٢٧|عرِين الذّئاب يرّحب بالمتطفلّين.

779 70 402
                                    

ييرون:

لا أتذكر كم مرّة كان عليَّ الرّكضُ فيها داخل هذه الكوابيس المتكرّرة، لكني أفعل. نفس الكابوس، الشقة، النيران، الرّكض المهرول، الفزع، التخبط، الفتى الصغير ذو الوحمة، ومؤخرًا رين وكريس.

لم تكُن حاجتِي إلى القوَّة الجسميّة أقلّ من حاجتِي الى القوَّة النّـفسية لإحتمَال تبِعات تلكَ الكوابيس اللَّعينة. ونعـم، أنا الأن نصف واعيةً لما حدثَ لـي وطنين حادٌ يسري في أذني يمنحُني شعورًا مقيتًا.

أخيرًا ها أنا أفتح جفناي بوهَنٍ شديد بسبب الإضاءة الصّاخبة لعيناي، نظري الشارد جال على ما حولي وإدراكِي اتسع قليلاً لأعلم أنها غرفتي. بجدرانها القشدية النّاصعة والحائط المميز لونه وإضاءتها القوية، رائحة الحنين كانت تغرق أنفي وعقلي في شوقٍ كبير.

أنا في البيت الأن!!

بمحاولة مني لتحريك ذراعي، سرى ألم من مفصلي الأيمن يجعلني أتأوه وانتبهتُ إلى اللّاصقة التي هناك لأعلم بأنهم حقنوني بإبرة. كافحتُ نفسي وتحاملتُ جسدي لأستقيم وتزامن ذلك مع صوت صرير الباب وظهور إحدى الخادمات خلفه.

شهقة صدرت منها وملامح وجهها تيبست في صدمة: "آنستي!! هل أنتِ بخير؟" هرولت نحوي وهي تساعدني على الإتكاء بأعلى جسدي على مسند السرير، ثم أخذت تتفقد جسدي وتسألني إن كان يؤلمني شيء.

"انتظري قليلاً، سأنادي السيدة." وهرولت خارجة دون أن تسمع ردي حتى. تنهدتُ أعلّق نظراتي في الفراغ وأنا أعود بذاكرتي لما حدث قبل أن أفقد وعيي. فبعد أن تحدثتُ مع أليكساندر لم أستمع لكلمته بأن أعود للغرفة أو أبقى بعيدة عنهم، ورحتُ كالغبية أبحث عن مخرج لي من ذلكَ البيت الضخم الخانق. ونعم تمّ الإمساك بي وعلموا بأني اتصلتُ بهم دون حتى أن أعترف بذلك، وبناءً على هذا بنوا خطّة مبدئية لهم في حال جاؤوا لإنقاذي.

أخر ما أتذكره كان عندما وجدني المدعو لوكاس في تلك الغرفة ثم هربنا قبل أن تنفجر القنبلة، لكن أظن أنها نسفتنا قبل أن نبتعد. فأنا لا أتذكر أني لمحتُ الضّوء الذي يدّل على خروجنا من ذلك البهو.

"ييرون!!" صرفتُ نظراتي الشاردة نحو الباب لأجد أمي فوق مقعدها المتحرّك تنظرُ لي بعين مشتاقة تشبثت الدّموع بأطراف أهدابها، قبل أن تدفع الخادمة خلفها الكرسي نحوي وبعد لحظات وجدتُ جسدي تحت وطأة خاصتها تغرقني بالأحضان.

"صغيرتي، حمدًا للّه على سلامتك." ترددتُ قليلاً قبل أن أرفع يدي بإرتجاف طفيف لأحيط جسدها. كان شعورًا غريبًا ينتابني في هذه اللّحظة فأنا لم أعتد سوى على حضن ماريان الذي كان في حالات ندرة. أهذا ما يسمونه بحضن الأم الدّافئ؟

صدقًا لا أعلم كم من الوقت ونحن هكذا قبل أن تبدأ في الإبتعاد عني شيئًا فشيئًا وتفاجأتُ بالدّموع التي نزلت بالفعل من جفينها. ما لبِثت تمسكُ بكفيّ وهي تحاولُ لملمة شتاتِ نفسها. "صدقًا، ظننتُ أني فقدتكِ إلى الأبد. لم أكن لأسامح نفسي لو حدث هذا."

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Onde histórias criam vida. Descubra agora