تحت الغِطاء الاسود - Under...

By Minar_bg

6.2M 358K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... More

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35

68.5K 4.8K 3.7K
By Minar_bg

هل تعرفِون ما أشعر بِه و انا أمشي وراء الخادِمة سارة من أجل مقابلة الملك..........في غُرَفِه!
توتر شديد قد لَبِسة جسدي كَالجلد، قشعريرة في كل مكان، رهبة و حيرة تملئ عقلي بِأكلمه و أفكار كالأعصار و فوق بعضها البعض. انني اخذ خطوة وراء الاخرى بِصعوبة و أشعر بِتوَعُك في معدتي. كفوف يدي الاثنتين تتعرق كأنني غسلتها بالماء، حتى فوق شفتي العلية و على جبيني.

قلبي بدأ بِالنبض أكثر و أكثر في كل مرة أذكر انني اقترب من الطابق الملكي. لم افتح فمي و اسألها اية شيء، مع أن سارة تكلمت معي و سألتني إن ما اشعر بأنني بخير أو لا، إلا انني لم اجيبها بل أكتفيت بِهز رأسي أن كل شيء على ما يرام و في داخلي اتشقلب و أصرخ من التوتر و الخوف.
لماذا يريد أن يقابلني؟ ما السبب؟
هل فعلت شيئاً ما، لم انتبه عليه عندما كنتُ ثملة في الحفل؟

تباً لكِ تاليا!!! لماذا فجأة أراد رؤيتي بعد زمن من التخفي و البقاء بعيداً؟

مِئات الاسئلة تريد الاجوبة في رأسي وانا أرفض أن افتح فمي لِأتفوه بِكلمة. ساق و راء الاخر، ساق و راء الاخرى الى أن وصلنا الى الطابق الملكي. اخذتُ شهيقاً و زفيراً لِأهدئ من نفسي قبل أن تكتشف الجنيات من حولي انني في فوضة.


" هل انتِ متأكدة انكِ بخير سيدتي؟ " سؤال سارة اخرجني من فقاعتي و اعادني إلى الواقع.



حركتُ عيناي عليها أحدق بِها ثم تنهدتُ بِقوة أستسلِم لِسؤالها و اجيبها بعد أن أدركت انها شعرت بي و بِتوتري
" لا........لستُ بخير ابداً. لستُ شخص عادي يقابل الملك كل يوم. "



أبتسمت سارة إبتسامة دافِئة ثم قالت لي
" لا بأس سيدتي.......معكِ حق انا لا أحكم عليكِ، إنما شعرتُ بكِ لا أكثر. "



" اعلم.........اتمنى أن لا تخبري أحداً بِأن رئيسة الخدم البشرية في فوضى فقط لِسماع انها مطلوبة من الملك و لا تعرف حتى التحكم بِمشاعرها. "


قَهقَهَت سارة واضِعة يدها على فمِها بعدها هزت رأسها قائِلة
" لا تقلقي سيدتي، لن أجرُئ على التفوه بِكلمة. حاولي أن تتحكمي بِنفسك امام سموها السيدة أغاثا على الاقل. "


توقفتُ فجأة في مكاني مصعوقة من الذي سمعته.....

" ماذا قلتِ الأن؟ " انا سألتها أرمش بِسرعة كالتي رأت شبحاً.


أقتربت مني سارة تحني رأسها كأنني أكتشفت انها تسرق شيئاً ثم قالت لي بِصوت مُنخَفِض مُحرَجة
" أممممم سيدتي انا أعتذر......لقد نسيت إخباركِ أن قبل مقابلتكِ للملك، يجب أن تذهبي إلى سموها للتكلم أولاً. أعني هي من طلبت مني اخبارِك منذُ البِداية. "



رائع! هذا ما كانَ ينقصني اليوم......لم تكن أول مقابلة بيننا انا و سموها جيدة ابداً....لقد كنتُ غبية ذات لِسان كبير و أريتها انني مثيرة للشفقة و هي حدقت بي بِخيبة ظن و بِشمئزاز من تصرفي معها و منذ ذلك اليوم وهي لا تنظر لي أو تتكلم معي مُباشرةً كأنني غير موجودة أصلاً.
لأول مرة طيلة الفترة التي أعمل بِها هنا في القصر مع الجنيات أدركتُ أن السيدة مورغن افضل بِكثير و هي المفضلة لدي، عندما أراها قريباً، سوف أعانقها و اخبرها كم أحِبُها و انها أكثر جنية مفضلة لدي في العالم.


" سيدتي؟! " سألتني سارة تُحَرِك رأسها لِجانبها بِتساؤول، بِما انها رأتني شارِدة مجدداً.


" أوه.....نعم، لا مشكلة المهم انكِ اخبرتني الأن قبل لاحِقاً. "


أومأت هي بالتفهم ثم أستدارت و أكملت مشيها تُرشِدني إلى مكان السيدة أغاثا على ما أعتقد. الطابق الملكي زجاجي و ابيض كَبياض الثلج. لامع الحوائط و نظيف جداً.
الغريب انه هادئ لا أسمع إلا بعض اصوات الخدم و العاملين القادِمة من بعيد. توجد غُرَف، لكن قليلة بِعكس باقي الطوابق الاخرى في القصر. ما جعلني في حالة تَعَجُب أكثر، أن في كل خطوتان أرى حارِس مع الاخر يتجولوا في الرُدهات بِوجوه ثابِتة لا يمكن رؤية بِماذا يِفكرون و كيف يشعرون.
بعضهم من يبتسم و يومئ لي و حتى بعضهم يتكلموا في ما بينهم و يضحكوا بأصوات مُنخفضة. أجواء هذا الطابق مختلفة تماماً عن غيرها، مما جعلني اريد أن اجرب العيش هنا و أرى ما هو شعور الملك و عائلته يعيشون وحدهم و لا أحد غيرهم هنا.

أعني عائِلة الملك كبيرة كما سمعت من قبل، لكن الذين يعيشون معه في القصر هم زوجة عمه السيدة أغاثا و ابنها الامير الذي أجهل شكله و أسمه كذلك. باقي الأفراد الملكية، قد تنحوا من مناصِبهُم و ذهبوا يعيشون في المملكة كأي شخص أخر في أسليرا.
في الحقيقة وجدتُ الامر غريب، اعني جميعم يملكون في عروقهم دماء ملكية.....كيف لهم أن يتركوا القوة، المال، الشعبية و العيش في قصر كهذا، لِيعيشوا في أماكن مختلفة في أسليرا؟

أعتقد أن لِلحرب علاقة بِأحدى الاسباب و الاخص أن الملك و ملكته السابقين قد قُتِلوا بِطرق غامِضة لا أحد يعرف عنها، مِما جعل باقي الافراد تخاف الجلوس على العرش و حكم المملكة على أمل أن يبقوا على قيد الحياة في كل ثانية من حياتهم و في خطر لا يعرفوا من اين قد يخرج لهم.
هل هذا سبب بقاء الملك جوو....أعني ريساند مُختبِئاً في قصره و لا يخرج لِيُظهر نفسه للعَلَن؟

قد يكون تأثر كثيراً بِموت عائلته في الحرب قبل جلوسه على العرش، لكن مازال الامر مجهول الاسباب و غير منطقي كلياً.....أوصلتني الخادِمة سارة أمام باب كبير و طويل بني مزغرف بالذهبي يقف بِجانبه حارس بِدرعه و على خصره سيف ثخين حاد. حرك عينيه الثلجية علينا لِيرى من نحن ثم و بِسرعة أعاد تحديقه في الخَلاء كأنه لم يرى أحداً.


أستدارت سارة لِتواجهني و على وشفتيها بِسمة صغيرة
" ها قد وصلنا......انها غرفة السيدة أغاثا و هي تنظركِ في الداخل. "


أومأتُ لها أشكرها على مساعدتي و بِذلك انحت لي بأحترام ثم اخذت تمشي بعيداً عني و تعود الى عملها تتركني هنا وحدي امام باب غرفة سموها ضائِعة في افكاري لا اعرف ماذا سوف يتم سؤالي و عن ماذا.
اخذتُ نفساً عميقاً أصَفي فيه ذهني ثم رفعتُ رأسي للأعلى بعدها رفعتُ يدي أدُق على الباب مرتين الى أن يؤوذن لي بالدخول.

" تفضَل! " سمِعتُ صوت من خلف الباب اعتقد انه صوت سموها.


وضعتُ يدي على مقبض الباب البارد ثم أدرته لِيفتح لي الباب الى غرفة حجمها كبير جداً، لكن ليس كما توقعت أن تكون، مُنارة إنارى طبيعية قادِمة من ضوء الشمس الساطِع.
حوائِطها بيضاء عادية، لكن مُعلق عليها لوحات و رسومات مختلفة الاشكال و الاحجام. الاثاث بِلونين، الابيض و الازرق الفاتح كالون السماء الجميل و بالطبع يوجد الذهب في كل مكان. ثُرية زجاجية عملاقة تزين السقف العالي بِجمالها.
السرير سرير ملكي بِأغطية زرقاء فاتِحة و بيضاء، يبدو مريحاً جداً و أسفله بِساط ابيض. طاوِلة عليها عطور، بودرات و الكثير من المجوهرات و فوقها مرأة و تحت الطاولة مقعد صغير مناسب و مطابق للِطاولة. الستائر من نفس الوان أغطية السرير على جوانب النوافذ و أبواب الشُرفة.

الغرفة تبدو حقاً مُريحة و مناسِبة لِأمرأة تعيش وحيدة مع ابنها ربما؟
لم اكن اعلم أنَ السيدة لديها ذوق جميل. أحياناً ذوق الشخص يخبرك عن شخصيته.......سَطحياً.
بقيتُ انا اقف في مكاني امام باب الغرفة أمسك بِيداي انتظر من السيدة أغاثا أن تظهر و تخبرني بِماذا تريده و سبب طلب رؤيتي لها قبل الذهاب الى الملك، لأنني غارِقة بالفضول و لن أنجوا الى أن أخذ ما اريده.
فجأة خرجت سموها من إحدى الابواب التي على ما اعتقد تقود للحمام و هي ترتدي فستان ضيق و طويل، أسود فخم.

بِعوينها الخضراء الداكِنة تِلك و وجهِها البارد، نظرت إليّ أقف بِمكاني من دون حِراك.


" سيدة هارث! " قالت سموها تبتسم لي إبتسامة قد جعلتني في حيرة كأنني أراها لأول مرة و هذه الحقيقة......

" سموكِ " انا قلت لها أنحني بالكامل.

" كيف حالكِ سيدة هارث؟ "
رفعتُ نفسي من الانحِناء أحدق بِها تذهب الى كرسي ينتمي الى طاولة عليها بعض الاوراق يبدو انه مكتبها و تجلس عليه تُشير لي لكي أتي و اجلس على كرسي امامها.


منذُ متى و هي تسأل عن الاحوال؟
انا سألت نفسي.


أنصتُ لها و اخذتُ أتقدم الى الكرسي و اجلس عليه بِحذر كأنني سوف أكسره إن لم افعل ذلك.

" انا بخير سموكِ، شكراً على السؤال. "
انا اجبتها بِصوت منخفض احاول التحكم بِتوتري.


وضعت سموها أكواعها على الطاولة تَتَكِئ عليهم ثم شابكت ايديها امامها، تنظر لي للحظة من دون تكلم.

" لا تتوتري، انا لستُ هنا لأحاسبكِ أو اية من هذا القبيل. " هي قالت.


" لأكون صادِقة سموكِ انا فقط متفاجئ و محتارة لِطلبك بِلقائي اليوم. "
انا اخبرتها بِصدق احاول أن أخفض من دِفاعي.


أومأت لي هي ثم ابتسمت قليلاً
" معكِ حق ان تكونِ بِحيرة.......فكما تعرفين الأن أن الملك طلبَ لِقائك شخصياً. لا اعلم لماذا، فقط و فجأة طلبكِ. لكن.......أردت أن اوضح و اخبرك عن بعض الامور المُهِمة قبل رؤيته. "


أومأتُ لها بالتفهم ثم أكملت هي تتنهد و تعود بِجسدها الى الوراء لِتضع ظهرها على الكرسي
" الملك لديه عادة معروفة في القصر و يجب أن تعرفيها بِما انكِ سوف تعيشين و تعملين هنا لِفترة طويلة من الزمن. "



" ما هي سيدتي؟ " انا سألتها أتقدم قليلاً بِجسدي الى الطاولة بِفضول.


" انه يُحِب شُكر العُمال حتى الجميع على طريقته الخاصة. كل شخص من من يشكرهم شخصياً، يهديهم إما هدايا ثمينة أو شيء اخر لا يتوقعوه أو يتمنوه. "



" هذا لطفٌ من جلالتِه. " انا قلتُ لها أرسم ابتسامة لا إرداية على شفتياي.


" إنَ تصرفُه حماقة منه لأكون صادقة معكِ. " 
فجأة قالت سموها الجملة مما جعلتني أنتَفِض من كلامِها و نبرتها التي تبدو مُنزعجة.


رفعتُ حواجبي بِتساؤول اسألها وانا اتلعثم
" لِما......لماذا تقولين هذا سيدتي؟ "


أبعدت سموها عينيها من عَليّ و حدقت الى شيء ما في الخَلاء تشرح لي
" يجب على الملك أن يكون مُتَحَكِماً بِمشاعره لا يُريها لأحد و أن يكون و لو قليلاً قاسيٍ مع الجميع، لكي يعرفوا حدودهم و لا يتمادوا بِمطالبهم و كلامِهم عنه. قد يروه رقيق و ضعيف إن أستَمر بِفعله اللطيف هذا. "



" أليسَ الملك قاسيٍ و قوي؟ "
انا سألتها من دون أن انتبه لأنَ لساني نطق بالكلام وحده.


حركت عينيها سموها بٍسرعة تنظر لي في العينين ثم عَقدة حواجِبها، تخبرني انني تخطيتُ الحدود بِكلامي
" هو كذلك و أكثر حتى.......لكني انا لا اخبرك بالامر لأجعلكِ تتسائلي عن مدة قوته و شخصيته سيدة هارث. انا اخبرك بالامر لأن لدي اسبابي و احاول أن اضع ثِقة بكِ لا أكثر. "



" انا اعتذر سيدتي، لن أعيد الكَرّى."
اخبرتها أحني رأسي بِخجل و إحراج.


أشارت بيدها هي لكي أعيد و ارفع رأسي إليها
" انتبهي سيدة هارث! انتبهي جيداً على كل ما يخرج من فمك و كل ما تفكري به ايضاً. اية كلمة تخرج من افواهِكُم تسمعها الحوائط من حولك و تخبر غيرك حتى يصل كل ماقلتيه للجميع. "



تحركت سموها للأمام لِتُمسِك بِأبريق ماء زجاجي و تسكب بعضه في كأسين لي و لها.
أشارت لي لكي أخذ إحداهم و هي فعلت المثل، تأخذ رشفة من الكأس لِتضعه في مكانه من جديد.
انا في الجهة الاخرى أخذت رشفات، لأنَ حَلقي بدأ بالجفاف.


" المُهم.......يجب أن تعرفي ايضاً، أنه عندما تتكلمين مع الملك، أجعلي من كلامك قصيراً......لا تسألي ما ليس مهماً و لا تبتسمي كثيراً. "

أومأتُ لها و هي أكملت كلامها تعلمني كيف أتصرف و ماذا يجدر بي قوله للملك......أعني الامر لا بأس به، لكني اعرف كل ما يجب فعله.
لستُ حمقاء لا تفهم بالاداب، أمي سبق و علمتني كل ما احتاج معرفته بِما انها كانت تعمل في القصر الملكي كَطباخة رئيسية للملك و ملكته.


" لا تنظري له في العينين لِفترة طويلة فقط عندما يتحدث معكِ أو يوجه كلامُه لكِ. و أمر أخر مهم جداً....."


رفعتُ نظري اليها انتظر مِنها بِصبر أخباري عن هذا الامر المهم جداً.
" فور دخولك لِغرفه........أبقي مكانك و لا تتحركِ الى داخل الغرف ابداً، حتى لو طلب منكِ التقدم و الدخول لا تفعلي ذلك هل فهمتي؟ "



" ماذا؟ " انا قلت مصدومة و لا اعرف بِماذا الفظ غير ذلك السؤال.


لماذا تخبرني بهذه الاشياء؟.......
كأنني سأدخل الى عرين وحش و ليس غُرَف ملك.
انا سبق و رأيته عدة مرات......تكلمت معه كأنني اعرف سابِقاً و كان شخص متفهم و ألطف ما يكون، محترم و رجل بِمعنى الكلمة. لماذا تتكلم عنه كأنه أصغر شأناً مِنها و أحمق كما نعتته؟
هل علاقتهُما ليست جيدة بين بعضهم؟.....أم انني لم أرى تفاصيل مهمة عنهما من قبل؟


" لقد سمعتيني جيداً سيدة هارث.......انا اريد إجابة مفهومة و واضِحة على كلامي. " 
سموها قالت بِصوت ثابت و كبير تخرجني من صدمتي، لتضعني بأخرى.


بعد لحظات قصيرة....أومأت لها بالتفهم و لم أعد اسأل المزيد، لأنني اعلم انها لن تجيب و سوف تطردني من غرفتها أو تعيدني الى غرفتي و تُلغي المقابلة مع الملك إن أستطاعت.

" جيد جداً و الأن اذهبي الى الحارس الذي يقف خارِجاً هو من سوف يأخذكِ إليه. و لا تنسي ما قلته لكِ قبل قليل. "

" حسناً سموكِ كما تتمنين. "

وقفت هي على ساقيها و انا فعلت مثلها بِسرعة. أستدرت الى الباب و اخذتُ امشي بِخطوات بطيئة افكر بِكل ما اخبرتني به، أعيده مليون مرة.

قبل أن اخرج، أدرتُ جسدي اليها و انحنيتُ لها اقول
" لا تقلقي سموكِ.....كل ما قلتيه ينفذ من دون إعتِراض. "


قبل أن أتحرك و اخرج، اوقفني ما قالته لي، مما جعلني في دهشة
" انتِ فتاة جميلة بِشخصية قوية و يمكن الوثوق بكِ فوراً تاليا...... ذكية و فريدة كما سمعت من الجميع. كل من قابلكِ لا يتحدث عنكِ إلا بالافضل. لهذا انا أجرب و اضع ثقتي بكِ و اتمنى أن لا تُخَيبي من ظني. انا امرأة لا تثق بأحد بِسهولة كما ترين، لكنكِ أستثناء، لا اريدكِ أن تريني كإمرأة قاسية القلب و ظالِمة لأنني لستُ كذلك. "



" لم أظن بكِ سيئاً سموكِ.......و انا لا اثق بأحد بِسهولة ايضاً. قد أكون لطيفة و ودودة مع الجميع إلا انني في الداخل حذِرة. انا على أستعداد أن افعل المستحيل كي أريكم كم انا ممتنة على أبقائي هنا في البلاط و جعلي اعمل بِكرامة و مساواة بين الجميع. "



أومأت هي لي مبستمة إبتسامة نادِرة ثم أشارت لي بيدها كي اخرج من الغرفة. فعلتُ ما أرادته، خرجت من الغرفة اغلق الباب خلفي بِخفة، لكي لا أصدر صوتاً مُزعِجاً.


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


أخذني الحارس من دون أن يلفُظ كلمة أو انا، الى ردهة ليست بعيدة الطريق، كل شئ مصنوع من الزجاج و أبيض كبياض الثلج الجميل من الارض الرخامية الى الحوائط الزجاجية و السقف العالي جداً مزغرف بِرسومات و توجد ثريات من حديد كبيرة معلقة تُنير الردهة و لأن الحوائط زجاجية يمكن رؤية الجسر الذي يصل للمدينة و الغابات بيضاء اللون في هذا الفصل البارد واسِعة الاراضي و النهر سَلِس الشكل يصل من الغابات الى الحديقة التابِعة للقصر.
إن لم يكن هذا القصر أفخم و أجمل قصر تراه عيناي فلا اعلم ما يكون افضل منه.

المنظر حقاً حابِس للأنفاس و مبهر بِشكل كبير، انه كالحلم الذي لا تريد الخروج منه أو إنهائه. لا اعلم ما الذي فعلت في حياتي لأصل الى هذه اللحظة......ربما و اخيراً قررت الحياة الابتِسام لي و إعطائي فرصة أخرى لِتدعني اعيش و ولو لِفترة بِسعادة.
خسارتي لمن أحب و من أفتقد جعلني اتعلم كثيراً في اخر سنتين و جعلني أكبر بِسنين زيادة عن عمري و غَيَر من تفكيري كُلياً. انا مازِلت تلكَ الفتاة اللطيفة، التي تُحِب الخير لِغيرها و تساعد من يحتاج.
مازِلت تِلك الفتاة الحساسة الرقيقة كرقة الورقة، بِنفس الوقت قوية و شجاعة. مع ذلك تفكيري هو من تَغَير و ليست شخصيتي.......تغير الشخصيات أمر صعب فعله بِوقت قصير، لقد خُلِقت بِهذه الطريقة، أما عقلي من قرر التجديد و التقلُب بعد ما حدث لي في الماضي الذي مازال يُطاردني في بعض الاحيان.


" لقد وصلنا." فجأة سمعتُ الحارِس يقول بِصوت ضخم يعيدني من افكاري.


نظرتُ من حولي، لأرى أن امامي بابين لونهم كريمي ( إحدى درجات اللون الابيض) على كِلا جانبي الابواب حارسين لا يُبعِدوا أنظارهم من امامهم، كأنهم يُرَكِزون على شيء ما بعيداً و لا يهتموا لِما يحدث من حولِهم بتاتاً.
انا اتسائل بِماذا يفكرون و كيف يشعرون بالوقوف لِساعات طويلة في مكان واحِد من دون حِراك أو تكلم حتى؟


" دُقي الباب قبل دخولك و انا سوف اعود. "
اخبرني الحارس و هو يُشير لي بيده المُدَرَعة على الباب، أحنى رأسه قليلاً ثم أستدار و من دون اية كلمة اخرى، عاد للطريق الذي أتينا منه.



أعدتُ نفسي أواجِه الباب الأن و انا أبلع ريقي و اخذ نفساً اهدئ من روعي و قلبي الذي لا يَنفَك عن النبض كالوحش في صدري. حركتُ عيناي للحارِسان كأنني انتظر مِنهم أن يتحركوا أو يفتحوا أفواههم، لكن لا شئ.......لعقتُ شفتاي الجافة من توتري و حلقي الذي اصبح كالصحراء و لِساني الثقيل.
لماذا انا متوترة هكذا؟
انها ليست أول مرة التي اقابِلهُ فيها.......انا اعرفه من قبل، اعرف عنه القليل، لكنني لم أكن يوماً خائِفة من رؤيته كاليوم ابداً.....


لستُ اتوقع اية شئ منه، ولا اعلم ما الحديث الذي سوف يدور بيننا.
- هل يجب أن اتوقع منه أعتِذاراً مثلاً على كذِبه عليّ؟ - لكنه الملك!!.......هو لا يعتذر و لا يتفوه بالهُراء لِكي يوضح لكِ أسبابه ايتها الحمقاء!
وضعتُ يداي الاثنتان على رأسي اوقف الشِجار الذي يحدث في داخلي مع نفسي.



في طرَف عيني رأيتُ الحارسين يتحركان لثانية واحِدة كأنهم سمِعوا ما يجري في رأسي و احدهم أخرج صوتاً من حلقه. تجاهلتهم انا ثم اخذتُ أحرك ساقاي بالكاد الى الابواب لأرفع يدي و أدق مرتان انتظر لِلحظات ثم فتحتُ الباب و دخلت الى الغرفة.
فمي اصبح امام اقدامي فور رؤيتي لكل ما أراه في الغرفة التي في الحقيقة توقعتُ حجمها، لكن لم اتوقع شكلها و اثاثها ابداً و لو بِمئة عام من التفكير.

انها واسِعة بِحجم منزل بِأكمله، مُضيئة بِأنارة طبيعية من ضوء النهار و الشمس. حوائِطها بِيضاء عليها الذهب في كل زاوية بِتفاصيل منحوتة فنية. على يساري ابواب من الزجاج بالتأكيد للشرفة المُطِلة على المدينة بِأكملها و طبيعة خلابة. الارض رُخامية داكِنة، تلبسها بِساط أحمر و ذهبي الالوان.

امامي يوجد سرير ملكي من أكبر ما يكون و يبدو مريحاً جداً تمنيتُ النوم عليه، لكن هذا غير مسموح طبعاً.
السرير مفروش بألوان الغرفة، اللون الكريمي الوِسادات مع الاغطية الحمراء الحريرية ثمينة الشكل. بِجانب السرير قليلاً على اليسار توجد طاوِلة عليها اوراق و حِبر مع الريش بأشكال و أحجام مختلفة.
ميزان ذهبي عليه منحوت إمرأة بِذَيل كالزعانِف، طويلة الشعر و مموج كأمواج البحار.
على يميني توجد خِزانة كبيرة جداً يمكن وضع كل ملابس من يعيش في القصر فيها. و بِجانب الخزانة بابين جرارين على ما اعتقد يقودان للحمام بِعكس حمام غرفتي الذي لِسببٍ ما لا يملك ابواب.

( أعتَبِرو أنَ الغرفة حمراء و ذهبية)




و ما ألتقط أنفي مِن روائح هي رائحة زهرة اللافِندار ممزوجة بِرائحة غريبة، لكن مُنعِشة جداً و هي رائحة الليل الباردة.

القليل من اللوحات معلقة على كل حائط فنية جميلة و ذات تعابير خفية ورائها......ما سرق أنتِباهي و تفكيري أكثر هي لوحة كبيرة جداً في صدر الغرفة على يمين السرير فوق إحدى النوافذ العملاقة يوجد فيها ثلاثة أشخاص.
رجل كبير يملك شعر أسود طويل و شارِب بِعيون صغيرة، لكن حادة مائلة للأحمر، وسيم الوجه و بِجانبه الايسر إمرأة قد خطف جمالها أنفاسي. انها تبدو شابة بِعمري تقريباً أو أكبر بِما انها من الجنيات. بِشعر أشقر ذهبي و عيون مألوفة قد رأيتُ مِثلها من قبل......عيون رمادية فضية تلمع و على شفتيها المملوئة بسمة صغيرة جعلتها أكثر جمالاً.

ما جعلني بِدهشة هو، انها تحمل بيديها طِفل صغير يُشابِه الإمرأة التي على ما أظن انها أمه. هذه العائلة الصغيرة تبدو سَعيدة جداً، هل يمكن أن يكون هذا الرجل الذي في اللوحة، الملك السابق؟
و هذه الإمرأة الجميلة التي لم أرى بمثل جمالها، تكون والِدة ريساند؟
و هذا الطفل الصغير هو الملك الذي يجلس على العرش الأن؟
الملك الذي قابلته و الذي لم استطيع التوقف عن التفكير بِه منذ اخر مرة رأيته بِها؟


خرجت نغزة صغيرة في قلبي عند رؤيتي لهذه اللوحة......لم افهم ما السبب، لكنني رفعتُ يدي و ضعتُها فوق صدري أشعر بِنبضات قلبي التي اصبحت في تناغُم تنبض بِهدوء.
ريساند.......ريساند......ريساند....خرج صوت في عقلي يلفظ اسمه بِأستمرار، أحفظه كأنه أكثر أسم مهم في حياتي.
من دون إرادى أو تفكير حتى، تحركت ساقاي من تلقاء نفسها تأخذني في أرجاء الغرفة، أتمعن بِجمال المنحوتات و التماثيل الصغيرة تُزَين من الغرفة أكثر.

لمستُ بعضها بِخفة أخاف أن أصدر صوتاً أو اوقع شيئاً و أكسره، بِما انه شئ يحدث معي كثيراً كأنها هواية. وقفت انا امام إحدى التماثيل على شكل فتاة جميلة بِشعر طويل ايضاً ترتدي فستان حريري يظهر من كِلا ساقيها الى ما فوق الافخاد، تجلس فوق صخرة ترفع يدها و من يدها يخرج ضوء ساطِع.
ما أعجبني كثيراً، هُما عينيها اللامِعة و الكبيرة.......تذكرني بِعيوني.
أبتسمت انا مع نفسي ألمِس التِمثال بِرقة و حذر.


" انها جميلة أليسَ كذلك؟ " أنتفضتُ انا مَصعوقة من صوت رجولي فيه بِحة قادِم من خلفي و من دون قصد تحركت بِسرعة التفت الى الصوت لتتحرك الطاولة التي عليها التمثال الصغير و يقع  على الارض، لكن و لِمفاجئتي لم ينكسر كأنه كالريشة وقع و لم يتأثر ابداً.


حدقتُ بعيون ساحِرة قد سحبت كل الهواء من داخلي و وجه بارِد، لكن دافئ قد أوقف من قلبي للِحظات. انني لم أعد اعرف ما افعله و ماذا يجب فعله، لم أعد اعرف الى اين انظر و على ماذا انظر، حتى لم أعد اعرف كيفية التنفس من جديد.
انه هو!.......انه يقف امامي طويل القامة و مليئ بالعضلات، يرتدي ملابس لم أراه فيها من قبل، سوداء بالكامِل و أنيق دوماً.
يضع يديه خلف ظهره، ترتسم بسمة على طرف شفتيه المملوئة.

شعره مُرتب و ناعم، تمنيت لو أمكنني أن أمَرِر اصابعي فيه. تِلك العيون الفضية الناعِسة و الحادة، تلك العيون......أنتبهت لنفسي انني أحدق بِه كثيراً و افكر بأشياء سخيفة، لهذا أنحنيت بِسرعة انظر بالارض مُحرجة و متوترة من جديد ثم قلت له بِصوت متقطع


" انا.......انا أعتذر جلالة الملك! لم أكن اقصد أن اقترب من أغراضك. "


لم أسمع رده أو اية كلمة منه، أغمضتُ عيناي بِشدة حتى شعرتُ بألم في مُقلتاي.

" لماذا تنحنين؟ " فجأة سألني هو يضعني بِحيرة كبيرة.


" أرجوكِ تاليا قفي جيداً. " هو قال من جديد بِصوت رقيق قد أرسل قشعريرة لِجسدي.




ما الذي يحدث لي؟!
انا سألتُ نفسي.


أنصتُ إليه و رفعتُ نفسي من الانحِناء، لكني أبقيت عيوني على الارض، أرفض النظر له.

" انظري لي تاليا. " هو قال مجدداً، لكن ليس بِنبرة تأمرني.


أخذت أبلع ريقي للمرة المليون، لكني و من جديد أنصت له و رفعتُ عيناي أحدق بِخاصته.
ما رأيتُ فيهم هو الحزن؟.....خيبة الظن؟......لماذا؟


" جلالتك، لقد أردتَ مقابلتي؟ " و أخيراً انا فتحتُ فمي و سألته احاول أن أبعد توتري و أنتهي من هذا اللقاء بأسرع ما يمكن، بنفس الوقت اريد من الزمن أن يتوقف لِلحظات حتى افكر ملياً بالذي يجدر بي أن الفظه.


" حقاً؟ هل انا من أردتُ ذلك؟ أم انتِ؟ "
هو سأل، يجعلني أرمِش بِسرعة بتفاجئ من كلامه و صدمة.


" جلالتك انا-- " قاطعني هو بيده و مازالت تِلك النظرات الحزينة في عينيه.


" توقفي عن مناداتي بِتلك الطريقة.......أرأيتِ؟ لم أرد رؤيتكِ قريباً أو اخبرك عن نفسي كي لا تصبحي رسمية معي هكذا كأننا لا نعرف بعضنا ابداً. ما الذي حدث للِصداقة التي بيننا؟ "



لم أعد اعرف كيف أحرك فمي......توجد كلمات كثيرة تدور في عقلي، لكني لم أعد اعرف كيف الفظها و اخرجها من فَمي.
مُجدداً........ما الذي يحدث؟!


" انا لا اعرف ماذا اخبرك جلالتك...... "


" أرجوكِ ناديني بأسمي يكون افضل.......و ضَعي الرسميات على جنب هذا اليوم ممكن؟ "
هو قال لي يبتسم و يأخذ خطوة الى الوراء كأنه لم يعد يتحمل البقاء في نفس الغرفة معي.......أم انا مُخطِأة؟


" حسناً......أمممممم ريسانـ "

" ريس! " قاطعني مرة اخرى.

رفعتُ حواجبي بِتساؤول عليه من دون إرادى و هو أكمل يبرر لي
" انا أفَضِل هذا الاسم. "

لعقتُ شفتاي و اخذتُ نفساً عميقاً ثم قلت بِنبرة منخفضة كأنني اتكلم مع نفسي
" ريس....."

أومئ هو بِرأسه و إبتسامتُه الساحِرة كبُرَت أكثر، تظِهر اسنانه البيضاء المِثالية.


" لا رسميات إذاً؟ "
انا سألته احاول أن اكون على طبيعتي مع شجاعة قليلاً بِما انه لا يريد مني التحدُث معه بِشكل مختلف أو على انه ملك جبار يقف امامي.

أومئ هو بِرأسه من جديد لا يبعد عينيه عني. شعرتُ بنظراته تخترقني، لهذا ابعدتُ عيوني عنه و نظرت من حولي أتفاداه.


" نعم هذا ما اتمناه و ليس ما اريده إن لم تريدين انتِ ذلك. "


اخذتُ انا خطوة الى الوراء حتى لامَس أسفل ظهري الطاولة خلفي.

" تبدين افضل حالاً من أخِر مرة رأيتُكِ بِها. "
هو قال لي يكسر الصمت الذي اصبح بيننا.


" شكراً لك جوو.......ريس. و انتَ تبدو.......كما كُنت. "

سمعته يخرج صوتاً من حلقه كالضحكة ثم أستدار يخبئ وجهُه و يذهب الى الطاولة بالقرب من سريره التي تبدو كَمكتبه الصغير. اخذ اوراق بيضاء بيده، يمسكها و يحدق بِها كأنه يقرأها وانا اعرف انه لا يفعل ذلك، إنما يتفادى نظراتي.


" هل انتِ بِخير؟ " هو سألني.

" انا بخير....." اجبته ببِساطة.

وضع الاوراق من يديه على الطاولة و حرك عينيه عَليّ يُضيقهُم كأنه لا يصدقني
" حقاً؟.........أم تحاولين التهرب و الكذِب من إخباري؟ "


رفعتُ حاجب واحد فجأة أشعر بالغضب يخرج أنيابه و اظافره يريد الخروج مني.


" انا من أهرب و اكذب يا جووين؟! "
سألته بِنبرة مرتفعة انسى تماماً انني اتكلم مع الملك و الفظ اسمه المزيف بِقوة.

رأيته يحدق بي بِوجه بارِد بعدها أبتسم قليلاً بِأدراك
" هل انتِ غاضبة مني، لأنني اخبرتك بأسم مُزيف؟ و خبئتُ حقيقتي عنكِ؟ "


هززتُ رأسي أخاف أن افتح فمي و اتفوه بِما لن يعجب كِلانا. أستدار ريس بِجسده لي و اتكئ بِظهره على الطاوِلة خلفه يُشابك ذراعيه امام صدره

" لدي أسبابي تاليا......أنا اعتذر على خِداعك و الكذب، لكنني لم املك خياراً غيره. لم أستطع اخبارك لأسباب كثيرة، حتى لو قابلت شخصاً اخر لم أكن لأخبره عني ابداً إحدى الاسباب، هي انني لم أكن اريد منكِ أن تتعاملي معي على انني ملك كالجميع. لم اكن اريد منكِ التكلم معي من دون النظر لي بالعينين و ليس كالباقي يخافون تحريك نظراته لأنني ملك يجلس على العرش. أردتُ منكِ التعامل معي على انني كأي شخص ترينه........رأيتُ شيء مختلف بكِ جعلني أنجذب لكِ و اتكلم معك ذلك اليوم في الحديقة. لا تفهميني خطأ أو بطريقة غريبة، انا فقط مَلَلتُ من التصرف و مقابلة اشخاص لا تَجرُئ على رفع اصواتِهم عَليّ مثلك حتى. "




شعرت بِحزن مختبئ في صوته عندما قال ما قاله و اكثر من ذلك رأيتُ صِدقه و صراحته في كل كلمة خرجت من فمه. جزء مني لم يصدقه كلياً، لأنني اعلم أن هذه الاسباب ليست الوحيدة للكذب عَليّ، لكني لم أرد أدفعه لِأخباري بكل شيء إن لم يخبرني بِنفسه.



تنهد هو بِقوى من فمه ثم سَرَح شعره بيده ينظر لي
" انا مَلك......يجب عَليّ حِماية نفسي من الجميع لأنني هَدف سهل أن لم افعل. كُل مَلك في اية مملكة في نفس موقفي. كنتُ اتمنى و كثيراً اخبارك في ذلك اليوم عني، لكنني--"



قاطعته انا بِسرعة أكمل عنه الجملة الاخيرة اتسائل
" لكنك لم تثق بي؟...."


هزة رأسه بِخفة غير موافقة ثم صَحَح ما سألته
" ليس تماماً...... فعلتُ هذا لأحمي نفسي تاليا. لربما إن اخبرتك لربما قد تتفوهين عني بِذلت لسان لا اكثر. هذه الاشياء تحدث لأية أحد و ليس لكِ انتِ فقط."



اخرجتُ الهواء من انفي لا اعرف ماذا يجدر بي سؤاله أو إتهامُه، اريد تصديقه و اريد نسيان الامر من البداية، لكن صعب......صعب، لأن مِئة سؤال يدور في رأسي و اريد تبريراً و مع ذلك أتجاهلهم لأنني اعلم انه لن يخبرني و يخفي عني كثيراً.


" إذاً لماذا الأن؟ لماذا جلبتني الى هذا القصر و دعوتني الى الحفل لِكي أراك؟ "
انا سألته بِفضول يقتلني.


" لأنني........لم اعد استطيع الكذب عليكِ. لأنني احتاجـ............. عاجِلاً أم اجلاً سوف تكتشفين من أكون، لهذا اختصرتُ عليكِ الطريق و ها انا الأن امامك. "


لماذا توقف فجأة من إكمال تلك الجملة؟
مازلت لا أصدقه كلياً، هنالك شيئاً ما غامِض و خفي.

" هل مازلت تخبئ عَليّ شئ اخر جووين؟ "
انا قلت اسمه بِبطء و سخرية أريه انني مازلت مُحبطة.


خفت عينيه عندما لفظتُ اسمه المزيف بعدها رأيت زاوية من شفتيه ترتفع للأعلى.

" أحياناً من الافضل إبقاء الاسرار على إفصاحِها. و الفضول الزائد خطير. " 
هو اجابني بِغموض ينظر الى يداي اضعها امامي و امسك بِها بِتوتر.


هل يشعر بي؟
انا سألت نفسي.


أبعد ريس عينيه عن يداي و أعادهم الى وجهي.

" ما الذي يعنيه هذا الأن؟ "
انا سألته اضغط عليه، مع انني اعلم انني قد تخطيت الحدود و كل ما قالته سموها أغاثا لم يعد مهماً.


هو لم يريني انه غاضب أو يبدي اية ردة فعل تسكتني و تغلق فمي، إنما ابقى نفسه هادِئاً فقط يحدق بي ينتظر مني المزيد من الاسئلة
" أفهمي ما تريدينه، لكنني مُصِر على إبقاء اسبابي لنفسي و بعض الاسرار. أليسَ لديكِ اسرار خاصة بكِ؟ "


معه حق، الجميع على الاقل لديهم سر واحد، لهذا سوف اسكُت و أدع الموضوع ينزلق الى أن أجد اجوبة على طريقتي.

" بالمناسبة......هل أعجبكِ جووين الذي رأيتيه في الحفلة؟ " سألني ريس يكسِر الصمت الذي بيننا.


ضحكت بِصوت منخفض على الذِكرى عندما رأيت ذلك الشاب ظناً انه جووين الذي يقف امامي الأن يِكل ثقة.
" لقد تفاجئت عند رؤيته في الحقيقة. لم أكن اتوقعه ابداً. "


أومئ ريس بِرأسه يبتسم
" عندما سألتني ذلك اليوم عن أسمي، كان أسم الشاب جووين اول اسم خطر على بالي. البعض يقول انه يملك شعر و ملامح وجهه تشبه خاصتي. "



" أمممم القليل و ليس الكثير، لكنك أجمل منه و تملك وجه افضل. " انا عارضته.


رفع ريس حاجِب واحِد على ما قلته و انا صمت مندهشة بالذي تفوهت به.


يالكِ من فتاة بارِعة بِأحراج نفسها!
انا قلت في نفسي اغلق عيوني و أحني رأسي كي لا يرى وجهي الاحمر.


لم اسمع اية شئ منه، و إن رأني أحمَر خجلاً فتظاهر بِعدم رؤيته لي، مما جعلني ممتنة جداً على تجاهله.


" لقد سمِعت بِما حدث لكِ قبل يوم من الحفل. "

فجأة رفعتُ انا رأسي انظر له و التفاجئ على ملامح وجهي بعدها أكمل ريس يشرح
" نعم هذا صحيح.....انا اعلم بما حدث بالتفصيل. اعتقد أن بيتر سبق و اخبركِ، كل شئ يحدث في داخل و خارج القصر يصل لي. "



" هل عثرتم عليهم؟ كيف تصرفت؟ " انا سألته من دون اخذ نفس.


عقد ريس حاجبيه كالغاضب، لكن لم يبعد عينيه عني و لو للِحظة كالذي ينظر لِروحي
" لم تجيبي عن سؤالي قبل قليل.......هل انتِ بخير؟ "


أومأتُ له بِنعم و هو ذرَف نفساً بِأرتياح.

" لم يؤذوني، إنما انا من أذيتُ نفسي من دون قصد. لا تقلق فرأسي كما ترى سالم، لأنه سَميك. "
 انا اخبرته أشير بيدي على المكان الذي تأذى.


إنَ المنطِقة تؤلمني عند لمسِها أو الضغط عليها، لكن الجرح مغلق الأن و لم يعد ينزف.

" اننا نعمل على إيجادِهم بأسرع ما يمكن. قد يكون ما سأقوله سيء، لكن الحمدلله انهم رأوكِ و اكتشفتيهم. لقد سبق و تحركوا الشادونايتس و هجموا على المملكة بِطرق مختلفة كي يبعثوا رِسالة لي و لقد نجحوا بفعلتهم. "



" هل تنتظر منهم أن يهاجموا على أسليرا لكي تبدأو بالتَحَرُك و تمنعوهم؟ لماذا تنظِرون؟ "



هزة ريس رأسه ثم وقف بأستقامة يضع يديه في جيوب بِنطاله الاسود
" لا بالطبع لا ننتظر الى أن يُدَمِروا مملكتي و نحن نقف نشاهد. هذه ليست اول حركة يتخذِونها لكي يصلوا الى ما يريدونه. يظن غادان انه ذكي بِتحركاتِه تلك، لكنه يجهل انه يوقع نفسه في مشكلة كبيرة قد يجد صعوبة بالخروج منها. إن كان ما يريده هو الحرب..........فسوف نعطيه ما يريد."



لم افهم كيف لِملك شادونايت غادان أن يوقع نفسه في مشكلة و هو في توافق مع مملكة اخرى تدعمه في الحرب. أسليرا مملكة قوية و قد فازت في حروب، غيرها لن يصمد فيها.
لكن........الأن شادونايت ليست وحدها و ويوجد من يقف خلفها و يدعمها.
أما أسليرا........فأنا لا اعلم.


" لا تفكري بالموضوع تاليا.......دَعي هذا العمل لي، فأنا لستُ غافِلاً عن اية حركة و اية هجوم. انا اسف انكِ تمرين في ظروف لم تتتوقعي الحدوث لكِ فجأة، سوف أتأكد من عدم حدوث نفس المواقف من جديد."


أومأتُ له بالتفهم و شعرت بِبعض الامان في كل كلمة وجهها لي. لكي اكون صريحة معكم انا حقاً اصدقه و اشعر انه سَيوفي بِما يخبرني به، في الاخر انه الملك.

" شكراً لك........جووين. " انا قلت له ابتسم.

ضحِك هو بِصوت منخفض، جعل مِن فراشات معدتي تطير، لم اكن اعلم انه يملك ضِحكة مُشرِقة و جميلة خلف هذا الوجه البارِد و العيون الناعِسة المفضلة لدَي.


واهه......ماذا قلتِ الأن؟
انا سألت نفسي مصدومة.


" الى متى سوف تناديني بذلك الاسم؟ هل هذا عِقاب؟ " هو سأل بأغاظة يتوقف عن الضحك.

" يمكنكَ قول ذلك. "

أومئ ريس يَتقبل العِقاب و عم الصمت من جديد بيننا........انه ليس صمتاً مُحرجاً أو مُزعِج بتاتاً. تذكرت شيئاً قد لفت انتباهي عند دخولي لغرفته الواسِعة هذه و هي تلك اللوحة المعلقة خلفه، فتحتُ فمي لِأسئل، لكن و لسببٍ ما توقفت و اغلقته.


اعتقد أن ريس رأني احاول قول شئ، لهذا اخذ انتباهي يُذيب الصمت بِكلماته
" تكلمي تاليا......ماذا تريدين السؤال عنه؟ "




لماذا يبدو اسمي رقيق و جميل عندما ينطقه لِسانه؟


" هل الذين في اللوحة هم والدك و والدتك؟ "
انا سألته و أخيراً.

أبتعد ريس عن الطاولة ثم أستدار قليلاً ينظر لِلوحة التي سألته عنها. بعدها أعاد نفسه الى الوضعية السابِقة و في عينيه البرودة و و جهه مطابق لعينيه. لم استطع قِراءة ما يشعر به جيداً.
اعتقد انني سألتُ مالم يجب عَليّ سؤاله. لقد جلبت له ذكريات اظن انه لا يريد تذكرها، لكن إن لم يكن يريد تذكرها لماذا توجد لوحة لهم في غرفتِه؟ و لِماذا لا توجد أخوته فيها معهم؟


" نعم أنهم والدي و والدتي و انا ذلك الطفل التي تحمله امي. لدي لوحة اخرى فيها اخواتي، لكنها في مكان أمِن مُناسب للعائِلة أجمعها. " 
اجابني ريس و صوته فيه شيء مكسور لم أقدر على فهمه كُلياً.

 أحسستُ انا بألم في قلبي لرؤيته يتكلم عنهم بتلك الطريقة.

 لقد سمعت إتهامات كثيرة عنه، مثل، انه من قتلهم بِدم بارد لكي يجلس على العرش و يبقيه لنفسه، لكنني لا اصدق هُراء كهذا ابداً.

قد يبدو ريس رجلاً قاسياً بما انه بارد كالثلج المظهر و لديه عينين حادة تخبرك انه اسود القلب، لكني أراه.......أرى ما بداخله و اسمعه جيداً، انه رجل رقيق و دافئ حتى حساس إن لم أكن مُخطِأة....كيف لي أن اعلم كل هذا و انا لا اعرفه جيداً؟

ببساطة لأنني اشعر انني اعرفه منذ زمن طويل، اتذكرون ذلك الشعور القوي الذي بداخلي الذي اخبرني والدي عن الوثوق بِه دائماً، هذا هو ما اشعر بِه حالاً. اشعر بروحه تصل لي و اشعر بِأحاسيسه المختبئة خلف كلماته.
أرى ما بداخل عينيه تلك و اريد رؤية المزيد كي اعرف عنه اكثر و اكثر حتى يصبح كالكِتاب المفتوح امامي.
لا اعلم لماذا جزء كبير مني منجذب له، ليس بطريقة رومانسية.......لا تذهبوا بتفكيركم بعيداً، إنما بطريقة من القلب للقلب و الروح للروح.


" بماذا تفكرين؟ " سألني هو يخرجني من افكاري العميقة.

هززتُ رأسي انا ثم اجبته
" لا شئ مهم........و أرى والدتك جميلة جداً، لديكَ عينيها. "


" شكراً..........نعم والدي كان يعشق عينيها، لهذا و لحظه السعيد انا الوحيد من ولِد بِعينين كعينيها. "
هو اجابني بنبرة هادئة، لكن فيها حزن مَكشوف اعتقد انه دَع نفسه امامي في هذه اللحظة.


" لكن تبدو انكَ تملك شعر والدك و ملامح الوجه ايضاً، وسيم. "


ابتسم ريس و انا شعرتُ بالسعادة لأبعاده عن الاجواء الحزينة.
" لطالما كان ابي وسيماً. الكثير من الفتيات الشابات و غير ذلك حاولوا الوصول لقلبه، لكنه كان يركض وراء امي. "



قهقهتُ انا اتخيل شكل والده و هو يحدق بوالدته بكل حب و لهفة.

" انهم يُكمِلون بعضهم. " انا اخبرته انظر لِلوحة.

" كانوا....." هو قال يعيد تلك النبرة نفسها التي كسرتني من الداخل.

اريد معرفة كيف ماتوا و ماذا حدث في ذلك الوقت، لكنه تصرف غير مقبول و تخطي للحدود و بِشدة. لهذا ابقيت فضولي و فمي الكبير لنفسي.


" أرى انكَ غيرت من الملابِس البيضاء.......كنتَ دوماً ما ترتدي ملابس بيضاء فقط. ظننت أن كل ما تملِكُه من أزياء هي باللون الابيض.....ماذا حدثَ لهم؟ "
انا سألته أغَير من الموضوع بِسرعة.


أحنى رأسه ريس كي ينظر الى نفسه ثم اعاد ة رفعُه من جديد يحدق بي
" أوه......انا مازلت احب اللون الابيض، لكن التغيير افضل و انا في الحقيقة احب اللون الاسود أكثر. "

" أكثر؟ "

أومئ هو بِنعم بعدها أكمل يبَرِر لي
" ما المشكلة في حُب لونين؟ "

أبتسمت انا أهُز من رأسي ثم اجبته
" لا مشكلة اكيد. كنتُ قفط فضولية. "


عم الصمت من جديد نسمع فيه اصوات من في الخارج تنادي بعضها، اصوات حديد على حديد و صهيل الاحصنة العالي و اصوات اوراق الشجر تتراقص مع نسيم الشتاء.

" اريد منكِ أن تذهبي مع أدلار للتدريب على القتال لاحِقاً. "


رفعتُ رأسي احدِق به و احاول أن أدَوِر و أستوعب ما تفوه به.
" تدريب على القتال؟! "


أومئ ريس برأسه ثم قال يبتسم يجيب على حيرتي
" نعم هذا صحيح.........انتِ فتاة قوية الشخصية، لكن ضعيفة البنية. اريد منكِ على الاقل أن تعرفي مبادئ القتال و الدفاع عن النفس، لكي اتأكد انكِ ستكوني بخير إن ما دخلتي في مشكلة كَكُل مرة مع الاسف. لا اتمنى رؤيتك تنتظرين من أحد لأنقاذِك، يجب أن تنقذي نفسك. "


هل هو يمازحني أم ماذا؟


" هل ابدو لكَ كَشخص قابل للتعلم عن اشياء كَتِلك و قتال من أكبر و اضخم مني و من لديهم قوى تفوق الطبيعة البشرية و قد يقتلوني حتى قبل أن اخذ أول خطوة؟ " انا قلت له اضحك بِسخرية.


" لا، بل تبدين لي كشخص ذكي و قابل لتعلم اية شيء سهل و صعب. ليس لأنكِ بشرية هذا يعني انكِ ضعيفة. في عالمنا هنا يمكن للبشر الأستِعانة بِقوى عن طريق وضع سحر بسيط عليهم، بالطبع بِمساعدة الساحِرات الطيبات و ليس الخبيثات. "


أخذتُ أقَهقِه على كلامه، ليس لأنني أستهزأ بِما قاله لي، لا بل على العكس. انا فقط تذكرت أحداً قد حاول تحطيم امالي في بناء نفسي و العيش كما أردت.
و ها هو هذا الشاب امامي يخبرني العكس و يجلني أبني سلالم اصعد عليها لكي اصل لما اريده و ما يفيدني في المستقبل.


" إذاً.......ما رأيكِ؟ موافِقة؟ " سأل ريس يرفع حواجبه ينتظر مني التكلم.

" اعتقد ذلك.......إن كان أدلار من سَيُسعادني فأنا موافِقة. "

" هل يعجبكِ ذلك الرَجُل؟ "

توسعت عيناي بِدهشة و شعرتُ بِوجهي يحترق و بدأت أسعُل مع انني لم أختنِق بأي شئ، لكنني سعلت مِن ما خرج من فمِه و دخل أذاني.

" بالطبع لا!! " انا صرختُ من دون إرادة.


" ششششش لا ترفعي صوتك. لا اريد مِن مَن يقفوا خارجاً سماعُكِ ترفعي صوتك على الملك. هذا ليس جيداً ابداً. "
هو قال لي يبتسم كأنه مُعجب برؤية وجهي يَحَمر خجلاً.


" انا لم أكن اقصد بِتلك الطريقة، بل تعرفين......كحارس.....صديق. "
قال ريس يبرر لي.


" كان يجدر بك سؤالي بطريقة مختلفة و ليس هكذا! "
انا قلت له منزعجة و بنفس الوقت كدتُ اضحك.


" أعتذر. "

" لا بأس، و نعم انه رجل محترم و أعتبره كصديق رائع."

" ممتاز......"

اقترب مني هو خطوتين تارِكاً مسافة جيدة بيننا، لكنه حَرك عينيه الكرستالية لينظر لي كأنه يتمعن بِشئ ما.


" اعتقد انه يجب عَليّ الذهاب إن لم تكن تريد مني شيئاً اخر. "
انا اخبرته اخذ خطوة حَذِرة للوراء صغيرة، لأنني بدأت أشعر بِصعوبة في التنفس و نبضات قلبي لم تعد منظمة بل أسرع كأنني كنتُ أركُض.


" نعم.....يجب عليكِ فعل ذلك. "
هو وافقني بِملامح قد عادت ثابتة و باردة كأنه يضع نفسه في شخصية الملك.


اخذتُ خطوات للوراء من دون تحريك عيناي عنه، تعثرتُ بِفستاني، لكنني لحقتُ نفسي و أكملت كأن لا شئ قد حدث.

عندما لامَسَت يداي مقبض الباب، أنحنيت انا له و قبل أن افتح الباب، همستُ أبتسم لأخر مرة
" أراكَ لاحقاً، جلالتك...............جووين. "


و بذلك فتحتُ الباب و قبل أن اخرج رأيتُ إبتسامة صغيرة قد رسمت نفسها على شفتيه الحمراء ناعِمة الشكل. 


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لا اعلم ما رأيكم بِريس، لكنني احبه!!! 😭💘

لا تنسوا الضغط على النجمة للتقييم 🌟

و أكتبوا رأيكم عن هذا الفصل في خانة التعليقات 💬❤

سؤال اليوم هو:

كيف كانت ردة فعلكم عند رؤية صورة عائلة ريس؟

و ما رأيكم بالمحادثة التي بينهم؟ ( هل من معجبين ؟ ) هههههههههههه

و اخيراً لا تنسوا متابعة صفحتي 😘💗

Continue Reading

You'll Also Like

2.5K 182 10
الحياه بين عالمين مثل الشخص الي يغرق ويحاول يطلع راسه حتئ ياخذ نفس بس يرجع ينسحب للاسفل بقوه وبعدها ينتهي كلشي لما يغوص بعالم الماء عالم غير عالمه بس...
22.2K 769 30
*اسم الرواية* __ "انتِ _حبك_كنه_الحكم_السعودي" ________ I am very pleased with you. يصيبني السرور معك بطريقة مفرطه. بدايتي: التاريخ:16/2/2023فبراير ي...
233K 19.5K 69
التزمتُ بكلّ القواعد كدمية معلقة بخيوطٍ يحرّكها الجميع كما يريدون... لم أجرؤ على تخطي الحدود المرسومة لي يوماً... اعتدتُ دوماً أن أكون لطيفة... ول...
73.4K 4.8K 13
غجريةٌ ثائرةٌ .. هي، غجَرِيَّةٌ ثائِرَّةٌ تهوى الرقصَ أسفلَ قطراتِ المطرِ ! ... هو، سائِحٌ غريبٌ وقعَ في عِشقِ تمايُلِ خصرِها ! ...... للقدرِ طريقة...