الجعة يشوبها الأخلاق

By SalmaKhaleed0

331K 12.8K 1.8K

و كان خطئه الوحيد طيبة قلبه وعفته، الدنيا ليست المكان الذي يستحقه. الحقارة لم تعرف طريقه قط، والشك لم يطرق با... More

اقتباس أول ( إعلان)
المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الحادي عشر
الثاني عشر
الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الخامس عشر
تنويه هام
السادس عشر
السابع عشر
الثامن عشر
التاسع عشر
وصف للشخصيات
العشرون
الواحد والعشرون
الثاني والعشرون
الثالث و العشرون
الرابع و العشرون
الخامس و العشرون
السادس و العشرون
السابع و العشرون
الثامن و العشرون
التاسع والعشرون
الثلاثون
الواحد و الثلاثون
الثاني و الثلاثون
الثالث و الثلاثون
الرابع و الثلاثون
الخامس والثلاثون
السادس و الثلاثون
السابع و الثلاثون
الثامن والثلاثون
التاسع والثلاثون
الأربعون ( الأخير من الجزء الاول)
اقتباس ثاني من الجزء الثاني
الفصل الأول من الجزء الثاني
الفصل الثاني من الجزء الثاني
الفصل الثالث من الجزء الثاني
الفصل الرابع من الجزء الثاني
الفصل الخامس من الجزء الثاني
الفصل السادس من الجزء الثاني
الفصل السابع من الجزء الثاني
مفاجأة بناء على طلبكم
الفصل الثامن من الجزء الثاني
الفصل التاسع من الجزء الثاني
الفصل العاشر من الجزء الثاني
الحادي عشر ( الجزء الثاني)
الثاني عشر( الجزء الثاني)
الثالث عشر ( الجزء الثاني)
الرابع عشر ( الجزء الثاني)
الخامس عشر ( الجزء الثاني)
السادس عشر ( الجزء الثاني)
خبر حلو وعاجل
السابع عشر ( الجزء الثاني)
الثامن عشر ( الجزء الثاني)
التاسع عشر ( الجزء الثاني)
العشرون( الجزء الثاني)
الواحد والعشرون ( الجزء الثاني)
الثاني والعشرون ( الجزء الثاني)
الثالث والعشرون ( الجزء الثاني)
الرابع والعشرون ( الجزء الثاني)
الخامس والعشرون ( الجزء الثاني)
السادس والعشرون ( الجزء الثاني)

الفصل الثامن

5K 204 29
By SalmaKhaleed0

ازيكم عاملين ايه
متابعوش بصمت تعليقك هيفرق معايا وتوقعاتك كمان
جاهزين؟؟؟؟
يلا نبدأ

ينظر الجميع إلى الذي يحدث في تعجب، يتساءلون لماذا يقفا حارسي منة هكذا أمام الشاب؟؟ ولماذا تنظر منة إليه هكذا؟؟ حتى عمر نفسه كان يقف في تعجب لا يفهم ماذا تفعل تلك المجنونة مصيبة رأسه.
ولما لاحظت منة تلك التساؤلات صاحت في بسمة ناظرة اليهم: استمتعوا بالمشروبات و ارقصوا وافرحوا، مفيش حاجه تستدعي القلق..
ثم اخذت تقترب من وليد، الذي كان يعطي لها ظهره، فلم يكن يود أن ينظر إليها حتى.. وقفت خلفه واقتربت من أذنه وهمست: تحب تلفلي بنفسك ولا الفك بمعرفتي؟؟
اغمض عينه وابتلع ريقه.. وخاف من المغامرة لأنه يعلم أنها مجنونة، لذلك استدار لها في هدوء، ولكنه كان لا يزال ينظر إلى الأرض..
زفرت في ضيق وهتفت: ياه انت لسه بتبص في الأرض  والكلام ده ؟
_ انت عاوزة ايه؟؟

اخذت تحرك لسانها داخل فمها ببطء تارة ناحية اليمين وتارة ناحية اليسار وابتسمت هاتفة: انت تايه يا حبيبي؟؟ انت في قلب ڤلتي، جوا عيد ميلادي، لا وكمان إيه جايبلي هدية... يا ترا جايبلي إيه؟؟ لانجري ؟؟
اغمض عيناه في غضب وأخذ يتنفس في سرعة محاولًا أن يهدأ وهو يستغفر ربه..
_ بصلي يلا، بص لعيني...
ابتسم بسمة خفيفة وهتف: مش هبص، مش هبص بس عشان عرفت أن ده شيء مستفزك.. عمري ما هبص لواحدة زيك... وبعدين قوليلي انت جايبه كل القذارة دي منين ولوحدك كمان؟؟؟ يعني دي قذارة تكفي مجتمع يا شيخة اخدتيها كلها لوحدك كده؟؟؟
ابتسمت وأجابت في رقة: اصل انا طماعة وانانية عشان كده تلاقيني باخد كل حاجة لوحدي... وبعدين متخفش هسبلك نصيب من قذارتي عشان متزعلش..
ثم اقتربت جانب أذنه تارة أخرى وهمست: انت في بيت إعلامية ، وفي هنا صحافيين كتير، تخيل بقى يا ويليو لو حد اخدنا صور.. ونزلت على الفيس وكتبوا كده ( انظروا إلى الشيخ الذي يحادث العاهرة..) يا فضحتك بجد..
وليد يحاول أن يتمالك نفسه، فأخذ يقبض يداه ويغمض عينه ويتنهد ويستغفر ربه فهي لا تترك  أي مسافة تذكر بينهما ولأنها كانت تهمس جانب أذنه كان نفسها يلامس  رقبته الأمر الذي اخافه...
ولكنه تمالك وابتعد عنها بضع خطوات إلى الخلف وهتف: انتي عاوزة مني إيه ؟؟؟ انا عملتلك ايه يا ست انتي؟ ده جزاتي اني دفعت عنك اما ابن عمك زعق معاكي؟؟؟

أسر يقف بعيدًا في استغراب لا يعلم لماذا تتحدث تلك الفتاة مع صديقه بهذه الطريقة لذلك اقترب منها وهتف: احنا جينا مكان غلط، بعد اذنك خلي الرجالة دي توسع عاوزين نروح..
نظرت إليه من أعلى إلى أسفل في قرف وهتفت: خليك انت في حالك دلوقتي..
ثم ردت مجيبة على سؤال وليد: هقولك انا عاوزة إيه، بس في الاوضة عشان هنا الناس ابتدت تتفرج علينا
تجمد مكانه ناظرًا إلى الأرض في صدمة ورد: مينفعش والله، قولي اللي انت عوزاه هنا..وده على اساس انك عاملة اعتبار للناس ولا حد يعني ؟؟!
_ لا في الاوضة..
_ خلاص مش عاوز اعرف انت عاوزة ايه..
_ متعصبنيش..
_ بقولك ايه انت واحدة فاضية باين انا عاوز امشي بدل ما هبلغ البوليس دلوقتي
عقدت ذراعيها أمام صدرها وهتفت في سخرية: وهتقولهم ايه يا بطة؟؟ الحقوني في بت عاوزة تغتصبني؟؟

اغتاظ من كلامها وشعر بغصة في حلقه من تلك الطريقة الوقحة التي تتحدث بها معه، كان يتمالك نفسه ويحاول أن يسيطر على غيظه وإلا ابرحها ضربًا حتى تموت في يده..

رفعت أحد حاجبيها وابتسمت بسمة خفيفة وتحدثت: ايه يا شيخ مش نفسك في ليلة ؟؟
احمر وجه وشعر بالخجل بدلًا منها ورد محاولًا أن يغاظها: حتى لو نفسي اكيد مش هطيق تبقى مع زبالة زيك، هو انا رمرام؟!!
ثم ابتسم متعجبًا واردف: انت اتجننتي ولا إيه ؟؟ انا الشيخ وليد، وليد شعبان يعني مش أي حد.. انا مليش اي صلة ولا عمري هكون زي  الزبالة اللي بتتلمي عليهم في الكابريهات اللي هما شبهك..
وجنت على أهلها مراكش.. لأنه عندما قال ذلك الكلام، احمر وجهها من الغيظ والحنق وأخذت تقتله بنظراتها الحادة المرعبة كأنها ستنقض عليه الآن...
وليد لا ينظر إليها حتى يرى كل تلك النظرات اما أسر فقد ملأ الرعب قلبه عندما رآها ترمق صديقه بتلك النظرات، فهو يعلم ويتذكر جيدًا ما قاله عنها طارق له..
لذلك اسرع هاتفًا: منة، تقريبا انهارده عيد ميلادك، يلا روحي افرحي وارقصي وسيبك منه، ده بيهلفت في الكلام، انت متربية احسن تربية والله يا بنتي هو اللي عيل زبالة..

نظر إليه وليد لا يصدق ما يقوله ولكن أسر لم يعي بتلك النظرات
ردت منة: بس انت غلطت يا أسر ، انا فعلا مش متربية..
ثم فجأة وبدون أي مقدمات، غمزت لاحد رجالها من اللذان كانا يقفا خلف وليد كإشارة بيهمها ففهمها..
ثم وضعت يدها على وجهها وصرخت: اه.. أنت بتضربني؟؟؟
انت مجنون؟؟؟
ينظر إليها وليد وهو لا يصدق..
ثم فجأة وجد حارسها يلكمه في وجه،
هتف الناس في تعجب: في أيه يا منة حصل ايه؟؟!
ردت: لا لا ولا يهمكم ده عيل عبيط مد ايده عليا وانا هربيه، انجوي انتوا
وانت هاته ورايا..
اقترب الحارس من وليد وأخذ يجره معه خلف منة التي صعدت الدرج..

وليد يصرخ ويحاول أن يفلت يده: اوعى سبني، أوعى بقولك
ولما أخذ يعرقل طريقه جاء الحارس الاخر وأخذ يمسكه من يده الأخرى، وكان أسر يصرخ في وجوههم: سبوه بقولكم، سبوه..
الناس لا تعرف ماذا يحدث، الجميع متعجب ولكن لا أحد يفعل شيء بل أخذ بعض من الصحافيين الذين كانوا في الحفل بتصوير ما يحدث..
ولما رأى أسر أنه لا فائدة، ركض تجاه أحد الكراسي وحمله وأخذ يضرب أحد الرجال الذين يمسكون صاحبه على رأسه وظهره...
ولما فعل ذلك اقترب منه حارس آخر ورفع عليه السلاح هاتفًا: هتقف ساكت ولا اضرب؟؟
ألقى أسر الكرسي في سرعة ورفع يده في وضع الاستسلام ورد: هقف ساكت طبعًا سعادتك انا اسف، اسف والله.
ونظر حوله ولم يجد وليد فقد اختفى..

دخلت منة غرفتها، وأخذت تعقد ذراعيها أمام صدرها منتظرة قدوم الرجال الذين يمسكون بوليد.
وبعد فترة ليست قليلة جاءوا به وكانوا أربعة من الرجال الأشداء وذلك لأن محاولات وليد حتى يفلت منهم لا تنتهي، وعندما دخلوا به قام أحدهم بوضع كرسي وأمسك بالحبال حتى يقيده،
وليد لا يهدأ بل كان يصرخ في وجههم ويفلت منهم ولذلك ألقى بنفسه على الأرض وأمسك برجل السرير حتى لا يستطيع أحد أن يحركه من مكانه.

صرخت منة: يعني اربع رجالة زيكم مش عارفين يمسكوا حتة عيل؟؟! كتكم الارف، الواد ده لو متحطش على الكرسي كمان دقايق هقتلكم كلكم..
انكب الرجال على الأرض ناحية وليد خوفًا من تهديد تلك المجنونة ولما تمانع أيضًا قاموا بضربه عدة مرات، في وجه وظهره ورجله ويده حتى يترك السرير..
يصرخ وليد من شدة الالم، وهي تقف جانبًا تصرخ ناظرة إليه وهو عبارة عن جثة هامدة على الأرض: انت حشرة ياض، انت سامع؟؟؟ انت حشرة وانا هربيك واعرفك ازاي تتكلم معايا بعد كده يا حيوان. شلوه ارزعوه على الكرسي بقا، خلصوني...
بالفعل قاما رجلان منهما بحمل جسده الذي اصبح في وضع الاستسلام التام، ووضعوه على الكرسي، واخذا يقيدانه بالحبال. هو لا يتحرك ولا يصدر صوتًا سوى أنه كان يتمتم: سبحانك اني كنت من الظالمين، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين..
تنظر إليه فهي تشعر أنه يتحدث ولكنها لم تفهم ماذا يقول ولم تسمع جيدًا..
وبعدما انتهى الرجلان من عملهما، أشارت منة للجميع بعينيها حتى يخرجون، وبالفعل خرج الجميع.
اقتربت منه ووضعت سبابتها تحت ذقنه هاتفة: بص في عيني،
اغمض وليد عينه.. وأخذ يحاول أن يبعد رأسه عن إصبعها، ولكنها أمسكته بقوة من خديه بسبابتها وابهامها وهتفت: انا هروح اشوف الناس واخلص العيد ميلاد وجيالك يا حبيبي.
وذهبت، وبعدما ذهبت أخذ وليد يناجي الله: يارب لا، يارب أنا عبدك وابن عبدك، لا تجعلني عرضة لهذه السفيه يارب نجني يا منجي وإن كان هذا ذنبًا فإني اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، واستغفرك واتوب إليك، فارحمني برحمتك ونجني من القوم الظالمين..
               *****
كانت الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل وكانت شهد فى غرفتها لا تستطيع أن تنام ولم يغمض لها جفن فهذه هي المرة الأولى الذي يتأخر فيها ابنها حتى هذه الساعة، وعندما اتصلت به لم يجب، الأمر الذي ارعبها، وأخذت تنظر إلى شعبان النائم وهي لا تعرف ماذا عساها أن تفعل, تنتظر أكثر لربما يأتي الولد الان؟ ام تيقظه وتقلقله على ابنه الوحيد؟؟
تمسك شهد الهاتف وتحاول مرارًا وتكرارًا ولكن لا رد..
حتى أنها قد اتصلت بأسر، ولكن لا رد أيضًا...
أصبح فؤاد شهد فارغًا أن كادت لتبدي به... لذلك لم تتحمل أكثر واقتربت جانب شعبان هاتفة: شعبان شعبان، شعبان اصحى بسرعة لو سمحت ابني أتأخر ومش بيرد عليا انا هتجنن...
            *****
أنتهى الحفل ورحل الجميع، وعندما كان يسألها أي شخص بشأن وليد كانت ترد أنه أخطأ في حقها وأخذ عقابه وذهب من الباب الخلفي حتى لا يسبب لهم ازعاج اثناء الرقص واللهو. استغلت أن والدها كان مسافر هذه الفترة وقررت أن تتصرف من تلقاء نفسها والجدير بالذكر أنه إذا كان والدها هنا، فلن يضيف جديدًا ولن يتغير أي شيء فهو لا يتحدث بعد كلمتها ودائمًا ما يتركها تفعل ما تشاء.
اتجهت منة ناحية غرفتها والتي تركت بها وليد ودخلت الغرفة، ووجدته كما هو
دخلت وهي تتحدث ساخرة منه: ياه!! انت كل ده لسه باصص على الأرض ؟؟؟!
ثم اقتربت من سريرها وجلست عليه وأخذت تقلع حذائها وتلقيه جانب قدمه وهي تهتف: اه، رجلي وجعتني اوي انهار ده.. الهيلز ده ديما يتعب رجلي كده...
ثم أخذت تنزع فستانها، الأمر الذي جعله يغمض عينه بقوة حتى لا يرى شيء وكلما رأت هي تعبير وجه تلك كانت تضحك منه في سخرية.
وبعدما بدلت ثيابها وارتدت بجامة النوم، اخذت كرسي ووضعته أمامه وجلست عليه وهو لا يزال يغمض عينه
وضعت ساق على ساق وهتفت: اما انت مش قد الكلام اللي قلته تحت، قلته ليه؟
_ وأما أنتِ مش حاسه ان الكلام مَسّك وإن دي حقيقة اتعصبتي ليه؟؟
زفرت وهتفت في ضيق: انت هتجاوب على سؤالي بسؤال؟؟
هتف في هدوء: عاوزة مني ايه؟
_ هو انت ازاي بارد كده؟؟
_ في الحقيقة مش هتقدري تعمليلي حاجة وكل ده هتتحسبي عليه.
هتفت فى عدم تصديق: يا بني انت عبيط ؟ انت في بيتي لا مش بس بيتي كمان جوا اوضتي قاعد على الكرسي بتاعي وتقولي متقدريش؟؟
_ ربنا هيحميني وهيتولاني
تعجبت وهتفت: ازاي ؟
لم يرد عليها بل أخذ يتلو تلك الآية
(ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)
تنحت ولم تفهم ماذا يقول، ولكنها ردت: ما علينا.. نيجي للأسئلة المهمة عشان تمشي ولا انت حابب تبات هنا؟
_ يا ستي اخلصي وقولي عاوزة إيه ؟؟؟
قامت من على كرسيها وأخذت تطوف حول كرسيه الخاص واردفت: قولي يا شيخ وليد، شاهستا كانت بتعمل ايه عندك في المحل من كام يوم؟؟
عقد حاجبيه في تعجب وهتف: شاهستا؟! شاهستا مين؟؟
توقفت خلفه وهتفت: مش عيب لما تبقى شيخ وتكدب؟؟
اخذ وليد يتذكر ثم هتف: بنت عادي جت المحل واشترت لبست ومشيت، مش فاهم انت عاوزة ايه؟؟
ضربت بيدها على الكرسي الذي يجلس عليه صارخة: قلت مش بحب الكدب بقى الله!!
_ الله اكبر عليكِ.. يا ستي انت انا هكدب عليكي ليه؟؟ انا عاوز اخلص من اللي انا فيه ده وربنا عشان كده مش وقته اكدب خالص
اخذت تطوف حوله تارة أخرى وهي تهتف: يعني انت عاوز تقولي ان علاقتك بشاهستا إنها مجرد بنت اشترت من عندك هدوم ومشيت صح؟؟
_ علاقتي بشاهستا؟؟ علاقتي بيها مرة واحدة ؟؟ لا حول ولا قوه الا بالله، يا ستي مفيش علاقة ولا نيلة
_ مش قادرة اصدقك
_ ليه؟؟؟؟
وقفت خلفه وهمست جانب أذنه وهي تقوم بتقطيع جملتها على مراحل :عشان... انت.... بتكدب. مشكلتي إني عمري ما شفت شيخ إلا وكان كداب، انتوا ديما بتكدبوا.. والستارة اللي بتداروا وراها هو الدين اللي لا تفقه عنه شيء..
_ الله اكبر عليكِ بجد، جبتي التايه، سبنالك انتِ الفقه في الدين والفتي كمان..
_ ماهو انت مش هتروح من هنا إلا أما تقولي إيه علاقتك بيها؟؟؟
لم يعرف وليد ماذا يقول حقًا وقد شعر لوهلة بتعسر موقفه.. لذلك هتف: كانت هتعمل حادثة وانا انقذتها وبعدها دخلت تشتري هدوم من المحل بس كده وجت تاني يوم تبدل البلوزة عشان طلعت ضيقة

لم تتمالك منة نفسها من الضحك.. اخذت تضحك بصوت عالي وهتفت وهي لا تزال تضحك: ضيقة؟؟ البلوزة طلعت ضيقة ؟؟ قول والله
_ والله
ضحكت منة ثانية وارتمت على سريرها
لم يفهم وليد ما الذي أصاب تلك المجنونة مجددًا كلما ذكر لها ما حدث ضحكت..
               ******
دقت الساعة الثالثة عشر بعد منتصف الليل قرب اذان الفجر، لم تنم أمه ولم يهدأ لها بال.. بل كانت تسير في جميع أركان الصالة كأنها تنتظر شيئًا ما.. وكانت هنا تجلس على الأريكة تحاول مرارًا وتكرارًا أن تتصل به وتتمنى أن بجيبها في مرة.. وبينما هما في ذلك التوتر، دق باب المنزل استبقا الباب، وفتحت شهد في سرعة لتجد شعبان يقف أمامها وعلى وجه خيبة الأمل، خطى بضع خطوات إلى الداخل وغلق الباب
هتفت شهد في توتر: ها؟ عملت إيه؟؟ لقيت الواد ؟؟ عرفت توصله؟
هز رأسه ناكرًا واردف: انا دورت في كل حتة وسبت رقم للمستشفيات وكله مش عارف اعمل ايه تاني، انا حتى روحت على عنوان أسر ده بس محدش فتحلي، قعدت اخبط اد كده ولا حد عبرني.
_ يالهوي، يا مصيبتك السودا يا شهد يا مصيبتك السودا
_ لا حول ولا قوة الا بالله، اهدي يا ست باذن الله يبقى كويس متخافيش
_ مخافش؟ مخافش ازاي؟؟؟ انا مليش دعوه انا عاوزة ابني يا شعبان انا عاوزة ابني مليش فيه، هاتولي ابني هاتولي وليد

اخذت هنا تبكي وهي تحاول أن تتماسك أمام والدتها ولكنها لم تستطع وصاحت في خوف: هيكون راح فين بس يا بابا؟؟ يا بابا وليد عمره ما راح حته إلا أما قال. وليد عمره ما أتأخر كده بره
صاح شعبان: اعمل ايه انا يعني ؟؟ اعمل ايه قولولي ؟؟؟ يعني هو انا اللي مش قلقان؟؟

اخذت شهد تبكي وهي تصرخ: ابني انت فين يا ضنايا
بينما شعبان اتجه ناحية النافذة ورفع يده عاليًا وأخذ يناجي: يا رب ، يارب احمي عبدك الضعيف وليد ابني يارب يارب احفظه في حفظك الذي لا يضيع ابدًا، ورجعه لينا سالم غانم يارب تولى أمره وفك كربه ايا كان ورجعه لينا يارب
وانتهى من المناجاة وأخذ يمسح دموعه التي سرعان ما تسللت على خده وشعر بتلك الطمأنينة في قلبه كأنه سيجد ولده قريبًا...
               ******
كانت منة تجلس على سريرها وهي تتناول كأس من الجعة ( البيرا)، ونظرت إلى وليد الذي نام تقريبًا على الكرسي وهتفت: يعني بردو مش هتقولي ايه علاقتك بيها؟؟

لم يرد عليها، لأنه في الحقيقة قد يأس من إجابته التي لا تقتنع بها أبدًا..
قامت من مكانها وفي يدها الكأس وهتفت: انا تقريبا خلصت ازازة بيرة وانت لسه مش عاوز تقول..
ثم اقتربت منه أكثر ووضعت الكأس على فمه هاتفة: دوق، هيعجبك اوي بجد
_ يع، ابعدي القرف ده عن وشي
قالها وليد وهو يتراجع إلى الخلف برأسه وجسده..
ابتسمت وردت: مصيرك هدوقه..
اطرقت... ثم صاحت فجأة: انا نعست اوي منك لله وكمان الخمرة دي عملتلي دماغ مش شيفاك ادامي..

ابتسم وليد وتمتم: يارب تخدي جرعة زيادة وتموتي.

سكرت منة واخذت تفعل اشياء غير متوقعة منها أنها كانت تضحك دون داعي كالمجنونة تارة و تقفز مكانها عدة مرات تارة أخرى وهي تواصل الضحك وتردد: مش هخليكي مبسوطه انا كابوسك..
ينظر إليها وليد يحاول أن يستوعب ما تقوله، ثم وجدها تقترب منه وهي تضحك ووضعت يدها على صدره واردفت في مرقعة( كلام معسول): تيجي ترقص معايا يا شيخ؟؟ رقصة واحدة بليز.
_ شكلها اتسطلت خالص
تمتم وليد محدثًا نفسه..
ثم رد: موافق، بس فكي ايدي الأول..
ضحكت بصوت عالي يسمع كل من في الڤيلا واردفت: ايوه بقى يا ويليو
ثم أخذت تحرره، ولما بات حرًا من قيودها، قام من الكرسي ونظر إليها وهتف: عاوزة راقصة ؟؟
اخذت تقفز في فرحة وهي تردد: اه اه
اقترب منها وليد وأمسك رأسها ثم ضربها برأسه فجأة، نظرت إليه وتمتمت: يا غدار..
ثم وقعت على الأرض..
وعندما سقطت، اقترب هو ناحية الباب وفتحه في هدوء تام واخذ ينظر يمينًا ويسارًا حتى لا يشعر به أحد، ثم أخذ ينزل الدرج وهو يتسلل ويمشي على أطرافه وبعدما نزل، وجد الحراس يقفون في جميع أركان الڤيلا. تضايق بشدة وحاول أن يفكر سريعًا ماذا عساه أن يفعل حتى يرحل من هنا؟؟!
ثم استدار فجأة عندما سمع صوت اقدام قادمة ليجده عمر الذي كان يقف خلفه، ابتلع وليد ريقه وأخذ يتراجع إلى الخلف في حذر..
اقترب منه عمر وأخذ يهتف محاولًا أن يجعله مطمئن: متخافش انا هساعدك انت وصاحبك تمشوا من هنا.
          *******
وكانت الساعة السادسة صباحًا عندما وصل وليد الحي اخيرًا، اخذ يبتسم لأنه نجى من ذلك بأعجوبة ولم ينس أن يشكر الله الذي ساعده وحفظه، فنظر إلى السماء وهتف: الحمدلله ملئ السماوات والأرض، دائمًا ما تحفظني ولا تضيعني او تضلني.
وعندما وصل البيت، استقبلته امه بالقبلات والاحضان وأخذت تشكر الله لأن ابنها قد عاد، وأخذت هنا تبكي في فرحة بعدما رأت أخاها حي يقف أمامها، وذلك والده الذي أخذ يضرب على كتفيه في خوف مصحوب بفرح وهو يردد: الحمدلله.. الحمدلله
وبعدما دخل وليد وارتاح، هتف والده: انت كنت فين يا وليد، قلقتنا عليك امبارح كله يا بني.
لم يعرف وليد حينها بماذا سيرد على والده ؟ هل سيخبره بأن سيدة مجنونة قامت باختطافه دون داعي، ودون أن يعرف حتى السبب؟، يقسم وليد أنها هي الأخرى لا تعرف السبب!
لذلك عاد عقب شروده وهتف: انا نعسان اوي وتعبان خالص، هنام لاني منمتش من بليل وأما اصحى هقولك يا بابا حاضر..
تعجب شعبان ورد: لا انا عاوز اعرف دلوقتي.
تدخلت شهد هاتفة: الله يا شعبان ما تسيب الواد قالك تعبان، مش مهم كان فين المهم حمدلله على سلامته
_ ماهو حمدلله على سلامته وكل حاجة بس انا بردو عاوز اعرف كان فين؟؟؟
قام وليد من مكانه واتجه ناحية والده وانحنى أمامه وأخذ يقبل رأسه ويده وهتف: اقسملك اني ما كنت بعمل حاجة غلط، بس حقيقي انا تعبان اوي وحتى مش قادر اتكلم، فلو اسمحلي بس انام ....
نظر إليه شعبان ولم يعرف ماذا يقول ولكنه اكتفى بأن يهز رأسه بالإيجاب، ابتسم له وليد وذهب متجهًا إلى غرفته..
قامت هنا هي الآخرى وأخذت تتثاوب وهتفت: طب تصبحوا على خير انا هروح انام انا كمان..
ابتسمت شهد وهتفت: ايون، اهو اقدر انا انام دلوقتي بقى بنتي في حضني وابني كمان.
               ******
وكانت الساعة الواحدة ظهرا عندما تهيأ عمر حتى يرحل إلى الجامعة وقبل أن يذهب تذكر أنه نسي منة، لذلك اتجه ناحية غرفتها وأخذ يطرق الباب وهو يردد: منة.. منة..
وعندما وجد أنه لا رد، فتح الباب بنفسه وأخذ يبحث عنها في الغرفة، ثم وجدها ملقية في مكانها على الأرض، اتسعت شافتاه في ابتسامة عريضة وهتف: الحمدلله ماتت، دي فرصتي، يارب تنامي نومة أهل الكهف..
ثم ركض في فرحة عارمة..
              ******
وليد... وليد ... اصحى يا وليد
كانت تلك شهد التي تيقظه، فتح هو عيناه ورد: نعم يا ماما؟ الساعة كام؟؟
_ قوم يا حبيبي الظهر اذن وانا حطتلك الاكل اهو بره، قومي صلي وشوف مصالحك. وكمان عمتك وعمك وعيالهم صحيوا ونزلوا اهو قوم اقعد معاهم..
_ نزلوا؟ نزلوا منين؟
_ كانوا في شقتك اللي فوق يا وليد، اومال هيناموا فين مفيش مكان هنا،ما شاء طلعوا فوق في أربع اوض عشان يبقوا براحتهم..
اخذ وليد يمسح وجه ويحاول أن يستوعب الدنيا حوله وهتف: حاضر يا ماما قمت اهو يا حبيبتي.
_ ماشي حبيبي فوق كده وتغسل وشك وأخرج..
               *******
كانت شاهستا تجلس في بهو الڤيلا وعلى فخذيها تجلس قطتها المحببة وصديقتها، وامامها طاولة تضع عليها كتبها وبجانب الكتب كانت تضع كوب القهوة. وكانت تذاكر في هدوء حتى سمعت صوت جرس الباب يصدح هتفت في صوت عالي: افتحي يا دادا باين بابا و ماما جم.
جاءت من الداخل وهتفت: حاضر يا ست هانم.
تكمل شاهستا مذاكرتها ولكنها توقفت فجأة تنصت إلى ذلك صاحب الصوت الذي جاء..
السيدة: اه آنسة شاهستا جوا، اقولها مين؟؟
_ عمر من فضلك.. قوللها عمر.

وعندما سمعت شاهستا ذلك الاسم، قامت من مكانها واخذت تركض إلى الأعلى..
هتفت الخادمة: اه، للأسف هي مش موجودة يا استاذ عمر
صاح في غيظ: يعني ايه مش موجودة؟؟ هو انا كل اما اروح في حتة الاقيها مش موجودة؟؟ هي بقى محفظاكم كلكم تقولوا كده؟؟
_ لا يا فندم.. بس
انهار عمر وقام بدفعها عن طريقه، ودخل الڨيلا وأخذ يصرخ: شاهستا انزلي بقولك نتكلم، شاهستا..
ثم نظر إلى الطاولة وصاح بصوت أعلى: ماهي كتبها اهي وقطتها اهي يعني كانت بتذاكر..
_ لو سمحت مينفعش كده، انا هطلب الأمن
_ اعملي اللي تعمليه أنا مش فارق معايا
ثم أخذ ينادي: شاهستا انزلي بالذوق بدل ما هطلع انا...
تمام هاجي انا.. وقبل أن يصعد، جاء الأمن وأخذوا يمسكونه حتى يخرجونه وهو يصرخ ويحاول أن يفلت منهم: شاهستا، بليز عشان خاطري فرصة واحدة طيب..
ولكن دون جدوى، لأن الأمن قد أخذوه بالقوة حتى الخروج.
            ****
كانت هنا تجلس على الأريكة التي توجد في الصالة وتضع طفل علا على رجلها حتى تنتهي علا من إحضار الرضعة له.. وبينما هي تلاعبه حتى لا يبكي، اقترب منها جاسر الابن الاكبر لعمها محرم، وهتف في ابتسامة عريضة: عاملة ايه يا هنا؟؟
نظرت هنا إلى أعلى نظرا لفرق الطول بينهما في الوضع العادي، أما هي الآن جالسة بينما هو واقفًا لذلك كان الفرق بينهما أكبر..وهتفت: انا الحمدلله يا أبيه جاسر.
عقد حاجبيه في تعجب وهتف: أبيه ؟؟ اي أبيه دي؟
_ يعني عاوزني اقول لحضرتك ايه؟ يعني حضرتك اكبر مني ب ١٢سنة كمان حضرتك اول حفيد للعيلة وكده

ابتسم في صدمة وهتف: حضرتي ايه بس يا هنا وأبيه ايه؟؟ قوليلي جاسر عادي
اطرقت.. ثم ابتسمت في خجل وهتفت: مع إنها صعبة عليا شويتين بس هحاول..
_ هتبقى سهلة قريب متخافيش.. باذن الله قريب هيبقى معاكي نونو زي السكر اللي انت شيلاه ده
ابتسمت في استغراب وهتفت: مين قال إني مستعجلة على نونو وبتاع؟ انا شيلاه عشان محدش أيده فاضية وأمه عاوزة تعمله رضعة.
ابتسم واردف: عادي يعني يا هنا متزعليش نفسك، كل البنات بيبقى نفسها يبقى عندها بيبي وتبقى أم

اكتفت هنا بالنظر إليه فهي لا تعرف ماذا عساها أن تقول، ثم بعدها اخذت تلاعب الطفل تارة أخرى
نظر إليها جاسر في اعجاب وابتسم ورحل..

ومع اقتراب اذان العصر، صدح باب المنزل، هم شعبان بفتح الباب ليجد أخاه الاصغر رمضان يقف وبجانبه زوجته وابنته الوحيدة
_ مساء الخيرات والبركات
هتف رمضان في فرحة عارمة
_ مساء الفل والياسمين
قالها شعبان كرد على تحية أخيه، وأخذوا يحتضون بعضهم البعض

هكذا اجتمع شعبان بأخوته عقب مرور وقت طويل.. فقد جاء أخوه الأكبر محرم ثم أخته التي تليه تهاني ثم هو شعبان واخيرًا رمضان..
كان رمضان يبلغ من العمر الخمسون بالضبط اما شعبان فكان يبلغ اثنان و خمسون..
ودخل رمضان ودخلت زوجته التي سرعان ما هتفت: بون سوار ( مساء الخير)
لترد شهد: بون سواريه يا حبيبتي، تعالي أما احضنك
وضمتها إلى صدرها وأخذت تقبلها، اما السيدة كانت داخل حضنها صامته لا تفعل أي شيء حيث لم تكن تبادل شهد نفس تلك حرارة الترحيب.
وذلك لأنها كانت من مدينة المعادي ولها اسلوب خاص ومختلف عن أهل الحي بالطبع وكانت ترتدي تلك السيدة بنطال واسع وحجاب قصير يغطي رقبتها بالضبط...
دخلت زوجة رمضان والتي كانت تدعى ( ريهام)  خلفه بعدما رحبت بها شهد.. وكان محرم لا يطيق زوجة أخيه تلك ريهام وهي لم تكن تطيقه أيضًا، اي كان لديهم شعور مشترك.
بينما كان آخر فرد في تلك العائلة كانت ابنتهما الوحيدة جومانة أو جمانا
يمكن أن يكتب بعدة طريقة ولكن الفتاة نفسها كانت تفضل تلك الطريقة ( جومانة).
تبلغ جومانة من العمر اثنان وعشرون عامًا.. اي كانت في نفس عمر وليد.
وكانت ترتدي بنطلون جينز وفوقه بلوزة طويلة تصل إلى ركبتها وحجاب يكد يغطي رقبتها بالضبط مثل والدتها وكانت تضع في وجهها الكثير من مستحضرات التجميل مثل احمر الشفاه وغيره...)
رحب الجميع بهم وأخذوا جميعهم يقبلون بعضهم الآخر وهكذا..)
حتى علق محرم هامسًا جانب أذن أخيه شعبان: مش عارف انا ازاي رمضان ممشي مراته وبنته باللبس ده والقرف اللي في وشهم ده؟؟؟
هتف شعبان: مش وقته يا محرم..
ثم صاح يلا يا ام وليد فين الغدا جوعنا...
               ******
كانت شاهستا تسير في جميع أرجاء غرفتها في توتر وهي تحمل قطتها التي نظرت إليها هاتفة: ايه رايك انت يا سوتا؟ اعمل ايه اقترحي عليا ؟؟
ثم انزلتها ووضعت سبابتها على شفتيها السفلى  وأخذت تفكر...
ثم فجأة توقفت عن المشي واتجهت ناحية سريرها وأمسكت هاتفها، وأخذت تتصل...

هاتف وليد يصدح في غرفته ولكنه ليس في الغرفة ذلك لا يسمعه..

تضايقت شاهستا وعادت الاتصال ولكن لا رد.. لذلك ألقت الهاتف بعيدًا وصاحت في غيظ: مش بترد ليه انت؟؟؟!
             *****
كان الجميع يجلس على سفرة الطعام ليتناولو الغداء وبينما هم يأكلون هتف محرم: لما إن جومانة رجعت من السفر، يبقى لابد من إننا نفتح موضوع جوازها هي ووليد تاني، ولا انتوا ايه رايكم؟؟
شعر وليد بالخجل واخذ ينظر إلى طبقه يأكل في صمت.. بينما أجابت جومانة: بما اني سافرت لمدة ودي تعتبر فترة مش قليلة، فكنت حابه إن انا ووليد نقعد مع بعض تاني قبل أي رسميات ونشوف ايه اتغير وكده ولا إيه رأيك يا وليد؟؟
_ مفيش مانع طبعًا ده الصح أكيد.

نظر إليهما محرم وهتف: ماشي بعد الأكل تقعدوا مع بعض واتفقوا عاوزين نخلص..
تعجب وليد وهتف: تخلص من إيه يا عمي بالظبط؟
هتف في جدية: انت بقيت شاب واحنا نخاف عليك من الحرام الجواز عفة يا شيخ وليد..
_ شيخ وليد؟؟
صاحت جومانة مستفسرة
رد محرم: اه شيخ مالك في ايه؟
_ لا ولا حاجة.. اصل قبل ما سافر مكانش شيخ فاستغربت
_ هنقعد مع بعض ونفهم كل حاجة..
هتف وليد

وبعد فترة انتهوا من الطعام وأخذت السيدات يضعن أمامهم الحلو والمشروبات والعصائر..
أما وليد فقد جلس هو و جومانة في إحدى الأركان في الصالة..
وبعدما جلسا، هتفت هي: اي حوار شيخ ده ؟؟
_ بعد ما سافرتي انت بفترة، انا قربت من ربنا اوي وتعمقت في الدين وحرفيًا بقيت حد تاني.. متقلقيش هنجربه سوا وهعلمك كل حاجة لو كان لينا نصيب.
صمتت قليلًا....
هتف هو عقب بضع دقائق: هو في حاجة ؟؟
اجابت في ارتباك: صراحه اه..
_ طب قولي
تنهدت وهتفت: بص.. زي ما انت اتغيرت انا كمان اتغيرت..
_ جميل
_ لا ده جميل بالنسبالي، اما بالنسبالك معتقدش إنه جميل خالص..
هتف محاولًا أن يستدرك ما تقوله: مش فاهم.
شبكت أصابعها في بعضها واردفت: بص بما انك هتبقى شريك حياتي يبقى لازم تبقى عارف عني كل حاجة، وده مهم إني اقوله

ابتلع ريقه وشعر بالقلق وهتف: جومانة بالله عليكي في ايه؟ احكي علطول...
_ تمام... بس توعدني انك مش هتقول لحد..
أطرق... ثم هتف: اوعدك..
_ بابا مسافرش معايا.. انا سافرت امريكا لوحدي، هو قال كده عشان عمامي مكنوش هيسكتوا...
_ وبعدين؟؟
اخذت تتنهد في خوف وتبلع ريقها في توتر واردفت: وبعدين.. وبعدين..
_ ما تنجزي
صاح هو
_ وبعدين، انا بصراحه كده قلعت الحجاب... ومش عاوزة البسه تاني.
انا بس بلبسه في الزيارات العائلية عشان ميحصلش مشاكل اما في العادي انا بخرج من غيره، وحتى بابا عارف.
وليد في صدمة لا يصدق ما يسمعه..
تابعت هي: كان لازم اعرفك عشان انت هتبقى جوزي، ولازم تبقى فاهم الللعبة اني قصاد العيلة بيها غير كده لا
يحاول وليد أن يفوق من صدمته وبعدما عاد إلى وعيه هتف في هدوء: ليه كده يا جومانة؟؟ هو الحجاب كان عملك ايه؟؟
اجابت في ثقة: مينفعش في تخصصي انا واحده عاوزة تبقى مخرجة، عمرك شفت مخرجة بحجاب؟؟

انصدم هو تارة أخرى، وليد يعتقد أن حياته هذه الفترة مليئة بالمفاجئات..
تمالك أعصابه ورد: عمي رمضان عارف كل ده؟؟
_ اه والله
_ جومانة احنا ممكن نتكلم في أمر الحجاب ده و....
قاطعته هاتفة في ضيق: ارجوك انا مش عاوزة نصايح. انا خلاص اخدت قرار ومش هغيره فأرجوك متحاولش هضيع وقتك وانا مش هسمع..
_ استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم يارب.
_ ها قلت إيه ؟؟
_ لا والله!! بقولك شيخ انا شيخ
_ يعني ؟
_ يعني كده كل واحد من طريق يا جومانة دا انت حتى رافضة تسمعيني..
اطرقت وقد بدت على ملامحها الضيق وهتفت: رغم إني كنت عوزاك جدًا، بس لازم اختار بينك وبين حلمي... وانا اخترت حلمي.

ابتسم وهتف: وانا اخترت الجنة وما يقربني إليها من قول وعمل و زوجة الخ)
اطرقا الاثنان.. ثم تحدثت هي تارة أخرى: طب هنعمل ايه مع اونكل محرم ؟؟؟ هنقوله إيه ؟
_ بصي يا جومانة هنقوله إننا متفقناش، وانا هسأل عمي رمضان إذا كان فعلا عنده علم إنك مش محجبة او لا.. ولو طلع صح، محدش ليه حق يدخل هو ولي امرك والمسؤول عنك، وانتي شابة كبيرة بالغة هتشيلي وزرك كامل..
انا مش هقول لحد من العيلة، عشان سببين الاول اني وعدتك والتاني أنه مفيش داعي أوقع بين الإخوات، بما انك رافضة حتى تسمعي ولأن عمي هيجبرك ومحدش بيجبر على حاجة زي كده... فأنا هسيبك وأسأل الله لك الهدايا لعلك تعودي إليه تاني..

اقترب منهما محرم وهتف: ها يا شباب كل ده بتتفقوا؟؟
نظرت جومانة إلى وليد وسكتت
نظر وليد إلى عمه وهتف: للأسف متفقناش..
_ إيه ؟؟ ليه؟؟
صمت وليد.. الأمر الذي ارعب جومانة
وجه محرم الكلام لها وهتف: ردي انت ليه؟؟ متفقتوش ليه؟؟
لا رد...
صرخ هو ما حد يرد.. إيه اخرصيته؟؟؟
هتف وليد: انا.. انا السبب
_ ليه انت السبب ؟ مالها جومانة يعني؟؟
_ ماهو... ماهو...
صرخ في وجه: انطق ماهو ايه؟؟! هي من ساعة ما قالت شيخ واستغربت وانا شاكك فيها اصلا قال هو فيه تعليم للبنات وسفر كمان!!!
رد وليد محاولًا أن يهدأ الموقف: لا... أما هي سافرت صراحة أنا.. انا عجبتني بنت تانيه

رمقة عمه نظرة شك وهتف: انت بتفتي؟؟ الفتي في الدين بس مش على عمك يا شيخ، ال انت اصلا بتشوف بنات عشان تعجب... انطق مداري عليها إيه؟؟
_ لا... اصله انا شفتها في المحل بالاخص اما أنقذت حياتها..
_ افتي.. افتي.. افتي كمان واهبد اسم
_ والله ما بفتي حتى اسمها شاهستا.
                ******
بس كده متنساش تقول رايك وتوقعاتك واتفاعل اذا عجبك البارت عشان لو التفاعل محبط هتكاسل.
دمتم بخير
سلمى خالد احمد #






Continue Reading

You'll Also Like

94.1K 7.8K 8
نوفيلا كوميديا لرواية «مُتيمة بنيران عشقه».🕊
23.8M 1.4M 51
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
11.9K 859 19
ارهقتني الحياة وغلبتني الأيام. كان الألم صديقي. هل يمكنني العيش مرة أخرى؟ فلنتخطى معاً مرارة الأيام و نحيا من جديد
996K 71.6K 55
تم تغير اسم الرواية من مجنوني الأنباري الى سجين الحب من بين الناس جميعاً، وفي شدة العتمه التي كانت في قلبي عندما غَدُرتُ من الحبيبه والصديق، ولم اعُد...