الفصل الثاني من الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

ضحكت وقامت حتى تتجهز. ارتدت عباءة يعود أصلها إلى العرب القدماء والموجودة حتى الآن في بدو سيناء ، ورسمت ثلاث خطوط على ذقنها باللون الاسود وارتدت حلق يبدو على شكل دائرة وله حجم كبير ووضعت حجاب على رأسها ولكن لم ترتديه بشكل جيد، بل اكتفت بوضعه على شعرها تاركه بقيته على كتفيها.

بينما وليد ارتدى عباءة لونها بيج وارتدى فوق رأسه العمامة والتي قد لفها بشكل جيد حول رأسه وبدأ الرقص على الأغنية السينائية الشهيرة ( وعزيزة على قلبي) وما إن بدأت الأغنية حتى جثى وليد على ركبته اليمنى دون اليسرى وأسند جسده على ركبته اليسرى وأخذ يصفق لشاهستا، التي بدأت رقصها كأنها من أهل البدو أنفسهم، ثم قام من مكانه وأخذ يطوف حولها وهو يزال يصفق وهي ترقص وفي المقطع هذا خصيصًا من الأغنية (ولبحيرة واسكندرية ولبحيرة واسكندرية ولبحيرة واسكندرية فيها ناس اصحابًا ليا وفنانين عزاز عليا عارفين الواجب اكتر.. )، كان وليد يمسك طرفي عباءته من جهة خصره وهي أيضًا قد أمسكت طرفي عباءتها من جهة خصرها، وأخذا يطوفا حول بعضهما البعض وهما يبتسمان...

تبتسم شاهستا بشكل لا إرادي وهي تشاهد الفيديو وهي ترى فرحتها التي سلبت منها في عشية وضحاها، وسرعان ما تحولت ضحكتها إلى بكاء، زرفت عيناها بعدما نظرت حولها فلم تجده.. أين وليد؟ لا يوجد وليد.

لقد أصبحت حياتها فجأة دون وليد بعدما رسمتها كلها معه، ما هذه الحياة إذًا؟! وكيف لها أن تأخذ أحبابنا من بين أيدينا فجأة بعدما اعتدنا على وجودهم حولنا! حسنًا فهي كالليل الذي يعقبه النهار، تارة وكالنهار الذي يعقبه الليل تارة أخرى وكلاهما وجهان لعملة واحدة، ولكن شاهستا تكاد تجزم أن وجه واحد لهذه الحياة هو الذي يرافقها دومًا دون الآخر ألا وهو النهار الذي يعقبه الليل، ويأبى النهار أن يعقب الليل تارة أخرى.
              ******
بالطبع لا يصدق شعبان ما يراه بعينيه هو محرم أخيه، فبعدما عرضت عليهما منة ما معها من فيديوهات وصور تكشف حقيقة شاهستا، قامت من مكانها وتحدثت:
_ أنا قلت أعمل لكم خدمة علشان ماتفضلوش على عماكم كتير يعني، لأنها قدرت تغلفكم كلكم

نظر إليها شعبان في غيظ ثم تحدث:
_ شكرا، اتفضلي بقى كتر خيرك لحد كده، وياريت صفحتكم انتوا الاتنين تتقفل بقى معانا

ابتسمت وردت:
_ مش هرد على حضرتك دلوقتي لأن أنا متعاطفة جدا معاك، وهمشي من وشكم حالا كفاية إني قدرت اثبتلكم إنكم لا مؤاخذة.. ولا بلاش.. سلام

قالتها وابتسمت للجميع وذهبت، وما إن ذهبت حتى صرخ شعبان:
_ هنا

فزعت الفتاة، وتواجدت أمامه في أقل من دقيقة وردت في خوف شديد وبنبرة صوت مرتجفة:
_ نعم يا بابا
_ اطلعي نادي للعرة اخوكي اللي فوق ده
_ وليد مش فوق
ردت شهد
_ لا فوق، أنا شفت عربيتي مركونة تحت، وهي كانت معاه..
قالها ثم صرخ تارة أخرى:
_ اطلعي يا بت
_ حاضر يا بابا اهو طلعت
ردت في خوف كما هي

الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now