٣٧| خط أحمر.

671 69 457
                                    

أطلق زفيرا مهتدجا من أعمق حنجرته وهو يحدق في العقد بملامح ضيقة، زفر شخرة ساخرة وهو يدحرج عينيه هامسًا: "ذلك العجوز يمزح معي بالطّبع." ثم رفع قلمه وعبر الورقة بخطٍ رفيع دلالة على شيء واحد.

عقد ملغي.

قبل أن يتناول ملفًا أخر صدح صوت هاتف مكتبه فحمله على مضض ليظهر صوت راشيل من خلفه: "سيدي! السيد ميلر يريد مقابلتك وهو الأن_" فُتح باب مكتبه بعنف ليطل منه جسده الطويل وشعره الأشعث وصوت تنفسه المهتدج وصل مسامعه.

"لا بأس، سأتولى الأمر." وضع السّماعة مكانها وأعاد جسده للخلف معطيا سام ابتسامة صغيرة. كان يعلم أنه سيأتي عاجلاً أم آجلاً وهو كان بانتظاره.

"تفضل بالجلوس!!" أشار للمقعد بجانب مكتبه لكن سـام اندفع إلى مكتبه وضرب بكلتا يديه السطح بعنف وأخفض جسده للأمام. "أنتَ أيها الل__ مالذي تحاول فعلَه؟"

لم يمنع الأخر حاجبه من الإرتفاع -بشكلٍ مزيف- وعقد ذراعيه ضد صدره: "على رسلكَ، خذ نفسًا وفسّر بهدوء." كان يسعى لاستثارَة أعصابِه ولم يفشلَ في ذلك.

"أهدَأ؟" لأن الأطولَ هاجَ أكثرَ صائحًا بلكنَة تعذرّت على لسانه لفرطِ سخطِه. "هل تخبرني أن أهدَأ بعد أن رأيتُ ما فعلتَ بها؟" الإحمرار غزا بشرته البيضَاء اثرَ الحمَم التي تجري بشرايينه حتى أن أوداجه انتفخت وبانت على رقبته وجبينه.

"آه!! تقصد ما حدث بالأمس." أومأ على كلامه وكأنه يجيب نفسه ثم اختفت ملامح الساخرة المبتسمة. "كان مجرد اختبار تقييمي، وهي فشلت كما رأيت."

"اختبار تقييمي؟!" انزوَت شفاهه وهو يميل رأسه في غير تصديق وكأنّ طرفَة ألقيت على مسامعه للتو.

"أج_"

"أنت تعلم.." قاطعه مجددًا وهو يضرب سطح المكتب بيده يجعل من الأوراق تهتز. "تعلم أن لديها رهابا من الأماكن المظلمة والضيقة ورميتها هناك." صك أسنانه في حنق شديد وأردف: "تعلم أنها تكره الإقتراب من الحيوانات لكنك ألقيتها في حوض للكائنات البحرية الخطيرة."

"فيما كنتَ تفكر عندما فعلت ذلك؟" همس رافعا حاجبه.

لكنَ أناملَه على سطحِ المكتب كانت ترتجِف، اثرَ رغبَة كامنَة في دواخلِه بأن يقبضَ أناملَه ويلحمَها في وجهِ من يقابلُه. لعلّ الجمرَة بداخلِه تخمَد.

ملامِح الأشقَر لم تتغيّر عدى قتامَة اللّون السماوي في مقلتَيه إلى واحدٍ عاصف فهو لم ينزِع ابتسامتَه الخافِتة، رأسه مال هو الأخَر متحديًا. "في نفسِ ما فكَرت هي فيه عند قرارِها بتحديّ.. والظّهور أمامي."

مقلتا سام تبدلّت بين خاصة الأخر يقرأ الكلمات بهما ويستنتِج ما خلف كواليس كلماته التي لم ينطقَ بها لكنّ أليكساندر يدرِك أنه سيستوعبها بكل يُسر.

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]Where stories live. Discover now