تحت الغِطاء الاسود - Under...

بواسطة Minar_bg

6.2M 358K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... المزيد

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52

71.7K 4.2K 3.6K
بواسطة Minar_bg

في الصباح التالي استيقظنا و استدعنا من اجل رحلتنا الطويلة لِمملكة فالينيا لأن. الأجتماع يبدأ غداً باكِراً و نحنُ سوف نغادر اليوم لأن الطريق سيأخذ يوماً كاملاً بالعربات.
اخبرني ريس اننا سَنبقى في فالينيا لثلاثة ايام و ليس أكثر لهذا لم احزم امتعة كثيرة و إنما اخذتُ ثلاثة فساتين وبعضاً من المجوهرات.
قررتُ اليوم أن ارتدي شيئاً مختلفاً لم ارتديه منذ فترة، سِروالاً و قميصاً أبيض مع معطف أسود فوقهم بِما أنَ فصل الشتاء قارِس هنا

 و بنفس الوقت بأمكاني أن اخلعه عند وصولنا لِممكلة الربيع فالينيا و هكذا لن اشعر بالحَر لأنه لا يوجد شتاء بتلكَ المملكة.

بالنسبة لريس فقد فعل المِثل، حزم القليل و ارتدى لباس مختلف لكنه كالعادة كل شيء أسود اللون. 

رفعتُ شعري على شكل ذيل ثم توجهتُ مع ريس لِنغادر الغُرَف.

عندما وصلنا مع الحُراس الى الساحة الكبرى، رأيتُ عربات كثيرة تَصطَف خلف بعضها و بالطبع حراس القصر بِدروعهم و سيوفهم يقفون مع بعضهم ينتظرون ملكهم. خدمات و خدم يجهزون العربات و يضعون الأغراض بِداخلها بِحذر و لكن سرعة.
سموها أغاثا و الأمير الصغير فالكين الذي يكون ابنها يقفون مع بيتر، السيدة مورغن و تيلار يتحدثون.


" هل الجميع موجود الأن أدلار؟ " سأل ريس و نحنُ نتوجه اليهم نَنزِل السلالم الطويلة و الكبيرة للأسفل.


" نعم جلالتك، كل شيء و الجميع هنا كما امرت. " أجابه أدلار.


وصلنا للجميع ليبتسموا لنا و يرحبوا بنا و على وجوههم علامات غريبة تُشعرني بِعدم الراحة بينهم.


" ما خطبكم. " انا هَمستُ لِتيلار أنحني للأسفل لكي تسمعني.

" لا شيء......." هي قالت و انا لم اصدق لكني تركت الأمر و تجاهلته، لن اشغل بالي الأن.

" تاليا! " صرخ الأمير الصغير فالكين بعد أن أنتبه لوجودي و ركضَ نحوي ليُعانقني.

" ايها المُشاكس. " انا ناديته افتح ذراعيي ليضمني هو بقوة.

ابعد رأسه عن كتفي و حدق بي و على وجهه اللطيف أكبر أبتسامة تُظهر اسنانه الأمامية المفقودة.

" لقد اشتقتُ لكِ جداً جداً! " قال هو يضع كِلتا يديه على وجهي.

اعدتُ له الأبتسامة و قلت
" و انا ايضاً.......يبدو انكَ فقدتُ سِنَين، ألا يبرُد فمك عندما تفتحه؟ هل هذه نوافِذ في فمك؟ "

هزة هو رأسه يُخرج لسانه
" لا، هذه علامة انني اصبح كبيراً و انني سوف أكون ملكاً قريباً جداً. "

أومأتُ رأسي بالموافقة و تركته ينزل على الأرض و انا اقف على ساقاي
" نعم انتَ محق، حتى انكَ تبدو اطول و أكثر وسامة. "

" شكراً لكِ سيدتي. " قال هو ينحني كالنبلاء و انا قَهقَهت انحني مثله مُمسكة بِمعطفي.

" فالكين! هيا يجب أن نغادر، لا نريد التأخر. "
قالت له أغاثا تَمُد يدها لكي يأخذها فالكين.

اعاد رأسه ينظر لي ثم قال بوجه و صوت حزينين.
" يجب أن اذهب مع امي، سوف اراكِ عندما نصل. "

" حسناً و انا سوف أكون في العربة الأخرى خلفكم. "

لوحَ لي بيده يودعني ثم ذهب مع أغاثا لِلعربة ذهبية اللون مُرصَعة بالألماس الصافي.

" سيدة هارث، انتي سوف تكونين معي. " قال بيتر يُشير لِعربة بيضاء مُزغرفة باللون الذهبي و الأزرق تقودها خيول سوداء بِشعر رمادي لامِع و قرون رمادية حادة.


حركتُ عيناي انظر الى ريس الذي يتوجه لعربته الذهبية المُرصعة بالياقوت الأزرق و الأسود و تقودها خيول سوداء بِعيون حمراء و قرون مثلها. أخذ ريس تاجه من الصندوق الذي يحمله أدلار له و وضعه على رأسه.
التفتَ ريس بأتجاهي يُرسل لي أبتسامة صغيرة و يومئ رأسه بعدها دخل هو و أدلار للعربة و انا ذهبت مع بيتر لِخاصتنا.
بعد أن دخل الجميع و تجهزوا، بدأت العربات بالتحرك واحِدة تِلوىَ الأخرى، نتخطى الحواجز الحديدية للقصر و نعبر الجسر و الى الطريق لِمملكة فالينينا انطلقنا.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جلستُ في العربة انظر عبر النافذة الصغيرة للطريق المُغطى بالثلوج و الغابات البيضاء الجميلة، رائعة المنظر.
لم افتح فمي منذُ وقتٍ طويل الأن، اجلس مع بيتر بنفس العربة لا اسئله كيف حاله أو عن اية شيء اخر. فأخر مرة رأيته فيها كانت في الزنزانة بعد أن حاول لاين أن يقتلنا و يهرب لولا وجود ريس لينقذنا.
مع انني أغلي فضولاً لِمعرفة كيفية تحول بيتر للبشري، إلا انني لم اجرئ على فعل ذلك و لا اعلم ما الذي يمنعني.


" تبدين ضائعة بالأفكار سيدة هارث. " فجأة سأل بيتر كأنه قرأ افكاري أو شعر بي.

ابعدتُ عيناي عن جمال الغابات و الثلوج ناصعة البياض لأضعها على عينين بيتر سماوية اللون.

" في الحقيقة نعم، انا كذلك. " قلت له أوافقه.

" ما الذي يجول في رأسك؟ "

" الكثير. "

" مثل ماذا؟ اخبريني لَرُبما يُمكنني مساعدتكِ. "

تنهدتُ بِخفة اعيد عيناي للنظر عبر النافذة المغلقة، امسكتُ بِأكمام قميصي الذي يظهر اسفل المِعطف و بدأتُ باللعب بِها. انها عادة لدي، كلما كنتُ متوترة جداً.


" اريد أن اعرف، كيفَ حالك؟ كيف تشعر، هل انتَ بخير؟ " سألته أدع أول سؤال بِسيط له.

" انا بخير سيدتي، لم اتأذى و لو فعلت لكنتُ قد شُفيتُ نفسي بِسهولة، لهذا لا تقلقلي. "

أومأتُ اتفهم ثم اغلقتُ فمي لا اسئل المزيد.

" ماذا عن السؤال الثاني الذي يَجول في بالك؟ " سألني هو بعد لحظة صمت قصيرة.


رفعتُ رأسي عليه أرمش كالتي أدركَتَ الأن انها تملك حاسة السمع.
" سؤال ثاني؟ "

" نعم تاليا، لديكِ سؤالاً هناك. " قال هو يبتسم و يُشير بأصبعه على رأسي.


عندما يستخدم بيتر اسمي الأول معي، فأنا اعلم بهذه اللحظة انه يعرف ما يجول في بالي و ينتظر مني أن اتكلم لِهذا فعلت و تركتُ مِن لساني يتحدث
" كيف؟.......لقد شعرتُ باليوم الأول عندما قابلتكَ فيه بِشيء غريب فيك. و تأكدتُ من كونكَ تُخفي شيئاً في اليوم الذي ذهبنا فيه لمدينة القمر الأبيض من اجل أحضار اغراضاً ليوم ميلاد ريس. في اللحظة التي بدأتَ بالتحدث عن عالم البشر كأنكَ تعرفه كَكف يدك، علمت انكَ مختلف. "

" هذا صحيح. كل الذي سمعتيه من الرجل في الزنزانة و كل افكارك عني صحيحة. لقد كنتُ بشرياً قبل مئتين سنة. قصتي مُعقدة لكنني سوف أبَسِطُها لكِ بما اننا في رحلة الأن و لدينا كل الوقت. "


" إذاً اخبرني بِكل شيء، فأنا كُلي أذانٌ صاغية. "


أومئ بِرأسه ثم اختفت أبتسامته من على شفتيه ليبدأ بِحكايته هو
" كنتُ شاباً في منتصف العشرينيات، فقيراً اعيش بِقرية فقيرة في مدينة أنسيتي القديمة. لقد فقدتُ عائلتي إثر الجوع و الفقر و لم املك احداً في حياتي غير نفسي. حاولتُ العثور على عمل لكن لم يقبل بي احداً لكون تلكَ الفترة صعبة لإجاد عمل يجني مالاً جيداً. يوماً ما كنتُ امشي على اطراف الغابة التي تُسمى الأن بِ أبيرو فأنتي تعرفينها."

أومأتُ له بِ نعم فهي نفس الغابة التي دمرت حياتي و هو أكمل كلامه.
" سمعتُ اصواتاً غريبة لم اسمع مثلها من قبل قادمة من الغابة، لهذا لكون الأنسان يمتلك فضولاً أكبر منه، لحقتُ بالصوت الى داخل الغابة. بقيتُ امشي فيها حتى عثرت على رجلٌ غريب الشكل يملك اجنحة شفافة صغيرة بأذان مُدببة. خفتُ كثيراً لأنني لم أرى احداً مثله و حاولتُ الهرب لكنه سمعني بسرعة و أوقفني. و بِأختصار اخذني معه لهذا العالم بعد أن عَلِم عن حياتي البائِسة. "

" هل مسموح للجنيات بأخذ البشر لهذا العالم هكذا؟ " انا سألته محتارة و متفاجئة من هذه المعلومة مهما درست عن هذا العالم، اكتشف اموراً اخرى.


" نعم مسموح، بشرط ألا يعود البشري لعالمه. الرجل الذي اخذني معه الى هنا، كانَ كبير بالعمر و وحيداً لكنه قوي البنية و نشيط يعمل بالتجارة بين الممالك. علمني كل شيء حتى اصبحتُ اخذ عنه اعماله إن شَعَر بالتعب أو لم يكن يملك النفس للعمل. أحببتُ عملي و أحببتُ العيش بِهذا العالم و بالأخص هذه المملكة الجميلة أسليرا. "

توقفَ هو قليلاً ينظر عبر النافذة كما كنتُ افعل و أبتسم أبتسامة جعلت من وجنتيه تنتفخ و تجاعيد تظهر عند عيونه.
" اصبحتُ انظر للحياة من زاوية مختلفة، لقد كنتُ قد فقدتُ الأمل ولكن بِسبب ذلك الرجل، استعدتُ نظرتي و اصبحتُ اتمسك بالحياة و أراها جميلة مع انها ليست عادلة مع البعض. في ذلك الوقت لاحظتُ حُب و حماس الرجل في كل مرة يعود للمنزل من اجل أن يذهب لمكتبه و يبدأ القراءة بِجانب المِدفئة، كان يقرأ الكثير من الكتب المختلفة و يدرس عن اية شيء يُثير أهتمامه، كانَ عبقرياً يعرف كل شيء و عن اية شيء. و إن حاولَ احداً تحديه كان يفوز عليهم بِعقله الذكي ذاك. "

" أنا أرى انكَ تعلمت تِلكَ الميزة منه. " قلت له انا أبتسم كذلك.


" هذا صحيح، لقد علمني ايضاً حُب القراءة و دراسة كل شيء تنظر عيناي له. في الحقيقة كنتُ اقضي كل وقت فراغي في مكتبه اقرأ الكتب من دون الشعور بالملل و إنما الحماس الكبير لِكُل كتاب جديد افتحه. مَضَت سنوات كثيرة و تعرفتُ فيها على فتاة شابة مِن الجنيات كانت كالحلم بالنسبة لي. تزوجتها و عشنا سوياً مع الرجل الذي الى الأن انا مُمتن له. "


رفعتُ حواجبي بِدهشة لكوني لم اعلم انه كان متزوجاً و خاصةً من جنية و هو ضحك عَليّ.
" نعم نعم، انا كنتُ متزوج لكن لم امتلك اي اطفال مع الأسف. المهم، في تلكَ الأيام، حدثت الحرب فجأة بين أسليراً و شادونايت و بِسبب تلكَ الحرب انقلبت ايامنا الجميلة للبشعة و المرعبة. كابوس يكون قليلاً بِوَصف تلكَ الحرب الشنيعة. فقدنا انا و زوجتي منزلنا لهذا ذهبنا الى منزل الرجل و بقينا هناك. ظننا اننا سوف نكون بأمان بِما أنَ منزله كان في الضواحي لكنا كُنا مُخطئين. "


" ماذا حدث؟ " سألته بِفضول كبير أقترب بِجسدي للأمام.

تنهد هو يُعقِد حواجبه يتخيل الموقف كما فعل ريس عندما اخبرني بقصته
" الشادونايتس حرقوا جميع المنازل و كان منزل الرجل إحداهم، و لأن الرجل كان عجوزاً ضعيفاً، لم يستطع الهرب من المنزل الذي يحترق. لم استطيع تركه لوحده لهذا عدتُ و دخلت المنزل لكي انقذه مع أنَ زوجتي مَنعتني الفَ مرة و ترجتني أن ابقى معها إلا انني رفضتُ و دخلت. الرجل كان يفقد الحياة لأنه تنفس الدخان لفترة طويلة و هو مِنَ الأساس مريض، حاول هو ايضاً أن يبعدني عنه حتى اعود لِزوجتي، لكنني مرة اخرى رفضت. احترقت خشبة كبيرة مُعلقة بالسقف تُمسِك حائطين و تثبتهم ليقعوا عَليّ و على الرجل. علمتُ في تلكَ اللحظة انه لا امل للهروب لأنني عالق تحت الخشبة و بِجانبي الرجل ميت لا يتحرك."

" ماذا عن زوجتك؟ "

رأيتُ عينيه ضبابية بسبب دموعه التي ترفض النزول ليُكمل و يجيب بيتر على سؤالي.
" كانت في داخل المنزل ايضاً، لقد لحقتني للداخل........يا لها من مجنونة و عنيدة. يبدو أنَ صِفة العناد موجودة في جميع النِساء. رأتني هي بالطبع في حالة لا يُحسد عليها و هَمَت إليّ لتساعدني، حاولت رفع الخشبة عني لكنها فشلت و عادت تحاول مجدداً و مرة اخرى فشلت لكونها ثقيلة و النيران عليها تُشِتعل أكثر تأكل الخشب بسرعة و تأكلني معها. "

" ظننتُ أنَ الجنيات تستطيع حمل منزلاً إن أرادت بيدها، انا لا اقول انها ضعيفة لكن لماذا لم تستطع رفعها بِسهولة؟ "


حرك بيتر عينيه ينظر لي بِحزن شديد يعض على شفته و يبلع ريقه لكي يُجيبني
" هل اخبرتكِ يوماً أنَ الجنيات إن حَمِلَت بِجنين تصبح ضعيفة؟.............أسوأ من كل الذي حدث، انها لم تفقد الأمل و انها حاولت مراراً و تكراراً رفع الخشبة مع انها حامِل بِطفلي و قد تُضِر الجنين إن أكملت المُحاولة لكنها لم تستسلم ابداً و انا احمق لم أكن املك فكرة على انها تحمل طفلاً بِبطنها. كان أكبر ندم في حياتي انني لم انصت لها، لأنه لا توجد جنيات و بشر يتزوجون كثيراً و الأنجاب ليسَ سهلاً بِما أن البشر و الجنيات ليسوا من نفس الفصيلة. "

وضعتُ يدي على فمي أضُم يدي على نفسها على شكل قبضة اسمع له يتحدث بِصعوبة و دموعه الأن استسلمت بالنزول على وجنتيه لتصل الى فخذه و تبلله.
" بعد أن ترجيتُها أن تدعني و تنقذ نفسها، جلست على ركبتيها بِجانبي و اخبرتني انها حامل.....كانت تبكي بِحرقة تتمنى لو انها لم تكُن حامل. هل سمعتي امرأة تحمل بأول طفلها تقول هذه الكلمات؟ في تلكَ اللحظة حاولتُ التمسُك بالحياة من اجلها لكن لا جدوى، كانَ صعبً جداً و انا فقدتُ القدرة على التنفس و النيران حرقتني بِشدة. "

توقف بيتر يأخذ نفساً ثم اخرجه من فمه بِعمق يشكل يديه لقبضات على حضنه.
" نادراً ما تتحول البشر للجنيات لصعوبة فعل ذلك. رأتني عزيزتي تاليل اموت امامها فَحاولت لِلمرة الأخيرة برفع الخشبة و لأن الله رَحيماً ابعدت الخشبة عني و اخذتني لخارج المنزل بأخر لحظة قبل أن يتحول كل شيء لِرماد. كنتُ قد فقدتُ الحياة لكن تاليل رفضت التصديق أو تركي اموت، لهذا فعلت مالم تتوقع هي نفسها أن تفعله، وضعت يدها على صدري و اعطتني كل طاقة، امل، قوة، حياة و روح بِها لي انا. "

" نقلت نفسها لك؟ " بالكاد اخرجتُ السؤال لِصدمتي القوية، لم اعد اعرف كيف احرك لساني.


أومئ هو ثم أجابني يضع يده على صدره كأنه يشعُر بِها في داخله كما اشعر انا بأمي في داخلي كلما اشتقتُ لها و شعرتُ بالضيق.
" لقد فعلت.......لقد اعطتني حياتها و حياة طفلنا لكي اعيش. كم انها انانية، كانَ يجب عليها أن تعيش هي و تجعل من طفلنا يكبر معها و يصبح شاباً جميلاً و قوياً مثل امه. لكنها انانية، تركتني اعيش لوحدي لسنوات لا تُعد و تُحصى مع ذِكراها فقط و طفلي الذي لم يولد و يرى الحياة ابداً. "


" هل دائماً ما تموت الجنيات عند فعل ذلك؟ " انا سألته امسح دمعتي من على وجهي.


" لا اعلم.......لم أرى تحولاً اخراً في حياتي كلها. سمعتُ انهم نعم يموتون، لكن لم اشهد على اية تحول. اذكر انني استيقظتُ و الجنيات من حولي في الطريق بِجانب المنزل الذي اصبح رماداً كأنه لم يكن موجوداً اصلاً و بجانبي كانت، زوجتي مُمسكة بيدي لا تتحرك. منذ ذلك اليوم حاولتُ أن اقتل نفسي لأنني لم اتحمل ابداً، لكن الله لم يدعني لأنه يعلم أن الأنتحار أكبر خطأ و انه لو فعلتُ ذلك لم أكن لأكسب شيئاً. لهذا قابلني احد حُراس الملك الخامس أيكسا، والد ريس و احضرني للقصر بعد أن اكتشف انني اعرف الكثير عن كل شيء، لقد اعطاني اسم العالم المتحول و منذ ذلك اليوم و انا اعيش في القصر اعمل للعائلة الملكية كمأمور المكتبة لكوني عالِماً لديهم. "

وضعتُ يدي على ركبة بيتر و ضغطتُ عليه بِلطف أريه انني هنا معه. وضعَ يده فوق يدي و أبتسم لي بوجهه البشوش.


" انا اسفة على خسارتك بيتر، لكن يجب أن تعلم انها تركتك لتعطيك حياةً اخرى و املاً اخراً لتعيش به إن لم يكن من اجلك فأنه من اجلها و اجل طفلكما. "
انا قلت له بِرقة و تفهم.

" شكراً لكِ عزيزي، لهذا انا هنا الأن، بِسببها هي فقط. "

يالها من قصة......مؤلمة و حزينة. و يالها من امرأة، لم تستسلم و عندما لم تَعُد ترى املاً لحُبها خلقت املاً بنفسها و اعطته له، لزوجها و حُب حياتها.
كم انها بطلة بِمعنى الكلمة، كم انها قصة بألف معنى. تمنيتُ لو أنَ زوجته مازالت على قيد الحياة، لكنتُ تعلمتُ منها الكثير و لكانت تلقت الأحترام الكبير من الجميع لكونها امرأة قوية و شجاعة.
اريد أن أكون هكذا لريس.

اريد أن أكون املاً له و ضوءاً لظلامه. اريد أن تكون يدي أول يد لتمسك به إن وقع.
أن أكون له للأبد......لكن هل هذا مُمكِن؟

انا بشرية، حتى لو عشت معه لسنين فأنا سأكبر و اصبح عجوزاً و هو سيكون شاباً يكبر بِبطء كل عشر سنوات مرة. هززتُ رأسي بِخفة احاول أن احول تلكَ الأفكار السلبية للأجابية و مهما حاولت.......تلكَ الأفكار السلبية أكثر واقعية مِن غيرها.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


وصلنا بعد يومٍ كامل من الجلوس في العربات و عدم التوقف إلا لقضاء الحاجة أو تناول الطعام و جعل الخيول تستريح.
كان الأمر فوق الخيال، في ثانية كنا في فصل الشتاء مع عاصفة كبيرة من الثلوج و الهواء و ثانية اخرى اصبحنا بِفصل الربيع، تحيطنا زهور بألوان براقة و جميلة، اشجار وردية، خضراء، حمراء في كل مكان.

عصافير تُحلق و حيوانات تجري بالأرجاء مع بعضها. أنهار تلمع تحت اشعة الشمس الدافئة و عشب الأرض يتراقص مع كُل نسمة هواء. خط واحد......خط واحد يفصل بين هذين الفصلين المختلفين. أكادُ لا اصدق لولا حدوث هذا امام عيناي.


" أهلاً بكِ بِمملكة الربيع. " قال لي بيتر بعد أن رأني بِفم مفتوح مندهشة من جمال هذه المملكة الى الأن.


مررنا بعد مدة طويلة في طرقات حجرية لنعبر أبواب بيضاء عملاقة مَحروسة مِن مجموعة مِنَ الحُراس و الى المدينة وصلنا.
انها تبدو كمدينة القمر الأبيض. مُكتظة بالجنيات و مختلف انواع المخلوقات. لكن هذه الجنيات ترتدي ملابس ربيعية كأنها مصنوعة من الطبيعة نفسها. مِن نباتات و اعشاب و زهور حتى الأغصان النحيلة و الصغيرة مع الخشب كذلك. المدينة مليئة بالزهور في كل مكان، على الأرض، امام المنازل، عند المتاجر حتى مُعلقة بِحبال بين المنازل.

روائه عطرة تطفوا في الهواء بعد أن سمح لي بيتر بِفتح نافذة العربة لأخرج رأسي منها. السماء صافية لا يوجد فيها غيمة، تُعطي للمدينة الجميلة حياة أكثر. 

" هل تعرفين اسم المدينة؟ " سألني بيتر بعد أن ادخلتُ رأسي للعربة من جديد لكن تركتُ هواء الربيع المُنعش يغير من اجواء العربة.

أومأت برأسي و أجبته أبتسم
" انها تسمى مدينة الشمس. "

" و ياله من اسم بَسيط لكن بِمعنى حقيقي. "

اعدتُ أومئ رأسي مُجدداً أوافقه الرأي.
انها حقاً شمسية كما لو أنَ الشمس قريبة من المدينة بشكل ملحوظ، لكنها ليست ساخنة على الجلد بَل كأنها تُقبلها بِلطف و دفء.

لاحظتُ بعضاً من الجنيات تتوقف لتحدق بِالعربات التي تجري في المدينة. على وجوه الجميع الدهشة و الأعجاب، منهم من يُصَفق في الحقيقة و يرفعوا اذرعهم في الهواء يلوحوا لنا و انا لحماسي معهم، اخرجتُ يدي الوح لهم ايضاً.

" انهم شعب لطيف. "
تَمتمتُ مع نفسي لكن بيتر سمعني ليقول

" انهم شعب كالفصل نفسه.......الربيع."


اخذت العربات تُسرع أكثر خارج المدينة، لنصبح بِجانب نهر لصفائه، ظننته غير موجود اساساً. يمكنني رؤية الأسماك ملونة بألوان لم أرى مثلها. النهر طويل جداً، لكننا بعد فترة وصلنا الى طريق مُبلطة بِحجارة بيضاء تبدو ناعِمة المَلمس.


" اين يقود هذا الطريق؟ " سالتُ بيتر بِحيرة اعَقِد حواجبي.

" لقد وصلنا للقصر الملكي الخاص بِفالين." أجابني هو يُشير بأصبعه على النافذة و انا لحقتُ بِها لأرى قصراً كبيراً كأنه يَصل للسماء لشدة عُلوه.


 على رأس القصر قُبة صفراء. إنَ شكله لا يشبه القصور الأخرى، بَل مختلف لكن بنفس الوقت جميل جداً.
توقفت فجـأة العربات بِمكانها و سمعتُ على ما اظن الرجل الذي يقود عربتنا يتكلم مع احد حُراس القصر الملكي.


" من يوجد في الداخل؟ " سمعتُ الحارس يسأل.

" العالِم الخاص بالملك و خادمة الملك الشخصية. " أجابه الرجل الذي يقود العربة.

سمعتُ اصوات أقدام تقترب مِنا ليظهر حارس يلبس درعاً ذهبياً و على خوذته ريشة حمراء كالذي رأيتها عندما زارنا فالين في أسليرا.
حدق بِنا الحارس ينظر لكلينا بعدها أومئ لنا و عاد ليختفي.

" حسناً، اسمحوا لهم بالدخول! " صرخ الحارس بصوت عاليٍ.

بدأت العربات بالتحرك مرة اخرى لنكمل طريقنا الى داخل القصر الملكي.
فور عبورنا الأبواب الحديدية صفراء اللون، توسعت عيناي على منظر الساحة الكبرى. انها واسعة جداً مُبلطة بالحجارة البيضاء و توجد اعشاب خضراء جميلة في كل مكان. حراس و خدم و عاملون يمشون مع بعضهم و يعملون لكنهم عندما رأونا، حدقوا بنا و على وجوههم المُشرقة أبتسامات عَريضة.

توقفت العربات و اخيراً بعد أن وصلنا لمنتصف الساحة ثم فتح الرجل الذي يقوج عربتنا الباب لنا لكي نخرج. خرج بيتر أولاً بعدها مَد لي يده لكي اخذها و يُساعدني على الخروج.
حدقتُ بالمكان من حولي أتمعن بِجمال الهندسة العظيمة. كل شيء خيالي حتى يوجد تِمثال لأمرأة كبير مَنحوتَ بِشكل فني و دقيق بالتفاصيل.


" جلالته سوفَ يكون هنا بأسرع ما يُمكن. "
سمعتُ صوت رجلاً مألوفاً لأستدير إليه و أرى خادم الملك فالين الذي يُدعى مايكا يقف امام ريس و أدلار.


" لا بأس، فأنا اعتدتُ على تأخره دوماً، ياله من رجلٌ وقح. " قال ريس يتنهد و يحرك يده بالهواء لا يبالي.


" هيا، تعالي ننضم لهم. " اخبرني بيتر يتحرك لكي اتبعه.

اقتربتُ اقف بِجانب ريس لكن اترك مسافة بيننا لأنتبه أن يده ممدودة بِشكل غير ملحوظ. رفعتُ حاجباً لم افهم ثم حركتُ عيناي عليه لأراه يُحدق بي و على وجهه أبتسامة صغيرة يُشير لي لكي امسك يده بِسرية.


هل ظلاله تؤلمه مرة اخرى؟
انا سألت نفسي اخذ خطواتي أقترب إليه و المس يده من خلف ظهري.

امسك بِاصابعي بِرقة يُرخي أكتافه كأنهم كانوا مَشدودي الأعصاب. لكنه بِسرعة رفع يده ليمسك بِمعصمي فوق الملابس.

" شكراً لكِ. " هَمس هو بأذني.

تركتُ جداري الخفي يَنخفض حتى يشعُر بِالذي اشعر به له. و رأيته يبتسم أكثر حتى رأينا رجل بشعر أشقر على رأسه تاج ذهبي و طويل القامة يرتدي ملابس ربيعية يخرج من خلف ابواب القصر و بِجانبه امرأة بِشعر أشقر مائل للأبض أكثر طويل ترتدي رِداءاً أبيض طويل يصل للأرض مُتجهين نحونا و على وجوههم أبتسامات تُظهر اسنانهم.


" أهلاً بِكم في فالينيا! " قال الملك فالين يُعانق ريس و يومئ برأسه للبقية لكنه ترك عينيه عَليّ لفترة اطول و انا رددتُ له الأبتسامة.


" لقد تشرفنا بوجودكم يا سادة و حضرة جلالة الملك طبعاً. " قالت الأمرأة التي تشبه فالين كثيراً، أنتبهت انها تمتلك عينين بألوان مختلفة مثله ايضاً.


" الشرف لنا سموكِ. " قال لها ريس ينحني مُمسكاً بيدها و يضع قبلة صغيرة عليها.

بعد أن وقف مُستقيماً، أقتربتُ مِن ريس و هَمستُ سؤالاً فضولياً
" هل تكون اخته؟ "

أومئ هو برأسه و قال
" هذا صحيح. انها تدعى الأميرة فينار. "

" هيا لندخل، حتى تُرتبوا كل شيء و نبدأ بتناول الغداء، انا متأكد انكم جائعون جداً. " قال فالين يُشير للجميع بالدخول.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


دخلنا القصر الملكي لأنبهر أكثر و أكثر. كل شيء لامِع و جميل، مِنَ الجُدران سكرية اللون للأعمدة الكبيرة المنحوتة بِشكل رائع و النوافذ العملاقة التي تدع من اشعة الشمس بالدخول الى كل منطقة و زاوية في القصر.


" سوف اخذ منكم جلالة الملك ريس و السيد بيتر لأن لدينا عملاً صغيراً و انتم يا سادة الحقوا الخدم لكي يأخذوكم للغرفكم حتى تستعدو للغداء في قاعة العرش خاصتي." قال فالين يُشير بيده للخدم حتى يتقدموا و ينحنوا أحتراماً لنا.

ذهبَ ريس و بيتر مع فالين في طريق مختلف و نحنُ ذهبنا مع الخدم الى سلالم تقود للأعلى الى الطابق الأول.

" امي....هل غرفتنا فيها كُتب؟ " سأل فالكين أغاثا يُحرك يدها المُمسِك بِها حتى تُجيبه.

" نعم سموك، يوجد كُتب كثيرة. " أجابت خادمة مبتسمة بدلاً عن والدته لأن أغاثا لم تعرف بِماذا تُجيبه.

أومأت لها أغاثا بِأمتنان و أكملنا طريقنا نصل لردهة واسِعة فيها ابواب بيضاء منحوت عليها زهور باللون الأصفر.

" سيدتي، تفضلي معي، فَغرفتكِ ليست هنا بل في الأعلى. " قالت لي خادمة بِبشرة حنطية و عيون عسلية بِشعر بني فاتح.

" لماذا غرفتي ليست معهم؟ " سألتها مُتعجبة.

" غرفتكِ مع غرفة جلالة الملك ريساند و هي تكون في الطابق الأعلى سيدتي. "

" أوه.......حسناً. " قلت لها اشعر بوجنتاي تَحمر مِن نظراتها كأنها تعرف انني لستُ بِخادمة فحسب.

ذهبتُ ورائها نأخذ السلالم مِن جديد للأعلى حتى وصلنا لردهة واسعة مثل غيرها، لكن يوجد باب واحِد بُني في اخرها.

اخرجت الخادمة مفتاحاً من جيب ردائها و فتحت الباب به تدعني ادخل أولاً. الغُرفة كأنها من قصة من الخيال الذي قد تسمعونها من مُحبي الأزهار. الغرفة بيضاء تماماً، لكن على الجدران و في كل مكان زهور وردية جميلة.
ما لفت أنتباهي أكثر هو السرير الكبير. توجد وروداً مُعلقة على السقف، فوق السرير بالضبط. رائِحة الغرفة عَطرة تجلب السعادة للقلب.الغرفة بِشكل عام فيها طاقة إجابية لا غير.

" اين تريدين منا أن نضع اغراضكِ و اغراض جلالته؟ " سألتني الخادمة تُعيدني مِن تمعني في الغرفة.

" أوه...أممممم ضعوهم هنا وانا سوف ارتبهم كما اريد. " أجبتها اعيد لها الأبتسامة.

أومأت هي التفهم ثم اشارت للخدم بوضع الصناديق و الأغراض على الأرض ثم أستأذنوا حتى يُغادروا و يتركوني لوحدي هنا.
اخذتُ امشي في ارجاء الغرفة المس و أتمعن بالأغراض التي بِها ليقطع تمعني صوت دق على الباب.
توجهت إليه لأجيبه و أرى أنَ الطارق هي اخت الملك فالين فينار نفسها، و تحمل بيديها فُستاناً مِن أجمل ما يكون. 


" أعتذر على أزعاجك، لكن لدي هدية. " قالت هي بِكُل لطافة و صوت ناعم جداً مِثل شكلها.

فتحتُ الباب أكثر حتى تدخل هي و تضع الفستان و على ما يبدو طقماً داكِناً على السرير، اعتقد أنَ الطقم لِريس.

" لا تعتذري سموكِ فأنا لم أكن افعل اية شيء بعد." قلت له انحني بِجسدي احتراماً لها.

" أوه أرجوكِ لا تنحني، لا أحِب الرسميات مع من يقربونَ الملوك و خاصةً ريس. " 

رفعتُ نفسي أرمش عليها بِجفوني محتارة ثم سألت انا بصوت متقطع
" قريبة......الملـ.....الملك؟ "

أومأت هي تُشابك اصابعها بِبعضها امامها ثم أجابت
" الستِ حبيبته؟ "

أحسستُ بوجهي يَحترق على جرئتها باللفظ بالكلمات بِكل سهولة كأنه اسهل شيء على وجه الأرض.
" حبيته؟......سموكِ انا--"

" لا داعي للتظاهر سيدة.....سيدة هارث؟ فالين اخبرني بكل شيء، بيني و بين اخي لا توجد اسرار و لا تخافي، سركِ في بئر عميق. "


تنهدتُ بِعمق اشعر بالراحة بعض الشيء معها ثم رسمتُ أبتسامة لها مُمتنة.
" شكراً لكِ سموكِ، انا......احاول أن اخفي الأمر للأن، لكن اعتقد أنَ ريس يُحِب أن يُعارض قراراتي في هذا الموضوع. "

 

" لديه الحق بفعل ما يريده و مع من يريده، فَنادِراً ما أرى ريس سعيداً. اليوم عندما رأيته يبتسم لكِ و يمسك بيدكِ شعرتُ بِسعادة كبيرة. "

" رأيتينا؟ " سألته مُنبهرة لِشدة أنتباهها على كل شيء.

" نعم بالتأكيد، لدي حِدة بالنظر. " قالت هي تضع يدها على فمها و تُقهقه بِصوت منخفض.

من الأن انا مُعجبة بِها، لديها شخصية لطيفة و جريئة، قد نصبح اصدقاء جيدين مع بعضنا.

" بالمُناسبة، ناديني بِفينار، أُفَضِل الأسم على اللقب. " قالت هي لي تَمُد يدها لكي اصافحها.

اخذتُ يدها و صافحتها اقول
" سررتُ بالتعرف عليكِ فينار، و انتِ ناديني بِتاليا. "

حركتُ عيناي على الفستان الذي يستريح فوق السرير ثم سألتها ارفع كِلا حواجبي للأعلى
" لقد قلتي أنَ الفستان والطقم هدية صحيح؟ "

" نعم صحيح، نحنُ نُحِب أهداء الملابس أكثر من اشياء اخرى فَكما تعلمين، نحنُ نصنعهم بأفضل و أجود انواع الحرير و القُماش. "


" انتِ محقة، لدي فستاناً قد اهداني إياه جلالة الملك فالين عندما زارنا في أسليرا. لأكون صريحة، انه المُفضل عندي. "


" اعتقد انكِ سوف تحبين هذا أكثر. " اخبرتني هي تُشير بيدها للفستان.

" هل وصلتكم هدايانا ايضاً؟ " سألتها انا بِفضول.

أومأت فينار تُعلِمني بأنها اخذت الهدايا التي تكون ياقوتاً و ذهب.
" نحنُ مُمتنون جداً لكرمكم الكبير، جمال الياقوت و المجوهرات بشكل عام عندكم. "

" من الجيد سماع ذلك. "

صفقت فينار بيديها و بدأت بالتحرك الى الباب قائلة بِصوت فيه تشجيع.
" حسناً تاليا، سررتُ انا ايضاً بالتعرف عليكِ لكن يجب أن تستعدي حالاً قبل موعد الغداء، يمكنني سماع صوت معدتكِ تزقزق لكونها جائعة و انا سوف اغادر لأستعد و سوف أراكِ في قاعة العرش. "

" حسناً. "

و بذلك غادرت الأميرة الغرفة لتدعني مرة اخرى وحدي في هذا المكان الذي يلبسه الورد.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

حدقتُ بنفسي في المرآة عندما أنتهت جيانا و تيلار من مساعدتي ارتداء الفستان و وضع البودرة و اشياء اخرى لتبرز مفاتن وجهي أكثر و بالطبع تركتُ جيانا تُرتِب شعري على طريقتها.
الفستان بدا حقاً جميلاً جداً و شيء لم أرى مثله من قبل. انه طويل و ملون بألوان ربيعية لكنها حادة و مُثير.

شعري تركته منسدل لكن وضعتُ جهة منه خلف أذني اليُسر اظهر أقراط أذني الذهبية على شكل ورق شجر.
قِطعة من اكسسوارات جميلة وضعتها على ذراعي العلية كاللمسة للفستان. 

انا حقاً بدوتُ نفسي لكن بِعظام وجه بارزة و عينين مُدخنة تُظهر لون عيناي الشُهل ( مزيج بين الأخضر و العسلي) بشكل افضل.

" يا اللهي لو كنتُ رجلاً لوقعتُ بالحُب من أول نظرة. " قالت جيانا تضحك و تصفق بيديها بعد أن أنتهينا من كل شيء.

نظرت لها أبتسم بالمرآة ثُم حركتهم على تيلار
" شكراً لكما. "

" لا تبدأو بالدراما و المشاعر فأنا يجب أن اذهب، ريس سوف يأتي في اية ثانية. " قال تيلار تحرك يدها في الهواء لكن رأيتُ نصف أبتسامة على شفتيها.

" حسناً إذاً، و انا يجدر بي الذهاب.......أمممم الى غرفتي و إن احتجتي اية شيء، ارسلي بِطلبي. " قالت جيانا تُعانقني من جانبي ثم ابتعدت و غادرت مع تيلار.


قبل أن تغلق الباب غمزت لي جيانا و انا اخرجتُ لساني عليها.
بعدَ دقيقة كاملة سمعتُ صوت دق على الباب ثم دخل منه ريس يتنهد يبدو مُتعباً. استدرتُ له اضع يداي امامي مُشابكة اصابعي بِبعضها.


" آههه........ياله من يوم. " قال ريس يغلق الباب خلفه ثم رفع رأسه يُحدق بي مُتجمد بمكانه.

رسمت أبتسامة صغيرة له لكنه لم يُبدي اية ردة فعل غير التحديق بي كأنه يراني لأول مرة.
و اخيراً اخذ خطواته نحوي يُحرك عينيه مِن أقدامي حتى رأسي ليقف امامي تماما. رفع كِلتا يديه لي لكي اخذهم و فعلتُ، اضع يداي بِهم ثم جعلني أدور كالراقصة.


" دوماً ما اسأل نفسي.....هل انتِ حقيقية؟ " قال هو يبتسم و في عينيه الوميض لوجود اشعة الشمس عليهم.

" اعتقد انني حقيقية. " أجبته اقهقه.

اقتربتُ انا منه حتى اصبح وجهي قريب مِن وجهه، اشعر بِأنفاسه تضرب شفتاي. اخذتُ خطوة اخرى حتى اصبح بيننا مسافة شعرة و إن اقتربتُ أكثر ستنغلق هذه المسافة.
أغمض ريس عينيه ينتظر القُبلة و انا امسكتُ نفسي لكي لا اضحك على لطافته لكني وضعتُ يداي على صدره و دفعته بعيداً اقول له بِصوت ماكِر.

" اذهب و استعد فَلا اريد أن نتأخر على موعد الغداء."


ضَيّق عينيه الباردة عَليّ بأنزعاج لِخداعي له ثم شابك ذراعيه
" هل هذا ما يهم الأن؟ "

أومأت له و أجبته اتجه لِلطقم الموجود على السرير و أفرده بِشكل جيد حتى لا يتجعد.
" نعم هذا مهم، لا اريد أن نُعطي انطباع أول سيء كالتأخير. "

" فالين لن يهتم، انه يتأخر و جزء مني يريد أن يلقنه درساً كما يفعل معي في كل مرة يتأخر فيها لوقتٍ طويل."


حركتُ رأسي إليه و رفعتُ حواجبي مازلتُ أرَتِب الطقم.
" لا يهمني فالين، بَل اخته......فَهي لطيفة و محترمة، لا اريدها أن تراني وقحة بِما انها أول مرة لي في فالينينا. "

هَمهَم ريس قليلاً ثم استسلم لي و بدأ بِخلع ملابسه.

" هذا الطقم سَيبدو عليكَ رائع مع انني كنتُ اتمنى لو تدعه للغد في يوم الأجتماع. "
قلتُ له بِصوت حزين لا انظر إليه بل أرَكِز على جمال الطقم الأسود و الوِشاح الذهبي معه.

" صحيح لقد تذكرت أن اخبركِ بأمر تَغيير الخُطَط. "

استدرتُ له لأراه غير موجود معي في نفس الغرفة بَل في الحمام.
" ما الذي تَغير؟ الن يأتوا غداً على الأجتماع؟ "

لم يُجبني بِسرعة بَل اخذ وقته كأنه يأخذ حماماً في الحوض.
" سيأتون، لكن ليس غداً........بَل اليوم قبل غروب الشمس، في الحقيقة ملك مملكة أريزو (مملكة الغابات) و ملك مملكة البحار موجودين في القصر الأن. "


توقفتُ عن ترتيب الطقم و حدقتُ بِباب الحمام الخشبي الفاخر.

" ماذا؟ لماذا اليوم؟ " سألته مَصدومة لم أكن اعلم بالأمر.


" قررو أنَ الأنتِظار لِلغد غير لازم و إن اسرعنا بالأجتماع سيكون افضل لنا، فَترك الممالك مِن دون وجودنا فيها، خطير. "

أومأُت انا بالتفهم مع انه ليسَ هنا ليراني لكني فعلتها على اية حال. 

" و ايضاً...." قال ريس يُكمل فجأة بعد أن ظننته أنتهى.

" لا يجدر بنا ترك البوابة بين عالمنا و عالم البشر مِن دون حراسة، لهذا استعجلنا بالأجتماع اليوم قبل الغد. "

شعرتُ بِالدماء في عروقي تتجمد........أردتُ أن يُعيد كلامه لأنني لم أستوعبه جيداً أو بالأحرى لم أكن اريد أستوعابه.
خرج ريس من الحمام و على خصره منشفة واحِدة فقط و جسده يلمع من المياه التي لم تنشف من على بعد و تلكَ العضلات.........
توجه هو لِلخزانة التي وضعتُ فيها اغراضه و اغراضي و بدأ بأخراج ملابس داخلية.


" حارس البوابة سينضم لنا على الأجتماع؟ " انا سألته لا اعرف كيف خرجت الأحرف من فمي لتشكل الجملة.


لا أرجوك لا تقل نعم....
أرجوك لا تقل نعم
أرجوك..........


" نعم......انتِ تعرفيه صحيح. اليس هو من كنتِ تعيشين عنده؟ "
التفتَ هو يَحمل بيده الملابس لكنه لا يتحرك فقط يحدق بي بِحواجب مُعقدة.


أومأتُ له بِنعم من دون أن أتفوه بالكلمة و هو هَمهم مجدداً يُغلق الخزانة و يدخل للحمام مرة اخرى.
لا! لا!........لوثر سوف يكون حاضراً.

سوف يكون معنا بنفس القاعة. لقد مرت اشهر منذُ اخر مرة رأيته فيها. مع أنَ المَطاف أنتهى بِنا على توافق إلا انني من الأن اشعر بالتوتر و القلق الشديد.
يجب أن لا أهتم بالأمر، لماذا أهتم اساساً؟

لم يعد شيء بيننا و هو لا دخل بِحياتي و انا لا دخل لي به منذ أن هربتُ من منزله لأتي الى هنا......الى القصر و ابدأ حياة جديدة.
ماذا لو حدث شيء ما؟.....ماذا لو تشاجرنا امام الجميع؟
ماذا لـ....

فجأة شعرتُ بِجسم دافء كبير و بِذراعين تَلتَف حولي مِنَ الوراء و رأس يوضع على كتفي الأيسر.


" ما المشكلة؟ " سألني ريس يضع قبلة على رقبتي مِما جعلني أرتعش.

" هل شعرتَ بي؟ "

أومئ هو يضع قُبلة اخرى خلف أذني و انا اعدتُ رأسي للوراء أسنده على كتفه.
" يبدو انكِ نسيتِ رفع جدارك الخفي. "

" أسفة........توتري امر طبيعي، فَهذه سوف تكون أول مرة لي بِمقابلة الملوك الخمسة. " كذبتُ عليه لكوني لا استطيع اخباره عن لوثر و كيفَ وجوده يجعلني متوترة حتى لو مرت اشهر بيننا.


لكن ريس بِطريقةٍ ما و وجوده فقط، جعلني انسى كل شيء و افكر باللحظة التي هو معي فيها. اعتقد انني لو كنتُ في مأزق و خطر و هو ظَل معي سأكون بأتم الصحة و بخير.


" هل تريدين البقاء و عدم الذهاب؟ لستِ مَجبورة على القدوم معي. "
قال لي ريس يبتعد عني ليأخذ شيئاً ما من داخل بنطاله القديم، يعطيني منظراً كاملاً لِظهره المبلل.


" أممممم.....نعم، اعني لا مشكلة. اريد الذهاب معك حتى ابقيك تحت السيطرة. "

أومئ هو بالموافقة ثم عاد لي و وقف امامي بوجه مبتسم وسيم.

" اغلقي عيناكِ. " قال لي هو يضع يديه خلف ظهره مما جعلني أضيق عيناي عليه.

" لماذا؟ " سألته انا بِفضول.

" هيا افعلي من دون أن تسألي. "

أومأتُ له و اغلقت عيناي من دون المزيد من الجدال.
فجأة شعرتُ بِشيء بارد على رقبتي لأفتح عيناي و انظر الى طوق ذهبي و معلق بِه زهرة سوداء مع أوراق ذهبية. توسعت عيناي على جماله ثم رفعتُ رأسي احدق بهذا الرجل الذي لا يكف عن جعل قلبي يرفرف كأجنحة الطيور.

" ماهذا؟ " سألته انا اعيد نظري للطوق و المسه بِأصابعي بِحذر.

" طوق. " اجابني يقهقه لألصفع ذراعه بِخفة لِسخريته.

" اعلم، لكن لماذا تهديني إياه؟ "

رفع هو حاجباً و اجابني يمسك بِأكتافي
" و هل يجب ان يكون هنالك سبباً لكي اهديكِ إياه؟ "

هززتُ رأسي ثم رسمتُ بسمة من افضل ما يكون له
" لا.......لكن فضول. "

لم يقل شيئاً بل ابقى عينيه الفضية النادرة عليّ يقرأني كالكتاب المفتوح.
" انتِ تستحقي العالم كله. اعلم انه من المستحيل أعطائك إياه، لكني سوف اريكِ كم انا ممتن لوجودك في حياتي كل دقيقة. سوف احاول أفضل ما يمكنني معكِ و لن اخذلك. "


عضضتُ على وجنتي من الداخل و اقتربتُ منه اعانقه اتجاهل كونه مبللاً و انا ارتدي فستاناً جديداً، لكني اريد معانقته لا اعلم كيف اريه أنني احُبه حُباً جماً و هذه الطريقة توصل له مشاعري اسرع من غيرها.

" شكراً لك. " قلت له اغمر وجهي بِعنقه. 


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


اخذتنا خادمة بعد تناولنا للغداء مع فالين و اخته و الجميع، الى ردهة مختلفة تصل لقاعة العرش التي ينتظرنا فيها الملوك التي وصلت، مِن ملك البحار، الغابات و الضوء.
انا و ريس و معنا أدلار كَحارس خاص بالملك نمشي سوياً مع اخت فالين فينار، تُرافقنا بِما انها سوف تنضم لنا في الأجتماع.
في كل خطوة اخطوها الى ابواب القاعة العملاقة ذهبية اللون التي تتمركز امامنا الأن، اشعر بأن قلبي سيقع في معدتي. كفوف يداي تتعرق بِشدة اعيد و امسحها على جانب فستاني. 


انه في الداخل.....
قال صوت في داخلي.

وقفنا امام الأبواب المفتوحة قليلاً، يخرج من خلفها اصوات مَن يتكلمون بين بعضهم.

التفتَ إلينا فينار تبتسم قبل أن ندخل و قالت توجه الكلام لريس
" فالين غير موجود الأن، سوف يأتي بعد قليل، لديه شيئاً ليفعله و من ثم سينضم لنا و نبدأ الأجتماع. "


" لستُ متفاجئ حتى. "
اخبرها ريس يُعيد الأبتسامة لها لكني أنتهبت انه تحول من الرجل الرقيق الذي كان يُقبلني و يُعانقني قبل خروجنا من الغُرَفة ليُستبدل بِهذا الرجل البارد و حاد الطبع كالسيف.


في الحقيقة أحِب هذه الشخصية، انها جذابة جداً، لكني بالطبع افضل الرقيقة أكثر.
اشارت فينار للحراس حتى يفتحوا الأبواب العِملاقة التي تبدو ثقيلة جداً و دخلنا معاً الى القاعة. القاعة كالعادة واسِعة بِما انها للعرش. في منتصف القاعة ستة كراسي مُصطفة على شكل دائري و كما توقعت الملوك تجلس عليها تتحدث.

أنتبهت على أول رجل و هو أسمرالبشرة بِعيون ذهبية، بِشعر أسود يَصل للأكتاف ناعِم و فوق رأسه سِلسال عليه علامة شمس، لديه شعر لحية و شوارب لكن خفيفة. انه يرتدي ملابس مختلفة عن الباقي. رِداء طويل بِفتحة صدر تُظهر عضلاته المفتولة. يبدو انه ملك مَملكة كاداري (مملكة الضوء) لايتا.

و على يمينه يجلس رجلٌ بِشعر أسود كذلك لكنه قصير و بَشرته حنطية بعيون خضراء جميلة، يرتدي ملابس خضراء تبدو مصنوعة مِن العشب و الأغصان و اعتقد انه ملك مملكة أريزو ( مملكة الغابات) تيريان.

الثاني الذي يجلس بِجانبه ببشرة زرقاء و شعر أزرق حريري طويل لكنه مَرفوع، عيونه تبدو غريبة، مُضيئة بيضاء تبدو كَعيون مَخلوقات البِحار. ردائه ايضاً طويل لكنه يكشف جزء من صدره بأمكاني رؤية وشوم بيضاء تضيء كذلك على جلده. هذا بِكل تأكيد ملك مملكة البحار سيون.

جميعهم وسيمين كثيراً مِما جعلني مندهشة على اشكالهم و جميهم يملكون خدم تقف بجانبهم وراء كراسيهم الذهبية المريحة. خادم رجل واحِد و الباقي نساء.
بِكل تأكيد تقابلت عيناي بِعينين بنية مألوفة تَخص رجلٌ أبيض البشرة بِشعر أشقر قصير الأن. يرتدي ملابس أنيقة كما يفعل دائماً.

يبدو مختلفاً بعض الشيء لكنه نفسه.....حَبستُ انفاسي عندما رأني و هو توسعت عينيه كما لو انه رأى شبحاً......... انه لوثر.

" لقد وصلت! " رفع الملك لايتا يده في الأعلى يلوح لريس يبتسم و يقف.

" أعتذر على التأخير. " قال ريس كَترحيب لهم بعد أن وقفوا على أقدامهم يومئوا بِرؤوسهم فور رؤيتهم لنا.


" أرجوكم، اجلسوا. " اشار ريس لهم ثم جلس على كرسي الخاص بِه بِجانب الكرسي الفارغ الذي يَخص لفالين.


بِجانب ريس يجلس الملك سيون ملك البحار و من حوله هالته الزرقاء تطفوا.

" لقد مرت سنوات منذُ اخر مرة رأينا بعضنا البعض فيها لا؟ " سأل الملك لايتا الجميع بِصوت فيه حماس.

يبدو بعمر ريس لكن بسبب الشعر على وجهه يبدو أكبر.

" هذا صحيح، يالها من طريقة لنتقابل فيها......بسبب الحرب. " أجابه صوت فيه بحة عميقة يَخص الملك تيريان الذي يمتلك عينين ناعِسة كأنه يشعر بالملل.

" نعم.......للمواقف لحظاتها. " قال ريس يوافقهم.

لسببٍ ما يمكنني الشعور به متوتر هذه المرة أكثر مني. لاحظتُ انه يُعيد و يبلع ريقيه كل ثانية كالذي يملك فم فيه رِمال.
بنفس الوقت، اشعر بِعينين لا تتركني و تلاحق كل حركة اتخذها و كل هواء اتنشقه ليُصبح كالغُبار في صدري.
حركتُ عيناي انظر الى لوثر و كما ظننت، انه يُحدق بي بعيون لا اعرف كيف اقرأها.


" لطالما تسائلتُ، لماذا غادان لم يستسلم بعد خسارته كل مرة، و الى الأن لا أجابة تُقنع. " قال تيريان يَكسِر الصمت بينهم بما أنه لم يتفوه احدهم بِحرف يجعلوا من الأجواء ثقيلة.


أومئ لايتا يوافق كلام تيريان ثم أجابه يضحك
" انه عجوز لعين مازال يَجبر النساء على انجاب الأطفال حتى يُرَبي جيشاً اقوى مِن الأخر. "


انه امراً ليس مُضحكاً بتاتاً، لقد صُعقت على ما قاله. غادان يُجبر النساء على انجاب الأطفال حتى يربي جيشاً؟
لهذا الحَد ذَهَب غادان حتى يَحتل أسليرا و يحكمها؟ لا اعلم لما الأصرار مع انه لديه أراضي واسِعة كما رأيت بالخريطة لكن الكلام صحيح عندما يقولوا الناس أنَ مَن يرى الألماس يطلب ذهبً و من يرى الذهب يطلب الحجارة.
ماذا يعني هذا الكلام؟

يعني انهُ مَن يُغريه الذهب يُغريه الحجار لكونها شبيهة بها حتى لو انها بِلا ثمن.
بِما أنَ غادان يمتلك كل شيء، اصبح كالأعمى الذي يريد المزيد حتى لو انه ليس من حقه. 


" لن يملك احداً إجابة لسؤالك تيريان. فأنا مازلتُ اسأل نفسي مثلك. " اخبره ريس يَهز رأسه بِخيبة ظن.


فجأة فتحت ابواب لقاعة و دخل منها فالين و بِجانبه خادمه مايكا كَكُل مرة.

" اعلم، اعلم، لا تغضبوا عَلى تأخيري لكن هذه المرة انا أقسم أنَ عملاً طرئ عَليّ لهذا اضطررتُ للأنتهاء منه والقدوم. " قال فالين يتوجه الى كرسيه و يجلس عليه يومئ للجميع برأسه.


" لسنا متفاجئين. " قالوا الملوك الأربعة سوياً له ليضحك الجميع على تزامنهم.


" أوه سيدة هارث! تبدين أجمل من الجميع، و ذلك الفستان.......يالي من صاحِب ذوق. " 


" اذكر انه انا من اختاره يا اخي العزيز. " عارضته فينار التي تجلس بِجانبه و فالين قَهقَه.

شعرتُ بِعيون الملوك كلها عَليّ في هذه اللحظة لا احد يقول شيء فقط يحدقون بي كأنني مخلوقة غريبة.

" هل هذه خادمتك الجديدة ريس؟ " سأله لايتا بِفضول.

أومئ ريس رأسه و أبتسم و هو يُجيب كأنه فخور بذلك
" نعم هذا صحيح. " 

" انها جميلة جداً تشبه شجرة الرياح. " قال تيريان بوجه يخلوه المشاعر لكن أنتبهت أنَ وجنتيه وردية.

تعجبتُ انا من التشبيه الذي لم اتوقعه ليشرح لي الملك الذي لم يتفوه بكلمة منذ أن دخلنا و هو سيون ملك البحار يجلس على جهة يميني.
" انه تشبيه شاعري، فَجشرة الرياح أجمل انواع الأشجار في هذا العالم لهذا لا تتعجبي مِن كلامه الغريب. "


" انا اتفهم و شكراً لكَ جلالة الملك. " قلتُ له ثم نظرت الى الملك تيريان انحني له بِأمتنان على تشبيهه و هو أومئ.

" البشر لديهم جمالاً خاصاً بِهم لا يوجد مثله، يالكَ من صاحب ذوق ريس." قال لايتا بِمزاح يظهر اسنانه البيضاء.

" لقد ظننتُ انها خادمة و ليست لعبة للأستمتاع. " سمعتُ صوت لم اسمعه منذُ زمنٍ قال من امامي.

حركتُ رأسي الى الصوت القادم من لوثر لتتوسع عيناي على جملته و جرئته. لم يتحدث الى الأن ليقول هذا الكلام المُهين؟


" انها ليست لعبتي لوثر و ليست خادمتي حتى، انها حبيبتي." اخبره ريس مِن دون أن يتوقف ليأخذ نفساً و سمعتُ شهقة فينار و انا فعلتُ مثلها اضع يدي على فمي.


" حبيبتك؟ " سأله لوثر مندهش كالذي تلقى صفعة على وجهه.

أومئ ريس لا يُظهر مشاعر على ملامحه و فقط يتكلم كما لو انه أكثر شيء واضحاً.
" نعم. لماذا تبدون مندهشين من ذلك؟ "

" ليسَ مِن عادة الملوك اخذ البشر كالعاشقين عندهم. " أجابه تيريان بِنبرة عالية قليلاً.

" هل يوجد قانوناً يمنع ذلك؟ " سأل ريس ينظر لتيريان بعيون مُضَيّقة.

لم يُجبه لأن ريس الفائز بالنقاش مع انني بدأتُ أرتَجف و تمنيتُ لو بأمكاني الأختباء اسفل إحدى الكراسي و لا اخرج للأبد. لكن شعرت بيد كبيرة دافئة و ناعمة تلمس يدي. احنيتُ رأسي للأسفل لأرى ريس يطلب الأمساك بِها و انا ترددتُ قبل ذلك لكني فعلت لرؤيتي لِظلاله تبدأ بالخروج اسفل مَلابسه.
كنتُ محقة، انه متوتر أكثر مني بألف مرة.


" هل تتخذ البشر كأحباء جلالتك؟ " سأله لوثر يَرمق يدينا المتشابكة بِبعضها بعينيه كالسِهام المُنطلقة.

" لا، لكني على الأقل لا أكذب و استخدم مَشاعر مُزيفة. "

" هل توجه كلامك لي جلالة الملك؟ "

" لا، انا اتكلم بِشكل عام يا حارس البوابة العظيمة. "

" هذه سخافة. " أندفع لوثر مُمسِكاً بِمساند الكرسي بقوة ظننت انها سوف تتحطم اسفل قبضته.

" سخافة؟ لي الحرية بأخذ اية احد كَعشيق أو زوجة حتى. " اخبره ريس بِنبرة هادئة جداً.

فتح لوثر فمه لي يُجادل بالمزيد ليُقاطعه فالين يُصفق بيده قائلاً بصوت عاليٍ ليجذب أنتباه الجميع.
" حسناً حسناً، بِما أنَ الجميع هنا معنا، ما رأيكم لو نبدأ بهذا الأجتماع. "


لم يسأل لكنه على الأقل نجح بِأسكات ريس و لوثر من الهجوم على بعض و بأخذ أنتباه كل واحِد.

" لنبدأ. " وافقه الملك سيون.    


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ 

الكثير من الصور اليوم هههههه......المهم، لوثر هنا!!!!

و الأن لا تنسوا الضغط على النجمة للتقييم 💫

و اكتبوا رأيكم في خانة التعليقات عن هذا البارت! 💬💎

سؤال اليوم هو:

انتم مع اية فريق؟.....فريق ريس أم لوثر؟ و ما رأيكم بالملوك، من هو مفضلكم للأن؟ 🤔

و اخيراً لا تنسوا متابعة صفحتي من اجل المزيد من الروايات المشوقة القادمة. 😊💖💖

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

22.5K 773 30
*اسم الرواية* __ "انتِ _حبك_كنه_الحكم_السعودي" ________ I am very pleased with you. يصيبني السرور معك بطريقة مفرطه. بدايتي: التاريخ:16/2/2023فبراير ي...
4.3K 515 42
بسم الله الرحمن الرحيم سانقل لكم في هذا الكتاب اربعون حديثا عن اهل البيت عليهم الصلاه والسلام في فضل آيه الكرسي اتمنى لكم الافاده
234K 19.6K 69
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
32.9K 3.1K 64
ههههاي👋 اليوم جبتلكم كرو جديد بعنوان احببته ❤رغم اجرامه🔪 هذا قصة من خيالي و ثالثة نتاعي ... نتمنى تاخد اعجابكم 🥰 محتوا قصة نتاعنا على اكشن ، مافي...