١٥| والجة العرين.

834 71 428
                                    

ايما:

شديتُ حقيبتي نحو ظهري أكثر وأنا أعبر الشّارع بسرعة قبل أن أستقر في الجهة الأخرى من الرّصيف، باتت عودتي نحو المنزل هادئة جدًا منذ أن أصبحت ييرون تعود رفقة سائقها وتتركني لأعود وحدي.

لستُ أحسدها لكنني اشتقتُ إلى الأيام الخوالي. الأيام التي كانت هادئة لكن صاخبة بوجودها، التي كنا نعيش فيها فترة مراهقتنا كأي من هم بسننا، نضحك، نمرح، نعبس، نقع في المشاكل، نؤَنب وهكذا تستمر الحياة.

لا نعلق مع عصابات، قضايا قتل واختطاف قد تؤدي بنا إلى التهلكة، أليس هذا كثيرًا جدًا لاستيعابه دفعة واحدة؟! أكثر ما أخشاه أن أخي يحقق في قضية لها علاقة بهم، وقد يكتشف بالمصادفة ما حدث معي في ذلك اليوم، بل ويعرف أني كنتُ أعلم بشأنهم ولم أخبره.

هذا أكثر ما يؤرقني، خصوصا مع تهديد ذلك الأشقر لي.

تنهدتُ وأنا أخذ طريقًا مختصرة لا تمر بالميتم، دخلتُ أحد الأزقة أسير داخله ببطء نظرًا للهدوء المخيم به. كنتُ سألتفتُ للجهة الأخرى لولا لقفي لأصوات تصدرُ من الزقاق الأخر على يساري.

اتجهتُ نحوه وأنا أسير على أطراف أصابعي محاولة جعل خطواتي أهدأ ما يمكن وحينها وضعتُ يدي على فاهي أمنع شهقتي من الإنفلات وأنا أرى ما يحدث.

ثلاثة أشخاص ملثمين ويضعون قبعات الفيدورا، واحد منهما كان يحمل مسدسا وبجانبه قبعت جثتين بينما ثانيهما كان يمسكُ برجل أخر ويلوي ذراعيه خلف ظهره والثالث كان يحمل مسدسًا ويوجهه ناحية هذا الرجل ويتحدث بشيء ما.

عدتُ خطوة للخلف بذعر، لا!! لا مزيد من التورّط مع المجرمين يكفي ما تورطتُ به إلى الأن. قبل أن أتمَ انسحابي أُجفلتُ لذلك السكين الذي حطّ على عنقي فجأة وتلكَ اليد التي أحاطت خصري تدفعني لأحس بصدرٍ ما ضد ظهري.

همسٌ عميق صدح في أذني: "ماذا تفعل القطة الصغيرة هنا؟!"

بسبب صوته انتبه الثلاثة لنا واستدار جميعهم نحونا ولم أستطع التعرف على أي منهم بسبب الكمامات السوداء التي يضعونها وإضاءة الزقاق الخافتة.

فجأة قرّب وجهه ناحية رقبتي وشعرتُ حينها بالإشمئزاز لأدفع بمرفقي الأيسر ناحية بطنه أجعله يفلتني ويبتعد بضعة خطوات للخلف كانت كفيلة بجعلي أستدير نحوه وأضع وضعية دفاعية أمامه.

كان لا يزال يمسكُ ببطنه قبل أن يرفع رأسه نحوي ويشتم بخفوت ليقترب مجددًا دافعًا السكين نحوي، أمسكتُ ذراعه قبل أن تشوه السكين وجهي ثم لويتها وعندما فقد انتباهه أعطيته ركلة نحو بطنه مجددًا أجعله يعود للخلف فاقدا توازنه وهو يتلوى بألم.

أغبى خطأ يقترفه الرّجال دائما هو التقليل من شأننا نحن النّساء.

"قطّة شرسة!!" قيلت بنبرة لعوبة مستمتعة والأهم من كل هذا مألوفة، استدرتُ ناحية مصدرها وحينها رأيتُ الرجل الذي كان يستجوب الأخر قد أولى اهتمامه لي يقترب نحوي وهو يخبئ مسدسه.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now