٣٦| نبشٌ بين صفَحات المَاضي.

715 67 447
                                    

ييرون:

ضائعة في عقلي بين أفكاري وذكرياتي، ما استوطنت نفسي شيئا مفهومًا غير نبشات الماضي المتكررة.

نيران تلفني من كل صوبٍ وكأنما كنت وقودها السّخي، تعتمر مساحة ناظري حتى الأفق لكنها لا تقترب. كمن كانت بردًا وسلامًا عليّ.

مجددًا الأمر يتكرر ويعيد نفسه للمرة التي مللتُ فيها العدّ. لكني سئمتُ الفرار ككل مرّة، لأول مرّة لم تكن هذه النيران تخيفني أو تهزّ بدني. أردتُ تحديها والصراخ بأني لستُ خائفة بعد الأن.

أردتُ القول بأنه كان هناك فرصة لي للعيش وها أنا ذا.

خطوات!! أسمع صوت خطوات تقترب بينما خفّ صوت أجيج النار حتى تلاشى تماما وكأنما لم يكن، نظيرها صوتُ الخطوات صدح أكثر وأضحت سريعة أكثر لتغدوا راكضة نحوي..

لم أعقل مصدرها غير أن صداها يتردد من حولي كالإيقاع المتسارِع والذي يجعل قلبي ينقبض باضطراب خصوصا مع اللّحن الخافت الذي يتردد في الأجواء.

ما كل هذا؟

بعد ثانيتان كان جسدي مدكوكًا بين أحضان جسد أخر دفعني معه قبل أن يتساقط الخشب الملتهب فوق رأسي، ثم صدح صوت تكسّر الزجاج. عالٍ وقوي.

رفعتُ رأسي عن الصدر الصّلب ليقابلني جرمان بلون البنّ القاتم مع الزّجاج المتطاير من خلفه أعطاه خلفية جذابة. كنّا نحلقُ في السماء بعد أن اخترقنا النّافذة وانفجر المكان من خلف رين، حيث انعكس ضوء النيران الملتهبة على عيناي المتسعتان بدهشة.

مالذي يحدث؟ ولماذا رين هنا مرة ثانية؟

شعرتُ بالدفء يغمرني وكأني امتصه من جسده الملتصق بخاصتي، بصري سقط إلى الأسفل حيث الظلمة الغاشية، كنا نطوف وسط الهواء وهذا ولد رعشة بجسدي.

رفعتُ كلتا قدمّي اللتين لا تلامسان الأرض وأحطتُ بهما خصره لأدفن رأسي في رقبته وأنا أطوقه أشد ممّا يفعل، خائفة من هبوطنا الإنتحاري هذا.

يده عبثت بشعري من خلفي يرسل تيارات كهربائية إلى جسدي وقشعريرة سارت عبر عمودي الفقري. لمساته كانت مغرية ومهدئة!!

"أنتِ لستِ وحيدة!!"

كانت أول وأخر كلمة سمعتها بصوته الرّخيم حيث عبثت أنفاسه بأذني قبل أن يغشى الظلام المكان.

_____

أحسستُ بشيء ناعم يلامس بشرة وجهي، يحتك بها ويشعرني بدغدغات متقطعة. شعور لطيف أن يكون هذا ما يوقظك، فتحتُ عيناي ببطء أخيرا لكنهما سرعان ما اتسعتا بفزع حين قابلتني عينان خضروتان حادتان.

"تبا!!" شهقتُ بفزع وأنا أنتفض بجسدي وأرتفع قليلا عن مجلسي لتفزع كتلة السّواد مني وتفر بعيدًا. تبعتها بعيني اللتين ارتختا بإدراك لأرى القطة تخرج إلى الشرفة التي كانت بجانب المطبخ.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن