الفصل الثاني

Start from the beginning
                                    

هتفت في غيظ بعدما غضت على أناملها من الغيظ: هتشل هتشل يا عمرررررر
_ ليه بس؟؟ الف لا بعد الشر عليكي إنشالله البت اللي هناك دي وانتي لا
_ وهي هتتشل لي؟؟! هي تعرفك ده بختي الاسود
هتف ببسمة صغيرة صفراء: والله هو اي راجل قادر على شل البت اللي معاه مش شرط انا بس، بس انا أقلهم خطورة
نظرت إليه في تعجب لا تستدرك ما يقوله هتف هو تارة أخرى: اه والله اصل الرجالة بتتصنف من أكبر خطورة إلى الأقل خطورة أما مفيش راجل مش خطر، إلا الرجالة اللي في الروايات والمسلسلات عزيزتي منة
             ****
وكانت الساعة السابعة والنصف عندما كان وليد يسير في الحي بجانب صديقه الأقرب إليه أسر عائدًا إلى منزله وكعادته كان يلوح بيده إلى كل من في الحي من أصحاب المحلات إلى اصحاب القهوة وغيره وكان وليد لا يكل ولا يمل بل كلما يسير في الحي ترتسم بسمة على شفتيه وترفع يده في وضع إلقاء التحية.
كل ذلك كان يحدث في تلقائية ويظل هكذا حتى يدخل منزله،وبالفعل بينما هو يسير داخل الحي ويحيي الناس،  أوقفته تلك التي كانت تنادي عليه وتقترب ناحيته في عجلة وهي تردد بصوت عالي: يا شيخ وليد، يا شيخ وليد...
وقف وليد مكانه وأخذت عينه تنظر إلى أسفل في تلقائية لطالما التي تحدثه انثى، عندما رأته قد وقف اقتربت منه ووقفت أمامه وهتفت: انت عرفني يا شيخ؟؟
رد أسر في عجلة: هو هيعرفك منين؟ انتي تقربيله؟
ردت في غيظ: انا بسأل الشيخ
ابتسم وليد بسمة خفيفة من قولها بينما تمتم أسر وهو يعيب عليها: انا بكلم الشيخ
أوقف وليد تلك المهزلة التي كادت أن تحدث في الشارع أمام الناس عندما هتف: سامعك يا ختي اتفضلي
تمتمت في ضيق: اختك؟؟ كتك خوته
_ بتقولي حاجه يا اختي ؟؟
_ هااا؟ لا مش بقول،
هتف أسر محاولًا أن يغيظها: طيب نقدر نساعدك ازاي يا اختي ؟؟
_ يا بني قولتلك بكلم الشيخ
_ ابنك؟؟؟؟
نظرت إليه في ضيق وهتفت: هو عدم الاموأخذة هو مين ده يا شيخ؟؟
رد وليد الناظر إلى الأرض والذي يبدو أنه قد تعصب وتضايق بعض الشيء: ده صديقي يا اختي وحبا في الله قولي عاوزة ايه عشان عيني وجعتني وراسي
أضاف أسر: ورجلي
تحدث وليد: وكمان غلط عليكي انك تفضلي وافقة كده لو حد شافك أو شافنا من أهل الحي مش هيبطلوا كلام واشاعات وده لاجلك قبلي عشان سمعتك
ردت في خجل: انا اسفة انا اسفة والله، انا بس كنت عاوزة اقولك أن انا زينا بنت الحاج عبدو القماش وهو كان قالي اطل عليكم في البيت عشان عنده مشكلة وكان عاوز يناقشها مع الحاج شعبان والدك يوم الخميس الجاي، بيحجز مكان يعني، وانا روحت البيت من ساعتين كده ملقتش حد فضلت بقى في البلكونه مستنية حد منكم يجي ولاقتك فقولت اما اقولك

_ ااه، طب مفيش مشكلة يا اخت زينا انا هبلغ والدي بالي قولتيه وهخليه يكلم والدك يأكد عليه المعاد، حاجه تانيه يا اختي؟؟
تمتمت: يادي المصيبة، عمال يقولي اختي اختي وانا اصلا شيفاه جوزي، يا نصيبتك السودا يا زينا، كان لازم تحبي شيخ مش عارف شكلك اصلاااا ؟؟
_ اختي؟؟
افاقت من شرودها وهتفت في عجلة: لا يا شيخ مش عاوزه حاجه تانيه، عاوزة سلامتك
وذهبت دون أن تنطق كلمة إضافية بل كانت تحدث نفسها متسائلة، كيف سيأتي لخطبتها؟؟ كيف تجعله يعرفها ؟؟.
وقبل أن يصلا وليد وصاحبه المنزل هتف أسر: البت شكلها معجبة بيك
_ اي الكلام الفارغ ده يا أسر
رد في سخرية: طب والله، وبعدين مانت عمرك ما هتعرف مين بيحبك ومين لا طول مانت ماشي معجب بطينة الحي وبتتأمل جمال الارض
نظر إليه في غيظ وهو يفتح باب منزله الخارجي: سبناك انت تتأمل في جمال بنات الحي
_ ها؟ لا بس مش أي واحده تستاهل إني ابص عليها، يعني اما تكون بنت عادية ولابسه عادي وشكلها أقل من عادي اي المشكلة اما ابصلها وانا بكلمها اكيد خلقتها العار دي مش هي اللي هتفتني،اما واحدة وتكه ولابسة بقى مش عارف إيه أو مش لابسة اصلا اه دي اللي ممكن تدخلني جنهم دي فببص على الأرض بقى وادعي عليها.
فتح وليد الباب ودخل هو ورفيقه وهتف وهما يصعدان الدرج: انا بقى من رأيي إننا مش هنصلح الكون يعني وزي ما في بنات كويسة فيه بنات وحشه وكذلك الشباب، انا ربنا أمرني اغض البصر وأمرها بالستر لو هي كانت ماشية بلبس مش مناسب فلنفسها ليها رب يحاسبها اما انا لو بصيت عليها بحجة لبسها ابقى آثم زيها لاني انا كمان مغضتش بصري ومعملتش اللي مأمور بيه.
أضاف وهو يفتح باب الشقة: وعالفكرة في بنات كتير اوي بتكون لابسه كويس وبردو الشباب مش بيسبوهم في حالهم، وبيتحجج بلبسها وفي الحقيقة هو مش هيقدر يلقي كل التهم عليها لأنه بيخليها الشماعة اللي بيعلق عليها نتيجة أخطائه وقلة تربيته.
               ****
ومع اقتراب الساعة العاشرة مساءً كان الحاج شعبان يجلس بجانب زوجته على الأريكة وهما يشاهدان مسرحية العيال كبرت فكانا يضحكان عليها بشدة  كأنهما لم يشاهدونها من قبل، وعلى تلك الطاولة التي أمامهم كان يوجد كل ما لذ وطاب من مقرمشات وتسالي وفواكه وغيره..) وفي الفاصل هتفت شهد وهي تقشر اللب في فهمها: إلا قولي يا حاج، البضاعة كده كاملة ولا لسه هتسافر تاني؟؟
_ رد وهو يقشر الموز: لا كاملة حاليًا هكتفي خلاص الصيف بيخلص وشويه بقى وننزل الشتوي.
ثم هتف هو ينظر إلى غرفة وليد: بقولك ايه هو صاحبه اللي جوا ده مش هيمشي عاوز اتكلم مع الواد كلمتين قبل ما ينام
هتفت وهي بين شفتيها (الفول السوداني) ولذلك لا تفهم ماذا تقول بالظبط: انا عارفة يخويا!! بس عادي ده أسر يعني ده مرة بات هنا
نظر إليها في قرف: ما تتكلمي عدل مش فاهم بتقولي اي باللي في بؤك ده
بصقت شهد ما في فمها من قشر ، بينما شعبان حمى وجه بيده حتى لا تلتصق البصقة في وجه وهتفت: متخافش انا بتف ادامي مش عليك.
واضافت وهي تكب عنقود العنب في فمها: بقولك هو أسر عادي بيبات عندنا
نظر إليها شعبان في اشمئزاز مما تفعله وهتف بصوت عالي: يا شيخ وليد، ما حكم الدين في اللي بتقرف جوزها وبتف عليه بقايا الطعام ؟؟!
              ****
وفي إحدى الاماكن الراقية حيث المنازل الواسعة و الشوارع الهادئة أخص بالذكر منها منطقة في التجمع الخامس، نسلط الضوء على إحدى( الكومباوندات ) والذي كان معروف باسم كومباوند ( لايف ميركاتو) وداخل ذلك الكومباوند توجد العديد من الڤلل الفخمة والتي تبدو في غاية الروعة والجمال و من بينهما كانت توجد ڤيلا السيد مصطفى عماد الدين وأمامها بالضبط فيلا السيد علي السيستاني.
وفي إحدى غرف نوم ڤيلا السيد مصطفى عماد الدين تظهر لنا منة وهي تجلس على سريرها وقد ارتدت ملابس من الحرير ( بيجامة) وقد رفعت شعرها حتى لا يضايقها، كانت نائمة على بطنها مغلقة جميع انوار الغرفة تهز رجليها من أعلى إلى أسفل وتسند بكوعيها على السرير ولم يكن في الغرفة أي اضواء سوى ضوء ( الاب توب) الذي كانت تتصفح عليه، تنظر منة إلى الاب توب وهي تتثاوب لأنها قد شعرت بالنعاس الشديد، أبعدت عنها الاب قليلًا وأخذت هاتفها وطلبت ذلك الرقم ووضعت الهاتف على أذنها منتظرة الرد....
لم يجب أحد، زفرت في ضيق وغيظ وهتفت: والله براحتك انا حاولت اكتر مرة هتعمل علينا مقموصة ما خلصنا، ثم ألقت بالهاتف جانبها وتمتمت: يخربيت البروجكيت اللي مش بيخلص ده والهانم باعت القضية، شوية جروب فاشل قال هيبقوا اعلاميين أو صحفيين بعد كده قال
ثم أغلقت الاب توب ووضعته على الطاولة التي بجانب سريرها ( كومدينو) ودفنت وجهها في وسادتها حتى تنام.
           *****
دقت الساعة السادسة صباحًا ، ومنبه هنا يصدح في المنزل كله، اعتقد أن جميع أفراد الأسرة قد استيقظ عدا هنا، استيقظت شهد على صوت المنبه ونظرت إلى شعبان الذي يبدو على ملامحه الضيق من ذلك الصوت لذا أخذ يضع الوسادة على وجه واذنه فإنه يعلم جيدًا أن هذا هو منبه ابنته معلنة أنها ثانوية عامة ويجوز لها أن تفعل ما تشاء فهي معها ترخيص بذلك. أسرعت شهد من جانبه وامسكت بالمقبض وفتحت الباب في غيظ و سارت بضع خطوات متجه إلى غرفة ابنتها وفتحت الباب بقوة لتجد هنا نائمة كما هي، بالفعل ماذا هناك؟؟ لا يوجد منبه فوق رأسها يكاد أن يضربها حتى تفوق من غيبوبتها، نظرت امها إلى المنبه الذي يرقص على الطاولة، اقتربت وغلقته وهتفت في غيظ: انتي يا بت انتي ياماااا، اصحي بقى يا شيخه يخربيت القرف، اصحي يا بت
تقول ذلك وهي تهزها حتى تستيقظ
هتفت هنا بصوت متحشرج : اي يا ماما انهارده السبت اجازة
ضربتها امها على رجلها وهتفت في غيظ: هو انتي عندك كل يوم إجازة اصحي اصحي وراكي مذاكرة عشان درسك الساعة ١١ قومي عشان تلحقي تذاكري قبل الدرس
زفرت هنا وهي تردد: محمد علي مش عاوز يغور من وشي هو وعياله جينلي في الحلم
_ طب يختيى قومي حققي الحلم وذاكري عشان تخلصي منهم
_ طب نصاية بس يا ماما
زفرت شهد: انا مش هقول تاني يا هنا قومي يعني قومي
القت هنا بالغطاء ونهضت جالسة في ضيق وهتفت بصوت عالي: اهو يا ماما صحيت صحيتتت، مش عارفه انا مستقبلك ولا مستقبلي
_ مستقبلنا كلنا يختي هتشمتي فينا الناس كلها وبالأخص عمك محرم لو جبتي مجموع وحش،، ولا نسيتي ؟؟
عندما سمعت منها هنا ذلك الكلام نهضت في حماس وظهرت على ملامحها الجدية وهتفت: لا يا ماما هثبتله مين انا، انا مش علا بنته يا ماما انا مش هي، وبكرة كلكم هتشوفوا،
أنهت كلامها واخذت تسير في جدية يصاحبها غضب رافعة رأسها في شموخ ولكنها سرعان ما اصطدمت في باب الغرفة وذلك نظرا لأنها غير منتبه أي شبه نائمة
نظرت إليها امها في خيبة أمل وهتفت: شكلنا هنشوف كلنا فعلا ، استر يارب
              *****
وفي ڤيلا السيد مصطفى عماد الدين، كانت الخادمة تضع الطعام على الطاولة وتعدها قبل نزول السيد،
وأثناء إعداد الطعام، اخذت منة تنزل الدرج وهي ترتدي بنطال ضيق ( استريتش) ومن فوقه توب ليس لديه اي حملات ( بكب) وقد وضعت حول خصرها جاكيت، وتركت شعرها حر دون أن تربطه، ليطير خلفها أثناء نزولها الدرج وعندما نزلت في بهو الڤيلا هتفت محدثة الخادمة:صباح الخير دادا رجاء
_ صباح النور والفل يا ست البنات كلها، اقعدي وحالًا هجبلك فطارك الخاص و عصيرك المفضل
جلست منة وأخذت تتنظر الخادمة وبينما هي تجلس يظهر السيد مصطفى وهو ينزل الدرج في شموخ وإجلال، قامت منة من مكانها واقتربت منه وقد فتحت ذراعيها حتى تحتضنه وهي تهتف: صباح الخير يا دادي
فتح هو الآخر ذراعه وضمها إليه وهتف: صباح الخير يا روح قلب دادي من جوا.
ثم قبلها من جبينها وهتف: فطرتي؟؟
_ لا لسه اهو دادا رجاء بتجبلي
انتظرت حتى جلس والدها وجلست بجواره، وبينما هي جالسة كانت تشبك أصابعها وتبلع ريقها وتنظر إلى والدها مرارًا وتكرارًا، أحس مصطفى أنها تود أن تقول له شيئا ما نظر إليها وهتف في هدوء: سامعك يا منة قولي اللي عندك
هتفت: صراحة اه انا عاوزه اتكلم فعلا..
_ طب ومستنية أيه؟ مش انا معودك ديما انك تكوني جريئة ومتخافيش من حاجه أبدًا
اطرقت... ثم هتفت: صراحة يا دادي انا مش عاوزه اكمل مع عمر
_ ليه؟؟ صدر منه أي شيء غلط؟ قولي وانا اربيهولك
_ لا يا بابا بس.... زهقت منه
_ زهقتي منه؟؟؟
_ اه مليت كده وحسيته أنه اخويا لوهلة متربيين مع بعض في بيت واحد مش حسانا ننفع اي حاجه تاني غير أننا نكون اخوات وولاد عم
نظر إليها مصطفى وهتف في تعجب: خلاص اللي تشوفيه، عرفتيه؟
_ اه
وهنا جاءت الخادمة ووضعت الطعام برفق على الطاولة في نظام،
هتف مصطفى وهو يمسك بالشوكة والسكينة: وهو رد قال أي ؟؟
أمسكت هي الأخرى بالسكينة والشوكة: قال ماشي،بس مش عاوزك تحرمه من الامتيازات اللي حضرتك وعدته بيها قبل ما نرتبط انا وهو لاني انا اللي مش عوزاه مش هو
_ مفيش مشكلة ادام مش هو اللي مزعلك خلاص
ثم نظر إلى الخادمة وهتف: رجاء
_ نعم يا بيه
_ صحي عمر عشان يفطر ويجهز احسن يتأخر على الجامعة
_ حاضر يا بيه

كان عمر يتيم الأب والام يعيش مع عمه وابنة عمه في تلك الڤيلا ، وكان عمه دكتورًا جامعيًا في جامعة طب الأسنان القاهرة وكان من أغنى الناس في ذلك الكومباوند.

بس كده متنساش تقول رايك و توقعاتك ولسه اللي جاي احلى وأمتع

الجعة يشوبها الأخلاق Where stories live. Discover now