٠٠| حرب العصابات انبلَجت.

4.2K 197 349
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

استمتعوا
•••••

تلكَ اللّيلة التي تعانقَت فيها السّحب وسّدت الأفق وعلا صفير الرّياح فوق كلّ صوتٍ وانهمرت السّماء بالدّموع، البرق والرّعد يتناوبان على مقارعة حاستي السّمع والبصر بأسلوب ديناميكي لا يخطئ الترتيب.

صوتُ القطرات المُتهاوية عبر أنابيب التهوية، وصوتها أثناء إرتطامها بمعدن السّقف كسر هدوء المكان المُتهالك.

حيثُ تقِف تلكَ الهيئات في أجسادٍ كساها السّواد وزادها عتمة مما هي فيه، كلٌ متخذٌ من إحدى الزّوايا منصبًا له يؤدي فيه ماسبق وتمّ الإقرار والإتفاق عليه.

الثوانِي تمر لتُصبحَ دقائِق فسَاعات.. الأمر طال عن اللّزوم وهذا ما لن يرضَاه صاحبُ الملامحِ الفاتنة المبشرّة بالهلاَك للمُنتظَر، أخرجَ سيجارتهُ الرّابعة للآن لِيدسّها بين شفتيهِ مُشعلاً فتيلها، يدهُ الأخرى لا تزالُ تداعبُ كرة الفرو الماكثة في حِجره.

صادفَ تصاعدُ دخانها الكثيفِ في الهواء، قرعَ خطوات تُسابق الرّيح في عدوِها، جسد ضئيل بعض الشيء اقترب من ذو السيجارة ليتموقع قُربه.

لا يزالُ ينحني بجسده إلى ركبتيه يلهثُ في تعب، وقد أخرج كلماته بصعوبة، رغم أنّه لا يحتاج للحديث بشيء، ظهوره وحده كفيلٌ بنشر النبوءة التي كانوا بإنتظارها.

"لَقد وصل.." شبح ابتسامة لاح من بين كَرزيتاه لم يَكن يدّل إلا على أنه في أوّج هيجانِ واحتدام نشوته، انتصب واقفا بوقارِ كوقار ملامحه، بقايا سيجارته دُست تحت حذائه ويمناه ارتفعت نحو قبعته السوداء مميلاً إياها جانبا، وكتلةُ الفرو السّوداء قد تعلقت في كتفه.

نظرته تعلّقت بساعته الفضيّة التي تتأصل برسغِه، انزوَت شفاهه للأعلى. "متأخر لكن لا بأس، لا يزالُ ضيفنا المميّز. أدعوه لِنكرِمه." آيزك أومأ في طاعةٍ عائدًا للخلفِ برّوية حتى اختفى من أفقِ أنظارِهم، وهو أخذ خطواتهِ ناحية النّافذة ذي الزّجاج المكسور يراقبُ انعكاسهُ المظلم خليل قطرات المطر المتساقطة.

قطته قد عادت وسط ذراعيه تُطالبه بمداعبتها والتماس الدفئ من كفيه. "لا أحتاجُ أن أذكركم بما عليكُم فعله، صحيح؟!" بصوتِه الخافت الرّزين صرّح وما كان على الجميع إلاّ الإيماء، غير صاحب الخصلات الفاتِحة الذي كان ينزوي بقربِه ويراقب تصّرفاته بغير رضَاء.

تلكَ النظرَات قذِفت كالأسهم نحوه تنغرِس في ظهرِه، تجعَل مستوى الحماسِ فيه يتلاشَى. "ألديكَ ما تُدلي به يا لوك؟ ما كلّ هذا العبوسِ يا صَاح؟ المجزرَة لم تبدَأ بعد." سخر، يذيب تلكَ الأسهم بحرارة ظهره ثم يستدِير، الكائن الدّاكن بين ذراعيه وثَب للأرض مبتعدًا وكأنّه استشعرَ هالَة صاحبِه. 

PRINCE OF THE NIGHT || ATEEZ [✓]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن