٠٦| ابر القشّ تلسع.

750 73 254
                                    

سـام:

ارتشفَ من كوب قهوته ولا زال نظره معلقًا على الأوراق التي بيده. الأمر وكأنني انتظرُ نتيجة تخرجي بانتظاري لأي كلمة تصدر منه، فنحن هكذا في الوضع الصامت منذ ما يقارب العشر دقائق.

سمعتُ صوت تنهيدته وهو يلقي بالأوراق فوق مكتبه ينزع نظارته ويدلكُ جانبي عينيه بإرهاق، عاد بنظره ناحية الملف ينبر بهدوء: "كيف له أن يختفي هكذا كالسّراب دون أي دليل خلفه؟!"

هل يظن أن بسؤاله هذا سيجعلني أظن أن لا خيارات له؟! أن لا شكوك يطرحها؟! بالطّبع لا، إنه يريد مني وضع تكهناتي وشكوكي. وكان عليّ العكس، تضليل مجرى التحقيق!!

"بالتأكيد أخذَه القاتل لربما كنوع من التهديد، لكن السؤال هو هل هو على قيد الحياة أصلا أم تم إلقاء جثته في مكان آخر؟!" عقدتُ ذراعاي حول صدري وهو ارتشف من الكوب مجددًا. "تقصد أين أخذوه!! مجزرة كهذه لن تحدث بفعل فاعلٍ، لذا دائرة الشبهات اتسعت."

"أكد الفحص الجنائي عن وجود دمائه في ساحة المجزرة، لذا يُحتمل أنه تم قتله ثم التنكيل بجثته في مكان آخر" وضعتُ افتراضا واقعيا أقرب للحقيقة واعيا بأن هذا لن يؤثر في مجرى التحقيق أو كشف تفاصيل مهددة. أماء موافقًا وأمال رأسه يسأل بشيء من الشك: "وبرأيكَ لماذا سيفعلون ذلك؟!"

فركتُ ذقني بتفكير: "لربما حقده منصَّبٌ بشكل كبير عليه، أعني إنه رجل أعمال وهو في الواجهة دائما وبالطبع له خلفية نحن بصدد اكتشافها." همهمَ موافقًا قبل أن أضيف. "أعماله غير القانونية والمرخصة تجعل له الكثير من الأعداء، من كلا الجانبين." أنا فقط أقوم بتوسيع الدائرة أكثر ليبتعد شكه عن الصحيح، ويقع في الخاطئ.

"أنتَ محق، لذا طلبتُ من فريق ناثان التحقيق في الأمر ولا زال التحق_" قوطع كلامه برنة الهاتف الثابت فوق سطح مكتبه لذا هو زفر يرفعه متململاً. "المفتش لارسون من الشر_ ماذا؟!" اتسعت مقلتاه تحطان علي أنا بدوري وقفتُ مكانِي في قلق التصقَ بملامح وجهي.

"أرسلوا الدوريات المختصة إلى عين المكان الأن، أنا قادم في الحال." وضع الهاتف وفتح درج مكتبه يخرج مسدسه الفضي ويتأكد من تعبئته بالرّصاص. "تم اغتيال رجل الأعمال دانيال ويلز وسط شركته وأثناء اجتماعه مع متعاقديه."

مثلتُ الصدمة وقفزتُ من مكاني خلفه أتأكد من أن مسدسي بجيبي خلف ظهري وأتبع المفتش لارسون الذي يضع خاصته أيضا بجيبه. خرجنا إلى الردهة والمركز كان منقلبا رأسا على عقب، الجميع يتراكضون، الأوراق تتطاير، كلام متسارع، صراخ وسباب أيضًا.

هذه حالة المركز شبه اليومية مع تزايد الجرائم هاته الأيام، لكن الحالة تتكاثف إذا كان اسم الضحية ذهبيًا محشوا بالفحم داخله. الدولة لا تذع الصيت إلا لمن يدفع.

ركبنا السيارات وأسرعنا إلى موقع الجريمة، الشرطة بدأت بتطويق المكان الذي بدأ يمتلئ بالحشود والفضوليين، أسرعنا إلى الطابق الرابع حيث مكان وقوع الحادثة، قاعة اجتماعات كبيرة بحائط زجاجي يطل على معالم المدينة.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now