شارع حيفا ٩

46 10 2
                                    

#البارت التاسع
#زهراء_محمد_السراي
#شارع حيفا
*********
رندة
صوت صراخ خالي سعيد
أبوي وامي طلعوا يشوفون شكو شصاير
اليل مخيف ومرعب
الشارع لو يسموه شارع الموت أحسن بذاك الوقت
طلعت بالباب
الي افتهمته خالي رايح متعارك وي الناس إلي يم البانزيخانه وميخليهم ينامون
ويدكدك بالبيبان لأن سكران مايدري بنفسه
ومامتقبل موت جسام نهائياً
الناس جابوه لبيت جدي يشتكون منه
خوالي حاروا شنو يسوون وياه
كلما يدخلوه للبيت يطلع
شلع كلوبهم وتعبهم
وهم من دون أي شي كلوبهم مفطرة لاختفاء جسام
الناس تعاركوا وي خالي صابر
اني واكفه بالباب وأسمع الصياح
-" أخوكم الزموه مثل المخبل يدكدك ببابنا ليل ونهار يتعارك وي الجهال الطالع والطاب يتضارب وياه
ماصارت ابنكم انخطف شنسوي يعني قابل إحنا خاطفينه 
صابر-: إحنا نعتذر منكم بس مثل  ماتعرفون فاجعتنا بموت ابنا كلش اثرت على اخوية
-: وإحنا شعلينا الزموه فهموه إحنا مالنا دخل لا انوب تجينا مصيبة من وراكم يجوز أنتم أعداء الدولة وكل يوم مقتول الكم واحد
صاير '" لا اعداء ولا هم يحزنون إحنا متفهمين مدى ازعاجكم بس هذا مومعناه تبقون تلوصون بالكلام
وإحنا حالنا حال هواي ناس انقتلو وانخطفوا اولادهم وماكو بيت مارايحله شهيد
الناس راحوا وكلش معصبين ومنزعجين
خالي سعيد  يتهدد عليهم ويغلط
دخلوه للبيت وهم تعاركوا وياه خوالي
أسمع أصواتهم عالية
وامي وبيبي تهدأ بيهم
رجعت إمي عيونها مغوركه بالدموع
خلصت شغلي ونمت
اندك الباب
طيوفه لابسة ملابس المدرسة
امي من شافتها ضاجت كلش لأن مبهذلة وهي من دون أي شي تكرهها وماتطيقها
مشطت شعرها وانطيتها لفه لأن جانت جوعانه ومحد مهتم بيها
بيبي مريضه وحالتها حالة
رودينا نايمه وماتقبل تروح وبابا كال خلوها براحتها
وهو مايهون عليه يشوفها نعسانه وبهالبرد تروح للمدرسة
ريما كل يوم تبقى نايمه للظهر بس اليوم كعدت من غبشة وراحت لبيت جدي بدون ماتكول لأحد
لؤي بالحرس الوطني وأمي بدأت تخاف من شغلته
رندة-: طيوفه حبيبتي لتروحين وحدج للمدرسة إنتي وصديقاتج امشن سوى
أطياف-: عندي واجبات ومحد حالهن الية مااعرف الهن
رنده-: والله لو أعرف أقرأ واكتب جان اني قريتج وطلعتج اشطر وحده بالصف
راحت أطياف ومبينه عليها علامات الحزن واليأس
لأن طفلة وهيج أوضاع عائلتها
تنام وتكعد على صراخ وبجي
عزلت  البيت
رنده-: يمه اريد أروح لبيت جدو أشوف بيبي وبنات خالو سعيد بالي يمهن من البارحه
يكسرن الخاطر والله
تهاني-: كملي شغلج كله وتعاي وراي بس موتنسين الباب مفتوح اقفليه
رنده-: صار
واني ماصدكت غسلت البيت كله وطبخت الغدا
حمودي سبحته  وجهزتله ممية حتى هناك إذا جاع  مااحير شنو انطيه
خلصت ورحت
خوالي محد  موجود بالبيت كلمن رايح بشغلة
ومن دخلت سمعت امي وبيبي وام جسام يكولن جاية معلومه  إنه جسام انخطف من يم بيروتي
هنة يحجن والدموع تصب
تهاني-: منين هاي المعلومه
ام جسام-؛ من شخص مانكدر نذكر إسمه ولا اي شي عنه  لأن هو نفسه جان خايف ومايريد يتدخل بس من شاف حالنا مرير ومتعوب حيل
والكل متضرر قرر يكول ولو شي بسيط
خواله كالو نرضى بالي كاتبه الله والحمد لله على كل حال
تهاني-: وشلون غير نفتهم منو الي خطفه
ام جسام-: ماراح أسكت مااكدر
اباوع  لبيبي نفس حجي ام جسام
كلوبهن محتركه مفرفرحات ثنينهن نفس المصيبة
راحت ام جسام وياها بيبي
ماكدرت أعرف التفاصيل بس امي جانت مأيدتهن
رغم ماهي تعرف انه بذاك الوقت محد يعترف بأحد
محد يتحاجى وكلها تخاف
ناس تاكل ناس
حتى شرطه ماكو ببداية الالفينات
وبداية الطائفية
راحت ام جسام وبيبي من حركه كلوبهن يريدن بس خيط امل حتى لو  بالكذب
التقن بشخص من الرحمانية
وهذا الشخص هم جان يخاف من المشاكل لأن الأوضاع بذاك الوقت ماتبشر بخير ابداً
بس من شاف وضع ام جسام وتواسيل بيبي
كلش انقهر وقرر يتوسط
حتى بلكي يلكوله أثر أو أي شي يدل عليه
بالبداية كال مانعرف شي ونحاول ندور  عليه
رجعن للبيت وصارت مناحه وبجي كالن لأمي كل شي
واني جنت كاعده اسمعهم
بقت ام جسام تنتظر بلكي الله ويرجع
بس تالي هم راحن للرجال مرة ثانية
وكاللهن قاتليه وشامريه جوى الجسر من أول يوم أختفى  بيه
ولحد هذا اليوم مانعرف عنه أي شي غير هذي المعلومات
شكد هلكني  التفكير والحزن
كلما أتذكر حسام
ولد شاب صغير بعمر أخوي لؤي كل شي ماشايف بحياته
حتى مالحك  على  أبوه تيتم بصغره
وجاب حياته تعب بتعب
شنو ذنبه !؟
ولد يبيع نفط وبانزين 
عنده سيارة صغيرة وبالكوة مدبر العيشة
ليش انخطف؟ ليش انقتل؟ شنو السبب!؟
ماعرفنا  ولا راح نعرف
حال ام حسام واخواته بوقت الحدث وهاي الأخبار المؤلمه والي تشلع الكلب
ابداً ماينوصف
جنت صديقتهن وقريبة منهن كلش يمكن صلة العاطفة القوية بيننا خلاني أحس بحزنهن واتأثر كلش
*********
أطياف
رجعت للبيت ضايجه لأن المعلمه بسطتني كل شي ماقارية ولا مادة
ولا فهمت شي لأن ضايجه على جسام
شفت رندة وامي  ببيت جدي
تغديت كبل حتى ماغسلت لأن كلش جوعانه وشفتهم صابين الغدا وحار ماتحملت
ريما عاطت بية وكامت تغلط علية
ريما-: امشي غسلي ايديج وسخات
رنده-: عوفيها خلتاكل جوعانه
ريما كامت أخذت ماعونها واكلت بعيد عنا
بيبي وخالتي ام جسام ماموجودات
سألت رنده
أطياف-: رنده وين بيبي
رنده -: هسة تجي حبيبتي راحت بشغلة
محد اله نفس ياكل والكل ضايج
أخوات جسام يبجن عيونهن حمر عبالك جمر من البجي
ورى شوي اجت بيبي وخالة ام جسام
ركضت لبيبي حضنتها اني ماابجي على اي شي بس من بيبي تطلع وتعوفني وحدي
متعودة وين ماتروح  أروح وياها تاخذني لأي مكان
ماتكدر تعوفني وحدي لأن اضل  ابجي عليها واشلع كلب نسوان خوالي
بيبي وخالة ام جسام عيونهن مورمه ومهدود حيلهن
اني حاضنه بيبي  حيل امي جرتني حيل منها
تهاني-: وخري  منها ماتشوفيها تعبانه
بيبي حجت بتعب وبصوت بالكاد ينسمع
الجدة-: عوفيها عوفيها
امي سألتهن حجن هواي وي امي بس مافهمت شي من كلامهن  بس يمكن جانن يدورن على جسام وكامن يبجن بصوت عالي
اني من اشوف بيبي تبجي مااتحمل
بسرعه طلعت بالساحه مال خالي سامر الله يرحمه 
كل شي مو حلو 
أريد ألعب
رودينا هم ضايجه
كعدت وياي بالساحه
هاي الساحه لخالي سامر الله يرحمه جان يشتغل بيها حارس
الساحه لوقوف السيارات
من مات خالي سامر
استلم الحراسة خالي صابر وخالي مؤيد
كعدت العب اني ورودينا
بس ضايجين  على جسام
ومالنا  خلك
بين ماجنا نلعب اندك الباب قوي كلش
مودكه بالايد
يمكن دفرات على الباب 
نريد بس نلحك نروح نفتحه ماكو
الا شوي جان انخلع الباب
طلعت امي تركض
الأمريكان!!
مو أول مرة ولا آخر مرة
كل فترة يجون يفترون على البيوت تفتيش
دخلوا علينا يريدون  يفتشون الساحه
لأن بيها هواي سيارات
وخوالي هم الحراس عليها
رودينا من شافتهم مسلحين كامت تبجي وتصرخ
شالتهاا  امي وتسكت بيها
بيبي ونسوان خوالي  لبسن عبايات لأن الأمريكان دخلوا على غرف البيت كله
يفتشون بقوا ساعه تقريباً
اجوي خوالي وابوي هم حجوا وياهم
الأمريكان وياهم مترجم عراقي
وسألولنا إذا عدنا اسلحه أو لا
بس كل تركيزهم على ساحه وقوف السيارات
مااعرف ليش
ماافتهمت شي لأن جنت صغيرة
ليش يفتشون ومنو ذولي  الأمريكان
كنت أجهل هالامور
بس تالي عرفتها
راحوا ومنها دخلوا لبيوت جيراننا كلهم يفتشون
والناس كلها من الخوف والرهبة هبط ضغطهم
جنت خايفه وكلبي يدك سريع لأن كلهم بيديهم اسلحه ويخوفون بالوقت إلي جانوا يدخلون علينا الأمريكان
بطني تضل توجعني بس  ماابجي ولا ابين إني خايفه ابداً رودينا تضل تبجي بابا يشيلها من يروحون ويشتريلها بس حتى ماتبجي وتنقهر
كعدت يم بيبي
جانت عيونها يوجعنها كلش من كثرة البجي
حضنتها حيل يمكن من الخوف
بس بهاي الطريقه ابين خوفي
احب بيبي هي امي وكل حياتي بس هي مصدر الدفو والأمان
وكل شي بعدها عدم
...يتبع

قصص قصيرة Where stories live. Discover now