١٨| هذّب حواسك.. الخونَة في كل مكان.

635 73 249
                                    

ييرون:

"أرجوا أن تدرسوا بجد لأجل الإختبارات النهائية. أترقب الكثير من دفعتكم."

الأستاذ رون أعطانا ابتسامة صغيرة ونظرة أخيرة نحو ايما وهو يحمل حقيبته ويغادر الصّف وتذمرات الجميع بدأت تتهاطل كالمطر السّحيق.

التفتُ إلى ايما بسرعة أطالعها بصدمة والإستغراب اكتنف نبرتي المهزوزة: "مالذي يقصده؟ متى موعد الإختبارات التي يتحدث عنها؟"

توقفت عن دسّ كتبها في حقيبتها ورفعت رأسها نحوي تنظر لي باستخفاف غلب على صدمتها ثم تحدثت بضيق: "أنتِ مالذي تقصدينه؟ ألا تعلمين أنها بعد أسبوعين؟"

فلتحل اللّعنة على حظي البائس!!

أرخيتُ ظهري على الكرسي خلفي وأنا أغمض عيناي وأبعثر شعري مهسهسة بيأس: "قضي على مستقبلي." أحسستُ بتحركها بجانبي وفتحتُ عيناي لأجد وجهها أمام خاصتي مباشرة تجعلني أجفل بخوف، نقرت جبهتي بوسطاها وإبهامها تجعلني أتأوه وأنا أضع يدي فوق جبيني متهكمة بألم: "ما خطبك بحق الإلـٰه؟"

رفعت كتفيها وهي تقابلني بظهرها بعد أن وقفت حاملة حقيبتها: "هذا بدل أن أقول أنكِ حمقاء فارغة الرّأس لا تفكر بمستقبلها." خطت خطوتين قبل أن تتوقف وتلتف برأسها للجانب بحيث استطعت لمح حافة جفنها. "لا تضعي الكثير من الأمال فقط لأن عائلتكِ الجديدة التي لا تتعب من عدّ المال وفرت لكِ منصبًا مرموقًا منذ الأن، فنحن لا ندري متى ستنتصر العدالة ويزَاح هذا القشر عن عائلة باركر." ثم ابتعدت مغادرةً الصّف بهدوء.

مالذي قالته للتو؟ هل تقول بأني أرخيتُ دراستي فقط لأني ضمنتُ منصب عملي مستقبلاً بسبب عائلتي؟ منذ متى كنتُ جادة بشأن دراستي من الأصل؟ ثم من قال أنني أريد عملاً مملاً كالجلوس وسط مكتب كئيب والغرق وسط الأوراق ورنين الهاتف؟

رؤية أليكساندر فقط هكذا تجعلني أشعر بالكآبة، لن أحتمل أن أصبح مثله أبدا.

ما خطبها بحق الإلـٰه؟ إنها ليست على سجيتها البتة!!

ترى مالأمر الذي تخفيه عني؟ سأتجاهل الأمر مؤقتًا لكني لن أغض البصر عنه أبدًا، ليس لها الحق في إخفاء أي أمر عني وخصوصًا بعد أن أخبرتها بكل شيء خطير علمته عن عائلتي حتى قبل أن تتبناني.

أيعقل أنها لم تعد تثق بي؟

"ألن تغادري؟" صوتُ ديلين المريح قاطع صفو أفكاري ورفعتُ رأسي نحوه حيث وقف واضعا كلتا يديه في جيوب بنطاله وسماعة موسيقى كبيرة تعانق عنقه، كان يبدل نظراته بيني وبين باب الصف ولابد أنه انتبه لخروج إيما.

أومأت برأسي وأخذتُ أدس أغراضي في الحقيبة في حين أتاني صوته القلق: "هل تعاني ايما من خطب ما؟" نفيتُ بملل وأنا أحمل الحقيبة وأغادر برفقته نافية: "لا عليك، حالة توتر غريبة تمر بها بسبب اقتراب الإختبارات."

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now