الثاني عشر

ابدأ من البداية
                                    

وبعدما صاح بهذه اللهجة أسرعت شهد في فزع تلصق أذنها أمام الباب حتى تفهم لماذا يصرخ ذلك..

_ طب أهدى يا محرم بالله عليك
هتف شعبان وهو يربت على كتفه.

_ اوعى يا شعبان بلا أهدى بلا اتنيل
رد محرم في غضب.

_ سيبك من وليد، انا هجوز هنا لجاسر متخافش، هقنعها ودي عيلة يعني وهتقتنع، هو انا هلاقي زي جاسر فين؟؟

ارتاح محرم قليلًا بعدما سمع ذلك من أخيه وهتف في هدوء: كمان جاسر بيحبها اوي ده ممكن يجبلها نجمة من السما لو طلبت..
_ صادق، صادق يا أخويا.. بس هنا تخلص الثانوي بتاعتها على خير وأنا هقنعها بنفسي..
رد محرم في تحذير: ومتخليش وليد الزفت ده يدخل.

ابتسم شعبان وهتف: وليد والله ما قصده رخامة هو بس كل هدفه ان أخته تبقى راضية كامل الرضا عن الجواز وهو مش هيدخل..
_ ياريت.
_ خلاص بقى سيب الشنطة دي واقعد بقى معقولة مش هتيجي معانا يوم الجمعة نطلب العروسة دا انت كبير العيلة..
_ لا مش جاي في حتة تخص ابنك ده..
_ ما خلاص بقى يا محرم خلي قلبك ابيض كده اومال..

رد محرم في جدية: لا مش هاجي عشان انا مش راضي عن الجوازة دي روح انت ورمضان، وافتكر يا شعبان كويس اوي كلامي ده ( البت دي هتجيب مشاكل كتير لابنك وهتكون سبب في نكبته وهمه بعدين وهتقول محرم قال)...
* ***
يسير في الحي والنيران تأكل صدره والغضب يسيطر عليه، يمشي مهرولًا لا يلقي التحية على أحد ولا يبتسم لأحد كعادته.. حتى وصل المحل ودخله كما هو في ثورته الصامتة.. وعندما رأته هي ابتسمت واقتربت منه في هدوء وهتفت: إيه ده أول مرة تدخل ومتقولش السلام عليكم ؟؟؟!
لا رد...
تعجبت وهتفت: مال وشك يا وليد؟ في إيه طمني، انت كويس؟؟؟

لا رد.. فقط نظرات مليئة بالغضب..
صمتت لا تعرف ماذا عساها أن تقول.. وعقب مرور دقيقتين هتفت: طب تعالى نقعد واشرحلي إيه حصل..
وأما رأت أنه لا فائدة.. استدارت متجهة ناحية الأريكة حتى تجلس هي، وبينما هي أعطته ظهرها، التصقت أذنها بنبرة صوت لم تسمعها منه من قبل، بسؤال لم تكن تتوقعه: إيه اللي بينك وبين عمر؟ بس بمنتهى الصدق..
تجمدت مكانها ولم تستدر..
وظلت هكذا لمدة دقيقة، ثم التفتت إليه في هدوء و طأطأت رأسها ( أي نظرت إلى الأرض)... الأمر الذي جعله يقلق، لذلك صاح في غضب: انطقي...
رفعت رأسها إليه ونظرت إلى عينه التي كانت تحدق بعينيها وترمقها بشر وهتفت: هو قالك إيه ؟؟
_ ملكيش دعوة قال إيه انا بسألك انتي دلوقتي، إيه اللي بينك وبينه ؟؟؟؟
صاح في ضيق..
نظرت إليه في ضيق وصاحت: أنت بتزعق ليه كأنك ماسك عليا ذلة؟؟؟!

أخرج زفيرًا طويلًا وهتف محاولًا أن يهدأ: استغفر الله العظيم يارب.... تمام أنا كويس ومش هزعق، ممكن بقى تردي على سؤالي؟؟؟

ابتلعت ريقها وهتفت: انا قولتلك قبل كده كل حاجة اصلا، قولتلك إني مكنتش محجبة وعرفتك إن ربنا تاب عليا ليه بقى عاوز تجبرني افتح الماضي اللي رميته ورى ضهري؟؟؟

الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن