٥٧| الحَمقى فقَط من يندفِعون.

733 63 934
                                    

إيمـا:

اللحظة التي تدرك فيها أنكَ وصلت إلى نقطة النّهاية وأن عينيك لن تلتقفا النّور مجددًا، أنّك أنهيت اختبار الحياة وحان وقت معرفة النتيجة.. أو التحسر على حقيقتها.

لا لم تكن هذه فقط.. لقد مررت بها قبلاً، بل مرارًا وتكرارًا لدرجة تساؤلي إن كان عقابا من الإلـٰه أم حبًا واختبارًا منه!!

وفاة أمي أمام عيناي، تعرض ذلك الشّخص للإعتداء أمامي، لحظات ظننت أن حياتي ستنتهي بعدها بسبب القهر والذّنب والهلع.. إلى محاولة قتلي مرات عديدة في الآونة الأخيرة.

لقد عشتُ بين أربعٍ جدرانٍ بُنِي كل جزءٍ منها من الإرتيَاع والفزَع، الهلع والرّعب، الجزَع والخوف. ولم يكن بإمكاني الفرار من هذا السّجن المرِير لأنّه شُيّد داخلَ عقلي، أفكارِي وذكرياتِي.

أخبرنِي سـام ذاتَ مرّة -في محاولةٍ منه لانتشالِي من ظلالِي التي كانت تزورني بينَ الفترَة والأخرى، تطمَئِن علي- أن الخوفَ من المَوت هو موتٌ يمتدُ طوالَ الحيَاة وكاملهَا فأفكارُها حينها ستزدَان بالسودَاويَة ولن ينسِج عقلكَ غير خيوطِه. لكنّه كان مخطئًا، أنا لم أكن أخاف المَوت، ليسَ هو ما كان يجعلُ القبضَة في صدرِي تشتَد والأفكار داخل ذهني تتلاطَم كالموجِ الهائِج لا لم يكن هو.

بل.. الخوف من الحيَاة كان ما يقهرُني. لقد أخذَت مني كلّ معالمِ الأمان والسّلام وأنا لم أتجاوز الأربعة عشرَ سنة، فمالذي سأنتظِره منها مستقبلاً، لقد جردتنِي من مشاعرِ الأمل والاحتياج في سنٍ لم يكن عليه إلا أن يمرَ كمرورِ النحل بين زهور المشتَل.

لقد زرعَت داخلِي عقدَة من كل شيء ومن كلِ شخص. أفقدتني الثقَة بمن حولِي وزرعَت فيا الرّعب والهلع من أخذ أي خطوَة نحوَ الأمام.

لكن الفرقَ حدَث الأن..

الفرق كان في وجود هذا الشّخص في كلّ مرة.. ظهوره من العدم وكأنه ملاك حام يحيطني بهالته وقوته المصونة، يتنبأ بانقلاب سفينتي ويأخذ على عاتقه مهمة إعادتِها إلى مسارها الصحيح، يجعل من يوم جديد يُكتب في حياتي مجددا.

أظنني الأن فقط أدركت سبب ثقة سـام المفرطة به.. سـام لا يخطئ عندما يتعلق الأمر بي أبدًا، وآركيت أحسن اختيَار.

تمسكتُ به بدوري بكلتا كفيّ بل ولا أدري كيف أظهرت ابتسامة واسعة ممتنة وبخفوت وبطء شديد همست: "شكرًا لظهورك.. مجددًا."

رغم أن عينيه لم تعد تنظران إلي بل على ما هو تحتي حيث يصوب إلا أن ابتسامته اتسعت وقد أطلق عدة رصاصات، لأدرك بأنه قضى على صاحب الصوت المزعج تحتي.

ما لم أحسب حسابه هو أنه رمى نفسه خلفي وجعل كلانا نهوي نحو الأسفل لكني لم أفلت يده ولم يفعل هو.. وكالعادة أنا صرخت بالطّبع حتى توقفت أجسادنا عن السقوط عندما تمسك بقضيب معدني لطابق آخر.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now