٣٥| في غمار الموت.

744 64 728
                                    

ييرون:

حدقتُ في وجهه القريب مني بانفعال واستنكار شديدين. أنا؟ واقعة في حبه هو؟ هل عقله في مكانه الصحيح؟ ثمّ كيف انتبه بأني كنتُ أحدق به؟ ليس وكأنني كنتُ لأفعل هذا لو علمتُ أنه سيشعر بي، بل وسيأخذ الأمر بشكل خاطئ.. تماما!!

تفاجأتُ بابتعاده عني فجأة وقد أمال رأسه في تحية: "لقد كانت جيدة، أراكِ لاحقا." ثم غادر تاركًا نظري معلقا في كيانه المبتعد. مالذي يقصده بالجيدة؟

بل مالذي فعله للتو؟ ه_هل هو حقًا يظن بأنني أكّن له مشاعرَ الإعجاب لأنني اقتنصتُ بعض النظرَات نحوه منذ قليل؟ لا يعقَل..

يجبُ عليّ تصحيح ظنّه هذا قبل أن يمشي في الأرجاء صائحًا بأنني واقعَة له.. سأصبح مهزلة على لسانه ولسان آيزك.

"مالذي حدث؟" عدتُ للواقع على النبرة المستنكرَة التي تعود للوكاس الذي وقف إلى جانبي وعيناه العسلية على ظهر آركيت المبتعد، متضيّقة بريبَة.

لا بدّ وأنه شهِد الحدَث.

هززتُ كتفاي بقلّة حيلة وأنا أنفضهما حيث أمسكني آركيت قبل وهلة ودفعني نحو الحائط، ثم مسحتهما بانزعاج شديد: "لا أعلم، مجنون أخر ابتلاني به الإلـٰه."

"هل فعل لكِ شيئا سيئا؟"

"لا، لكنه مستفز حتى بابتسامته اللعينة تلك."

لم يعلّق واكتفى بالتنّهد بشيء من الاستياء قبل أن يوليني اهتمامه: "بالمناسبة، هنيئا فوزكِ في النّزال. لم نكن نتوقع ذلك حتمًا." شبح ابتسامة صغيرة لاح على شفتيه فلويتُ شفتي بسخرية في المقابل: "شكرًا، لقد وصلتني السخرية التي بين الأسطر." وعندما وصلني الإدراك سارعت في سؤاله باستغراب: "كيف علمتَ بالأمر؟"

نظر من حوله خصوصًا للسقف وهو يدسّ كلتا يديه في جيوب بنطاله الأسود الجلدي: "كاميرات المراقبة في كل شبر تخطينه، ولن أكذب وأقول إن الفضول لم ينتبني لرؤية أدائكما."

همهمتُ بتفهم وأومأ لي قبل أن يشير للطريق فتحركتُ أتبع الجميع إلى الجزء الثاني، كان صوتُ خطواته إلى جانبي وحينها أدركتُ أنه لربما يريد مشاهدة اختبارنا الثاني.

هذا سيولّد ضغطا أكثر، آيزك وهو كشخصين إضافيين.

بعد قليل كنتُ أقف في مساحة صغيرة وحدي وعلى بعد عشرة أمتار تقابلني آلة ما، خيط يتدلى من إحدى قضبانها لينتهي بحبة تفاح صغيرة. نظرتُ إلى المسدس في يدي لثوان ثم حدقتُ في التفاحة وأخيرا في الأربعة الذين يقفون على الجانب منتظرين.

"هل أنتِ مستعدة؟" صوت آركيت هذه المرّة وصلني وهو يقف إلى جانب اللوحة الضخمة فأومأتُ بصمت ورفعتُ المسدس إلى الأمام أحكم الشّد عليه بكلتا يداي وأغمض عيني اليمنى بتركيز لأركز على اليسرى.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now