٥٢| المتطرّفون.

910 65 723
                                    

ييرون:

هناك حيث كُنّا أطفالًا نجري في الباحاتِ الخضراء، تحت سماء زرقاء صافية، الشمس تسدل ستائرها الذهبية فوقنا وصوت زقزقة العصافير كسمفونية تنشي أذاننا.

لكن.. أقدامنا عَلقت في فخّ النّضج، مرّت حقبة زمنيّة بلمحِ البصرِ ومضينا، بفخّ لم يضرّ القدم ولكن أدمى القلبَ والشّعور.

تبدّل المشهد إلى واحد كنتُ بطلته، أقف ناظرة إلى الطفلين وهما يركضان.. أحدهما كان فتى أحلامي والذي أطلقت عليه اسم فتى الوحمة والأخرى ذات الشعر البني القصير.

كنتُ أشاهد بعينين ثابتتين وهما يقومان باللهو رفقة جرو وجداه هناك في المرج.. ضحكاتهما الطفولية عمّت المكان وحركة الرّياح واكبت جسديهما الصغيرين.

هل هذه ذكرى؟ رغم أني لا أتذكر، وذاكرتي مشوشة إلا أن هذه المشاهد تبدو مألوفة.. ودافئة جدا.

فجأة استغل فتى الوحمة انشغال الصّغيرة باللهو مع الجرو وابتعد راكضا.. لحظة!! هل هو يركض نحوي؟

توقف أمامي فجأة وطالعني بتلك النظرة الباردة التي لا تناسب عمره أبدًا..  النظرة التي رمقني بها قبل أن يفلت يدي في ذلك الكابوس.. نفسها!!

ييرون الصغيرة بدأت بالبكاء عندما لم تجده أمامها وأصبحت تصرخ باكية وهي تنادي باسمه، بينما هو لا يزال يرمقني بنفس النظرة.. غضب، توعد وتهكم.

"ناكرة للجميل."

ثم عمّ الظلام كل معبر للعين.

إحساسي بالإنتشاء غلبني حين شعرتُ بملمس أصابع تتخلل شعري، لم أرد لهذا الشعور أن يفارقني لذا دفنتُ رأسي أكثر في هذا الحضن الدافئ.

على إثرها سمعتُ صوت قهقهته الخافتة وهنا تيبس جسدي.

هذا الصوت!!

أبعدتُ رأسي وحدقتُ به لتقابلني لمعة عسليتيه المميزة، عيناه مقوسة وثغره لا زال يقهقه يجعل مني أرفع جسدي ليلبث مقابلاً له، صوتي خرج مبحوحا: "ل_لوكاس؟!"

زمّ شفتيه مبتسما قبل أن يومئ بقوة ولم أدرك أن عيناي اغرورقتا بالدّموع، لاحظ هو ذلك وعندما حاول التحدث قاطعته بالارتماء في حضنه وأنا أصرخ بحشرجة: "أنا آسفة.. آسفة جدا. أرجوك سامحني.. أقسم بأني لم أقصد ذلك."

شعرتُ بذراعيه تُلف حول جذعي ويده أخذت تمسح فوق شعري متمتما بـ: "لا بأس، لا بأس."

دفنتُ رأسي برقبته أكثر ونفيتُ بعناد: "بل هو بأس، لم يكن علي فعل ذلك.. أنا آسفة لكسرك بتلك الطريقة. صحيح بأني شعرت بالذنب اتجاهك بعد فوات الأوان.. لكني الأن أدرك شعورك."

أعقبتُ أمنع شهقتي من الخروج: "أدركتُ للتو ماهية التجاهل.. إنه لشعور صعب، مؤلم وقاتل."

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now