تحت الغِطاء الاسود - Under...

By Minar_bg

6.3M 364K 121K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... More

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56

49.3K 3.9K 1.1K
By Minar_bg


- وجهة نظر شخص ثالث -
- third person's pov -

اخذ ريس خطوة صغيرة لِلوراء يستعد لِلوحش الذي امامه.

" هل انتَ خائف جلالتك؟ " قال الوحش ضاحكاً.

" لو كنتُ خائفاً، لهربت منكَ على الفور.........هل تراني اهرب؟ "
أجابه ريس بِكُل ثقة يرفع حواجبه.


هَمهَم الوحش ثم اخذ خطوة يخرج من بين الشُجيرات و الأشجار التي تغطيه كاملاً. انه حقاً ضخم و ليس بِمزحة، بإمكانه تحطيم كل ما يراه إن اراد، لكن ريس قد واجه اسوأ منه في الماضي، لهذا لا يكون هذا الكائن اية عائق امامه.

" اين هي أغاثا؟! " سأل ريس يصرخ عليه بِنفاذ صبر.

" أغاثا؟.........من تكون هذه؟ "

" هل تلعب معي ايها اللعين! "

رفع الوحش مِطرقته بالأعلى و وجهَها على ريس يبتسم بِغثاثة.

" نحنُ لا نعترف بالأموات. " قال الوحش يهجم راكِضاً على ريس، يرفع المطرقة و يضرب بكل قوته على جهة ريس.

ريس لكونه سريعاً تخطى الضربة و هو يقفز في الهواء مُصَوِب سيفه على كتف الوحش.
امسك الوحش بالسيف و على وجهِه مازالت الأبتسامة الخبيثة، ثم رماه و ريس مُمسكاً به ليُحَلِق بعيداً و يهبط على قدميه فوق الثلج العميق.

" الن تستعمل قوتك جلالة الملك؟ " سأل الكائن الضخم يلتَفِت لِجهة ريس.

" سوف اقاتل بِعدل........بِما انكَ لا تستعمل قوتك ايضاً. "

" واه.........لم أكن اعرف كم انكَ حقاً نبيل ايها الملك. لقد ابهرتني. "

ركض ريس نحوه بِخطوات خفيفة كالريش يركز على منطقة على صدره حتى يُصيبها، لكن الوحش انتبه و رفع مطرقته يَصُد ضربة ريس بِأخر لحظة.

" اين هي قوتك ايها الملك؟ " سأل الوحش بِسخرية.

" الم يخبركَ غادان أن لا تتكلم و انتَ بوضع مُحرج في القتال؟ "

رفع ريس ساقه و ضرب الوحش على فكه بِقوة ليسمع صوت طرق العظام بِبعضها في فمه. بعدها التفتَ ريس و رفع ساقه الثانية يركل الوحش على قدمه حتى يقع على الأرض.
وقف ريس بأستقامة يأخذ انفاسه بِصعوبة و اتجه نحوى الوحش الذي على الأرض بِبطء يتمعن بِعمله السَلسِل و السهل.

" هل انتَ بخير؟ ام يجب أن اتأكد أن لا تكون؟ "
قال الملك يُقهقه و يَغرز سيفه بالثلج.

حاول الوحش الوقوف على ساقيه ليرفع ريس يده و يحرك جذع شجرة كبيرة قد اوقعتها الرياح يوماً ما ثم جعله يحلق و يقف فوق اقدام الوحش تماماً. توسعت عيناي الوحش بِخوف و قبل أن يتفوه بِكلمة وقعَ الجِذع بِكل قوة على اقدام الوحش ليَصرُخ بألم شديد.

" اخبرني اين هي أغاثا! " امَرَهُ ريس ينظر بعيونه بِغضب كأنها نيران تغلي.

" إني لا أخون و لن اخبرك بأي معلومة. "

" أوه حقاً؟ "

قَرفَص ريس بِجانب الوحش يحدق به لثانية طويلة.......ثم رفع كف يده امام وجه الوحش و جعل كُرة نار صغيرة تخرج تُنير وجه الوحش بعدها فتح فمه و اخبره بالتالي
" إن لم تخبرني بِهذه اللحظة عن مكانها، فسوف أشويك كما نشوي الدَجاج. "

لم يتكلم الوحش أو يلفظ حرفاً فقط يحدق بالرجل الذي يمتلك نيران تخرج من يديه و شرارات من عينيه الخالية من الرحمة.

" الم اخبرك اننا لا نعترف بالأموات؟ اذهب و ابحث عنها........لن تجدها. " أجابه الوحش المُلقى العاجز عن التحرك لوجود جذع شجرة بِحجمه و أكبر فوقه.

هنا ريس لم يعد يعلم ما هي الرحمة بِحق.....من يعبث بِمن يحبهم، هذا يعني انه يعبث معه هو. لهذا وقف ريس مازالت النيران تلعب بِكف يده و نظر الى الكائن لِلحظة كأنه يريه ما سيحدث له قبل أن يحدث.

وضع كف يده فوق وجه الكائن الخائف و قال بِصوت ابرد مِن الثلج الذي حولهم، كأنه هو الوحش
" قِتالنا كان سخيفاً، اسهل من السهولة نفسها، سأعطيك اخر فرصة، أجب على كلامي و سأدعكَ تركض الى غادان، و إن لم تفعل......."

" لقد سبق و اخبرتك اننا لا نعترف بالأموا---"

قبلَ أن يُكمِل الوحش جملته رمى النيران عليه مِن دون التفكير أكثر و تركَ صراخ الكائن اللعين يملئ أذانه كالموسيقى، يستمتع بها.

" إجابتكَ خاطِئة. " قال ريس لِلجثة المَِشوية كما وعده ثم التفت و أكمل بحثه في الغابة عن زوجة عمه التي مازال يشعر بأنها حية لكنها في مكانِ ما لم يكتشفه بعد.


~~~~~~~~~~~~~~~~~


بعدَ مشياً طويلاً في قلب الغابة من دون معرفة الوِجهة، سمع ريس اصواتً غريبة في مكان ما قريب منه. اخذ خطواته نحوى الأصوات و قلبه لا يعرف ما هو النبض بعد الأن. عندما وصل لِلمكان، رأى ما توقعه بالظبط. مجموعة مِن الشادونايتس و معهم أغاثا و الدماء ينزل من رأسها.

" انكم في عِداد الموت. " تَمت ريس الكلمات بِدم بارد تجري بِعروقه.

خرج اليهم ريس، بِعدم مُبالاة كأنه سيواجه اطفالاً و ليسَ اعادئه لا يبالي لَما سيحدُث ثم وقف امامهم ينظر اليهم بِعيون حادة لا ترى إلا اللون الأحمر في كل شيء.

" ماهذا؟!! " صرخ احدهم يُشير بأصبعه على ريس ليجعل مِن انتباه الجميع يكون على الرجل الذي يقف وحده لا يعرف الخوف.

" اهلاً و سهلاً بالملك ريساند. انه لشرف بِمقابلتك شخصياً. " قال احدهم ضخم البِنية بِعضلات مفتولة و شعر قصر مَظفور على كتفه.

" دعوها و واجِهوني إن كنتم رِجلاً. " قال لهم الملك ينظر اليهم واحداً واحداً بالعينين يتحداهم.

" انكَ شجاعاً لقدومك من دون حُراسك ايها الملك."

" لا احتاج حُراساً، لِمواجهة حمقى امثالكم، دعو الحُراس لِغادان الذي يختبأ بِمملكته. "
ردَ عليهم ريس يُظهِر نِصف ابتسامة بنفس الوقت يختلس الأنظار على أغاثا يتأكد انها على ما يرام و كما يراها تجلس على ركبتيه أسفل شجرة و يحرسها رجُلان مِن الشادونايت، عرف انها بخير على الأقل و بإمكانِها الركض و الهروب.


" كيف تجرئ على التكلم على غادان العظيم هكذا؟! " صرخ عليه الرجل يَسحب سيفه من مكانه و يُشير به على ريس.

رفع ريس ايضاً سيفه، لكنه تفاجئ بِرمي الشادونايتس سيوفهم على الأرض. تَعجب لِلحظة مِن تصرفهم لكنه فَهِم انهم لن يُقاتلوا بالسيوف.........بَل بِقواتهم.
أومئ ريس لنفسه و رمى سيفه مثلهم بعيداً ثم وقفَ مُستقيماً يُشير لهم لكي يهجموا أولاً و هم فعلوا بالطبع.

بدأو الأشرار بِأخراج الظلام من اجسادهم لِتطفو حولهم بِبطء كأنها تُراقب و تنتظر مِن اسيادها الأوامر لِلهجوم على هدفهم.
بِما أنَ ريس لديه نفس القوة...... و هي الظلام، استطاع الهروب مِن ضرباتهم و قوتهم التي تلحق به أينما ذهب. انه ليسَ سهل مواجهة قوتهم حتى لو كانَ جزء منها لديه مثلهم. اخذ ريس يركُض ليَتفادى الظلام الذي يُحيط به في كل الجهات ثم استخدم قوته على التحول لِفهد أسود بِأجنحة سوداء كالليل ثم استخدم سُرعة الحيوان لكي يدور مِن حولهم و يَعض أول ضحية له من العُنُق و يقتله بِلمحة بصر.

عاد ريس الى جسده من جديد و استخدم قدرته الثانية ليصنع من الجليد جِداراً يَصُد به الظلال التي كادَت أن تصل اليه. بذلك الثلج صنع بِقوته المرئية سيوفاً حادة و وجَهَها على ضحيته الثانية حتى يصيبه بِالصدر عدة مرات ثم فقد روحه. صَوَب احدهم بيديه الظلام على ريس من الخلف، لكن أغاثا صرخت بأعلى صوتها تُحذره من القادم ليلتَفِت و يقفز عالياً يجعل من الظلام تُصيب رجلاً ليُلقى على الأرض متألم.

" احمق! " قال رجل للأخر بِتعصب مع انه خطأه هو.


" تلوم صديقك؟ " سأل ريس ساخِراً يقف امام اخر رجل على قيد الحياة أو غير متأذيٍ.......ضحيته الاخيرة.

" هل مِن كلمة اخيرة؟ "

لم يجبه الشرير بَل وقف يجعل من ظلامه تحلق مِن حوله بِسرعة، العينين الطبيعية لن تستطيع اللحاق بها و هو يتنفس مثل الثيران.
هجم الشرير على ريس يرمي كُل ما يمكنه من ظلام نحوى الملك الذي يقف بِكل مَلل و وجهه ثابت كأنه تِمثالاً.
و لكن التمثال، تحرك بِخفة قدم يتفادى الضربات من دون أن تلمسه و لو قليلاً بأحترافية.
اخذ ريس خطوة بِسرعة البرق ليصبح امام الشرير تماماً، وجهُه قريب من وجه الأخر، ينظر اليه يبتسم بعدها امسكه من رقبته و ضغط عليها يجعله يختنق و يُقاتل لكي يأخذ القليل من الهواء.

"د-ع......دعني......ايـ--ها ال-ع-ين! " قال الرجل مُمسكاً بيد ريس التي على رقبته لكي يبعدها عنه لكنه فَشِل لكون ريس اقوة منه.


"هذا عِقاب من يقترب مني و من الذين يَقرَبونني. " اخبره ريس بِهمس يَعصِر أكثر و أكثر على رقبته يخرج الحياة منه بِبطء.

" توقف الأن و إلا سوف تموت! " فجأة خرج صوتً من جانب ريس يُفاجئه ليُحرك رأسه على جنبه و يرى ما لم يتوقعه هذه المرة.

يوجد رجلاً من الشادونايت لم يراه من قبل مُمسكاً بِأغاثا و بيده خنجراً يخرج منه الظلام كأنه مصنوع من الظلام نفسه.
بدأ الرعب ينمو بِداخل ريس لأول مرة اليوم، لرؤية هذا الشيء على أغاثا و اسوأ من ذلك، الخوف و الحزن على وجه زوجة عمه نفسها التي تمسك بيد الرجل و تحدق بِريس تطلب المُساعدة بِصمت.
ترك ريس الرجل من قبضته بِسرعة يوجه كُل انتباهه على الرجل و أغاثا.


" دعها و شأنها. " امَرَهُ ريس، تتحول ملامح وجهه من الغاضبة الى الهادئة، قلبه لم يعد يشعر بِنبضات قلبه في داخله.

قَرب الرجل الخنجر من رقبتها أكثر و أغاثا بدأت بالبُكاء بِصمت مازالت لم تخرج حرفاً لتقول شيئاً. ريس اخد خطوة صغيرة نحوهم يشعر بِأقدامه تَغرق بالثلج.

" و لماذا يجب عَليّ؟........مُهمتنا التخلص منكم و تركك انتَ لِغادان، لهذا ودِعها لأخر مرة. "
قال له العدو يسحب أغاثا لِلوراء معه لكن من دون ترك عينيه عن ريس الذي اعاد ليأخذ خطوة اخرى نحوهم.


" إن أذيتها، فَسوف تندم اشد الندم. " 


" إن تركتها أو قتلتها، في كِلا الحالتين انا مُنتهي، لهذا لم يعد يَهمني.......و هذا اقل ما يمكننا فعله لكم ايها الأسليريين السافلين! "


" حسناً ما رأيك بِهذه الخطة........دعها تذهب و انا اعدك بأنني سأدعك تهرب و لن يقترب منكَ احداً. " اقترح ريس عليه يرفع يديه في الهواء بأستسلام.


" انتَ اعمى ايها الملك الأحمق......غادان لن يرحم إن علم بِعودتي من دون اية اخبار مُفرحة. "


" سوف تجعل الوضع اسوأ إن فعلت......فأنا لن ارحمكم إن تجرئة على قتلها. "


عمَ الصمت بينهما لا يسعما إلا اصوات تنفسهم المُتقطع و و الرياح من حولهم التي خرجت فجأة تحرك اوراق الأشجار من حولهم تهمس لهم بالأذان.

" اسمعـ "

قبل أن ينتهي ريس كلامه، سحب الرجل الخنجر على رقبة أغاثا لينتشر الدماء كالنهر على رقبتها و يسقط على الثلج يجعله أحمراً قرمزي أسفل ساقيها. ريس لم يعد يعلم كيف يتحرك و اصبح لِسانه جافاً كالدماء في عروقه، انه فقط يحدق بِنهر الدم و وجه اغاثا الذي اصبح شاحباً كَلون الثلوج تماماً.

" لا!! " صرخ ريس قائلاً يركض نحوى جسد أغاثا الذي اصبح على الأرض تلفُظ انفاسها الأخيرة.

حاول الرجل الهرب من فعلته و النفاذ بِروحه، ليتفاجئ بِشيء ما يُعيده و يسحبه لِلوراء. حرك الرجل رأسه في كل الأتجاهات بِخوف يبحث عن الذي يسحبه، لينمو فيه الرعب أكثر مِن قبل، بعد رؤيته لِما يسحبه.......مَرئي.
حرك رأسه مُجدداً لِخلفه و نبضاته تَتسارع، لينتبه أنَ الملك يقف ساكِناً، لا يتحرك و لا يصدر صوتً. 

" دعني! "
صرخ الرجل بأعالي صوته يُحاول الركض، لكن اليدين المَرئية الخاصة بِريس، مُمسكة به بكل قوة تجعله يُحلق بالهواء بعيداً عن الأرض الأمنة.......أو بِكلتا الحالتين هو ليس بأمان من الملك الذي خسر اخِر شخص عزيز عليه بِهذه اللحظة و هذا الرجل بين الأشجار في السماء؟

في عِداد الموت.


رفع ريس قَبصته و حركها لِليمين بِشدة جعل من الرجل يصطدم بِكل قسوة بِشجرة مسكينة لينكسر جذعها لقوة الضربة.
حرك ريس يده من جديد لِليسار بنفس القوة ليصطدم الرجل بِأشجار اخرى و يُحدِث فجوات في كُل جذع مِن شدة العنف. اخيراً قرر ريس الأكمال بتعذيبه على الأرض امامه و بنفسه. هَبط الرجل على الأرض فوق الثليج القاسي ليتكسر بعضاً من عظام صدره و ظهره و يصرخ أكثر من الألم.

" الموت قليل بِحقك. " تَمتم ريس الجملة بين اسنانه يقف فوق رأس عدوه.


الرجل اصبح يبكي لكونه عاجِزاً و في وضع حرج، لكن الملك لم يهتم و لن يهتم لهذا امسك بِسيف مُلقى على الثلج و وضعه فوق رقبة الرجل الضعيف ثم هَمس بِوجهه بِكل برودة
" اذهب الى الجحيم و انتظر غادان هناك. "

و سَحب السيف على رقبته يجعله يُعاني و ينزف كما جعل من زوجة عمه تُعاني، بَل اسوأ.
ابتعد عنه ريس يأخذ انفاساً يُنَظِم فيها قلبه لكنه تذكر.......تذكر الآمرأة التي اتى لأجلها و تركها من اجل الأنتقام. التفتَ الملك بِمكانه و نظر الى أغاثا تَسعُل بالكاد تستطيع التنفس.

ركض هو مُسرعاً نحوها يدع العدو يموت لوحده ببطء.
و عندما اصبح ريس امام جسدها، حمله و وضعه على حضنه يضع يده على الجرح العميق يُحاول إيقاف الدماء لكنه يفشل لكونه مـُتأخِراً.

" لا لا لا لا.....أغاثا أرجوكِ تحملي سوف انقذكِ! " قال هو يُحاول الوقوف ليحملها، لكنها اوقفته بيدها على ذراعه تنفسها يتقطع بِشكل سيء.

" ابق- ابقى.........اهت-م بِ-فا-لكين.......لا-فُر-صة لي. " قالت له تضع يدها فوق يده تلفظ الكلمات بِصعوبة.

" لكن......يجب أن انقذكِ انا وعدتكم."

أومأتُ هي تبتسم بِصعوبة
" اع-رِف.......انا......مُمت-نة لك ري--ريس. انه--ليس خطأك ابد-اً. لا تَلو-م نف-سك ابداً.........."

بدأت هي بأغلاق عينيها تَسعُل بِشدة و ريس اعاد انتباهها له حتى تبقى على قيد الحياة يدعو الله أن يأتي احداً ليساعدهم. جسدها لن يستطيع مُدواة نفسه لِكون الجُرح عميق و سحري بِشكل سيء. لهذا هُم يحتاجون لِطبيب على الفور.

" أرجوكِ، لا تتركيني، لا مَزيد مِن الموت و الفقدان.......فالكين يَحتاجك......ماذا سأخبره إن سأل عنكِ؟ " سألها هو بِصوت متقطع كالطفل الضائِع لم يعد بأمكانه حبس دموعه.

" اخبر-ه.....انني أحِب-ه جداً. و انت........اهت-م به جيداً. و اهت-م........بِالجميع جي-داً. لا تَلو-م نفسك ري-ريس. تاليا...........تال-يا هي امَل--"

" ريس! ريس! اين انت؟! " فجأة سمع الملك صوت مألوف قادم ليرد على المُنادي بِسعادة لكون الله أجاب على دُعائه و ارسل احداً.

خرج بيتر العَجوز و السيف أسود لِكثرة دماء الأعداء عليه و على وجهه علامات الصعق كأنه تلقى قبضة على وجهه.
احسَ أنَ قلبه اصبح في معدته لرؤيته ما لم يتمنى ابداً، أن يراه في حياته مُجدداً.
موتٌ اخر لعائلة هذا الشاب البائِس.

استعادَ بيتر رشده و اخذ خطواته السريعة الى ريس الذي يضعها على حضنه و التي تسبح بِدمائها في كُل مكان بين يديه. انها تبتسم!
تبستم لرؤيتها بيتر معها في لحظاتها الأخيرة و ريس.........يبكي بِحرقة لا يعلم ماذا يقول.
رفع ريس رأسه لبيتر و اخذ يترجاه حتى يُساعده و وينقذها.

" أرجوك بيتر! أرجوك دعنا نأخذها بسرعة لعلنا ننقذها إن تحركنا الأن. "

لكن بيتر أدرى بالذي يحدث، إن جرحها عميق و مكانه حساس جداً، عروقها قد قُطِعَت و قد خسرت الدماء كثيراً، من المُستحيل انقاذها و هُم في منتصف الغابة و بَعيدين ساعات عن المملكة، اقرب طبيب أو قرية تكون في الأحلام فقط.

" ريس..........تكلم معها. " اخبره بيتر لا يرد عليه أو يُساعده بفعل شيء لأنه رأى أغاثا تنظر اليه تخبره بِعيونها انها مستعدة لِلذهاب.

البقاء معها في لحظاتها الأخيرة افضل امر يُمكن فعله لأجلها. مَزق بيتر طرف ردائه و اخذ يضعه فوق جرحها حتى على الأقل يُبطئ النزيف.
عرف ريس ايضاً، انه لا امَل، فَوَجه بيتر يخبره بالحقيقة. لا يمكنهم اللحاق بِها حتى لو تحركون بوقتٍ ابكر، المملكة بعيدة و فكرة حملها على ظهره و الركوض بِها بأستخدام سرعته الجنية، ايضاً لن ينقذها.

" انا اسف.......اسف جداً جداً أغاثا. " قال لها يَحني رأسه يدع من دموعه تنهمر على وجنتيه و تُكمل لتنزلق على يدها التي تستريح على جانبها.

رؤية بيتر لريس يبكي هكذا اعاد له الذكريات المؤلمة و الماضي الأسود. لم يرى ريس يبكي بِهذه الطريقة، منذُ سنين.........لم يبكي ريس ابداً بعد خسارته لعائلته و رؤيته اليوم بِهذه الحالة، جعل من قلبه يَعصر نفسه لينزف هو حزناً عليه.

توقفت أغاثا عن الحديث لِصعوبته، و بدأت السُعال بِقوة تُخرج الكثير مِن الدماء مِن فمها. هنا علم ريس انه فقد الأمل في هذه اللحظة، لا يمكنه انقاذها و هي ترفض لسببٍ ما. 

ترجته أن يتركها لوحدها لكنه رفض مِراراً و تِكراراً تركها تموت وحيدة، فقط عانقها حتى تركت روحها جسدها. اخذ ريس وقتاً يبكي عليها بِصمت و يلعن نفسه لتركها و لكسر وعده في انقاذها ثم قَبلها على جبينها و حملها بيديه متجهاً الى العربات و بيتر بِجانبه.

حتى لو حاول اخذها الى العربات بأسرع وقت و وصلو للِمملكة، لما كان سينقذها على اية حال.......الطريق طويل و الجرح في عنقها مُستحيل وقوفه لكونه جرح سحري أكثر من عادي. انه لم يعد يشعر بِشيء في جسده انه مخدر كلياً، لا يشعر بِأقدامه التي تقوده لِلطريق الصحيح، لم يعد يفكر بأي شيء غير الآمرأة التي بيديه و دمائها تغطيها و تغطيه هو.

يفكر ايضاً بالطفل الذي سَيسأل عنها قريباً و يعيش من دونها.
لقد خسر اخر عضو من عائلته.......خسر الشخص الوحيد الذي اهتم به و عاش معه لقرون طويلة. خسر الآمرأة التي ربته كأبنها طيلة حياته.

هذا قَدَر ريس......خسارة مَن يحبهم، و اقسم ريس و هو يمشي في الغابة في البرد القارس الذي لا يشعر به ابداً، على انه سوف يقتل و ينتقم مِن غادان.....و هذه الحرب القريبة، سوف تكون اخر حرب في هذا العالم و للأبد. لن يرحم اية احد منهم، حتى لو ترجوه......لأن الرحمة ليست من حقوق الشر، ليست لِلمجرمين في هذا العالم.
سوفَ يمحي مملكة شادونايت مِن على الخريطة و لن يكون لها تاريخاً.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" لقد تأخرو. " تذمرتُ انا مع نفسي لِلمرة المئة و الرَد القادم مِن أدلار بِجانبي هو نفسه........يتنهد مُخرجاً الهواء من فمه.

إن القِتال قد انتهى منذُ دقائق قصيرة. الحمدلله أنَ حُراس مملكة أسليرا اقوى و عددهم أكثر. قد هزمو و قتلو الكثير من الشادونايتس، لكن بعضهم فرَ هارِباً عندما سَنحت لهم الفرصة و عندما رأو انهم يخسرو امامهم.
انا، فالكين الصغير و أدلار نقف مازلِنا بنفس المكان الذي تركنا بِه ريس......بِجانب العربة، نرفض دخولها ننتظر كُلاً مِن بيتر و ريس و معهم أغاثا.

حركتُ رأسي انظر الى كل شيء من حولي، لأنتبه أنَ الثلج الذي كان أبيض، اصبح لونه أحمر و أسود و الحُراس مع الخَدَم يتحركون ليأخذو جُثث اعدائِنا و يرموها بِمكانٍ ما أما جُثث الحُراس، فأخذو يدفنوها في داخل الغابة.

" كانَ يجب عَليّ الذهاب مع بيتر. " قال أدلار يتنهد لِلمرة المِئة و واحِد يضع يديه على خصره ينظر لِلذين يعملون و ينظفون الفوضى التي حدثت ثُم يعيد عينيه السوداء عَليّ.

إنَ أدلار ليسَ في حالة جيدة، وجهُه مَليئ بالدماء و الكدمات، شفته تنزف لكن لِشددة البرد الدَم قد تَجمد. منظره كَهذه الفوضى مِن حولنا. و مع ذلك، لقد قاتل بِشجاعة ليحمينا مِن الشادونايتس.

" تباً لهم! لقد تأخرو! " قالت تيلار و هي متجهة نحونا و معها جيانا، تحمل بعض المياه مِن اجل الأمير لأنه طلبها لكي يَروي عطشه.

"يجب أن اذهب و أعثر عليهم. " قال أدلار بِنفاذ صبر و بدأ بالتحرك لكنني امسكتُ بِذراعه و اوقفته اهُز رأسي حتى يعود لِجانبي و يتنهد لِلمرة المِئة و أثنين.

" لقد سبق و ذهبوا الحراس لِلعثور عليهم.....اصبر قليلاً. " انا قلتُ له بِصرامة.

" اين امي؟ اريد رؤيتها. " سأل الأمير فالكين يمسك بِيدي و يحركها لكي يَجذُب انتباهي.

انه مسكين.......الوحيد الذي يكون معه الحق بالتذمر أكثر من اية احد، في الأخر والدته المَفقودة و لا نعلم ما حدث معهم.

" لقد وصلوا! " فجأة صرخ احد الحُراس يُشير بيده على الطريق.

حدقتُ بِأدلار للحظة ثم ذهبنا جميعنا الى جانب الحارس نقف امام العربة الأولى لِنرى مجموعة مِن الحُراس تمشي مع بعضها لكن تُشَكِل دائِرة صغيرة تُخفي ريس و أغاثا بالداخل لكي يحموهم.
شعرتُ بِسعادة كبيرة بعد انتظار دام طويلاً. ابتسمتُ مع نفسي اضع يدي على صدري احاول امساك نفسي من الركض اليهم و معناقتهم جميعاً لكونهم بأمان.

لسببٍ ما هذه الأبتسامة لم تدوم على شفتاي عندما لاحظتُ تعابير وجه بيتر.
انه مَن يقودهم يمشي امام الحُراس و تعابير وجهه.......ثابتة. لم أراه بِهذا الشكل مِن قبل، كأنه قد رأى شبحاً أو وحشاً غريباً لون بشرته مخطوف.
حتى وجوه الجنود مُشابهة لها. سمعتُ شَهيقاً من على يساري، لأحرك رأسي و انظر الى الحارس الذي اخبر الجميع بِقدومهم، انه مُتوسع العينين و فمه مفتوح على مِصراعيه.
لم افهم ما الخطب، اخذتُ اسأل، لماذا يبدون بهذه الحالة؟
ما الذي جعل مِن الحارس يَشهق بِقوة كأنه حقاً رأى ما لا استطيع رؤيته؟

تقدمت تيلار لأمامنا تنظر لأسفل الدائرة بين اقدام الحراس المتوجهون نحونا.
لأنها قصيرة، اعتقد انه يمكنها رؤية شيء ما في الداخل، فعلتُ انا مثلها و انحنيتُ بعض الشيء للأسفل انظر الى الذي رأته.
كُل الذي رأيته هي ساقين فقط.........انها تنتمي لريس، لكن......... لا توجد اربع اقدام.
اين أغاثا؟!

" اللعنة. " قالت تيلار بِصوت منخفض تأخذ خطوة للوراء تجعلني مُحتارة كثيراً.

" ما الذي حدث؟ " انا سألت لا احد بالتحديد، لكن لم يجبني كائِن.

عند وصولهم الينا لكن بعيداً كفاية، توقفوا الحُراس و ابتعدو عن بعضهم ليظهر ريس يحمل شخصاً ما يُنقِط دِماءاً بين يديه.
حاولتُ التمعن أكثر بذلك الشخص صاحِب الشعر الطويل الداكِن و الجسد النحيل و..........يا اللهي! انها أغاثا!!

تحركتُ بِسرعة اغَطي عيون فالكين ثم قرفصتُ لِمستواه و اخبرته احاول تَهدئة نفسي لرؤيتي لوالدته.
" اذهب مع جيانا الى العربة و انتظر في الداخل، والدتك سوف تبقى معنا لأنها........مُتعبة قليلاً هل فهمت؟ "

" لا! اريد رؤيتها و رؤية عمي! " 

اتَت جيانا و الدموع في عينيها ثم امسكت بيد فالكين مني و قالت له بِصوت ناعِم ايضاً تُحاول تهدئت نفسها.
" هيا عزيزي، لِنُنصِت لِتاليا، والدتك تريد أن تكون لوحدها الأن، دعنا ننتظر في العربة. "

و قبل المَزيد مِن الأعتراض، أومئ فالكين بِتفهم و ذهب معها الى العربة الخاصة بوالدته و انا وقفتُ على ساقاي و ركضتُ بأسرع ما يمكنني مع أدلار و تيلار الى ريس الذي يجلس على ركبيته و يدع جسد أغاثا يَستريح فوق الطين.
مِنَ المُستحيل أن يحصل هذا! كيف لها أن تموت؟
كيف حدث اصلاً؟!

الجميع اصبح حول ريس منهم من يبكي بِصمت و منهم من مازال في حالة صدمة لا يصدق ما تراه عينيه.
انا وصلت الى ريس و هَبطُت على رُكبتاي اعانقه بِشدة احمد الله على سلامته، اشعر بِه بارد الجسد و قاسيٍ اسفل جسدي.

" ريس. " انا ناديته اهمس بعد أن ابتعدت عن العناق لأرى وجهه الشاحِب.

انه خالي المَشاعر لا يمكنني معرفة بِماذا يشعر أو بماذا يفكر. انه بارد الملامح كأنها تِمثالاً مُتحركاً لا يُصدر صوتً و لا اية ردة فعل، فقط يُحدق بالآمرأة الملقى على الأرض.

" يا اللهي. " قال أدلار يضع يده على فمه يأخذ خطوة كبيرة للخلف عينيه لا تصدق.

" لقد خسرتها. " فجأة لَفظ ريس هذه الكلمَتين لا يُبعِد عينيه الفاقِدة لِضوئها عن أغاثا.

وضعـتُ يدي على وجنته امسح الدماء الجاف.

" انا اسفة. " هذا كل الذي قلته، لا اعلم كيف لي أن اجلعه يشعر بِحالة افضل لأنه صعب جداً. لقد فقدَ اخر شخص بِعائلته و انا اعرف كيف يَشعر، لأنني خسرتُ ليسَ شخصاً واحداً من عائلتي.....بَل جميعهم بِنفس اليوم.

هذه الذكريات اصبحت تُعيد نفسها اليّ، تذكرني بالتفاصيل و كيفَ حدث و متى و اين و من كانَ مُسببه، لكنني اغمضتُ عيناي اشعر بنفس الألم في قلبي و نكزة كبيرة في صدري ثم فتحتهم اركز على الرَجُل المَكسور امامي.
" ريس دعنا--"

" لقد خسرتها. " اعادَ هو نفس الجملة لكن بِصوت متقطع يَعض على اسنانه بِقوة.

امسكـتُ بوجهه بِكلتا يداي و حركته لكي ينظر لي و لو للحظة، لا اعرف كيف مازلتُ قوية هذا ما اعنني احس انني سوف افقد وعيي أو احترق من الداخل، اتمنى البكاء بِشدة لكن ليس الأن......ليس و ريس مدمر كلياً، لا اريد زيادة الأمر عليه.

" ريس اسمعني........دعنا نذهب حتى.......نعود بها لِلمملكة. "

لم يجبني أو يرد علي ابداً، بل ابقى تلكَ العيون العَتِمة تحدق بِخاصتي مِن دون وجود اية مشاعر يجعلني اضيع لا اعرف كيف اتصرف لكون لا احد قد واساني أو كانَ معي عندما كنتُ بنفس الموقف.
ابتعد عني ريس و نهض ليقف على ساقيه يحمل أغاثا مرة اخرى ثم بدأ بالمَشي الى العربة من دون أن ينظر لأية شخص أو يُعطي رداً لِمن يتكلم.
اخذتُ امشي ورائه لكي الحق به و إذ بيد بيتر تُمسك بي و توقفني عن ذلك.

" دعيه لوحده سيدة هارث. انه يحتاج البقاء وحيداً. " قال بيتر ينظر الى ريس قبل دخوله للعربة و اغلاق أدلار الباب خلفه.

" حسناً. " انا رَددتُ بِكُل بَساطة لأنه مُحق.

ذهبتُ معه الى عربته و ركبناها ثم اغلق السائِق الباب بِصمت يبدو حزيناً و دموعه عالقة بِعينيه. اعني لقد خسرو امَلَهُم مِن بعد ريس و خاصةً ذلكَ الطفل..........أوه يا اللهي فالكين، ما الذي سنخبره و كيف سَنخبره؟
انه مازال طِفلاً قد خسر كلِا والديه بِسن صغير جداً.........لا اعتقد انه سَيتحمل إن علم بالأمر.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


اخذت العربات تمشي في الطريق منذ مدة الأن، نعبر الأنهار و بين الغابات الساكنة في المساء تحت ضوء القمر. النجوم في السماء ايضاً ساكنة، لا تغمز كعادتها لنا بأضوائها الجميلة و الجذابة، كأنها تعرف ما حدث و كأنها في حِداد.


" الوضع سوف يكون سيء جداً جداً. " اخبرني بيتر ينظر عبر النافذة مُعقد الحواجب بعد صمت بيننا.

" ما الذي تعنيه؟ "

" ريس......انه مَكسور، لقد خسر اخر شخص يمتلك دماء عائلته و لا تنسي، حزنه و غضبه، الظِلال التي على جسده تتغذى عليهم و سَيكون وضعه اسوأ مِن الأن بكثير. "

" ماذا يمكننا فعله؟ " سألته اشعر أنَ صدري ضيق يصعب عّلي التنفس.

" لا شيء.......كُل الذي نحتاجه هو الوقت و الصبر و انتِ..........استعدي. "

" بيتر ما الذي تعنيه أرجوك اخبرني جيداً، فأنتَ تجعلني قلقة أكثر. " 

تنهد هو ينظر لي بالعينين مِن دون التفوه بِكلمة لفترة بعدها ردَ عَليّ ليُجيب عن تساؤلي
" ريس لن يكون كما نعرف.....سوف يصبح مختلفاً، ليس لأنه يريد، بَل ظِلاله تَلعب بِمشاعره و انتِ تعرفين ذلك من قبل. خسارة شخصاً عَزيزاً عليه ليس سَهلاً و انتِ أدرى بالوضع. "

أومأتُ له اتفهم كلامه لكن مازلتُ ضائِعة بالذي اخبرني به.....ما الذي يعنيه بأنه سَيتغير؟
هل سيصبح غاضباً كما يفعل كلُما كان حزين؟ ام كيف؟ وحشاً رُبما؟

" اعتقد انه يجب أن تدعيه لفترة سيدة هارث. دعيه مع نفسه لكي على الأقل لا يؤذيكِ بِكلامه أو تصرفاته فَهو لن يتحمل المزيد. لا تريه أو تقتربي منه الى أن يسمح لكِ هو و لا تُعارضيه إن امَر بِشيء لن يعجبكِ."

عقدتُ حواجبي انا ايضاً اعَض على شفتي السُفلية و العب بِأكمام قَميصي الذي يَخرج مِن أسفل المعطف.
" انا اعلم بيتر......لكنني خائِفة و قلقة كثيراً عليه، هل تركه لوحده حقاً بِحل؟ "

أومئ هو بِرأسه بوافق ثم أجابني يُعيد عينيه على النافذة يحدق بِالقمر في السماء المليئة بالغيوم الصغيرة. يا له من مساء جميل لكن بَشع كثيراً لدرجة البشاعة تُغطي على الجمال.
"انه افضل و الحَل الوحيد. ريس ليس بِكائن طبيعي لكونه يمتلك الظلال، لهذا أرجوكِ تفهمي. "


" ما الذي سَيحدث بالظبط بيتر هل لكَ ان تخبرني بالقليل؟ " 

هزة رأسه يرفض لكنه أجابني مِما جعل مِن قلقي يعلوا ليصبح يتحكم بِكُل مشاعري
" سوف تعرفين بِنفسك. "

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

البارت قصير لأنني كنتُ متعبة و لم اكن في المزاج للكتابة لكني حاولت   😣

لا  تنسوا الضغط على النجمة للتصويت 💫

و اكتبوا رأيكم في خانة التعليفات عن البارت 💟💬

سؤال اليوم هو:

هل توقعتم موت أغاثا؟ و ما الذي سيحدث لريس و تاليا؟

و اخيراً لا تنسوا متابعة صفحتي حتى نوصلها 1000  متابع!!!! 🙉💕

Continue Reading

You'll Also Like

169K 3.5K 138
💎مكتملة💎 #قصة_دينية بعنوان : #تُبْتُ على يديه ⁦✍️⁩ بقلم : ايمان العماري لا شك أننا أصبحنا في زمن مليء بالفتن والمل...
8.1K 521 10
منذ القدم كان الاعتقاد السائد أن الأذكياء فقط هم من يتلاعبون بالأرقام، ولا أحد يضاهيهم، أو من تنساب من بين أصابعهم الأحرف وكأنها أنفاسهم. ولكن اليوم...
424K 14.7K 35
تحدث اشياء تفوق الخيال مافيا في مستشفى فتاه عاديه تقع بدوامه من مشاكل مصح للامراض العقليه ذكريات لا تموت ولا تمحى من الذاكره ذهاب الى المستقبل والرج...
11.5K 449 24
وقف هزيلا وهو يقول بضعف : عرفت إنني أحبك، حينما كنت مخيرا في إحدى المرات ،بين أن أكون قاسيا أو المقسو عليه ،فوجدتني وبكل رحابة صدر أستقبل قساوتك ، ول...