٥٦| أمير اللّيل.

944 59 889
                                    

إيمـا:

لا أدري حقا كيف وجدتُ نفسي أركب المقعد الخلفي للسيارة وأساير هاتين المجنونتين فيما هما مقدمتان على فعله!!

مجددًا أنا أنساق خلف المتاعب وهذه المرّة ليس بسبب ييرون فقط.. بل المدعوة ليليث أيضًا.

إلى الأن أحاول استكشاف شخصيتها والتي من الواضح أنها معقدّة جدًا، لن تخدعني بقناعها الزّائف هذا.. وكما قلت الذين يشبهون آركيت هم الأخطر حتمًا.

أشعر أنها تواري خلفها الكثير من الأسرار والخفايا، استنادا على تحذيرات آيزك بشأنها، حتى حديث آركيت وكريستيان عنها وانتهاءً بتحذير أليكساندر الصارم بعدم الشعور بالفضول نحوها.

ليته فقط يعرف ما يحدث الأن.. سيجن جنونه حتمًا.

قشعريرة انسلّت بعظامي وقلبي خفق باضطراب لمجرّد تذكره، وتذكر ما حدث قبل قليل.

ما كان ذلك؟!

عند التّفكير في الأمر، يبدو وكأنه أشبَه بالحلم، ليس كابوسًا لكن شيئًا بعيدًا كلّ البعدِ عن الحقيقَة، لدرجَة لا يمكنني استيعَابها. رفعتُ يدي أحدّق قي أناملي وأنا أتذكّر تلكَ الرجفَة والشعورَ الساحقَ بين عظامِي الذي يلحقها.

ملمَس شعره الأملَس الذي احتكَ بوجنتِي، صدرهُ الصّلب الذي احتوانِي، أنفاسه المحتدَمة التي ضرَبت بشرَة عنقي وجعلت من رجفتِي تزداد، كلهَا كانت مشاعر ضربتني للتو فقط، كلها أشعر بها الأن وكأنها تحدُث مجددًا.

شئتُ أم أبيت، أنكرتُ أم اعترَفت.. كل شيء كان حقيقيًا.

حقيقيًا بشكلٍ مؤلم، بشكلٍ يناقضُ كلّ صفاتي ومبادئِي ورغباتِي نحوَهم، يكسِر الصورَة التي قضيتُ سنين مديدَة من حياتِي في محاولَة خلقِها. تلكَ المشاهِد تتداخل مع القديمَة المناقضَة لها وتسبب صداعًا يكاد يفجر رأسي.

شتانَ ما بين خارجي القانون الذي عرفتهم قبلاً وكانوا السببَ في تدمير حياتِي وخرابها، ونشوئي بعقدَة من كل شيء، شتان بينهم وبين من عانقني منذ دقائِق، بين من أعيش حولهم، بين شقيقي. وكأن الاسم كان يجمعهم فقط.

لكن_ لا يمكنُني، أنا فقط لا يمكنني فهم نفسي وما يحدث لي ومن حولي، التشتت والضياع الذي أصابني اليوم يجعلني أرغب في الهروب من كل هذا. ترك كل شيء والعيش حياةً مسالمَة دون أن احتكَ بأي بشرٍ بعد اليوم.

لكنّها مجرّد أمنيَة.. أشبَه بالمستحِيل. من يعلَق في الوحل يستَحيل عليه الإفلاتُ منه دون أثرِه على الأقل.

"كما قلتُ سابقا.. أرغب ببعض المرح، قتلني الملل طيلة فترة مكوثي بين تلك الجدران المقرفة."

أعادني صوت ليليث إلى الواقع حيث كانت تجيب على أسئلة ييرون الفضولية كعادتها وهي تدير المقود بيد واحدة والأخرى تدخن بها ثم تخرجها عبر النافذة لتنفض سيجارتها.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now