الجعة يشوبها الأخلاق

By SalmaKhaleed0

330K 12.8K 1.8K

و كان خطئه الوحيد طيبة قلبه وعفته، الدنيا ليست المكان الذي يستحقه. الحقارة لم تعرف طريقه قط، والشك لم يطرق با... More

اقتباس أول ( إعلان)
المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الخامس عشر
تنويه هام
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
وصف للشخصيات
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث و العشرون
الرابع و العشرون
الخامس و العشرون
السادس و العشرون
السابع و العشرون
الثامن و العشرون
التاسع والعشرون
الثلاثون
الواحد و الثلاثون
الثاني و الثلاثون
الثالث و الثلاثون
الرابع و الثلاثون
الخامس والثلاثون
السادس و الثلاثون
السابع و الثلاثون
الثامن والثلاثون
التاسع والثلاثون
الأربعون ( الأخير من الجزء الاول)
اقتباس ثاني من الجزء الثاني
الفصل الأول من الجزء الثاني
الفصل الثاني من الجزء الثاني
الفصل الثالث من الجزء الثاني
الفصل الرابع من الجزء الثاني
الفصل الخامس من الجزء الثاني
الفصل السابع من الجزء الثاني
مفاجأة بناء على طلبكم
الفصل الثامن من الجزء الثاني
الفصل التاسع من الجزء الثاني
الفصل العاشر من الجزء الثاني
الحادي عشر ( الجزء الثاني)
الثاني عشر( الجزء الثاني)
الثالث عشر ( الجزء الثاني)
الرابع عشر ( الجزء الثاني)
الخامس عشر ( الجزء الثاني)
السادس عشر ( الجزء الثاني)
خبر حلو وعاجل
السابع عشر ( الجزء الثاني)
الثامن عشر ( الجزء الثاني)
التاسع عشر ( الجزء الثاني)
العشرون( الجزء الثاني)
الواحد والعشرون ( الجزء الثاني)
الثاني والعشرون ( الجزء الثاني)
الثالث والعشرون ( الجزء الثاني)
الرابع والعشرون ( الجزء الثاني)
الخامس والعشرون ( الجزء الثاني)
السادس والعشرون ( الجزء الثاني)

الفصل السادس من الجزء الثاني

3.3K 154 27
By SalmaKhaleed0

ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ


نهض ضاربًا طاولة المكتب بيديه وتحدث في نبرة صوت حادة تحمل في طياتها الانفعال:

_ انتي ليكي عين تيجي لحد عندي وتوريني وشك تاني؟

امشي، امشي اطلعي برة مش عايز اشوف وشك ده تاني خالص في حياتي ولا حتى عن طريق الصدفة، كل اللي بينا انتهى ومبقاش فيه بينا غير الذكريات السيئة وتعكر المزاج أما بسمع اسمك حتى..

تحدثت باكية:

_ وليد.. أرجوك لازم تسمعني، أنا..

_ مفيش أي قوة إلزامية في الدنيا ممكن تلزمني إني أسمعك أو أفضل مستحمل وطايق نفسي وأنا شايفك قدامي، بره، بره..

_ مش همشي.. ماينفعش أمشي قبل ما أقول اللي جاية علشانه

صاح في ضجر:

_ جرا ايه يا ست انتي! انتي إيه مش بتحسي خالص؟ مش طايق اشوف وشك بقولك، أمشي يلا غوري في داهية

اقتربت منه والدموع تنهمر من عينيها وأخذت تتوسل إليه:

_ أرجوك يا وليد علشان خاطري اسمعني بس اديني فرصة واحدة أخيرة، أرجوك

_ لا، بردو مش هسمع، لو اتقطعتي قدامي حتت دلوقتي بردو مش هسمع

اقتربت منه أكثر وأمالت جهة كف يده اليمنى وما إن رآها تفعل ذلك، حتى أبعد يده وصاح:
_ اوعي تتجرأي وتلمسي أيدي أو تحاولي تمسكيها، أنا طلقتك خلاص وكل اللي بينا انتهى

تكلمت وهي تهز رأسها بالنفي في سرعة، تأبى تصديق ما قاله توًا:

_ لا لا متقولش كده، مفيش حاجة انتهت مفيش حاجة خلصت انت هترجع لي وهتفضل معايا، أنت جوزي أنا وحبيبي أنا.
ابتسم ابتسامة تحمل في طياتها السخرية وهتف:

_ قولي كلام انتي قده يا شاطرة، ويلا امشي من هنا ده محل أكل عيش مش ناقص مشاكل تانية تجيلي من تحت رأسك

أخذت أصوات بكاؤها تتعالى وتزداد دموعها المنهمرة على خديها بغزارة وردت في نبرة صوت متهدج:

_ لا لا لا متقولش كده لا، أنا مقدرش أعيش من غيرك أنا مقدرش أكمل من دونك، أبوس ايدك اديني فرصة واحدة، أبوس أيدك

أطلق زفيرًا طويلًا وتحدث في ثبات وقوة:
_ أنا أقدر.. أنا أقدر أكمل من غيرك وأعيش من دونك، والمهم عندي أنا وبس

صرخت في ألم وتزداد أصوات شهقاتها أكثر فأكثر:

_ لا يا وليد لا لا لا يا وليد لا، لا متعملش فيا كده لا، أنا..

صاح في صوت عالي:

_ أنا أقولك انتي إيه، انتي خاينة فهمتي انتي إيه!!

تهز رأسها بالنفي وهي تردد وتكرر:
_ لا لا


اتجه نحو باب المحل وغلقه حتى لا يدخل إليه أحد، ثم التفت جهتها وداخل عينيه انتقام وغيظ شديدان، وتابع حديثه صارخًا:

_ وثقت فيكي واخرتها كانت إيه!
روحتي رجعتي لماضيكي الهباب.

وثقت فيكي واخرتها خليتي الكل يضحك عليا ويقلل مني ويقولي انت مش راجل
وثقت فيكي وانتي في الآخر بتلعبي بيا وبمشاعري وخداني سلم أنا ومشاعري علشان توصلي لعشيقك

لعبتي لعبة قذرة عليا انتي وصاحبتك علشان تعرفي تنتقمي لنفسك لأنهم قهروكي وعلشان كده كنتي عايزة ترديها ليهم..

صمت برهة ثم صرخ بصوت أعلى:

_ ليه كده ها؟ ليه؟ يعني انتي دقتي طعم الظلم والكسرة وعارفة يعني إيه تتسابي من غير وجه حق، ليه تخلي غيرك يدوق من نفس كاس الظلم والخذلان، رغم إنه ماقدمش ليكي غير الحب والود والرحمة ليه ها ليه؟!

تبكي وتبكي وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء ويكد قلبها أن ينفطر من شدة الندم والألم وتحدث بنبرة صوت مضطربة:

_ أنا..

تابع صارخًا بنفس النبرة التي تحمل في طياتها القسوة والحدة:

_ انتي خلتيني أفقد الثقة في نفسي وفي الجميع، خلتيني ماشي أقول عملت إيه لده كله، خلتيني مش عارف أنام ولا عارف أصحى ولا عارف أذاكر ولا عارف أعيش


سقطت على الأرض على ركبتيها، حيث فقدت القدرة على التوقف أمام نبرته القاسية وكلماته التي لطالما سمعتها قهرت قلبها وجعلته يصاب بتلك القشعريرة، وازداد الصراخ نحيب..
تصرخ متوسلة إليه وهي جالسة على ركبتيها أمامه:

_ كفاية كفاية أرجوك كفاية أرجوك الكلام ده أما انت بتقوله بيعذبني أكتر منك بيموتني أكتر منك والله والله والله

ضحك ساخرًا وتابع:

_ والله! وانتي حسيسة أوي يا بت اسم الله! وانتي عندك دم أصلا وكده زي البني آدمين!!

تضع يدها على قلبها الذي يكد أن يتوقف تنهج وتنهج ولا تتوقف لحظة واحدة عن البكاء الشديد، ينظر إليها في ضيق لا يشعر بأي شفقة جهتها.

وتحدث في نبرة صوت تحمل في طياتها الانتقام والغيظ الشديد:

_ انتي ممثلة كبيرة عمري في حياتي ما هصدق دموعك تاني، عمري ما هصدق إنك منكسرة ومجروحة وقاعدة على الأرض دلوقتي علشان يا عيني رجلك مش قادرة تشيلك من كتر الوجع والألم

صرخت متوسلة باكية بشكل أكبر:

_ وليد أنا والله ما خونتك والله العظيم ما خونتك والله ما حد لمسني غيرك أنت أول وآخر راجل يلمسني في حياتي.

صرخ في غيظ شديد وغضب أكبر وقد برزت عروق رقبته من شدة الغضب والصراخ:

_ اخرسي اخرسي اخرسي، بطلي كدب بقى بطلي كدب، هتروحي من ربنا فين يا كدابة يا خاينة يا مفترية.

أنا شايفك بعيني دول وانتي داخلة شقته في نصاص الليالي يا حقيرة يا رخيصة.
أنا شايفك بعيني دول وانتي بتتسحبي من بيتي ومنطقتي ورايحة لشقته
أنا شايفك بعيني دول وانتي خارجة من شقته الصبح، أنا شفتك أنا أنا

ارتمت تحت قدميه ممسكة بأطراف سرواله وصرخت:

_ اقتلني اقتلني يلا، خد حقك مني واقتلني خلص نفسك من العار اللي أنت حاسس بيه وموتني وريحني من الدنيا دي كلها، اضربني أعمل اللي انت عايزه كله يلا مستني إيه يلا

نظر إليها إلى الأسفل وتحدث:

_ لا مش هقتلك ولا هضربك ولا هعملك أي حاجة خالص، أنا هسيبك لعذاب الضمير هو يموتك كل يوم ببطء، إذا كان لسه عندك ضمير حي، لو رصاصة الرحمة في أيدي يا شاهستا مش هموتك بيها وارحمك

ترفع رأسها إلى أعلى ناظرة إليه في صدمة غير مصدقة ما يقوله وهي لا تزال ممسكة بيديها الاثنان طرفي سرواله.

تابع في حدة وقسوة أكثر:

_ فاكرة أما قولتيلي أنا هشتكيك لربنا وهقوله يارب جوزي ده مش بيدلعني ومش عارف إيه؟! فاكرة؟ أكيد فاكرة.

صمت برهة وصرخ بغتة في قهر:

_ أنا بقى اللي هشتكيكي لربنا يا شاهستا، أنا اللي هأجل حقي في الدنيا علشان أخده منك في الآخرة

تهز رأسها بالنفي وتكرر:
_ لا لا لا

يتابع في نفس النبرة:

_ أنا اللي هبقى خصيمك يوم القيامة، هقف كده واقوله يارب أنا صنت الست دي وهي ماصنتنيش، هقوله يارب أنا عاملت الست دي بما يرضيك وهي عاملتني بما لا يرضيك.
هقوله أنا حفظت العهد وهي خانته وخانتني معاه..

صرخت بشدة وأمالت على قدميه متوسلة بشكل أكبر منددة:

_ أبوس رجلك يا وليد لا أبوس رجلك بالله عليك سامحني، بالله عليك سامحني يا وليد بالله عليك بلاش كده، بلاش تقفل باب التوبة اللي أنا لسه فيها جديد في وشي بلاش ده انا بجاهد نفسي والله بلاش ده انا نفسي ابقى حد تاني والله توبت توبت توبت يا وليد توبت.

انا توبت بفضل ربنا ثم فضلك بلاش كده يا وليد بلاش

جذب قدميه إليه وابتعد عنها موليًا لها ظهره وأطلق زفيرًا طويلًا وهتف:
_ قومي يلا اتكلي على الله، اللي بينا خلص كله..


يرتعد جسدها وشفتاها تشعر أنها عاجزة غير قادرة على النهوض حتى، أصوات شهقاتها تتلاحق وتزداد، تحاول بكل الطرق أن تتماسك وتهدأ تحاول بكل الطرق أن تبقى على ما يرام، وسندت بيديها على الكرسي ونهضت شيئًا فشيئًا ووقفت خلف ظهره تزيل ادمعها تسيطر على أصوات شهقاتها وتحدثت:

_ لا، انت غلطان مش كل حاجة بينا انتهت، لسه في حاجة بتجمعنا وهتفضل تجمعنا طول العمر
لم يرد عليها، يقف كما هو بملاح يشكلها الغضب والضجر

تابعت:
_ أنا حامل.. أنا حامل يا وليد واكتشفت ده تاني يوم العيد ومعرفتش أقولك غير دلوقتي

التفت إليها وهو يعقد حاجبيه في ضيق ورد:
_ حامل؟

هزت رأسها مؤكدة

_ من مين؟

وقعت عليها كالصاعقة ظلت تنظر إليه وقد شعرت بالدوار المفاجئ، كأن الأرض قد حملتها وطافت بها بغتة ثم أعادتها إلى مكانها أمامه تارة أخرى لا تصدق ذلك السؤال الذي طرح عليها للتو

تابع حديثه:

_ إيه! مالك مستغربة من سؤالي ليه؟! سؤالي طبيعي جدا أنا شايفك في الفيديو وانتي نازلة من شقة عشيقك ونمتي فيها ليلة كاملة، وأنا ماكنتش معاكم والله، أنا كنت نايم بفضل المنوم اللي حطتهولي في عصير البرتقان.


أغمضت عيناها وأخذت تتنفس مرارًا وتكرارًا تحاول أن تستوعب كلامه وتحدثت في ثبات تحاول أن تظهره بشتى الطرق:
_ وليد.. محدش لمسني غيرك محدش، أنا روحت لعمر علشان..

_ مش عايز أسمع ولا أعرف روحتي ليه و علشان إيه، احتفظي بيه لنفسك

_ تمام يا وليد، حقك تسأل وتشك فيا بالشكل ده تمام.. بس دول ولادك بقسملك إنهم ولادك أنت ولو مش مصدقني في ألف طريقة تثبت انهم أولادك وأولهم الDNA

_ أولادي!!

_ اه أنا حامل في تؤام

صمت برهة شاعرًا بتعسر موقفه، شاعرًا بألم قلبه ثم استدار موليًا لها ظهره وتحدث بنبرة صوت يجاهد أن يجعلها قوية وثابتة:
_ مش عايز منك ولاد..

إلى هنا وقد انتهت كل محاولات التحمل لديها، وصعقت للمرة الثانية بفضل كلماته القاسية الانتقامية وضعت يدها المرتجفة على بطنها، تنظر في بطء إليها كأنها سمعت ألم ورجفة جنينيها من داخل رحمها عندما رفضهما والدهما، تمنت في ذلك الوقت أن تنتشلها المنية( الموت) لترتاح، واسندت جسدها على ساقيها المرتجفين، وأخذت تسير بخطوات الخذلان و الصدمة نحو الباب لترحل من هنا..

وأثناء سيرها شعرت بألم شديد مصدره أسفل بطنها، كظمت ألمها فهي لم ترد أن تظهره له، وأخذت تسير كما هي ولكن الألم يزداد بشكل قوي لا يحتمل ولا يطاق، لذلك اسرعت بخطواتها جهة الكرسي وارتمت عليه وهي لا تزال تضع يدها على بطنها، ينظر إليها لا يفهم ما يحدث لها، اخذت تتأوه مرارًا وتكرارًا واستنجدت به بنبرة صوت تحمل في طياتها الرعب والذعر:

_ وليد ألحق ولادي يا وليد أرجوك ألحقهم، ألحقني مغز شديد هيموتني ألحقني لأجل الله

ركض جهتها في خوف وتحدث:
_ طب اهدي متخافيش أنا هاخدك للمستشفى دلوقتي علشان تطمني عليهم تمام؟

تحدثت باكية:
_ بسرعة أرجوك مش عايزة اولادي يموتوا

ركض جهة باب المحل وفتحه، ثم اتجه ناحيتها وحملها بين ذراعيه ثم خرج من المحل وأخذ يركض في الشارع، أسندت رأسها إلى صدره ترتاح قليلًا من مشقة وجع الأيام التي عاشتها دون حضنه، ترتاح من قسوة كلماته ومعاملته لها داخل حضنه
مؤمنة أنه منه وإليه راحتها.

يحملها وهو غير راضٍ عن نفسه ولكنه أقنع نفسه أنه ينقذها لأنها في المقام الأول إنسانة وقد طلبت منه المساعدة.

يسير في الشارع ناظرًا حوله يبحث عن سيارة أجرة، أغمضت عيناها شاعرة أن هموم الدنيا كلها قد رحلت عنها بينما هي بين ذراعيه، ولكنها لا تزال تضع يدها على بطنها المتوجعة والتي أضحت تؤلمها أكثر.

أشار إلى إحدى السيارات وادخلها السيارة أولًا ثم دخل بعدها، وما إن جلس جوارها في السيارة حتى امالت برأسها جهة كتفه لتسندها عليه، ولكنه سرعان ما أبعد كتفه عنها، وترك مسافة كبيرة بينه وبينها بحيث لا يحتك أو يلمس ساقه ساقها وهما جالسان.

لاحظت أفعاله تلك ومحاولاته لأجل مسافات بينهما، وعليه ابتعدت هي الأخرى واسندت رأسها إلى نافذة السيارة وأخذت تدعو الله في سرها حتى يرحمها من ذلك الألم الذي أصاب بطنها تارة و تبكي من شدة ما تشعر به تارة أخرى..
             *****
_ اتكلم يا فايز قلقتني إيه المهم اللي تعرفه؟!
هتف مصطفى وهو يتجه نحو الكرسي الذي يجاور كرسي فايز، الذي رد عليه:
_ منة
_ مالها؟
قالها وجلس
_ بتفكر في شيء سلبي جدا وخطير
_ شيء ايه وخطير ازاي؟
_ ماهو يا دكتور أما مريضة نفسية تخطط وتكتك وتبقى عايزة تنتقم ومش شايفة أي حد قدمها ولا أي حاجة غير الانتقام ده كده غلط كبير لأنها مع الوقت هتتحول لشخصية سايكوباتية ضد مجتمعية وحالتها ممكن توصل لليأس، يعني تبقى مريضة نفسية ميؤوس من حالتها، وتحتاج تتحجز في مستشفى بقى وحوارات كبيرة

ينظر إليه مصطفى نظرات مليئة بالخوف والقلق على ابنته الوحيدة وتحدث:
_ انت يعني إيه اللي خلاك تتأكد من الكلام ده؟
_ العريس اللي هي قصدها عليه هو وليد، وليد شعبان
_ مين قالك؟ هي؟
_ لا، أنا استنتجته لوحدي
_ ازاي؟
_ قالتلي العريس عنده تروما ومستنية يبقى في حال أحسن علشان نقدر نتجوز
_ أيوة مين قالك بردو إنه وليد؟
_ مش محتاجة حد يقولي يا دكتور، واضحة، حضرتك من الأول خالص قولتلي إن مشكلتها الحالية بسبب رفض وليد ليها لأنها مش قادرة تستوعب انها بتترفض تاني، وأنا عرفت من مصادري الخاصة إن وليد طلق مراته واكيد هو في حالة وحشة حاليا، وهي متعرفش حد تاني غير وليد أصلا طول الفترة اللي فاتت دي
وكمان حربها مع شاهستا اللي اكيد هتبقى عايزة تدمرها اكتر واكتر اما تاخد منها جوزها أو حبيبها
شاهستا بتحب وليد ده أوي وده عرفته أما اتكلمت معاها مرة، بجد كان واضح عليها إنها مستعدة تخسر أي حاجة إلا هو

_ طب ماهي طول عمرها ورى وليد ده يا فايز إيه اللي هيخلي حالتها تسوء؟
_ يا دكتور وليد مش طايق نفسه حاليا وزعلان ومدمر وهو عمره ما حب بنتك ولا هيحبها وعمر قالي اللي عملوه هو ومنة في شاهستا ووليد أما اكتشف الحقيقة كلها.
يبقى وليد أصلا شخص مش أحسن حاجة دلوقتي هيطلع غيظه وأسوأ ما عنده على منة وده هيخليها تكره نفسها أكتر ويأثر فيها أكتر وبالتالي حالتها هتتدهور.
منة لازم تبعد عن وليد لأنه هيدمرها وهيدمر أي حد تاني هيحاول يأذيه لأنه اتأذى هو كمان ولو مأذاش باستخدام أيده هيأذي بلسانه وده أذى أكبر وأصعب مايستحملهوش مريض نفسي محتاج القبول
هو مش هيديها القبول ولا هيعيشها زي ما كان معيش شاهستا ولا هيحبها ربع حبه ليها حتى
منة في الأول هتفضل صامدة ومستحملة رفضه ولكن مع الوقت ده هيترسخ جواها وهيخليها تكره نفسها وحياتها بجد وهيأثر عليها بالسلب

أطرق مصطفى يفكر، شاعرًا بخطورة ما قاله فايز توًا.. ثم تحدث:
_ طب والعمل يا فايز؟ يعني عايزني أعمل إيه ؟
_ لازم بديل لوليد، لازم حد يحب منة بجد من قلبه ويعوضها عن جفاء مامتها واهمالها لها، وعن بُعد رامي  وحبه ليها حتى إن كانت هي اللي واهمة نفسها بده، إن هو كان بيحبها يعني.
_ ومين الحد ده يعني يا فايز؟ اجيبه منين يعني؟ هي منغلقة على نفسها من ساعة اللي مرت بيه ومش راضية خالص تفتح قلبها أو تدي فرصة لحد إنه يقرب منها، دي وثقت فيك ورضيت تديك من وقتها علشان بس انت من طرفي يعني علشان أنا قولتلها إنك ابن صاحبي، فهي علشان كده سيباك صديق ليها

هز فايز رأسه نافيًا أنه يعرف من يكون وتحدث:
_ مش عارف طبعا مين ممكن يعمل كده، ولكن.. لازم لازم حد ينسّيها وليد ويبعدها عنه...
              *****
تأكدت أن باب غرفتها مغلقًا بشكل جيد حتى لا يسمعها أحد وهي تحدثه عبر الهاتف، وبعدما أيقنت أن كل شيء على ما يرام وأن لا أحد سيستطيع سماعها، طلبت رقمه وأخذت تنتظر الرد.. لم يرد عليها في المرة الأولى ولا الثانية ولكنه استجاب في المرة الثالثة وتحدث في ضيق:
_ ألو، نعم، بترني عليا تاني ليه؟ هتطلبي مني إيه تاني يا رضوى يا ترى؟ هستنى قرن كمان لحد أما أجي اخطبك؟

همست في نبرة صوت مليئة بالارتباك:
_ أسمع يا هاني بقى والله ما بمزاجي، امبارح قلت لأمي في عريس صاحبتي جيباه ليا، وقالتلي كويس وبتاع وعايز معاد علشان يقابل حد من خلاني، راحت قالتلي لا أما اختك تتجوز

تحدث في صوت عالي:
_ طب مانا سمعت الكلام ده كتير يا رضوى سمعته كتير، وأنا استنيت اكتر، أنا هستنى إيه تاني؟
أنا اتخرجت من المعهد وخلصت سنين الجيش وبشتغل وجهزت الشقة وخلاص بقى المفروض اتنيل اتجوز، سني بيكبر وسنك انتي كمان  وأهلي عايزين يفرحوا بيا، وأنا كل أما أقولك هتقدم امتى هتقدم امتى، تقوليلي أما عاليا تتجوز أما عاليا تتجوز
أنا مالي أنا ومال عاليا وقرف عاليا؟!
طب مانا كمان عايز اتجوز!

شعرت بالضيق الشديد الذي أمتلك جميع حواسها، وردت:
_ طب يا هاني بالله عليك قدر موقفي، أنا والله عايزة أبقى معاك النهاردة قبل بكرة وكل يوم بحلم بيوم جوازنا أصلا، بس أنا أعمل إيه في أمي اللي مش راضية تسبني اتجوز قبل عاليا؟!
_ بقولك ايه يا رضوى أنا استنيت كتير وزهقت بقى، دول يا حبيبتي أمك انتي وأختك، اتصرفي بقى معاهم، ولعوا في بعض أنا ميخصنيش، أنا كل اللي يخصني إنك تحدديلي معاد قريب اجي فيه علشان اطلبك من خالك وإلا كل واحد من طريق يا بنت الحلال.

ألقاها في وجهها مرة واحدة وانهى المكالمة، رمت الهاتف من يدها على السرير وزفرت في ضيق وتحدثت:
_ أبو شكلك انت التاني، أعمل إيه أنا يعني مش كفاية القرف اللي أنا فيه؟!
مش عارفة يا عاليا انتي امتى هتتجوزي بقى يا عاليا الواد هيطير مني وهقعد جمبك نعنس احنا الاتنين.

اطرقت وأخذت تسير في جميع أرجاء الغرفة تفكر في الأمر ثم توقفت تراجع تلك الفكرة التي طرأت على عقلها للتو وتحدثت:
_ أيوة صح.. لازم تتلحلحي يا عاليا شوية لازم نحاول علشان نلفت انتباهه...
              ******
خرجت الطبيبة من الغرفة التي بها شاهستا وذلك بعدما فحصتها و اطمأنت عليها، وما إن غلقت باب الغرفة، حتى وجدت وليد واقفًا في انتظارها، اقترب منها وهتف متسائلًا:
_ ها يا دكتور هي عاملة إيه؟
_ المدام حالتها مش أحسن حاجة يا أستاذ، من الواضح إنها بتقهر في نفسها كتير أو بتمر بأزمة نفسية وحشة، انصحكم بزيارة طبيب نفسي، لأنه مش طبيعي إنها تفضل تصرخ كل شوية كده! هي محتاجة راحة علشان حملها يثبت اكتر بالأخص إنها في الشهور الاولى بتمنى إنك متزعلهاش لأن الحامل في الفترة دي بتكون متقلبة المزاج جدا لوحدها
راعوها وخليكم جمبها وابعدوا عنها أي أسباب تزعلها، بالشفاء إن شاء الله، اتفضل ده الدوا اللي كتبته ليها.. عن أذنك.

أخذ منها الروشتة العلاجية، ودخل الغرفة التي بها شاهستا بعدما طرق الباب واذنت له بالدخول، ما إن رأته يدخل حتى ابتسمت، أخذ يقترب منها حتى توقف أمام سريرها ووضع الروشتة على الطاولة التي تجاوره وهو يقول:
_ دي الروشتة اللي فيها العلاج اللي كتبته الدكتورة.. هي نصحتني إنك لازم تاخدي بالك من نفسك أكتر وتبطلي صريخ وضغط على نفسك إذا كنتي عايزة حملك يثبت و أولادك يكونوا بخير..

ابتسمت كناية عن خيبة أملها وردت:
_ أولادي! هما أولادي لوحدي؟!
_ أنا اتصلت بأخوكي وهو جاي قالي مسافة السكة.. أنا كده دوري خلص

أنهى كلامه معها بتلك الطريقة واستدار حتى يرحل وبينما هو يرحل، نادت عليه في صوت خفيض، توقف دون أن يلتفت، تابعت حديثها:
_ وليد.. أرجوك خليك معايا ماتمشيش، أنا مش عايزة حد معايا دلوقتي غيرك.. أرجوك

تابع سيره وهو يقول:
_ سلام عليكم..

تتبع أثره وهو يرحل باكية.. خرج من الغرفة وأخذ يسير متصنعًا القوة والثبات وداخله نيران تحرق شرايين قلبه الذي دهسه دون شفقة، وأثناء سيره، سمع صوت هاتفه يصدح، أخرجه من جيبه ليجد المتصل أسر.
استقبل المكالمة هاتفًا:
_ السلام عليكم، إيه يا أسر؟
_ وعليكم السلام، إيه يا وليد فينك؟ أنا دفعت اشتراك الچيم وجيت أهو المحل وانت مش فيه
_ حصل كام حاجة كده هبقى أقولك عليهم أما أشوفك، أقفل المحل يا أسر معاد العمل خلص ويلا أنا هعدي عليك علشان نروح
_ ماشي يا وليد، حاضر..
           ******
_ ألف حمد الله على سلامة زينة يا هدى يا اختى، الحمدلله إنها جت على قد كده والبت كويسة
تحدثت شهد من داخل إحدى غرف المستشفى المتواجدة بها زينة والتي يبدو أنها بدأت أن تتعافى ومن ثَمّ أخذت آثار الضرب أخذت تختفي من على جسدها ووجهها بشكل كلي.

ردت هدى في ابتسامة مصطنعة:
_ الله يسلمك يا شهد ياختي، تشكري على زيارتك يا حبيبتي، نردهالك في الأفراح
_ يوه! هو فيه بينا الكلام ده بردو يا هدى؟!
عيب عيب يا هدى إحنا اخوات يا حبيبتي، ده أنا اللي مأثرة معاكم والله، بس اعذريني يا اختى أنا لسه عارفة من قريب والله من الناس إن زينة في المستشفى
_ تعيشي تعيشي يا أم وليد فيكي الخير يا حبيبتي
_ إلا قوليلي يا هدى
_ نعم يا حبيبتي ؟
_ هو إيه اللي حصل لزينة علشان تتنقل للمستشفى؟

أصاب الارتباك نبرة صوت هدى والتي سرعان ما ردت:
_ ها! أصل.. أصل...
ابتلعت ريقها وتابعت:
_ أصل في حرامي نط على بيتنا وهي صحيت وصرخت، راح اتعرضلها وضربها زي ما انتي شايفة
تنظر إليهما زينة في ضيق، ردت شهد ضاربة صدرها أولًا ثم شهقت هاتفة:
_ يا لطيف! يا عيني يا بنتي، الحمدلله إنها جت على قد كده وإنه مقتلهاش لا قدر الله أو اعتدى عليها ولا حاجة
_ اه اه الحمدلله، قدّر ولطف.. حمد لله على سلامتك يا زينة

نظرت إليها زينة وردت في ابتسامة بسيطة:
_ الله يسلمك يا خالتي شهد

صمت الجميع لمدة دقائق حتى عادت شهد إلى الحديث مرة أخرى هاتفة:
_ اومال أسر طلقها ليه يا هدى؟

نظرت إليها هدى وردت:
_ انتي عرفتي انتي كمان؟!
_ يوه هو انا بس اللي عرفت!! ده الحي كله بيتكلم وكل شوية يسألوا الحاج عبدو عن السبب وهو يقول محصلش نصيب وبس كده
_ هو بالظبط كده زي ما عبدو بيقول محصلش نصيب

_ الحي كله بيتكلم؟
تحدثت زينة في يأس وخوف

سحبت شهد، هدى من ذراعها وابتعدتا عن زينة بعض الشيء وما إن رأت شهد أنها قد تركت مسافة جيدة للتحدث بعيدًا عن زينة، هتفت:
_ الواد أسر قال لوليد كل حاجة، وأنا بصراحة مش بكدب أسر يعني بس بحب اسمع من كل الأطراف
_ الحقير لازم يعني يقوله!!
والله يا حاجة دي عيّلة وحبها لوليد كان شريف دول كانوا مجرد صور والله
زي ما توقعت إن أسر ده هيدور يفضحها في البلد كلها.. منك لله يا بعيد

تراجعت شهد بضع خطوات إلى الوراء وتحدثت في عدم تصديق مصدومة مما سمعته :
_ حبها لوليد؟!..
              ******
_ خلاص يا هنا هنجري يعني في الشارع ما احنا ماشين أهو!

تحدثت أروى في ضيق وهي تخطو خطوات سريعة للغاية في الشارع بجانب صديقتها
ردت هنا وهي تلاحق أنفاسها بسبب سيرها في سرعة:
_ مدّي بس شوية يا أروى الساعة بقت ١٠ وأنا لسه مروحتش ومرعوبة من بابا

زفرت أروى في ضيق وهتفت:
_ وانتي تعملي إيه يعني يا هنا؟
ما هو احنا لسه مخلصين درس دلوقتي ، هو احنا كنا بنلعب ولا كنا بنتفسح!!
_ يوه يا أروى ما أنا فهمتك إن بابا راكبه عفريت الفترة دي ومدايق جدا وعرفتك إنه متخانق مع وليد
_ طب يا هنا نعمل إيه! احنا في أيام مراجعة والدروس كلها بقت ورى بعضها..

وأثناء سيرهما، سمعت صوت شخص ما ليس بغريب ينادي عليها، توقفت والتفتت خلفها لترى من، فوجدته جاسر ابن عمها وبلاء رأسها..
لم تتوقف ولم تنتظره حتى يأتي بل أخذت تتابع سيرها، ركض ما إن رآها تسير، حتى لحق بها واعترض طريقها وتحدث:
_ على فين يا هنا؟! مش بنادي عليكي؟!

نظرت إليه في ضيق وكذلك فعلت أروى، وتحدثت هنا في نبرة صوت حادة:
_ نعم؟ عايز إيه مني؟؟
            ******
تعلق ريناد عينيها على باب الڤيلا الرئيسي للدخول لترى من جاء إليهم، وبعد فترة وجيزة اتضحت الرؤية ووجدته عمر، ذلك الذي دخل هو يهتف في صوت عالي:
_ أزيك يا طنط ريناد إيه الأخبار؟!

ابتسمت رافعة يدها تحييه وردت:
_ تمام يا عمر.. تعالى

اقترب منها  حتى جلس على الأريكة وتحدث:
_ فين شاهستا يا طنط؟!
_ فوق يا عمر
_ طيب أنا محتاج أتكلم معاها ضروري
_ خير؟!

كان علي يراقب الأجواء عن بعد، ينظر من الأعلى حتى يرى من جاء معتقدًا في الأول أنها ابنته ولما رأى أنه عمر، تضايق بشدة من ذلك المزعج الذي أضحى يلاحق ابنته بشكل بات يضايقها..
زفر في ضيق وأخرج هاتفه ليرى أين ابنته وماذا حدث معها..
             ******
_ حاضر حاضر جاية هو

هتفت سامية مرارًا وتكرارًا وهي تخطو خطوات سريعة نحو باب شقتها لتفتح للطارق، أمسكت بالمقبض وفتحت الباب وتزامن مع فتحها الباب، قولها:
_ ماشي يا وليد انت وأسر أنا مش ورى الباب يعني..
ولكنها لم تكمل حديثها وذلك بعدما رأت أن الطارق سيدة شابة
رمقتها من أعلى إلى أسفل وتحدثت:
_ مين انتي؟

ابتسمت منة لها وردت:
_ مش ده بيت أسر بردو؟
_ أيوة مين انتي بقى؟
_ ممكن أقابل وليد من فضلك.. قوليله منة برة وهو هيعرفني علطول....
               *****
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل وشارك برأيك
لقاؤنا يوم الإثنين
دمتم بخير
سلمى خالد احمد.


             



































Continue Reading

You'll Also Like

3.1M 86.6K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
12.1K 811 36
ظنت ان حياتها تتوقف على وجود شخص ما.. واذا فقدته ستفقد حياتها ولن تستطيع العيش بعده.. لم تعلم ان بفقدانها ذلك الشخص.. ستحصل على عائلة كاملة.. فال...
621 53 8
مُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به أينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارس...
45.4K 2.1K 26
_أمِيـلُ إلى الصمتِ لدَيَّ صعوبـَة في السَرد والاختلاط مع الملأِ لكِنني؛ لا أُمانِع من الثرثـرةِ معَك..💙 -هكذا أنتِ ‏ حنونة ‏بلمسة و كلمة منكِ ...