و إذا اردتم قراءة المزيد من اعمالي اذهبوا لروايتي الجديدة التي تسمى
🔥 "عروسة آل أمبروز"🔥
♡♡♡♡♡♡♡
انتهينا من تناول الطعام وتنظيف المائدة. صوفي لم تنضَم لنا اليوم، و الجميع كانو كئيبين على المائدة من عدا ابي الذي ضلَ يتكلم عن صيده اليوم و كيف رأى طائر غريب الشكل يُراقبه من بعيد. انا طيلة فترة تناولنا العشاء لم انصت جيداً لكل شيء يقوله، كنتُ افكر بكلش شيء ان كان مهم او لا و بالأخص، الخطر الذي ليس لدي فكرة عنه.
ظللتُ اتسأل، ما إذا امي تعني كل شيء قالته لصوفي او انها كانت تقول ذلك من اجل حمايتها فقط. كالعادة انا اخر من يعلم عن اية شيء يحدُث في المنزل و دوماً بِحيرة. امي لم تبقى معي انا و ابي، انما ذهبت كي تستَريح في غرفتها. ليام قال انه متعب و يريد النوم. انا و ابي الوحيدان في غرفة الجلوس، نجلس امام المدفئة الصغيرة.
ابي على كرسيه المفضل و انا على الارض قريبة من النار و ظهري لِابي.
" كيف كان يومُكِ تاليا؟ "
سأل ابي بأبتسامة صغيرة على شفتيه.
لم ادر وجهي له عندما اجبته
" جيد على ما اعتقد. "
هَمهَم ابي قليلاً ثم قال بِنبرة تسائُل
" على ما تعتقدي؟ هل كل شيء على ما يُرام؟ "
هنا ادَرتُ وجهي لهُ و شابكت ساقاي، بعدها نظرتُ بِجدية ثم قلت
" في الحقيقة لا. ليس كل شيء على ما يرام.... اظن انك سمعت بِشجار صوفي و امي اليوم قبل العشاء صحيح؟ "
اعاد ظهره الى الخلف و أراح رأسهُ على الكرسي ثم أجاب
" نعم صحيح، اخبرني ليام عن الامر. "
" جيد، و هل اخبرك عن السبب؟ "
فكَر قليلاً قبل ان يجيب
" نعم، لقد قال انه مجرد شجار بسيط بينهما، فهذه ليست اول مرة يتشاجرو. "
نفختُ الهواء بقوة ثم قلت له بِصرامة و انا انظر لعينيه العسلية من دون كسر نظري له
" ابي، انت لم تخبرني عن السبب! هل تتفادى الاجابة انت ايضاً؟ "
نظرة لي بِدهشة و ضحك فجأة و كأنني اخبرته نكتة.
تقدم هو للأمام واضعاً ذِراعيه على رُكبتَيه و قال لي بصوت هادىء
" لا انا لا احاول ان اتفادى الاجابة عزيزتي. انا فقط لا ارى سبب فضولك في الامر، انه مجرد شجار و ليام لم يخبرني عن السبب، فهو قال نفس الشيء الذي قلته لك الان. "
اخذ نفساً ثم اكمل
" اعتقد انه لا سبب او هو فقط لا يعلم ايضاً. هل حاولتي ان تسألي والدتك؟ "
حنيتُ رأسي للأسفل مستسلمة لانني اعلم انه لا يعرف، فلقد اتى عند وقت العشاء و ليام لم يكن له نفسٌ ان يتكلم من الاصل. لذلك انا اصدق ابي.
ليس لديه سبب ليكذب علي، بيني و بينه ثقة عمياء، منذ ان كنتُ صغيرة، اعتمد عليه و هو في المقابل ايضاً. بعض الاحيان استطيع ان اعلم ما الذي يُفكر فيه و شعوره عندما انظر لعينيه او حتى عن طريق نبرة صوته عند الكلام. لكني تذكرت عندما ذَكَرت امي الخطر الذي سَيُصيبنا ان خرجت صوفي مرة اخرى. انا اعلم انه لا يعرف....ربما، لكن ما المشكلة في المحاولة و سؤاله عن الامر. ربما لديه معلومة و لو حتى سطحية.
" لقد ذكرت امي شيء غريب عند الشجار مع صوفي." انا قلت.
" ما هو؟ " سأل ابي.
" لقد قالت انه خطير على صوفي و علينا ان خرجت مرة اخرى. ما الذي تعنيه بالخطير؟ "
نظر ابي للنار من خلفي بتمَعُن و قال
" خطير؟ انه دوماً خطير عندما تخرج لوحدها هكذا. فهي فتاة و انه دوماً خطر على الفتيات في قريتنا ان تخرج حتى المساء. "
يبدو انه لم يفهم عليي جيداً. لكن لن اضغط و اسأل المزيد من الاسئلة، يبدو ان لا احد سوف يطعم فضولي . لذلك قررت ان استكشف بنفسي.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
انا عندما يبني فضولي نفسه في داخلي، ابدأ بِكسره شيئاً فشيء على طريقتي الخاصة.
اِما بالاسئلة الى ان اتلقى الجواب الذي اريده ( و طبعاً هذا لم يحدث هذه المرة)، او احاول ان اجد الاجوبة بِطرق اخرى. لكني مُحتارة، اختي توقفت عن الذهاب منذ الأسبوع الماضي بعد ان قررت امي ان خروجها من المنزل لوحدها غير مسموح بعد الان، لذلك لا استطيع مراقبها عندما تذهب لاية مكان.
اخي لن يُجب علي في كل مرة اسئله او عندما احاول ان اخذ بعض المعلومات منه بِطريقة غير مباشرة.
صوفي مثل امي تتفاداني في كل مرة احاول. و ها انا هنا عاجزة عن فعل اية شيء.
" ما الذي تفكري فيه؟ " سألتني كانيلا و نحن نجلس على العشب الاصفر في حديقة منزلها الصغيرة.
انها صغيرة لكنها جميلة حتى في الخريف. يوجد شجرة كبيرة في المنتصف تَحجُب الشمس من اية شيء اسفلها، كَبعض الفطر الابيض المُنَقط بالاسود الموجود على جذعها العملاق، و الأعشاب المليئة بالاشواك من حولِها. وضعتُ كفوف يداي الاثنتان على وجهي اخفي غضبي عنها.
" لا اعلم....انا حقاً عاجزة! " انا اخبرتها.
وضعت يدها على ظهري و بدأت بِفركه بحركة دائرية ثم قالت بصوت ناعم
" لا باًس، ربما انه حقاً امر غير مهم. لذلك توقفي عن التفكير به و دعينا نستمتع بِأواخر دفء الشمس، فالشتاء قادم. "
" اعلم هذا، ربما غير مهم، لكن شعور في داخلي يخبرني العكس تماماً. كل مرة احاول ان اتوقف عن التفكير في الامر، اجد نفسي افكر فيه اكثر و اكثر من الاول. "
" يبدو ان الوضع جدي حقاً. "
قالت هي بِتساؤل تنظر للسماء و انا حاولت تصفية ذهني، بالتحديق بالغيوم لأنه توجد القليل من الغيوم اليوم.
بعضها ليس لديها اشكال و بعضها صغيرة مُقارنَ بِغيرها. و القليل من الطيور تحلق بِمجموعات مختلفة و لكن بِتناغم و كأنهم يرقصون. ادرت وجهي لأشعة الشمس الدافئة، و اغمضتُ عيناي مُحاولة التفكير بأمر اخر. لم يشغل اية شيء تفكيري بهذه الطريقة في حياتي، ربما لان طريقة امي في الكلام مع صوفي ذلك اليوم كان غريب.
او ربما لان عينيها كانت تتكلم اكثر، كان يوجد بهما امر و مشاعر لم اراها من قبل. كانت اكثر من خائفة.....كانت اكثر من قلقة، كانت مرعبة!
مرعبة بالنسبة لي، و بالاخص عندما توقفت فجأة لِرؤيتي اقف معهم في الغرفة و استمع للذي تقوله.
ما الذي تخفيه عني هي و صوفي؟ ما الذي يُخيفُها لذلك الحد؟ هل انا انفعلت بالتفكير؟ ربما هي فقط قلقة على اختي لذهابها لوحدها.
فتحتُ عيناي و نظرت للأفُق البعيد ثم قلت
" ربما يجب ان لا افكر كثيراً، لان هذا يؤلم رأسي. لكني لا استطيع ان امنع نفسي بسبب ذلك الشعور الغبي الذي لدي "
ضحِكت كانيلا ضحكَ صغيرة لكنها لم تتفوه بشيء. هَمهَمت قليلاً بتفهم ثم أخذت قطعتا خبز اسمر من سلة الطعام، ثم وضعت عليهما القليل من مُربة الورد، و اعطتني اياه.
" لا تقلقي، فقط دعي الامور تجري على طريقَتِها. و تفكيرك هذا دعيه الى ان يَمِل من نفسه. ربما سبب شجارهم سر لا يعنيكِ. انا لا اقول هذا كي اجعلك فضولية اكثر، لكن ارجوكِ حاولي ان تنسي و تشغلي نفسك بشيء اخر."
توقفت للحظة بعدها ابتسمت ابتسامتها المشرقة ثم اكملت
" انا حقاً لا افهم لِما كل التفكير...ليس و كأنه اكبر سر في العالم، او انه سر خطير. لذلك فقط توقفي "
كانيلا صديقتي الوحيدة التي اعتبرها مثل اختي التوأم. فنحن نعرف بعضنا منذ ان كنا اطفال لا تستطيع التكلم بعد. احب ان اتكلم معها عندما انزعج او اكون حزينة، انها جيدة في جعلي انسى بسرعة، و في تحسين مزاجي في كل شيء. دوماً ما تكون اول شخص يعلم بِكل شي يحدث لي.
اذكر انها اول شخص عَلِم بِحُبي الاول و اول شخص يعلم بِتركي لهُ. فهي من تُسانِدني و تشعرني انني لستُ وحدي. لهذا اتيت اليوم اليها كي اخبرها عن الذي حدث الاسبوع الماضي بين اختي و امي. ربما اخباري لها يتعدى الخصوصية المنزلية بين العائلة، لكنني اعتبرها جزء منها. لا اخشى ان اخبرها عن اية شيء، فأنني اعلم انها لن تُخبر احد عن اسراري و مشاكلي الشخصية.
بدأت نسمة هواء باردة بِتحريك الغطاء الذي نجلس عليه، و بجعل شعرنا يتطاير على وجوهِنا، حاجِباً الرؤيا. نظرت لكانيلا و هي تحاول امساك الغطاء و منعه من ان يلمس الطعام و يتسخ. و بنفس الوقت تحاول ان تُبعد شعرها الاسود الطويل من على وجهها الهادئ. لديها عيون بنية واسعة و حواجب سميكة، انف عريض من الاسفل و نحيل من الاعلى، شفتان مملوئة زهرية و بشرتها ناعمة، احب لون بشرتها الحنطية، مع انها دائماً تقول انها سمراء و ليست حنطية.
عكسي انا التي تمتلك بشرة بيضاء و عيون خضراء مائلة للاصفر مشابهة لِعيون أمي، و وجه صغير. لدي حواجب كأنها مرسومة لكنها ليست سميكة مثل حواجب كانيلا. شفاهي متوسطة الحجم لكنها ايضاً ممتلئة، انفي عادي الشكل و رفيع و عليه القليل من النمش، املك شعر فاتح فيه خُصلات ذهبية بعض الشيء يصل لنصف ظهري، كنت اظنه اشقر الى ان رأيت شعر احد فتيات القرية، التي تملك شعر اشقر فاتح جداً، احياناً اراه كالذهب عندما يضرب ضوء الشمس عليه.
" ماذا بكِ؟ لماذا تنظرين الي هكذا؟ هل يوجد شيء في شعري؟ "
قالت كانيلا بِحيرة موجودة بِصوتها.
ابتسمت لها ثم تحركت كي اساعدها بِتثبيت الغطاء و هززتُ بِرأسي قائلة
" لا، لا شيء، لا تقلقي. انا فقط سعيدة انك بِجانبي اليوم. "
فجأة وضعت كانيلا يدها على جَبيني ثم نظرت لي و قالت بمُزاح
"يبدو ان حرارتك ارتفعت، دعينا نجمع الاغراض و نعود للداخل، الهواء لن يتوقـف و اصبح بارد جداً. لم اعد اشعر بِأنفي. "
أومأتُ لها بعدها بدأنا بِاعادت الاغراض للسلة.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸
أسحبو الشاشة للأعلى للوصول للفصل التالي
👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻