تحت الغِطاء الاسود - Under...

By Minar_bg

6.2M 358K 120K

(⚠️الكتاب الأول من السلسلة المتألفة من كتابين فقط⚠️) ☆اخذت المركز الأول في فئة: - الفانتازيا✔ - الاكشن✔ - الخ... More

فاتحة
الفصل الاول CHAPTER 1
الفصل الثاني CHAPTER 2
الفصل الثالث CHAPTER 3
تكمِلت الفصل الثالث CHAPTER 3
الفصل الرابع CHAPTER 4
الفصل الخامس CHAPTER 5
الفصل السادس CHAPTER 6
الفصل السابع CHAPTER 7
الفصل الثامن CHAPTER 8
الفصل التاسع CHAPTER 9
الفصل العاشر CHAPTER 10
الفصل الحادي عشر CHAPTER 11
الفصل الثاني عشر CHAPTER 12
الفصل الثالث عشر CHAPTER 13
الفصل الرابع عشر CHAPTER 14
الفصل السادس عشر CHAPTER 16
الفصل السابع عشر CHAPTER 17
الفصل الثامن عشر CHAPTER 18
الفصل التاسع عشر CHAPTER 19
الفصل العشرون CHAPTER 20
الفصل الواحد و العشرون CHAPTER 21
الفصل الثاني و العشرون CHAPTER 22
الفصل الثالث و العشرون CHAPTER 23
الفصل الرابع و العشرون CHAPTER 24
الفصل الخامس و العشرون CHAPTER 25
الفصل السادس و العشرون CHAPTER 26
الفصل السابع و العشرون CHAPTER 27
الفصل الثامن عشر CHAPTER 28
الفصل التاسع و العشرون CHAPTER 29
الفصل الثلاثون CHAPTER 30
الفصل الواحد و الثلاثون CHAPTER 31
الفصل الثاني و الثلاثون CHAPTER 32
الفصل الثالث و الثلاثين CHAPTER 33
الفصل الرابع و الثلاثون CHAPTER 34
الفصل الخامس و الثلاثون CHAPTER 35
الفصل السادس و الثلاثون CHAPTER 36
الفصل السابع و الثلاثون CHAPTER 37
الفصل الثامن و الثلاثون CHAPTER 38
الفصل تاسع و الثلاثون CHAPTER 39
الفصل الاربعين CHAPTER 40
الفصل الواحد و الاربعين CHAPTER 41
الفصل الثاني و الاربعين CHAPTER 42
الفصل الثالث و الاربعون CHAPTER 43
الفصل الاربع و الاربعون CHAPTER 44
الفصل الخمسة و الاربعون CHAPTER 45
الفصل السادس و الاربعون CHAPTER 46
الفصل السابع و الاربعون CHAPTER 47
الفصل الثامن و الاربعون CHAPTER 48
الفصل التاسع و الاربعون CHAPTER 49
الفصل الخمسون CHAPTER 50
الفصل الواحد و الخمسون CHAPTER 51
الفصل الثاني و الخمسون CHAPTER 52
الفصل الثالث و الخمسون CHAPTER 53
الفصل الرابع و الخمسون CHAPTER 54
الفصل الخامس و الخمسون CHAPTER 55
الفصل السادس و الخمسون CHAPTER 56
الفصل السابع و الخمسون CHAPTER 57
الفصل الثامن و الخمسون CHAPTER 58
الفصل التاسع و الخمسون CHAPTER 59
الفصل الستون CHAPTER 60
الفصل الواحد و الستون CHAPTER 61
الفصل الأثنان و الستون CHAPTER 62
الفصل الثلاث و الستون CHAPTER 63
النهاية - THE END
(مهم) رواية جديدة!!! (مهم)

الفصل الخامس عشر CHAPTER 15

84.1K 5.4K 715
By Minar_bg


و قبل البدأ ادعمو الرواية بالضغط على النجمات ( للتقييم) و ارسائل أرائكم لي عن طريق التعليق او ارسال رسائل خاصة.🎈🎈

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~



قضينا ما يقارب الساعة في الحديث عن الكثير من الاشياء. اغلبية المواضيع التي تكلمنا عنها مع ايزاك هي عن كيفية العيش في هذه المملكة كَبشر بين الجنيات. لقد تعلمت الكثير منه و هو أجاب جميع أسألتي بِسرور، و سألني عن حياتي قبل ان أتي الى هنا.......أو قبل ان أُجبَر ان أتي.
بدأتُ أشعُر بالممل بعض الشيء، و ساقاي تؤلِماني من الوقوف و عدم الحركة حتى حلقي أصبح جاف من كثر الكلام لساعة، و تيلار لم تعد بعد.

  لقد اخبرتني انها سوف تأتي بسرعة.......أين هي تلك  الكاذبة؟

لذلك اخبرت لوثر انني سوف اذهب و اشرب بعض الماء ثم أستأذنت ايزاك و تحركت الى طاولة الطعام لأن المشروبات موجودة هناك. أجواء الحفلة أصبحت أهدئ من قبل، مازال يوجد من يرقص على الموسيقى أما الأغالبية بدأو بالخروج الى الحديقة و تناول المشروبات هناك تحت ضوء القمرالساطع و في الهواء الطلق.
وصلتُ للطاولة ثم اخذت كأس فارغ و عبأتُه ماء من أبريق زُجاجي.


" هل ترغبي بِتناول قطعة من هذه الحلوة سيدتي؟ انها مُعِدة حديثاً. "
فاجأني صوت شاب قادم من خلفي جعلني اختنق بالماء الذي اشربه.


أستدرتُ اليه لِأرى انه نادل مبتسم من الجنيات وسيم يحمل طبق من الحلوة المغطاة بالشوكولاه السوداء و تبدو شهية جداً.
ان وجهه اللطيف جعلني ابتسم له لا ارادياً ايضاً. نظرت الى الحلوة التي تفوح رائحتها و تبدو مُعِدة حديثاً حقاً كما قال النادل لأن مازالت الشوكولاه تذوب من على الفواكه، لكن تغيرت نظراتي للحلوة لأنني تذكرت كلام لوثر عن عدم اكل الفواكه الذهبية التي تَخُص الجنيات مع انني الأن لا يمكنني ان ارى الفواكه جيداً لأنها مغطاة.


لهذا هززتُ رأسي و اخبرته
" لا شكراً، انها تبدو حقاً لذيذة، لكني لا استطيع ان اكلها لأنها ليست جيدة لي. "


ابتسامته كبُرت اكثر و قَرب الطبق الابيض المُزَين بالذهب الى مستوى وجهي و قال
" لا تقلقي سيدتي، انها فواكه بشرية لن تؤذيكِ. لهذا انا اقدِمُها لكِ من الأساس، فأنا أعلم ان فواكه الجنيات غير مناسبة للبشر أمثالك. "



اومأتُ بِرأسي له ثم اخذت قطعة واحدة صغيرة قد تجمدت الشوكولاه عليها تماماً كي لا تتسخ يدي بها. انحنى لي النادل بأحترام بعدها اكمل طريقة يقدم باقي الحلوة الى الحاضرين. قربت الحلوة الى فمي كي اخذ قضمة لأنني لم أعد استحمل شكلها و رائحتها لِأتفاجئ بيد تضرب يدي بِقوة قد اوقعت الحلوة التي لم تصل فمي الى الارض و تتدحرج بِسرعة الى اقدام الحاضرين.
صرخت من الألم بِصوت ليس عالي كثيراً، لكن بعض الرؤوس قد استدارت نَحوي بِفضول. تجاهلت نظرات الجميع لي و التفت الى هذا الشخص الذي ضرب يدي و الذي احرجني امام الحاضرين.


" هيييي كيف تجرئ!!!! "
انا قلت عندما تقابلت عيناي بعينين بنية صاحبتها فتاة جميلة جداً تمتلك شعر اشقر طويل و ملامح جذابة جداً تملك نمش على وجهها، لكن بِأذان مُدببة.


(هكذا اتخيل شكل الشخصية الخيالي و الحقيقي😊)

انها نحيلة البنية، لكن طويلة من طولي تقريباً أو اطول، ترتدي فستان يملك اكمام تصل للمعصم و لونه احمر.

   انها تشبه............لوثر!!

" يجب ان تشكُريني لأنني انقذتُ حياتك. اِن تلك الفواكه المغطاة بالشوكولاه، فواكه ذهبية. "
 الفتاة قالت لي بِوجه من دون تعابير و صوت بارد.


فمي اصبح على شكل 0 لأنني اندهشت من كلامها. لكن النادل اخبرني انها فواكه بشرية!
هل خدعني كي يقتلني؟
وضعت يداي على جانبي و أهدئتُ نفسي ثم حاولت ان انسى الألم الذي مازال موجود على يدي من تلك الضربة القوية التي كانت بسبب هذه الفتاة التي تبدو ضعيفة. بحثت عن ذلك النادل أحاول ان اجده بعيناي، لمحته يقف و يقدم من نفس الحلوة لبعض الجنيين و يضحك معهم.


اعدتُ نظري لها و قلت بِحواجب مرفوعة
" لا اقصد ان أسَميكي بالكاذبة، لكن النادل اخبرني عكس كلامك. "


ضحكت هذه الفتاة ثم قالت لي
" نعم كلامه صحيح.....لأنه هكذا ظن. أن لا ذنب له، فَتِلك الجنيات الخبيثة هي من اعطته الطبق كي يؤذوكِ."


أشارت لي الفتاة بِعيونها الى مجموعة جنيات زرقاء البشرة بِشعر اسود يقفو في زاوية القاعة و يهمسون و يضحكون بين بعضهم و هم ينظرون لي.


"لقد حاولو قتلي...."   انا قلت بِهمس و الخوف في صوتي.


اقتربت الفتاة مني و وضعت يدها على كتفي
" لا بأس، المهم انكِ بخير الأن و يجب ان تنتبهي جيداً و لا تثقي بِأحد يقدم الطعام لكِ. "


نظرتُ لها في العينين و قلت لها
" ماذا؟ لا بأس؟ هل تمازحيني؟ لقد حاولو قتلي، و انا اصلاً لا اعرفهم، هل تعرفيهم؟ "


ضحكت هي مرة اخرى و كـأنني اخبرتها نكتة فكاهية ثم هزت رأسها و قالت لي
" بالطبع لا اعرفهم، لكنهم جنيات تحب المشاكل. انهم موجودين في كل حفلة، فصاحبين البشرة الزرقاء يحبو المرح و اللعب، اعتقد انهم لم يقصدو ان يقتلوكِ و انما يُخيفوكِ. "


نظرتْ هي لهم قبل ان أفتح فمي و أرسلت لهم نظرات كأنها تخبرهم انهم في مأزق، هم حدقو ببعضهم البعض بتوتر ثم تحركوا و ابتعدو. لم افهم لماذا فعلت هذا، لكنني شعرت بِالأطمئنان قليلاً.


نفختُ الهواء من فمي ثم اعدت نظري لها و قلت
" شكراً لكِ.......أمممم و انا اسفة على صراخي عليكِ، لقد كنت في حالة صدمة. "


ابتسمت لي جعلت من عينيها الباردة، مُشرِقة و جميلة اكثر و ابتعدت عني خطوة صغيرة
" لا مشكلة تاليا، انا سعيدة انكِ بخير و بصحة. بالمناسبة انا ادعى كازيكا أزااي اخت لوثر الصغيرة، سُررت بِمقابلتك. "


ابتسمت لها ابتسامة تصل للعينين لأنني كنت متأكدة انها اما أخته أو قريبة منه لأنها تشبِهه كثيراً. أنها جميلة بشعر طويل أشقر و تمتلك وجه صغير جذاب. اعتقد بسبب شكلها انها تبدو في أواخر العشرينيات و لكني اعلم ان عمرها لا يقل عن المئتان سنة و يبدو ان الجمال يجري في عائلة لوثر.


" و انا سررت بمقابتك كذلك كازيكا. "   انا قلت.


" لوثر اخبرنا انا و امي عنكِ كثيراً، انه دوماً ما يتحدث عنكِ. لقد غمرنا الفضول للتعرف على تِلك البشرية التي تملك قلب جميل كَجمالها. " 
هي قالت لي و مازالت بسمتها مرسومة على شفتيها.


شعرت بالخجل من كلامها هذا، لذلك اومأتُ بِرأسي
" وانا كنت فضولية كي اتعرف على عائلة الرجل الذي أسكن في منزله منذ سنتان. "


نظرتُ الى خلف كازيكا و من حولنا كي اجد الام، لكني تذكرت انني لا اعرف شكلها. قد تبدو مختلفة عن اطفالهم و انا سيئة بالانتباه على التفاصيل من بعيد، لذلك اعدتُ نظري الى كازيكا و سألتها بِفضول
" اين امك؟ لا اراها معك او مع لوثر. هل هي هنا؟ "



هزت كازيكا رأسها بِ لا و قالت لي بنبرة تبدو حزينة
" لا مع الاسف لم تستطع ان تحضُر. لسببٍ ما قد شعرت بالدوار و قالت انها متعبة، لذلك تركتها في المنزل تستريح."


اومأت لها بالتفهم، لكن سؤال غريب ظهر في رأسي جعلني مُتسائلة جداً.

هل الجنيات تمرض مثلنا نحن البشر ام انهم يملكو   امراض مختلفة كذلك؟

السؤال يبدو غريب و غبي في أنٍ واحد، لهذا تركت السؤال يَحوم في عقلي لِنفسي.


" المكان هنا مزعج قليلاً، لما لا نخرج الى الحديقة و نكمل حديثنا هناك؟ فأنا مازالت اريد التعرفك عليكِ اكثر. "
كلام كازيكا اخرجني من افكاري و اعادني الى الواقع.


" نعم انتِ محقة، توجد ضجة هنا، الحديقة انسب لنا كي نتكلم بِشكل افضل. "   انا وافقتها الكلام.


اومأت هي لي بِرأسها ثم مشينا في اتجاه الابواب الزجاجية الى الحديقة و الهدوء. مشينا بين الكثير من الاشخاص التي تقف و تحمل كوؤس و تُدَردش مع بعضها في الحديقة الكبيرة، لكننا قررنا انا و كازيكا ان نذهب و نجلس امام نافورة المياه التي توجد بجانب المتاهة العُشبية.
إنَ النافورة دائرية الشكل و متوسطة الحجم، في المنتصف يخرج الماء الى الأعلى من انبوب نحيل طويل أبيض و يلمع كالفضة. لا يوجد ما يميزها انها كأي نافورة قد رأيتها من قبل، لكنها بيضاء كاللؤلؤ تُسِرُ عيون الناظرين. انا دائماً ما اراها لأن تَراس غرفتي تُطِل عليها أيضاً.

جلسنا كلانا على حفة النافورة و شعرت ببعض المياه التي تخرج من الانبوب يبلل ذراعي اليمنى و الجزء الايمن من كتفي و رقبتي المكشوفة قليلاً. تجاهلت المياه و ركزت على الفتاة التي تكون اخت لوثر الصغيرة و هي تجلس بجانبي، لكن بعيدة عني كي نستطيع ان ننظر لبعضنا من دون ان نَلتَف.


" اذاً تاليا هارث، فتاة بشرية عادية في سن التاسعة عشر من أم طباخة و أب صياد مشهوريين في قريتهم. فتاة جميلة و ذكية، قوية الشخصية لكنها حساسة. تحب المرح و المزاح، لكن وقت الجد لديها الجدية مهمة و التركيز.
تحب عائلتها و و أصدقائها جداً، كانت تدرس في مدرسة صغيرة قريبة من القرية، لديها صديقة مفضلة و قريبة منها تسمى كانيلا، هل يوجد في كلامي اية خطأء؟ "
قالت كازيكا و هي مبتسمة.



رمشتُ بسرعة لأنها ادهشتني بِكلامها هذا.....كيف تعرف كل هذه المعلومات عني؟ كيف تعرفني و تعرف شخصيتي؟
انتبهت لي كازيكا و الدهشة على وجهي كأني رأيتُ شبحاً ثم ضحكت بصوت عالي. انا مازلت مندهشة.


" كيف تعرفي كل هذا؟ هل انتي قارئة افكار؟ ام تستطيعي ان تري لماضي و المستقبل؟ "   انا سألتها.


هزت كازيكا بِرأسها بِ لا و اجابتني
" لا.....انا لستُ من اية الذي سبق. انما لوثر اخبرني عنكِ الكثير، فهو يعرفك جيداً بما انكِ تعيشي معه منذ سنتين الان. و نحن الجنيات لا نجلب بشر الى عالمنا الا اذا عرفنا عنهم كل شيء تقريباً. لذا لا تتفاجئي او تخافي انه أمر طبيعي. "


هممممم ان الامر ليس طبيعي اكثر من مخيف. تخيل ان تقابل شخص ما لا تعرفه ابداً يعرف عنك اكثر من نفسك. لكن بما انها شرحت لي كل شيء، جزء صغير مني قد هدء و شعر بالراحة، لكن مازالت لا أثق به كُلياً.


" نعم، اعتقد انني مازلت احتاج بعض الوقت الى ان أتعَود على هذه الاشياء و المعلومات المختلفة عن هذا العالم. سنتين لا تكفي لي، قد احتاج سنتين زيادة."
ابتسمت لي ابتسامة صغيرة و وامأت لي بالتفهم.



" نعم بالتأكيد، غيرك اخذ عشر سنين كي يتأقلم مع كل شيء و يفهم كيف هذا العالم يعمل و كيف مخلوقاته تعيش. "


بعد ان انتهت من كلامها، فتحتُ فمي كي اسألها عن نفسها لأنني فضولية عنها، لوثر قد تكلم عنهم كثيراً، لكنه لم يخبرني اية شيء شخصي.
" و انتي؟ اعني من هي كازيكا أزااي؟ "


نفخت هي الهواء من فمها كأن السؤال غير مهم عن نفسها و اجابتني
"أمممم حسناً لايوجد الكثير، فأنا اعمل مع امي في متجر كبير للملابس و اعتقد ان لوثر سبق و اخبرك اننا نمتلك متاجر كثيرة في انحاء المملكة للألبسة و يمكنني ان اعرف ان الفستان هذا الذي تلبسيه واحد من تصاميمنا. انا و لوثر اخوة وحيدون لا نملك غير بعضنا، عمري مئتان و سبعون عاماً لستُ من محبي الحفلات و لا الاختلاط بالعامة، لكني املك معارف كثيرة واصدقاء كثر. احب ان اقضي وقت الفارغ بالقراءة او العمل في المنزل."



توقفت قليلاً كي تُفَكر عن نفسها بالمزيد، لكنها هزت رأسها مرة اخرى و قالت
" هذا كل شيء. ربما اعتقدتي انني املك حياة رائعة، لكن يجب ان تعرفي ان العيش لسنين طويلة ليس بالامر الممتع ابداً. "


ضحكنا سوياً على كلامها و اخذنا نتكلم و نتعرف على بعضنا لوقت طويل. ان كازيكا فتاة مرحة و غريبة بعض الشيء، فجأة تتكلم بمرح و سعادة و في لحظة تتغير ملامحها الى الباردة و غير المبالية تماماً. شخصياً انا احببتها و احببت التكلم معها، انها لطيفة جداً و لديها تفكير عاقل انها حقاً تشبه اخاها لوثر و ارى نفسي فيها.

وقفنا للحظة بعد ان انتهينا من الحديث عن انفسنا كي ننظر من حولنا. مازال يوجد اشخاص في الحديقة، لكنها اصبحت اهدئ، يمكنني ان اسمع اصوات حشرات الليل و همسات من يتكلم و من يضحك. رائحة الحديقة منعشة و عطرة بالورود.
ضوء القمر بدأ بالاختفاء وراء الغيوم كل دقيقة و تتبِعُها الاخرى. نجوم الليل الملونة تَشُع و تُضيء كأنها تغمز لنا و تسمعنا.


" تاليا هل يمكنني ان اخبرك امراً هام؟ " 
سمعت كازيكا تسأل، لهذا التفتُ لها و نظرت اليها في عينيها التي تحولت للجادة.


فاجأتني نبرتها الجدية اكثر من نظرتها لذلك ابعدتُ تركيزي من حولي و ركزت لها بالمقابل ثم اومأت لها كي تُكمل.
" قبل ان اخبرك ما الامر ارجوكِ دعيني اكمل كل كلامي من دون ان تقاطعيني. "


" حسناً لا مشكلة. "


" انا اشعر و اعلم اكثر انكِ فتاة لن تؤذي مخلوق. و اعلم من طريقة كلامك معي طيلة الوقت انكِ انسانة مُتفتحة و تحب الخير لنفسها و لغيرها. لنقول انكِ مُسالمة. لكن....."


توقفت لثانية كي تأخذ نفساً من انفها و تكمل
" انا اتمنى ان لا تؤذي اخي. لا اعرف كيف تشعري تجاهه لكني متأكدة انكِ مازلتِ تملكٍ بعض الحقد و الكره له، لديكِ كامل الحق بالشعور بِذلك و لا اعتراض ابداً. لكني اراه.....انا ارى كيف ينظر لكِ و كيف يتكلم عنكِ. استطيع ان ارى أحاسيسه و مشاعره كل مرة يذكر اسمك على لسانه. "



ابعدتْ نظرها عني و حدقت الى شيء ما في خلفي، ربما الى لوثر بين الحضور و اصبحت نظراتها حزينة
" انه شاب ضعيف تاليا مع اني لا يجب علي ان اخبرك هذا، لكني اخته الصغيرة تاليا. احياناً ارى نفسي مسؤولة عنه اكثر من امي. اخاف عليه و على قلبه من كل شيء قريب منه. اعتقد انه يملك مشاعر لكِ، ليس لأنه يهتم بكِ فقط، فأن لوثر يهتم بجميع من حوله، لكني لم ارى شعوره بالتشوق و السعادة في كل مرة يتكلم عن احد منذ زمن طويل. "



اريد ان افتح فمي و اشاركها افكارها و اعتقاداتها، لكني امسكتُ نفسي كي تُكمل حديثها بما انني وافقت على عدم مقاطعتها عند كلامها الى ان تنتهي. انا اعرف كل شيء قد اخبرتني عنه، اعلم انه يملك مشاعر لي. احياناً لا انام بسبب ذلك. لكني املك اسباب كثيرة تعارض مشاعري له و كَوني اعيش معه تحت سقف واحد يجعل الامر اصعب بِكثير، لدرجة اريد ان أمَزق نفسي و اختفي.



" لن اطيل كلامي كي لا ازعجك اكثر، لكن اريد ان اخبركِ و اختصر الذي افكر به. اريدك ان تبتعدي عنه تاليا، و لا تؤذيه اكثر. لا تعطيه اشارة بالأستمرار، اذا لديكِ خُطط بالعيش قريبة منه فتصرفي كما تشائين لكن لا تجعلي من هذه المشاعر تتطور الى شيء قد يكسر كِلاكُما. و اذا لديكِ خطط كي تبتعدي عنه فتصرفي بحكم و حذر."



نفخت الهواء من فمها و رفعت عينيها لِتنظر للسماء السوداء ثم اكملت
" انا اقول هذا لأنني احبه تاليا، انه اخي الكبير و انا اخته، اريد ان احميه من كل خطر و كل ما يدمره، قد ابدو لكِ من دون احترام و حقيرة ، لكنني هكذا عندما يتعلق الأمر بأخي الذي حماني و حما عائلتنا طيلة السنين التي لم يعد ابي موجود فيها. "



بعد ان انتهت ازاحت نظرها من السماء و حدقت بي، انا التي لم اعد املك كلامات تنطُقها، فقط عاجزة عن التكلم افكر كيف يجب ان ارد لها. كيف يجب ان اخبرها عن أوجاعي التي ترافقني كل يوم، عن كوابيسي التي تزورني كل ليلة في نومي، عن قلبي المكسور الذي فقد الحياة من سنتين او عن عقلي المشوش الذي يعجز عن اخذ القرار بشأن حياتي.
رفعتُ يدي اليسرى و وضعتها على صدري، اشعري بِقلبي ينبض بتناغم بِداخلي و افكر بِأمي التي تعيش هناك و التي تشعِرُني بالأمان و الهدوء.

اغمضتُ عيناي لبعض الوقت و اخذتُ اتنفس هواء الطلق و الجميل كي أرَتب افكاري. فتحتُ عيناي و بدأتُ بالتكلم لا أعترض على كلامها، انما أفَضفض لها من دون ان أشعر بِلساني ينطق من نفسه و كأنه هو الذي يتحكم بي لا انا.

" معك حق في قلقك عليه و شعورك هذا بِحماية من تحبينه و تهتمي له. لكني لا اعرف ماذا افعل كازيكا، لا اعرف ماذا اشعر و كيف اتصرف مع نفسي ومعه. انه من دمر حياتي و اخذ من احبه و حرمني العيش بشكل طبيعي كأي بشري. لقد دمر احلامي و مستقبلي، لم اعد اعرف ما الصح و ما الخطاء. انا فقط عاجزة. "




توقفت للحظة كي ارى ان كانت سوف تتكلم و تعارض، لكنها فقط اكتفت بالنظر لي بِرقة و الصمت. اخذتُ صمتها كالأشارة على الأستمرار بِكلامي.
" في البداية كنت اكرهه اشد الكره، كنت اكره النظر له، التكلم معه، الجلوس في نفس الغرفة، كنت اكره كل شيء يخصه حتى اسمه مازلت لا أنتقه بِصوت عالي. لكن...... بعد فترة من عيشي معه رأيته بعيون مختلفة. انه لطيف و يهتم بأتفه التفاصيل. انه يشعر بي عندما اكون حزينة او غاضبة. لم يؤذيني و لو لِمرة واحدة. جزء في داخلي بدأ بِأحترامه و الأعجاب به و لكن جزء اكبر مازال يكرهه و يريد ان يبتعد عنه. "




توقفت مجدداً  كي ابعد نظري عنها و حدقت بمياه النافورة ارى انعكاسي في مياهِها الصافية.

" لا اعرف ان يمكنني ان اعيش معه للأبد. فأنا لا اتخيل نفسي معه، لا ارى مستقبلاً هو موجود فيه. لقد حاولت المئات من المرات ان اهرب فيها من المنزل و ابتعد عنه، لكن في كل مرة افشل بسبب غبائي و خوفي من ان اغدر به بعد ان وضعني في منزل و اطعمني و أواني لسنتين من دون ان يحرمني من شيء و خوف اكبر من ان اتأذى في هذا العالم اذا بقيت لوحدي. "




شعرت بِكازيكا تقترب مني اكثر، لكن فجأة توقفت، لهذا رفعتُ عيوني لها احدق بعيونها التي تشبه عيونه و اكملت كلامي من دون ان اتحكم بِنفسي، كأنهُ توجد هالة من حولنا تشعرني بالراحة عند التكلم.


"لذلك انا عاجزة كما اخبرتك من قبل، لا استطيع ان اعدك بتركي له قريباً. فأنا مازلت مشوشة و لا اعرف ماذا يجب ان افعل و متى ان افعل. "


و اخيراً انتهيت من كلامي و هي بدورها اخذت نفساً عميقاً و قالت
" انا اتفهمك جداً، و انا لا يمكنني ان اجبرك على شيء، فقط حاولت و نصحتك في الاخر الامر يعود لِكليكما و قرارك يخصك وحدك، لكن اتمنى ان لا تأخُذي قرار خطأ. "



ابتسمت لها و لِكلامها اللطيف، قد يبدو كلامها اناني بعض الشيء، لكني لم اراه اناني ابداً، لو كنت انا في مكانها املك اخ مازال حي، لكنت قد قلت نفس الذي قالته هي عن لوثر.

في الاخر العائلة تأتي اولاً صحيح؟.....



" شكراً لكِ كازيكا، لقد شعرت بالراحة عندما تكلمت معك عن كل شيء في قلبي، و كأنه يوجد شيء ما يشعرني بالاطمئنان و الاسترخاء. لقد شعرت ان جبلاً قد أزيح عن اكتافي، لأنني لم اتكلم عن هذا الموضوع لأحد من قبل. "



ضحكت فجأة هي و كأنني امازحها بكلامي و هزت بِرأسها قائلة
" انا سعيدة جداً انكِ شعرت بالاطمئنان و الراحة معي. هل تريدي ان تعرفي السبب؟ "


رفعتُ حاجِباي بِتسائُل.

" يوجد سبب؟ "   انا سألتها و الفضول يغمرني.


" نعم بالطبع، فكما تعرفي ان جميع الجنيات لديها قوى واحدة. و قوتي هي ان اجعل من جميع من معي يتكلم بِراحة تامة و اطمئنان من دون ان يخافو او يُحرَجو من اخراج مشاعرهم و افكارهم لي. انها ليست قوى اتحكم بها كُلياً انها كالهالة من حولي تحوم الى من معي و تدعه يُفضفض. "



نظرت لها كالتي صُفِعَت على وجهها. لهذا شعرت بشيء من حولي يشعرني بهدوء و سلام. لم اتوقع ابداً أن تخبرني بهذا الامر. انا نسيت ان اسألها عن قوتها من قبل و ها انا الان علمت بعد فوات الاوان. اعني بعد التفكير بالامر، انا لا اندم لأنني اخربتها بكل شيء. فهي قد تصبح صديقة جيدة لي لأنني قد اراها اكثر لاحِقاً.


" لماذا لم تخبريني من قبل عن قوتك؟ " انا سألتها مازحة.


" لأنكِ لم تسأليني تاليا. في الحقيقة انا سعيدة لأنكِ لم تسألي، لأنه لو فعلتي، لما كُنتي سوف تتكلمي عن ما بِداخلك لي.  و بالمناسبة لا تقلقي، لن اخبر احداً عن اية شيء قد قلتيه من قبل، لِندعه سر بيننا. "



اومأت لها بالموافقة و مازالت بسمة صغيرة على شفتي. اعتقد ان العيش و التعرف على الجنيات هنا و تكوين صدقات جميل جداً و بعد تدوير الموضوع في رأسي، رأيت انه من الافضل ان اتقرب من الجميع هنا، بالطبع ليس من اية احد.
لكن قد يفيدني كثيراً في المستقبل و قد لا اشعر بالوحدة الى الأبد كما ظننت. 



🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤
أسحبوا الشاشة للأعلى للوصول للفصل التالي
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻


Continue Reading

You'll Also Like

3.5K 799 11
لكل الكاتبين ادخلو لهذا الكتاب هو خاص للكاتبين لجميع الكتابين مفيد جدا اتمنى ان يفيدكم انشروه على جميع منصات الكاتبين لتعم الفائده❤
74K 5K 12
"أنا لن اقبل بهذة العلاقه" "لن تقبلي عزيزتي بل أنت مُجبرة" "اكرهك اندرو" "أنا أيضا احبك ايرين" الروايه من تأليفي ان وجدتم اي فكره متشابهه من روايه اخ...
25.3K 1.1K 19
ماذا عن فتاه ذكيه جميله مهووسه بالكتب والقراءه سافرت عبر الزمن بتاريخ كانت تباع فيه النساء الجميلات للملك كيف تتعامل مع الامر؟ وهل ستصمد؟هل سيقع الم...
4.3K 515 42
بسم الله الرحمن الرحيم سانقل لكم في هذا الكتاب اربعون حديثا عن اهل البيت عليهم الصلاه والسلام في فضل آيه الكرسي اتمنى لكم الافاده