الجعة يشوبها الأخلاق

By SalmaKhaleed0

330K 12.8K 1.8K

و كان خطئه الوحيد طيبة قلبه وعفته، الدنيا ليست المكان الذي يستحقه. الحقارة لم تعرف طريقه قط، والشك لم يطرق با... More

اقتباس أول ( إعلان)
المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الخامس عشر
تنويه هام
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
وصف للشخصيات
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث و العشرون
الرابع و العشرون
الخامس و العشرون
السادس و العشرون
السابع و العشرون
الثامن و العشرون
التاسع والعشرون
الثلاثون
الواحد و الثلاثون
الثاني و الثلاثون
الثالث و الثلاثون
الرابع و الثلاثون
الخامس والثلاثون
السادس و الثلاثون
السابع و الثلاثون
الثامن والثلاثون
التاسع والثلاثون
الأربعون ( الأخير من الجزء الاول)
اقتباس ثاني من الجزء الثاني
الفصل الأول من الجزء الثاني
الفصل الثالث من الجزء الثاني
الفصل الرابع من الجزء الثاني
الفصل الخامس من الجزء الثاني
الفصل السادس من الجزء الثاني
الفصل السابع من الجزء الثاني
مفاجأة بناء على طلبكم
الفصل الثامن من الجزء الثاني
الفصل التاسع من الجزء الثاني
الفصل العاشر من الجزء الثاني
الحادي عشر ( الجزء الثاني)
الثاني عشر( الجزء الثاني)
الثالث عشر ( الجزء الثاني)
الرابع عشر ( الجزء الثاني)
الخامس عشر ( الجزء الثاني)
السادس عشر ( الجزء الثاني)
خبر حلو وعاجل
السابع عشر ( الجزء الثاني)
الثامن عشر ( الجزء الثاني)
التاسع عشر ( الجزء الثاني)
العشرون( الجزء الثاني)
الواحد والعشرون ( الجزء الثاني)
الثاني والعشرون ( الجزء الثاني)
الثالث والعشرون ( الجزء الثاني)
الرابع والعشرون ( الجزء الثاني)
الخامس والعشرون ( الجزء الثاني)
السادس والعشرون ( الجزء الثاني)

الفصل الثاني من الجزء الثاني

2.5K 150 27
By SalmaKhaleed0

ازيكم عاملين ايه
جاهزين؟؟
يلا نبدأ

_ انتي عايزة إيه يا بت انتي تاني مننا ها؟؟ لسه ليكي عين تعتبي بيتنا تاني؟
هتفت شهد في نبرة صوت حادة

_ كفاية بقى يا طنط انتي، كفاية تعملي عليا ناصحة والنبي علشان انتوا كلكم شربتوا الخازوق
_ خازوق؟ اما انتي بت قليلة الأدب بصحيح وعايزة تربية من أول وجديد.. إيه يا بت الألفاظ اللي بتقوليها دي!!

_ طنط بليز أنا مش عايزة أعمل مشاكل، أنا كل اللي عايزاه أقابل عمو شعبان ومحرم
_ ليه إن شاء الله! عايزة منهم إيه يا شيطانة انتي
_ الشيطانة دي تبقى مرات ابنك شاهستا مش أنا
_ اخرسي قطع لسانك، اوعي تجيبي سيرة مرات ابني على لسانك الزفر ده

اغتاظت منة منها للغاية فقد نفد صبرها وهي تحاول أن تتعامل بهدوء وتحدثت في ضيق:
_ طب بصي بقى يا حاجة شهد، انا مش همشي من هنا إلا أما أقابل بابا وليد وعمه واللي يقدر يخرجني يفرجني على رأي الفنان الكبير المرحوم حسن حسني..

صاحت شهد:
_ والله لو ما مشيتي بالذوق لأكون جيباكي من شعرك ورمياكي بره زي الكلبة
_ والله ما تقدري، معايا رجالتي هيجوا يعلموكي ازاي تعملي كده

نظرت شهد إليها ثم نظرت إلى باب الشقة لتجد رجلين يقفان بجوار الباب، ركضت جهة هاتفها وطلبت رقم زوجها، وأخذت تنتظر الرد وما إن استقبل مكالمتها حتى هتفت:
_ ألحق يا شعبان البت منة جاية برجالتها يتهجموا علينا ومش راضية تمشي غير أما تيجي انت ومحرم..
              ******
_ شاهستا، احنا لازم نتكلم
هتف أمير الواقف أمام السرير الذي تنام عليه أخته شاهستا والتي ردت عليه:
_ انا مليش أي كلام معاك، ابعد عني. أعتقد كفاية أوي اللي حصل لي بسببك

_ شاهستا، أنا..
_ قولتلك اطلع بره مش قادرة حتى أسمع صوتك مش قادرة امشي
_ ارجوكي
_ لا
_ تمام يا شاهستا براحتك بس قريب اوي هتعرفي وهتتأكدي إنك ظلماني جدا

قالها وذهب، تتبع أثره وتمتمت ساخرة منه:
_ ظلماك؟ قال ظلماك قال!

قالتها وامسكت هاتفها، وما إن فتحته حتى وجدت صورة وليد الذي تضعه في خلفية هاتفها، ابتسمت وتحدثت:
_ هنرجع، هنرجع يا وليد، هنرجع وهنأسس أسرة وهنربي أولادنا وهننسى كل الوحش اللي حصل ده.. أنا فعلا بقيت واحدة تانية على إيدك بقيت شخص تاني عمري ما اتخيلت إني هكونه في يوم!

فتحت معرض الصور وأخذت تقلب به، وفتحت أحد الفيديوهات الذي قد احتفظت بها لهم

_ وليد يلا نقوم نرقص
_ اتهدي يا شاهستا أنا تعبان ومش قادر
_ علشان خاطري أنا
_ طب ولبس العيد يا بنتي مش هننزل نجيبه؟!
_ بعد الرقصة، أرجوك، هنرقص كمان زي أهل سينا والبدو والناس دول، تجربة حابة أعملها معاك أوي

ضحك واردف: أقوم ألبسك بدوي يعني؟
ابتسمت وهي تقول:
_ تحفة، هتبقى قمر فيه، يلا يا وليد النهاردة الوقفة وعايزين نعيش و ننبسط
_ ماشي وانتي البسي بدوية
_ أمرك يا سي وليد
_ لا بدوية عادي مش خدامة

ضحكت وقامت حتى تتجهز. ارتدت عباءة يعود أصلها إلى العرب القدماء والموجودة حتى الآن في بدو سيناء ، ورسمت ثلاث خطوط على ذقنها باللون الاسود وارتدت حلق يبدو على شكل دائرة وله حجم كبير ووضعت حجاب على رأسها ولكن لم ترتديه بشكل جيد، بل اكتفت بوضعه على شعرها تاركه بقيته على كتفيها.

بينما وليد ارتدى عباءة لونها بيج وارتدى فوق رأسه العمامة والتي قد لفها بشكل جيد حول رأسه وبدأ الرقص على الأغنية السينائية الشهيرة ( وعزيزة على قلبي) وما إن بدأت الأغنية حتى جثى وليد على ركبته اليمنى دون اليسرى وأسند جسده على ركبته اليسرى وأخذ يصفق لشاهستا، التي بدأت رقصها كأنها من أهل البدو أنفسهم، ثم قام من مكانه وأخذ يطوف حولها وهو يزال يصفق وهي ترقص وفي المقطع هذا خصيصًا من الأغنية (ولبحيرة واسكندرية ولبحيرة واسكندرية ولبحيرة واسكندرية فيها ناس اصحابًا ليا وفنانين عزاز عليا عارفين الواجب اكتر.. )، كان وليد يمسك طرفي عباءته من جهة خصره وهي أيضًا قد أمسكت طرفي عباءتها من جهة خصرها، وأخذا يطوفا حول بعضهما البعض وهما يبتسمان...

تبتسم شاهستا بشكل لا إرادي وهي تشاهد الفيديو وهي ترى فرحتها التي سلبت منها في عشية وضحاها، وسرعان ما تحولت ضحكتها إلى بكاء، زرفت عيناها بعدما نظرت حولها فلم تجده.. أين وليد؟ لا يوجد وليد.

لقد أصبحت حياتها فجأة دون وليد بعدما رسمتها كلها معه، ما هذه الحياة إذًا؟! وكيف لها أن تأخذ أحبابنا من بين أيدينا فجأة بعدما اعتدنا على وجودهم حولنا! حسنًا فهي كالليل الذي يعقبه النهار، تارة وكالنهار الذي يعقبه الليل تارة أخرى وكلاهما وجهان لعملة واحدة، ولكن شاهستا تكاد تجزم أن وجه واحد لهذه الحياة هو الذي يرافقها دومًا دون الآخر ألا وهو النهار الذي يعقبه الليل، ويأبى النهار أن يعقب الليل تارة أخرى.
              ******
بالطبع لا يصدق شعبان ما يراه بعينيه هو محرم أخيه، فبعدما عرضت عليهما منة ما معها من فيديوهات وصور تكشف حقيقة شاهستا، قامت من مكانها وتحدثت:
_ أنا قلت أعمل لكم خدمة علشان ماتفضلوش على عماكم كتير يعني، لأنها قدرت تغلفكم كلكم

نظر إليها شعبان في غيظ ثم تحدث:
_ شكرا، اتفضلي بقى كتر خيرك لحد كده، وياريت صفحتكم انتوا الاتنين تتقفل بقى معانا

ابتسمت وردت:
_ مش هرد على حضرتك دلوقتي لأن أنا متعاطفة جدا معاك، وهمشي من وشكم حالا كفاية إني قدرت اثبتلكم إنكم لا مؤاخذة.. ولا بلاش.. سلام

قالتها وابتسمت للجميع وذهبت، وما إن ذهبت حتى صرخ شعبان:
_ هنا

فزعت الفتاة، وتواجدت أمامه في أقل من دقيقة وردت في خوف شديد وبنبرة صوت مرتجفة:
_ نعم يا بابا
_ اطلعي نادي للعرة اخوكي اللي فوق ده
_ وليد مش فوق
ردت شهد
_ لا فوق، أنا شفت عربيتي مركونة تحت، وهي كانت معاه..
قالها ثم صرخ تارة أخرى:
_ اطلعي يا بت
_ حاضر يا بابا اهو طلعت
ردت في خوف كما هي

_ شفت، شفت يا شعبان، جالك كلامي يا أخويا؟؟ قعدت أقولك ماتمشيش كلام العيل المراهق ابنك ده، فضلت البت دي مش شبهنا ولا هي ولا عيلتها، فضلت أفهم ابنك أبو راس عايزة تتكسر، بس هو أبدا، عنيد بشكل.
_ كفاية بقى يا أبو جاسر الله! انت مش شايفه مولع ازاي؟!
هتفت شهد المنقبض قلبها، وركضت جهة زوجها واردفت وهي تترجاه:
_ بالله عليك يا حاج ما تعنفه ولا تهينه أو تقلل منه، بالله عليك كفاية اللي جراله
_ انتي والله لو ما سكتي لهيكون ليكي من غضبي نصيب، ابعدي عن وشي دلوقتي وملكيش دعوة خالص
_ ابني يا حاج ابني
صرخ في وجهها:
_ شهد

تراجعت للخلف بضع خطوات وصمتت.. دقائق ودخل وليد مطأطأ الرأس وتتبعه أخته التي لم تتوقف عن البكاء من شدة حزنها وخوفها على أخيها الوحيد.
ما إن لمحه شعبان وهو يدخل، حتى تحدث ساخرًا منه:
_ أهلا أهلا بزينة الرجال، أهلا بالمتغفل المغفل الغبي، العار على الرجال كلهم

لم يرد عليه بل ظل كما هو مطأطأ الرأس آسفًا يكبت كلام والده داخله..

تابع شعبان وهو يوبخه:
_ طبعا باصص في الأرض مانت ماتقدرش تحط عينك في عيني، رد عليا يا عيل، أما مراتك خرجت الساعة اتنين بليل كنت فين ها؟ كنت فين؟

قالها في هدوء مرة ثم صرخ غاضبًا:
_ كنت فين ياض كنت فين؟؟

رفع وليد رأسه في هدوء وبطء ونظر إلى عيني والده المليئة بنيران الغضب ورد:
_ شاهستا كانت حطالي منوم في العصير
_ الله اكبر، الله اكبر.. شاطر خالص أهو اسم الله عليك، لسه مكتشف دلوقتي ولا بردو منة اللي قالتلك أنها حطالك منوم؟!
هتف ساخرًا منه..
لم يرد وعاد مطأطأ الرأس تارة أخرى، عاد شعبان إلى الحديث مرة أخرى:
_ شفت مراتك وهي في نص الكباريه؟ شفت الخمرة وهي في أيديها وعشقها بيرقص قصادها؟

قالها وعاد مرة أخرى إلى الصراخ:
_ شفت ولا لا يالا، شفت ولا لا ياض شفت ولا لا
وبينما هو يصرخ نكز وليد بقوة في كتفه، فتألم وصمت.

ينهج شعبان يكد يصاب بالجنان وتابع:
_ ولا شفتها وهي بايته في شقة عشيقها بقى! كنت فين وهي مراتك بايتة بره بيتك؟ كنت فين

صرخ مكررًا:
_ كنت فين
ثم نكزه تارة أخرى في نفس الكتف، ليتألم أكثر
صرخ والده عليه أكثر:
_ انطق يالا كنت فين؟؟

رفع رأسه حتى يرد، ولكنه لم يستطع أن يتحمل توبيخ والده أكثر بالإضافة إلى جرح قلبه لذلك أبى لسانه أن ينطلق.

تدخلت شهد ووقفت أمام ابنها لتحيل بينه وبين والده وتحدثت:
_ بالله عليك يا حاج، بالله عليك كفاية عليه لأجل ربنا كفاية الواد متحطم خالص

صاح:
_ اوعي انتي كده من قدامه هو  دلعك ليه طول الوقت اللي بوظه وخلاه ينسى رجولته وشرفه خلاه راجل ناقص، عرفتي دلعك لابنك عمل إيه؟! عرفتي؟

ما إن رآه وليد يصرخ على وجه أمه حتى أبعدها هي عن الطريق وتقدم نحو والده وتحدث:
_ هي ملهاش دعوة، أنا اللي اخترت شاهستا وأنا اللي اصريت عليها..
قالها وتمهل قليلًا حتى لا ينهار أمام والده وتابع بعدما تمالك نفسه:
_ بس والله العظيم أنا معرفش كل ده، بابا أنا برئ من كل كلمة اتهمتني بيها، أنا لا ناقص ولا ديوث، أنا أكتر واحد يخاف على شرفه وعرضه.. شاهستا خدعتني أنا أنا اتخدعت، صدقني والله حتى أنا ماكنتش أعرف إن ماضيها وحش أوي كده وانها وصلت لأنها تروح ديسكو أو تشرب والكلام ده.

كل اللي كنت متخيله انها ماكنتش محجبة وكانت مرتبطة وتابت وبس، مدورتش كتير وراها وعارف إنه غلط بس علشان أنا طبقت مقولة عمر بن الخطاب وقلت خلاص هي تابت وعفا الله عما سلف وان الله يغفر الذنوب جميعا ولكن..

_ اخرس ياض اخرس، تعرف تخرس ولا اجي اعملك ازاي تخرس؟!

قالها شعبان مقاطعًا ابنه أثناء حديثه، ثم صاح في وجهه:
_ أنا مش بتكلم يا حيلة أمك ويا فرحتها عن ماضي الحقيرة بتاعتك، أنا بتكلم عن حاضرها، بتكلم أما خانتك بعد الجواز يا حيلة يا نيلة، بتكلم عن خروج البت دي في وقت متأخر، بتكلم عن بياتنها بره البيت يا غبي يا مغفل

_ يوم ما باتت بره البيت قالتلي إنها رايحة عند مامتها علشان تعبانة جدا

قام محرم من مكانه حتى يتحد مع أخيه ضد ابنه وأكمل ساخرًا:
_ وأما قالتلك إنها عايزة تروح عند أمها ماقولتلهاش ليه هاجي اوصلك؟ ولا انت عادي بتسيب مراتك تخرج بره الحي للتجمع كل شوية كأنها بتتفسح وانت نايم على ودانك؟!

_ كان كتب كتاب أسر يا عمي وأنا ماكنش ينفع اسيبه وامشي، وهي أمها تعبت فجأة و...

_يا صلاة الجمعة، سايب مراتك تخرج من الحي لوحدها بليل من الحي؟

طأطأ وليد رأسه تارة أخرى متذكرًا أنها لم تستأذنه حتى وقت خروجها واستغلت انشغاله وخرجت بحجة مرض والدتها

_ ما ترد على عمك يا عرة الرجالة كلها
هتف شعبان مستلمًا توبيخه تارة أخرى

_ هيرد يقول إيه يا شعبان؟! انت مش شايف واقف إزاي مش عارف ينطق؟ واحد غيره يروح يرمي نفسه تحت قطر ويخلص من العار اللي هيفضل ملازمه طول العمر ده..

_ يرمي نفسه تحت قطر؟! والله اللي مش عاجبه ابني ولا تربيته هو اللي يروح يرمي نفسه تحت قطر
هتفت شهد موجهة حديثها إلى محرم الذي أثار استفزازها

_ هو أنا مش قولتلك اخرسي يا شهد؟!
صاح شعبان
_ لا مش هخرس يا حاج، ده ابني اللي انت واخوك ماسكينه بهدلة وقلة قيمة ده
_ والله العظيم يا شهد إن ما بطلتي لهتصرف تصرف مش هيعجبك خالص، أنا بحذرك أهو

_ خلاص يا ماما أنا مش عايزك تتخانقي معاه هو هيفش غضبه فيا وخلاص، عادي يعني ماجتش عليه
همس وليد جانب أذن أمه

عاد محرم تارة أخرى إلى الحديث واردف:
_ ويا ترى بقى البت بتاعة الديسكوهات والخمرة والعشيق كانت بنت بنوت ولا ماخدتش بالك منها كمان دي يا شيخ وليد؟!

_ لا يا عمي مراتي كانت بنت بنوت
_ كداب، تلاقيك بتستر عليها
رد والده
_ لا يا بابا مش للدرجادي
_ مش للدرجادي يا شعبان يعني.
هي ماعملتش غلط قبل الجواز بس خانته بعد الجواز بطل تظلم الشيخ
هتف محرم محدثًا أخيه ساخرًا من وليد، نظر إليه وليد واردف:
_ شاهستا ماعملتش غلط أما راحت لعمر
_ انت لسه بدافع عنها يا زفت انت؟
صاح والده
_ نهائي، بس أنا بقول حاجة متأكد منها.
_ بس ياض هو احنا هنصدق كلام عيل عبيط زيك
رد محرم، وتابع أخيه شعبان:
_ بس أنا متأكد بقى يا وليد إن البت دي ارتكبت زنا قبل الجواز وانت مغفل عادي
_ يا بابا لا لا أنا لو عرفت عنها حاجة زي كده كنت هخليها على ذمتي؟!
_ وانت هتعرف منين هو انت بتعرف حاجة؟ انت نيلة خالص
_ هو إيه اللي هعرف منين ده يا عمي؟ هو إيه السؤال الغريب ده؟!
_ سؤال غريب؟ ده اقل سؤال عادي ممكن يتوجهلك بعد القرف اللي عرفناه ده.

اقترب منه والده أكثر وتحدث بنبرة صوت حادة:
_ صح.. كل اللي أمك قالته صح، هي فعلا مانعتك عن الخلفة علشان ترجع تاني لعشيقها بعد أما تربيه وتعلمه الأدب وانت زي الحمار بالظبط بتتشد زي ما تشدك
_ بابا أرجوك
_ بلا أرجوك بلا زفت ولا أي حاجة هتشفعلك عندي ولا أي حاجة هتخليني أرجع اشوفك راجل من تاني

تمهل قليلًا ثم تابع صارخًا رافعًا يده على ابنه:
مراتك خانتك وانت نايم..
وقبل أن تنزل يده على وجه وليد، توقفت شهد أمامه وصاحت في بكاء شديد:
_ علشان خاطر ربنا ما تمد إيدك عليه، علشان خاطر ربنا يا حاج علشان خاطر ربنا.. هات ايدك ابوسها

امسكت يده حتى تقبله، ولكنه سرعان ما سحب يده عنها وتحدث:
_ أستغفر الله العظيم يارب

قالها ثم أخذ يطوف جهة اليسار تارة وجهة اليمين تارة في غضب يشوبه مرارة، ووليد يقف مطأطأ الرأس لا يعلم بحال قلبه الذي يكد يتوقف من شدة ما انتاب عليه دفعة واحدة إلا ربه.

هجم عليه شعبان ممسكًا إياه من ياقة قميصه وهو يقول:
_ اطلع بره ياض، اطلع بره بيتي يلا مش عايز اشوف وشك، اطلع بره بيتي كله ماتتطلعش الشقة اللي فوق

أخذ يجره أمامه جهة الباب حتى يلقيه في الخارج، وخلفه تصرخ شهد ممسكة بذراعه، تتوسل إليه كي يترك ابنها، وفي الجهة الأخرى تبكي هنا وهي تتوسل أيضًا إلى والدها حتى يشفق على أخيها.

ولكن دون فائدة تذكر، وذلك لأن شعبان قد فتح باب الشقة ودفع وليد إلى الخارج وغلق الباب في وجهه بقوة، والتفت إلى زوجته وابنته وصاح:
_ بس انتي وهي، هتقلبوهالي مناحة ولا إيه؟ ده أقل حاجة ممكن أعملها علشان ما ارتكبش جناية فيه دلوقتي سامعين؟!

نظر وليد إلى الباب، وهو يستمع إلى صراخ والده إلى أمه واخته، ثم نظر إلى الحالة التي توصل لها، وبكى بشدة متألمًا متوجعًا ناظرًا إلى الأعلى هاتفًا:
_ يارب.. يارب.. يارب
              ******
_ لا يا جومانة بصراحة أنا مش مع إنك تعملي كده
هتفت ابنة خالة جومانة محدثة إياها، وهما الآن جلستان داخل سيارة جومانة

_ اومال انتي عايزاني أعمل إيه؟ افضل حامل في الطفل ده لحد أما حد يكتشف الحقيقة وعمي محرم يطير رقبتي؟

_ يا جومانة ما انا بصراحة كده مش شايفة إنه عدل اطلاقا، مش عدل إنه يتسلى بيكي وياخد غرضه وبعد كده يتبرى من ابنه وبعد كده يخونك ويسيبك لوحدك مش فاهمة حاجة وحتى أما وافقتي تنزلي الجنين لقتيه في حضن واحدة تانية، كل ده انتي بس اللي بتتألمي لوحدك، ودلوقتي جاية عايزة تنزلي البيبي وتطلبي الطلاق وبس كده؟ إيه العقاب بتاعه؟ هو غلطان وكداب وخاين ولازم يتعاقب بجد
_ وانا المفروض اعمل إيه؟ مامي مستحيل تسامحني أصلا ومقدرش اقول لبابي حاجة
_ كل الرجالة كده زبالة

نظرت إليها جومانة وردت:
_ لا مش كلهم ولا حاجة أنا اللي حظي زبالة، راجل زي وليد ده بجد يتحط على الراس يا بخت شاهستا
_ يا بنتي هو مش وليد ده اتقدملك وانتي اللي رفضتيه؟
_ اه.. بس.. أنا كنت عايزة وليد مش الشيخ وليد
_ يعني هو وليد مش الشيخ وليد كان هيرضى عادي إنك تبقي بشعرك وتبقي مخرجة وممثلة بعد الجواز؟
_ لا
_ طيب خلاص بقى بتندمي على ايه؟! انتي اختارتي طريق وخلاص كملي فيه بقى
_ أكمل أعمل إيه قوليلي
_ هنفكر، هنفكر وهنشوف ازاي نربي أمير ده ولازم نخليه يعترف بيكي انتي وطفلك حتى لو لمدة بسيطة وبعد كده يطلق ويغور في داهية
_ استني تليفوني بيرن
قالتها جومانة وهي تخرج هاتفها من حقيبتها، وما إن امسكته في يدها حتى وجدت المتصل أمير، نظرت إلى ابنة خالتها وهتفت:
_ ده أمير
_ ماترديش خليه يرن زي الكلب كده
_ بس أنا عايزة أعرف عايز إيه غريبة يعني بقاله فترة مش بيكلمني أصلا
قالتها واستقبلت المكالمة هاتفة:
_ نعم؟ خير؟
_ إلا قوليلي يا جومانة انتي نسيتي يا قلبي إنك عندك تصوير بقالك فترة ولا إيه؟ يعني أنا سايبك بقالي فترة كبيرة وعمال اقول معلش نفسيتها وحشة لكن معلش انتي بقى الشغل شغل
_ انت معندكش دم صح؟ معندكش دم ولا قلب ولا إحساس. إنسان معدوم من كل معالم الإنسانية أكيد.
يعني عارف إني المفروض هعمل عملية وإني تعبانة من كل اللي بيحصل لي ومخبية كل ده عن أهلي ولسه عمالة ادور على دكتور كويس وكل ده لوحدي وانت في الآخر يوم ما تتصل، تتصل علشان مصلحتك وشغلك؟
_ ألف سلامة يا جومانة، راجعة بردو موقع التصوير امتى؟ بكرة إن شاء الله؟
_ يمكن بكرة إن شاء الله ربنا يكون خدك وخلصني منك. مش مكملة تصوير ولا شغل معاك تاني يا أمير يا سيستاني
صاحت
_ ماشي يا جومانة يا حسيني براحتك ليكي كل الحق تنسحبي من نص الفيلم وأنا ليا كل الحق ادفعك دم قلبك اللي في الشرط الجزائي مبلغ وقدره بقى، وأنا العايب إني اشتغلت أصلا مع مراهقة زيك.
قالها وانهى المكالمة، ألقت الهاتف في غيظ، وأخذت تضرب بيدها عجلة القيادة وهي تصرخ:
_ يا حقير يا زبالة يا حقير يا ابن***** يا ابن******
_ خلاص يا جومانة اهدي يا حبيبي اهدي
_ اهدى ازاي اهدى ازاي؟ الموضوع مش موضوع شغل وبس، المشكلة كمان إن أما الفيلم يتعرض هواجه أهلي ازاي؟! هقولهم إيه أما يشوفوني البطلة؟!
_ وانتي ليه ماكنتيش عاملة حساب حاجه زي كده؟

صرخت جومانة وهي تضرب وجهها:
_ علشان قالي هتجوزك رسمي وماحدش هيقدر يعملك حاجة، علشان قالي أنا اللي هقف لأهلك كلهم
قالتها ثم ازدادت في ضرب وجهها وتابعت:
_ علشان مغلفة علشان غبية وأي بنت تثق في راجل وتسلمه نفسها تبقى غبية ومتخلفة
_ طب ممكن تبطلي لطم وولولة؟
_ انا مش هسكت، انا هروح أعرف وليد وشاهستا
قالتها وقادت السيارة في سرعة واكملت:
_ وليد هو اللي هيقف لي، وليد هو اللي هيساعدني..
             ******
_ ماهو أنا مش هسكت إلا أما أعرف طلقت مراتك ليه يا أسر
هتفت سامية والدة أسر وهي تجلس جواره على سريره داخل غرفته

_ ما تسكتي بقى يا ماما خلاص، اللي حصل حصل
_ لا مش هسكت إلا أما أعرف ايه السبب اللي يخليك تطلق مراتك وانتوا فرحكم خلاص كان يدوب الخميس جاي

زفر في ضيق وهتف:
_ طلعت بتحب واحد تاني ومحتفظة بصوره على تليفونها

ما إن سمعته يلفظ بذلك الكلام حتى ضربت صدرها شاهقة ثم تحدثت:
_ يالهوي عليا وعلى سنيني، راجل إيه ده يا بني؟ زينة! زينة بنت الحاج عبدو القماش؟ لا لا يا أسر، انت متأكد طيب؟ مش يمكن يا ابني أخوها ولا حاجة؟ سمعت إن ليها أربع أخوات باين وعايشين بعيد

_ أخوها إيه بس يا ماما! ده وليد صاحبي هو انا هتوه عنه؟

ضربت صدرها شاهقة تارة أخرى وتحدثت:
_ يا مصيبتي، طلعت عشيقة لصاحبك؟
_ عشيقة لصاحبي إيه يا ماما وليد بيتلغبط في اسمها لحد دلوقتي ولا عارف ملامحها كمان، انتي بتقولي إيه!

_ يالهوي يالهوي يالهوي، على المصيبة اللي جت لحد عندك يا سامية
_ مصيبة ليه يا سامية بس؟ غارت في داهية وطلقتها وبس كده، سيبك منها دي ماتستاهلش دمعة واحدة من دموعي الغاليين على قلبي
_ كلمت وليد في الموضوع ده؟
_ لا طبعا، أكلمه اقوله إيه؟ وليد ملوش دعوة
_ مش يمكن ليه علاقة بيها؟
_ لا يا ماما لا ده مش وليد لا وليد ده بتاع ربنا ويخاف منه خوف شديد، ايه يا ماما انتي نسيتي وليد ولا ايه؟! غير كده هو صاحبي وأنا أثق فيه اكتر من نفسي وأعرفه كويس، غير كده الصور اللي شفتها في تليفون الزبالة دي، كانت كلها صور متغفلة لوليد، يعني مرة تاخدله صورة وهو واقف بيتكلم مع حد في الحي ومرة وهو شايل فاكهة وراجع لبيته ومرة وهو واقف بيضحك.. صور عشوائية كلها يا أمي يا إما صور هو حاطتها على صفحته على الفيس بوك وأنا عارفهم كلهم هي دخلت الصفحة وأخدت صوره، هو ماله بقى؟ هي اللي بت زبالة

وما إن انتهى من كلامه، حتى سمع صوت جرس باب شقته يصدح، قام من مكانه واتجه نحو الباب وهو يتحدث في صوت عالي:
_ أيوة أيوة جاي، مين؟

فتح الباب، فوجد صديقه واقفًا بملامح شاحبة وعينان اهلكتهما الدموع فتحولتا من اللون العسلي إلى اللون الأحمر

فزع أسر بعدما وجد صديقه في هذه الحالة المأساوية وتحدث في اندهاش:
_ وليد؟ مالك عامل كده ليه؟ ادخل ادخل

دخل وليد وغلق أسر الباب، وما إن غلقه حتى وجد وليد يرتمي بين ذراعيه وهو يبكي في صوت عالي متوجعًا، يضمه أسر إليه في قوة وأخذ يربت على كتفه وتحدث:
_ بس حبيبي اهدى اهدى كل حاجة هتتحل..
               ******
_ لابسة ورايحة فين كده يا شاهستا؟
هتفت ريناد بعدما وجدت شاهستا قد ارتدت ملابسها وتتجه نحو الخروج
_ رايحة لوليد مش هفضل اعيط أنا، هروح علشان نتفاهم ونرجع لازم نرجع
_ شاهستا، بلاش دلوقتي يا روحي علشان هو أكيد مولع منك
_ يا مامي ماينفعش أفضل سايبة الزعل يكبر بينا، ماينفعش  أفضل سيباه مولع مني ومش فاهم حاجة، لازم يفهم إني ماخونتوش لازم يفهم إني عملت كل ده علشان خفت، خفت اقوله الحقيقة، ولازم لازم يعرف إني حامل، دول أولاده..
_ بس يا شاهستا..
قبل أن تكمل ريناد وجدت العاملة تأتي وهي تقول حد بره عايز مدام شاهستا، نظرت إليها شاهستا وهتفت:
_ مين ده؟
_ بيقول إنه معاه خبر من زوجك الأستاذ وليد

ابتسمت شاهستا واردفت:
_ بجد؟
_ اه
_ تمام، روحي انتي

ذهبت السيدة ووجهت شاهستا حديثها إلى والدتها وتحدثت:
_ يمكن وليد باعتلي حد من طرفه علشان نتفاهم صح؟.. أكيد صح

قالتها وركضت جهة الباب، وتابعتها ريناد حتى تفهم ما يحدث، ما إن وصلت شاهستا إلى بوابة الڤيلا، حتى وجدت الرجل، تعجبت بعض الشيء فهي لم تعرفه، ولم يسبق لها ورأته يومًا.

نظر إليها واردف في جدية:
_ انتي شاهستا علي السيستاني؟
_ أيوة مين حضرتك؟
_ معايا ورقة طلاقك من زوجك السيد وليد شعبان الحسيني

صرخت:
_ إيه؟؟ ورقة ايه؟ بتقول إيه انت، انت كداب كداب كداب. وليد مستحيل يطلقني انت سامع ده كدب دي مؤامرة من منة دي مؤامرة، وليد بيحبني اوي وميقدرش يبعد عني نهائي ميقدرش ..

تقدمت ريناد نحو الرجل وتسلمت الجواب وأخذت تمضي باستلام الورقة وما إن انتهت حتى تحدثت في ابتسامة لرجل:
_ إحنا اسفين معلش، هي أعصابها تعبانة اعذرنا، حقك عليا أنا

_ طلقني ازاي يعني؟ انتي بتمضي على ايه يا مامي لا دي مؤامرة
صاحت شاهستا وهي تبكي بكاءً غير عاديًا

ذهب الرجل، وما إن دفعت له ريناد وتابعت أثره حتى يخرج، سمعت صوت شيء ما يسقط بقوة على الأرض، التفتت في سرعة فوجدتها ابنتها تلك التي سقطت مغشيًا عليها، صرخت وريناد وهي تركض جهتها:
_ شاهستا
               *******
_ كانت منة تجلس مع فايز في أحد النوادي وأثناء احتسائهما للقهوة، تحدث فايز:
_ قوليلي بقى يا منوش

ارتشفت رشفة من القهوة وتحدثت:
_ قول
_ بعد العيد قولتي لينا خطوبتك وبتاع هي على امتى كده؟ احنا بقينا بعد العيد أهو؟!
_ اه، أصل العريس جاله تروما مستنية كده أما يطلع منها ويبقى كويس
_ إيه؟
_ قلبظ بجنيه
              *******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل وشارك برأيك، لقاؤنا السبت القادم
دمتم بخير
# سلمى خالد احمد





















Continue Reading

You'll Also Like

621 53 8
مُضيئة هي ك نور الشمس الساطع صباحًا، مُشتعلة ك النار التي لا تخمد.. مُعتم هو ك الليل و ظلامُه يُحيط به أينما ذهب، صاخب ك أمواج البحر في البرد القارس...
23.6M 1.4M 51
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
13.6K 684 30
.رفَعتُ يدِي الى السَماء واخبَرتُ الله بأن يِرزُقني بِمَن يُحبني واحُبه،يُعوضُني ويُصبح لي النَصِيب الجَمِيل من العُمر. في صَباح تِلك الليلة وجدتُك ا...
2.9K 226 10
الرواية مشتركة بين الكاتبة رحاب رضا عدس والكاتبة أفنان حجاج