تحت الغِطاء الاسود - Under...

Od Minar_bg

6.2M 361K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... Více

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل الخامس عشر CHAPTER 15
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33

67K 4.7K 1.3K
Od Minar_bg

دعوني اخبركم كم انا متوترة منذُ أن فتحت عيناي هذا الصباح، كيف فور إستيقاظي، تذكرت أن اليوم المنتظر قد أتى. حتى قبل شروق الشمس، أصوات العمال و الخدم في كل مكان في القصر و خارجه يُجَهِزون القصر بِأكمله للأحتفال بِيوم ولادة ملكهم المخلص و المجهول.

لا توجد إستراحة لا يوجد توقف لا يوجد حتى وقت للتنفس، فقط عمل، عمل، و عمل الى أن تشعروا أن أرجُلَكُم لن تتحمل أكثر. انا في الجهة الاخرى، بِسبب توتري و قلقي من نسيان أمر أو شيء مهم، بقيتُ أتعرق و أتلعثم بالتكلم مع الجميع. تيلار و جيانا سَخِروا مني كأن هذا اليوم هو يوم زواجي.

بما أن الخادِمات رأوني أموت من القلق و على ما يبدو أن مورغن يعجبها الامر، تراني أفشل بِتحمل مسؤولية نفسي. حاولوا الخدم مساعدتي و رفع من معنوياتي. تفاجئتُ من أفعالهم و لطفهم الكبير معي، مع انهم خدم، يعملون لِدرجة أن بعضهم أستسلم جسدهم و خانَهُم في هذا اليوم.
انا بالطبع أمرتهم بالعودة الى غُرفِهم و الإستراحة قليلاً الى أن يشعروا بالقوة مجدداً.

فوضى........المكان يعم بالفوضى، لم أكن اتوقع احتفال كهذا يمكن أن يكون صعب التنظيم. لقد بدأنا بالعمل عليه منذ أسابيع و إلى الان مازلنا لم ننتهي كُلياً.
متى موعد الحفل بالتحديد؟
بعد غروب الشمس و سوف يكمِلوا الاحتفال في أرجاء المملكة الى اليوم الثاني.
يوم ولادة الملك يوم مميز أكثر من أية يوم في المملكة، لأنه يوم ولادة أول ابن للعائلة الملكية التي لم تستطع الملكة السابِقة التي تكون والِدة الملك الحالي أنجاب اية ذكور إلا بعد قرون من الانتظار.

لِذلك اية خطأ ملحوظ أثناء الاحتفال أو قبل الاحتفال، سيُعاقب المسؤول عنه مع الخدم بالطبع.
من هم المسؤولين؟...........نحنُ كِبار الخدم.
أوقعتُ اليوم لِتفكيري الزائِد و تَهَوري مع توتري، كل أنواع الاطعِمة على فستاني. أوقعت صحون و كؤوس من الزجاج لأن يداي لم تَعُد تتحمل بِسبب رجفي و بِسبب أصطدامي بِمن يركض و يمشي مُسرِعاً في ردهات القصر.


" هارث!! " سمعتُ صوت السيدة مورغن تناديني من اخر الردهة و انا ركضتُ مسرعة إليها كي اسمع ما الامر الاخر الذي يجدر بي تنفيذه كَمُساعِدة لها.......


" نعم سيدتي؟ " انا اجبتُها أقف بِجانبها و اخذ انفاس أنَظِم بِها دقات قلبي المُتَسارعة.

أستدارت إليّ و حدقت بي لِثوانيٍ كأنها تتذكر ما تريد قوله لي
" أذهبي إلى قاعة الحفلة و تأكدي من كل شيء، لا اريد عملاً ناقِصاً. "


رفعتُ نظري إليها و رمشت بِجفوني أستوعب كلامها الذي سمعته مئة مرة هذا الصباح.
" ولكن سيدتي........لقد سبق و أرسلتني الى القاعة أكثر من مرة لِكي أتأكد من كل شئ......و مثل كُل مرة، أعود و أطمئِنَكِ أنَ كُل شيء على ما يُرا--"


أوقفتني السيدة مروغن بيدها المرفوعة في الهواء امامي ثم قالت لي بِصرامة
" و أين المشكلة في ذهابك من جديد و التأكد على أنَ عمل الخدم مُستقيم؟ "


صمتُ و لم أجاوِبها أو أعارِضها، فقط أصوات أقدام الخدم تطرُق على الارض و أصواتهم في كل مكان من حولنا يملئ الصمت بيننا. بما انه ليس لدي خيار اخر غير الانصات لها و لِأوامِرها المُستَفِزة، أومأت لها بالتفهم و اخذتُ أمشي بالجهة المعاكسة أتجه للقاعة التي ستقام فيها الحفلة.
إنَ القاعة موجودة في الطابق اللأرضي بِجانب قاعات مختلفة عن بعضها.
أبوابها العِملاقة مفتوحة على مصراعيها و الخدم مع العمال يدخلون و يخرجون بِهمة و نشاط. منهم من يحمل الزينة و منهم من يَعُد الطاوِلات التي سوف توضع عليها الاطعمة و المشروبات من انواع مختلفة مناسِبة للجنيات و البشر بما أنها توجد أسماء بشرية في قائمة المدعووين.

دخلتُ القاعة أمسِك بِأسفل فستاني المتسخ كي لا أتعثر به و أقع على وجهي الذي أعتقد انهُ مُشَوَه من مستحضرات التجميل في كل مكان و غير مُرَتب و الفضل يَعود لِعرقي المستمر الذي أزالُه في أماكن و أماكن.
إن القاعة مليئة بالحياة، تصبح أجمل و أجمل في دقيقة تَمُر و اخرى تلحق بها. زينة داكِنة مختلطة بالفاتحة و الحمراء في كل مكان على حوائِط القاعة. كراسي مخملية خشبية في صفوف منظمة امام كل جدار في جوانب القاعة.
أريكات و طاولات طويلة يمكن الجلوس عليها أكثر من مئة شخص.
الارض الرُخامية تلمع كالمراية و رائِحة النظافة تفوح منها، على ما يبدو أن الخدم قد مسحوها بالمُعَطِرات لِتعطي رائِحة إنتعاش و راحة وقت الدخول.

الثُريات في الأعالي زجاجية و كبيرة تستعد لِتُضاء وقت غروب الشمس و بدأ الحفل. صحون و كؤوس تُرَتُب على الطاولات بأنتظام مع مَعالقها و سكاكينها و شوكِها الفضية اللامعة. حركتُ أنظاري إلى المكان مَمنوع على أحد غير خدم العائلة الملكية الاقتراب منه في القاعة و هو فوق في الأعلى يُطِل على القاعة بِأكملها و هو مكان وقوف و ظهور الملك مع عائلته.

التحديق بالمكان و بالاخص الكرسي الذي يملئه القماش الاسود و الفضي يجعل من معدتي تتقلب من الداخل. بِجانب الكرسي الخاص بالملك هناك، بِجانبه كراسي اخرى، لكن مختلفة اللون كالخمري و الذهبي.
يبدو انها كراسي الوزراء و أظن زوجة عم الملك.......سموها السيدة أغاثا.

فكرة ظهور الملك بعد سنين من السماع عنه فقط من دون رؤيته أو حتى معرِفة أسمه المجهول، يجعلني أرجف بِمكاني من الرهبة.
في الجانب الإجابي الاكثر الذي انا متشوقة له شخصياً.......هو مُقابلة جووين و اخيراً بعد أشهر من الانتظار.
قال لوزيان ذلك اليوم ( رسول العائلة الملكية ) أنَ جووين مع احد الوزراء الملكيين في مملكة كاداري ( مملكة الضوء) يعملون و انهم سوف يعودون لِيحضروا حفل الملك.
كنتُ قد فقدت الامل لأنني لم أكن مدعوة للحفلة و لن يسعني رؤية مَن رفع من أمالي و اخبرني عن العمل هنا في القصر، لكن فورَ سماعي انني أحد المدعووين للحفل.........حلق عقلي من مكانه و أحسست انني أسعد إنسانة في العالم.

الرغبة لِمقابلته و شكره مباشرةً أمر يجب عَليّ فعله.......حتى أخطط لِمعانقته مع انه ليس جيد فعل ذلك و قد تَعُد طريقة مُخلِلة للأداب، بِما أنني رئيسة خدم و هو شخص مهم في القصر، لكن لا يهمني و اعتقد انه لن يُمانع. قَهقَهتُ على أفكاري و تخيُلاتي الطفولية تلك.

تاليا الكساندر هارث.....يالكِ من مشاغبة.
انا قلت لِنفسي اضحك ممسكة بِفمي كي لا يسمعني أحد و يراني اضحك مع نفسي كالمجنونة.

فجأة شعرت بيِد صغيرة تَنقُرُني على ساقي من الاسفل، انا علمت لِمن هذه اليد فوراً. أستدرت إلى الوراء و نظرت للأسفل لِارى عيون سوداء ناعِسة تحدق بي ايضاً.

" أوه تيلار.......هل من خطب؟ " انا سألتها بِبتسامة صغيرة.

هزَت هي رأسها بِ لا و اجابتني
" الشمس تغيب، انه الوقت للأستعداد. "


رفعتُ رأسي إلى الابواب الزجاجية البيضاء في القاعة التي تُطِل على ساحة القصر الخلفية التي تبدو كمكان في القصص الخيالية. ملبوسة بالزهور و الاشجار صاحِبة الوان من كل درجة براقة و النوافير الحَية، ترقص بِتناغم و جمال يجذب الانظار.
نظرت إلى الافق أرى ضوء الشمس البرتقالي الممزوج بِلون السماء الازرق خلف الغيوم وردية اللون خفيفة المنظر و ناعِمة الشكل كالوِسادة.

إن الشمس أصبحت خلف حوائط القصر، هذا يعني انه بعد ساعة تقريباً سوف تختفي لِيأخذ القمر الابيض مكانها بدلاً عنها و ينير المملكة بِضوئه الطيفي الفريد ينضم لأنوار المدينة كالفوانيس التي تزين الطرق و البيوت كما اخبرني بيتر بعدما عاد من الساحة الكبرى للتكلم مع الجنرال هودي لِتنظيم الحرس و الامان للبلاط الملكي و الحاضرين.أ عدتُ عيوني إلى تيلار التي مازالت تقف امامي مشابكة الاذرع تنتظر مني رداً.


" نعم انتِ محقة. هيا بنا نذهب. " اخبرتها مُشيرة بيدي لِتقود الطريق.

تنهدت هي بِنفاذ صبر و اخذت تمشي امامي و تتفوه بِكيف انها متعبة و مع ذلك يجب تجهيز أنفسنا قد و يأخذ ضعف الجهد و انا قَهقَهت على تَذمُرِها. أعني هي بالطبع سوف تأخذ وقتاً لتجهيز نفسها، لكنها لا تحتاج أن تضع اية شئ على وجهها و رقبتها و أكتافها لِتبدو أفضل أو أكثر أنوثة.
بينما نحنُ البشر و الجنيات قد نحتاج ما فوق الساعة للأنتهاء كامِلاً من تلبيس الجسد بأكمله حتى الوجه و الشعر.وصلنا الى غرفتي و رأيت جيانا تقف تنتظر مُتكِئة على قدم و مشابِكة أذرعها امام صدرها تحدق باللوحات المعلقة بِجانب الباب.


" جيانا؟ " انا قلت أجذب إنتباهَها، لأنها لم تسمع قدومنا.

أدارت جسدها تواجِهنا و أبتسمت عند رؤيتنا
" أهلاً أهلاً......لقد كنتُ انتظركم لِنبدأ بِالتجهيزات. "


أقتربت انا و فتحتُ الباب بالمفتاح ثم سمحتُ لهم بالدخول قبلي لأغلقه من خلفنا.

" جيد جداً.......أيادي أخرى أفضل من أثنتين لا؟ "
 انا قلت لهم افتح خِزانة الملابس و اخرج فستاني و فستان تيلار، لأنني أقترحت عليها وضع اغراضها في غرفتي من اجل إبقائهم بأفضل حال.


 خزانتي أطول و أكبر من خزانتهم الموجودة في غرفهم.

" نعم نعم هذا صحيح. "
اجابتني جيانا تدخل للحمام لأسمع بعض لحظات صوت ركوض الماء في الحوض.


خرجت جيانا من الحمام تُصَفِق بيديها و على وجهها السعادة
" هيا سيدتي ادخلي الحمام و خذي حماماً سريعاً كي نعمل عليكِ اولاً، فأنتِ تُمَثلي كِبار الخدم و أحد أهم أصحاب المقام في هذا الجناح الملكي. "


أخذتُ أحدق بِها بعد أن أنتهت من كلامها. تفاجئتُ من طريقة تعبيرها تلك ثم أنفجرتُ ضاحِكة عليها و هي شاركتني في هذه المزحة. رأيتُ تيلار تَهُز بِرأسها بِخيبة ظن و مع ذلك أرتسمت إبتسامة بالكادة واضحة على شفتيها.


" حسناً بعد رفع من المعنويات و تغير الاجواء للافضل، سوف أذن بالذهاب و تنظيف جسدي و التعطير لأننا سوف نتأخر إن بقينا على هذه الحالة. "
 انا قلت لهم أنحني بِسخرية بعدها أستدرت و توجهت للحمام أخلع ثيابي و ادخل الحوض ببِطئ في المياه الدافئة و المريحة للأعصاب، تُرخي عضلاتي.




~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

بعد الحمام خرجت بِمنشفة تُغطي جسدي بأكلمه إلا شعري مُنسدل خلف ظهري ينقط ماء من أطرافه على البِساط. أتَت جيانا تحمل منشفة بيضاء اخرى لِتنشف فيها شعري و تُسَرحُه.

" كيف تعتنين بِشعرك و طوله هكذا سيدتي؟ " سألتني جيانا تُكمِل تسريح شعري بِلطف تُحرِره من التعقيدات مابعد الحمام.


أبتسمت قليلاً أفكر بِطريقة أجيبها بِها
" أمممممم أحاول قد الامكان إعطائه وقت خاص للاعتناء به، فالشعر رمز من الرموز المهمة للأنوثة .......أما بالنسبة لطوله، منذ أن كنتُ صغيرة كانت أمي تعتني به كثيراً و تخبرني أنها تحب الشعر الطويل و خاصتاً عَليّ لأنني املك شعر كستنائي و مائل للذهبي. كانت ترفض قَصُه عندما أطلب ذلك منها، لأن الشعر الطويل صعب تسريحه و الاستحمام بِه يأخذ وقتاً أطول من القصير. "



توقفتُ أضحك على ذِكرة قد فَقَعَت في عقلي و أكملت أنظر لِجيانا في المرأة و على وجهها إبتِسامة دافئة تستمع لِكلامي بِصبر و فضول
" أذكر أن أمي كانت تُخفي المِقصات في المنزل خوفاً من أن أجدهم و أستخدم إحداهم لِقص شعري من وراء ظهرِها. أختي صوفيا قد تجرأت و فعلت ذلك عندما كانت في السن السادِسة عشر. كانت قد سَئِمَت من شعرها الطويل و قررت قصه من دون علم أمي للأمر. بعد أن رأتها أمي بالشعر القصير و غير منتظم يبدو كأن طفل صغير أخذ المِقص و قصه عشوائياً، شَهِقت بِقوة و وقعت على ركبيتها تحدق بِصوفيا و علامات الصدمة تسبح على وجهها و فمها لم يُغلق لِأيام تتشاجر مع أختي على فعلتها الغبية و تدمير شعرها الحريري. "





" أختكِ جريئة..........على ما يبدو أنكِ لا تمانعي طوله بِما أنكِ تملكين كامل الحُرية بِقصه و التحرر من التعب والطاقة التي تأخذ لتسريحه و الاعتناء به الأن. أعني انه جميل جداً و ناعم، جزء صغير مني لا يصدق أنكِ تعطي اية إهتمام له حتى. "
قالت لي جيانا تضحك و تهُز بِرأسها على إعترافِها.


أعدتُ الضحك معها و حركتُ عيناي أنظر لِيداي التي تستريح على حضني، أفكر و أتذكر أمي كيف كانت تُمسِك بِمشطي المفضل الذي أشترته لي في يوم ميلادي العاشر بعد أن أستَلَمَت هي أول نقود لها بعد العمل في القصر الملكي.
كيف كانت بيديها الناعِمتان تُسَرح شعري الطويل و تُغَني بِصوتها الملائكي أجمل الالحان. كيف كانت تخبرني انها تحب شعري و نعومته و انني أذكرها بِنفسها عندما كانت يافِعة و صغيرة مثلي. كيف كانت بعد الانتهاء من التسريح، تُقَبِل رأسي و تَشُم شعري تُهَمهِم بِرِضى و تخبرني بِدفئها الامومي انني أجمل فتاة في العالم و انها أكثر أم محظوظة لِوجود ابنة مثلي في حياتها.

كنتُ أضحك و أقول لها انها تمزح معي و تخبرني بِذلك الكلام لِتجعلني سعيدة فقط، لكنها كانت تَهُز بِرأسها بِعدم الموافقة و تمسك وجهي بِكلتا يديها و تنظر لي بِعيونها الخضراء المُماثلة لِعيوني انها لا تمزح و تخبرني الحقيقة و لا شيء غير الحقيقة.
انني عندما أكبر صَف طويل من الشباب سوف يصطف امام باب منزلنا البسيط لِطلب يدي للزواج. و مع ذلك كنتُ أضحك و أضحك على كلامِها و أحمَرُ خجلاً بِمجرد التفكير بِذلك العمر الصغير بِرجال امام باب المنزل تطلب يدي لأكون زوجة لأحدهم.
في الحقيقة بعد أن أصبحتُ في السادسة عشر من عمري، بدأ الكثير من الشباب من قريتنا و قرى أخرى بالتقرب من أمي و أبي لِيصلوا لي أو لِأختي صوفيا، لكن أكثر أرادو صاحبة الشعر المختلط..........انا.


" على ماذا تبتسمين مع نفسك؟ "
قاطعَ صوت تيلار القادم من جانبي، حلقة ذكراياتي لتعيدني للواقع.


رفعتُ رأسي من التحديق بأصابعي و أدرته إليها أنظر لها تحمل بيدها عقد ذهبي و حلق أذان مماثلة. أنهم هدية من بيتر عندما ذهبنا الى المدينة لِشراء فستان من إحدة متاجر عائلة لوثر.


" لا شئ مهم. " انا اجبتها أخذ الحلق و أثقبهم في أذاني بعدها الطوق على رقبتي العارِية.


" سوف أدع شعرك مُنسَدِل، لكني سوف أعطيه أمواج بسطية للتغيير و لن أنسى الزينة كالزهور. سوف تبتدين أجمل من الجميع في الحفلة و انا أوأكد لكِ من الأن، ذلك الرجل الذي تبحثين عنه المدعوا بي.......... " 
قالت جيانا تبتعد عني لِتحضر الورود و بعض مستحضرات التجميل.


" جووين " انا قلت أذَكِرها بِأسمه.

أومأت جيانا بِرأسها و أكملت كلامها
" نعم جووين، سوف تتبحلق عينيه و تَشُع عند رؤيتك و من الأن أراه مفتون بِجمالك سيدتي. "


أدرتُ رأسي عليها بِدهشة تملئ وجهي و أحسست بِوجنَتاي تحترق من الخجل ثم صفعتها على ذِراعها بِأنزعاج من أستفزازي
" لا تتفوهي بالهراء جيانا! "


سمعتُ تيلار تضحك في مكانٍ ما في الغرفة و جيانا صرخت بِألم من الصفعة تُدَلِك المنطِقة التي صفعتها عليها قائِلة
" لماذا فعلتِ ذلك؟.....انا أتفوه بالحقائق سيدتي.....حقائق. "


" حقائق هُرائية.......انا لستُ أتجَمَل و ألبس لِجعله يُفتَن بي أو شيء من هذا القبيل. انا اريد مقابلته لِشكره و لأريه انني ممتنة لِمساعدتي، ليس شخص لأفتنه. أعتقد انه يملك عاشِقة أو متزوج لا أدري. "


رفعت جيانا حواجِبها بِتساؤول ثم سألت و الفضول في نبرتها
" كيف لكِ أن تعرفي أنَ أحداً ما في حياته؟ "


التفتُ أعطيها ظهري ثم أعدتُ أحَدِق بأصابعي و العَب بِها بِتوتر
" لا أعلم انا فقط خَمَنت.......أعني هو رجل جذاب و وسيم جداً، شخص مثله مستحيل أن يكون وحيد. "


قَهقَهت جيانا بِصوت منخفض، أظن انها تسخر من كلامي و سمعت تيلار تَخرِج صوتاً من حلقِها كأنها تُحاول مَنع ضحكة من الخروج.
أدرتُ عيناي بِلا مبالاة و تجاهلتهم كِلاهُما أشير لِجيانا بِالأكمال بِعملها قبل أن أطردهم خارج الغرفة.
يا اللهي، سوف أبقى جالِسة على مؤخرتي و عالقة لِوقت طويل معهم في نفس الغرفة إلى أن نسمع صوت الابواق لِبدأ الاحتفال بِيوم الملك السنوي.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الفترة التي أمضوا بِتجهيزي فيها ما يُقارب الساعتين لأكون صريحة. لكن.......أستحق هذا الوقت لأنني متأكدة انني أبدو رائعة و جميلة. أنتهوا من كل شيء و حتى الفستان الذي اخذ وقتاً لِأرتدائه بِما انه كبير و ثقيل بعض الشيء، لكِنه مُريح و مُناسب تماماً.
رفَضَت جيانا أن تدعني انظر في المرآة فوراً بعدما أرتديت الفستان........لقد أجبرتني على الأنتِظار إلى أن أنتهي كلياً و انا لم أعترض، لأنها اخبرتني انها تريد مفاجئتي.


" حسناً و هذه اللمَساة الاخيرة. "
 قالت جيانا تضع بعض البودرة على وجهي بِأسفنجة صغيرة بيضاء ثم أبتعد عني تنظر لِوجهي و عيونها تلمع من الحماس.


" هل يمكنني أن أتحرك و أنظر الى نفسي الأن؟ "
انا سألتها بِنفاذ صبر.


أبتسمت هي ثم أومأت تسمح لي بالوقوف من على الكرسي و الاقتراب من المرآة الطويلة التي تقف بِجانب خزانة ملابسي. تيلار جلست على إحدى الاريكات تحدق بي في المرآة تنتظر ردة فعلي عند رؤيتي لِنفسي بعد التجهيز لِساعات.
لقد أرتَدَت تيلار فستان بسيط، يصل لأسفل الركبة قليلاً، ذهبي و أسود مناسب لِلون بشرتها.
جيانا في الجهة الاخرى أحد الخدم هذا يعني انها ليست مَدعوة، لهذا شعرت بالحزن لأنها لن تحتفل معنا.

وقفتُ بِحذر امام المرآة بِتوتر و انا مغلقة العينين ثم لمستني جيانا بِخفة على الكتف لِكي أفتح عيناي و أنظر إلى نفسي و بشرتي الخالية من الشوائب و التي تبرُق تحت ضوء الغرفة. الفستان ناعم و راقي الشكل يُظهر أكتافي العريضة و الصدر إلى المنتصف.

رفعتُ عيناي أحدق بِشعري المُنسَدِل للوراء و على جانبه قطعة معدنية على شكل ورود تُزينه بِروعة و الشكر لِفكرة جيانا.

و أخيراً نظرت لِوجهي و عليه القليل من مستحضرات التجميل.....لقد طلبت من جيانا أن تضع القليل و ليس الكثير لأنني أفَضِل المنظر الطبيعي، لأنه يُبرِز عيناي الخضراء.
سأكون كاذِبة لو لم أقل انني واقعت بِحب نفسي........للحظة تذكرت ذلك الطفل الصغير الذي أصطدمتُ بِه و كادَ أن يوقِع المزهرية ذات الزهور البراقة و الناصِعة. ذلك الطفل دعاني بالجميلة عند رؤيتي مما جعلني أبتسم بِأمتان لتلك الكلمات البسيطة، لكن مؤثرة جداً.


" تبدين كالاميرات. " هَمَسَت جيانا بِفخر تُظهر دموع مُزيفة في عينيها بِطريقة درامية جعلتي أدير مُقلتاي بِسخرية.


" شكراً لكِ جيانا. " انا قلت لها أستدير إليها و أعطيها عناق صغير. هي أعادته لي تَلُفُ ذِراعيها حولي.


" هل أنتهيتُما من هذه اللحظة المُعبِرة؟......لأنَ الحفل سوف يبد-- " 
كادت تيلار أن تكمل جملتها لولا اصوات الابواق القوية تخرج لِتعُلن المملكة أن الحفلة قد بدأت.




~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

خرجتُ بِرفقة تيلار إلى الطابق الذي يوجد فيه قاعة الحفلة و من الان يمكنني رؤية المِئات من المدعووين يدخلون القصر بِأزيائهم الراقية و الجميلة و بألوانها و اشكالها المختلفة. معاطف و قبعات تؤخَذ من قِبل الخدم التي تقف امام ابواب القصر........إبتسامات على الوجوه و ضحكات عالية تملئ القاعة الكبرى. أحاديث تختلط مع غيرها في كل مكان. عطور لذيذة الروائح تطفوا في الاجواء.

" هيا بِنا نذهب. " قالت لي تيلار تمشي في إتجاه قاعة الحفلة التي يخرج منها موسيقى كلاسيكية ممتعة مع احاديث الحاضرين من النساء و الرجال.


وصلنا الى خارج القاعة و مازالوا المدعووين يدخلونها بِووجه بشوشة و متحمسة لِلبدأ بالرقص و تناول انواع كثيرة لا تعد من الطعام الراقي و الثمين المُعد من قبل أمهَر الطباخين في المملكة.
رأيتُ بعض الحراس تجول في الأرجاء و منهم من يقف بِجانب أبواب القاعة بِوجوه بارِدة تخلوها اية مشاعر، يرتدون لِباسهم من الدروع الفضية المعتادة الموحدة و على خصرهم سيوف كبيرة و صغيرة، لكن حادة كحدادة وجوههم.


" انا سوف أسبِقكِ " اخبرتني تيلار تلتفت إليّ لِتسمع جوابي.

" حسناً ادخلي، انا سوف ألحق بكِ. "
أومأت هي بِرأسها بالتفهم ثم أكملت تدخل القاعة مع باقي الحاضرين و حتى الخدم لِيلبوا طلبات الجميع و يخدموهم.

السبب الذي جعل تيلار تذهب قبلي هو السيدة....

" سيدة هارث!! " سمعتُ السيدة مورغن تناديني.


التفتُ بِجسدي و على شفتاي إبتسامة مُزيفة لرؤيتها تتجه لي مُمسِكة بِأسفل فستانها لِترفعه من على الارض. انها ترتدي فستان أحمر يعانق جسدها بأكمله، لكن يعطيها شكل أمرأة عالية المقام و شامخة.


" كيف أخدُمُكِ سيدتي؟ " انا سألتها أنحني لِتحيتها.


وقفت امامي بأستقامة تمسك بيديها و ملامح وجهها مندهشة، تُحرك عينيها الداكِنة عَليّ من الاعلى للأسفل ثم تثبِتهم على وجهي.

" لا تنسي مهامك.........راقبي كُل من حولك و تأكدي من الترحيب بالحاضرين و رؤية ما يريدونه. " اخبرتني هي بِنبرتها الأمِرة و الصارِمة لا تُحرِك جُفن.


أليست هذه المهام للخدم في الحفل؟ تلبية ما يريدونه؟ هززتُ رأسي بِخفة أبعد هذه الافكار من رأسي و أعود لأرَكِز على السيدة التي تقف امامي.


" فهمت سيدتي. "
 انا اجبتها بأختصار ثم أنحنيت مرة اخرى لها لِتومئ لي بعدها تأخذ خطواتها وراء ابواب القاعة و إلى داخل الحفلة.


قبل أن أخذ أول خطوة للدخول أوقفني صوت مألوف يتقدم نحوي.

" ها هي السيدة مورغن مجدداً كالألم بالمؤخرة حتى في يوم مُقَدَس كهذا...."
 التفتُ للصوت لارى أدلار يقف واضِعاً يده اليسرى على السيف المعلق على خصره و إبتسامة لطيفة على شفتيه.


أقتربتُ منه أضحك على تعليقه قائِلة
" نعم هي كذلك......أنها تحاول أن تبذل قصارى جهدها لكي لا تستقبل كلمات قاسية و مهينة من صاحبة السمو أغاثا. "


" مسكينة. " قال أدلار يضحك بِصوت منخفض كي لا يجذب انتباه أحد إلينا نقف بجانب الابواب و قريبين من الحرس.


" لكنها لا بأس بِها......أعني قد تبدو صارِمة و مُخيفة، لكنها جيدة و حسنة التعامل..............أوه أنسى انا أسحب كلامي. "
انا قلت له بعد أن فكرتُ ملياً بِوصفِها.


ضحكَ أدلار من جديد بِصوته الرجولي الضخم ثم أقترب مني ينظر إليّ بِعيونه السوداء الكبيرة من الاسفل للأعلى كما فعلت السيدة مروغن، يفحصني و على وجهه إبتسامة كبيرة تظهر أسنانه المصفوفة، ناصِعة البياض.


" يا اللهي تاليا......" هو قال يمسك بيدي و يجعلني أدور كالتي ترقص.


" شكراً لك أدلار انتَ لطيف. " انا اخبرته بعدما أخذ خطوة صغيرة للوراء لِيتفحصني أكثر و يجعلني أحمر خجلاً.


" توقف عن التحديق. " انا قلت له بِقَهقَهة أحاول إخفاء وجهي بالنظر للأسفل.

" انا أسف، لكنكِ حقاً جميلة ما العمل؟ " هو قال يُعيد و يضع يده اليسرى فوق سيفه.

أومأت له بالشُكر مرة اخرى ثم قلت أغير الموضوع لأنني أعتقد أن وجهي سينفجر من الاحمرار
" هل ستبقى هنا في الخارج؟ "


انتبه لِتغير الموضوع بِسرع. نصف إبتسامة ظهرت على شفتيه، لكنه اجابني
" نعم هذا صحيح........سوف أبقى هنا مع باقي الحرس، لكي نتأكد من أنَ القصر و الحاضرين بِأمان. "


" جيد جداً. إذاً انا سوف ادخل لأتفادى محاضرة مورغن عن أسباب عدم ترك المدعووين لِوحدهم في الحفلة كأنهم لا يعرفون بعضهم و لا يملكون أحداً ليُسَليهم. "


ضحكَ أدلار بِخفة ثم أشار لي بيده كي أدعه و ادخل لِأشارك مع الاخرين في هذا اليوم المميز. ودعته بِبتسامة ثم اخذتُ خطواتي الى الداخل لِتُصيبني أجواء المكان على الفور. الكثير من الحاضرين يرقصون في منتصف القاعة على أنغام و موسيقى الفرقة التي تعزِف على مِنصة في اخر القاعة.
الباقي إما في مجموعات تتكلم بين بعضها أو بالقرب من طاولات الطعام و المشروبات بِأنواعِها الذيذة و فريدة النوع.

الملك لم يظهر، لأن الساعة لم تدق التاسِعة بعد، لهذا إعلان ظهور الملك سوف يبدأ بعد دقائق قليلة.
مَشيتُ بين الجميع للقاعة أحَرِك رأسي من اليسار لليمين و أقف على رؤوس اصابعي أوحاول العثور على وجه مألوف كنت و مازلت ابحث عنه منذ شهرين أو أكثر........جووين.

شعرتُ بِعيون من كل مكان تُحَدق بي........و في كل مرة أمشي امام بعض المدعووين، أراهم يحدقون بي بِعيونهم التي فيها الاعجاب، الدهشة و حتى الغيرة من النساء و في كل مرة أحَرِك عيناي لأحدق إليهم بالمقابل، يبِعدو عيونهم إلى مكان اخر أو يتظاهروا انني لم أراهم يحدقوا بي من الاساس.
وجنتاي أعادوا و أحمروا مجدداً من نظراتهم التي أرسلت قشعريرة إلى جسدي. تجاهلتهم لِأكمل بحثي عن جووين، مُتمنية من الله إما إرساله إليّ أو رؤيته بالصِدفة قبل أن تَعُج القاعة بالحاضرين اكثر من ماهي عليه.


" تِلك العيون لن تَكُف عن التحديق بكِ ابداً ما دُمتي تملكين جمالاً بارزاً و تبدين فاتنة بهذا الفستان تجعلين لُعاب الرجال تَسيل. "
قال صوت أنوثي، لكن قوي من خلفي و مألوف بِشكل كبير.


التفتُ انا أحاول أن أرى من صاحبة هذا الصوت، لأتفاجئ بِوجود فتاة طويلة ذات شعر أشقر مُمَوج تقف امامي بالضبط.


" كازيكا! " انا شبه صرخت بِأسمها لِصدمتي من رؤيتها في الحفل. أنها تبدو رائعة كالمرة الماضية بِفستان ذا نصف اكمام و طويل أخضر عشبي عليه نجوم في كل مكان.


" كيف حالكِ تاليا؟ " هي سألتني تُعطيني عِناقاً صغيراً.


" بخير........ياللهول كازيكا........أعني و انتِ كيف حالك؟ "
انا سألتها أبتسم بِسعادة لِرويتها و أتوتر بنفس الوقت، لأنها في الاخر أخت لوثر و أعلم انها تملِك فكرة عن الذي حدث بيني و بين أخيها.


ضحِكَت هي ثم أخذت كأسين من النبيذ الابيض تعطيني واحِداً و الثاني لها.

" لماذا متوترة؟ " هي سألتني بعد أن اخَذَت رشفة من النبيذ.


أخذتُ انا رشفة كبيرة أهدِئ فيها من روعي و أدع النبيذ يحرق حلقي قليلاً، لأنني نسيبتُ انها تشعر بِأحاسيسي
" انا.....لستُ متو.....متوترة. "


ضحكت هذه المرة تغطي فمها بيدها الفارِغة بعدها قالت بِملاحظة و بسمة صغيرة
" هل سبقَ و اخبركِ أحد انكِ كاذبة سيئة؟ "

أومأت لها بأستسلام ثم اجبتها أتنهد بِقوة
" نعم سبق و سمعت هذه الجملة كثيراً..........تباً لتلك القدرة التي تملكوها أنتم الجنيات بالشعور بِمشاعر البشر بِسهولة. "


" ليستَ بِسهولة إطلاقاً. يمكنكِ أن تتحكمي بِقوة مشاعرك مما يجعلنا نواجه صعوبة في الشعور بهم. أما انتِ، تدعين هالة أحاسيسك على حالِها مفتوحة للجميع. "


رمشتُ مليون مرة أحاول أستوعاب ما اخبرتني به و أحاول حِفظ كلِماتِها في عقلي كي أتعلم ما اخبرتني عنه جيداً........كيف لي أن أجهل ما قالته؟
لماذا لم يخربني أحداً عن الامر في الاساس كي لا أحرِج نفسي في كل مرة أقابل جني أو جنية؟
ضحكت كازيكا تُربِت على كتفي بِلطف و تفَهُم، تحاول أن تُلَطِف الجو و تخرجني من إحراجي و دهشتي.

" لا بأس لا بأس.....الأن انتِ تعلمين. "


أومأت لها بِأمتنان على إخباري ثم اكملت هي قائِلة و ملامح وجهها عادت للجادة
" كيف تجدين حياتك هنا في القصر الملكي؟ هل كل شئ على مايرام؟ "


توقفتُ للحظة أفكر بِجاوب و بِسبب لسؤالها المفاجئ هذا مع انها تعلم كم كَسرتُ أخيها و تركته لوحده في منزله مُبتَعِدة عنه مع انها سبق و نصحتني بالابتعاد عنه قبل حدوث مشكلة بيننا.


" كل شيء على ما يرام، شكراً لسؤالك........العمل صعب، لكني سعيد--" توقفت انا عن اللفظ بِكلمة
سعيدة.


" لماذا توقفتي؟......تاليا-- " تنهدت هي تأخذ خطوة إليّ ثم وضعت يدها على كتفي تحاول أن تشعرني انه لا بأس بِقول ما أريد.



" تاليا.......أظن انكِ تعلمين انني سمعت بما حدث بينكما. مع انني نصحتُكِ عن الامر، لكن لكل شيء حدث سببه. انا لا ألومكِ و لن ألومك ابداً. لم أرى انكِ سعيدة معه و هو ضَغط عليكِ ظننا انه بِتلك الطريقة سيجعلكِ تقعين بِحبه و تبقين معه. قد يبدو متهوراً هو متهوراً في الحقيقة، لكنه رجل جيد تاليا.....أرجوكِ لا تكرهيه و لا تحكمي عليه بِسرعة. قد يكون أخافكِ و حاول أن يؤذيكِ بِكلِماته، لكنه لم يرفع يده على فتاة و لن يرفعها. لحظة غضب كانت السبب لأذيتك، لهذا انا أرجوكِ مجدداً أن لا تكرهيه و أن تُسامِحيه كي تدعيه يكمل حياته من دون ذنب و ندم يأكله حياً. "





أخذ الصمت بيننا يطيل إلى أن أغمضتُ عيناي، أدَلِك رأسي قبل أن يبدأ ألم بِالظهور لِكثرة التفكير ثم فتحتهم أخبرها الحقيقة و كيف أشعر، لأن قوتها من حولي تشعرني بِالأرتياح كالعادة
" انا لا أكره لوثر و انا اعلم انه رجل جيد، لكنه تغير كثيراً بعد سنتين، قد لا اعرفه بِقدر ما تعرفيه بما انكِ اخته بالطبع، إلا انني متفِهمة و أشعر بِما يشعر به ولو قليلاً. لقد أذاني بِكلماته في كل مرة نتناقش، لكنني دوماً ما أسامِحُه لأن الرجال هكذا. حتى حاول أذيتي جسدياً، لكنني تجالهت تلك اللحظة لأنها لحظة غضب و انا أستفزيته ذلك اليوم. لأكون واضِحة معكِ انا وضعتُ قلبي في زنزانة لأحميه من الوقوع بِحبه، لأنني اعلم انني سأندم إن فعلت. كان يجب عَليّ تركه منذ زمن، إلا انني كنتُ خائِفة و ضائِعة لا اعرف ما العمل و ما الصحيح ذلك الوقت. "




أوقفتني كازيكا بِالضغط على كتفي بِخفة كأنها تفهم ما اقوله بعدها أبعدت يدها ثم ابتسمت بِحزن
" معكِ كامل الحق تاليا. كما اخبرتك سابقاً أنني لا ألومك ولن ألومك. لوثر لا يلومك أيضاً، لِهذا أرجوكِ أنسي الامر لأنه من الماضي و اكملي حياتك كما تتمنين. و يجب اخبارك انه يمكنكِ الوثوق بي ويمكنكِ التحدُث معي كما تشائين، قد أكون أخت لوثر، لكنني صديقة لكِ لا؟ "



أومـأت لها بِبتسامة صغيرة و اقتربت أعانِقها كأِجابة على سؤالِها الدافئ ذاك.
" بالطبع نحنُ كذلك كازيكا.......انتِ تملكين مكانة خاصة في حياتي مع اننا لم نتقابل كثيراً، لكنني أراكِ كالاخت الكبيرة. "


أعطتني هي إحدة إبتِسامَتِها الرقيقة ثم أمسكت بِذراعي من الاعلى
" من اللطيف سماع ذلك. حسناً انا لن أعيق احتفالك بهذا اليوم، لهذا اتمنى رؤيتك مرة اخرى......يجب عليكِ زِيارتي في المدينة. "


" نعم أكيد......حتى انني سأفاجئك بِطرق باب منزلك يوماً ما فَستَعِدي. " انا اخبرتها مازِحة.


أومـأت لي هي تبتسم ثم بعد أن ودعتني أستدارت و بيدها كأس النبيذ، بعدها ذهبت الى اشخاص يبدو انها تعرفهم، لِتغرق بأحاديث معهم.
انا اخذت نفساً عميقاً أضع كأس النبيذ من يدي على الطاولة التي بِجانبي ثم اكملت مرة اخرى ابحث عن جووين بين الحضور أمَل من رؤيته في هذا اليوم قبل غيره.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

لِحظي الذي على ما يبدو هوايَتُه هي تحطيم أمالي، لم أستطع العثور على جووين بين المِئات من الحاضرين.أخذتُ أتنهد بِأحباط و حزن شديد.


" اين انتَ جووين؟ " تَمتَمتُ لِنفسي أتنهد للمرة الخمسون.


لمحتُ من بعيد رجلاً يبدو مألوفاً جداً.......بِشعره البني الفاتح القصير و طوله مع عرض أكتافه.
يرتدي ملابس توحي انه ذا مكانة عالية و يوجد سيف على خصره الايمن.
ما أدهشني انه لا يمتلك أذان جنيات.......بل بشرية مثلي.

انه يقف مع مجموعة من الحاضرين و يضحك بِصوت مرتفع على شئ قد قاله أحدهم. يوجد الكثير من البشر هنا في الحفل بِجانب الجنيات، لكن هذا الشخص عرفته فوراً مع انني لم أرى وجهه بعد.
لِمفاجئتي أستدار هو كأنه شعر بِتحديقي و رأني.
عندما رأني أنظر إليه، أبتسم إبتسامة قد اظهرت اسنانه ثم أستأذن من المجموعة لكي يأتي إليّ.



" سيدة تاليا هارث! انه لشرفٌ لِرؤيتك بعد زمنٍ طويل. "
قال أيزاك عند وصوله لي يقف امامي و مازالت الابتسامة على وجهه الوسيم.


" سيد أيزاك ميلار......انه لشرفٌ لي أن أراك ايضاً. " انا اجبته أنحني له و أعيد الابتسامة إليه.


أمسك هو بيدي ثم وضع قبلة صغيرة لطيفة على أصابعي مع أنحنائه. رفع رأسه ينظر لي بِعيونه الزرقاء ثم قال
" تبدين أجمل في كل مرة أراكِ فيها. "


قهقهت على كلامه أنكُزه على ذراعه أرد له بِأغاظة
" و انتَ لا بأس بك، مازلتَ شاباً. "


ضحِكَ هو ثم أومئ بِرأسه كأنه يوافق على كلامي.
" شكراً لكِ تاليا، لم أشعر بالشباب إلا بعد سماع كلماتك يوماً. كما تعلمين سحر هذا العالم يلعب دور."


أومأت له و قلت
" ليسَ دوماً، فأنا أشعر بِأنني أكبر بِعشرة سنين. "


رفعَ هو حواجبه بِدهشة من كلامي ثم ضَيّق عينيه البحرية و قال
" لا تقولي هذا، فأنتِ مازلتي شابة و جميلة و مفعمة بالحيوية، لكن انظري من حولك.......انتِ تعيشين في عالم مختلف، غريب و خيالي لأبعد الحدود. قد تكونين ضائعة و محتارة، لكن مع الوقت سوف تعثري على ما تريدينه و ما تتمنيه. "



حان دوري لأرفع حواجبي بِتساؤول و حيرة
" مثل ماذا؟ "

نفخة الهواء من فمه ثم شابك ذراعيه ينظر للأعلى بِتفكير
" مثلاً........النقود. أمممممم......... المكانة إن أردتي طبعاً و بِما انكِ تعملين هنا فهذا ليس مستحيلاً. و يوجد الشباب الطويل. "


" ألا يمكنني أن افعل و أحصل على كل هذا في عالمي؟ "

هزة هو رأسه ثم أتكئ على ساق أكثر من الاخرى يحدق بِي
" ممكن.......لكن صعب و أصعب مما تتخيلين إن ولدتي في عائلة فقيرة. انا لا أقصد الاهانة بالمناسبة. مع ذلك لا شيء مستحيل. انا فقط اخبرك أنَ في هذا العالم قد يفتح لكِ ابواب لن تفتح لغيرك. "


لديه وجهة نظر، اعني انا حتى لم أعارض، لكن.......لو بقيت في عالمي مع عائلتي أكل، أنام و أعيش حياة طبيعية معهم، لكنتُ بنيت باب خاص بي أفضل من دخول ابواب اخرى، لا اعلم ما ينتظرني بِداخلها.
بالطبع لا يمكنني العودة بالزمن و تغيير من ما حدث، لهذا انا لا افتح فمي و أعارض كلامه إطلاقاً.
هو ايضاً محق، انا الأن أعيش بِكرامة، أعمل، أنام و أكل بأفضل ما يكون. لو انني فقدت عائلتي و بقيت في عالمي، لما كنت سأعيش ابداً.........بعد التفكير بالامر، قد أموت من الجوع و البرد.

من الممكن أن أعثر على عمل بسيط في المملكة أو بجانب قريتي أو بقرية اخرى، لكن لا يمكنني تصور ذلك و خاصتاً انني بالنسبة لفتاة لا تدرس و لا يمكنها فعل اية شئ غير الصيد، فلن أعيش لمدة طويلة لأرى يوماً أخر.

" و ماذا غير الذي أقترحته؟ " انا سالت أيزاك أكمل الحديث.

هَمهَم هو بِالمزيد من التفكير واضِعاً يده على ذقنه يَحَكُه ثم حرك عينيه المليئة بِمُكر و حماس ثم اجابني بِوثوق
" الحُب مثلاً؟ "


تفاجئت من كلامه هذا و بقيتُ صامِتة أحدق به بِوجه خالي من التعابير.

الحُب؟.....
انا قلت الكلمة في رأسي أتذوقها و أشعر بِمرارتها.


" الحُب؟ يمكنني أن أقع بالحُب في عالمي ايضاً......ما المختلف هنا؟ " 
انا سألته أبتسم إبتسامة محرجة أحاول أن لا اشعر بالخجل عندَ النظر اليه.


لم اتكلم عن الحُب مع أحد من قبل، أعني لم أكن جدية و لم افكر به، حتى عندما كان لوثر معي طيلة السنتين، لم اشعر به من أعماق قلبي و لم أكن أريد التفكير به.
الحُب شيء مقدس.....لا يأتي بِسهولة و لا يذهب بِسهولة. و انا لا أريد أن أجازف كالفتيات المراهقات التي تقع بِحُب اية شاب تلتقطه عينيها.

لا أريد المُجازفة بِقلبي اكثر من ما هو عليه حالياً.......انا فقدتُ نفسي عندما فقدتُ عائلتي ذلك اليوم. لا اعرف إن ما يمكنني أن أحب أحداً و أدعهم يصبحوا شخص مهم في حياتي لأخسره من جديد. حفظتُ الحياة و كيف تلعب معي.
إن أحببتُ أحداً، قد أخسر نفسي لأحميه، لهذا فكرة الحُب هنا؟.......و مع من أصلاً؟ جنيات؟

البشر التي لا تعيش هنا إلا للعمل و جَني المال و الثروات، بالأصل انا لا أعيش إلا بين الجنيات و نادِراً ما أرى بشر، إن رأيت أحدهم، إما يكونوا كبيرين في العمر أو لا ألتقي بِغيرهم.
يبدو أن البشر الكِبار في السن من تكتشف هذا العالم، بحثاً عن عمل و حياة مختلفة من التي يملكونها في عالمهم.
أما البشر من في عمري و شبابية، يلتهوا في حياتهم و عملهم و عائلتهم و حتى نفسهم لا يهمهُم أستكشاف عوالم أخرى خيالية قد لا يصدقوها.

لولا أستكشاف أبي و أمي لِعذا العالم، لما كانت اختي صوفيا أو أخي بالانضمام أليهم و أكتِشاف ما لم يكن عليهم اكتشافه ابداً.
و انا في الجهة الاخرى علِقت بينهم و ها انا هنا في عالم ليس عالمي، أعمل في القصر الملكي لأحدة أقوى الممالك السحرية. العمل في القصر الملكي في عالمي موضوع يحلم به فقط إلا إذا كنت شخص موهوب و يملك القدرة على فعل شيء ما يعجب الملك و ملكته.
أمي كانت طباخة ماهِرة، لهذا طُلِبَت للعمل لدى الملك و الملكة في القصر لِأرضائِهم بِطعامها. أما انا بِماذا أفيد؟


" ما الذي تفكرين به؟ " سألني أيزاك يعيدني من افكاري المُتراكِمة إلى الواقع.


" لا شيء......" انا اجبته أكذب.

أستسلم هو من دون سبب ثم سألني يُغير الموضوع و انا شاكِر لهذا.
" لقد رأيتكِ عند دخولك تَجولين بالقاعة كأنكِ تبحثين عن أحداً ما؟ هل انا محق؟ "


أومأت له بِنعم ثم اجبته بِصراحة أتنهد
" لقد كنتُ ابحث عن رجل يدعى جووين.....انه يعمل هنا في القصر الملكي و اريد أن ألتقي به لأشكره على مساعدتي في العثور على عمل هنا في البلاط، لكنني لم استطع العثور عليه. "


" لا أعتقد انه من السهل العثور عليه هنا بين المئات من الاشخاص. " توقف هو من التكلم كالذي تذكر شيئاً ثم أعاد و سأل
" انتظري......هل قلتي جووين؟ "


حركتُ رأسي أليه بأدراك و علامات الدهشة على وجهي، ثم سألته بِفضول و سعادة قد ملئتني بِسرعة
" نعم.....هل تعرفه؟ "


" لا اعرفه شخصياً، لكني سمعت عنه سابقاً. "

" أوه. " قلت انا أحني رأسي بأستسلام.

ضَحِك أيزاك يضع يده على كتفي و يربتها بِلطف
" اسف على تخيب أمَلِك. انا متأكد انكِ سوف تقابليه إن لم يكن اليوم، ربما قريباً. "


رفعتُ رأسي و أومأت له بالتفهم. أعاد يده الى جانبه ثم وقف بأستقامة بعدها نظر لي بِأبتِسامة قد أرتَسَمَت على شفتيه.

" حسناً لقد سُعِدتُ بِلقائِك تاليا. أرجوكِ إن أحتجتي اية شيء أو مساعدة، حتى بالمال انا جاهز. "


" شكراً جزيلاً أيزاك انا حقاً ممتنة لِكلامك اللطيف. و انا سعدت بلقائك كثيراً. "

أنحنى لي مازال يبتسم بعدها ودعني ثم اخذ طريقه يختفي بين الحاضرين.


و الان ما العمل؟
انا سألتُ نفسي انظر من حولي.

مشيتُ بِخطوات بطيئة و ثقيلة في القاعة بِلا وجهة، أحَيي المدعووين و اسألهم أن ما يحتاجون شيئاً ما و بقيت اتجاهل نظرات الرجال عَليّ و همسات النساء في كل مرة أمشي بِجانبهم أو أتخطاهم لأكمل طريقي.
و انا امشي في جانب القاعة شارِدة مرة اخرى بأفكاري الحزينة و اليائِسة، أرتطمت بِأحدٍ ذا صدر قاسيٍ. من شدة الألم أخرجتُ صوتاً صغيراً و وضعتُ كف يدي على جبيني فوق المكان الذي تأثر بالارتِطام و وفوق ذلك ضعف الألم لأنني أذيتُ رأسي و جرحتُ نفسي ذلك اليوم الكئيب في المدينة، وقتها ظننت أنني سوف أودع الحياة للأبد.


" انا أعتذر سيدة هارث، لقد ناديتُ بأسمكِ لكي تتوقفي، لكن على ما يبدو انكِ كنتِ شارِدة في افكارك. "

رفعتُ رأسي إلى صاحِب الصوت النحيل و الغريب الذي اعتقد انني سبق و سمعته من قبل. قابلت عيون زرقاء و وجه تذكرته جيداً في ذلك اليوم عندما رأيته في إحدى ردهات القصر و بالطبع من ملابسه المختلفة عن الاخرين بِما انه رسول العائلة املكية.


" سيد لوزيان! " انا قلت بِدهشة لرؤيته امامي يقف و على وجهِه بسمة.

من دون إرادة انزلت نظري إلى ملابِسه لأرى انه يرتدي ملابس مختلفة الالوان و التصميم، لكنهم شبيهين جداً للتي رأيته بِها منذُ ايام.

" سيدتي الصغيرة! تبدين رائعة في هذا اليوم الرائع. " لوزيان قال.

أنحنيت له بِتشكر ثم دخلت بالحديث بسرعة لأنني لا املك المزاج لِفتح حديث طويل معه.
" لقد اخبرتني أنكَ كنتَ تناديني أليسَ كذلك؟ "

" نعم نعم هذا صحيح، لكنكِ لم تسمعي، لهذا اتيت إليك و هنا أرتطمتي بي كما تعرفين. "

" لماذا؟ هل من خطب ما؟ " سألته انا و القلق في نبرتي.

رفع يده في الهواء و قال لي يضحك
" لا لا خطب ابداً، بل على العكس.....إن كنتِ تتذكرين، قبل ايام اتيتِ إليّ تسألين عن شخص يدعى جووين و انا اخبرتك انه خارج المملكة مع إحدى الوزراء من اجل بعض الاعمال المهمة. "


توقف هو ليأخذ نفساً ثم أشار إلى جانبه كأنه يشير إلى وجود شخص ما و انا رفعتُ حاجِب بِتساؤول عن فعلته. هو رأى شكلي فأبتسم يقول مبَرِراً
" انا قلتُ لكِ انه سوف يأتي بِيوم ميلاد الملك لِيحضر الحفل و لِحظِك السعيد سيدتي، عثرتُ عليه الأن و ها هو السيد جووين بريكلود ليقابلكِ شخصياً. "


فجأة خرج رجل من ورائه طويل يملك شعر داكن و بشرة فاتحة، يرتدي زي أبيض ذهبي مناسب لجسده العضلي و على وجهه ابتسامة لطيفة و انا فتحتُ فمي على مصراعيه في صدمة كالتي رأت شبحاً.

" مرحباً سيدة هارث، لقد سمعتُ انكِ تبحثين عني. " قال هو بِصوت لم اسمعه من قبل.   


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

جوويييييين!!!!  >_<

قبل الذهاب أضغطوا على النجمة للتقييم 🌟

أتركوا رأيكم عن هذا الفصل عن طريق التعليق 💬💗

سؤال اليوم هو:

هل تريدون مني جعل هذه القصة أقصر و أنهيها بِسرعة  أم أبقيها كما هي؟ ⁉️

 لأنني في الحقيقة بدأتُ بِفقدان الطاقة في الكتابة و لم اعد اشعر بِالحماس كما كنت..... 😣

و أخيراً تابعوا صفحتي. ❣❣


Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

73.9K 4.8K 13
غجريةٌ ثائرةٌ .. هي، غجَرِيَّةٌ ثائِرَّةٌ تهوى الرقصَ أسفلَ قطراتِ المطرِ ! ... هو، سائِحٌ غريبٌ وقعَ في عِشقِ تمايُلِ خصرِها ! ...... للقدرِ طريقة...
35.1K 1.1K 32
*اسم الرواية* __ "انتِ _حبك_كنه_الحكم_السعودي" ________ I am very pleased with you. يصيبني السرور معك بطريقة مفرطه. بدايتي: التاريخ:16/2/2023فبراير ي...
46.8K 2K 22
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن بتاريخ كانت تباع فيه النساء الجميلات للملك كيف تتعامل مع الامر؟ وهل ستصمد؟هل سيقع الم...
3.4K 72 11
جلست على احد الاسره الموضوعه واغلقت عينيها متكوره على نفسها وهي تشعر بانها لعبه بين يديه يلعب بها ويرميها متى ماشاء قدمت احدى المحظيـات من الخلف وجر...