا بنفسه بيشكر فيك وعايزاني أرفض؟؟ طب والله ما يصح
ابتسم أسر واردف: بأذن الله يا عمي اكون عند حسن ظنكم انت و الشيخ وليد.
_ طب يا بني على بركة الله، نخش في التفاصيل ولو اتفقنا نقرأ الفاتحة بنية تسير الحال.
ابتسم أسر واردف: طب والعروسة رأيها ايه ؟؟
_ لا هي موافقة واكيد هنسمع رأيها النهائي قبل قراية الفاتحة
_ على بركة الله

كانت تقف هي في الخارج أمام الباب تحمل صينية القهوة وتتنصت فقد سمعت كل ما قد قيل، وتمتمت في شيء من التمني الذي يشوبه الغضب: في يوم من الأيام كنت مستنية اللقاء ده نفسه، بس تكون انت العريس مش جاي تتوسط لصاحبك!! مش عارفه ازاي هقدر انساك..
           *******
_ هو فيه إيه يا منة بيحصل بالظبط قوليلي يا حبيبتي وطمنيني.
هتف مصطفى والدها وهو يجلس معها على سفرة الطعام يتناولون العشاء
_ اطمنك في إيه يا دادي بالظبط؟؟!
ردت وهي تضع الطعام في فمها.
_ يعني النهاردة العميدة تكلمني وتقولي بنتك ومش بنتك وكانت هتحصل معاكي مشكلة كبيرة في الجامعة، وانك اتبليتي على الواد و...
قاطعته هاتفة في ضيق: داد بليز خلاص موضوع وخلص، مفيش داعي تفكرني
_ اه يا حبيبي طبعا موضوع وخلص وفداكي الف موضوع وألف جامعة، بس مين الولد ده عشان تعملي معاه كل ده وتهتمي إنك توقعيه في مشكلة؟؟

نظرت إليه وسكتت برهة.. وامسكت بكوب العصير وهتفت: الولد ده كسر قلب بنتك الوحيدة يا دادي.. ها! هتسامحه بالسهولة دي؟؟!
انتفض جسده وهتف في صدمة وخوف: ليه يا حبيبتي تقولي كده؟؟ لا عاش ولا كان اللي يقدر يعمل معاكي كده يا روح قلب بابا
رمقه عمر الجالس معهما على السفرة في قرف من طريقة معاملته لابنته لأنه كان يكره دلاله لها بذلك الشكل.
لترد منة في تمسكن: اهو عاش وكان يا دادي وحضرتك سامحتله..
             ******
دخلت زينة وهي تحمل الصينية وتمشي على استحياء.. وضعت القهوة وجلست جوار والدتها، هتف عبدو في ابتسامة عريضة: حبيبتي أنا وأسر اتفقنا الحمدلله على كل شيء باقي بس موافقتك الأخيرة، لو قلتي موافقة هنقرأ باذن الله الفاتحة..
ابتسمت ووجهت نظرها ناحية أسر، ولكن عيناها الآتي لا تزال تعشق وليد توجهت تلقائه هو في تلقائية، لم يلاحظ وليد لأنه لم ينظر إليها حتى، أما أسر فقد لاحظ أنها لا تنظر إليه هو، وأما لاحظت زينة نظراتها تلك التي ستخرب عليها كل شيء، سرعان ما ابعدت عيناها عنه ونظرت إلى أسر وابتسمت وهتفت: ادام حضرتك وافقت يبقى أنا اكيد مش هرفض، حضرتك عارف كويس اوي الأصلح ليا..
نظر إليها والدها في استغراب، أهذه هي ابنته تلك نفسها التي كانت تصرخ عليه منذ يومين رافضة سعيد!! ولكنه تجاهل ذلك فالاهم عنده أنها وافقت وهتف: على بركة الله يلا نقرأ الفاتحة..
وبعدما انتهى الجميع من قراءة الفاتحة هتف أسر في ابتسامة: بعد اذنك يا عمي، اقدر اقعد مع زينة شوية نتكلم؟؟
_ اه طبعا يا حبيبي، هنسبكم مع بعض شوية بس في حضور أمها وامك بس هيقعدوا بعيد
_ مفيش مشكلة..
وفي تلك الأجواء، سمع وليد صوت هاتفه يصدح، أخرجه من جيبه وابتسم، وكانت زينة تتابعه.. رد وليد هاتفًا في ابتسامة: إيه يا حبيبي، عاملة اي دلوقتي؟؟ إيه ؟؟ طب ابعتي، اه معايا داتا.. ماشي معاكي يا قلبي.
كان يتحدث مع زوجته في صوت خفيض، لكن زينة كانت تتعمد أن تسمعه وبالفعل استطاعت أن تسمع بعض الكلمات، تمتمت في ضيق: قلبك؟!!
_ في ايه ؟؟
همس أسر جانب أذن وليد
_ مفيش حاجه، شاهستا مع اختها في المحل وكانت عايزة رأيي في الفستان اللي هتلبسه في الحفلة بتاعت كتب كتبنا..
قالها ونهض واقفًا وهتف: طب هروح انا بقى يا حبيبي، خليك انت مع عروستك اتكلموا وخد راحتك، ومتنساش مشواري بكرة عشان اجيب البدلة..
_ طب يا حبيبي مع السلامة، لا متخافش مش ناسي.
_ تمام يلا سلام عليكم

وهتف في صوت عالي: عايزة حاجة يا خالة؟؟
لترد هدى: لا يا حبيبي عايزة سلامتك وألف مبروك ليك وربنا يتمملك على خير انت كمان.
_ امين يارب يا خالة..
وأثناء سيره حتى يخرج من الغرفة هتف موجهًا كلامه إلى زينة الجالسة على الأريكة دون أن يرفع عينه إليها: مبارك يا اختي وربنا يتمم على خير

شردت في جملته ومن شدة قوة الكلمة عليها، لم ترد.. بل ظلت شاردة في ملامحه.
تنحنح وليد وهتف في صوت عالي: يلا يا حاج عبدو خدلي طريق عشان امشي.
_ تعالى يا مولانا الدار أمان
هتف عبدو في ابتسامة مازحًا، ابتسم وليد وخرج.
تابعت أثره هي.. ونست نفسها، واستيقظت من تلك الغيبوبة عندما سمعت صوت أسر يهتف جانب أذنها: إيه؟؟؟ انتي فين؟؟

نظرت إليه في خضة وهتفت باسمة: موجودة، هروح فين يعني!
_ طب شوفي حابة تعرفي إيه عني
همس في ابتسامة.
ردت عقب وقت: سبني اكتشفك مش عايزاك تقول حاجة عنك، لأن كل واحد بيجمل نفسه للناس..
             *****
ومرت الأيام وجاء اليوم الموعود ( يوم الحفل) وفي صباح ذلك اليوم، بارك جميع أهالي الحي لوليد و والده في كل صلاة، وكان الاحتفال في ڤيلا شاهستا، لذلك استعدت أسرة وليد حتى يذهبوا..
كان وليد يرتدي بذلة بيضاء تبدو في غاية الأناقة والجمال وقد ساوى ذقنه وشعره.
وارتدت هنا فستانًا جميلًا حيث اختارت بعناية ألوانه و كان بسيطًا للغاية لائق بها، ووضعت القليل من الميك اب لتضيف إلى ملامحها شيئًا من الجمال..
تحركت السيارة متجهة إلى الڤيلا..
    
في ڤيلا شاهستا، نجد أن الحديقة مؤهلة للغاية لإقامة الاحتفال واستقبال الناس.. الزينة في كل مكان و الاضواء تبدو في غاية الجمال وحمام السباحة مزود بالبالونات ذات الألوان الجذابة، واسم العروسان قد نقش بشكل جميل ومنظم..
كان علي يقف وبجانبه ولده أمير في استقبال الضيوف
الحديقة مجهزة بالكراسي والطاولات وكل طاولة تحمل فوقها اسم صاحبها.. الاغاني هادئة وكلها كانت أجنبية، كانت عبارة عن موسيقى جميلة بعيدة عن الصخب..
الحراس يمشون خلف كل أسرة حتى يشيرون عليهم على مكان الطاولة الخاصة بهم.

وصلت أسرة رمضان الڤيلا، خرج رمضان من سيارته مرتديًا بذلته الأنيقة، وبجانبه زوجته كانت ترتدي فستانًا جميلًا وخلفهما بقليل تظهر جومانة وهي ترتدي فستانًا لونه بيج كان ضيقًا يحدد تفاصيل جسدها، طويلًا يصل إلى الأرض وله ذيل يجر خلفها، ترتدي صندلها ذو الكعب العالي وحجابها ذا اللون البيج أيضًا والذي لم يكن سوى حجاب صغير للغاية حتى أنه لم يكن يستر رقبتها ( تربون) تضع ميك اب كامل..
استقبل علي رمضان بالأحضان وسلم على زوجته وابنته، وما إن جاء دور أمير حتى سلم على الجميع مثل والده ولكنه لاحظ أن وجه جومانة مألوف بالنسبة له لذلك وبينما هي تصافحه هتف: انتي؟؟!
ابتسمت غير مصدقة نفسها هاتفة: انت!!! انت مهزوم هنا؟؟
_ لا العروسة اختي
_ بجد والله!!!! ده إيه الحظ القمر ده؟؟! مكنتش اعرف أننا قرايب
قالتها في ابتسامة عريضة
_ انتي تقربي ايه لوليد؟
_ بنت عمه علطول
_ اه.. جميل.
قالها واقترب منها هامسًا جانب أذنها: بس على فكرة، الحجاب مش هيناسب شغلنا خالص
ابتسمت ابتسامة ملتوية وهتفت: متقلقش أنا مش محجبة اصلا، ده لزوم الشو عشان العيلة وكده..
_ آه.. كده فهمت.
نظرت إليه وهتفت: مضطرة أروح اقعد هناك عشان انت بتستقبل الناس
_ اه طبعا اتفضلي..
رمقته في اعجاب ناظرة إليه في ابتسامة، بادلها نفس الشيء، وتتبع أثرها وهي تسير نحو الطاولة حتى تجلس..

وبعد مرور وقت وصل محرم وأسرته، خرج من سيارته وفي يده زوجته، وخلفه ولديه ( جاسر واسامة) كان كل منهما يرتدي بذلته الجذابة وذلك لأن كل منهما يحرص بشدة على أن يظهر في أجمل صورة أمام حبيبته..
دخلوا واستقبلهم علي استقبال حسن، واتجهوا نحو الطاولة الخاصة بهم، وما إن جلسوا، حتى أخذ أسامة يبحث بعينه يمينًا ويسارًا على جومانة، وها قد وقعت عيناه عليها، فابتسم وتمتم: يخربيتها قمر، شوية وهقوم ابوسها وربنا..
اقتربت سعاد زوجة محرم جانب أذنه هامسة: هو أنا المفروض اقوم اسلم على ريهام مرات اخوك صح؟
_ هما جم؟؟
قالها محرم وهو يلتفت حوله
_ اه هناك اهم في الترابيزة اللي على الجنب دي
_ اه شفتهم.. طب قومي سلمي
_ لا مش هسلم.. انا كنت مريضة وعاملة عملية وهي مكلمتنيش، شهد بس هي اللي كلمتني
_ اومال بتقوليلي هقوم أسلم ليه؟؟
_ بتريق وبفكرك عشان لو نسيت
_ خلاص متسلميش خليكي قاعدة.
_ ايوه هعمل كده فعلا..

جومانة لا تفعل أي شيء سوى أنها تشرب العصير وترمق أمير في اعجاب، ناظرة إلى عضلاته وجسمه الرياضي الذي كان يعجبها بشدة، واسامة لا يفعل شيء سوى أنه يراقبها، لذلك لاحظ ...

وبعد مرور وقت، وصلت تهاني وبجانبها ابنتيها ( عاليا و رضوى)
تدخل تهاني في شموخ وتعالي..
ترتدي عاليا فستان سهرة يبرز بشدة مفاتن جسدها ولكنه لم يكن شفاف ولكن نظرًا لضيق الفستان أبرز مفاتنها.. كان لونه نبيتي وبه الكثير من الخرز و الكريستال، وتلك الاشياء التي تلمع.. وحجابها كان صغير للغاية يستر رقبتها بالضبط، تضع الميك اب الكامل والمبالغ فيه، ولذلك بسبب امها التي كانت ترى أنه كلما تزينت الفتاة كلما كانت اجمل.. يبدو على وجه عاليا عدم الرضا، فهي لم تبغ ذلك الفستان ولا ذلك الميك اب.. اما رضوى اختها كانت ترتدي فستان ابسط منها وكان الميك اب ابسط أيضا ولم تجعل حجابها قصير كأختها، وذلك امها دعتها وشأنها في أمر اللبس..
سلمن على علي وابنه واتجهن نحو الطاولة الخاصة بهن..
وبينما هن يسيرن هتفت سعاد في عدم تصديق: ايه اللي ولاد اختك لابسينه ده يا محرم!! وبالأخص عاليا، مالها عاملة كده ليه؟؟
رمقها محرم في قرف وهتف: هو شكله هيبقى يوم اسود على دماغهم كلهم انهاردة..

وصل كل من علا وسيد أيضًا، وكان من الواضح على علا الحاملة ابنها أنها قد ركزت الميك اب في مكان واحد ألا هو أحد خديها، وذلك حتى تخفي الصفعة التي صفعها إياها سيد، تدخل عابسة الوجه قد نكت شفتيها أمامها في قرف وغيظ وكانت ترتدي بلوزة سواريه و تنورة طويلة ضيقة مناسبة للأفراح أيضًا، وكان سيد يسير بجانبها يبتسم كالأبله، يلوح بيده لأمه واختيه...

وصلت أسرة الحاج عبدو القماش وكانت عبارة عنه هو و زوجته هدى وابنته زينة واضيف أسر كعضو جديد للأسرة وبجانبه أمه مدام سامية، حرصت زينة على أن تظهر في ذلك اليوم اجمل من تلك التي فضلها وليد عليها، جاعلة إياه يندم، فكان لون فستانها موف ضيق ينتهي بشكل دائرة على الأرض أعطت له شكلًا جميلًا وكذلك كان حجابها بسيط ستان لائق على وجهها وقد وضعت من الميك اب ما يكفي حتى تبدو جميلة رغم أنها كانت جميلة في الأصل.. تترقب زينة حتى ترى تلك التي خطفت حبيبها، وكان أسر قد اتخذ بذلة جميلة أيضًا... وصلت معظم الضيوف، كما جاءت آية برفقة طارق..

واخيرا ها قد جاء العريس وأسرته، دخلت أسرة وليد، استقبل علي شعبان بالأحضان، كما أنه احتضن وليد في ابتسامة عريضة، واحتضن أمير وليد لأول مرة، ودخل الجميع وانتهى علي وابنه من استقبال الناس... دخلت الأسرة وجلست على الطاولة المتمركزة الخاصة بهم.. جلست هنا ونظرت حولها وجدت اروى التي دعتها للاحتفال، ابتسمت لها هنا وأشارت إليها حتى تأتي وتجلس معهم، ولكنها سرعان ما اختفت تلك الابتسامة عندما رأت عامر يقف خلف أروى ويبتسم لها...

اقترب علي من زوجته والتي كانت تشبه شاهستا بشكل كبير، كل من يرى شاهستا يتأكد أنها ابنة تلك المرأة، كانت ترتدي فستان انيق وبسيط يناسب تلك الطبقة، تجلس في ملل، غير راضية عن ذلك الزواج..
همس علي: يلا يا ريناد اطلعي انتي وندى هاتوا شاهستا، العريس جيه اهو والناس مستنية الحفلة تبدأ
زفرت في ضيق وهتفت: يوه يا علي أنا أصلا مش مصدقة لحد الآن إن دي حفلة كتب كتاب بنتي، إيه القرف ده بس يا ربي
_ اهدي.. مش وقته ها، مش وقته..
_ خلاص خلاص هقوم اهو

قامت من مكانها ترمق وليد وعائلته في قرف واتجهت نحو الداخل..
يقف وليد جهة الباب وارتسمت على وجهه تلك الابتسامة منتظرًا شاهستا..
في الخلف تقف زينة وتتخيل أن ذلك هو يومها، وأن وليد ينتظرها..
بينما جومانة قد شردت في أمير الذي قد نال إعجابها بكل الطرق فهي لا تود غيره الآن..
أسامة شرد بجومانة تخيل يومه معها..
جاسر سرح في ملامح هنا يتأملها..
عامر يرمق هنا في اعجاب وقد عقد ذراعيه أمام صدره..
أسر ينظر إلى وليد ولم تكد الفرحة تسعه لأنه يرى صديقه وأخيه سعيد لهذه الدرجة..
سيد يمسك كوب العصير في يده ويشرب..
وبينما الجميع يتأمل المشهد ويتخيل حبيبه معه في ذلك الموقف، سمعوا صوت ريناد التي كانت تركض الدرج من الداخل، تصرخ في صوت عالي فزعة: علي الحقني يا علي شاهستا مش فوق...
            *******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت عشان اسرع في اللي بعده وشكرا
دمتم بخير
سلمى خالد احمد











الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now