تحت الغِطاء الاسود - Under...

By Minar_bg

6.1M 355K 118K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... More

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37

58.4K 4.4K 2.6K
By Minar_bg


" ما الذي تفعلينه في هذا الوقت المتأخر و هنا؟! " سموها أغاثا سألتني بِهمس من بين اسنانها مازالت تُمسِك بيدي التي على المِقبض.


أزحتُ يدي من تحت قبضتِها ثم عدتُ أخذ خطوة صغيرة الى الوراء بعيداً عن الباب و عنها. حركتُ عيناي انظر للأرض لأتفادى نظراتها المخيفة تلك و لِكي لا أريها إحراجي و توتري الشديد.


" انا أعتذر سموكِ، لكني سمعت صوتاً غريباً يخرج من غرف الملك، لهذا أتيت الى هنا لأتحقق من الامر. "
انا اجبتها لا انظر لها، بِصوت متقطع محاولتاً جمع قوتي و شجاعتي.


سمعتها تتنهد بقوة و أعتقد انها شابكت ذِراعيها امام صدرها. رفعتُ نظري ببطء احاول أن أختبئ خلف شعري الذي يُخفي جزء من وجهي الأن، لأرى انها حقاً مُشابِكة الأذرع و القليل من صدرها بارِز لأن رداء نومها لديه فتحة طويلة عند الاكتاف و الصدر.


" ما سمعتيه هنا.......لم تسمعيه من الأساس هل فهمتي؟ "
قالت هي لي هذه المرة بِصوت هادئ و أقل رُعباً من قبله.


رفعتُ رأسي احدق بِعينيها ثم و من دون قصد رفعتُ إحدى حاجِباي بِحيرة و قبل أن أحني رأسي لقَطَتني أرفع الحاجب
" لا تتسائلي و لا تكوني فضولية سيدة هارث. لا شىء يحدث في الداخل و لا تفكري بالامر حتى. هل فهمتي؟ "


لستُ مُقتنِعة، لقد كنتُ أسمع هذا الصوت تِكراراً و في كل فترة و هذه المرة إحداهم، لكنني و بِما أنني لا أملك خياراً أخر، أومأتُ لها بالتفهم بعدها أنحنيت أتمنى لها ليلة هانِئة ثم التفتُ لأغادر.


أخذتُ أول خطوتين ليقفني صوتها القادم من خلفي
" لا تخبري أحداً عن ما سمعتيه أو ما تحدثنا عنه اليوم هل كلامي واضِح؟ "


حركتُ رأسي إليها أفتح فمي كي أجاوب، لكن لا أحد! التفتُ كاملِاً بِدهشة لِأختفائها من المكان كأنها لم تكن موجودة اصلاً.


" هل دخلت الى غرف الملك؟ لكني لم أسمع صوت الأبواب و غرفتها في أخر الرُدهة....... "
انا سألتُ نفسي أتَمتِم و أحرك عيناي في كل الاتجاهات أبحث عنها أمَل انني لا أهَلوِس و أتخيل أشياء أو امشي بِنومي كما كان يفعل اخي عندما كان صغيراً.


لكن لا.........لم يكن أحداً هناك و لم أعد اسمع اية صوت غير صوت نبضات قلبي و تنفُسي.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


ها هو يوم أخر شاق و مُتعِب بالنسبة لي........لقد مَرَت ايام طويلة و قصيرة. الأيام الطويلة شعرتُ بِها كالسنين و الشُكر يعود لأدلار و تدريباته المُرهِقة. الأيام القصيرة تَمُر كالدقائق في عَملي المُعتاد و قضائي الوقت مع من أعرفهم.


" أمسكي السيف جيداً تاليا!! هذا ليسَ بِسيف من الخشب! "
صرخ أدلار و هو يقف امامي يتنفس بِقوى و عينيه تُركِز على وجهي.


أخذتُ انا نفساً عميقاً أنَظِم ضربات قلبي الذي يترجاني أن اتوقف عن الحركة و لو لِثواني، لكن مستحيل و انا اقِف في قاعة التدريب في إحدى حلقات القتال مع أدلار الذي يتلبسه العَرَق و التَعب، أحمل سيفاً حقيقياً.......و ليس خشبي.
لقد بدأ أدلار بتدريبي على حمل سيف حقيقي و القتال به بدلاً من الخشبي. في البداية كان أصعب من الإحماء و الركض في أرجاء القاعة أما الأن............مازال صعب.


" لقد أخرجتَ الهواء من صدري و روحي معه! كيف لي أن أحمل السيف جيداً و انا في حالة مُزرية ولا أستطيع التنفُس؟! " سألته انا اخذ انفاسي بِصعوبة بِسبب التدريب على القتال لِساعات.


أرتفعت زاوية شفتيه للأعلى على شكل بَسمة صغيرة ثم اجاب يَحني رُكبتُه اليمنى قليلاً يَستعِد لِلهجوم للمرة الألف
" هل سوف تسألين منافسُك أو عدوكِ عندما يكون امامك نفس السوأل؟ هو حتى لن ينتظر منكِ الإكمال عندما يهجُم عليكِ و يقطع رأسكِ بِلمح البصر. "



" انا لستُ غبية لأقف و اسأله سؤالاً حتى عندما أكون في عِداد الموت ايها العبقري! "


قَهقَه أدلار بِصوت عاليٍ جعل بعض رؤوس المتدربين و المحاربين تلتفِت في إتجاهِنا.


" إذاً لماذا تقفين بعيداً عني؟ هيا تعالي و أهجمي الى أن أسقُط على مؤخرتي و أرى نهاية سيفكِ الحاد على رقبتي. "
قال هو يؤشر لي بيده التي لا تحمل السيف، لكي ابدأ انا هذه المرة.


نفختُ الهواء من فمي بِقوى ثم أومأت له، أنحني مثله و انظر من وجهه الذي يتصبب عرقاً الى يده التي تحمل السيف الحديد الامِع. بعض لحظات أندفعتُ عليه أرفع سيفي في الهواء و أرمي ضربة له لكي يصدُها هو بِسيفه و يبعدني عنه خطوات للوراء الى أن لامسة ظهري الحِبال حول الحلقة.
بالطبع هو أقوى و أكثر مرونة و رشاقة مني، لكنني لن أستسلم، لهذا تحركتُ بِسرعة لليسار ألتعِد عنه و عن سيفه الى أن أصبحت في أمان............لِثانية الى أن هَجَم أدلار عَليّ يرفع سيفه و يوجِههُ لِرأسي. انا قفزت أتفادى الضربة و أتدحرج الى الجهة الاخرى ثم اقف على أقدامي أسدِد له ضربة على ظهره، لكنه و كالعادة صدها بِحركة سريعة كأنه توقع ضربتي.


" هل هذا كل ما لديكِ ايتها السيدة الصغيرة؟ " سأل أدلار بِنبرة يمكنني سماع فيها المزاح يُقَلِد بيتر عندما يُناديني بالسيدة الصغيرة.

" هل كل ما يمكنكَ أستخدام هو فمك الكبير ايها الاخضر؟ "


رأيته يبتسم إبتسامة كبيرة و عينيه تُشرِق ثم و من دون اية سابق إنذار أندفع إليّ بسيفه يوَجِهُه نحو بطني و انا كَردة فعل صديتها بِسيفي، لكن لأن ضربته كانت قوية جداً و فيها عَزم كبير، أحسَستُ بِعظام ذراعي التي صدت السيف تتكسر و ألم هائِل قد أنتشر في كتفي. وقع السيف على الارض و انا صرختُ من الألم أمسك ذراعي و أجثوا على ركبتاي.


" تاليا! " صرخ أدلار يركُض نَحوي و على وجهه القلق.

" هل انتِ بخير؟! ماذا حدث؟! "

" يدي.........يدي تؤلمني جداً! " انا اجبته أتلعثم بالكلمات و في عيناي دموع أحاول الامساك بِها.

" أبعدي يدكِ، دعيني أرى! "


أنصتُ إليه و أبعدتُ يدي. هو أقترب أكثر مني يجثوا ايضاً على ركبيته لكي يصل لِمستواي ثم أمسك بِذراعي بِحذر يتفحصها.


" تباً!! تباً!! " لَعن أدلار يهمِس و يضع يده على وجهه يمسحَهُ بِغضب.

" ما الخطب؟ " انا سألته خائفة و قلِقة كثيراً.

رفع هو عينيه لينظر لي ثم حركهم بسرعة يتفادى نظراتي
" لا أعلم إنَ ما ذراعك قد رُضَت أو.........كُسِرت. "

" أوه يا الله هذا ماكان ينقصني. "

" انا أسف تاليا......انا حقاً أسف، كان يجب عَليّ أخذ الامور بِخفة و حذر أكثر، لقد نسيتُ انكِ مازلتي ضعيفة البنية و مبتدأ........لقد كنـ--"


أوقفته انا بوضع يدي السالِمة على فمه كي يصمُت ثم هززتُ رأسي و على شفتاي بسمة مُزيفة أريه انني بخير مع أن ذِراعي تؤلمني جداً ولم أعد اشعر بها.


" لا بأس........حوادِث كهذه تحدث لا؟........المهم اعتقد انه يجدر بِكَ أخذي الى الطبيب لكي يعالجني بِسرعة. "


أومئ هو بِسرعة يوافقني الكلام و في عينيه التأسُف و الحزن، انا ربتُ على كتفه ثم جعلته يرفعني لأقف على ساقاي و لِخرجني خارج القاعة الى الطبيب.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


" ليست مَكسورة الحمدلله بل رُضَت بعض الشيء......لقد تأّذت قليلاً بِسبب الضغط القوي أثناء القِتال. يجب عليكِ أن لا تضغطي على نفسك و تأخذي إستراحة بين الحين و الأخر. التدريب و الدخول في تدريبات صعبة فوراً قد يؤذيكِ بما انكِ مازلتِ مُبتدأ. "
قال الطبيب لي، لكني أراه بِطرف عيني انه ينظر الى أدلار و يرمُقه بِنظرات.


شعرتُ بأدلار يتحرك بِمكانه بِتوتر، لهذا أدرتُ رأسي إليه و أبتسمت له لكي يتوقف عن القلق و الشعور بالذنب.


" شكراً لك ايها الطبيب. لم أكن أنتبه جيداً، لهذا حدث ما حدث، المهم انني في قطعة واحِدة. "


أومئ الطبيب لي يبتسم ثم قال و هو يبتعد عني و يتجه الى مكتبه يحمل بعض الاوراق.
" ممتاز إذاً......يمكنكِ الذهاب و أخذ الراحة، لا تستعملي يدكِ ابداً دعيها تشفى كامِلاً. يجب عليكِ القدوم كل فترة من أجل التأكد انها تتحسن بعد أن وضعتُ عليها الأعشاب المُدواية و أرجوكِ خذي الأدوية بِوقتها من دون أن تنسي لكي تتحسن يدُكِ أسرع. "


" حسناً سيدي فهمت. " انا اجبته اقف على ساقاي أمسِك بيدي المليئة بالضِمادات و أتجه نحوى الباب و أدلار ورائي.


" هل من طلب أخر قبل الخروج؟ " فجأة سأل أدلار الطبيب بعد صمته منذ أن بدأ الطبيب بِتفحصي و مُداواتي.


أنزل الطبيب الورقة التي كان يقرأها ثم التفتَ قليلاً ينظر الى أدلار
" لن يعجبه الأمر إن سَمِع بالذي حدث، لِهذا جَهِز نفسك للتفسير و أنتبه عليها ايضاً. "


أومئ أدلار له بِوجه جاد و بذلك فتح الباب و خرج من غرفة الطبيب و انا معه. قبل أن يـأخذ خطوة واحِدة، أوقفته انا مُمسِكة بِنهاية سترته رافعة حواجبي بِتساؤول من الذي سمعت ما قاله الطبيب قبل قليل...........مَنَ الذي لن يُعجِبه الذي حدث؟
و لِمَن يجب على أدلار تفسير الأمر؟


" هل مِن خَطب؟ " سألني أدلار يقف امامي عِملاق.

" ما الذي كا يعنيه الطبيب بِكلامه؟ "

رَمَش هو بِجفونِه كأنني سألته بِلغة غريبة ثم اجابني
" لقد سمعتيه......يجدر بكِ أخذ الراحة و المُداومة على الأدوية لِكي تتحسـ--"

" لم أكن أعني ذلك." انا قلت له أوقفه من إكمال جملته.

عقد أدلار حواجِبه ثم سألني بِحيرة
" إذاً ما هو؟ "

" أخر ما قاله لك قبل أن نخرج.......اعني مَن الذي لن يعجبه ما حدث معي؟ و بِمَن تُدين بِتفسير؟ "


أنتفض فجأة هو و رأيته يبلع ريقه
" أممممم........بي.......نعم بيتر! انا أدين له بِتفسير، فَكما تعرفين انه يحبكِ و يهتم لكِ كأبنته، لهذا لن يعجبه إن رأكِ بِحالة كهذه و السبب هو انا. "


رفعتُ حاجبي بِعدم تصديق و لأنه و لِأول مرة في حياتي أراه ينتفِض هكذه و يتوتر بِكلامه كأنه ضائِع و يخبئ شيء ما.


" حقاً؟ " انا سألته العَب معه و أسايُره.

أومئ هو برأسه بِ نعم ثم قال لي يُعيد وجهه الجاد من جديد
" نعم هذا صحيح. "


هززتُ انا رأسي مازلت لا أصدقه، لكنني رميت فضولي لجنبي، أتجاهل ما سمعته قبل قليل بعدها أشرتُ له أن يقود الطريق، لأنني الأن انا متعبة جداً و الألم الذي بِذراعي مازال ينبُض و يحرقني لسببٍ ما. لقد سبق و كسرتُ قدمي عندما كنتُ في السن السادِسة. أذكر انني كنت العب مع اخي في منزلنا، نصعد و ننزل على السلالم نتسابق و نرى من هو الأسرع الى أن تعَثرتُ بِفستاني و وقعت من أعلى السلالم لأكسر قدمي و يسمعوا من في أرجاء القرية صُراخي من على بعد.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


قضيتُ ايام أخرى أعمل قليلاً و أستريح كثيراً كالتي لم تَكسِر يدها فقط........بل كل شيء موجود من عظام تحتَ لحمي. أعني عندما سمع بيتر بالامر أتى مع أدلار الى غرفتي و زاروني.
ما فاجأني هو أن بيتر لم يكُن غاضِباً أو على الأقل أراني انه غاضِب، بل كان فقط حزين الوجه يجلس بجانبي على السرير و يخبرني انه يجب عَليّ توخي الحذر في المرة القادمة و أن لا أتعِب نفسي ابداً.
لم يوَجِه أو ينظر الى أدلار الذي يقف في زاوية الغرفة مُشابك الأذرع يُراقِب طيلة الوقت. عندما ذهب أدلار الى الحمام ليُلبي نِداء الطبيعة، أخذتُ فُرصتي بِسؤال بيتر و إخباره أن لا يغضب على أدلار و انه لم يكن ذنبه من الأساس و حتى انه لا يجدر به تفسير اية شىء له.

بيتر في الجِهة الاخرى كان يستَمِع لي بِوجه يملئه الحيرة كأنه لا يعرف ما الذي أتحدث عنه. أخبرني انه لم يغضب عليه و لم يتكلم معه اصلاً، اخبرني أن أدلار أتى الى المكتبة في الصباح و اخبره عن الحادِث، لكنه لم يعتذر أو يفسر شيء.
انا صُدِمت كالتي تلقت صفعة على وجهِها. كما الجميع يقول: إن حبل الكذب قصير. لقد كنتُ أشُك بِأن أدلار لم يُخبرني الحقيقة ذلك اليوم، لكنني لم أكن اعرف انني سوف أكشفها بِهذه السهولة، لأنه ليس من المُعتاد.
بعد زيارة أدلار و بيتر لي سمِعتُ طرقة باب و انا اجلس في غرفتي على السرير أقرأ كِتاباً مثير للأهتمام عن مملكة أسليرا. رفعتُ رأسي من الكتاب ثم وضعته بجانبي ابتعد و اقف على أقدامي أتجه للباب. فتحته انا قليلاً الى أن رأيت نفس الخادِمة البشرية التي تُدعى سارة تقف و على وجهِها إبتسامة لطيفة و مُشرقة.


" أعتذر على مضايقتكِ سيدتي......لكنكِ مطلوبة من أحدٍ مهم. " قالت سارة.

حدقتُ بها بِفضول ثم سألتها أدعها توضح أكثر
" من هذا الأحد المُهم؟ "

" الملك طبعاً. "
هي اجابتني كأنها أكثر إجابة واضِحة بالعالم.

" هل من سبب؟ "

هزت هي بِرأسها ثم اجابتني
" لا أدري سيدتي، فالملك أرسل حارساً إليّ و ها انا هنا اخبرك ما اخبرني به. "


رفعتُ حاجبِاي عليها أرمِش بِسرعة احاول أستوعاب ما تفوهت به هذه الفتاة التي امامي ثم أومأتُ لها و اخبرتها أن تنتظرني الى أن أتجهز. هي وافقت و بقيت تقف تعلمني انها سوف تنتظر هنا.
بعد تجهزي السريع اخذتني سارة الى نفس الردهات التي تَصِل لطابق الملك و الى غرفته. هذه المرة الردهات مليئة بالحُراس بِعكس الذي رأيته ذلك اليوم عندما سمعت الصراخ القادم من غرف الملك و ما أثار حيرتي انه لم يكن يوجد حراس أمام ابوابه، الى أن رأيت مالم أتوقع أن أراه هناك سموها أغاثا. هي تعيش في نفس الطابق و قريب منه، لكنه يأخذ وقتاً الى أن تصل لغرفه و هي وصلت بِسرعة بعدها أختفت كالبُخار من دون إصدار صوتاً.

الجنيات مُخيفة بِحق، لا أعلم الى متى سوف يفاجِئوني و يخيفوني بِقدراتهم تِلك. أعتقد انني أحتاج تدريب عن قدراتهم أكثر من التدريب بالسيوف.
يجب أن أخبر أدلار بِتدريسي عن قدراتهم و الجنيات بِشكل عام......أو بيتر، فَهو حَكيم و يعرف الكثير من الأشياء.انا اخبرتُ نفسي لكي أتذكر لاحقاً.


" هذا الحد الذي يمكنني الوصول إليه. انتِ أكملي المَشي الى أن تَصلي للغرف، انتِ تعرفي الطريق صحيح؟ " كلام سارة اوقفني في مكاني و أخرجني من حلقة أفكاري.


أستدرتُ انا إليها ثم أومأت لها قائِلة
" نعم اعرف الطَريق، لكن ألا يجب عَليّ مُقابلة سموها قبل مقابلة جلالته؟ "


هَزت هي رأسها بِ لا ثم اجابتني مازالت تبتسم.........ألا يؤلمها فمها؟
" لا لقد سبق و قابلتيها، أما هذه المرة المَلك طلبكِ شخصياً من دون ذهابك الى أحدٍ اخر قبله. "


" حسناً، شكراً لكِ سارة.......يمكنكِ الذهاب الأن و أكمال عملك. "


أنحنت لي هي بأحترام تودعني بعدها التفتَت و ذهبت في الأتجاه الذي أتينا منه، لتختفي خلف جُدران أخرى في الرُدهة. انا أعدتُ نفسي امشي من جديد و أنتهد بِتوتر.
ما الذي يريده مني هذه المرة؟ هل عَلم بِقدومي الى هذا الطابق ذلك اليوم؟ أو هل اخبرته أغاثا شيئاً ما؟

بدأ قلبي بالنبض بِقوى كأنني كنتُ أركض لفترة طويلة، لكنني اخذتُ نفساً عميقاً أهدئ منه لكي لا يخرج من مكانه. انا في الحقيقة سعيدة لرؤيته لستُ أتذمر أو منزعجة، اعني من سوف يكون منزعج لرؤيته؟
وصلتُ الى غُرفِه لأجد حارِسين يقفان كالتماثيل في كِلا الجهتين يحملِان سيوفهم على خصرهم و ينظرون امامهم بِوجوه بارِدة و عيون ناعِسة. يبدون حقاً كالتماثيل لولا تَحرُك صدرهم عند تنفسهم.


أقتربتُ من الابواب لكي افتحها، لكن صوتاً ضخم أرعبني قادِم من جانبي الأيمن
" توقفي! "


توقفتُ انا بِسرعة أنتفض في مكاني ثم التفتُ الى الحارس الذي تكلم لأول مرة.


" هل انتِ السيدة تاليا ألكساند هارث؟ " هو سألني يحدِق بِعيناي. أنتبهت انه يملك عيون أرجوانية جميلة. و هو أسمر البشرة، يرتدي خوذة تغطي رأسه إلا حواجِبه السوداء و وجهه بالطبع.


أومأتُ انا له ثم اجبته بِنبرة مُنخفِضة
" نعم.......نعم انا هي."


" حسناً إذاً يمكنكِ الدخول الأن، الملك ينتظرك. "


لم افعل شيئاً اخر و هو التفتَ الى وضعه الطبيعي مرة اخرى كأن لا شيء قد حدث و عَمَ الصَمت من جديد. نتهدتُ انا بتوتر ثم حاولت جمع قوتي لأفتح الابواب بِبطء أدخل الى غُرَف الملك. فور دخولي للغرفة التقطة أنفي نفس الرائِحة التي شَمَمتُها في أول مرة دخلت فيها الغرفة و هي رائحتين ممزوجة ببعضها من زهرة الافِندَر الرائعة و رائحة غريبة، لكن مُنعِشة لا اعرف كيف أوصفها جيداً.......انها كرائحة الليل الباردة المليئة بالنجوم و الهادِئة.


" لقد وصلتي! " سمِعتُ صوت قادِم من الداخل، اعتقد الحمام.

لم أجب انا إنما أبقيتُ فمي مُغلقاً لا اعرف ماذا اقول. صوت خطوات أقدام ثقيلة على الأرض المَلبوسة بالبِساط قادِمة من الحمام و تقترب الى أن خَرج ريس يرتدي ملابس داكِنة أنيقة تليق به

واضِعاً يديه خلف ظهره و على وجهه الأبيض لا مشاعر تخبرني كيف يشعر، لكن و لسببٍ ما يمكنني رأيت عينيه تُضيء و تبتسم.


" كيف حالكِ؟ " ريس سألني يتجه الى طاولة على جانب الغرفة عليها طعام يبدو شَهياً.

وقفَ أمامها يأخذ أبريقاً فيه ماء و يَسكُب بعضه في كأس.


" أمممم بخير و انت؟ " انا اجبته احاول التَحكُم بِمشاعري من توتر كي لا ينتبه و أحرج نفسي.

" انا أصبحت أفضل الأن. " هو اجاب يحمل كأس الماء و يلتَفِت لي مُتكئ على الطاوِلة.


عَمَ الصَمت بيننا لفترة و انا في رأسي مِئة سؤال و أفكار تتصادم بِبعضها تُريد تَبرير قبل أن أنفجر.
لماذا دعاني إليه؟ هل ليتكلم معي و يغضب على قدومي و تَخَطي الحدود ذلك اليوم؟ لكنه يبدو هادِئاً و انا أعلم بِأنَ ريس ليس شخصاً قد يغضب بِسرعة أو سيء.


" توقفي عن التفكير و القلق تاليا، انا لم أدعوكِ إلا لكي أخبرك عن أمر مهم قد يُفيدك. " هو قال لي يعيدني من فقاعتي الى الواقع.


" هل شعرتَ بي؟ أم قرأتَ أفكاري؟ " انا سألته فجأة بِصوت قوي و شجاعة كأنني اتكلم مع صديق و ليس المَلك.


هزة هو رأسه بِعدم الموافقة ثم أخذ رشفة مِنَ الماء بعدها اجابني يبتسم إبتسامة قد توقع أية فتاة على ساقِيها
" لا يمكنني قِرأت الأفكار و لم أقترب من خصوصيتك لأشعر بكِ، لكن وجهك اخبرني بِما تَشعُرين بِه. انتِ سيئة في التحكم حتى بِملامح وجهك و تحركات جسدك. "


" أوه....." انا قلت ببِساطة.

فتحتُ فمي لكي اسأله عن سبب طلبُه لي، لكنه سبقني و قال بِصوت هادئ
" هل أكلتي؟ "

" أممممم لا ليس بعد. "


أومئ هو برأسه ثم قال لي يُشير بيده الى إحدى الكراسي التي تنتمي لِطاولة الطعام
" إذاً ما رأيكِ لو تنضمي لي على الغداء؟ فأنا دوماً ما اتناوله لوحدي. "


من دون إرادة و كأن جسدي هو الذي يتحكم بي و ليس انا وافقتُ على عرضه و تقدمتُ من دون أن اقول اية كلمة الى الطاولة ثم جلست على كرسي قريب من الكرسي الخاص به في رأس الطاولة على جِهة اليسار. حركتُ عيناي على كل شىء موجود على الطاولة من طعام و شراب و فمي أصبح كالشلال من منظر الأطعِمة مختلفة الأصناف و شهية الرائِحة و الشكل.

يوجد الكثير من الدجاج المَشوي الى السلطات المختلفة و البطاطا المَسلوقة مع بعض الصَلصة، البيض المَسلوق و المَقلي مُزين بِأوراق خضراء كالجَرجير. أرُز مسلوق ابيض و بني بِجانب أطباق لحوم تبدو كالفَن، أخاف الأقتِراب مِنها لأنني سأدَمِر شكلها الرائِع........الطباخ حقاً مُحترف بعمله الذي صنعه ليس بِطعام، بل تُحَف فنية قابِلة لِلأكل.
يوجد ايضاً أنواع مختلفة من المشروبات منها العصير الطبيعي من البرتقال، الرُمان و الفراولة، حتى الشاي و النبيذ كذلك. رأيتُ في طرفي عيني نبيذ أخضر بِفُقاعات و انا حَزِرت ماهو بِسرعة قسوى.......انه نبيذ الجنيات الذي يسمى بالاوكسارا القاتِل للبشر. بِمجَرد رؤيتي له، شعرتُ بِمعِدتي بدأت بالتَقلُب.


" أسف لقد نسيتُ إبعاد الاوكسارا من هنا. "
فجأة قال ريس يقف من على مقعده مُمسِكاً بِأبريق الاوكسارا و يضعه بعيداً قوف طاولة اخرى.


" لدي تجبربة لا أرغب بِتذكرها مع الاوكسارا. "
انا قلت له انظر لِاصابعي التي تَستَريح على حُضني أسفل الطاولة.



" هذا مؤسف، أتمنى أن تكوني حَذرة في المرات المقبلة. "


أومأتُ انا له من دون النظر إليه مع انني اعلم انه يحدق بي بِعيونه الفضية تلك و يحدق كلذلك على يدي المليئة بالضِمادة......مع انني اخفي ل شيء اسفل أكمام فستاني، إلا انه يبقى و ينظر لها من الحين و الاخر. هل يعرف ما حدث معي؟
بعض لحظات سمعتُ صوت طَبق يوضع امامي و انا رفعتُ رأسي انظر الى ريس يضع طبق فيه بعض الدجاج المشوي و الارز الابيض بِجنابهم سلطة خضراء شهية.


" لقد سَمِعت انكِ تحبي الدجاج مع الارز الابيض و أتمنى انكِ تحبي السلطة كذلك معها. هل تريدين عصير أم شاي؟ "
اخبرني ريس ينظر الى أباريق العصائِر ينتظر مني الرَد على سؤاله.


أندفعتُ انا مُسرعة أمسِك بِأبريق الشاي، لكنه اوقفني بِوضع يده التي يلبسها قفاز أسود لِيمسك بالابريق و يسكُب لي بعضاً منه في فنجاني. غريب.......دائماً ما أراه يرتَدي قُفازات في يديه.


" لِماذا تفعل هذا؟ " انا سألته بِفضول.

وضعَ هو الأبريق بجانبه ثم تحركَ قليلاً للأمام ينظر بعيني واضِعاً ذراعيه على الطاولة أمامه.
" لماذا افعل ماذا بالضبط؟ "

" لماذا دعوتني إليك ريس؟ أرجوك اخبرني فأنا لن أرتاح قبل أن اعرف. "

رفع حاجباً واحِد عَليّ ثم اجابني بِصوته الهادئ مِما أرسل قشعريرة لجسدي بأكمله
" ألم اخبركِ أن لا تقلقي و تُفكري كثيراً؟ "


بما انني لم اجيبه و بقيتُ أرمقه بِنظرات تخبره انني لستُ سعيدة و ريد ما اريده حالاً ليبتسم هو و يتنهد ثم أومئ لي بأستسلام يجيب
" حسناً حسناً.......لا تغضبي. أولاً، أردتُ رؤيتكِ لأنني سَمِعت بالذي حدث لِذراعك و كما أرى انها بخير و هذا يريحني. ثانياً، لدي عرض قد يعجبك لأنني كنتُ أفكر فيه ملياً قبل أن أقَرِر بِأخبارك. "



لم أتفوه بِجملة، أبقي نفسي صامِتة الى أن أكمَل هو كلامه و يُنهي فضولي
" اريد منكِ أن تعملي لدي. "


شَهِقت بِصوت منخفض من دهشتي ثم ضيقتُ عيناي عليه محاولة أدخال ما اخبرني بِه في رأسي
" ماذا؟.........تعني كالخادِمة؟ "


هزة هو رأسه بِ لا ثم قال لي
" لا أحب هذا اللقب......انا أفَضِل قول مُساعدة و ليس بالخادِمة. "


رفعتُ حواجبي ثم شابكتُ أذرعي امام صدري أعيد بِجسدي على الكرسي لا أبعد عيناي من على عينيه.

" لماذا هذا؟ أعني لماذا فجأة؟ ألا يوجد من يعمل لديك من خدم؟ "


" هذا صحيح، لكن كان لدي..........أما الأن فلا أملك أحداً إلا الحَرس. "

" اين ذهبوا؟ لا تقول انك طردتهم؟! " انا سألته هذه المرة بنبرة مرتفعة شبه أصرخ و أغطي فمي بِصدمة.


رمَش ريس بِجفونه بِسرعة كأنني فاجئته ثم أعاد ملامح وجهه للبارِدة و الجادة من جديد بعدها اجابني مُبَرِراً
" لا، فأنا لا أدَمِر حياة أحداً من أجل الاخر. الخدم قرروا العمل في مجال أخر و بعضهم قرر ترك القصر للعيش في المدينة. الخدم التي كانت معي طيلة هذه الفترة التي تعيشين فيها هنا، في الحقيقة لم يكونوا خدمي الرئيسين إنما خدم مؤقتين الى أن أجد من يُناسب المَنصِب و يناسبني. "


" و انا من اناسِبُك؟ فأنا مازِلت جديدة، كيف لي العمل لديك؟ ماذا سوف يقول الجميع؟ "



" انا لا يهمني رأي الجميع. انا افعل ما أراه مُناسب كما اخبرتك من قبل. و انتِ بالطبع مُناسِبة للمنصب، لأنني سمعتُ الكثير عنكِ أثناء علمكِ هنا كرئيسة خدم و مع ذلك كل من اسأله عنكِ يتكلم كأنك ملاك يمشي على الارض و مجتهدة بِعملها، حتى وفية و ذكية أليس هذا كافي؟ "


فجأة ضَحِكت على كلامه مع أن لا شىء مُضحِك إلا انني حقاً متفاجئة أن الجميع يُفكِر بي بتلك الطريقة و أهم من ذلك أن ريس يسأل عني.........لماذا كل هذا؟ مازلتُ أجهل الامر.


" بالنسبة لفتاة تتوتر بِسرعة و خجولة، انتِ فِعلاً شجاعة و قليلة الأدَب. " قال ريس يتكتف مثلي و ينظر لي بِعيونه يبتسم بِمزاح.

أنتبهت انني أضحك بِصوت مرتفع، لهذا أوقفتُ نفسي و أغلقت فمي أندم على فِعلَتي.


" أسفة، ولكن كلامك مُضحك بعض الشيء. " انا اخبرته أمسك ضِحكتي قبل خروجها من جديد و سماع من في الخارج انني أتكلم مع الملك كأي شخص اعرفه مع انني في الواقع أعرفه.


" هل يجب عَليّ الموافقة؟ " سألته انا أعيد نفسي للحالة الجادة.

" بالطبع لا.......انتِ حرة في القبول أو الرفض، فأنا لن أجبِرَكِ ابداً على فعل مالا تريدينه. "

" هل تفعل نفس الشيء مع الجميع؟ "
لعنتُ نفسي على هذا السؤال الذي خرج من فمي و لن يعود، اعني لماذا أهتَم إن ما يخبر الجميع نفس الكلام أو لا، لكن و لسببٍ ما جزء مني يتمنى أن يُجيب بِ لا.


" نعم.........انا لا أتحكم بِأحد إلا إذا كان الامر مُهم و خطير. الخدم أحياء في الاخر، و إن عاملتهم في شدة و قسوة من دون سبب، فسوف يكرهوني و يفكرو بِأغتيالي كما يفعل البعض مع الملوك القاسية. "

" لكن إن أستخدمتَ قوتك فَسوف يخافوك أكثر و لن يرو جانبك اللطيف و يستخدموه للتحكم بك. "


" انا لا أريهم جانبي اللطيف تاليا.......انا أريهم الرحمة و التعامل الجيد معهم كَشعبي و لأنني أحبهم، لِهذا هُم يعيدو المحبة لي. إن ما حاولوا أستخدام محبتي لهم ضدي، فهم يعرِفون أشد المَعرِفة انهم سوفَ يقابلون عِقاب قد لا يجعلهم ينامون لِسنين أو لا يروا الشمس و ايام مشرقة. "
قال ريس مُعقد الحاجبين ينظر لي من دون تحريك جُفن.


بدا لي مُخيفاً عندما تحدث بتلك الطريقة، لم أحب هذا الجانب منه ابداً و لا اريد رؤيته مُجدداً في اية وقتي كان، لكني و مع ذلك أعجبت بِكلامه و قوته، انه ليس بِطفل يجلس على العرش و يتحكم بِأكبر مملكة في هذا العالم.
انه رجل بِمعنى الكلمة يعرف كيف يتصرف و كيف يحكم هذه المملكة منذُ قرون الأن بعد وفات والديه. مازلتُ اتعلم عنه في كل مرة أتقابل معه فيها. أعتقد انه يجدر بي رؤيته أكثر لكي اعرفه أكثر. فأنا و بِطَبيعتي فضولية أحِب معرفة كل شيء. اعرف أن هذا الفضول يلقيني بِمشاكل لا نهاية لها، لكن لا أستطيع التحكم به بل هو من يتحكم بي.


" إذاً؟ هل تُفكرين بِأجابة أم تفكرين بأمر أخر؟ " سألني ريس يُمسِك بِشوكته و يضع عليها بعض الارز لكي يأكله.


لم اجبه فوراً إنما أخذتُ أفَكِر جيداً بالإجابة. انا في الحقيقة إجابتي مُجَهزة مُنذُ البداية، لكنني أتظاهر بالتفكير لكي لا أبدو كالمجنونة تريد العمل لديه و التقرب منه.


" حسناً انا موافِقة. لكن لدي شَرط. " قلت انا له أمسكِ ايضاً بِشوكتي و أضَع عليها بعض السَلطة.

أنزَل ريس الشوكة من يده و حَرك عينيه الجميلة يحدق بي و ينتظر بِصبر.


" اريد البَقاء في غرفتي في الطابق الخاص بالخدم و المطبخ. لا اريد العيش في هذا الطابق أو في غرفة قريبة. "


هَمهَم ريس بتفكير يأخذ رشفة من شايه الأن و بعد لحظات فتح فمه و قال لي موافِقاً مِما وضعني في صدمة
" نعم انا موافق على شرطك سيدتي. "

شعرتُ بِقلبي ينبض بِقوة في داخلي على مناداتِه لِي بِسيدتي.
" حقاً؟!.....انتَ جاد؟! "


أومئ لي بِ نعم مُبتسِماً ثم قال
" نعم انا جاد جداً. في الحقيقة لقد توقعتُ شرطك. "


" انا أشُك أن إحدى قِواك هي قرأت الافكار و انتَ تكذب عَليّ. "


قَهقَه هو قليلاً يُعيد نفسه على الكرسي ثم حدق بي مجدداً من دون التفوه بِكلمة. انا في الجهة الاخرى شعرتُ انني اقف امامه عارية تماماً. لا اعرف لماذا، لكن نظراته توتِرُني كثيراً.


" أتمنى لو أملِك قِوة كَتلك لكي أقرأ مافي عقلك ذاك، لكنني لا أملكها. كانَ لدى أبي تِلكَ القوة مِما جعله من إحدى الجنيات النادِرة. لقد أخذتُ شَكله و وسامته من دون قِواه عندما ولدت بي أمي. "


" انتَ تقول انكَ وسيم؟ " انا سألته بِأستفزاز.

" ألستُ كذلك؟ " هو أجابَني بِسؤال.


و انا شعرتُ أن وجنتاي أشتعلوا من الخَجل. حركتُ رأسي أجعل من شعري المُنسَدل يقع على نصف وجهي ثم أمسكتُ بِالشوكة من جديد أضع عليها هذه المرة الارز و الدجاج و أكُل أتجاهل سؤاله.
بعدَ صَمت دامَ طويلاً و نحنُ نأكل من دون أن يفتح أحداً فمه و بعد أن انتهينا قررتُ سؤاله عن أمر قد لَفَتَ إنتباهي في بداية حديثنا هذا اليوم.

" ريس. "

هَمهَم هو ينظر لي.


" ما الذي كنتَ تعنيه عندما اخبرتني انكِ لم تتخطة خصوصيتي بالشعور بِما أشعُر بِه كأي جني؟ "


أخذَ ريس يفكر بكلامي قليلاً ثم اجابني يلعب بِقطعة القُماشة التي أستخدمها ليَمسَح بِها فمه بعدما أنتهى من تناول الطعام.
" لم احاول الشعور بِما تشعرين به لأنني لا أحب تَعدي الحدود و معرفة ما يشعر بِه الاخرين. إلا إذا أضطُرِرت طبعاً. "



" كيف ذلك؟ هل تستطيع التحكم بِهذه القدرة؟ لقد أعتقدت انه شيء لا يمكن لأية جني التحكم به. "


هزة هو رأسه ثم اجابني يشرَح لي
" هذا ليس صحيحاً. الجنيات و جميعها يمكنها التحكم بالقدرة لأنهم ولِدو بها، بِعكس بعض القوات التي يصبح أحياناً التحكم بها شبه مُستحيل. "


لقد تذكرتُ فجأة جيانا......انها من الجنيات التي تواجه صعوبة بِالتحكم بِقواها و الأن أشعر بالأسف عليها أكثر من قبل. قد تؤذي نفسها و غيرها بِتلك القوة و مع ذلك لا تملك خياراً غير التعايش مع المشكلة.


" انا أضع حائِط خَفي لكي أمنَع من قدرتي على الشعور بالبشر. "


" انتَ تعني انكَ لم تشعر بي و لو لمرة واحدة في كل مرة نتقابل فيها و حتى عندما رأينا بعضنا في الحديقة الوردية؟ " انا سألته و الفضول يغمرني كالماء لِأعلى رأسي.


أومئ لي ثم أبتسم أبتِسامة صغيرة على طرف شفتيه المَملوئة ثم اجاب
" هذا صحيح.........لم يسبق لي أن فعلتُ ذلك، إلا إذا كنتُ تريدين. "


حبَستُ أنفاسي على أخر جملة قالها. انه يأخذ أذني في أمر يستطيع فعله من دون إخباري أو إعلامي حتى. من الممكن انه يكذب عَليّ كي لا أشعر بِعدم الراحة، لكنه لا يملك سبباً للكذب لأنه لا شيء مهم بالنسبة له. قلبي يشعر بالدفئ الأن و في كل مرة يتكلم معي على انني صديقة له. لماذا يعاملني هكذا؟ ما السبب؟ هل لديه دافِع؟


" انتِ تَشرُدين مُجدداً. " قال ريس يقترب من الطاولة لكي يصبح قريب مني.


" أوه أسِفة........كنتُ فقط أفكر لا أكثر. "

" هل من امر يقلقك؟ "

هززتُ برأسي ثم اجبته بِصدق
" القليل، لكنني بخير ليست بأمور بتلك الأهمية. "


أومئ رأسه ثم عاد يقف من على الكرسي و يبتعد الى مكتبه. انا فعلتُ المِثل و لحِقتُه، لكني بقيت بعيدة عنه خطوات.


" إذاً إن سمحتَ لي، يجب أن أذهب الى عملي إن لم يكن لديك ما تخبرني به. "
انا قلت له امسك بيداي امامي.


" نعم بالطبع يمكنكِ الذهاب، لكن قبل ذلك، بدأ من الغد عملكِ لدي يبدأ. اريد أن أراكِ هنا من جديد في الصباح الباكِر. "
قال هو يعطيني ظهره و من دون أن ينظر لي لا أرى ما يفعله.


أومأتُ له مع انه لا يمكنه رؤيتي ثم ودعته بعدها اخذتُ خطواتي الى الخارج مليئة بالسعادة المفاجئة.


سوف اعمل لديه! سوف اعمل لدى الملك نفسه!!
انا صرختُ بِداخلي من السعادة و الإرضاء.


عندما خرجت من الغرف و اغلقتُ الباب خلفي، شعور كئيب قد غطى على سعادتي..........الاجواء تغيرت حتى من شروق غرفة ريس و روائح الافِندَر مع الليل، تتبَدَل بِهدوء و صَمت هذه الردهة.
سمعتُ إحد الحُراس يخرج صوتاً من حلقه يأخذ أنتباهي. تباً!........اعتقد انه شعر بي.


" أحم أحم........بدأ من اليوم سوف ابدأ بالعمل لدى الملك و سوف تروني كثيراً، لهذا...........أراكم لاحقاً. "
انا قلت لهم بِشجاعة واضِحة في صوتي لا اعلم من اين أتت قبل أن التفت رأيتُ الحارسان ينظران ببعضهم و يبتسِمان أعتقد انهم يحالو أن لا يضحكوا عَليّ.



انا تجاهلتهم ثم التفتُ و اخذُت طَريقي عائِدة الى عملي في أخر يوم لي كَرئيسة خدم.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أريدُ ريس في حياتي!! 😅🤣

لا تنسوا الضغط على النجمة للتصويت 🌟

و اكتبوا رأيكم عن هذا الفصل في خانة التعليقات 💬💗

سؤال اليوم هو:

هل تظنون أن ريس يخفي شيئاً ما عن تاليا؟!

و اعلموني.....هل مواعيد تنزيل البارتات مناسبة لكم؟ 🤔🤔

و اخيراً تابعوا صفحتي ❣❣

Continue Reading

You'll Also Like

72.8K 4.8K 13
غجريةٌ ثائرةٌ .. هي، غجَرِيَّةٌ ثائِرَّةٌ تهوى الرقصَ أسفلَ قطراتِ المطرِ ! ... هو، سائِحٌ غريبٌ وقعَ في عِشقِ تمايُلِ خصرِها ! ...... للقدرِ طريقة...
115K 1.9K 19
ويليام وأنجيل بعد ثماني سنوات من الزواج يدركان أخيرا أنهما لم يعودا قادرين على الاستمرار معا.... ويقرران الانفصال... خاصة بعد أن يجد ويليام الحب الحق...
343K 13.2K 54
عندما تتعثر كريسيلدا على أرض الجليد الاسود لإنقاذ صديقتها، تصادف رفيقها ظنت أنه سوف يركض نحوها ويحملها بين ذراعيه ويقبلها بشغف . لكن لا شيء من هذه ال...
998 382 31
عدة قصص لجرائم القتل ولكل قصة مأساة عاشتها كل فتاة لقد اكتشفت مع الأيام أنه ما من فعلٍ مغايرٍ للأخلاق, وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود يداً فيه...