٠٤| العقدَة تتشابكُ أكثر.

870 88 285
                                    

آيزك:

نقرتُ بأصابعي فوق لوحة المفاتيح بسرعة أنقل بصري بين البيانات الشخصية التي تتدفقُ بسرعة أمامي، وآخر ضغطة!!

تنفستُ الصّعداء أرخي جسدي للخلف وأنا أناظرُ إنجازي بفخرٍ مجددًا، لم أنظمَ لهذه العصابة عبثًا.

بل خُلِقتُ لها.

حملتُ جهازي أتوجهُ نحو المكتب حيثُ لوكاس. كريستيان وآركيت قد غابا عنهما الوعي تمامًا وها هما بجسديهما طريحان فوق الطاولة، جايدن أنهى تدريبه ولابد أنه يستحمُ الأن.

طرقتُ الباب مرة ودخلتُ دون سماع إذنه لأجدهُ جالسًا بالمكتب محاطًا بكومة من الأوراق التي تملأ محيط النّظر.. ملامحه كانت تبرزُ إنهاكهُ بالفعل فالهالات بدأت تستوطنُ أسفل عينيه ووجهه شحبَ كثيرًا.

أشفقُ عليه كثيرًا، إن كنّا نتأثرُ بخلاف الشّقيقين المعتاد فهو الأكثر تأثرًا أو ضررًا إن صح القول، وصادف هذه المرّة على نحوٍ زائد سفر أليكساندر ثم عودته لتولي أمور الشركة أولاً قبل العصابة، في المقابل يأتمنُ لوكاس على مكتبه وأوراقه قائلاً أنّه خلقَ لأجل الورق.. هه!!

تمرّد رين الذي بان هذه الأيام وتصرّفه بطيشٍ كما يرى الأكبران هو ما زاد العقدة تشابكًا، رغبته في الإنتقام تضعُ غشاوةً على بصره وتمنعهُ من تداركُ الأمور بعقلانية، وهذا متعبٌ جدًا لنا لأنّنا بين سلطتين متنافرتين في المنهجية.

تقدّمتُ نحوه أضعُ حاسبي فوق أوراقه ليرفع رأسه للحاسوب ثم نحوي بملامح غلّفها التّشوش، لم يُدرك دخولي إلاّ الأن!! سيء!!

تكلّفت وضع ابتسامة صغيرة، كمن أخبره أن بعض الأنباء السّارة تشق طريقها نحوك. "دانيال ويلز بين يديكَ الأن." تعمدتُ الإنحناء بطريقة نبيلة أشير بيدي نحو الحاسب.

رفعتُ بصري نحوه وقد أبدى ابتسامة متعبة يحدّق في الشاشة أمامه "قمتَ بعملٍ جيد آي.." تركَ أوراقه وصبّ اهتمامه على الشّاشة أمامه لدرجة أنّه أخذ في عضّ سفلى شفته وهو يحدّق بكل تركيز ولوهلة مُسحت ملامح الإرهاق من وجهه.

هل هذا الشّخص بهذه الأهمية؟ نعم.. هو تاجر ممنوعات معروف بين مستهلكيه وارتكاز نشاطه بمانشيستر، لكن ما علاقته بنا؟ لوكاس وأليكساندر فقط من يعرفان.

قهقهة خافتة أُفلِتت من ثغره، استغربتُ وأنا أراه يحدقُ في الشاشة باستخفاف. "هذا السّافل!! لا يعلم مع من يعبث."

كدتُ أستفسرُ قصده من جملته هذه إلاّ أن تلكَ الصرخة الغليظة التي صدحت جعلتني أجفلُ مكاني بفاه فاغرٍ، قشعريرة سرت بعظامي لأني أدركتُ مصدرها وصاحبها والأهم من ذلك.. دلالتها..!!

رأيتُ البرود يكتسحُ سحنة وجه لوكاس وهو يهمس "فعلها." ثم أغلق الملّف الرّقمي الذي كان سارحًا فيه لِيسحب جهاز الذّاكرة من الحاسب -الذي أغلقه وأعاده لي.-

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now