الفصل الثامن

ابدأ من البداية
                                    

اغتاظ من كلامها وشعر بغصة في حلقه من تلك الطريقة الوقحة التي تتحدث بها معه، كان يتمالك نفسه ويحاول أن يسيطر على غيظه وإلا ابرحها ضربًا حتى تموت في يده..

رفعت أحد حاجبيها وابتسمت بسمة خفيفة وتحدثت: ايه يا شيخ مش نفسك في ليلة ؟؟
احمر وجه وشعر بالخجل بدلًا منها ورد محاولًا أن يغاظها: حتى لو نفسي اكيد مش هطيق تبقى مع زبالة زيك، هو انا رمرام؟!!
ثم ابتسم متعجبًا واردف: انت اتجننتي ولا إيه ؟؟ انا الشيخ وليد، وليد شعبان يعني مش أي حد.. انا مليش اي صلة ولا عمري هكون زي  الزبالة اللي بتتلمي عليهم في الكابريهات اللي هما شبهك..
وجنت على أهلها مراكش.. لأنه عندما قال ذلك الكلام، احمر وجهها من الغيظ والحنق وأخذت تقتله بنظراتها الحادة المرعبة كأنها ستنقض عليه الآن...
وليد لا ينظر إليها حتى يرى كل تلك النظرات اما أسر فقد ملأ الرعب قلبه عندما رآها ترمق صديقه بتلك النظرات، فهو يعلم ويتذكر جيدًا ما قاله عنها طارق له..
لذلك اسرع هاتفًا: منة، تقريبا انهارده عيد ميلادك، يلا روحي افرحي وارقصي وسيبك منه، ده بيهلفت في الكلام، انت متربية احسن تربية والله يا بنتي هو اللي عيل زبالة..

نظر إليه وليد لا يصدق ما يقوله ولكن أسر لم يعي بتلك النظرات
ردت منة: بس انت غلطت يا أسر ، انا فعلا مش متربية..
ثم فجأة وبدون أي مقدمات، غمزت لاحد رجالها من اللذان كانا يقفا خلف وليد كإشارة بيهمها ففهمها..
ثم وضعت يدها على وجهها وصرخت: اه.. أنت بتضربني؟؟؟
انت مجنون؟؟؟
ينظر إليها وليد وهو لا يصدق..
ثم فجأة وجد حارسها يلكمه في وجه،
هتف الناس في تعجب: في أيه يا منة حصل ايه؟؟!
ردت: لا لا ولا يهمكم ده عيل عبيط مد ايده عليا وانا هربيه، انجوي انتوا
وانت هاته ورايا..
اقترب الحارس من وليد وأخذ يجره معه خلف منة التي صعدت الدرج..

وليد يصرخ ويحاول أن يفلت يده: اوعى سبني، أوعى بقولك
ولما أخذ يعرقل طريقه جاء الحارس الاخر وأخذ يمسكه من يده الأخرى، وكان أسر يصرخ في وجوههم: سبوه بقولكم، سبوه..
الناس لا تعرف ماذا يحدث، الجميع متعجب ولكن لا أحد يفعل شيء بل أخذ بعض من الصحافيين الذين كانوا في الحفل بتصوير ما يحدث..
ولما رأى أسر أنه لا فائدة، ركض تجاه أحد الكراسي وحمله وأخذ يضرب أحد الرجال الذين يمسكون صاحبه على رأسه وظهره...
ولما فعل ذلك اقترب منه حارس آخر ورفع عليه السلاح هاتفًا: هتقف ساكت ولا اضرب؟؟
ألقى أسر الكرسي في سرعة ورفع يده في وضع الاستسلام ورد: هقف ساكت طبعًا سعادتك انا اسف، اسف والله.
ونظر حوله ولم يجد وليد فقد اختفى..

دخلت منة غرفتها، وأخذت تعقد ذراعيها أمام صدرها منتظرة قدوم الرجال الذين يمسكون بوليد.
وبعد فترة ليست قليلة جاءوا به وكانوا أربعة من الرجال الأشداء وذلك لأن محاولات وليد حتى يفلت منهم لا تنتهي، وعندما دخلوا به قام أحدهم بوضع كرسي وأمسك بالحبال حتى يقيده،
وليد لا يهدأ بل كان يصرخ في وجههم ويفلت منهم ولذلك ألقى بنفسه على الأرض وأمسك برجل السرير حتى لا يستطيع أحد أن يحركه من مكانه.

الجعة يشوبها الأخلاق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن