تحت الغِطاء الاسود - Under...

By Minar_bg

6.2M 358K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... More

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34

58.8K 4.5K 2.6K
By Minar_bg


ح

دقتُ بِعينين هذا الشخص الذي امامي، الذي كنت ابحث عنه منذ ايام و لا أنفَك عن التفكير به.
في كل ليلة و عند إستيقاظي من نومي، افكر كيف سأشكره، ماذا سأقول له و كيف أعَبِر عن إمتناني.
كيف انني أشتقتُ للحديقة الوردية و للأيام التي كنا نتقابل بِها كل يوم تقريباً.
كان كالصديق لي يمشي معي في الحديقة و نتكلم في كل شئ يخطر على البال لِساعات.
لكن........هذا الرجل الذي يقف امامي و على وجهِه بِسمة كبيرة...........ليسَ جووين الذي ابحث عنه.


" أممممم سيدة هارث هل من خطب؟ " سألني لوزيان و هو يضع يده على كتفي لِيعيدني من صدمتي.


حركتُ رأسي إليه و فمي مازال مفتوحاً، بعدها اعدتُه الى الرجل الذي يُدعى جووين و لا يبدو جووين ثم اغلقتُ فمي و بلعتُ ريقي أهَدِئ من نفسي
" انا......انا......أنتَ جووين؟ "


رفعَ الشاب الذي يملك عيون سوداء حاجِبه بِتساؤول ثم قَهقَه قائِلاً
" نعم انا هو......ألَم تسألي السيد لوزيان عني؟ "


حركتُ عيناي الى عيون لوزيان التي فيها الحيرة تسبح بِها ثم قلت لهما بِأحراج و توتر أتلعثم بِكلامي قليلاً
" نعم نعم......لقد......لقد سألته عن جووين، لكن-- "


اوقفني صوت بوق قادم من المكان الذي يُطِل على أكمل القاعة و هو المكان نفسه الذي سوف يخرج منه الملك و عائلته. شَتَت صوت البوق إنتباه الجميع و من ضِمنِهم لوزريان و الشاب جووين، مما جعلني أحمُد الله على خروج هذا البوق لِينقذني قبل أن أحرَج أكثر امامهم.
خرجَ رجل بِشعر بني فاتِح قصير يرتدي قبعة بِريشة و ملابس تُخبِرُنا انه أحد خدم القصر، لكن الشخصين. بعد أن توقفت الفِرقة الموسيقية عن العزف و جميع من في القاعة أعطوا إنتِباهَهُم للرجل الذي يقف في الأعلى بِصبر ثم عَمَّ الهدوء في القاعة كأن لا أحد موجود فيها.


" سيداتي و سادتي........اليوم، و كما تعرفون مسبقاً، يوم مميز. الملك و عائلته ممتنين على دعم و مشاركة الجميع في الحفلة للأحتفال بيوم ولادة ملكنا المُحَب، ملكنا الرائع و العظيم، ملكنا حامي أسليرا. "


توقف الرجل لِيمسك البوق الذهبي بيده الاخرى و يأخذ نفساً ثم أكمل بِصوت مرتفع أكثر لِكي يسمعه كل شخص في الحفلة
" و كما اخبرتكم يا أعِزاء أنَ اليوم مميز.......لهذا انا اطلب منكم جميعاً أن تُرَحِبوا بِجلالته، بِملك هذه المملكة العظيمة.........ملكنا ريساند لوماريل!! "

( شخصية الملك، الخيالية و الحقيقية )

الاسم: ريساند لوماريل.   العمر: 300 عاماً.



صفقة الحضور و صرخوا بأعالي أصواتهم بِحماس و سعادة تملئ الحفلة في كل نَفَس. منهم من بدأو بِصراخ أسم الملك يرفعوا قبضاتهم في الهواء، يهتفوا بأسمه كأنه معجزة قد حلت عليهم.
بعد التفكير بالأمر........هو كالمعجزة لهم.


" ريساند!!! ريساند!!! ريساند!!! " 
حركتُ رأسي لِجانبي لأرى لوزيان و الشاب الذي يسمى بِجووين يهتفوا كذلك مع الباقي و على وجوههم إبتِسامات من أكبر ما يكون.


اعدتُ انا رأسي بِسرعة لكي أرى وقت خروج الملك و إظهار نفسه علناً بعد قرون من الانتظار. فجأة تحركت الستائر الحمراء ببطء شديد، جعلتني أتحرك بِمكاني بِتوتر و تشويق، لأرى الملك.
خرج رجل طويل يرتدي ملابس داكِنة مزغرفة بالذهبي من الاعلى للأسفل. 

على رأسه شعر أسود كَسواد الليل و قصير. بشرة شاحِبة خالية من الشوائب، جسد منحوت و عضلات مفتولة يمكن رؤيتها حتى أسفل الكثير من الملابس.
و وجهُه المِثالي البارِد الذي لطالما رأيته الأجمل على الإطلاق بِعيون رمادية نادِرة و حادة كالسكينة.

و قف الرجل و رفع ذِراعه اليمنى في الهواء و أبتسم إبتسامة كبيرة قد أظهرت أسنانه البيضاء بعدها لَوَح بِها للحضور. الجميع صرخوا بأسمه بِأقوة ما لديهم من أصوات و يهتفون من دون توقف...........ألا يشعرون بألم في حلقهم؟
هذا الرجل..........هذا الرجل......انه الملك....

انا أقف في مكاني كالتِمثال لا أتحرك و لا أبدي اية فعل كالتي صُعِقَت بالرَعد. فمي مفتوح على نفسه و جسدي شبه مُخَدَر......دمي لم يَعُد يمشي في عروقي و لم أعد أسمع اية اصوات من حولي كأنني صماء لا تملك حتى أذان تسمع.

فجأة أخذتُ خطوة كبيرة للوراء لِأصطدم بِأحد الخدم التي تحمل صينية مشروبات و تقع جميعها على الارض تتكسر في كل مكان و بعض السوائل أوسخت فستاني من الاسفل.


" هذا جو......جووين......" انا هَمَست لِنفسي أرجف و دقات قلبي أصبحت أسرع، شعرتُ انه سوف يخرج من مكانه إن لم أتنفس جيداً، حاولت أن أستوعب ما الذي أراه الأن. 


 هذا الرجل الذي رأيته في الحديقة الوردية و من الذي تنظر إليه عيناي. أنه يقف على المِنصة و يُلَوِح بيده للحضور و الحضور يهتِفون بأسم مُختلف تماماً عن الذي أعرفه، كأن هذه أول مرة أراه فيها و أعرف عنه.

كيف لِهذا أن يكون حقيقي؟......كيف لي أن اكتشف الأن انه الملك طيلة الوقت و انا في زاوية كالغبية لا أدري ما الذي يحدث من حولي و من وراء ظهري. من ذلك الشاب الذي قابلته و من هذا الذي يُسَمى بالملك.

يوماً من الأيام تقابلت عينه بِأم عيني.........أبتسم لي و أبتسمت له.........تقابلنا و تكلمنا لأيام كأننا اصدقاء تعرف بعضها جيداً..........اخبرني انه يعمل في القصر و كذَب عليّ على انه رجل عادي مثله كأي رجل أخر في المملكة.
كادَ فضول أن يقتلني في كل مرة أسمع أحداً يتكلم عن الملك أو يذكره حتى و انا في الاساس قابلته عدة مرات و طيلة تلك الفترة لم أعرف مَن أقابِل و مع من أتكلم.......

" انا اعتذر سيدتي! هل انتِ بِخير؟ " رفعتُ رأسي الى الصوت القادم من جانبي، لأرى الخادم الذي اصطدمت به مُمسِكاً بالصينية الفارغة الأن و يحدق بي بِعيون تملئها القلق و الاعتذار.


أومأت له من دون أن أتفوه بِكلمة، لأنني لم اعد اعلم كيف استخدم لِساني.
اعدتُ رأسي و عيناي الى الرجل الذي مازال يقف و يِلوح بِذراعه لِشعبه و على شفتيه بسمة كبيرة، ثم حرك هو رأسه قليلاً ينظر للجميع لكي يتأكد انه يرحب بِكل شخص موجود الى أن وصل إليّ و عيوني تقابلت بِعيونه الفضية.
انا حبستُ أنفاسي أحدق به و هو يفعل المِثل........أنتبهت أن على وجهِه أرتسمت تعابير الدهشة لِثانية واحِدة لِـيعود بِسرعة قصوى الى وضعه الطبيعي و الابتِسامة الجذابة.
أبقى هو عينيه عَليّ أطول مما يجب، كأنه يحاول أن يخبرني شيئاً، لكنني لم افهم.


هل هو يحاول أن يعتذر لأنه يعلم انه كذب عَليّ؟ هل هو من دعاني الى الحفل لِكي يدعني أراه بعد كذب دامَت أشهر؟
انا سألتُ نفسي ضائِعة من جديد.


أومئ لي هو بِرأسه و مازال يبتسم، لكنه على ما يبدو رأى انني لم أعيد له الابتِسامة، لأن الأحباط و الغضب أصبح يخرج على وجهي و ملامحه بِشكل أوضح.
قبل أن أنفجر هنا في منتصف الحفل و امام المدعووين........أستدرت بِسرعة و أخذتُ أمشي متجاهلة من يناديني، الى ابواب القاعة لكي اخرج و اخذ نفساً من هواء نظيف وغير الذي يتنفسه الجميع في نفس القاعة.
شعرتُ بِعيون فضية تلاحقني من بعيد، لكنني لم اتوقف أو أنظر أو أكتَرِث ابداً، إنما بقيتُ أمشي سريعاً الى أن وصلت للخارج. اخذتُ نفساً عميقاً جداً، لدرجة انني بدأتُ بالسُعال من قوة الشهيق.
أكملت المشي بِسرعة و تخطيت أدلار على ما اعتقد، لأنني سمعته يسألني سؤالاً ما و ينادي بِأسمي.


" دعها......انا سوف الحق بِها. " سمعت بيتر ايضاً يقول لِأدلار قبل أن أختفي وراء حائِط أقف بِمكاني لا اعرف ماذا يجب أن افعل و كيف اشعر.


لماذا انا اصلاً أهتم للأمر بهذه الطريقة؟ هل كنتُ شافية لأنكسر مجدداً، أم اتخيل و أشعر بأشياء لأنني في حالة صدمة؟
بعد دقائق أحسستُ بِهم كَساعات، سمِعتُ صوت أرجُل قادِمة من خلفي.


" سيدة هارث!......أيتها السيدة الصغيرة! "
قال بيتر من خلفي بِنبرة هادئة.


التفتُ إليه فجأة و أندفعت بأتجاهه و على وجهي الغضب
" هل كنتَ تعلم طيلة الوقت؟! "

فتح فمه لِيجيب، لكنني قاطعته و قلت
" هل كنتَ تعرف من يكون و خبأتَ الامر عني طيلة الشهور التي كنتُ ابحث عنه فيها؟! "


" سيدة هارث......أولاً هدئي من نفسك. انا لا أرى سبباً لِغضبك هذا؟ " قال بيتر.


" هل كنتَ تعلم أن الرجل جووين الذي كنتُ اسأل عنه كل يوم هو نفسه الملك أم لا بيتر؟ "
سألته انا هذه المرة انصت له و اتكلم بِنبرة مُنخفِضة، لكن مازال الغضب فيها.


أومئ هو بِرأسه بعد لحظات ثم اخبرني
" نعم كنتُ اعلم انه الملك، لكنني لم أكن اعلم انه الرجل الذي كنتِ تبحثين عنه.......الملك يُدعى بأسم اخر، كيف لي معرِفة انه الجووين الذي تريدين رؤيته؟ "


تنهدتُ انا بِقوة أدَلِك رأسي لأنَ ألماً بدأ بالظهور هناك.

" أسمعي سيدتي.........كما قلت سابِقاً لا يوجد سبباً لِغضبك. لم اخبرك عنه لأنه ليس مسموح ابداً التكلم عن الملك لِمن لا يعرفوه جيداً أو بالمرة. "
بيتر اخبرني مُبرراً يضع يده على كتفي بِلطف.


رفعتُ رأسي انظر إليه ثم سألت
" هل أدلار يعرف ايضاً؟ هل الجميع؟ "

أومئ هو مجدداً ثم اخبرني و صوته فيه الصراحة
" نعم......أعني كل من في القصر يعرف من يكون الملك، إلا الخدم التي تعملين معهم بالطبع، أكثريَتهُم لا يعرفوه و من يعرفه، يُمنَع التكلم عنه لأية شخصٍ كان. "


" ما السبب؟ لماذا لم يخبرني عن نفسه؟ لماذا كذب عَليّ و لَعِبَ دور رجلٍ أخر؟ "
انا سألته أتأفأف كالطفلة الصغيرة.


أبتسم بيتر ثم اجابني
" لستُ انا من يجيب على أسئلتك تلك. "

رفعتُ حواجبي عليه بِتساؤول، لكنه تجاهلني بعدها أستدار و ذهب في طريقه. توقفَ فجأة في مكانه ثم قال
" أيتها السيدة الصغيرة، يجب عليكِ العودة للقاعة. "


التَفتَ قليلاً ينظر في عيوني ثم أكمل يبتسم إبتِسامة لم أفهمها جيداً
" أحياناً من الافضل إبقاء الفضول لِنفسك و عدم التساؤول كثيراً. "


و بِذلك أستدار يُعطيني ظهره بعدها أكمل خطواتها الثقيلة تصدر صدى في الردهة يغطي على اصوات الحاضرين في الحفل.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد وقتاً قصيراً أقف فيه لوحدي في إحدى الرُدهات أدَوِر كلمات بيتر في عقلي و أهَدِئ من نفسي، لأنه كان مُحِقاً......لا يوجد سبباً لِصَب غضبي هكذا.....و على ماذا؟
الرجل الذي إدَعى انه شخصاً أخر لأكتشف انه في الحقيقة الملك الغامض الذي يُخفي نفسه عن مملكته منذ قرون طويلة؟
بالطبع لا.......لا يجدر بي أن أهتم حتى، هو من كذب و خدعني و ليس انا.

أخذتُ أمشي عائِدة الى القاعة لِيوقفني أدلار بوقوفه في طريقي يغطي جسده الضخم كل شئ امامي كالحائِط.


" لماذا خرجتي من القاعة مُسرِعة؟ "
سألني هو بِصوت قلق و عاقِد حواجبه.


تنهدتُ انا ثم اخذتُ خطوة صغيرة للوراء أصنع بعض الفراغ بيننا بعدها شابكت أذرُعي امام صدري
" لأنني أردتُ إستنشاق بعض الهواء النظيف. "


رفع أدلار حاجِباً بِعدم تصديق ثم سأل
" هل سبق و اخبركِ أحداً انكِ سيئة بالكذب؟ "


حركتُ أنظر لأية شئ من حولنا من دون أن أقابل عيناه
" نعم سبق و اخبرني الكثير قبلَك....."


أقترب هو خطوة إليّ ثم وضع يده أسفل ذقني لكي يرفع رأسي إليه
" ما الخطب تاليا؟ "

رفعتُ يدي لأمسك بيده و أبعدها عن ذقني
" هل كنتَ تعرف أن جووين هو في الحقيقة الملك من اليوم الاول؟ "

عمَ الصَمت بيننا و هو حدق بي يرمش بِجفونه مدهوش من السؤال المُفاجِئ. بعد لحظات أومئ رأسه ثم أجابني يعود للوراء و يضع يده اليسرى على مِقبَض سيفه المُعَلَق على خصرِه
" نعم كنتُ اعرف منذ اليوم الاول عندما رأيته في الحديقة الوردية ذلك اليوم، لكنني..........لم أستطع إخبارك، لأنه الذي يجب أن يفعله الجميع و هو إبقاء الأفواه مغلقة و عدم التكلم عنه ابداً. "


أندفعت انا و سألته أرفع أذرُعي في الهواء بِأحباط
" و انتَ بالطبع لن تشرح لي السبب صحيح؟ "

" نعم صحيح. انا أسف تاليا. "

هززتُ بِرأس ثم أخرجت الهواء من فمي بِخفة انظر إليه بِتفهم
" لا بأس، لا تتأسف أدلار، انت تفعل واجِبك و تُنَفِذ أوامر الملك على ما أظن، لِهذا سوف أصمُت الى أن أتلقى الإجابة من نفسها. "


" انا أؤكِد لكِ انه افضل بِكثير. " هو اخبرني يبتسم لِيخرجني من الغِلاف الجوي المُحبِط.


أعدتُ انا له الابتسامة ثم قلت
" حسناً إذاً.......انا سوف أدخل الى الحفلة، ربما بعضاً من النبيذ قد يُغَير من مَزاجي. "


أومئ هو لي بالموافقة و بِذلك أبتعدتُ عنه أمشي خلف ابواب الحفلة و الى الاجواء المليئة بالضحكات و الاحاديث مختلفة الانواع و بالاخص الى تلك العيون الفضية التي كانت تلاحقني في أحلامي و الى هذا اليوم.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

طيلة فترة الاحتفال و انا أمشي بين الحضور لكي أرى ما يحتاجونه، أو التقي بِبعض الجنيات و حتى البشر التي اعرفها سابِقاً نتحدث فيما بيننا و نضحك على قِصَص قد حدثت لنا في الماضي.
طيلة هذا الوقت........أستمريتُ بِأختلاس النظرات على الملك الذي مازال أسمه غريب على لِساني و عقلي. و هو أبقى إختلاس الانظار عَليّ أيضاً.
في كل مرة أمسِكُه ينظر لي، يبتسم و انا أرفع حاجِب واحد أريه انني لستُ معجبة بِتصرفه و هو بالمقابل يرفَعَ حاجِب أيضاً لِيُريني انه سَيستَمِر بالذي يفعله.


" هل تريدين بعض النبيذ سيدتي؟ " سألني أحد الخدم يرفع الصينية امام وجهي لكي أخذ إحدى الكؤوس الزجاجية من النبيذ الاحمر المُناسب لأذواق البشر هنا بِعكس الأوكسارا التي كادَ أن يقتُلني قبل سنتين.


إن أخذت كأساً فَسوف يكون الكأس الثالث هذا اليوم و انا بدأتُ بالشعور بِبعض الدوران و غير مُستقِرة جسدياً و عقلياً.
ومع ذلك لم أكتَرِث و أخذتُ كأساً من الخادم أبتسم له مع رفع الكأس بِصحة.
انا الأن أقِف في إحدى زواية القاعة بِجانب الستائر الحمراء المائلة للقرمزي الداكِن كَقلبي الأن، أمسِك الكأس و أنظر من حين لأخر على الملك. مع انني مازلت غاضبة و غير سعيدة بِرؤيته بِهذه الطريقة، إلا انني لا أستطيع إمساك أفكاري و مشاعري من التقلب لِشكله و حضورِه. انه يبدو أوسم من أخر مرة رأيته بها. شعره مُمَشَط بِطريقة جميلة جاعِلاً من شعره الاسود يلمع تحتَ اضواء الثريات العملاقة.

بشرته الفاتحة تلمع ايضاً تبدو ذهبية بِسبب إنعِكاس الوان الإنارة الصفراء. وجهه الذي لا يصرخ اية شيء إلا المِثالية من أنفه المنحوت الى شفتيه المملوئة الحمراء و عيونه التي تلبسها رموش كثيفة و الداكِنة كأنه مُكَحَل.
انه الأن يجلس على كرسيه في الاعلى و على جانبه تجلس زوجة عمه السيدة أغاثا بِحضورها الفخم، على جانبها رجُلان و امرأة، على جانب الملك الاخر رجُلان أخران منهم أحد الوزراء و الاخر بشري يبدو رجل مهم أجهَل ما مكانَتُه و عمله.

انهم يتحدثون و يضحكون في كل مرة يخبرهم الملك شيئاً ما. لدي ألف سؤال يطفوا في عقلي و لا يكفوا عن تركي أستمتع بِالحفل. إلا انني أتفاداهم و أبعدهم لِكي لا أتَشَتَت و أشرُد مرة اخرى.
هكذا كنتُ طيلة الليل........أحاول الاستمتاع و فتح أحاديث مع الحضور، لكن بنفس الوقت أواجه صعوبة في التركيز، بِسببه هو...........الملك ريساند.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

" أااااااا......رأسي يؤلمني كثيراً، أرجوكِ أفعلي اية شيء! " 
انا تذمرت بِصوت عاليٍ الى تيلار التي تجلس على الاريكة في غرفتي و تقرأ كِتاباً تتجاهلني منذ الصباح الباكر.


"تيلار!! أشعر أنَ رأسي سَينفجر.........أرجوكِ حضري لي بعض شاي الاعشاب أو شئ ما يُهَدِئ من الألم!! "
 تذمرت مرة اخرى و انا في السرير أجلس في المنتصف، مشابكة ساقاي أسفلي و ممسِكة رأسي من كِلا الجِهتين أضغَط عليه ظناً أن الألم سَيتوقف و لو قليلاً.


وضعت تيلار الكِتاب من يدها بِغضب ثم حركت رأسها لكي تنظر إليّ بِعيونها الناعِسة ثم قالت لي و في نبرتها إنزعاج
" لقد أحضرتُ لكِ أبريقين.......الأول فيه بعض المُهدِئات من الطبيب و الاخر شاي بالاعشاب........كيف لي أن أحضر لكِ شاي أخر وانا بالفعل فعلتُ ذلك؟!! "


" كِلاهُما لم يُفيدانني ابداً!........و الأبريقان خاليان! "

تنهدت تيلار مُحبطة من تذمري الذي لم يتوقف منذ أن فتحتُ عيناي على ضوء الشمس الساطِع و ألم رأسي كأن شيئاً ما في داخله ينبض بِقوة.


" لماذا عَليّ أن أفعل ذلك هاه؟.......ما ذنبي انا إذا انتِ من شربتي خمس كؤوس نبيذ في اخر الليل؟! لماذا فعلتي ذلك من الاساس، هل جُننتي أم ماذا؟ " هي سألتني ترفع ذِراعيها في الهواء.


" لم أفعل ما فعلته عن عمد.........لقد كنتُ أحاول الأستمتاع بالحفل لا أكثر. " انا شرحتُ لها نِصف كاذِبة و نِصف صادِقة.


رفعت تيلار حاجِب لا تصدقني، لكنها لم تكترِث أو تسأل المزيد من الاسئلة، لِهذا أمسكت الكتاب بيديها من جديد ثم أدارت رأسها إليه و بدأت بالقِراءة تتجاهلني مجدداً. في الحقيقة، انا حقاً لم أنتبه على نفسي. بعد شربي لِكأسين من النبيذ الاحمر، بدأتُ بالشعور بالدوران و فقدان السيطرة.
انا لستُ شخص يشرب كأس من دون أن يتأثر بِه على الفور و بِسبب سرعة التأثير بعد الكأس الاول، فقدتُ السيطرة. سبب أخر و هو الاكبر، انني كنتُ أحاول أن أنسى و أتفادى عيونه التي لا تنفك عن اللحاق بي منذ أن خرج امام الجميع في الحفل.
كانَ الغضب قد التبسني و لاحقني لِدرجة انني كدتُ أن اخرج من القاعة مرة أخرى و أتجه إليه، لِكي أصرخ في وجهِه عن سبب كِذبه و خداعي.

لكنني تحكمتُ في نفسي و تركت اليوم يمضي من دون مشاكل و تصرفات طفولية. عنِد إنتهاء الحفل في وقت متأخر جداً، بيتر و أدلار صُدِموا بِشكلي و أبقوا يسألوني و يصرخوا على وجهي لِشكلي و فعلتي تلك.
انا كنتُ قد فقدتُ عقلي و ضائِعة في مُخيلتي لأنتبه إليهم يتكلمون معي. كنتُ أضحك هيسيرياً، أتكلم معهم عن اية شيء بِثمالة. أظن انني تماديت بِكلامي البارحة، عندما أوصلني أدلار و بيتر الى غرفتي عن طريق جعل أدلار يحملني و يضعني فوق السرير و انا مازلت أتَمتِم كلام لا أذكره ابداً.

طيلة ذلك الوقت، كانت تيلار معهم و انا مُتأكدة انها سمعت كل ما خرج من فمي الكبير، لكنها ترفض إخباري بِما تفوهتُ به و لأنها رفضت عدة مرات، عرفت انني قلت هراء عميق و اشياء قد أندم عليها و أحبِس نفسي في الغرفة طيلة حياتي من الخجل و الاحراج.

لا أذكُر الكثير من ليلة البارحة.........أو لا أذكُر اية أمر بعد أن شربت الكؤوس الخمسة كالمُدمِنة. سألت تيلار إن ما تصرفتُ و فعلت شيئاً مخجلاً امام الحاضرين في الحفل و هي أجابتني انني كنتُ ثَمِلة جداً لأتحرك من مكاني و أمشي خطوة واحِدة حتى. على الاقل الحياة دعتني من دون أن تخطوا عَليّ و تضحك بالاخر.


" أاااااا!!! هذه أخر مرة أقترب من النبيذ أو اية شراب يشبِهُه في حياتي. "
انا قلت أستلقي على السرير بِقوة جعلتُ من الفِراش يهتز و يهزني معه.


سمِعتُ تيلار تخرج صوتاً من حلقها، كالتي تضحك ثم قالت لي تسخر مني
" هكذا ما قالته...........و في اليوم التالي، أراها تشرب من جديد. "


رفعتُ رأسي بِسرعة أرمي لها نظرات مُشتعِلة و بِسبب تحَرُكِ السريع، أعاد النبض في جُمجُمَتي يؤلمني الضِعف.
" كُفي عن السُخرية، انا جادة! "

" و انا جادة. "

تأفأفتُ بِصوت مرتفع ثم أكملتُ تدليك رأسي لربما يتوقف الألم و لو للِحظة من دون تعذيبي.


" انتِ لم تخبريني......كيف كانت ردة فعلك عندما رأيتيه؟ "
فجأة سألتني تيلار بعد صمت طويل و هي مازالت مُمسِكة بالكِتاب لا تبعد عينيها عنه مع انني اعرف انها لا تقراءه بل تنتظر مني أن أجيبها.


" من هو؟ "

لم تجبني على الفور
" الملِك و من يكون غيره؟ "


" أوه........" انا قلتُ بِأدراك مع انني كنتُ أتفادى الموضوع إلا انها من المُستَحيل أن تنساه أو تتجاهله مثلي.


" هل تعرفين شيئاً عنه تخبِئيه عني؟ "
انا أجبتها بِسؤال فضولي كنتُ اسأل نفسي منذ فترة الأن.


أنزَلَت تيلار الكتاب و وضعته على حضنها ثم رفعتُ رأسها تحدق بي ترمش كأنها لم تفهمني.
" من أين خرج هذا السؤال؟ "


" من فمي كأي أحد طبيعي......."
أجبتها أدير مُقلَتاي بِسُخرية.


أخذت نفساً عميقاً ثم حركت عينيها للكتاب مُجيبة
" كُل سر له سر أخر.......لماذا تريدين الدخول في هذه الفجوة ألا نِهائية؟ أن كنتِ فضولية حول معرفتي من هو الملك طيلة السنتين، فأنا سأخبركِ انني أعرفه قبل أن يخرج من بَطن أمه................. و لا انا لم أكن اعرف أن الجووين الذي تبحثين عنه هو نفسه الملك. و إن أردتي معرفة سبب إخفاء نفسه عنكِ فأنا لستُ من سيُجيب على أسئلَتِك و يعطيكِ الأعذار. "



" إذاً انتِ تخبرينني انكِ و مع ذلك، تعرفي الأعذار و الاسباب سوياً؟ "
انا سألتها رافِعة جواجبي بِحيرة و مشابكة أذرعي امام صدري.


قبل أن تفتح تيلار فمها من جديد لِتجعلني هَدف سُخريتها الرئيسي. سمِعنا طرق على الباب.

رفعت تيلار حاجِبها عَليّ بِتساؤول ثم قالت
" هل تنتظري أحداً؟ "


هززتُ رأسي بِ لا بعدها وقفت تيلار على أقدامها و أتجهت الى الباب لِتفتحه.

" صباحُ الخير تيلار، هل السيدة هارث موجودة؟ " سمعتُ صوت إحدى الخادِمات تسأل.


" نعم هي موجودة هنا. لماذا تسألين؟ "
سألتها تيلار تفتح الباب أكثر لِكي أرى خادِمة بشرية تقف مُبتسِمة.


" هل من مشكلة سارة؟ " انا سألت الخادمة بِقلق.


هزت سارة بِرأسها ثم أجابتني
" لا سيدتي، لا مشكلة بتاتاً، إنما الملك طلب رؤيتكِ حالاً. "


تجمدتُ في مكاني لم أعد اعرف بِماذا أنطق. تيلار رفعت حاجِب عَليّ كأنها تسألني بِصمت لماذا يطلبني الملك فجأة لِمقابلته. انا هززتُ رأسي لا اعرف كذلك ثم تحركتُ أبتعد عن السرير و أقف على ساقاي مازالت أشعر بِدوخة.


" هل أخبركِ لماذا؟ " انا سألتها أخذُ خطواتي بِحذر الى الباب لأقف امام الخادمة.


" في الحقيقة، صاحبة السمو أغاثا هي من اخبرتني أن أخبرك قبل قليل. لكنها لم تقول اية أمر أخر و انا لم أستطع السؤال كما تعرفين سيدتي. "


حركتُ رأسي للاسفل لِكي أنظر الى تيلار التي تنظر لي ثم رفعتُ رأسي مجدداً أحدق بِالخادِمة.

" أين يجب أن أقابِلُه؟ " سألتها و بدأتُ أتعرق في كفوف يدي من التوتر.


" نعم أين؟ " سألتها تيلار.

حركت عينيها سارة تنظر لي ثم أبتسمت أكثر جعلت من أسنانها تظهر بعدها أجابتني ترفع أصبعها السبابة الى الاعلى كأنها تُشير لشيء ما هُناك
" في الطابق المَلكي..............في غُرَف الملك " 



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

تاليا سوف تقابل جووين........أعني ريساند!!!!!! 😭

سؤال اليوم هو: 

ما رأيكم بِظهور الملك الوسيم ريساند بعد مليون سنة؟!!  كيف كانت ردة فعلكم عندما رأيتم صوره؟!!

و الأن لا تنسوا الضغط على النجمة للتصويت 🌟

و كتابة أرائكم في خانة التعليقات عن هذا الفصل 💬💗

أخيراً.......تابعوا صفحتي.  ❤‼

Continue Reading

You'll Also Like

590K 25.4K 37
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
73.3K 4.8K 13
غجريةٌ ثائرةٌ .. هي، غجَرِيَّةٌ ثائِرَّةٌ تهوى الرقصَ أسفلَ قطراتِ المطرِ ! ... هو، سائِحٌ غريبٌ وقعَ في عِشقِ تمايُلِ خصرِها ! ...... للقدرِ طريقة...
32.8K 3.1K 64
ههههاي👋 اليوم جبتلكم كرو جديد بعنوان احببته ❤رغم اجرامه🔪 هذا قصة من خيالي و ثالثة نتاعي ... نتمنى تاخد اعجابكم 🥰 محتوا قصة نتاعنا على اكشن ، مافي...
2.5K 182 10
الحياه بين عالمين مثل الشخص الي يغرق ويحاول يطلع راسه حتئ ياخذ نفس بس يرجع ينسحب للاسفل بقوه وبعدها ينتهي كلشي لما يغوص بعالم الماء عالم غير عالمه بس...